موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الذكر بأعداد كبيرة هو ما عليه الأمة المحمدية وخاصة الأكابر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 24, 2017 11:57 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فهذا موضوع في غاية الأهمية حيث إنه يتحدث عن الذكر بأعداد كبيرة عند الأمة المحمدية، وأنهم كانوا يرونه من أفضل القربات وأنجح المساعي، فكانوا يتنافسون فيه ويتفاضلون به، فعلمنا أن منهم من كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة، ومنهم من كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة، وهو أمر اتفقت عليه الأمة منذ عهد الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا.

قال الإمام أبو طالب المكي في قوت القلوب (1/ 77):
(الفصل الخامس عشر في ذكر ورد العبد من التسبيح والذكروالصلاة في اليوم والليلة وفضل صلاة الجماعة وذكر أفضل الأوقات المرجو فيها الإجابة وذكر صلاة التسبيح وما يستحب أن يكون شعاره. ليكن للعبد في كل يوم وليلة ورد من التسبيح وأقل ذلك تسعمائة مرة من أنواع الأذكار التي وردت بها الأخبار، فليقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي، لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة، فإذا قال ذلك مائتي مرة لم يعمل أحد في يومه أفضل من عمله بأثر فيه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليقل سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وتبارك الله مائة مرة، وليقل: اللهم صلّ على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي مائة مرة، وليقل: أستغفر الله الحي القيوم، وأسأله التوبة مائة مرة، ليقل: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وليقل: لا إله إلاّ الله الملك الحق المبين مائة مرة، وليقل: ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله مائة مرة، يقول هذا في كل يوم وفي كل ليلة فإن رزق مزيداً عليه فهو فضل وإلا كان هذا معلومه وقد كان في الصحابة من ورده كل يومِ اثنا عشر ألف تسبيحة، وكان من التابعين من ورده في كل يوم ثلاثون ألفاً، وحدثونا عن إبراهيم بن أدهم عن بعض الأبدال أنه قام ذات ليلة يصلي على شاطئ البحر فسمع صوتاً عالياً بالتسبيح ولم يرَ أحداً فقال: من أنت أسمع صوتك ولا أرى شخصك، فقال أنا ملك من الملائكة موكل بهذا البحر أسبح الله عزّ وجلّ هذا التسبيح منذخلقت قلت فما اسمك؟ قال مهيهيائيل، قلت: فما ثواب من قاله؟ قال: من قاله مائة مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له، وهو هذا التسبيح: سبحان الله العلي الديان، سبحان الله شديد الأركان، سبحان من يذهب بالليل ويأتي بالنهار سبحان من لا يشغله شأن عن شأن، سبحان اللّّه الحنان، المنان، سبحان الله المسبح في كل مكان، وإن كان للعبد من الصلاة أوراد معلومة فحسناً قد فعل كان من التابعين من ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة وأربعمائة ركعة وكان منهم من ورده ستمائة ركعة إلى ألف ركعة وأقل ما نقل عنه من الأوراد مائة ركعة في اليوم.)اهـ.

والتسبيح بأعداد كبيرة أمر لم ينفرد به الرجال بل شاركهم فيه النساء أيضا فقد روي عن بعضهن في ذلك الشأن العجب العجاب منه ما رواه ابن بشران (الجزء الأول والثاني من فوائد ابن بشران) (ص: 191)، وعبد الوهاب بن منده في الفوائد (ص: 57) والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 186) (عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ تُسَبِّحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ، فَمَاتَتْ فَلَمَّا بُلِغَ بِهَا الْقَبْرُ أُخِذَتْ مِنْ أَيْدِي الرِّجَالِ).


وهو سر من أسرار قوة الأمة وعزتها ورفعتها فقد قال سيدنا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه-: "ما صيد من صيد ولا عضد من شجر إلا بما ضيع من التسبيح".

أما خوارج العصر فيسيرون على عكس سير الأمة المحمدية ويريدون حرمان الأمة من سر من أسرار قوتها؛ فيحرمون الذكر بأعداد كبيرة ويرونه بدعة ضلالة قد توصل عند بعضهم إلى الشرك الأكبر، ويصورونه للناس بهذه الصورة القبيحة ويرهبونهم بذريعة الشرك، فلم يكن أحد يسمع لقولهم هذا حتى عهد قريب حيث كان الأولياء والعلماء متوافرين فكنا نرى الآباء والأجداد والأمهات والجدات لا تفارق المسبحة أيديهم فكانت الأمة في رحمة وسعة وحب واتفاق وود بين الناس وأخلاق حسنة ونحو ذلك من الأمور الفاضلة. فلما قل الأولياء والرجال من العلماء ولم يكن في بعض الناس يقين يجعلهم يجتنبون الخوارج أو يكذبونهم - استشرى أذى الخوارج وضلالهم وزاد كذبهم فصوروا للناس زيادة على ما سبق أن الأمة لم تكن تذكر بهذه الأعداد الكبيرة وأن هذا الأمر على خلاف الكتاب والسنة فأذعن البعض لقولهم- مع موت من تربى على ذلك من الآباء والأجداد- مع ترك البعض ممن يعرفون الحق لـ (الذكر بأعداد كبيرة) أو غفلتهم وانشغالهم عنه؛ فرأينا في الأمة ضعفا شديدا ووهنا وضيقا وتمزقا وأخلاقا سيئة وشقاقا وقلة ود ونحو ذلك من الأمور السيئة {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

وهذا الموضوع ما هو إلا بيان لما كانت عليه الأمة في هذا الموضوع وهو (الذكر بأعداد كبيرة)، وبمشيئة الله – تعالى – سنذكر من فعل ذلك من الأمة وخاصة الأكابر رضي الله عنهم، والله سبحانه المستعان وعليه وحده التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وسندنا وملاذنا وشفيعنا وحبيبنا ومولانا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، والحمد لله رب العالمين.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الذكر بأعداد كبيرة هو ما عليه الأمة المحمدية وخاصة الأكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 24, 2017 12:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه


سيدنا أبو هريرة – رضي الله عنه – كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة، وكان له خيط فيه ألف وفي رواية ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به، وأبو هريرة – رضي الله عنه – من الصحابة وأكثرهم رواية للحديث الشريف، أكان هذا الصحابي الجليل مبتدعاً؟ معاذ الله أن يكون أحد الصحابة كذلك فهم تربية سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم، فليس سيدنا أبو هريرة – رضي الله عنه – مبتدعاً وكذلك الأئمة الذين رووا كثرة ذكره ليسوا من أهل البدع والضلال بل أئمة سنة وهدى، وهذا بعض ما رووه في ذلك:


مصنف ابن أبي شيبة (عوامة) (14/ 31)
27269- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : إِنِّي لأُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ ثَنَتَيْ عَشْرَةَ أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ ، قَدْرَ دِيَتِي ، أَوْ قَالَ : قَدْرَ دِيَتِهِ.)اهـ .


الأربعين المغنية للعلائي (ص: 556)
897- وفي ((صحيح مسلم)): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم حبب عبيدك أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليه المؤمنين، قال: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني)). وكان أحد [بيتي] بالمدينة مع ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، وولي المدينة لمعاوية غير مرة، وكان يسبح في اليوم والليلة اثني عشر ألف تسبيحة.) اهـ.


جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (2/ 517)
(طَهَارَةٍ أَوْ عَلَى حَدَثٍ. وَقَالَ مِسْعَرٌ: «كَانَتْ دَوَابُّ الْبَحْرِ فِي الْبَحْرِ تَسْكُنُ، وَيُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي السِّجْنِ لَا يَسْكُنُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» . وَكَانَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ خَيْطٌ فِيهِ أَلْفُ عُقْدَةٍ، فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ.)اهـ.


طرح التثريب في شرح التقريب (1/ 138)
(وفي الصحيح أيضاً عنه قال: "حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع مني هذا البلعوم". قال عكرمة: كان أبو هريرة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة.) اهـ .


الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (2/ 4)
(قوله (أبي هريرة) اختلف في اسمه واسم أبيه على نحو ثلاثين قولاً وكان له هرة فكني بها وروى له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة آلاف حديث وثلثمائة وأربعة وسبعون حديثاً ذكر البخاري منها ثمانية عشر وأربعمائة وروى عنه ثمانمائة رجل وأكثر كان يسبح في اليوم اثنى عشر ألف تسبيحة ولي إمرة المدينة مرات مات سنة سبع وخمسين ودفن بالبقيع) اهـ


كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (1/ 446)
(وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عِكرمة أن أبا هريرة كان يُسبِّح كلَّ يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسَبِّحُ بقدر ذنبي.) اهـ


تاريخ دمشق لابن عساكر (67/ 363)
(عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم باثنتي عشرة ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ديتي) اهـ


المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/ 315)
(عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَلْفَ تَسْبِيحَةً، يَقُولُ: أُسَبِّحُ بِقَدْرِ ذَنْبِي.) اهـ


صفة الصفوة (1/ 691)
(وعن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح في كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ويقول أسبح بقدر ذنبي.
وعن نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به) اهـ


الكاشف (2/ 469)
( 6881- أبو هريرة الدوسي عبد الرحمن بن صخر وقيل كان عبد شمس فغير وغير ذلك قيل روى عنه ثمانمائة تأخر منهم المقبري وهمام وموسى بن وردان ومحمد بن زياد الجمحي كان حافظا متثبتا ذكيا مفتيا صاحب صيام وقيام قال عكرمة كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة) اهـ


تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 566)
( وَقَالَ خَالِد الحذاء عَن عكرمة إنّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يسبِّح كل يَوْم اثني عشر ألف تسبيحة، ويقول: أسبّح بقدر ذنبي.) اهـ


موسوعة التخريج (ص: 22416)
(* 176616 -) وهو فيما أنبأني أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا خالد عن عكرمة أن أبا هريرة قال أني لأسبح كل يوم قدر ديتي اثني عشر ألفا
البيهقي في سننه الكبرى ج 8/ ص 79 حديث رقم: 15962

* 176617 -) حدثنا أبو بكر قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن عكرمة عن أبي هريرة قال إني لأسبح كل يوم اثنتي عشرة مرة ألف تسبيحة قدر ديتي وقدر ديته
عبد الرزاق في مصنفه ج 5/ ص 345 حديث رقم: 26733

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 32 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط