موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2016 9:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما كثيرا

الآداب النبوية في الطعام و الشراب

ما عاب طعاما قط وما أمر فصُنع له طعام مخصص:
من آدابه صلى الله عليه وسلم في الطعام : قيل لأم أيوب : أي الطعام كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنكم عرفتم ذلك لمقامه فيكم ؟ ماذا كان يأكل ؟ وماذا كان يحب ؟ قالت : ما رأيته أمر بطعام فصنع له بعينه، ولا رأيناه أوتي بطعام فعابه .
النبي صلى الله عليه وسلم ما أمر بصنع طعام بعينه ليأكله، أبداً، وإذا جيء بطعام له ما عاب طعاماً قط، بل في بعض آداب النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما عاب طعاما قط، ولا مدح طعاما قط .

اللباقة عند الحرج من الأكل :
وعن جابر بن سمرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً بعث فضله إلى أبي أيوب، فأوتي يوماً بقصعة فيها ثوم، فبعث بها كلها إلى أبي أيوب فقال : يا رسول الله أحرام هو ؟ قال : لا، ولكني أكره ريحه، قال : وإني أكره ما تكره يا رسول الله، يعني مراعاة لأصحابه ما أكل طعاماً في ثوم، من أجل رائحته .
ما هذه اللباقة ؟ ما هذا الحس الراقي جداً ؟ عن أبي أيوب رضي الله عنه، قال : كنا نصنع له العشاء، ثم نبعث به إليه، فإذا رد علينا فضله، وتيمنت أنا وأم أيوب موضع يديه، فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة، حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه، وقد جعلنا له بصلاً أو ثوماً فرده النبي صلى الله عليه وسلم، ولم نرَ ليده أثراً للطعام، فجئته فزعاً، فقلت يا رسول الله، بابي أنت وأمي رددت عشاءك، ولم أرَ به موضع يدك، وكنت إذا رددته تيمنت أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغي بذلك البركة، فقال عليه الصلاة والسلام : إن وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجي ربي، فأما أنتم فكلوه، فقال أبو أيوب : فأكلناه، ولم نصنع له تلك الشجرة بعدها .

المساعدة في تحضير الطعام :
ومرة كان في سفر، أرادوا أن يعالجوا شاةً، قال أحدهم : علي ذبحها، وقال الثاني : علي سلخاها، وقال الثالث : علي طبخها، وقال عليه الصلاة والسلام : وعلي جمع الحطب، فقالوا : نكفيك ذلك، قال : أعلم أنكم تكفونني ذلك، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على إقرانه .

الاجتماع على الطعام والشراب :
وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل منفرداً، وكان يحضر عشاءه من خمسة إلى ستة عشرة رجلاً، ولم يكن يأكل وحده .
أيها الإخوة الكرام، هذه أخلاق النبي، كان إذا دخل عليه أصحابه، ودخل إنسان غريب لا يعرف من رسول الله، يقول : أيكم محمد ؟ لتواضعه .

استعذاب الماء :
وأما عن شرابه فكان أبو أيوب حينما نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم ليستعذب له الماء من بئر مالك بن النظر، والد أنس، وكان أنس وهند وحارثة أبناء أسماء يحملون الماء إلى بيوت نسائه من بيوت السُقيا، ومن ذلك دلالة على سنة استعذاب الماء كان النبي عليه الصلاة والسلام ذا أذواق عالية جداً .

الشرب ثلاث دفعات وحمد الله بعد ذلك :
وعن أنس بن مالك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب جرعة، ثم قطع ثم سمى، ثم جرع جرعة، ثم قطع ثم سمى، ثم جرع جرعة، ثم قطع حتى فرغ، فلما فرغ حمد الله، كان يشرب الماء على دفعات ثلاثة .
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل وشرب، قال: الحمد لله الذي أطعمنا، وسقنا، وسوغه، وجعل له مخرجاً .

آخر الناس شربا للماء :
وكان إذا وزّعَ الماء بين أصحابه كان آخرهم شربا .

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2016 10:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
سيدي الفاضل الكريم فراج يعقوب جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك أهلا وسهلا فيك
الفاضلة ملهمة جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك جميل ما قدمت صلوات وسلام الله عليه سيدنا محمد صل الله عليه وآله وصحبه وسلم

أخلاقه صلوات الله عليه في الطعام والشراب :

كان - صلى الله عليه وسلم - يأكل ما وجد ، وإذا وضعت المائدة قال : " بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة " . وكان لا يأكل الحار ويقول : " إن الله لم يطعمنا نارا فأبردوه " وكان يأكل مما يليه ، ويأكل خبز الشعير والقثاء بالرطب . وكان أكثر طعامه الماء والتمر ، وأحب الطعام إليه اللحم ، وكان يأكل الثريد باللحم ، ويحب القرع ، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ولا يحب منها الكليتين ولا الذكر والأنثيين ولا المثانة والغدد والحياء ويكره ذلك . وكان لا يأكل الثوم ولا البصل . وما ذم طعاما قط ، إن أعجبه أكله وإن كرهه تركه . وكان يعاف الضب والطحال ولا يحرمهما . وكان إذا فرغ قال : " الحمد لله اللهم لك الحمد أطعمت فأشبعت وسقيت فأرويت لك الحمد غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه " وكان إذا أكل اللحم غسل يديه غسلا جيدا . وكان يشرب في ثلاث دفعات ، ويمص الماء مصا ولا يعبه عبا ولا يتنفس في الإناء بل ينحرف عنه . وكان ربما قام في بيته فأخذ ما يأكل بنفسه أو يشرب .

صل الله عليه وآله وصحبه وسلم

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2016 11:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين
الشيخ محمد جمال الدين القاسمي

فصل آداب الأكل والدعوة والضيافة

إن الله تعالى أحسن تدبير الكائنات ، فخلق الأرض والسماوات وأنزل الماء الفرات من المعصرات ، فأخرج به الحب والنبات ، وقدر الأرزاق والأقوات ، وحفظ بالمأكولات قوى الحيوانات ، وأعان على الطاعات والأعمال الصالحات بأكل الطيبات . فشكرا له على ممر الأوقات .

ولما كان مقصد ذوي الألباب لقاء الله تعالى في دار الثواب ، ولا طريق إلى الوصول للقائه إلا بالعلم والعمل ، ولا يمكن المواظبة عليهما إلا بسلامة البدن ، ولا تصفوا سلامة البدن إلا بالأطعمة والأقوات والتناول منها بقدر الحاجة على تكرر الأوقات ، فمن هذا الوجه قال بعض السلف : إن الأكل من الدين ، وعليه نبه قوله تعالى : ( كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) [ المؤمنون : 51 ] وها نحن نرشد إلى وظائف الدين في الأكل فرائضها وسننها وآدابها .

بيان ما لا بد للآكل من مراعاته

وهو ثلاثة أقسام :

القسم الأول في الآداب المتقدمة على الأكل وهي خمسة :

الأول : أن يكون الطعام بعد كونه حلالا في نفسه طيبا في جهة مكسبه موافقا للسنة والورع ، لم يكتسب بسبب مكروه في الشرع ولا بحكم هوى ومداهنة في دين ، وقد أمر الله تعالى بأكل الطيب وهو الحلال ، وقدم النهي عن الأكل بالباطل على القتل تفخيما لأمر الحرام وتعظيما لبركة الحلال فقال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) إلى قوله : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) [ النساء : 29 ] فالأصل في الطعام كونه طيبا وهو في الفرائض وأصول الدين .

الثاني : غسل اليد لأنها لا تخلو عن لوث في تعاطي الأعمال فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة .

الثالث : أن ينوي بأكله أن يتقوى به على طاعة الله تعالى ليكون مطيعا بالأكل ، ومن [ ص: 93 ] ضرورة هذه النية أن لا يمد اليد إلى الطعام إلا وهو جائع فيكون الجوع أحد ما لا بد من تقديمه على الأكل ، ثم ينبغي أن يرفع اليد قبل الشبع ، ومن فعل ذلك استغنى عن الطبيب .

الرابع : أن يرضى بالموجود من الرزق والحاضر من الطعام .

الخامس : أن يجتهد في تكثير الأيدي على الطعام ولو من أهله وولده فإن خير الطعام ما كثرت عليه الأيدي ; وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل وحده .

القسم الثاني في آدابه حالة الأكل :

وهو أن يبدأ بـ " بسم الله " في أوله ، وبـ " الحمد لله " في آخره ، ويجهر به ليذكر غيره ، ويأكل باليمنى ويصغر اللقمة ويجود مضغها ، وما لم يبتلعها لا يمد اليد إلى الأخرى فإن ذلك عجلة في الأكل ، وأن لا يذم مأكولا . كان صلى الله عليه وسلم لا يعيب مأكولا ، كان إذا أعجبه أكله وإلا تركه .

وأن يأكل مما يليه إلا الفاكهة فله أن يجيل يده فيها ، ولا يضع على الخبز قصعة ولا غيرها إلا ما يؤكل به ، ولا يمسح يده بالخبز ولا ينفخ في الطعام الحار بل يصبر إلى أن يسهل أكله ، ولا يجمع بين التمر والنوى في طبق ، ولا يجمع في كفه بل يضع النواة من فيه على ظهر كفه ثم يلقيها وكذا كل ما له عجم وثفل ، وأن لا يترك ما استرذله من الطعام ويطرحه في القصعة بل يتركه مع الثفل حتى لا يلتبس على غيره فيأكله ، وأن لا يكثر الشرب في أثناء الطعام إلا إذا غص بلقمة أو صدق عطشه .

وأما الشرب : فأدبه أن يأخذ الكوز بيمينه ويقول بسم الله ويشربه مصا لا عبا ، ولا يشرب قائما ولا مضطجعا ، وينظر في الكوز قبل الشرب ، ولا يتجشأ ولا يتنفس في الكوز بل ينحيه عن فمه بالحمد ويرده بالتسمية . والكوز وكل ما يدار على القوم يدار يمنة . وقد شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنا وأبو بكر رضي الله عنه عن شماله وأعرابي عن يمينه فناول الأعرابي وقال : الأيمن فالأيمن . ويشرب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في أواخرها ويسمي الله في أوائلها .

يتبع ....

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2016 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا

جزاكم الله خيرا كثيرا و أكرمكم دنيا و دين

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2016 11:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
آداب الاجتماع على الأكل وهي سبعة :

الأول : أن لا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سن أو زيادة فضل إلا أن [ ص: 94 ] يكون هو المتبوع والمقتدى به فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اشرأبوا للأكل واجتمعوا له .

الثاني : أن لا يسكتوا على الطعام ولكن يتكلمون بالمعروف .

الثالث : أن يرفق برفيقه في القصعة فلا يقصد أن يأكل زيادة عما يأكله ، فإن ذلك حرام إن لم يكن موافقا لرضا رفيقه مهما كان الطعام مشتركا ، بل ينبغي أن يقصد الإيثار ولا يأكل تمرتين في دفعة إلا إذا فعلوا ذلك أو استأذنهم ، فإن قلل رفيقه نشطه ورغبه في الأكل وقال له : " كل " ولا يزيد في قوله : " كل " على ثلاث فإن ذلك إلحاح وإضجار ، فأما الحلف عليه بالأكل فممنوع . قال الحسن بن علي رضي الله عنهما : " الطعام أهون من أن يحلف عليه " .

الرابع : أن لا يحوج رفيقه إلى أن يقول له : " كل " أو يتفقده في الأكل بل يحمل عن أخيه مؤنة ذلك .

ولا ينبغي أن يدع شيئا مما يشتهيه لأجل نظر الغير إليه فإن ذلك تصنع بل يجري على المعتاد ، ولا ينقص من عادته شيئا في الوحدة ، ولكن يعود نفسه حسن الأدب في الوحدة حتى لا يحتاج إلى التصنع عند الاجتماع .

نعم لو قلل من أكله إيثارا لإخوانه ونظرا لهم عند الحاجة إلى ذلك فهو حسن ، وإن زاد في الأكل على نية المساعدة وتحريك نشاط القوم في الأكل فهو حسن .

الخامس : أن غسل اليد في الطست لا بأس به ، قال أنس : " إذا أكرمك أخوك فاقبل كرامته ولا تردها " .

روي أن هارون الرشيد دعا أبا معاوية الضرير فصب الرشيد على يده في الطست فلما فرغ قال : " يا أبا معاوية ، أتدري من صب على يدك " فقال : " لا " ، قال : " صبه أمير المؤمنين " فقال : " يا أمير المؤمنين إنما أكرمت العلم وأجللته فأجلك الله وأكرمك كما أجللت العلم وأهله " .

وليصب صاحب المنزل بنفسه الماء على يد ضيفه هكذا فعل مالك بالشافعي رضي الله عنهما في أول نزوله عليه وقال : " لا يروعك ما رأيت مني فخدمة الضيف فرض " .

السادس : أن لا ينظر إلى أصحابه ولا يراقب أكلهم فيستحيون بل يغض بصره عنهم [ ص: 95 ] ويشتغل بنفسه ، ولا يمسك قبل إخوانه إذا كانوا يحتشمون الأكل بعده بل يمد اليد ويقبضها ويتناول قليلا قليلا إلى أن يستوفوا ، فإن امتنع لسبب فليعتذر إليهم دفعا للخجلة عنهم .

السابع : أن لا يفعل ما يستقذره غيره فلا ينفض يده في القصعة " وعاء الأكل " ولا يقدم إليها رأسه عند وضع اللقمة في فيه ، وإذا أخرج شيئا من فيه صرف وجهه عن الطعام وأخذ بيساره ، ولا يغمس اللقمة الدسمة في الخل فقد يكرهه غيره ، واللقمة التي قطعها بسنه لا تغمس في المرقة والخل ، ولا يتكلم بما يذكر من المستقذرات .

............................

فضل تقديم الطعام إلى الزائرين وآدابه

تقديم الطعام إلى الإخوان فيه فضل كثير ، قال الحسن : " كل نفقة ينفقها الرجل يحاسب عليها إلا نفقته على إخوانه في الطعام فإن الله أكرم من أن يسأله عن ذلك " .

وقال علي رضي الله عنه : " لأن أجمع إخواني على صاع من طعام أحب إلي من أن أعتق رقبة " .

وكان " ابن عمر " رضي الله عنهما يقول : " من كرم المرء طيب زاده في سفره وبذله لأصحابه " .

وكانوا رضي الله عنهم يجتمعون على قراءة القرآن ولا يتفرقون إلا عن ذواق .

وأما آدابه :

فبعضها في الدخول ، وبعضها في تقديم الطعام .

أما الدخول فليس من السنة أن يقصد قوما متربصا لوقت طعامهم فيدخل عليهم وقت الأكل فإن ذلك من المفاجأة وقد نهي عنه ، قال الله تعالى : ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ) [ الأحزاب : 53 ] يعني منتظرين حينه ونضجه ، أما إذا كان جائعا فقصد بعض إخوانه ليطعمه ولم يتربص به وقت أكله فلا بأس به ، وفيه إعانة لأخيه على حيازة ثواب الإطعام وهي عادة السلف ، فإن دخل ولم يجد صاحب الدار وكان واثقا بصداقته عالما بفرحه إذا أكل من طعامه فله أن يأكل بغير إذنه ، إذ المراد من الإذن الرضاء لا سيما في الأطعمة وأمرها على السعة ، فرب رجل يصرح بالإذن ويحلف وهو غير راض فأكل طعامه مكروه ، ورب غائب لم يأذن وأكل طعامه محبوب وقد قال تعالى : ( أو صديقكم ) [ النور : 61 ] قال " الحسن " : " الصديق من استروحت إليه النفس واطمأن إليه القلب " .

كان " محمد بن واسع " وأصحابه يدخلون منزل الحسن فيأكلون ما يجدون بغير إذن ، فكان الحسن يدخل ويرى ذلك فيسر به ويقول : " هكذا كنا " .

ومشى قوم إلى منزل " سفيان الثوري " فلم يجدوه ففتحوا الباب وأنزلوا السفرة وجعلوا يأكلون ، فدخل الثوري وجعل يقول : " ذكرتموني أخلاق السلف هكذا كانوا " .

وأما آداب التقديم :

فترك التكلف أولا وتقديم ما حضر ، كان الفضيل يقول : " إنما [ ص: 96 ] تقاطع الناس بالتكلف يدعو أحدهم أخاه فيتكلف له فيقطعه عن الرجوع إليه " ، ومن التكلف أن يقدم جميع ما عنده فيجحف بعياله ويؤذي قلوبهم .

قال بعضهم : " دخلنا على جابر رضي الله عنه فقدم لنا خبزا وخلا وقال : لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم " .

الأدب الثاني : وهو للزائر أن لا يقترح ولا يتحكم بشيء بعينه فربما يشق على المزور إحضاره ، فإن خيره أخوه بين طعامين فليختر أيسرهما عليه ، فإن علم أنه يسر باقتراحه ويتيسر عليه ذلك فلا يكره له الاقتراح .

قال بعضهم : " الأكل على ثلاثة أنواع : مع الفقراء بالإيثار ، ومع الإخوان بالانبساط ، ومع أبناء الدنيا بالأدب " .

الأدب الثالث : أن يشهي المزور أخاه الزائر ويلتمس منه الاقتراح مهما كانت نفسه طيبة بفعل ما يقترح فذلك حسن وفيه أجر وفضل جزيل .

الأدب الرابع : أن لا يقول له : " هل أقدم لك طعاما " ؟ بل ينبغي أن يقدم إن كان ، فإن أكل وإلا فيرفعه .

مسائل

الأولى : رفع الطعام على المائدة فيه تيسير للأكل فلا كراهة فيه بل هو مباح ما لم ينته إلى الكبر والتعاظم ، وما يقال إنه بدعة فجوابه أنه ليس كل ما أبدع منهيا بل المنهي بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمرا من الشرع مع بقاء علته ، وليس في المائدة إلا رفع الطعام عن الأرض لتيسير الأكل ونحوه مما لا كراهة فيه .

الثانية : الأكل والشرب متكئا مكروه مضر للمعدة ومثله الأكل مضطجعا ومنبطحا .

الثالثة : السنة البداءة بالطعام قبل الصلاة ، وفي الحديث : " إذا حضر العشاء والعشاء فابدؤوا بالعشاء " ، وكان " ابن عمر " رضي الله عنهما ربما سمع قراءة الإمام ولا يقوم من عشائه ; نعم إن كانت النفس لا تتوق إلى الطعام ولم يكن في تأخير الطعام ضرر فالأولى تقديم الصلاة .

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2016 11:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
بيان ما يخص الدعوة والضيافة

فضيلة الضيافة :

قال صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وفي أثر : لا خير فيمن لا [ ص: 97 ] يضيف .

وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الإيمان قال : إطعام الطعام وبذل السلام .

وقال صلى الله عليه وسلم في الكفارات والدرجات : إطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام .

أما الدعوة :

فينبغي للداعي أن يعمد بدعوته الأتقياء دون الفساق ، قال صلى الله عليه وسلم : أكل طعامك الأبرار .

وفي أثر : لا تأكل إلا طعام تقي ولا يأكل طعامك إلا تقي ولا يقتصر على الأغنياء خاصة بل يضم معهم الفقراء .

قال صلى الله عليه وسلم : شر الطعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويحرم منها الفقراء .

