علاء كتب:
(( السر في ارتباط اللون الاخضر بأهل البيت وتعلق اهل التصوف كذلك به.. ))
َأَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : لا تَبِتِ اللَّيْلَةَ عَلَى فِرَاشِكَ الَّذِي كُنْتَ تَبِيتُ عَلَيْهِ !!
فَلَمَّا كَانَتِ الْعَتْمَةُ اجْتَمَعت قريش عَلَى بَابِهِ .. ثُمَّ تَرَصَّدُوهُ مَتَى يَنَامُ ..
فَيَثِبُونَ عَلَيْهِ ..
فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَانَهُمْ ..قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" نَمْ عَلَى فِرَاشِي وَتَسَجَّ بِبُرْدِي الْحَضْرَمِيِّ الأَخْضَرِ ، فَنَمْ فِيهِ ، فَإِنَّهُ لا يَخْلُصُ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَكْرِهُهُ مِنْهُمْ " . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنَامُ فِي بُرْدِهِ ذَلِكَ إِذَا نَامَ ...
الامام علي عميد أهل البيت..
الامام علي رمز لأهل البيت .. في صلبه ذرية النبي الهاشمي ليلة أن بات مكانه..
منطق أهل البيت يقول نحن أول من افتدى جدنا المصطفى.. نحن أخوف خلق الله على نبيه.. كانت لنا السابقة في الحفظ والفداء.. أبونا علي يعلم ذلك جيدا..
برد النبي الذي كان ينام ويتغطى به الامام كان أخضرا..
هذا البرد الاخضر تشرف كثيرا بأن يكون غطاء للجسد النبوي الشريف مرارا وتكرارا..
وتشرف اللون الاخضر بأن يكون صبغة لهذا البرد..
سيدنا النبي يعلم أن برده الاخضر ليس كأي برد ..
فهو لم يطلب من علي أن ينام في فراشه وحسب..
بل أمره أن يتغطى بالبرد الأخضر !!
والعلة ( فَإِنَّهُ لا يَخْلُصُ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَكْرِهُهُ مِنْهُمْ )!!..
تأمل.. برد النبي الاخضر كان أمان من الهلكة والفزع... برد النبي الاخضر سكينة تنزلت واحاطت بسيد اهل البيت علي ومن في صلبه من الذرية..
النبي كان يعلم أن البرد الاخضر أمان لعلي من القتل والغدر بمشيئة الله .. فلما كان يعلم ذلك.. ترك عنده امانات قريش وأوصاه قبلها بارجاعها لاهلها حيث سيكون حيا معافا من بعد مغادرة النبي مكة..
اخذ اهل البيت راية الفداء.. ارتباط اهل البيت بالاخضر يعني فخر الفداء وعظيم حمل الامانة.. ويعني احاطة سيدنا النبي بهم من لدن والدهم علي اول من اكتسى به وحتى آخرهم في آخر الزمان..
البرد او الشال الاخضر عند اهل البيت هو حضن النبي..
اهل البيت ينطقون بما في قلب النبي تارة.. ويصمتون صمت النبي تارة اخرة
يحبون ما يحب النبي ..
فقال انس: كنا نتحدث ان احب الالوان الى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم الخضرة.
تتابع الزمان.. وصار لبس الأخضر قديما تمييزاً لأهل البيت لئلا يظلمهم أحد أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم وقد أوجب الله لأهل بيت النبي على الناس حقوقا فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم..
ثم تتابع الزمان.. فاتشحت قبة جدهم المصطفى المختار بالأخضر..
فكما كان البرد الاخضر غطاء ودفئ لجسد النبي الطاهر.. صارت القبة الخضراء غطاء وتجليا جماليا له ولروضته الشريفة..
فتحول الاخضر من خصوصية لأهل البيت.. الى خصوصية لهذه الأمة.. قبة نبيهم
ثم يتتابع الزمان.. لذلك كان لابد أن يأتي يوم التكريم لهذا اللون .. (ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق )..
واذا رأيت ثم رأيت نعيما _ وملكا كبيرا _ ( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق )..
لا يكون إلا أخضر اللون !
لأنه الكساء الذي اكتست به الامة المحمدية حين باتت في سرير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الهجرة..
قد خص منهم نسل زهراء الأشرف .. باطراف تيجان من السندس الخضر ..
ختاما قال ابن سيرين.. اذا رأيت كساء أخضرا فهذا رمز مبشر بالازدهار والسعادة
وصل اللهم على نبي ازدهرت به الاكوان وسعد بخدمته المخلدون من الغلمان
وعلى اله وصحبه وسلم