علاء كتب:
"فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم"
"وَإِن فَضْلَ العالمِ على العَابِدِ كَفضل القمر ليلة البدرِ على سائرِ الكَوَاكِب"
فكيف بفضل روح ومراد العلم على ظاهر العلم؟!
هو كفضل روح فاطمة على أدنى الأرواح..
لم تروي السيدة فاطمة الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.. بل كانت هي بذاتها حالا نبويا نورانيا.. كانت أحاديثا نبوية تمشي على الأرض..
السيدة فاطمة كان خلقها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم..
لم تروي الاحاديث للعامة نعم.. ولكنها اشتغلت بتغذية العترة الطاهرة بروح تلك الأحاديث الشريفة ونقل أحوال وأقوال وأفعال الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى صدور من سيكونوا يوما ما الثقل الثاني الذي لن يفترق عن كلام الله حتى يرد على صاحب الحوض حوضه..
كلام الله عز وجل في صدرها.. ففي بيتها كان ينزل جبريل على أبيها صلى الله عليه وسلم.. وكانت تبصر بعينها وقلبها أحوالا تشتد على رجال الرجال.. وهي شاهد عيان من أهل بيت كان يعاين إلقاء قول ثقيل ثقيل على النبي صلى الله عليه وسلم..
ومن حضر القسمة فليقتسم..
تجلس "فاطمة" وهي ابنة لم تتجاوز العشر سنين من عمرها.. فتبصر أباها صلى الله عليه وسلم يتفصد عرقا.. يتفصد جبينه عرقا.. بل وكأنها تشهد الملأ الأعلى يسبح ربه من حول أبيها حين يوحى إليه.. أحوال عظيمة بين الله ورسوله تخفى حتى على جبريل المتنزل بالوحي..
بل وتارة بمثل صلصة الجرس تشعر زهراء أبيها "زهراء طه" صلى الله عليه وسلم..
((عرق النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من داخل جسده الشريف.. وعرقه صلى الله عليه وسلم "عطر"..
فكان الوحي الإلهي يخرج من النبي صلى الله عليه وسلم عطره.. فيتفصد جبينه الشريف عطرا..))
فكانت الزهراء في الليل البارد المظلم تبصر وتشم عرق أبيها نورا معطرا.. على ذلك تفتح زهر سر الزهراء.. على أحوال وأنوار المخلوق الأعظم الذي ليس كمثله خلق صلى الله عليه وسلم..
للسيدة فاطمة علوم وفهوم أحاطت بها قبل أن يحيط بها أحد..
كان عند السيدة فاطمة ما يسمى ب"روح العلم".. وراثة
من علومها علوم معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن.. وارتباطات تلك العلوم وتكرارها بشؤون الإنتقال إلى الرفيق الأعلى.. علوم تنقل من صدر إلى صدر.. قل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم..
فاطمة فقط.. قال لها النبي صلى الله عليه وسلم :
"وإني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي"
ومن علومها ما يكون من أوائل الإمتحانات للأمة في أبيها صلى الله عليه وسلم وفي ذريتها عليهم السلام.. وحقائق ذلك
من علومها ما يكون من رقائق وإشارات ومقدمات للحاق بالحبيب صلى الله عليه وسلم..
عن سلمى قالت : مرضت فاطمة . . .
إلى أن قالت سلمى : اغتسلت فاطمة واضطجعت على فراشها.. واستقبلت القبلة..
ثم قالت السيدة فاطمة :
" والله إني مقبوضة الساعة.. فلا يكشفن لي أحد كنفا "
حلفت فاطمة برب أبيها صلى الله عليه وسلم أنها منتقلة..
قالت" والله إني مقبوضة الساعة" .. نعم فهي ابنة من قال لها لا لغيرها تحديدا " إني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي"!!
قول فاطمة هو قول من تحت عباءة صدق عند نبي بالنور مشتهر ..
كلامها من تحت كساء صدق لنبي رب مقتدر.. صلى الله عليه وسلم..
وانتبه.. وتأمل.. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخبر أحدا من الخلق تصريحا لا إلماحا بأن أجله قد جاء.. إلا بضعته" فاطمة"
على قدم التحقيق والصدق..بقدم الرسوخ بما في الصدور قالت: "والله" إني مقبوضة الساعة !!
وهل تحلف سيدة نساء أهل الجنة بربها على أمر مظنون؟!
قال لها النبي صلى الله عليه وسلم يومها :
"نعم السلف لك أنا"... فبكت
أم المؤمنين عائشة منسوب لها العلم بنصف الدين..
" خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ..
شطر الدين عند السيدة عائشة رضي الله عنها..
لكن دينكم كله عند السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.. أشارت لذلك السيدة عائشة فقالت عن فاطمة وحقيقة علم فاطمة وصدر فاطمة ونور فاطمة وقدم فاطمة..
قالت السيدة عائشة : "جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم"!!!
ما تخطئ فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء..
فافهم يا من تحب أن تفهم أنها حتى في المشي الظاهر والباطن لا تخطئ مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم..
روح الدين كل الدين عند اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.. فكيف بمن هو مخصوص من أهل البيت بأنه "البضعة" من بينهم..
النبي صلى الله عليه وسلم مدينة العلم.. وعلي بابها.. وفاطمة بستانها..
"فاطمة" بستان أزهر تغذى وتربى وازدهر في مدينة العلم بماء وسقيا رعاية وعناية الحبيب صلى الله عليه وسلم..
والبستان داخل المدينة.. ثم جيئ بالباب ليكون بابا على المدينة وبستانها.. ثم جيء بالبواب ليقف على الباب.. ولكل زمان على الباب بواب..
يتبع بمشيئة الله....
حبيبتى ياغالية ياقرة عينى ياستنا فاطمة على حضرتك السلام ورضى الله عن حضرتك وارضاكى
ربنا لايحرمنى من حضرتك ويوفقنى لرضاكم يارب يارب يارب
اللهم صل على سيدنا محمد أبو الزهراء وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا
جزاك الله كل خير أخى الفاضل علاء وننتظر المزيد عن ستنا الغالية فاطمة الزهراء
ربنا يوفقك