أنوار (ليلة من كلام الله مع النبي صلى الله عليه وسلم وقيامه)

علاء · **مرسل:** الخميس فبراير 23, 2017 4:17 pm

كلم الله موسى تكليما.. فهو الكليم عليه السلام..

وأحب الله محمدا حبا.. فهو الحبيب

صلى الله عليه وسلم..

كلم الله سيدنا موسى عند الطور.. نعم

ولكن.. هل كلم الله حبيبه فقط عند السدرة وبعدها؟

وهل تعلم أن الله عز وجل كلم النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته الشريفة ليلا ؟!

كلمه في بيته.. كلمه في خلوته.. وأن النبي صلى الله عليه وسلم أجابه ورد عليه ولباه.. ثم كان بين الله ورسوله سؤال وجواب وكلام..

وفي تلك الليلة علم الله عز وجل نبيه أمورا وأمورا وعلمه علوما من علوم الإحسان والتزكية والأخلاق الربانية..!!!!

نعم.. فذات ليلة من لياليه المباركة الموصولة بجناب الحق..

وبينما جسده مدثر بالفراش.. وقلبه مزمل بالله..

وبينما عيناه الشريفتان نائمتان وقلبه لا ينام مع الله عز وجل يقظان ..

إذ أيقظ قلبه الشريف عيناه الشريفة وجسده الطاهر أن يا أيها المزمل قم الليل.. قم وارفع رأسك ثم اسجد واقترب..

قام المزمل صلى الله عليه وسلم يفوح المسك من عرق جسده الشريف.. قام وما مثله يقوم لله قائم..

ومعلوم أن السيدة عائشة كانت تتفقد النبي صلى الله عليه وسلم أثناء نومها في الليل.. تحب قربه.. فطالما كانت تشم رائحة عرق وطيب النبي صلى الله عليه وسلم فهي في أمان.. ذلك أن حبيبها صلى الله عليه وسلم موجود معها في حجرتها..

فإذا فقدت روحها ريحه.. فتحت عينيها فلم تجده.. فخرجت تبحث عن النور..

لما تفوح رائحة المسك من جسده.. تتنعم السيدة عائشة بنعيم رائحة مسك رسول الله صلى الله عليه وسلم العنبري.. فتتقلب لله على أثر ريحه الشريف صلى الله عليه وسلم ..

نعم تتقلب السيدة عائشة لله.. لأن شم ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنعم به والتفكر فيه "عبادة"

فكما يمكن لك أن تذكر الله ولو بقلبك فقط وأنت تتقلب على جنبيك..

كانت هي تشم ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تتقلب على جنبيها..

................................

..............................

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لا يشقى به محبه..

بل لا يشقى به الكافر!!

سيدنا النبي يقوم لله.. والسيدة عائشه نائمة بقربه.. يمس جسدها جسده حتى في سجوده.. فكيف تشقى به؟!!

يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ًمنِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ...

ولما يقوم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من نومه ليقوم الليل.. يقوم لقومته أهل السموات والملأ الأعلى..

فالكل وقوف.. والكل يحني الرؤوس.. ففي قيام العابد الكامل صاحب لواء الحمد.. يستحي الجميع.. فتكون عبادتهم الصمت.. وذكرهم المشاهدة..

واهل الملأ الأعلى لما يرون ما يرون بما يؤذن لهم من شهود قيام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لربه يسبحون ربهم فيقولون "سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك" ..

لذلك فالعجب كل العجب من حال السيدة عائشة رضي الله عنها..

فكيف كانت تطيق بشكل شبه يومي شهود قيام الحبيب صلى الله عليه وسلم لله في غسق الليل؟! إذ لا ظهور لشيء إلا نور النبي صلى الله عليه وسلم وصوته الشريف يناجي ربه بما أنزل إليه وعليه.. وكأن كل شيء معدم..

في ثلث الليل الآخر.. لا ظهور لشيء إلا النبي صلى الله عليه وسلم..

هنا يمكنك أن تفهم شيء من معاني تتزلات الرحمة الإلهية "ينزل ربنا" وكيف تربط ذلك بأن حضرة النبي هو القاسم والله هو المعطي..

في معاينة السيدة عائشة للحجرة سكون وظلمة الليل إذ لا مصباح ولا قبس..

ولكن في مشاهدتها بإذن حبيبها يشرق من عند رأسها قمر قائم يقول
" الله أكبر"...

السيدة عائشه في الليل.. تشاهد وتشهد ما لا يشهده أحد مما سواها..

لما يقرأ سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الفاتحة فيقول" الحمد لله رب العالمين "..
فإن السيدة عائشة تكاد أن تسمع من شدة الشهود "حمدني عبدي" !!!!

يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم..

لما تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكبر للصلاة فيقول" الله أكبر "..

عندها توقن أن الدنيا كلها إلى عدم.. وأن الباقي الحي القيوم الذي لا يموت وهو القادر بلا معين ولا ظهير وهو واحد أحد إسمه" الله" هل تعلم له سميا؟ فاسأل به خبيرا..

وبمجرد أن يتلو النبي صلى الله عليه وسلم القرأن.. تدرك كما أدركت السيدة عائشة كل ليلة بالتخفيف :
"فإنما يسرناه بلسانك"

يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم..

لما ترى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لله قائما.. وترى ما تأثرت به أقدامه الشريفة من أثر شرف القيام.. وترى ما احمرت به عيناه من أثر البكاء .. فإنك تدرك :
"إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا "

يتبع بمشيئة الله....

علاء · **مرسل:** الخميس فبراير 23, 2017 9:02 pm

قام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل .. أضاءت الحجرة الشريفة لصفاء ونور عينيه الشريفتين..

فالحجرة الشريفة كانت طيلة نومه تفتقد وتشتاق عينه الشريفة..

وكانت الحجرة الشريفة ربما تردد طيلة نوم الحبيب صلى الله عليه وسلم قائلة :
"وقولوا انظرنا واسمعوا "

توجه الحبيب صلى الله عليه وسلم للماء.. يريد الوضوء.. ووضوؤه لا كالوضوء.. يتبدل حال الماء مع وضوء سيدنا النبي من الظلمة إلى النور.. ومن الخمول إلى الذكر..

يتنور الماء حتى يصير في كينونته
" نورا"..

فلما يتحول الماء إلى نور بأثر توجه الحبيب صلى الله عليه وسلم له..
يكون حال هذا الماء نورا كأطهر ما يكون..

فيكون بذلك حال وضوء الحبيب صلى الله عليه وسلم "نور على نور"

والمعنى هنا :
(نور على نور = نور ماء الوضوء على نور جسد النبي صلى الله عليه وسلم)

وكله من رسول الله ملتمس.. غرفا

لا تعجب.. فقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ماء وضوئه أو عن ماء يكاد يمس جسده الشريف :
"حي على الطهور المبارك والبركة من الله"

يتبع بمشيئة الله....

علاء · **مرسل:** الجمعة فبراير 24, 2017 12:04 pm

قام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وتوجه للوضوء.. فسمى الله عز وجل.. فقد قام جسده من نومه باسمه.. وقام به وله سبحانه..

قال النبي صلى الله عليه وسلم للماء :
"بسم الله ".. أي بسم الله أتوضأ بك
أي بإذن من الله أتوضأ بك.. أني عبد واحد مأذون من ربي عز وجل أن أقوم قياما هو حق القيام لحضرته جل وعلا ..

النبي صلى الله عليه وسلم هو العبد الأوحد المأذون بالإذن الكامل ليقوم بالقيامين.. قيام وقيام..

وقيام من أجل قيام..

هو العبد المأذون بالإذن الكامل بالقيام في ظلمة الليل لله تحت ظل سقف حجرته الشريفة..

وهو العبد المأذون بالإذن الكامل بالقيام لله في ظلمة الآخرة إذ لا شمس ولا قمر تحت ظل سقف عرش الرحمن.. حيث يقوم المقام المحمود المخلوق له..

الماء الذي يتوضأ به حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. يعلم أمرين جيدا..

أولهما.. أن الله عز وجل هو الخالق والرب المعبود لا شريك له وأن محمدا عبده الكامل ورسوله..

ثانيهما.. أن الله خالقه قد خلقه لأجل أن يتوضأ به هذا الحبيب صلى عليه وسلم..

فيذكره بذلك حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وأن الله خلقه له.. فيقول له قبل أن يمسه : "بسم الله"

هل تعجب؟!

لا تعجب.. إن كان الله عز وجل قال لآدم أنه خلقه لأجل "محمد".. ولأجله خلقتك..

أفلا يكون بعض الماء قد خلق ليتوضأ به سيد الماء والأكوان؟!!

قال "بسم الله" ..

يكاد الماء يشتعل شوقا لملامسة كف النبي صلى الله عليه وسلم..

وما أصعب حال ماء الوضوء إذا كان الجو باردا أو شتاء.. فكم يشق على الماء البارد أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ببرودته..

لكن ما يهون على الماء تلك الكراهة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "بسم الله"

ولا تتعجب من مشاعر ماء الوضوء.. فليس جذع نخلة أو شجرة يشتاقون اليه أو حجر يشتاق ويسلم عليه بأحسن وأكرم حالا من ماء إستقر في حجرته الشريفة ليتوضأ به صلى الله عليه وسلم...

يتبع بمشيئة الله.....

علاء · **مرسل:** الجمعة فبراير 24, 2017 8:19 pm

لما تحاول النظر في الحجرة الشريفة تحاول النظر مع عجزك .. وتتفكر في أحاول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تجد :
فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ.

توجه حضرة النبي صلى الله عليه وسلم للوضوء..

قال "بسم الله".. ثم أخذ الماء وغرفه بكفه الشريف.. وبدأت عملية تطهير ووضوء للماء بكف النبي صلى الله عليه وسلم..

دبت حياة الطيب في الماء وانغمر العطر وانسكب من أطراف أنامله المنيرة.. فلا يشم حضرة النبي صلى الله عليه وسلم من الماء إلا ريحه هو صلى الله عليه وسلم..

ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل يصلي.. فكبر وحمد وأثنى وتلى..

اهل الملكوت أجمع.. يرقبون تحركات شفتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو ويناجي ربه..

والنبي صلى الله عليه وسلم في كل ركعة يسجد ويقترب يسجد ويقترب..

محاط بالأنوار .. تخشى الملائكة أن تصدر صوتا.. السكينة تنزلت..
والرحيمات المشتقة من أصل رحمة النبي تساقطت تدب في المكان على قدميها..
قامت الأنوار تخط أرض الحجرة من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وأما "نور الله"..فقد تنزل فقط حيث لا يراه ولا يبصره مبصر ..
تنزل في " قلب محمد "

تنزل" نور الله" على "نور الله" !!!

يقترب الفجر.. ويقترب النبي صلى الله عليه وسلم

يتبع بمشيئة الله.....

علاء · **مرسل:** السبت فبراير 25, 2017 2:20 pm

يقترب الفجر..

تنزل النور.. تنزل النور على حبيبه..

فأدرك الحبيب ما يدرك الحبيب من شدة اشتياقه لحبيبه من السكينة والهدوء والاسترخاء..

فبدأ حب النبي صلى الله عليه وسلم للنور جل وعلا وحب الله لنبيه يثقل عينه الشريفة نعسا ويثقل جسده الشريف معراجا .. وأزيز من تحت قدم إهتزت لها الجبال.. ..

إذا كان كلامه سبحانه لما ألقاه على حبيبه "قولا ثقيلا"

فكيف بنوره وتنزله على حبيبه؟!

فمن يحتمل حب الله؟ قد يذوب العبد من قطرة..
" وشتان بين من يذوب وبين من ينعس.."

لما يحب الله العبد.. ويحب العبد الله.. إن لم يكن هناك تخفيف من الله ورحمة.. فإنه لا طاقة حب لمخلوق مع قدرة حب الخالق.. فيذوب العبد او يعدم ويفنى..

لكن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم خلقه الله له.. ونزله على قلبه ليكون.. " وشتان بين من خلق ليكون وبين من خلق لا ليكون"

أحوال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي أحوال ربانية وهي أحوال من نور " كل يوم هو في شأن ".. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟

وهل من نعمة وآلاء أعظم من نعمة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!

ولما كانت حقائق أحواله ما بين غيب الغيب وإشراق النور.. فإن إقحام النفس والخيال والفكر والعقل فيها بشدة وإلحاح .. فيها من" قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟ "

ولو صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم..

النبي يعرج.. النور يتنزل ..

وبينما الحال كذلك..

إذ كلم الله عز وجل حبيبه صلى الله عليه وسلم!!

ناداه ..

قال له : " يا ".......

السيدة عائشة وقتها لم تكن ترى وتشهد في الدنيا إلا النبي صلى الله عليه وسلم والباقي كله معدم

والنبي صلى الله عليه وسلم وقتها لم يكن يشهد في الدنيا إلا ربه جل وعلا وكل ما سواه عدم معدم وعماء في عماء..

فناداه الله عز وجل.. كلمه..

وكثيرا ما كان الله عز وجل يسلي حبيبه صلى الله عليه وسلم حتى بآي القرأن..

يقول له ربه "قم الليل" ..

ثم يحن ويشفق عليه ربه فيقول له.. لا لا الليل كله فيه تعب شديد لا تستطيع فليكن "الليل إلا قليلا"

ثم يحن ربه ويزيد في الشفقة فيقول له كذلك أكثر الليل كثير عليك يا حبيبي فليكن "نصفه" !

يا حنان يا منان.. يزيد في رحمته على سيدنا محمد.. فيقول له أخفف عليك أخفف عليك.. حتى قيام نصف الليل مرهق كثيرا لجسدك.. لا تقم نصف الليل..فليكن "أنقص منه قليلا"

كيف يحن الأب على ابنه في نصف الليل وسكونه وهو في سهره يذاكر ويدرس.. فيأتيه أبوه على غرة فيناديه بكل الحنان أن يا بني أو يا فلان.. فيؤنسه..

ولله المثل الأعلى.. ولله المثل الأعلى.. ولله المثل الأعلى..

وكلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم لا من شجرة ولا عند الطور ولا عند سدرة منتهى.. بل في بيته وعند زوجه وفي دفئ حجرته صلى الله عليه وسلم..

فذلك الحبيب

فذلك الحبيب

فذلك الحبيب

يتبع بمشيئة الله....

علاء · **مرسل:** الأحد فبراير 26, 2017 11:53 am

كلم الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم..

فقال له : ((( يا محمد)))

يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في الآخرة سيقول له كذلك
"يا محمد " ارفع رأسك..

حب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لله عجيب.. لا أحد يحب الله كما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم

قال : (( يا محمد))

فأجاب سيدنا النبي بكل أمان.. لا ترويع ولا فجاءة :
لبيك رب..

قال النبي صلى الله عليه وسلم : لبيك ربي .. فرحا بالله وأنسا به..

فقال له الله عز وجل :
((فيم يختصم الملأ الأعلى))؟

أجاب سيدنا النبي ربه :
لا أدري ربي.. لا أدري ربي.. لا أدري ربي..

إجابة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لسؤال الله ثلاث مرات بتكرار نفيه لمعرفة الاجابة.. فيها بيان لتعشق وصاله مع ربه جل وعلا.
بل وفيها بيان لانتظار سيدنا النبي لهذا النداء والسؤال والوصال..
وكما نقول ثلاثا لضيفنا العزيز إذا نزل علينا " يا مرحبا يا مرحبا يا مرحبا" .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه الله حبيبا في بيته وخلوته..

فسبحان ربي على ما خلق في قلب وروح وما استودع في ذاته من حب سيدنا النبي له عز وجل..

كيف يكون اهل الملأ الاعلى اعلم بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يختصمون فيه؟!

هذا لا يكون..

سيدنا النبي أعلم بهم من أنفسهم.. سيدنا النبي أولى بهم من أنفسهم..

ولكن أنظر من السائل!!!

السائل ((الله)) .. فكيف يجيب النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يجيب بعلمه وعلم الله واسع بلا حد؟
بل يستزيد ويطلب ويغرف من علم الله عز وجل..

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم في حضرة الله لا يشهد سوى ((الله))

لا يشهد ملأ أعلى ولا أهل سموات وأرضين.. فقط مع الله.. الله يكلمه.. فهل تتوقع منه صلى الله عليه وسلم ان يجيب أو يدرك شيئا عن الخلق وهو مشغول بالخالق؟! هذا لا يكون

قال لا أدري ربي..

فتجلى الله على عبده بردا وسلاما وزيادة في التجلي :
((فوضع كفه بين كتفي النبي حتى وجد النبي البرد بين ثدييه))

فذاك صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأروني ما في صدورهم؟

وكيف صار صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وضع الله كفه على صدره؟ كيف أصبح ريح صدره الطاهر ؟

وضع كفه سبحانه.. فأثلج صدر نبيه

والموضوع أعظم من معرفة أو شرح للصدر..

فعرف النبي صلى الله عليه وسلم "كل شيء".. وظهر وتجلى له كل شيء في السموات والأرض

هل تفقه معنى "فتجلى لي كل شيء فعرفت"؟

هل تفهم معنى " كل شيء"؟

وإن من شيء إلا يسبح بحمده

وكل شيء يسبح..

فكل مسبح عرفه النبي صلى الله عليه وسلم .. كل مسبح داخل في نطاق علم ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم..

وهو القاسم.. فكيف يقسم لمن لا يعرف ولما لا يعرف؟!

فعرف حضرته كل شيء..

ثم.... كانت أمور بين الله ورسوله.. الله أعلم بها ورسوله...

فقال الله: ( يا محمد.. فيم يختصم الملأ الأعلى؟)

فأجاب سيدنا النبي : في الكفّارات والدرجات..

قال الله: وما الكفارات؟

فأجاب النبي : نقل الأقدام إلى الجمعات.. والجلوس في المساجد بعد الصلوات.. وإسباغ الوضوء على الكريهات..

فقال الله: وما الدرجات؟

فأجاب النبي : إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام..

حتى قال الله لنبيه : ((سل))

فكان مما أجاب به نبي المحبة الربانية ورسول الحب وسأله من حبيبه :

قال وتأمل ماذا قال :

قال : (......) وكأني بعيني النبي صلى الله عليه وسلم تذرفان الدمع.. وكأني بدمع قلبه الشريف أسير..

"وكأني"

قال :

" أسألك حبك.. وحب من يحبك.. وحب عمل يقرب إلى حبك "

الحبيب يسأل حبيبه الحب وما يقرب للحب وما يحفظ الحب..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إنها حق.. فادرسوها ثم تعلموها"

يتبع بمشيئة الله.....

خلف الظلال · **مرسل:** الأحد فبراير 26, 2017 1:01 pm

اللهم صلي وسلم وبارك على كامل النور وآله وصحبه أجمعين
أسعدكم الله الفاضل علاء

علاء · **مرسل:** الاثنين فبراير 27, 2017 9:16 pm

أحوال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي أحوال ربانية وهي أحوال من نور وباطن :
" كل يوم هو في شأن "..

فبأي آلاء ربكما تكذبان؟

وهل من نعمة وآلاء أعظم من نعمة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!

ولما كانت حقائق أحواله ما بين غيب الغيب وإشراق النور..

فإن إقحام النفس والخيال والفكر والعقل فيها بشدة وإلحاح .. فيها من
" قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟

ولو صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم..

في الليل :

النبي يعرج.. النور يتنزل ..

وصلى الله تعالى على خير خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

msobieh · **مرسل:** الاثنين فبراير 27, 2017 10:24 pm