وينبغي أن لا يهمل أقاربه في ضيافته فإن إهمالهم إيحاش وقطع رحم ، وكذلك يراعي الترتيب في أصدقائه ومعارفه فإن في تخصيص البعض إيحاشا لقلوب الباقين ، وينبغي أن لا يقصد بدعوته المباهاة والتفاخر بل استمالة قلوب الإخوان وإدخال السرور على قلوب المؤمنين ، وينبغي أن لا يدعو من يعلم أنه يشق عليه الإجابة وإذا حضر تأذى بالحاضرين بسبب من الأسباب ، وينبغي أن لا يدعو إلا من يحب إجابته .

وأما الإجابة : فهي سنة مؤكدة ، وقد قيل بوجوبها في بعض المواضع ولها خمسة آداب :

الأول : أن لا يميز الغني بالإجابة عن الفقير فذلك هو التكبر المنهي عنه .

الثاني : أن لا يمتنع عن الإجابة لبعد المسافة كما لا يمتنع لفقر الداعي وعدم جاهه ، بل كل مسافة يمكن احتمالها في العادة لا ينبغي أن يمتنع لأجلها .

الثالث : أن لا يمتنع لكونه صائما بل يحضر فإن كان يسر أخاه إفطاره فليفطر ، وليحتسب في إفطاره بنية إدخال السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم وأفضل ، وذلك في صوم التطوع وإن تحقق أنه متكلف فليتعلل ، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : " من أفضل الحسنات إكرام الجلساء بالإفطار " ، فالإفطار عبادة بهذه النية وحسن خلق فثوابه فوق ثواب الصوم ، ومهما لم يفطر فضيافته الطيب والمجمرة والحديث الطيب .

الرابع : أن يمتنع عن الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة أو كان يقام في الموضع منكر أو كان الداعي ظالما أو فاسقا أو متكلفا طلبا للمباهاة والفخر .

[ ص: 98 ] الخامس : أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن فيكون عاملا في أبواب الدنيا ، بل يحسن نيته ليصير بالإجابة عاملا للآخرة فينوي الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرام أخيه المؤمن وزيارته ليكونا من المتحابين في الله ، وينوي صيانة نفسه عن أن يساء به الظن في امتناعه ويطلق اللسان فيه بأن يحمل على تكبر أو سوء خلق أو استحقار أخ مسلم أو ما يجري مجراه .

وكان بعض السلف يقول : أنا أحب أن يكون لي في كل عمل نية حتى في الطعام والشراب فإن المباح يلتحق بوجوه الخيرات بالنية .

وأما الحضور :

فأدبه أن يدخل الدار ولا يتصدر فيأخذ أحسن الأماكن بل يتواضع ولا يطول الانتظار عليهم ، ولا يعجل بحيث يفاجئهم قبل تمام الاستعداد ، ولا يضيق المكان على الحاضرين بالزحمة ، بل إن أشار إليه صاحب المكان بموضع لا يخالفه البتة فإنه قد يكون رتب في نفسه موضع كل واحد فمخالفته تشوش عليه ، ولا يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء وسترهم ، ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل على الشره ، ويخص بالتحية والسؤال من يقرب منه إذا جلس ، وإذا دخل ضيف للمبيت فليعرفه صاحب المنزل عند دخوله القبلة وبيت الماء وموضع الوضوء ، وأن يغسل صاحب المنزل يده قبل القوم وقبل الطعام لأنه يدعو الناس إلى كرمه ، ويتأخر في آخر الطعام عنهم ، وعلى الضيف إذا دخل فرأى منكرا أن يغيره إن قدر وإلا أنكر بلسانه
.................................................

وأما إحضار الطعام فله آداب خمسة :

الأول : تعجيل الطعام فذلك من إكرام الضيف ، ومهما حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان وتأخروا عن الوقت الموعود فحق الحاضرين في التعجيل أولى من حق أولئك في التأخير .

وأحد المعنيين في قوله تعالى : ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) [ الذاريات : 24 ] أنهم أكرموا بتعجيل الطعام إليهم ، دل عليه قوله تعالى : ( فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) [ هود : 69 ] وقوله : ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ) [ الذاريات : 26 ] والروغان : الذهاب بسرعة وقيل في خفية . قال " حاتم الأصم " : ( العجلة من الشيطان إلا [ ص: 99 ] في خمسة فإنها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إطعام الضيف ، وتجهيز الميت ، وتزويج البكر ، وقضاء الدين ، والتوبة من الذنب ) .

الثاني : ترتيب الأطعمة بتقديم الفاكهة أولا إن كانت فذلك أوفق في الطب فإنها أسرع استحالة فينبغي أن تقع في أسفل المعدة ، وفي القرآن تنبيه على تقديم الفاكهة في قوله تعالى : ( وفاكهة مما يتخيرون ) [ الواقعة : 20 ] ثم قال : ( ولحم طير مما يشتهون ) [ الواقعة : 21 ] .

ثم أفضل ما يقدم بعد الفاكهة اللحم والثريد ، فإن جمع إليه حلاوة بعده فقد جمع الطيبات ، ودل على حصول الإكرام باللحم قوله تعالى في ضيف " إبراهيم " إذ أحضر العجل الحنيذ أي المحنوذ وهو الذي أجيد نضجه ، وهو أحد معنيي الإكرام أعني تقديم اللحم ، قال " أبو سليمان الداراني " رضي الله عنه : " أكل الطيبات يورث الرضا عن الله " .

وتتم هذه الطيبات بشرب الماء البارد ، وصب الماء الفاتر على اليد عند الغسل . قال " المأمون " : " شرب الماء بثلج يخلص الشكر " ، وقال بعضهم : " الحلاوة بعد الطعام خير من كثرة الألوان ، والتمكن على المائدة خير من زيادة لونين " . وتزيين المائدة بالبقول مستحب أيضا .

الثالث : أن يقدم من الألوان ألطفها حتى يستوفي منها من يريد ولا يكثر الأكل بعده .

وعادة المترفين تقديم الغليظ ليستأنف حركة الشهوة بمصادفة اللطيف بعده وهو خلاف السنة فإنه حيلة في استكثار الأكل .

ويستحب أن يقدم جميع الألوان دفعة أو يخبر بما عنده .

الرابع : أن لا يبادر إلى رفع الألوان قبل تمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا الأيدي عنها فلعل منهم من يكون بقية ذلك اللون أشهى عنده مما استحضروه أو بقيت فيه حاجة إلى الأكل فيتنغص عليه بالمبادرة .

الخامس : أن يقدم من الطعام قدر الكفاية فإن التقليل عن الكفاية نقص في المروءة والزيادة عليه تصنع ، قال " ابن مسعود " رضي الله عنه : " نهينا أن نجيب دعوة من يباهي بطعامه " ، وكره جماعة من الصحابة أكل طعام المباهاة .

وينبغي أن يعزل أولا نصيب أهل البيت حتى لا تكون أعينهم طامحة إلى رجوع شيء منه فلعله لا يرجع فتضيق صدورهم ، وتنطلق في الضيفان ألسنتهم .


فأما الانصراف فله ثلاثة آداب :

الأول : أن يخرج مع الضيف إلى باب الدار وهو سنة وذلك من إكرام الضيف ، وتمام الإكرام طلاقة الوجه وطيب الحديث عند الدخول والخروج وعلى المائدة .

[ ص: 100 ] الثاني : أن ينصرف الضيف طيب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع .

الثالث : أن لا يخرج إلا برضاء صاحب المنزل وإذنه ، ويراعي قلبه في قدر الإقامة .

وإذا نزل ضيفا فلا يزيد على ثلاثة أيام فربما يتبرم به ويحتاج إلى إخراجه .

نعم ، لو ألح رب البيت عليه عن خلوص قلب فله المقام إذ ذاك .

ويستحب أن يكون عنده فراش لضيف ينزل به .

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 16, 2016 3:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
molhma كتب:
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا

جزاكم الله خيرا كثيرا و أكرمكم دنيا و دين


اللهم آمين يارب العالمين جميعا يارب ممن حضرنا ومن أحبنا وأحببناه
جزاكِ الله عنا كل خير وبارك الله فيكم

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 17, 2016 5:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
جزء من سخاؤه وجوده صلوات الله عليه :

كان - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وأسخاهم ، وكان في شهر رمضان كالريح المرسلة لا يمسك شيئا . وكان " علي " رضي الله عنه إذا وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان أجود الناس كفا ، وأوسع الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، وما سئل عن شيء قط إلا أعطاه ، وإن رجلا أتاه فسأله فأعطاه غنما سدت ما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال : " أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة " وما سئل شيئا قط فقال : لا ، وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير ثم مال إليها فقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها ، وجاءه رجل فسأله فقال : " ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه " فقال عمر : " يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه " فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال الرجل : " أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا " . فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرف السرور في وجهه .

ولما قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا " .

..............................

لقد مثَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الجُود والكَرَم، فكان أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان أجود بالخير مِن الرِّيح المرسلة.
(وقد بلغ صلوات الله عليه مرتبة الكمال الإنساني في حبِّه للعطاء، إذ كان يعطي عطاء مَن لا يحسب حسابًا للفقر ولا يخشاه، ثقة بعظيم فضل الله، وإيمانًا بأنَّه هو الرزَّاق ذو الفضل العظيم) (1) .
- عن موسى بن أنسٍ، عن أبيه، قال: ((ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة)) (2) .
- وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أحدٍ ذهبًا ما يسرُّني أن لا يمرَّ عليَّ ثلاثٌ، وعندي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أرصدُهُ لدينٍ)) (3) .
(إنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، يقدِّم بهذا النَّموذج المثالي للقدوة الحسنة، لاسيَّما حينما نلاحظ أنَّه كان في عطاءاته الفعليَّة، مطـبِّــقًا لهذه الصُّورة القوليَّة التي قالها، فقد كانت سعادته ومسرَّته عظيمتين حينما كان يبذل كلَّ ما عنده مِن مال.

ثمَّ إنَّه يربِّي المسلمين بقوله وعمله على خُلُق حبِّ العطاء، إذ يريهم مِن نفسه أجمل صورة للعطاء وأكملها) (4) .

- وعن جبير بن مطعمٍ، أنَّه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه النَّاس، مقبلًا مِن حنينٍ، عَلِقَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرَةٍ، فَخطِفَتْ رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا، لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا)) (5) .

- وأهدت امرأة إلى النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام شملةً منسوجة، فقالت: ((يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام محتاجًا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل مِن الصَّحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكْسُنِيها، فقال: نعم، فلمَّا قام النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها، ثمَّ سألته إيَّاها، وقد عرفت أنَّه لا يُسْأَل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعلِّي أكفَّن فيها)) (6) .

- وكان صلى الله عليه وسلم يُؤْثِـر على نفسه، فيعطي العطاء ويمضي عليه الشَّهر والشَّهران لا يُوقَد في بيته نارٌ (7) .

- (وكان كرمه صلى الله عليه وسلم كرمًا في محلِّه، ينفق المال لله وبالله، إمَّا لفقير، أو محتاج، أو في سبيل الله، أو تأليفًا على الإسلام، أو تشريعًا للأمَّة، وغير ذلك (8) .

فما أعظم كرمه وجوده وسخاء نفسه، صلى الله عليه وسلم، وما هذه الصِّفة الحميدة إلَّا جزءٌ مِن مجموع الصِّفات التي اتصف بها حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فلا أبلغ ممَّا وصفه القرآن الكريم بقوله:(( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم: 4].



سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان أوَّل مَن أضاف الضَّيف إبراهيم)) (1) .

قال المناويُّ: (كان يسمَّى أبا الضِّيفان، كان يمشي الميل والميلين في طلب مَن يتغدَّى معه... وفي ((الكشَّاف)): كان لا يتغدَّى إلَّا مع ضيف) (2) .

قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ [الذَّاريات: 24].

قال مجاهد: سمَّاهم (مُكْرَمين) لخدمة إبراهيم إيَّاهم بنفسه (3) .

وقال الرَّازي: (أُكْرِموا إذ دخلوا، وهذا مِن شأن الكريم أن يُكْرِم ضيفه وقت الدُّخول، فإن قيل: بماذا أُكْرِموا؟ قلنا: ببشاشة الوجه أولًا، وبالإجلاس في أحسن المواضع وألطفها ثانيًا، وتعجيل القِرَى ثالثًا، وبعد التَّكليف للضَّيف بالأكل والجلوس)

- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب(رضي الله عنهم )، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا)) (1) . (رضي الله عنهم وأرضاهم )
- وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّه سمع أنس بن مالك،(رضي الله عنهم ) يقول: كان أبو طَلْحَة أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالًا، وكان أحبَّ أمواله إليه بيرحى (2) ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب مِن ماءٍ فيها طيِّبٍ، قال أنسٌ: فلمَّا نزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92] قام أبو طَلْحَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الله يقول في كتابه: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بيرحى، وإنَّها صدقةٌ لله، أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخٍ (3) ، ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعتُ ما قلتَ فيها، وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقسمها أبو طَلْحَة في أقاربه وبني عمِّه (4) . رضي الله عنهم وأرضاهم

- (وقيل: مَرِض قيس بن سعد بن عبادة(رضي الله عنه )، فاستبطأ إخوانه، فقيل له: إنَّهم يستحيون ممَّا لك عليهم مِن الدَّيْن، فقال: أخزى الله مالًا يمنع الإخوان مِن الزِّيارة، ثمَّ أمر مناديًا فنادى: مَن كان عليه لقيس بن سعد حقٌّ فهو منه بريء، قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة مَن زاره وعاده) (5) .

- وقال عطاء: (ما رأيت مجلسًا قطُّ أَكْرَم مِن مجلس ابن عبَّاس، أكثر فقهًا، وأعظم جَفْنَةً، إنَّ أصحاب القرآن عنده، وأصحاب النَّحو عنده، وأصحاب الشِّعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلُّهم، يصدرهم في وادٍ واسعٍ) (6) . رضي الله عنهم أرضاهم
- (وعن أبان بن عثمان قال: أراد رجل أن يضار عبيد الله بن عبَّاس، فأتى وجوه قريش فقال: يقول لكم عبيد الله: تغدوا عندي اليوم، فأتوه حتى ملئوا عليه الدَّار، فقال: ما هذا؟ فأُخْبِر الخبر، فأمر عبيد الله بشراء فاكهة، وأمر قومًا فطبخوا وخبزوا، وقدِّمت الفاكهة إليهم، فلم يفرغوا منها حتى وُضِعَت الموائد، فأكلوا حتى صدروا، فقال عبيد الله لوُكَلَائه: أَوَ موجود لنا هذا كلَّ يومٍ؟ قالوا: نعم، قال فليتغدَّ عندنا هؤلاء في كلِّ يوم) (7) .رضي الله عنهم أرضاهم
- وقال المدائني: (أوَّل مَن سنَّ القِرَى إبراهيم الخليل عليه السَّلام. وأوَّل مَن هشم الثَّريد هاشمٌ. وأوَّل مَن فطَّر جيرانه على طعامه في الإسلام عبيد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما، وهو أوَّل مَن وضع موائده على الطَّريق، وكان إذا خرج مِن بيته طعامٌ لا يعاود منه شيءٌ، فإن لم يجد مَن يأكله تركه على الطَّريق) (8) .

- و(ذُكر أنَّ عبيد الله بن العبَّاس رضي الله عنهما أتاه سائل وهو لا يعرفه، فقال له: تصدَّق عليَّ بشيءٍ، فإنِّي نُبِّـئت أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أعطى سائلًا ألف درهم واعتذر إليه، فقال: وأين أنا مِن عبيد الله فقال: أين أنت منه في الحسب أم في الكَرَم؟ قال: فيهما جميعًا، قال: أمَّا الحسب في الرَّجل فمروءته وفعله، وإذا شئت فعلتَ، وإذا فعلت كنت حسيبًا. فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه مِن ضيق نفقته. فقال له السَّائل: إن لم تكن عبيد الله بن العبَّاس فأنت خير منه، وإن كنت إيَّاه فأنت اليوم خير منك أمس، فأعطاه ألفًا أخرى، فقال له السَّائل: هذه هزَّة كريم حسيب) (9) .
- وقال الأصمعيُّ: (حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة، أنَّ طَلْحَة كان يقال له: طَلْحَة الخير، وطَلْحَة الفيَّاض، وطَلْحَة الطَّلَحَات، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنَّه سُئل برحم، فقال: ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه) (10) .

- وقال المدائني: (إنَّما سمِّي طَلْحَة بن عبيد الله الخزاعي: طَلْحَة الطَّلَحَات، لأنَّه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوَّجهم، فكلُّ مولود له سمَّاه طلحة)

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 17, 2016 5:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
جزء من سخاؤه وجوده صلوات الله عليه :

كان - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وأسخاهم ، وكان في شهر رمضان كالريح المرسلة لا يمسك شيئا . وكان " علي " رضي الله عنه إذا وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان أجود الناس كفا ، وأوسع الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، وما سئل عن شيء قط إلا أعطاه ، وإن رجلا أتاه فسأله فأعطاه غنما سدت ما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال : " أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة " وما سئل شيئا قط فقال : لا ، وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير ثم مال إليها فقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها ، وجاءه رجل فسأله فقال : " ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه " فقال عمر : " يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه " فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال الرجل : " أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا " . فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرف السرور في وجهه .

ولما قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا " .

..............................

لقد مثَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الجُود والكَرَم، فكان أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان أجود بالخير مِن الرِّيح المرسلة.
(وقد بلغ صلوات الله عليه مرتبة الكمال الإنساني في حبِّه للعطاء، إذ كان يعطي عطاء مَن لا يحسب حسابًا للفقر ولا يخشاه، ثقة بعظيم فضل الله، وإيمانًا بأنَّه هو الرزَّاق ذو الفضل العظيم) (1) .
- عن موسى بن أنسٍ، عن أبيه، قال: ((ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة)) (2) .
- وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أحدٍ ذهبًا ما يسرُّني أن لا يمرَّ عليَّ ثلاثٌ، وعندي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أرصدُهُ لدينٍ)) (3) .
(إنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، يقدِّم بهذا النَّموذج المثالي للقدوة الحسنة، لاسيَّما حينما نلاحظ أنَّه كان في عطاءاته الفعليَّة، مطـبِّــقًا لهذه الصُّورة القوليَّة التي قالها، فقد كانت سعادته ومسرَّته عظيمتين حينما كان يبذل كلَّ ما عنده مِن مال.

ثمَّ إنَّه يربِّي المسلمين بقوله وعمله على خُلُق حبِّ العطاء، إذ يريهم مِن نفسه أجمل صورة للعطاء وأكملها) (4) .

- وعن جبير بن مطعمٍ، أنَّه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه النَّاس، مقبلًا مِن حنينٍ، عَلِقَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرَةٍ، فَخطِفَتْ رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا، لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا)) (5) .

- وأهدت امرأة إلى النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام شملةً منسوجة، فقالت: ((يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام محتاجًا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل مِن الصَّحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكْسُنِيها، فقال: نعم، فلمَّا قام النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها، ثمَّ سألته إيَّاها، وقد عرفت أنَّه لا يُسْأَل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعلِّي أكفَّن فيها)) (6) .

- وكان صلى الله عليه وسلم يُؤْثِـر على نفسه، فيعطي العطاء ويمضي عليه الشَّهر والشَّهران لا يُوقَد في بيته نارٌ (7) .

- (وكان كرمه صلى الله عليه وسلم كرمًا في محلِّه، ينفق المال لله وبالله، إمَّا لفقير، أو محتاج، أو في سبيل الله، أو تأليفًا على الإسلام، أو تشريعًا للأمَّة، وغير ذلك (8) .

فما أعظم كرمه وجوده وسخاء نفسه، صلى الله عليه وسلم، وما هذه الصِّفة الحميدة إلَّا جزءٌ مِن مجموع الصِّفات التي اتصف بها حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فلا أبلغ ممَّا وصفه القرآن الكريم بقوله:(( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم: 4].



سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان أوَّل مَن أضاف الضَّيف إبراهيم)) (1) .

قال المناويُّ: (كان يسمَّى أبا الضِّيفان، كان يمشي الميل والميلين في طلب مَن يتغدَّى معه... وفي ((الكشَّاف)): كان لا يتغدَّى إلَّا مع ضيف) (2) .

قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ [الذَّاريات: 24].

قال مجاهد: سمَّاهم (مُكْرَمين) لخدمة إبراهيم إيَّاهم بنفسه (3) .

وقال الرَّازي: (أُكْرِموا إذ دخلوا، وهذا مِن شأن الكريم أن يُكْرِم ضيفه وقت الدُّخول، فإن قيل: بماذا أُكْرِموا؟ قلنا: ببشاشة الوجه أولًا، وبالإجلاس في أحسن المواضع وألطفها ثانيًا، وتعجيل القِرَى ثالثًا، وبعد التَّكليف للضَّيف بالأكل والجلوس)

- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب(رضي الله عنهم )، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا)) (1) . (رضي الله عنهم وأرضاهم )
- وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّه سمع أنس بن مالك،(رضي الله عنهم ) يقول: كان أبو طَلْحَة أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالًا، وكان أحبَّ أمواله إليه بيرحى (2) ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب مِن ماءٍ فيها طيِّبٍ، قال أنسٌ: فلمَّا نزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92] قام أبو طَلْحَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الله يقول في كتابه: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بيرحى، وإنَّها صدقةٌ لله، أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخٍ (3) ، ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعتُ ما قلتَ فيها، وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقسمها أبو طَلْحَة في أقاربه وبني عمِّه (4) . رضي الله عنهم وأرضاهم

- (وقيل: مَرِض قيس بن سعد بن عبادة(رضي الله عنه )، فاستبطأ إخوانه، فقيل له: إنَّهم يستحيون ممَّا لك عليهم مِن الدَّيْن، فقال: أخزى الله مالًا يمنع الإخوان مِن الزِّيارة، ثمَّ أمر مناديًا فنادى: مَن كان عليه لقيس بن سعد حقٌّ فهو منه بريء، قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة مَن زاره وعاده) (5) .

- وقال عطاء: (ما رأيت مجلسًا قطُّ أَكْرَم مِن مجلس ابن عبَّاس، أكثر فقهًا، وأعظم جَفْنَةً، إنَّ أصحاب القرآن عنده، وأصحاب النَّحو عنده، وأصحاب الشِّعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلُّهم، يصدرهم في وادٍ واسعٍ) (6) . رضي الله عنهم أرضاهم
- (وعن أبان بن عثمان قال: أراد رجل أن يضار عبيد الله بن عبَّاس، فأتى وجوه قريش فقال: يقول لكم عبيد الله: تغدوا عندي اليوم، فأتوه حتى ملئوا عليه الدَّار، فقال: ما هذا؟ فأُخْبِر الخبر، فأمر عبيد الله بشراء فاكهة، وأمر قومًا فطبخوا وخبزوا، وقدِّمت الفاكهة إليهم، فلم يفرغوا منها حتى وُضِعَت الموائد، فأكلوا حتى صدروا، فقال عبيد الله لوُكَلَائه: أَوَ موجود لنا هذا كلَّ يومٍ؟ قالوا: نعم، قال فليتغدَّ عندنا هؤلاء في كلِّ يوم) (7) .رضي الله عنهم أرضاهم
- وقال المدائني: (أوَّل مَن سنَّ القِرَى إبراهيم الخليل عليه السَّلام. وأوَّل مَن هشم الثَّريد هاشمٌ. وأوَّل مَن فطَّر جيرانه على طعامه في الإسلام عبيد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما، وهو أوَّل مَن وضع موائده على الطَّريق، وكان إذا خرج مِن بيته طعامٌ لا يعاود منه شيءٌ، فإن لم يجد مَن يأكله تركه على الطَّريق) (8) .

- و(ذُكر أنَّ عبيد الله بن العبَّاس رضي الله عنهما أتاه سائل وهو لا يعرفه، فقال له: تصدَّق عليَّ بشيءٍ، فإنِّي نُبِّـئت أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أعطى سائلًا ألف درهم واعتذر إليه، فقال: وأين أنا مِن عبيد الله فقال: أين أنت منه في الحسب أم في الكَرَم؟ قال: فيهما جميعًا، قال: أمَّا الحسب في الرَّجل فمروءته وفعله، وإذا شئت فعلتَ، وإذا فعلت كنت حسيبًا. فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه مِن ضيق نفقته. فقال له السَّائل: إن لم تكن عبيد الله بن العبَّاس فأنت خير منه، وإن كنت إيَّاه فأنت اليوم خير منك أمس، فأعطاه ألفًا أخرى، فقال له السَّائل: هذه هزَّة كريم حسيب) (9) .
- وقال الأصمعيُّ: (حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة، أنَّ طَلْحَة كان يقال له: طَلْحَة الخير، وطَلْحَة الفيَّاض، وطَلْحَة الطَّلَحَات، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنَّه سُئل برحم، فقال: ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه) (10) .

- وقال المدائني: (إنَّما سمِّي طَلْحَة بن عبيد الله الخزاعي: طَلْحَة الطَّلَحَات، لأنَّه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوَّجهم، فكلُّ مولود له سمَّاه طلحة)

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 23, 2016 10:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا وحبيبنا وطبيبنا سيدنا محمد النبي الأمي الكريم وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

آداب الخروج من المنزل والدخول فيه
للخروج من المنزل والدخول فيه آداب جميلة لها فضل وأجر ، يسعد من يلتزمها ، وبيانها كالتالي :
ما يقول عند الخروج
يستحب لمن يخرج من بيته أن يقول : " بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ " ؛ لما روى أبو داود والترمذي عن أنس رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ " ، قَالَ : " يُقَالُ حِينَئِذٍ : هُدِيتَ ، وَكُفِيتَ ، وَوُقِيتَ ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ : كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ ، وَكُفِيَ ، وَوُقِيَ ؟ " ؛ وروى نحوه ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه ) .
قوله : " بِسْمِ اللهِ " أي : خرجت مستعينًا بذكر اسم الله ، " تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ " أي : اعتمدت عليه في جميع أموري ، " لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ " لا تحول من حال إلى حال ، ولا قوة على ذلك إلا بالله تعالى .


وروى أحمد وأهل السنن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ : " بِسْمِ اللهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ ، أَوْ نَضِلَّ ، أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ ، أَوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا " ؛ وفي رواية : ما خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بيته قَطُّ إلا رَفَعَ طَرْفَهُ إلى السماءِ فقال : " اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ " .

فضل صلاة ركعتين عند الخروج وعند الدخول
روى البزار والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : " إِذَا خَرجْتَ مِنْ مَنْزِلَكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْن ، تَمْنَعانِك مَخْرجَ السُّوءِ ، وَإِذَا دَخَلتَ إِلَى مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتين ، تَمْنَعانِكَ مَدْخَلَ السُّوءِ " ؛ وقوله : " تَمْنَعانِك مَخْرجَ السُّوءِ " : أي : ما عساه أن يكون خارج البيت من السوء .


أما آداب الدخول في المنزل

ذكر الله تعالى

من الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرًا لدخول المنزل: «اللهم إنى أسألُك خيرَ الْمَوْلِجِ وخيرَ الْمَخْرَجِ بسمِ اللهِ وَلَجْنَا وبسمِ اللهِ خرجْنا وعلى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا».

عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. فإذا دخل ولم يذكر الله قال: أدركتم المبيت. وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء».


تشريع الاستئذان حتى من أهل البيت:
أدب الإشعار لأهل المنزل عند الدخول عليهم لئلا يرتاعوا بمفاجئته، أو يكون كالمتخوّن لهم.

قال الإمام أحمد رحمه الله: إذا دخل الرجل بيته، استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه، وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً – أي أن يأتيهم ليلاً من سفر أو غيره على غفلة كأنه – يتخونهم أو يلتمس عثراتهم».





ويتأكد ذلك في الأوقات التي يضع الناس فيها ثيابهم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

وكان ابن عمرو رضي الله عنهما إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه إلا بإذن، وسأل رجل حذيفة رضي الله عنه أستأذن على أمي؟ قال: «إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره».

إلقاء السلام

من الأدب لمن يدخل بيته أن يسلم، حتى لو لم يكن في البيت غيره، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾.

وعند الترمذي رحمه الله: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك».
السواك:

السواك عند دخول البيت:

فيستحب السواك عند دخول المنزل، عن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته . قالت بالسواك، قال النووي: «فيه ندب السواك عند دخول المنزل وذلك لإزالة ما يحصل عادة بسبب كثرة الكلام الناشئة عن الاجتماع».

السواك عند الخروج من البيت:

لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته لشيء من الصلاة حتى يستاك».


اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كبيرا











_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 25, 2016 10:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا النبى و آله الكرام الطيبين و سلم تسليما كثيرا
تسجيل متابعة سلمت يداك أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود جزاكم الله خيرا كثيرا و أعزكم دنيا و دين اللهم آمين




_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 27, 2016 12:09 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
molhma كتب:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا النبى و آله الكرام الطيبين و سلم تسليما كثيرا
تسجيل متابعة سلمت يداك أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود جزاكم الله خيرا كثيرا و أعزكم دنيا و دين اللهم آمين





اللهم آمين يارب العالمين جميعا يارب اللهم آمين
أختي الكريمة الفاضلة الأستاذة ملهمه جزاك الله خيرا يارب وكذلك ما زلنا من المتابعين :)
ربنا يكرمك ويريح بالك يارب
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 27, 2016 12:13 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7983
molhma كتب:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا النبى و آله الكرام الطيبين و سلم تسليما كثيرا
تسجيل متابعة سلمت يداك أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود جزاكم الله خيرا كثيرا و أعزكم دنيا و دين اللهم آمين




_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 27, 2016 12:19 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
سكينة كتب:
molhma كتب:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا النبى و آله الكرام الطيبين و سلم تسليما كثيرا
تسجيل متابعة سلمت يداك أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود جزاكم الله خيرا كثيرا و أعزكم دنيا و دين اللهم آمين





اللهم آمين يارب العالمين
أختي الفاضلة سكينة ربنا يكرمك يارب جزاك الله كل خير ......
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 9:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم وأحبهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه ملئ السموات والأرض وما بينهما
آداب الطريق (منقول كالسابق ).

الطريق مرفق عام من حق كل شخص الاستفادة منه دون أن يتعرض للأذى أو المضايقة من أحد، بل إذا احتاج للعون و النجدة و جدهما من إخوانه بدون مقابل، لذا شرع الإسلام آدابا ينبغي مراعاتها عند استعمال الطريق ، و هي :

1)التواضع في المشي : بأن يمشي الإنسان على الأرض هونا ، أي مشيا لينا رفيقا، و ذلك لقوله تعالى : ((و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) و قال سبحانه : ((و لا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا ))

2)غض البصر عن المحرمات : فلا ينظر إلى النساء الأجنبيات ، قال تعالى : ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن ..)) و ذلك لأن في هذا النظر انتهاك لحرمات الآخرين ، كما أنه ذريعة للزنا.

3)إلقاء السلام على من يعرف و من لا يعرف : روى البخاري و مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام و تقرأ السلام ، على من عرفت و من لم تعرف

4)المحافظة على نظافة الطريق : فلا يلقي فيه الأوساخ ، لا سيما ما يؤذي الناس ، كالأشياء التي تسبب الانزلاق ، لقوله صلى الله عليه و سلم : (لا ضرر و لا ضرار ) بل المطلوب من المسلم أن يرفع عن الطريق ما يؤذي المارة من حجر أو شوك أو كل ما يسبب ضررا بالآخرين ، لما روى البخاري عن أبي هريرة(رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (الإيمان بضع و سبعون شعبة ، أعلاها قول :لا اله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق )

5) تجنب الأخطار : و ذلك بأخذ الحذر من كل ما قد يسبب ضررا من حيوان أو إنسان أو مركبة و ذلك أخذا من عموم قوله تعالى : ((و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) و على المسلم أيضا أن يرد عن الآخرين تلك الأخطار بتنبيههم إليها أو كفها عنهم إن استطاع ، فهو من قبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في الحديث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (إياكم و الجلوس في الطرقات ) فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بد ، نتحدث فيها ، فقال : (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا : و ما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال :(غض البصر ، و كف الأذى ، و رد السلام ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)

اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 60 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط