موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 8:50 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك حمداً كثيراً جزيلاً دائمًا مباركاً فيه ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله الطيبيين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرًا .

نشأة الفرق الاسلامية
كانت الخلافة هي المسألة التي اشتد نزاع المسلمين فيها ، وكان من أثر هذا النزاع أن تكونت ثلاث فرق من أكبر الفرق الإسلامية وهي:
1 – الشيعة : وهم الذين يرون أن الأحق بالخلافة بعد سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو علي بن أبي طالب .
2 – الخوارج : وهم الذين لم يرتضوا التحكيم وخرجوا على الإمام علي ورأوا أن الخلافة يجب أن تكون باختيار حُرٍّ بين المسلمين .
3 – المرجئة : وهم الذين كرهوا الخلاف وابتعدوا عن الفريقين وأرجئوا الحكم فيها لله تعالى .
ولما انتهى المسلمون من الفتح ودخل في الإسلام كثير من أصحاب الديانات الأخرى (اليهودية والنصرانية والمجوسية وغيرها ) أخذت تظهر أفكار صيغت من أصحاب الديانات القديمة في ثوب دينهم الجديد.
وكانت العراق وخصوصًا البصرة موطنًا لجميع الملل والنحل . فظهر الخلاف في أصول الدين حين قامت جماعة يقولون بسلب إرادة الانسان ، وعلى رأسهم ((جهم بن صفوان)) الذي تكون منه ومن أتباعه فرقة الجبرية كما قامت جماعة أخرى يقولون بحرية الإرادة الانسانية ردًّا على الجبرية ، ويتزعمهم ((معبد الجهني)) فنشأت طائفة القدرية .

وسط هذا الاضطراب الفكري والمبادئ التي كونتها كل فرقة قام جماعة من المخلصين يشرحون عقائد المسلمين على طريقة القرآن الكريم ومن أشهرهم ((الحسن البصري)) وكان من أثر اختلافه مع تلميذه ((واصل بن عطاء)) في حكم مرتكب الكبيرة الذي مات ولم يتب من ذنبه تكوين فرقة المعتزلة التي كان لها الفضل الأول في الدفاع عن العقيدة ، وكان هذا في أوائل القرن الثاني من الهجرة .
وفي أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع ظهر الإمام ((أبو منصور الماتريدي)) واشتغل بالرد على أصحاب العقائد الباطلة وتكون منه ومن أتباعه فرقة الماتريدية ، كما ظهر الإمام ((أبو الحسن الأشعري)) وأعلن انفصاله عن المعتزلة وبين مبادئه الجديدة التي وافق عليها خيرة علماء المسلمين من الفقهاء والمحدثين وتكون بهذا فرقة الأشاعرة .
ومن هاتين الفرقتين تكونت جماعة أهل السنة .
لهذا نرى أن نشأة الفرق ترجع إلى أمرين :

الأول : الخلاف في الإمامة .

الثاني : الخلاف في الأصول .

يتبع بمشيئة الله

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 8:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 17, 2013 2:03 pm
مشاركات: 2777

مبسط
مفيد
بارك الله بكم


_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله واحشرنا بزمرتهم انك سميع مجيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 10:28 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
شكراً لكم أخي الفاضل / أبو الحسن الطيب
وبارك الله بكم
شرفني مرور حضرتكم الكريم

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 10:41 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23668

جميل

ما شاء الله

لكن أول الفرق ظهورا ووضوحا الخوارج .


ابو الحسن الطيب كتب:

مبسط
مفيد
بارك الله بكم


_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 11:08 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت يونيو 22, 2013 3:24 pm
مشاركات: 552

الله يفتح علي حضرتك أخي الفاضل نور الدين

وبارك الله فيكم دائما أبدا


_________________
آل بيت النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي
أرجو بهم اُعطى غداً *** بيدي اليمين صحيفتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 11:27 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
جبر الله بخاطركم يا مولانا وأعزكم دنيا ودين

وبارك الله في حضرتكم

شرفني واسعدني مرور حضرتكم الكريم .


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2017 11:35 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
وكما قلت مولانا د.محمود أول الفرق ظهورًا ووضوحًا الخوارج


مريد سيدنا النبي كتب:

الله يفتح علي حضرتك أخي الفاضل نور الدين

وبارك الله فيكم دائما أبدا



وعليك أخي الفاضل مريد سيدنا النبي وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
شرفني مرور حضرتكم الكريم

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 29, 2017 11:34 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة يناير 01, 2010 1:16 am
مشاركات: 951
msobieh كتب:

جميل

ما شاء الله

لكن أول الفرق ظهورا ووضوحا الخوارج .


ابو الحسن الطيب كتب:

مبسط
مفيد
بارك الله بكم



ففي الصحيحين أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم، فقال: اعدل،
فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟
قال: خبت وخسرت إن لم أكن أعدل،
فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه، فأضرب عنقه،
فقال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه –وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس،
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته.

_________________

يانور الأنوارِ أَغثنى
أدْرِكنى يا نور "محمد"
مِن أَرْضى..مِنْ طينةِ جِسْمى
وارفعنى لجوارِ" محمد"
***
خذنى إليك ..ونـقنى
مِن كل عيـبٍ زَكِّـنى
و بـنظرة منك اكـفنى
و إلى رحابك ضُمنى
من شعر عبد الله صلاح الدين القوصى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 30, 2017 11:48 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
بارك الله فيكم أخي الفاضل ابن أميرة

وشكراً لك على التوضيح

شرفني مرور حضرتكم الكريم

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مذكرة الفرق.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 29, 2017 3:47 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1936
أولًا المعتزلة:
نشأة المعتزلة :

نشأت المعتزلة في أوائل القرن الثاني الهجري في العصر الأموي بمدينة البصرة ، وقد شغلت الفكر الإسلامي في العصر العباسي زمانًا طويلًا .
وأساس نشأتها : اختلاف ((واصل بن عطاء)) مع أستاذه ((الحسن البصري)) في حكم مرتكب الكبيرة ، حدثنا الشهرستاني في الملل والنحل عن هذا فيقول : دخل واحد على ((الحسن البصري)) فقال : يا إمام الدين ، لقد ظهر في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر ، والكبيرة عندهم كفر يخرج عن الملة ، وهم الخوارج ، وجماعة يرجئون أصحاب الكبائر ، والكبيرة عندهم لا تضر مع الإيمان ، بل العمل على مذهبهم ليس ركنًا من الدين ، ولا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة ، وهم مرجئة الأمة ، فكيف تحكم لنا في ذلك إعتقاداً ؟
ففكر الحسن في ذلك وقبل أن يجيب قال واصل بن عطاء ـ وكان من رواد مجلس الحسن ـ : أنا أقول : إن صاحب الكبيرة لا مؤمن مطلقًا ولا كافر مطلقًا ، بل هو في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر .
واعتزل إلى أسطوانة من المسجد وأخذ يقرر هذا الحكم فقال :
إن مرتكب الكبيرة فاسق : لأنه لم يستجمع خصال الخير حتى يسمى مؤمنًا ، وليس بكافر ، لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه ، لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو مخلد في النار ، ولكن يخفف عنه العذاب فتكون درجته فوق درجة الكفار ، ويجوز إطلاق اسم المسلم عليه تمييزًا له عن الذمي .ا.هـ.

فقال الحسن البصري عند قيام واصل من مجلسه : اعتزلنا واصل ، فكان هذا سببًا في تسميتهم بالمعتزلة . كان هذا بالبصرة ، وقد انتشر الاعتزال بالعراق واعتنقه بعض خلفاء بني أمية ، وفي العصر العباسي كان للمعتزلة مدرستان : إحداهما بالبصرة والأخرى ببغداد ، وقام بين المدرستين خلاف كبير .
ولم يكتف بعض الخلفاء العباسيين مثل المامون باعتناق مذهب المعتزلة ، بل عملوا على حمل الناس عليه ، وكانت فتنة شوهت سمعة المعتزلة وقضت على مكانتهم بين الأمة حينما زال سلطان مؤيديهم من العباسيين .

طريقة المعتزلة في البحث :
كانوا يعتمدون في الاستدلال على عقائدهم بالقضايا العقلية ، ولا يحد ثقتهم بالعقل إلا احترامهم لأوامر الشرع ، ولذلك حَكَّموا العقل في كل شئ ، وحاولوا الوصول عن طريقه إلى كل شئ .
وكان هذا المسلك أثرًا لنشأتهم في بيئة مليئة بعقائد مختلفة ونِحَلٍ متباينة : يهودية ،ونصرانية ، ومجوسية. . . وغيرهم. كما كان لدراستهم الفلسفة أثر كبير في أرائهم .

دفاعهم عن الاسلام :
قام المعتزلة بدور كبير في الدفاع عن العقائد الإسلامية ، حيث قاموا بمجادلة خصوم الإسلام وألقوا الكتب ،وعقدوا المناظرات ، وسافروا إلى أنحاء متفرقة لهذا الغرض ، ونجحوا في إقناع كثير من الخصوم ببطلان عقائدهم ، فاختصوا بالفضل الأول العظيم في الدفاع عن الإسلام ، لأنهم قاوموا أصحاب العقائد الباطلة بالحجة والبرهان .

أسباب معاداة الفقهاء والمحدثين وأهل السنة للمعتزلة :
1 – مخالفة المعتزلة طريق السلف الصالح في فهم العقائد لتحكيم العقل في كل شئ .
2 – مشايعة بعض الخلفاء للمعتزلة مثل المأمون ، فعادوا بذلك علماء الأمة ومحدثيها على اعتناق مذهب الاعتزال ، وآذوهم وأنزلوا بهم المحن وعذبوهم وسجنوهم حتى مات بعضهم كما حدث في فتنة خلق القرآن الكريم .
3 – ظهور كثير الملحدين بين المعتزلة ممن خرجوا على الإسلام ، وتسلطوا على المسلمين ، لإفساد عقائدهم ، ولم يمنع طرد المعتزلة لهؤلاء وإقصائهم بعيدًا عن صفوفهم من شيوع اتهام الاعتزال بأنه مؤد إلى الزندقة والكفر .

ومع هذا لا يستطيع أحد أن ينكر فضل المعتزلة في الدفاع عن الإسلام ، والنيل من خصومه ، وصد كل هجوم على عقائد المسلمين .

أهم مبادئ المعتزلة :
1 – قولهم بالحسن والقبح العقليين : فالعقل عندهم يدرك حُسنَ الأشياء وقبحَها ويدرك حكم الله في الحسن بطلب فعله ، وفي القبيح بطلب تركه ، وبنوا أراءهم في العقائد على هذا المبدأ .
2 – طريق وجوب المعرفة العقل لا الشرع .
3 – الإيمان : تصديق ، وعمل .
4 – مرتكب الكبيرة الذي مات ولم يتب من ذنبه في منزلة بين المنزلتين .
5 – صفة القِـدَم خاصةٌ بذات الله وكذا صفة الوحدانية ، ولهذا أنكروا صفات المعاني حتى لا يتعدد القدماء .
6 – يجب على الله ـ تعالى ـ تنفيذ وعده ووعيده ، وإرسال الرسل لعباده ، وتأييدُهم بالمعجزات ، ورعاية الصلاح والأصلح لخلقه .
7 – العبد يخلق أفعالَ نفسه الاختيارية بقدرة أودعها الله فيه .
8 – لا يأمر الله إلا بما أراد ، ولم ينه إلا عما كَرِه ، فهو يريد الخير ولا يريد الشر .
9 – استحالة رؤية الله ـ تعالى ـ لاقتضائها المشابهة للحوادث .
10 – إنكار الشفاعة لمرتكبي الكبائر .
11 – وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
12 – تأويل المتشابه من القرآن والسنة .

التعريف بإمام المعتزلة واصل بن عطاء :
واصل بن عطاء ، ولد بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة من أصل فارسي ، وكان من الموالي ، نشأ رقيقًا ولكنه قضى معظم حياته حُرًّا ، وهو المؤسس الأول لمذهب الاعتزال .
بدأ حياته بالمدينة وهي العاصمة الإسلامية الأولى ، وفيها أكبر تراث إسلامي حمله الصحابة والتابعون ، وقد تأثر واصل بمبدأ نشأته في هذه البيئة الطيبة ، فكان حريصًا على الاعتماد على القرآن والاستناد إلى نصوصه .
يظهر هذا فيما روي عن زوجته حين سئلت عنه فقالت : ((كان واصل إذا جَنَّ الليلُ صَفَّ قدميه يصلي . ولوح ودواة بجانبه . فإذا مرت به آية فيها حجة على المخالف ، جلس فكتبها ، ثم عاد إلى صلاته)) .
لم نقف على المدة التي قضاها في المدينة كما لم نطلع على مدة رِقِّة . فقد إنتقل من المدينة إلى العراق وأقام بالبصرة ، وتتلمذ على الحسن البصري إلى أن اعتزله عندما اختلفا في حكم مرتكب الكبيرة كما سبق .
وكانت العراق بحرًا يموج بالآراء لفرق متعددة وملل ونحل متباينة ، كما كانت محل ثورات من الأمويين ، وقد اتصل واصل بالخوارج والشيعة وأهل الحديث وأرباب المِلَل والنِّحَل المختلفة حتى وصف (بأنه ليس أعلم بكلام غالية الشيعة ومارقة الخوارج ، وكلام الزنادقة ، والدهرية ، والمرجئة وسائر المخالفين والرد عليهم منه).
وقد صرح برأيه في أربع مسائل هامة كانت تشغل الأذهان وقت ذاك :
أولها : مسألة مرتكب الكبيرة التي كانت أساس مذهب الاعتزال ، فقال في شانه : هو فاسق في منزلة بين المنزلتين كما علمت .
ثانيها : الحكم على المتنازعين من الصحابة ـ سيدنا علي وأتباعه ، وسيدنا معاوية وأصحابه ـ بأن أحد الفريقين فاسق ـ لا بعينه ـ ولا تجوز شهادتهم ، وكان جريئًا في هذا الحكم على صحابة سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ،ولذا نقل أنه رجع عنه في آخر حياته .
ثالثها : إنكار صفات المعاني .
رابعها : إثبات القدرة والاختيار للعبد .
وكان واصل بن عطاء رجلًا عالمًا زاهدًا مشغولًا بالوعظ والتعليم نهارًا ، والصلاة وقراءة القرآن ليلًا ، وكان حريصًا على الدفاع عن دينه ، يرسل الدعاة إلى الأقطار يصححون للناس عقائدهم ، ويجادلون أهل الباطل دفاعًا عن دينهم ، وكان يُحذِّر الناسَ من التعلق بالدنيا .
وتُوُفِّي إلى رحمة الله سنة 131 هــ
ومن أشهر زعماء المعتزلة : واصل بن عطاء مؤسس مذهب الاعتزال ، وعمرو بن عبيد ، وأبو علي الجبائي ، وأبو الهذيل العلاف ، وأبو إسحاق بن يسار المعروف بالنَّظَّام ، وبشر بن المعتمر ، وعمرو بن بحر الجاحظ ، وأبو الحسين الخياط ، وأبو الحسين البصري ، والكعبي ، والزمخشري . ا.هــ

يتبع بمشيئة الله : أهل السنة والجماعة

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 157 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط