موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قصة إسلام سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 14, 2017 10:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة

عن عبد الله بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان أرضه وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا من ماله ولا ولده فما زال به حبه اياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار التي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة فكنت كذلك لا اعلم من أمر الناس شيئا الا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له وكانت له ضيعة فيها بعض العمل فدعاني فقال أي بني انه قد شغلني ما ترى من بنياني عن ضيعتي هذه ولا بد لي من اطلاعها فانطلق اليهم فمرهم لكذا وكذى ولا تحتبس عني فانك ان احتبست عني شغلتني عن كل شيء

فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها فقلت ما هذا فقالوا هؤلاء النصارى يصلون فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم فوالله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس وبعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت ولم أذهب الى ضيعته فقال أي بني أين كنت ألم أكن قلت لك قلت يآبتاه مررت بأناس يقال لهم النصارى فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم فجلست أنظر كيف يفعلون فقال أي بني دينك ودين آبائك خير من دينهم فقلت والله ما هو بخير من دينهم هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون له ونحن انما نعبد نارا نوقدها بأيدينا اذا تركناها ماتت فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده

فبعثت الى النصارى فقلت لهم أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه فقالوا بالشام فقلت فاذا قدم عليكم من هناك أناس فأذنوني فقالوا نفعل فقدم عليهم ناس من تجارهم فبعثوا الي انه قدم علينا تجار من تجارنا فبعثت اليهم اذا قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج فأذنوني بهم قالوا نفعل فلما قضوا حوائجهم وأرادوا الرحيل بعثوا الي بذلك فطرحت الحديد الذي في رجلي ولحقت بهم فانطلقت معهم حتى قدمت الشام

فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين قالوا الأسقف صاحب الكنيسة فجئته فقلت له اني قد أحببت أن أكون معك في كنيستك وأعبد الله فيها معك وأتعلم منك الخير قال فكن معي فكنت معه وكان رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فاذا جمعوها اليه اكتنزها ولم يعطها المساكين فأبغضته بغضا شديدا لما رأيت من حاله فلم ينشب ان مات فلما جاؤوا ليدفنوه قلت لهم ان هذا رجل سوء كان يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها حتى اذا جمعتموها اليه اكتنزها ولم يعطها المساكين فقالوا وما علامة ذلك فقلت أنا أخرج لكم كنزه فقالوا فهاته فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوا ذلك قالوا والله لا يدفن ابدا فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة

وجاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه فلا والله يا ابن عباس ما رأيت رجلا قط لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه أشد اجتهادا ولا أزهد في الدنيا ولا ادأب ليلا ولا نهارا منه ما اعلمني أحببت شيئا قط قبله حبه فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله عز وجل واني والله ما أحببت شيئا قط حبك فماذا تأمرني والى من توصيني قال أي بني والله ما أعلمه الا رجلا بالموصل فأته فانك ستجده على مثل حالي

فلما مات وغيب لحقت بالموصل فأتيت صاحبها فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا فقلت له ان فلانا أوصاني اليك أن آتيك وأكون معك قال فأقم أي بني فأقمت عنده على مثل امر صاحبه حتى حضرته الوفاة فقلت له ان فلانا أوصاني اليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فالى من قال والله ما أعلمه أي بني الا رجلا بنصيبين هو على مثل ما نحن عليه فالحق به

فلما دفناه لحقت بالآخر فقلت له يا فلان ان فلانا أوصاني الى فلان وفلان أوصاني اليك قال فأقم يا بني فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة فقلت له يا فلان انه قد حضرك من امر الله ما ترى وقد كان فلان اوصاني الى فلان واوصاني فلان الى فلان واوصاني فلان اليك فالى من قال أي بني والله ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه الا رجل بعمورية من ارض الروم فأته فانك ستجده على مثل ما كنا عليه

فلما واريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرات ثم حضرته الوفاة فقلت يا فلان ان فلانا كان أوصاني الى فلان وفلان الى فلان وفلان اليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فالى من توصيني قال أي بني والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم مهاجره بين حرتين الى أرض سبخة ذات نخل وان فيه علامات لا تخفى بين كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فان استطعت ان تخلص الى تلك البلاد فافعل فانه قد أظلك زمانه

فلما واريناه اقمت على خير حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب فقلت لهم تحملوني معكم حتى تقدموني أرض العرب وأعطيكم غنمتي هذه وبقراتي قالوا نعم فأعطيتهم اياها وحملوني حتى اذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود بوادي القرى فوالله لقد رأيت النخل وطمعت ان يكون البلد الذي نعت لي صاحبي وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من أقرباء يهود وادي القرى

فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده فخرج بي حتى قدم المدينة فوالله ما هو الا أن رأيتها فعرفت نعته فأقمت في رقي مع صاحبي وبعث الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مما أنا فيه من الرق حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له فوالله اني لفيها اذ جاء ابن عم له فقال فلان قاتل الله بني قيلة والله انهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون انه نبي فوالله ما هو الا أن سمعتها فأخذتني العرواء يقول الرعدة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي

ونزلت اقول ما هذا الخبر ما هو فرفع مولاي فلكمني لكمة شديدة وقال ما لك ولهذا أقبل قبل عملك فقلت لا شيء انما سمعت خبرا وأحببت أعلمه فلما أمسيت وكان عندي شيء من طعام فحملته وذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقبا فقلت انه بلغني أنك رجل صالح أن معك اصحابا لك غرباء وقد كان عندي شيء للصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد به فها هو هذا فكل منه فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال لأصحابه كلوا ولم يأكل فقلت في نفسي هذه خلة مما وصف لي صاحبي

ثم رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة فجمعت شيء كان عندي ثم جئته به فقلت ابي رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم واكل اصحابه فقلت هذه خلتان

ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في اصحابه فاستدرت به لأنظر الى الخاتم في ظهره فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أستدير عرف أني استثبت من شيء قد وصف لي فوضع رداءه عن ظهره فنظرت الى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال تحول يا سلمان هاكني فتحولت فجلست بين يديه وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه فحدثته يا ابن عباس كما حدثتك فلما فرغت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمايه نخله أحييها له وأربعين أوقية فأعانني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل ثلاثين ودية الى عشرة كل رجل منهم على قدر ما عنده

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقر لها فاذا فرغت فأذني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي ففقرتها وأعانني أصحابي يقول حفرت لها حيث توضع حتى فرغنا منها ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرغنا منها فخرج معي حتى جاءها فكنا نحمل اليه الودى فيضعه بيده ويسوي عليه فوالذي بعثه بالحق ما ماتت منها ودية واحدة وبقيت علي الدراهم

فاتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الفارسي المسلم المكاتب فدعيت له فقال خذ هذه يا سلمان فأد بها ما عليك فقلت يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي قال فان الله عز وجل سيؤدي بها عنك فوالذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية فأديتها اليهم وعتق سلمان وكان الرق قد حبسني حتى فاتتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد ثم عتقت فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.
ـــــــــ
سيرة ابن إسحاق

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 68 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط