موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: عجائب الجبال وما بها من الآثار
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 08, 2017 12:14 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت ديسمبر 21, 2013 9:44 pm
مشاركات: 1660
عجائب الجبال وما بها من الآثار

قال الله تعالى: " أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلقتْ وإلى السماءِ كيف رُفعتْ وإلى الجبال كيف نُصبت، وإلى الأرض كيفَ سُطحتْ ". فلو قال قائل: ما وجه النسبة بين الإبل والسماء والجبال والأرض والنسبة بينهن غير ظاهرة؟ فالجواب أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني العرب ونزل بلغاتهم، ومن المعلوم أن أجل أموال العرب وأعظما الإبل؛ فبدأ بذكر الإبل لاستمالة قلوبهم إذ مدحت عظائم أموالهم، ثم ذكر السماء إذ الإبل لا بلاغ لها إلا بالنبات، ولا يكون النبات في الغالب إلا بالمطر، والمطر لا ينزل إلى الأرض إلا من السماء؛ ثم ذكر الجبال لأن العرب وأهل البادية ليس لهم حصون ولا قلاع يتحصنون فيها من أعدائهم إذا راموهم، فكانت الجبال حصوناً لهم وقلاعاً، وبها لهم الماء والمرعى؛ ثم ذكر الأرض وتسطيحها لأن العرب في أكثر الدهر يرحلون وينزلون في الأراضي السهلة الوطيئة لإراحة الإبل التي هي سفن البر ومنها معاشهم وبلاغهم، وهذه حكمة إلهية، ومن بعض معاني هذه الآية الشريفة هذا الوجه وهو وجه حسن.
فأعظم جبال الدنيا قاف: وهو محيط بها كإحاطة بياض العين بسوادها، وما وراء جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا. وقال بعض المفسرين: إن الله سبحانه وتعالى خلق من وراء جبل قاف أرضاً بيضاء كالفضة الجلية، طولها مسيرة أربعين يوماً للشمس، وبها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملك منهم من إلى جانبه، من هيبة الله جل جلاله، ولا يعرفون ما آدم وما إبليس، وهكذا إلى يوم القيامة. وقيل: إن يوم القيامة تبدل أرضنا هذه بتلك الأرض. والله سبحانه وتعالى أعلم.
جبل سرنديب: هو جبل بأعلى الصين في بحر الهند، وهو الجبل الذي أهبط عليه آدم عليه السلام، وعليه أثر قدمه غائصاً في الصخرة، طوله سبعون شبراً، وعلى هذا الجبل ضوء كالبرق ولا يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا بد كل يوم فيه من المطر فيغسل قدم آدم، وحوله من أنواع اليواقيت والأحجار النفيسة وأصناف العطر والأفاويه ما لا يوصف، وإن آدم خطا من هذا الجبل إلى ساحل البحر خطوة واحدة وهي مسيرة يومين.
جبل أوليان: هو بأرض الروم وفي وسط هذا الجبل درب، من دخله وهو يأكل الخبز من أول الدرب إلى آخره لا تضره عضة الكلب، ومن عضه الكلب وعبر بين رجلي هذا الرجل برئ وأمن من الغائلة.
جبل أبي قبيس: هو جبل مطل على مكة. زعموا أن من أكل عليه رأساً مشوياً أمن من وجع الرأس.
جبل راوند: بالقرب من همذان، وفيه ماء إذا شربه المريض عوفي.
حكي أنه دخل على جعفر الصادق رضي الله عنه رجل من همذان فقال له جعفر: من أين أنت؟ قال: من همذان؛ فقال: أتعرف جبلها؟ فقال له الرجل: جعلت فداك أراوند؟ قال: نعم. قال: إن فيه عيناً من عيون الجنة.
جبل سبستان: فيه ماء ينبت فيه قصب كثير، فما كان في الماء من القصب فهو من حجر، وما كان خارجاً عن الماء فهو قصب على حقيقته، وما رمي في الماء من ورق القصب الخارجي صار حجراً في الحال.
جبل أسبرة: وهو بناحية الشاش مما وراء النهر. قال الأصطخري: هناك جبل فيها منافع كثيرة من الذهب والفضة والفيروزج والحديد والنحاس والصفر والآنك والنفط والزئبق، وفيه حجر أسود يحرق ويبيض به الثياب ولا يقوم شيء مقامه.
جبل التر: على ثلاث مراحل من قزوين، وهو جبل شامخ لا تخلو قلته من الثلج لا صيفاً ولا شتاء، وعليه مسجد تأويه الأبدال، ويتولد من ثلجه دود أبيض إذا غرز فيه أدنى شيء يخرج منه ماء أبيض صاف يرى دابة وليس هو حيواناً.
وبالأندلس جبل فيه عينان بينهما مقدار شبر واحد، إحداهما في غاية البرودة والعذوبة والأخرى في غاية الحرارة والملوحة، ولهما رائحة عطرة طيبة. وبه جبل البرنس وفيه معدن الكبريت الأحمر والكبريت الأصفر والزئبق، ومنه يحمل إلى سائر البلاد، وفيه معدن الزنجفر وليس في جميع الأرض معدن للزنجفر إلا هناك.
جبل القدس: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض القدس جبل فيه غار كالبيت تزوره الناس، فإذا أظلم الليل أضاء البيت وليس فيه ضوء ولا سراج ولا كوة ولا طاقة.
جبل ثبير: وهو بمكة بقرب منىً، وهو جبل مبارك يقصده الزوار، وعليه اهبط الكبش الذي فدي به إسماعيل عليه السلام.
جبل ثور: وهو بقرب مكة. وفيه الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما خرجا مهاجرين.
جبل الجودي: بقرب جزيرة ابن عمر من الجانب الشرقي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام، وبنى به نوح مسجداً وهو باق إلى الآن تزوره الناس.
جبل جوشن: غربي حلب، وفيه معدن النحاس. قيل: إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكانت زوجة الحسين مثقلة بالحمل فطرحت هناك. وبه مشهد مبارك يعرف بمشهد الطرح، وطلبت من صناع النحاس ماء للشرب فمنعوها وسبوها، فدعت عليهم فامتنع الريح من ذلك الحين.
جبل حارث وحويرث: هما بأرض أرمينية، لا يقدر أحد على ارتقائهما أصلاً. قال ابن الفقيه السيرافي، كان على نهر الرس بأرمينية ألف مدينة عامرة آهلة، فبعث الله عز وجل إليهم نبياً دعاهم إلى الله فكذبوه وآذوه فدعا عليهم فحول الله الحارث والحويرث من الطائف وأرسلهما على المدن وأهلها. فهم تحت هذين الجبلين حتى الساعة.
جبل حراء: هو على ثلاثة أميال من مكة المشرفة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه للخلوة ويعبد الله فيه قبل نزول الوحي، وأتاه جبريل هناك.
جبل جودقور: وهو بين حضرموت وعمان.
حكى أحمد بن يحيى اليمني أن في ناحية قورشق جبلاً يقال له جود قور، غوره مقدار خمسة أرماح وعرضه قليل فمن أراد أن يتعلق السحر فليأخذ ماعزاً أسود ليس فيه شعرة بيضاء ويذبحه ويسلخه ويقسمه سبعة أجزاء يعطي منها جزءاً واحداً للمقيم بذلك الجبل، وستة أجزاء ينزل بها إلى الغار، ثم يأخذ الكرش يشقها وينطلي بما فيها، ويلبس الجلد مقلوباً ويدخل الغار ليلاً. وشرطه أن لا يكون له أب ولا أم، فينام في الغار تلك الليلة فإن أصبح جسمه نقياً من حشو الكرش مغسولاً فقد قبل وحصل له السحر. وإن وجده بحاله لم يقبل ولا يحصل له القصد، فإذا خرج من الغار بعد القبول لا يحدث أحداً ثلاثة أيام يصير ساحراً ماهراً.
جبل الحيات: بأرض تركستان. فيه حيات من نظر إليها مات الناظر لوقته إلا أنها لا تتجاوز هذا الجبل أبداً.
جبل نهاوند: بقرب الري يناطح النجوم ارتفاعاً، قال مسعود بن مهلهل: هذا الجبل لا يفارق أعلاه الثلج لا ليلاً ولا نهاراً، ولا صيفاً ولا شتاء البتة، ولا يقدر أحد أن يعلوه.
زعموا أن سليمان بن داود عليهما السلام حبس فيه صخر المارد، وزعموا أن أفريدون الملك حبس فيه بيوراسف الذي يقال له الضحاك. ومن صعد إلى هذا الجبل لا يصل إليه إلا بمشقة شديدة ومخاطرة بالنفس. قال مسعود بن مهلهل: صعدت إلى نصفه بمشقة شديدة وما أظن أحداً وصل إلى ما وصلت إليه، فرأيت هناك عين كبريت وحولها كبريت مستحجر، إذا طلعت الشمس اشتعل ناراً. وسمعت من أهل تلك الناحية أن النمل إذا أكثر من جميع الحب على هذا الجبل استشعر الناس بعده بجدب وقحط؛ وأنه متى دامت عليهم الأمطار والأنداء وتضرروا بذلك صبوا لبن الماعز على النار فتنقطع الأمطار والأنداء في الحال والحين، وجربته مراراً فوجدته صحيحاً كما قيل، وأما ذروة هذا الجبل فمتى انكشف من الثلج وقعت في تلك الأرض فتنة عظيمة على ممر الأيام لا تنخرم أبداً بل تكون الفتنة في الجهة المنكشفة دون غيرها.
قال محمد بن إبراهيم الضراب: عرف والدي معدن الكبريت الأحمر فاتخذ مغارف طوالاً من حديد فأدخلها فيه فذابت ولم يحصل على قصده. وقال له أهل تلك الناحية: هذا المكان لا يدخل فيه حديد إلا ذاب في وقته.
وذكروا أن رجلاً جاءهم من خراسان ومعه مغارف طوال من حديد ولها سواعد قد طلاها بأدوية حكمية، فأخرج بها من الكبريت الأحمر شيئاً كثيراً لبعض ملوك خراسان.
وذكر محمد بن إبراهيم أن الأمير موسى بن خضر كان والياً على الري إذ ورد عليه كتاب من المأمون بن الرشيد يأمره بالشخوص إلى هذا الجبل وتعرف حال المحبوس به. قال: فوافينا حضيض الجبل وأقمنا به أياماً لا نرى الاهتداء للصعوده، حتى أتانا شيخ مسن طاعن وهو ذو همة عالية، فسألنا، فعرفناه أمر الخليفة فقال: أما هذا فلا سبيل إليه أصلاً، وإن أردتم صحة ذلك أريتكم عياناً! فاستحسن الأمير موسى كلامه وقال: هو القصد.
فعند ذلك صعد الشيخ بين أيدينا ونحن في الأثر فأوقفنا على موضع فبالغنا في حفره حتى انكشف لنا عن بيت منقور من الحجارة وفيه تمثال شخص على صورة عجيبة، يضرب بمطرقة على أعلاه ساعة بعد ساعة من غير فتور، فاستخبرنا الشيخ عن شأنه، فقال: هذا طلسم موضوع على بيوراسف الضحاك المحبوس ههنا لئلا ينحل من وثاقه؛ ثم أمرنا أن لا نتعرض للطلسم وأن نرده إلى ما كان عليه ففعلنا؛ ثم دعا بسلاسل وسلالم طوال فربط بعضها إلى بعض بالحبال وكلبها من أسافلها وأوساطها وأوقفها فارتفعت مقدار مائة ذراع ونقب موضعاً على رأس السلالم فظهر باب من حديد عليه مسامير كبار جداً مذهبة الرؤوس، فوصلنا إلى عتبة فوجدنا على الأسكفة كتابة بالفارسية كأنما كتبت الآن بالذهب مدهونة بأدهان التأبيد تنطق الكتابة عن كلام معناه أن على هذه القلة سبعة أبواب من حديد، على كل مصراع منها أربعة أقفال من حديد؛ وعلى العضادة مكتوب: هذا سجن لهذا الحيوان المفسد وله أمد ينتهي إلى غاية فلا يتعرض أحد إلى هذه الأقفال بمكروه، فإنه متى فتح أقفالها ولو قفلاً واحداً هجم على هذه البلاد آفة لا تندفع أبداً.
فقال الأمير موسى: لا أتعرض لشيء حتى أستأذن أمير المؤمنين فجاء الجواب برد البيت إلى ما كان وترك ذلك على حاله.
جبل الربوة: وهو على فرسخ من دمشق. ذكر بعض المفسرين أنها المراد بقوله تعالى: " وآويناهما إلى رَبْوةٍ ذاتِ قرارٍ ومَعين " وهو جبل عال على قلته مسجد حسن بين بساتين وأشجار ورياض ورياحين من جميع جوانبه؛ وله شبابيك تطل على ذلك كله. ولما أرادوا إجراء نهر ثور وقع هذا الجبل في طريقه معترضاً فنقبوه من تحته وأجروا الماء من النقب. وعلى رأسه نهر يزيد وهو ينزل من أعلاه إلى أسفله؛ وفي هذا الجبل كهف صغير زعموا أن عيسى بن مريم عليهما السلام ولد فيه. قال القزويني: رأيت في هذا المسجد في بيت صغير حجراً كبيراً حجمه كحجم الصندوق ذا ألوان مختلفة عجيبة وقد انشق نصفين كالرمانة المنشقة وبين الشقين من أعلاه فتح ذراع، وأسفله ملتئم لم ينفصل شق عن الآخر. ولأهل دمشق في هذا الجبل أقاويل كثيرة أضربنا عنها.
جبل رضوى: قال عرامة بن الأصبع: هو من المدينة على نحو سبع مراحل، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية، وهو أخضر يرى من البعد، وبه أشجار وثمار ومياه كثيرة؛ وتزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية رضي الله عنه حي وأنه مقيم به بين أسد ونمر يحفظانه، وعنده عينان نضاختان ماء وعسلاً، وأنه سيعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً؛ وكان السيد الحميري على هذا المذهب وهو القائل:
ألا قل للرّضيّ فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما
ومن رضوى يقطع حجر المسن ويحمل إلى جميع البلاد.
جبل الرقيم: وهو المذكور في القرآن. قيل هو اسم القرية التي كان فيها أصحاب الكهف؛ وقيل: اسم الجبل، وهو بالروم بين أرقية ونبقية.
حكى عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أرسلني أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ملك الروم رسولاً لأدعوه إلى الإسلام؛ فسرت حتى دخلت بلاد الروم فلاح لنا جبل يعرف بأهل الكهف، فوصلنا إلى دير فيه وسألنا أهل الدير عنهم فأوقفونا على سرب في الجبل. فوهبنا لهم شيئاً وقلنا: نريد أن ننظر إليهم. فدخلوا ودخلنا معهم، وكان عليه باب من حديد فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل، فيه ثلاثة عشر رجلاً مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود، وعلى كل واحد منهم جبة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بهما من رؤوسهم إلى أقدامهم، فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أم من وبر، إلا أنها كانت أصلب من الديباج، فلمسناها فإذا هي تتقعقع من الصفاقة، وعلى أرجلهم الخفاف إلى أنصاف سوقهم منتعلين بنعال مخصوفة، وفي خفافهم ونعالهم من جودة الخرز ولين الجلود ما لم ير مثله.
قال: فكشفنا عن وجوههم رجلاً رجلاً فإذا هم في وضاءة الوجوه وصفاء الألوان وحسن التخطيط، وهم كالأحياء، وبعضهم في نضارة الشباب، وبعضهم أشيب، وبعضهم قد وخطه الشيب، وبعضهم شعورهم مضفورة، وبعضهم شعورهم مضمومة، وهم على زي المسلمين. فانتهينا إلى آخرهم فإذا فيهم واحد مضروب على وجهه بسيف كأنما ضرب في يومه، فسألنا عن حالهم وما يعلمون من أمرهم، فذكروا أنهم يدخلون عليهم في كل عام يوماً، وتجتمع أهل تلك الناحية على الباب فيدخل عليهم من ينفض التراب عن وجوههم وأكسيتهم ويقلم أظفارهم ويقص شواربهم ويتركهم على هيئتهم هذه.
قلنا لهم: هل تعرفون من هم؟ وكم مدة لهم ههنا؟ فذكروا أنهم يجدون في كتبهم وتواريخهم أنهم كانوا أنبياء بعثوا إلى هذه البلاد في زمان واحد قبل المسيح بأربعمائة سنة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن أصحاب الكهف سبعة وهم مكسلمينا، كمليخا، مرطونس، يمبنونس، نارينونس، ذو أنوانس، كسيططيونس، وكلبهم قطمير.
جبل تانك: قال صاحب تحفة الغرائب: جبل بأرض تانك، وهم طائفة من الترك ببلاد تركستان ليس لهم زرع ولا ضرع، وفي جبالهم ذهب كثير وفضة كثيرة؛ وربما يقع لهم كل قطعة كرأس الشاة من الذهب والفضة فمن أخذ القطع الكبار مات في الحال واليوم، ومن أخذ من القطع الصغار انتفع بها من غير ضرر يمسه، ومن ذهب بقطعة كبيرة إلى بيته مات هو وأهل بيته إلا أن يرجع بها من أثناء الطريق، وإذا أخذ الغريب من انقطع الكبار فلا بأس عليه ولا سوء.
جبل ساوة: وهو على مرحلة منها وهو شامخ جداً، فيه غار شبه إيوان يسع سبعة آلاف نفس، وفي آخر الغار قد برز في صدر حائطه أربعة أحجار متفرقة شبه ثدي المرأة يتقاطر الماء من ثلاثة منها والرابع يابس لا يقطر منه شيء، يزعم أهل تلك الأرض أن كافراً مصه فيبس، وتحته حوض يجتمع الماء فيه وهو ماء طيب لا يتغير بطول مكثه. وعلى باب الغار نقب ذو بابين يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من الآخر، يزعمون أنه من لم يكن ولد حلال لا يقدر على الخروج منه. قال القزويني:
رأيت رجلاً دخله وما خرج حتى عاين الهلاك.
جبل سيلان: بقرب مدينة أردبيل من أذربيجان، وهو من أعلى جبال الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ " فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون " إلى " وكذلك تُخرَجون " كتب الله له من الحسنات بعدد كل ورقة ثلج تقع على جبل سيلان. قيل: وما سيلان يا رسول الله؟ قال: جبل بأرمينية وأذربيجان، عليه عين من عيون الجنة وفيه قبر من قبور الأنبياء.
قال أبو حامد الأندلسي: على رأس هذا الجبل عين عظيمة مع غاية ارتفاعه، ماؤها أبرد من الثلج وكأنما شيب بالعسل لشدة عذوبته. وبجوف الجبل ماء يخرج من عين، يصلق البيض لحرارته، يقصدها الناس لمصالحهم. وبحضيض هذا الجبل شجر كثير ومراع وشيء من حشيش لا يتناوله إنسان ولا حيوان إلا مات لساعته.
قال القزويني: ولقد رأيت الجبل والدواب ترعى في هذا المكان فإذا قربت من هذا الحشيش نفرت وولت منهزمة كالمطرودة. قال: وفي سفح هذا الجبل بلدة اجتمعت بقاضيها، واسمه أبو الفرج عبد الرحمن الأردبيلي، وسألته عن حال تلك الحشيشة، فقال: الجن تحميها. وذكر أيضاً أنه بنى في قرية مسجداً فاحتاج إلى قواعد كبار حجرية لأجل العمد، فأصبح فوجد على باب المسجد قواعد منحوتة من الصخر محكمة الصنعة كأحسن ما يكون.
جبل السماق: وهو بأعمال حلب، يشتمل على مدن وقرى وقلاع وحصون، وأكثرها للاسماعيلية والدرزية وهو منبت السماق، وهو مكان طيب كثير الخيرات.
جبل السم: قال الجهاني: إن أهل الصين نصبوا قنطرة من رأس جبل إلى جبل آخر في طريق آخذة إلى تبت، من جاز على القنطرة يؤخذ بأنفاسه ويلهب قلبه ويثقل لسانه، ويموت في الغالب من المارين جماعة مستكثرة. وأهل التبت يسمونه جبل السم.
جبل الشب: بأرض اليمن، على قلته ماء يجري من جانب إلى جانب وينعقد شباً، والشب اليماني من ذلك.
جبل الصور: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض كرمان جبل، من أخذ منه حجراً وكسره يرى في وسطه صورة إنسان قائم أو قاعد أو مضطجع؛ وإن صحقت الحجر ناعماً وحللته في الماء وتركته حتى يرسب ترى في الراسب منه ما رأيته في الحجر من الصورة وهيئتها. وهذا من أعجب العجب.
جبل الصفا: هو ببطحاء مكة، والواقف على الصفا يرى الحجر الأسود قبالته والمروة تقابله: يقال: عن الصفا اسم رجل والمروة اسم امرأة، زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، فوضع كل واحد على الجبل المسمى باسمه لاعتبار الناس. وجاء في الحديث: إن الدابة التي من أشراط الساعة. تخرج من الصفا. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يضرب بعصاه حجر الصفا وويقول: إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه.
جبل صقلية: هو في وسط بحر الروم، وهو بحر المغرب، أعلاه مسيرة ثلاثة أيام، فيه أشجار كثيرة من البندق والصنوبر والأرز. وفي أعلاه منافس كثيرة يخرج منها الدخان والنار؛ وربما سالت النار فأحرقت جميع ما مرت عليه وتجعله مثل خبث الحديد. وعلى قمة هذا الجبل السحاب والثلوج صيفاً وشتاء لا تفارقه؛ وزعم أهل الروم أن الحكماء كانوا يدخلون إلى هذه الجزيرة ليروا عجائبها وكيف اجتماع الضدين الثلج والنار؛ وفيها معدن الذهب وتسميه أهل الروم جزيرة الذهب.
جبل الطاهرة: هو بأرض مصر، قال صاحب تحفة الغرائب: بهذا الجبل كنيسة فيها حوض يجري فيه من الجبل ماء عذب يجتمع في ذلك الحوض، فإذا امتلأ من جميع جانبه ترده الناس؛ فإذا ورد الحوض جنب أو امرأة حائض وقف الماء وانقطع جريانه ولا يجري حتى ينزح ما فيه من الماء ويغسل الحوض غسلاً بالغاً فيجري بعد ذلك.
جبل طبرستان: قال صاحب تحفة الغرائب: بهذا الجبل ضرب من الحشيش يسمى جوز مائل، من قطعه وهو ضاحك غلب عليه الضحك في عمره، ومن قطعه باكياً غلب عليه البكاء؛ ومن قطعه راقصاً غلب عليه الرقص؛ وكذلك على أي صفة كان، فمن قطعه استمر على تلك الصفة.
جبل طور سيناء: هو بين الشام ومدين. قيل: إنه بالقرب من أيلة، وهو المكلم عليه موسى عليه السلام. كان إذا جاء موسى عليه السلام للمناجاة ينزل غمام فيدخل في الغمام ويكلم ذا الجلال والإكرام؛ وهو الجبل الذي دك عند التجلي. وهناك خر موسى صعقاً؛ وهذا الجبل إذا كسرت حجارته يخرج من وسطها صورة شجرة العوسج على الدوام، وتعظم اليهود شجرة العوسج لهذا المعنى، ويقال لشجرة العوسج شجرة اليهود.
جبل طور هرون: وهو جبل مشرف على بيت المقدس وإنما سمي جبل طور هرون لأن موسى عليه السلام بعد أن عبدت بنو إسرائيل العجل أراد المضي إلى مناجاة الرب العلي: فقال له هارون: احملني معك فإني لست بآمن أن تحدث بنو إسرائيل أمراً بعدك. فغضب موسى وحمله. فلما كان ببعض الطريق إذ هما برجلين يحفران قبراً فوقفا عليهما وقالا: لمن القبر؟ قالا: لرجل في طول هذا وهيئته، وأشارا إلى هارون وقالا له: بحق إلهك إلا ما نزلت لتعرف القياس. فنزع هارون أثوابه ونزل القبر واضطجع فيه فقبضه الله في الحال، وانطبق القبر على هارون. فانصرف موسى بثيابه حزيناً باكياً. فلما صار إلى بني إسرائيل اتهموه بقتل أخيه، فدعا موسى ربه حتى أراهم هارون في تابوت في الجو على رأس ذلك الجبل.
جبل فرغانة: قال صاحب تحفة الغرائب: ينبت بهذا الجبل ضرب من النبات على صور الآدميين، منها ما هو على صورة الرجل، ومنها ما هو على صورة المرأة. وتوجد هذه الصور مع بعض الطرقيين يتكلمون عليها ويقولون إنها تزيد في المحبة والقبول، وأكلها يزيد في الباه ولا تقلع حتى يربط فيها حبل طويل ويربط طرفه في رقبة كلب، ثم ينفر الكلب فيقطع الصورة من أصلها وتقع صيحة على الكلب فيموت في الحال.
جبل قاسيون: هو جبل مشرف على دمشق، فيه آثار الأنبياء، وهو معظم من الجبال. وفيه مغارات وكهوف ومعابد للصالحين. وفيه مغار يعرف بمغارة الدم يقال إن قابيل قتل هابيل هناك، وهناك حجر يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته. وفيه مغارة أخرى يسمونها مغارة الجوع، يقال إن أربعين نبياً ماتوا بها من الجوع.
جبل الهند: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الهند جبل عليه صورة أسدين والماء يجري من أفواههما فيروي قريتين. فوقع بين أهل القريتين خصومة على الماء، فقال أهل إحدى القريتين: نوسع فم الأسد الذي يصب إلى أرضنا حتى يكثر الماء على أراضينا؛ فكسروا فم الأسد فانقطع الماء أصلاً من ذلك الأسد وخربت تلك القرية وارتحل أهلها، والأسد الآخر على حاله، والقرية الأخرى عامرة.
جبل تلاسيم: قرية من قرى قزوين. قال القزويني: حدثني من صعد على هذا الجبل قال: عليه صور كل حيوان من الحيوانات على اختلاف أجناسها، وصور الآدميين على أنواع أشكالها عدد لا يحصى وقد مسخوا حجارة، وفيها الراعي متكئ على عصاه والماشية حوله كلها حجارة، والمرأة تحلب بقرة وقد تحجرتا والرجل يجامع امرأته وقد تحجرا، والمرأة ترضع ولدها وهلم جراً، هكذا.

الكتاب : خريدة العجائب وفريدة الغرائب
المؤلف : سراج الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي (المتوفى : 852هـ)










_________________
مدد ياسيدى يارسول الله
مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة
اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 132 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط