موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 28 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 26, 2017 11:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
حدائق الأزاهر
لابن عاصم الغرناطي
الحديقة الأولى

الباب الأول في مسكت الجواب، ومفحم الخطاب


قال عقبة بن أبي معيط لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بضرب عنقه يوم بدر: من للصبية؟ قال: النار.
وقال معاوية بن أبي سفيان لرجل من سبأ أهل اليمن: ما كان أحمق قومك حين قالوا: (ربنا باعد بين أسفارنا) أما كان اجتماع الشمل خيراً لهم؟ فقال اليماني: قومك أحمق منهم حيث قالوا: (إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) أفلا قالوا: إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له.
وقال معاوية لابن عباس رضي الله عنه: أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم، فقال له ابن عباس: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم.
وقال ابن حازم يوماً لكاتبة يضحك منه: أين تريد يا هامان؟ قال: أبني لك صرحاً.
وقال يهودي حين قتل عثمان رحمه الله، وقعت الفتنة: إنما عهدكم بنبيكم منذ كذا، وقد فتنتم، فقال له رجل من المهاجرين: يا عدو الله، ما جفت أقدامكم من جوار البحر حتى قلتم لموسى: (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) .
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 27, 2017 5:48 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13667
مكان: مصر
تسجيل متابعة بشغف..شكرا جزيلا على المشاركة

molhma كتب:
[color=#EF0000]

وقال معاوية لابن عباس رضي الله عنه: أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم، فقال له ابن عباس: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم.


سبحان الله

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 28, 2017 10:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

حدائق الأزاهر
لابن عاصم الغرناطي
الحديقة الأولى
الباب الأول في مسكت الجواب، ومفحم الخطاب

حبيبتى الغالية خلف الظلال جزاكى الله خيرا كثيرا أكرمكى الله و أسعدنى المرورالجميل و المتابعة الطيبة


.قال الأصمعي: سأل علي بن أبي طالب ابنه الحسين رضي الله عنهما: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: وكيف ذلك؟ قال: الإيمان كل ما سمعته أذناك، وصدقه قلبك، واليقين ما رأته عيناك فصدق به قلبك، وليس بين الأذن والعين إلا أربع أصابع.

وقال رجل للأحنف بن قيس: بم سودك قومك، وما أنت بأشرفهم بيتاً، ولا أصبحهم وجهاً، ولا أحسنهم خلقاً؟ قال: بخلاف ما فيك يا ابن أخي؟ قال وما ذاك؟ قال: بتركي من أمرك ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك، فخجل الرجل.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه - لرجل: من سيد قومك؟ قال: أنا، قال: كذبت، لو كنت كذلك لم تقله.
وقال أبو حنيفة للأعمش - وأتاه عائداً في مرضه -: لولا أن أثقل عليك يا أبا محمد لعدتك في كل يوم مرتين، فقال له الأعمش: والله يا ابن أخي، إنك لتثقل علي وأنت في بيتك، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين؟

ووقف عيينة بن حصين بباب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: استأذنوا لي على أمير المؤمنين، وقولوا له: هذا ابن الأخيار بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه قال له: أنت ابن الأخيار؟ قال: نعم، قال: بل أنت ابن الأشرار. وأما ابن الأخيار فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

وقال أبو ضمرة: قدم غيلان بكلمة قد صاغها حتى وقف على ربيعة، فقال: أنت الذي تزعم أن الله أحب أن يعصى؟ قال ربيعة: أنت الذي تزعم أن الله يعصى كرهاً، فكأنما ألقمه حجراً.

وقال رجل لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ما تقول في القدر؟ فقال له علي: أما أني أسألك عن ثلاث، فإن قلت في واحدة منهن: لا كفرت، وإن قلت: نعم، فأنت أنت، فمد القوم أعناقهم ليسمعوا ما يقول، فقال له علي: أخبرني عنك أخلقك الله كما شاء، أو كما شئت؟ قال: بل كما شاء، قال: أفخلقك الله لما شاء أو لما شئت؟ قال: لما شاء، قال: فيوم القيامة تأتيه بما شئت أو بما شاء؟ قال بما شاء، قال: قم فلا مشية لك، فسكت الرجل، ولم يجد جواباً.

ولقي أبو العيناء رجلاً من إخوانه في السحر، فجعل يعجب من بكوره، فقال له: أراك تشاركني في الفعل، وتنفرد دوني بالتعجب.
وشهد عند ابن شبرمة قوم على براح فيه نخل، فقال لهم: كم من نخلة؟ فقالوا: لا نعلم، فرد شهادتهم، فقال له بعضهم: أنت تقضي في هذا المسجد ثلاثين سنة، فهل تعلم كم من سارية فيه؟ فانقطع، وأجاز شهادتهم.

ودخل رجل من الهاشميين على المنصور، فقال له المنصور: متى مات؟ وما كان سبب موته؟ فجعل يقول: اعتل رحمه الله في وقت كذا، وخلف رحمه الله كذا، فقال له الربيع: كم تترحم على أبيك بين يدي أمير المؤمنين، فقال الهاشمي: لا ألومك فأنت لا تعرف حلاوة الآباء، وكان الربيع يرمي بأنه لا يعرف له أب.

وقال المنصور لأهل الشام: ألا تحمدون الله الذي رفع عنكم الطاعون منذ علينا أمركم؟ فقال له رجل: الله أعدل من أن يجمعك والطاعون علينا، فسكت، ولم يزل يطلب عليه العلل حتى قتله

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 28, 2017 11:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
خلف الظلال كتب:
تسجيل متابعة بشغف..شكرا جزيلا على المشاركة

molhma كتب:
[color=#EF0000]

وقال معاوية لابن عباس رضي الله عنه: أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم، فقال له ابن عباس: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم.


سبحان الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 31, 2017 10:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
حبيبتى و أختى الكريمةالغالية المهاجرة جزاكى الله خيرا كثيرا أكرمكى الله و أسعدنى المرورالجميل و المتابعة الطيبة


الباب الثاني

لقي الحسين بن علي رضي الله عنهما في حين خروجه إلى العراق فسأله: ما وراءك؟ فقال له: تركت القلوب معك، والسيوف عليك، والنصر من عند الله.

وقدم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل، فلما مثلوا بين يديه، قال أصغرهم: أتقتل الأسرى عطاشاً؟ فأمر لهم بالماء فلما شربوا، أمر بقتلهم، فقال له: أتقتل أضيافك يا معن فعفا عنهم، وخلى سبيلهم.

وقيل للحسن البصري: أينام إبليس؟ قال: لو نام لوجدنا الراحة.

وسأل رجل من الشعراء رجلاً من المتكلمين بين يدي المأمون: ما سنك؟ قال: عظم، قال: لم أرد هذا، ولكن كم تعد؟ قال من واحد إلى ألف وأزيد، قال: لم أرد هذا، ولكن كم أتى عليك؟ قال: لو أتى على شيء لأهلكني، فضحك المأمون، وقال له: كيف السؤال عن هذا؟ فقال: أن تقول: كم مضى من عمرك؟

ولقي رجل رجلاً فقال: ما اسمك؟ قال: بحر، قال: ابن من؟ قال: ابن الفرات، قال: أبو من؟ قال: أبو الفيض، قال: ما ينبغي أن تلقى إلا في زورق.
وسمع أشعث امرأة تقول: اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ذنوبي، فقال: يا فاسقة، لم تسألي الله المغفرة، وأنت سألته عمر الأبد، يريد أنها لا يغفر لها

وضع المأمون طعاماً، وكان عنده أعرابي، فقال: يا أعرابي، هلم، قال: إني صائم، فاختلفت الألوان، فرأى جدياً مشوياً فغسل يده، فقال له المأمون: ألم تقل إنك صائم، قال: أقدر على صيام يوم واحد، ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا.

وكان بالبصرة مجنون يأكل التمر بنواه، فقيل له: بنواه تأكل التمر؟ فقال: كذا وزنوه علي.

ونظر رجل إلى طاق عالية، فوجد فيه امرأة جميلة، وهي تستاك، فقالت له: أتحب سواكاً؟ قال لها: لا أحب سواك، قالت له: ما ساقك إلى هنا؟ قال: إلهنا، قالت: فما أوقفك للهوى، قال: الهوى، قالت له: ما اسمك؟ قال: وجهك

يتبع


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 31, 2017 10:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
molhma كتب:
حبيبتى و أختى الكريمةالغالية المهاجرة جزاكى الله خيرا كثيرا أكرمكى الله و أسعدنى المرورالجميل و المتابعة الطيبة


الباب الثاني

لقي الحسين بن علي رضي الله عنهما في حين خروجه إلى العراق فسأله: ما وراءك؟ فقال له: تركت القلوب معك، والسيوف عليك، والنصر من عند الله.

وقدم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل، فلما مثلوا بين يديه، قال أصغرهم: أتقتل الأسرى عطاشاً؟ فأمر لهم بالماء فلما شربوا، أمر بقتلهم، فقال له: أتقتل أضيافك يا معن فعفا عنهم، وخلى سبيلهم.

وقيل للحسن البصري: أينام إبليس؟ قال: لو نام لوجدنا الراحة.

وسأل رجل من الشعراء رجلاً من المتكلمين بين يدي المأمون: ما سنك؟ قال: عظم، قال: لم أرد هذا، ولكن كم تعد؟ قال من واحد إلى ألف وأزيد، قال: لم أرد هذا، ولكن كم أتى عليك؟ قال: لو أتى على شيء لأهلكني، فضحك المأمون، وقال له: كيف السؤال عن هذا؟ فقال: أن تقول: كم مضى من عمرك؟

ولقي رجل رجلاً فقال: ما اسمك؟ قال: بحر، قال: ابن من؟ قال: ابن الفرات، قال: أبو من؟ قال: أبو الفيض، قال: ما ينبغي أن تلقى إلا في زورق.
وسمع أشعث امرأة تقول: اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ذنوبي، فقال: يا فاسقة، لم تسألي الله المغفرة، وأنت سألته عمر الأبد، يريد أنها لا يغفر لها

وضع المأمون طعاماً، وكان عنده أعرابي، فقال: يا أعرابي، هلم، قال: إني صائم، فاختلفت الألوان، فرأى جدياً مشوياً فغسل يده، فقال له المأمون: ألم تقل إنك صائم، قال: أقدر على صيام يوم واحد، ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا.

وكان بالبصرة مجنون يأكل التمر بنواه، فقيل له: بنواه تأكل التمر؟ فقال: كذا وزنوه علي.

ونظر رجل إلى طاق عالية، فوجد فيه امرأة جميلة، وهي تستاك، فقالت له: أتحب سواكاً؟ قال لها: لا أحب سواك، قالت له: ما ساقك إلى هنا؟ قال: إلهنا، قالت: فما أوقفك للهوى، قال: الهوى، قالت له: ما اسمك؟ قال: وجهك

يتبع



ونظر رجل إلى طاق عالية، فوجد فيه امرأة جميلة، وهي تستاك، فقالت له: أتحب سواكاً؟ قال لها: لا أحب سواك، قالت له: ما ساقك إلى هنا؟ قال: إلهنا، قالت: فما أوقفك للهوى، قال: الهوى، قالت له: ما اسمك؟ قال: وجهك

جميل متابعة معاكى ياملهمة وجزاكى الله كل خير


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 31, 2017 10:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المهاجرة كتب:
molhma كتب:
حبيبتى و أختى الكريمةالغالية المهاجرة جزاكى الله خيرا كثيرا أكرمكى الله و أسعدنى المرورالجميل و المتابعة الطيبة


الباب الثاني

لقي الحسين بن علي رضي الله عنهما في حين خروجه إلى العراق فسأله: ما وراءك؟ فقال له: تركت القلوب معك، والسيوف عليك، والنصر من عند الله.

وقدم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل، فلما مثلوا بين يديه، قال أصغرهم: أتقتل الأسرى عطاشاً؟ فأمر لهم بالماء فلما شربوا، أمر بقتلهم، فقال له: أتقتل أضيافك يا معن فعفا عنهم، وخلى سبيلهم.

وقيل للحسن البصري: أينام إبليس؟ قال: لو نام لوجدنا الراحة.

وسأل رجل من الشعراء رجلاً من المتكلمين بين يدي المأمون: ما سنك؟ قال: عظم، قال: لم أرد هذا، ولكن كم تعد؟ قال من واحد إلى ألف وأزيد، قال: لم أرد هذا، ولكن كم أتى عليك؟ قال: لو أتى على شيء لأهلكني، فضحك المأمون، وقال له: كيف السؤال عن هذا؟ فقال: أن تقول: كم مضى من عمرك؟

ولقي رجل رجلاً فقال: ما اسمك؟ قال: بحر، قال: ابن من؟ قال: ابن الفرات، قال: أبو من؟ قال: أبو الفيض، قال: ما ينبغي أن تلقى إلا في زورق.
وسمع أشعث امرأة تقول: اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ذنوبي، فقال: يا فاسقة، لم تسألي الله المغفرة، وأنت سألته عمر الأبد، يريد أنها لا يغفر لها

وضع المأمون طعاماً، وكان عنده أعرابي، فقال: يا أعرابي، هلم، قال: إني صائم، فاختلفت الألوان، فرأى جدياً مشوياً فغسل يده، فقال له المأمون: ألم تقل إنك صائم، قال: أقدر على صيام يوم واحد، ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا.

وكان بالبصرة مجنون يأكل التمر بنواه، فقيل له: بنواه تأكل التمر؟ فقال: كذا وزنوه علي.

ونظر رجل إلى طاق عالية، فوجد فيه امرأة جميلة، وهي تستاك، فقالت له: أتحب سواكاً؟ قال لها: لا أحب سواك، قالت له: ما ساقك إلى هنا؟ قال: إلهنا، قالت: فما أوقفك للهوى، قال: الهوى، قالت له: ما اسمك؟ قال: وجهك

يتبع



ونظر رجل إلى طاق عالية، فوجد فيه امرأة جميلة، وهي تستاك، فقالت له: أتحب سواكاً؟ قال لها: لا أحب سواك، قالت له: ما ساقك إلى هنا؟ قال: إلهنا، قالت: فما أوقفك للهوى، قال: الهوى، قالت له: ما اسمك؟ قال: وجهك

جميل متابعة معاكى ياملهمة وجزاكى الله كل خير

الله لا يحرمنى من حبيبتى الغالية المهاجرة و لا من المتابعة الكريمة الطيبة الله يسعدك حبيبتى الغالية

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 04, 2017 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
وسأل عبد الملك بن مروان مسلمة بن اليزيد، وكان من المعمرين، فقال: أي الملوك رأيت أكمل، وأي الزمان رأيت أفضل؟ فقال: أما الملوك فلم أر إلا حامداً أو ذاماً، وأما الزمان فيضع أقواماً، ويرفع أقواماً، وكلهم يذم زمانه، لأنه يبلي جديدهم، ويفرق عديدهم، ويهرم صغيرهم، ويهلك كبيرهم.
.
وهذا إياس الذي يضرب به المثل في الذكاء والفطنة، وأول ما ظهر من ذكائه، أنه دخل دمشق، وهو غلام، فتحاكم عند قاضيها، مع شيخ. فصال إياس بحديثه على الشيخ، فقال القاضي: إنه شيخ كبير، فاخفض من كلامك. فقال له إياس: الحق أكبر منك: فقال له القاضي: اسكت، قال: ومن ينطق بحجتي؟ قال القاضي: ما أراك تقول إلا حقاً، قال له إياس: لا إله إلا الله أحق هذا أم باطل؟ فحكم القاضي بينهما، وانصرف.
ولما دخل عبد الملك البصرة، رأى إياساً وهو صبي، وخلفه أربعة من القراء، أصحاب الطيالسة والعمائم، وإياس يقدمهم فقال عبد الملك: أما فيكم شيخ يقدمكم غير هذا الحدث؟ ثم التفت إليه وقال: كم سنك؟ قال: سني - أطال الله بقاء الأمير - سن أسامة بن زيد حين ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً فيه أبو بكر وعمر، فقال: تقدم، بارك الله فيك، وكان سنه سبع عشرة سنة.
وتكلم رجل عند عبد الملك بكلام ذهب فيه كل مذهب، فقال له، وقد أعجبه، ابن من أنت؟ قال: أنا ابن نفسي التي نلت بها هذا المقعد منك، قال: صدقت.
وعرض بعض الأدباء على صاحب له شعراً، بمحضر جماعة فجعل يعرض عن محاسن الشعر، ويتتبع مواضع النقد حسداً، فقال له صاحب الشعر: أراك كالذباب تعرض عن المواضع السليمة، وتتبع جروح الجسد.
وروي عن عمر بن الخطاب، أنه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: لا تغالوا صدقات النساء؛ فإنه لا يبلغني عن أحد، أنه ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سيق إليه، إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، فقامت امرأة طويلة فقالت: ليس لك ذلك يا أمير المؤمنين، قال: ولم؟ قالت: كتاب الله أحق أن يتبع أم قولك؟ قال: كتاب الله، قالت: فإن الله تعالى يقول: (وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً) فقال عمر رضي الله عنه: امرأة أصابت، ورجل أخطأ، ثم قال: كنت نهيتكم عن أن تغالوا صدقات النساء، فليفعل كل واحد في ماله ما أحب.
وأخرج الحجاج رجلاً من سجنه ليعاقبه، فقال له: سمنت يا غضبان قال: الرفد والرفعة، والخفض والدعة، ومن يكن ضيف أمير المؤمنين يسمن، قال: لأحملنك على الأدهم، قال: مثل الأمير أعزه الله يحمل على الأدهم والورد والمكيث، قال: إنه حديد قال: لأن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً. قال: اضربوا به الأرض، قال: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم) قال: جروه قال: (بسم الله مجراها ومرساها) قال: احملوه على الأيدي فلما حمل، قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) فضحك الحجاج، وقال: غلبنا هذا الحديث الخبيث، خلوه إلى صفحي عنه، قال: (فاصفح عنهم وقل سلام) .
وقال خالد بن الوليد لعبد المسيح بن عمرو الغساني وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، من أين أفضي أمرك؟ قال: من صلب أبي، قال: من أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: فعلام أنت؟ قال: على الأرض، قال: ففيم أنت؟ قال: في ثيابي، قال: أتعقل؟ قال: إي والله وأقيد، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال: فما سنك؟ قال عظم، قال: ما تزيد في مسألتك إلا عناء، قال: ما أجبتك إلا عن مسألتك.
وترك رجل النبيذ، فقيل له: لم تركته، وهو رسول السرور إلى القلب؟ فقال: ولكنه بئس الرسول يبعث إلى الجوف فيذهب إلى الرأس.
وسمع رجل أبا العتاهية ينشد:
فانظر بطرفك حيث شئت، ... فلا ترى إلا بخيلا
فقال: لقد بخلت الناس كلهم، فقال: اكذبني أنت بواحد منهم سخي.
وقال المأمون لمحمد بن عباد: أنت متلاف، فقال: منع الجود سوء الظن بالمعبود، يقول الله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) .
وخوف بخيل سخياً الإملاق والفقر، فرد عليه السخي: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) .
ودخل رجل على الشعبي - وهو مع امرأته - فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه، فقال: ما تقول - أصلحك الله - في رجل شتمني في أول يوم من رمضان؟ هل يؤجر؟ فقال له الشعبي: إن كان قال لك: أحمق فأرجو له الأجر.
وسأله فقال: كيف كانت تسمى امرأة إبليس؟ فقال: ذلك نكاح ما شهدناه.
ودخل الشعبي الحمام فرأى داود الأزدي بلا مئزر فغمض عينيه، فقال له داود: متى عميت يا أبا عمرو؟ قال: مذ هتك الله سترك.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 06, 2017 10:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
ونظر خالد بن صفوان إلى جماعة في مسجد البصرة، فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: على امرأة تدل على النساء، فأتاها، فقال لها: ابقني امرأة، قالت: صفها، قال: أريدها بكراً كثيب، أو ثيباً كبكر، حلوة من قريب، ضخمة من بعيد، كانت في نعمة فأصابها فاقة، فيها أدب النعمة، وذل الحاجة، إذا اجتمعنا كنا أهل دنيا، وإذا افترقنا كنا أهل آخرة، قالت قد أصبتها لك، قال: وأين هي؟ قالت: في الرفيق الأعلى من الجنة فاعمل لها.
ونزل الغضبان القبعثري خارج كرمان، وهي كثيرة الرمضاء فضرب قبته، فورد عليه أعرابي، فقال: السلام عليكم، فقال: هي كلمة معقولة، قال الأعرابي: ما اسمك؟ قال: آخذ، قال: أو تعطي؟ قال: ما أحب أن يكون لي اسمان، قال: ومن أين جئت؟ قال: من الدلول، قال: وأين تريد؟ قال: أرضاً أمشي في مناكبها، قال: ومن عرض؟ قال: آل فرعون على النار، قال: ومن بشر؟ قال: الصابرون، قال: فمن غلب؟ قال: حزب الله، قال: أفتسمع؟ قال: إنما تسمع القينة، قال: أفتقول؟ قال: إنما يقول الأمير قال: أفتسجع؟ قال: إنما تسجع الحمامة، قال: أفتنطق؟ قال: كتاب الله ينطق، قال: إنك لمنكر، قال: إني لمعروف، قال: ذلك أريد، قال: وما إرادتك؟ قال: الدخول إليك، قال: وراءك أوسع لك، قال: قد ضرتني الشمس، قال: الساعة يأتيك الفيء، قال: الرمضاء أحرقت قدمي، قال: بل عليهما يبردان، قال: أوجعني الحر، قال: ليس لي عليه من سلطان، قال: إني لا أريد طعامك ولا شرابك، قال: لا تعرض بهما فوالله ما تذوقهما، قال: سبحان الله، قال: قبل كونك، قال: ما عندك؟ قال: هراوة أدق بها رأسك.
وأمر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعقوبة رجل، فقال له رجاء بن حيوة: إن الله قد فعل ما تحب من الظفر، فافعل ما يحب من العفو، فعفا عنه.
وكان الفرزدق يوماً ينشد، فنظر إلى الكميت بن زيد يستمع، وهو غلام يومئذ، فأعجبه ما رأى من إطغائه وتفهمه، فقال: يا غلام كيف ما تسمع؟ قال: حسن، قال: أفيسرك أني أبوك؟ قال: ما أحب بأبي بدلاً، ولكن وددت أنك أمي، قال: يا ابن أخي، استرها علي، فما لقيت مثلها.
وقام بشار بين يدي المهدي ينشده شعراً، ودخل خال المهدي يزيد بن منصور الحميري، وكانت في غفلة، فقال لبشار: ما صناعتك أيها الشيخ؟ قال: أثقب اللؤلؤ، فضحك المهدي وقال [أتهزأ] بخالي، فقال: يا أمير المؤمنين، وما أصنع به يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعراً، فيسأله عن صناعته؟
وقال جرير بن منصور: قلت لإبراهيم النخعي: ما تقول في أمر الحجاج؟ قال: ألم تسمع إلى قوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين) فأشهد أن الحجاج كان منهم.
وقال عبد الملك للحجاج: ما من أحد إلا وهو يعلم عيب نفسه، فصف لي عيوبك، قال: اعفني يا أمير المؤمنين، قال: لابد أن تقول، قال: أنا لجوج حقود وحسود، قال عبد الملك: ما في إبليس أشر من هذا.
وقيل للشعبي: إن الناس يزعمون أن الحجاج مؤمن، قال: مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله.
وسئل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن الحجاج، فقال: لو جاءت كل أمة بمنافقيها، وجئنا بالحجاج لفضلناهم.
ولما قدم أبو ليلى النابغة الجعدي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنشده الشعر الذي يقول فيه:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ قال: إلى الجنة يا رسول الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شاء الله.
ولقي أبو العتاهية أبا نواس فقال له: أنت الذي لا تقول الشعر حتى تؤتى بالرياحين والأزهار فتوضع بين يديك؟ قال: وكيف ينبغي للشعر أن يقال إلا هكذا، قال: إني لأقوله على الكنيف، قال أبو نواس: ولذلك توجد فيه الرائحة.
.
وقال المنصور لبعض قواده: صدق الذي قال: أجع كلبك يتبعك، وسمنه يأكلك، فقال له العباس الطوسي: أما تخشى يا أمير المؤمنين إن أجعته أن يلوح له غيرك برغيف فيتبعه ويدعك؟
وكتب إلى عمر بن عبد العزيز بعض عماله يستأذنه في تحصين مدينة فكتب إليه عمر: حصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم والسلام.
ولما أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتاج كسرى وسواريه قال: إن الذي أدى هذا لأمين، قال رجل: يا أمير المؤمنين أنت أمين الله يؤدون إليك ما أديت إلى الله فإذا رتعت رتعوا.
ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببنيان بني بآجر وجص، فقال: لمن هذا؟ فقيل: لعاملك على البحرين، فقال: أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها، وأرسل إليه فشاطره ماله.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 08, 2017 10:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
ودخل أبو النصر سالم مولى عمر بن عبد الله على عامل للخليفة فقال له: يا أبا النصر، إنه تأتينا كتب من عند الخليفة فيها وفيها ولا نجد بداً من إنقاذها، فقال له أبو النصر: قد أتاك كتاب من عند الله قبل كتاب الخليفة، فأيهما اتبعت كنت من أهله
.
.
وقال الشعبي: كنت جالساً عند القاضي شريح، إذ دخلت عليه امرأة تشتكي زوجها، وهو غائب، وتبكي بكاء شديداً، فقلت: أصلحك الله ما أراها إلا مظلمة، فقال: وما علمك؟ قال: لبكائها، قال: لا تفعل فإن إخوة يوسف (وجاءوا أباهم عشاء يبكون) ، وهم ظالمون.
وكان الحسن بن أبي الحسن لا يرى أن ترد شهادة مسلم إلا أن يجرحه المشهود عليه، فأقبل إليه رجل، فقال: يا أبا سعيد إن إياساً رد شهادتي، فقام معه الحسن إليه، فقال: أبا واتلة: لم رددت شهادة هذا المسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى قبلتنا فهو مسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، قال: يا أبا سعيد إن الله يقول: (ممن ترضون من الشهداء) وهذا ممن لا نرضاه.

وقيل للقاضي شريح: أيهما أطيب الجوزنيق أو اللوزنيق؟ قال: لا أحكم على غائب.

ولما أتي بالهرمزان إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال له عمر: أعرض عليك الإسلام نصحاً لك في عاجلتك وآجلتك، فقال: يا أمير المؤمنين إنما أعتقد ما أنا عليه ولا أرغب في الإسلام رهبة، فدعا عمر بالسيف، فلما هم بقتله، قال: يا أمير المؤمنين، شربة ماء، هو أفضل من قتلي على ظمأ، فأمر له عمر بشربة ماء، فلما أخذها قال: أنا آمن حتى أشرب؟ قال: نعم، فرمى بها، وقال الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج، قال: صدقت، لك التوقف عنك والنظر فيك، ارفعا عنه السيف، فلما رفع قال: الآن يا أمير المؤمنين، أشهد أن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله، وما جاء به حق من عنده، قال عمر: أسلمت خير إسلام وما أخرك؟ قال: كرهت أن تظن أني إنما أسلمت فزعاً من السيف، قال عمر: إن لأهل فارس عقولاً بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك، ثم أمر به أن ينزل ويكرم، فكان عمر يشاوره في توجيه الجيوش إلى أرض فارس.
ويشبه هذا في التلطف والتحيل في النجاة ما حكي أن الكلبي قال: لما فتح عمرو بن العاص قيسارية سار حتى نزل على موضع، فبعث إليه علجه أن ابعث إلي رجلاً من أصحابك أكلمه، ففكر عمرو، وقال: ما لهذا غيري، فخرج حتى دخل على العلج، فكلمه فسمع ما لم يسمع قط كلاماً مثله، فقال العلج: حدثني عن أصحابك، هل فيهم أحد مثلك؟ قال: لا تسأل عن هواني عليهم، إذ بعثوا بي إليك، وعرضوا لي إليك، ولا يدرون ما تصنع بي، فأمر له بكسوة وجائزة، وبعث إلى بوابه: إذا مر بك فاضرب عنقه، وخذ ما عنده، فخرج من عنده، فمر برجل نصراني من غسان، فعرفه، فقال له: يا عمرو قد أحسنت الدخول، فأحسن الخروج. ففطن عمرو لما أراد، ورجع فقال له العلج: ما ردك إلينا؟ قال: نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك يسع بني عمي، فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم مثل هذه العطية، فيكون معروفك عند عشرة خيراً من أن يكون عند واحد، قال: صدقت، عجل بهم، وبعث إلى البواب. خل سبيله، فخرج عمرو وهو يلتفت حتى إذا أمن قال: لا عدت لمثلها أبداً، فلما صالحه عمرو دخل إليه العلج، قال له: أنت هو؟ قال: نعم على ما كان من غدرك.

وقال العتبي: بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمرو بن معدي كرب أن يبعث إليه بسيفه المعروف بالصمصامة، فبعث به إليه، فلما ضرب به وجده دون ما بلغه عنه، فكتب إليه في ذلك فرد عليه: إني إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث له بالساعد الذي يضرب.
وسأله عمر يوماً عن السلاح، فقال: يسأل أمير المؤمنين عما بدا له، فقال له: ما تقول في الرمح؟ قال: أخوك، وربما خانك فانقصف، قال: فما تقول في الترس؟ قال: هو المجن وعليه تدور الدوائر، قال: والنبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب، قال: فالدرع؟ قال: مفشلة للراجل، مشغلة للراكب، وإنها لحصن حصين، قال: فما تقول في السيف؟ قال: هنالك لا أم لك يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدرة، وقال: لا، بل لا أم لك.

وقال الأصمعي: نظر زياد إلى رجل من ضبة يأكل أكلاً قبيحاً. وهو من أقبح الناس وجهاً، فقال: يا أخا ضبة كم عيالك؟ قال: سبع بنات، أنا أجمل منهن، وهن آكل مني، فضحك زياد، وقال: لله دره ما ألطف جوابه، افرضوا لكل واحدة منهن مائة وخادماً وعجلوا له ولهن أرزاقهن.

وقال رجل لإبراهيم بن أدهم: كنت أريد أن تقبل مني هذه الجبة، فقال: إن كنت غنياً قبلتها منك، وإن لم تكن غنياً لم أقبلها منك، قال: فإني غني، قال: وكم مالك؟ قال: ألف دينار، قال: أفكنت تود أنه أربعة آلاف؟ قال: نعم، قال: فأنت فقير لا أقبلها منك.


وسألت امرأة عبد الله بن جعفر، فأعطاها مالاً عظيماً، فقيل له: إنها لا تعرفك، وكانت يرضيها اليسير، قال: إن كان يرضيها اليسير فإني لا أرضى إلا بالكثير، وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 11, 2017 10:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
و قال الأصمعي: مدح نصيب عبد الله بن جعفر، فأمر له بمال كثير وكسوة شريفة، ورواحل موقرة براً وتمراً، فقيل له: أتفعل هذا بمثل هذا العبد الأسود؟ فقال: أما والله إن كان عبداً إن شعره لحر، وإن كان أسود إن ثناءه لأبيض، وإنما أخذ مالاً يفنى وثياباً تبلى، ورواحل تنضى، وأعطى مديحاً يروى، وثناء يبقى.

وقال العتبي: وفد حاجب بن زرارة على كسرى، فاستأذن عليه. فقيل له: أسيد الغرب أنت؟ قال لا، قيل: فسيد مضر؟ قال: لا، قيل: فسيد قومك؟ قال: لا، قيل: فسيد بني أبيك؟ قال: لا، ولكني رجل من العرب، فأذن له، فلما دخل عليه، قال له: من أنت؟ قال: سيد العرب، قال: أليس قد قيل لك: أسيد العرب أنت؟ فقلت: لا، حتى اقتصرت بك على بني أبيك، فقلت: لا، قال: أيها الملك لم أكن كذبك حتى دخلت عليك، فلما دخلت عليك صرت سيد العرب، قال: كسرى: املأوا فاه دراً.

وقال المنصور لمسلم بن قتيبة: ما ترى في قتل أبي مسلم فقال: (لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا) ، قال: حسبك.

وأتى عبد الملك بن مروان برجل يسرق، فأمر بقطع يده، فأنشأ يقول:
يدي يا أمير المؤمنين أعيذها ... بعفوك أن تلقى مكاناً يشينها
ولا خير في الدنيا، وكانت حبيبة ... إذا ما شمالي فارقتها يمينها
فأبى إلا قطعها، فقالت له أمه: يا أمير المؤمنين واحدي وكاسبي، فقال: بئس الكاسب كان لك، وهذا حد من حدود الله، قالت: يا أمير المؤمنين اجعله من بعض ذنوبك التي تستغفر الله منها، فعفا عنه.

ولما أتي الحجاج بالأسرى الذين خرجوا مع ابن الأشعث أمر بقتلهم، فقال رجل منهم: أصلح الله الأمير، لي حرمة، قال: وما هي؟ قال: ذكرت في عسكر بن الأشعث، فشتم في أبويك، فعرضت دونهما، وقلت: لا والله ما في نسبه مطعن، فقولوا فيه، ودعوا نسبه، قال: ومن يعلم ما ذكرت؟ فالتفت إلي أقرب الأسرى إليه، وقال: هذا يعلمه، فقال له الحجاج: ما تقول فيما قال هذا؟ قال: صدق، وبر الأمير، فقال: خليا عن هذا لنصرته، وعن هذا لحفظ شهادته.

وأتي الحجاج بأسرى من الخوارج، فأمر بضرب أعناقهم، فقدم فيهم شاب، فقال له: والله يا حجاج لئن كنا أسأنا في الذنب، فما أحسنت في العقوبة، قال: أف لهذه الجيف، أما كان فيهم من يقول مثل هذا، وأمسك عن القتل.

وأتي الحجاج بأسرى، فأمر بقتلهم، فقال له رجل منهم: لا جزاك الله يا حجاج عن السنة خيراً، فإن الله يقول: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء) فهذا قول الله تعالى في كتابه، وقول شاعركم فيما وصف به قومه من مكارم الأخلاق:
وما نقتل الأسرى ولكن نفكهم ... إذا أثقل الأعناق حمل القلائد
فقال الحجاج: ويحكم أعجزتم أن تخبروني ما أخبرني هذا المنافق، وأمسك عمن بقي.

وقال الهيثم بن عدي: أتي الحجاج بحرورية، فقال لأصحابه: ما تقولون في هذه؟ قالوا: اقتلها أصلح الله الأمير، ونكل بها غيرها، فتبسمت الحرورية فقال لها: لم تبسمت؟ فقالت: لقد كان وزراء أخيك فرعون خيراً من وزرائك يا حجاج، استشارهم في قتل موسى، وقالوا: (أرجه وأخاه) وهؤلاء يأمرونك بتعجيل قتلي، فضحك الحجاج وأطلقها.

وقال الأصمعي: بعث الحجاج في يحيى بن يعمر، فقال له: أنت الذي تقول: إن الحسين بن علي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لتأتين بالمخرج مما قلت، أو لأضربن عنقك، قال له ابن يعمر: إن جئت بالمخرج فأنا آمن؟ قال: نعم، قال: اقرأ قوله تعالى: (وتلك حجتنا أتينها إبراهيم على قومه نرفع درجت من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين) فمن أبعد عيسى من إبراهيم أو الحسين؟ وإنما هو ابن ابنة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الحجاج: والله لكأني ما قرأت هذه الآية قط، وولاه قضاء بلده حتى مات.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 16, 2017 10:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
وكتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان: أكلت لحم الجمال التي هرب عليها أبوك من المدينة إن لم أغزك جنوداً مائة ألف ومائة ألف ومائة ألف فبعث عبد الملك إلى الحجاج فقال: ابعث إلي علي بن الحسين وتواعده، واكتب لي بما يقول لك، ففعل الحجاج فقال له علي بن الحسين: إن لله لوحاً محفوظاً يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة، ليس فيها لحظة إلا ويحيي فيها ويميت، ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وإني لأرجو أن يكفيك منها بلحظة واحدة، فكتب به الحجاج إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم ، فما قرأه ملك الروم قال: ما خرج هذا الكلام إلا من بيت النبوة.

وقال رجل لإبراهيم النخعي: إني أختم القرآن كل ثلاث، قال: ليتك تختمه كل ثلاثين، وتدري أي شيء تقرأ.

وسار إبراهيم النخعي في طريف، فلقيه الأعمش، فانصرف معه، فقال إبراهيم: الناس إذا رأوا قالوا: الأعمش والأعور، فقال: وما عليك أن يأثموا، ونؤجر، قال: وما عليك أن يسلموا ونسلم.

وسأل رجل ابن سيرين عن مسألة فيها أغلوطة، فقال له: أمسك حتى تسأل عنها أخاك إبليس.

وقيل لابن عباس: ما تقول في رجل طلق زوجته عدد نجوم السماء قال: يكفيه منها كواكب الجوزاء.

وقال الفضل بن عياض: اجتمع محمد بن واسع، ومالك بن دينار فقال مالك بن دينار: ما هو إلا طاعة الله أو النار، قال محمد بن واسع: ليس كما تقول، ما هو إلا عفو الله أو النار، ثم قال مالك بن دينار: إنه ليعجبني أن تكون للإنسان معيشة قدر ما تقوته، قال محمد بن واسع: ولا هو كما تقول، ولكن يعجبني أن يصبح الرجل، وليس له غداء، ويمسي وليس له عشاء، وهو مع ذلك راض عن الله، قال مالك بن دينار: ما أحوجني إلى من يعلمني مثلك.

وقيل لرجل ولي في الحرب: لا تهرب؛ فإن الأمير يغضب عليك، فقال: غضبه علي وأنا حي خير من رضاه عني وأنا ميت.

وعرض الإسكندر جنده، فتقدم إليه رجل على فرس أعرج، فأمر بإسقاطه، فضحك الرجل وولى، فأنكر الإسكندر ذلك وأمر برده فقال له: ما حملك على ما رأيت منك وقد أسقطتك؟ قال: تعجبت من فعلك، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأن تحتك آلة الهروب، وتحتي آلة الوقوف والثبات فأسقطتني، فعجب الإسكندر من قوله، وزاد في عطائه.

وقيل لرجل: لم لا تخرج تقاتل العدو؟ قال: والله لا أعرف أحداً منهم ولا يعرفني فمن أين وقعت هذه العداوة بيني وبينهم.

ومدح بعض الشعراء محمد بن عبدوس صاحب الشرطة، فقال له: أما أن أعطيك من مالي شيئاً فلا، ولكن اذهب فاجن جناية، لا آخذك بها.

وجاء رجل إلى ابن أبي يعقوب فقال له: إذا نزعت ثيابي، ودخلت إلى النهر لأغتسل، إلى أين أتوجه؟ قال: أفضل ذلك أن يكون توجهك إلى ثيابك.
وسأله آخر، فقال له: إذا شيعت الجنازة أقدامها أفضل أم خلفها؟ قال: اجهد ألا تكون فوقها، وكن حيث شئت من نواحيها.

ووقف معاوية بن مروان بباب طحان، فنظر إلى حمار له يدور الرحا، في عنقه جلجل، فقال للطحان: لم جعلت الجلجل في عنق حمارك؟ قال: ربما تدركه سآمة أو نعاس، فإذا لم أسمع صوت الجلجل وعلمت أنه واقف، فصحت به قال: أرأيت إن وقف وحرك رأسه بالجلجل؟ قال: ومن لي بحمار يكون له مثل عقل الأمير.

وباع رجل ضيعته، فلما قبض ثمنها، قال للمشتري: لقد أخذتها كثيرة المثونة، قليلة المعونة، فقال له المشتري: وأنت والله لقد أخذتها بطيئة الاجتماع، سريعة الافتراق.

وقيل لعلي رضي الله عنه: كم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس، قيل: فكم بين السماء والأرض؟ قال: مسيرة ساعة لدعوة مستجابة.

وقال أبو جعفر لعمرو بن عبيد: أعني بأصحابك أبا عثمان، قال: ارفع علم الحق يتبعك أهله.

وشكى قوم إلى المسيح عليه السلام ذنوبهم، فقال: اتركوها تغفر لكم.

وقيل لعقيل: مالك لا تطيل الهجاء؟ قال: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.

وأقبل حاكم، فرأى سكران بالأرض، فأمر به إلى السجن، فقال له الخدمة: قم إلى السجن، فقال: لو كنت أستطيع المشي إلى السجن لمشيت إلى داري.

وتكلم ابن السماك يوماً، وجارية له تسمع، فلما دخل قال: كيف سمعت؟ قال: ما أحسنه، لولا أنك تردده، قال: أردده حتى يفهمه من لم يفهمه، قالت له: إن كنت تردده حتى يفهمه من لم يفهمه يمله من فهمه.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 16, 2017 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
إن لله لوحاً محفوظاً يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة، ليس فيها لحظة إلا ويحيي فيها ويميت، ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وإني لأرجو أن يكفيك منها بلحظة واحدة، فكتب به الحجاج إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم ، فما قرأه ملك الروم قال: ما خرج هذا الكلام إلا من بيت النبوة.

حبيبى ياسيدنا على بن الحسين عليه السلام ورضى الله عنه وارضاه

تسلم ايدك ياملهمة جميل


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 16, 2017 11:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المهاجرة كتب:
إن لله لوحاً محفوظاً يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة، ليس فيها لحظة إلا ويحيي فيها ويميت، ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وإني لأرجو أن يكفيك منها بلحظة واحدة، فكتب به الحجاج إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم ، فما قرأه ملك الروم قال: ما خرج هذا الكلام إلا من بيت النبوة.

حبيبى ياسيدنا على بن الحسين عليه السلام ورضى الله عنه وارضاه

تسلم ايدك ياملهمة جميل

رضى الله عن حضرته و عن جميع آله الكرام و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا النبى و على آله الكرام
تسلمى يارب العالمين حبيبتى المهاجرة و يسلم أحبابك ربنا يحفظك

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حدائق الأزاهر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 20, 2017 10:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
حبيبتى و أختى الكريمةالغالية المهاجرة جزاكى الله خيرا كثيرا أكرمكى الله و أسعدنى المرورالجميل الطيب


وأسمع رجل عمر بن عبد العزيز بعض ما يكره، فقال: لا عليك، إنما أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً، انصرف إن شئت.

وقيل لقيس بن عاصم: بم سودك قومك، قال: بكف الأذى عنهم، وبذل الندى، ونصر المولى.

وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: ما اسمك؟ قال: شهاب بن حرقة. قال: ممن؟ قال: من أهل حرة النار، قال: وأين مسكنك منها؟ قال: بذات لظى، قال: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر رضي الله عنه.

وكان أشعب الطماع يختلف إلى قينة بالمدينة، فلما أراد الخروج سألها إن تعطيه خاتم ذهب في يدها ليذكرها به، فقالت له: إنه ذهبت وأخاف أن تذهب، ولكن خذ هذا العود، لعلك أن تعود، وناولته عوداً من الأرض.

وقال رجل لخالد بن صفوان: إني أحبك، قال: وما يمنعك من ذلك؟ ولست بجار لك ولا أخ ولا ابن عم، يريد أن الحسد موكل بالأدنى فالأدنى.
ومر محمد بن سيرين بقوم، فقام إليه رجل منهم، فقال: أبا بكر، إنا قد نلنا منك فحللنا، فقال: إني لا أحل ما حرم الله.

وكان رقبة بن مصقلة جالساً مع أصحابه، فذكروا رجلاً بشيء، فطلع ذلك الرجل، فقال له بعض أصحبه: ألا أخبره بما قلنا فيه لئلا يكون غيبة؟ قال: أخبره، حتى يكون غيمة.

وقيل لبعض الحكماء: فلان يعيبك، فقال: إنما يقرض الدرهم الوازن.

وصلى الأعمى في مسجد قوم فأطال بهم الإمام. فقال له الأعمش: يا هذا لا تطل صلاتنا، فإنه يكون ذو الحاجة والكبير والضعيف، قال الإمام: (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) قال الأعمش: أنا رسول رأس الخاشعين إليك، إنهم لا يحتاجون إلى هذا منك.

ولقي جهم رجلاً من اليونانيين، فقال له: هل لك أن تكلمني وأكلمك فمن أسرته الحجة رجع إلى قول صاحبه، قال: نعم، قال اليوناني: أخبرني عن معبودك، أرأيته؟ قال: أسمعته؟ قال: لا قال: أفلمسته؟ قال: لا، قال: أفشممته؟ قال: لا، قال: فمن أين عرفته وأنت لم تدركه بحاسة من حواسك الخمس؟ وإنما عقلك دائر عليها، فلا يدرك إلا ما أدت إليه من جميع المعلومات، فتلجلج جهم ساعة ثم استدرك فعكس عليه مسألته، فقال له: أتقر أن لك روحاً؟ قال: نعم، قال: هل رأيت روحك أو سمعته أو لمسته أو شممته أو دنته؟ قال: لا، قال: وكيف علمت روحك؟ فأقر له اليوناني.

وقال رجل لطفل: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال: إنما سألتك عن عمرك، فقال: فقل كم عمرك؟ فقال له كذلك، قال: ثمانية أعوام، قال: أحية أمك؟ قال: ما هي بحية ولا عقرب، ولكنها امرأة، فقال: فكيف أقول؟ فقال له: قل: أفي الأحياء أمك؟ فقال له كذلك، فقال له: نعم.
ووقف رجل على طباخ، فأكل خبزه برائحة القدر، فدعاه إلى الحاكم وعرفه بفعله، فقال له الحاكم: اضرب بدرهم على رخامته، يأخذ طنينه ورد إليك درهمك.

وكان بعض الملوك قد أمر أهل مملكته أن يجعلوا السعي والانتشار بالليل والسكون بالنهار، فأخذ رجل بعد العصر، فأتي به للملك، فقال له: أما سمعت ندائي؟ قال: بلى، ولكن كانت لي حاجة مؤكدة، فأردت أن أبكر لها، فضحك الملك، وخلى سبيله.

وقيل لرجل صلى صلاة خفيفة: ما هذه الصلاة؟ فقال: صلاة ما فيها رياء ولا تصنع.

وساق رجل قمحاً إلى طحان، فامتنع من طحنه، فقال له: اطحنه وإلا دعوت عليك، وعلى دوابك، فإني مستجاب الدعوة، فقال، فادع الله على قمحك، يرجع لك دقيقاً، فهو أنفع لك، وأسلم لدينك.

ودخل أبو العيناء على أبي الصقر، فقال له: ما أخرك عنا؟ فقال: سرق حماري، قال: وكيف سرق؟ قال: لم أكن مع اللصوص فأخبرك، قال: فلم لم تأتني على غيره؟ قال: قعد بي عن الشراء قلة يساري، وكرهت ذل المكاري، ومنة العواري.

ووقف أبو العيناء يوماً إلى صاعد بن مخلد، فقيل له: هو مشغول يصلي، فقال: لكل جديد لذة، وكان صاعد قبل أن يلي الوزارة نصرانياً.
وقيل لأبي العيناء: ما تقول في ابن مكرم والعباس في رستم، فقال: هما الخمر والميسر، إثمهما أكبر من نفعهما.


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 28 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot], سكينة, كريم أحمد و 144 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط