|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
أرجو المعذرة على التأخر في كتابة الحلقة الثالثة وذلك لأسباب خارجة عن إرادتي
نبدأ بعون الله ومدد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابة الحلقة الثالثة وهى :
***زواجها:
كانت السيدة الحبيبة فاطمة الزهراء رضى الله عنها ملازمة لوالدها الحبيب صلى الله عليه وسلم وظلت على مقربة منه وبجواره إلى أن خطبت للأمام على رضى الله عنه وعقدت أخطر مصاهرة عرفها الإسلام في تاريخه
خطبها على رضى الله عنه في السنة الثانية من الهجرة وبنى بها في ذي الحجة من نفس السنة
روى عن أنس رضى الله عنه أنه قال ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي فلما أفاق قال لى " أتدرى يا أنس ما جاءني به جبريل عليه السلام من صاحب العرش عز وعلا " قلت بأبى أنت و أمي ما جاءك به جبريل ؟ قال : قال لى " إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تزوج فاطمة من على , فأنطلق وأدع لى أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار " قال فانطلقت فدعوتهم فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الحمد لله المحمود بنعمته بقدرته المطاع سلطانه المهروب إليه من عذابه النافذ أمره فى أرضه وسمائه الذى خلق الخلق بقدرته وميزه بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم , إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا جامعا وشج به الأرحام وألزمها الأنام فقال عز وجل : وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا .
وأمر الله تعالى يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب , ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من على واشهدكم انى زوجت فاطمة من على على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة فجمع الله شملهما وبارك لهما واطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة أقول قولى هذا وأستغفر الله لي ولكم " قال وكان على رضى الله تعالى عنه غائبا فى حاجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه فيها ثم أمر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبق فيه تمر فوضع فى أيدينا فقال " أنتبهوا " فبينما نحن كذلك إذ أقبل على رضى الله عنه فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " يا على إن الله أمرنى أن أزوجك فاطمة وإنى قد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة " فقال على رضيت يا رسول الله ثم إن عليا خر ساجدا شكرا لله فلما رفع رأسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب " قال أنس والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب )
وإحتفل بنو عبد المطلب بهذا الزواج كما لم يحنفلوا بزواج مثله من قبل وجاء سيدنا حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وعلى بشارفين ( جملين ) فنحرهما وأطعم الناس بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
فعن جابر قال : حضرنا عرس على بن أبى طالب و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فما رأينا عرسا أحسن منه هيأ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زبيبا وتمرا .
***جهازها :
وعن أسماء قالت : لما أهديت فاطمة إلى على بن أبى طالب لم تجد فى بيته إلا رملا ( سريرا ) مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا تقربن أهلك حتى أتيكما فجاء فدعا بإناء فسمى فيه وقال ما شاء الله أن يقول ثم مسح صدر على ووجهه ثم دعا فاطمة فقامت تعثر في مرطها من الحياء فنضح عليها من ذلك " .
وفى حديث بريده فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علىً ثم قال : " اللهم بارك فيهما وبارك لهما فى نسلهما " .
لم تكن حياة الزهراء فى بيت زوجها مترفه ولا ناعمة بل كانت توصف بالخشونة والفقر ولم يغيب رضى الله عنها هذا قبل الزواج فهى تعلم حقيقة حال سيدنا علىُ ولكن كان يكفيها أنه سيد فى الدنيا وأنه فى الآخرة لمن الصالحين وأنه أكثر الصحابة علما وأفضلهم حلما واولهم إسلاما ….
وها هي عندما كانت تنفرد بعبأ البيت الثقيل ولم يكن عندها جارية تعينها أو تقوم عنها بالعمل الشاق وهى ضعفة البنيان كادحة مجهدة , تسأل النبي صلى الله عليه وسلم هي و زوجها على ُ رضى الله عنهما بعدما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من إحدى غزواته الظافرة بغنائم وسبايا تسأله جارية تخدمها فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم فقال " إلا أخبركما بخير من ما سألتمانى "
أجابا معا " بلى يا رسول الله " قال " كلمات علمنيهن جبريل : تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبرا عشرا
وإذا أويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثا وثلاثين وتحمدان ثلاثا وثلاثين وتكبران أربع وثلاثين " ثم ودعهما وقد زودهما بهذا المدد ولقنهما هذه الرياضة النفسية التي تغلب المصاعب وتهزم المتاعب
ولقد سمع الأمام علىُ بعد أكثر من ثلث قرن يذكر كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول " والله ما تركتهن منذ علمنيهن "
***الذرية الطاهرة :
لقد آثر الله الزهراء بالنعمة الكبرى ليجعل في ولدها ذرية نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وحفظ بها أشرف سلالة عرفتها البشرية
ولدت السيدة فاطمة رضى الله عنها ثلاثة ذكور وثلاثة إناث
الذكور : الحسن والحسين والمحسن
الإناث : زينب و أم كلثوم و رقية
أما المحسن فأدرج سقطا وأما الحسن والحسين فأعقبا الكثير الطيب
وأما رقية فماتت ولم تبلغ , وأما زينب تزوجها ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبى طالب , وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب رضى الله عنهما
فعن واثلة بن الأسقع : ( سألت عن علىُ في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال :
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا , اللهم هؤلاء أهلي "
وهكذا سعدت الزهراء بصحبة أبيها تستجلى طلعته البهية في الغدو والآصال وتنعم بحبه المضاعف لها ولأبناءها وزوجها ما شاء الله أن تنعم
وتبقى أم أبيها ملء الحياة في ذريتها الطاهرة المباركة آل النبي صلى الله عليه وسلم
( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميدا مجيد )
اللهم صلى على أبي الزهراء المخصوص بالرؤية حين مسراه الذي كان ربه يصارع في هواه وعلى آله ومن والاه وسلم تسليما كثيرا .
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
