موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بين القناعة والطمع
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 05, 2004 1:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 04, 2004 1:42 pm
مشاركات: 23
3 - القناعة
كان من دعاء النبي r فيما رواه الحافظ ابن عساكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "قل اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك" وهنا قد وضح لنا المعصوم ما يجب أن تتصف به النفس المطمئنة من الإيمان بالله و القناعة والرضا بالقضاء قال ذو النون : من وثق بالمقادير لم يغتم وقال من عرف الله رضي بالله وسُر بما قضى الله
والقناعة رضا العبد بما قسمه ربه له من المال والزوجة والأولاد وهي قناعة بالموجود وترك الحزن على المفقود والقناعة أيضا أن تحمد الله على كل أحوالك وتشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ويتحقق الحمد والشكر بالقناعة وتقوى الله تعالى فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ ابن ماجه
عليك بتقوى الله واقنع برزقه فخير عباد الله من هو قانع
وتلهك الدنيا ولا تطمع بها فقد يهلك المغرور فيها المطامع
وقد أوجز من أوتي جوامع الكلم في تعريف القناعة في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا رواه ابن ماجه
وهي أيضا أن ترضى برزق الله ولا تقيس كل شيء بالمال فإن الغنى غنى النفس و كما قال رسول الله r لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ابن ماجه
ولماذا لا نقنع ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالقناعة ، فإن القناعة مال لا ينفد الطبراني في الأوسط
أنشد البحتري
وأرى همـــتي تكلفـــني حمل أمر خفيفه لثقيل
ولو أني رضيت مقسوم حظي لكفاني من الكثير القليل
ولماذا لا نقنع ؟ ما كنا على يقين أن الله يرزق من يشاء كيفما يشاء بما فيه مصلحة العباد وأن ما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها كما في قوله تعالى " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " فهي الرضا والتعفف وترك المسألة فقد قال الشاعر
صان وجهي عن السؤال بحمد الله أني أرى القناعة مالي
واعلموا أن القناعة عز الفقير والمسكين وهي رأس مال كل متعفف صان نفسه عن مسألة الآخرين
أفادتني القناعة كل عز وهل عز أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال وصير بعدها التقوى بضاعه
ولكن في أي شيء يجوز ألا نقنع ؟
المؤمن الحق هو أن يقنع برزق الله تعالى ولكنه لا يقنع من استكثار فعل الخير وتحصيل علوم الدين ولكننا الآن و قد أكلتنا الدنيا وجعلتنا ندور في رحاها أصبح كل همنا هو كيف نجمع الأموال حتى يكون لنا قيمة في المجتمع الذي يقيس كل شيءٍ بالمال
أرى رجالاً بأدنى الدين قد قنعوا ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

الطمع من أمراض القلوب
والطمع : عكس القناعة وهو عدم الرضا بقسمة الله تعالى والرغبة في الحصول على ما في يد الآخرين دون بذل أي مجهود من ناحيته فالإنسان مريض القلب والنفس يشتهي النعمة التي في يد أخيه مع العلم أن في يده مثلها ولكنه الطمع فيطمع الإنسان في شيء ليس فيه مطمع ويشعر دائما أنه في احتياج لهذا الشيء وهو ليس من حقه كما قال رسول الله : استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع و من طمع غير مطمع حين لا مطمع . هذا حديث مستقيم الإسناد و لم يخرجاه . الحاكم
ولماذا الطمع ؟ وقد حذرنا رسول الله منه عندما جاءه رجل وقال له أوصني يا رسول الله فقال : عليك باليأس مما في أيدي الناس ، و إياك و الطمع فإنه الفقر الحاضر ، و صل صلاتك و أنت مودع و إياك و ما تعتذر منه رواه الحاكم وهذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه .
لا تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه فإنما هي بين الكاف والنون
وقد يسأل سائل هل الطمع مرض نفسي و قلبي ؟
سوف يجيبك رحمة الله للعالمين حيث أنه كان يتعوذ صلى الله عليه وسلم من النفس التي لا تشبع في الحديث الذي رواه عَبدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ عِلْمٍ لَا ينفع الترمذي فالنفس التي لا تشبع هي بالطبع مريضه يجب علاجها وتزكيتها حتى تهدأ وترضى برزق الله وقضائه وقد ذكر الله جل وعلا في كتابه العزيز أن الطمع مرض قلبي فقد قال تعالى( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)
لا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب
والإنسان الذي يطمع لا يملأ نفسه إلا التراب والمخزي حقا أنك تجد الإنسان ميسور الحال وقد رزقه الله من حيث لا يحتسب ومع ذلك لا يقنع وتجده متلهفا للمزيد وقد أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى r كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ابن ماجه
الحرص لؤم ومثله الطمع ما اجتمع الحرص قط والورع
من ألف الحرص لم يزل جشعا وجشع النفس ما له شبع
ولكن هل يجوز الطمع في بعض الحالات ؟
ذكرنا أنه يجوز عدم القناعة في الاستكثار من أعمال البر والخير بل يجوز الطمع في بعض الحالات فقد نهانا صلى الله عليه وسلم من الطمع في غير مطمع إذن هناك أشياء لا يجب فيها الطمع وأشياء يجوز فيها الطمع وهو ما يطلق عليه التمني المحمود
1 – الطمع فيما عند الله تعالى
وهو أن تطمع في الزيادة من فضل الله وفي رحمته قال تعالى (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال) أي خوفا من عقابه وطمعا في فضله ورحمته وقال أيضا (إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) ومعنى الطمع في الآيتين الرجاء أي أننا نرجوا من الله عز وجل أن يغفر لنا ذنوبنا ويعمنا بفضله ويرحمنا من عقابه
ويتضح هذا المعنى من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا وحمدنا الله ، ثم قال إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فكبرنا وحمدنا الله ، ثم قال : إني لأطمع أن تكونوا نصف أهل الجنة ، إنما مثلكم في الناس كمثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو كمثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض ". رواه الطبري وفي رواية ( إني لأرجو )
سئل إبراهيم بن أدهم بما يتم الورع قال بتسوية جميع الخلق في قلبك والاشتغال عن عيوبهم بذنبك وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل فكر في ذنبك وتب إلى ربك ليثبت الورع في قلبك واحسم الطمع إلا من ربك
ولكن هل الطمع يؤدي إلى التواكل ؟
الطمع في رحمة الله وفي فضله يسبقه ويصاحبه إيمان وعمل حتى لا يكون ذلك تواكلا فتسبقه النية الخالصة ويصاحبه العمل الصادق وذلك لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ مسلم والمقصود من ذلك أن تتقرب إلى الله تعالى بأفضل الأعمال لينشر لك من رحمته وينعم عليك بفضله ومعنى الطمع في الحديث حسن الظن بالله بعد أداء ما أمر به واجتناب ما نهى عنه كما قال تعالى أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم وهو تعجب من الكافرين الذين يرفضون عبادة الله سبحانه وتعالى ويطمعون في جناته
وقال تعالى ثم يطمع أن أزيد أي بعد ما أنعمت عليه بالنعم الكثيرة وكفر بها يطمع أن أزيدها له
وانظر إلى قول هذا الرجل يوم القيامة في الحديث الذي يرويه عبدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَيَنْكَبُّ مَرَّةً وَيَمْشِي مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ قَالَ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ أَيْ عَبْدِي فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُ اللَّهَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ يَعْنِي عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ أَيْ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَيُعَاهِدُهُ وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا فَيَقُولُ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ أَيْ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذِهِ الشَّجَرَةُ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَيُعَاهِدُهُ وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ الْجَنَّةَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ قَالَ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ أَيْ عَبْدِي أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنْ الْجَنَّةِ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ قَالَ فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ قَالُوا لَهُ لِمَ ضَحِكْتَ قَالَ لِضَحِكِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ قَالُوا لِمَ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِضَحِكِ الرَّبِّ حِينَ قَالَ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ مسلم واحمد
2 – الطمع في زيادة الخير والبر
وهو أن تتمنى الخير لك ولغيرك وإن كنت لا تملكه الآن والتمني المحمود : أن تري أحد الأبرار كثير العطاء وكثير أعمال الخير فتتمنى لو أن لك مثل ما يملك لتفعل مثل ما يفعل وهذا لا حرج فيه بل يكون أجرك وأجره سواء كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ فَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَا لِهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ احمد
أو أن تطمع في أن تعبد الله في أفضل أوقات التعبد كما َرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ خَشِيَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ أَوَّلِهِ وَمَنْ طَمِعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ وَهِيَ أَفْضَلُ الترمذي
صور وعاقبة الطمع
للطمع صور في المجتمع الذي نعيش فيه الآن منها
1- طمع الزوجات فالزوجة الجشعة هي التي لا ترضى بدخل زوجها وتتطلع لما في أيدي صديقاتها الأخريات فتعقد المقارنة بين دخل زوجها وبين دخول أزواج صديقاتها فيكون نتيجة ذلك عدم رضاها عن زوجها مما يمثل ذلك عبئا عليه فقد تدفعه إلى الاقتراض من الآخرين حتى يصير مثقلا بالديون فيعاني من همين هم الزوجة وهم الدين أو قد تدفعه إلى الكسب الحرام فتمتد يده إلى ما يغضب الله ونتيجة ذلك تكون العاقبة مهينة ومخزية إلا من تاب إلى الله سبحانه وتعالى .
2- انتشار الرشوة والاختلاس والسرقة : من صور الطمع في المجتمع وعدم الرضا بالمتاح والمقسوم من الرزق اضطرار الموظف إلى الرشوة أو خيانة الأمانة باختلاس أموال الغير أو إلى السرقة وتناسى أولئك أن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته أو بسخاوة وطيب نفس ولا يطلب ما عند الله بمعصيته أبدا فقد قَالَr إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
وقال أيضا r لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته
المال ينفد حله وحرامه يوما ويبقى بعده آثامه
ليس التقي بمتق إلهه حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما يجني ويكسب أهله ويطيب من لفظ الحديث كلامه
نطق النبي لنا به عن ربه فعلى النبي صلاته وسلامه
واليكم هذه القصة لنأخذ منها العبر والعظات ولنتعرف على عاقبة الطمع والذي يؤدي إلى الهلاك
صحب سيدنا عيسى يهودي . وكان مع اليهودي رغيفان ، ومع عيسى رغيف ، فقال له عيسى : شاركني. فقال اليهودي: نعم . فلما رأى أنه ليس مع عيسى إلا رغيف ندم ، فلما ناما جعل اليهودي يريد أن يأكل الرغيف ، فلما أكل لقمة قال له عيسى: ما تصنع ؟ فيقول : لا شيء ! فيطرحها، حتى فرغ من الرغيف كله . فلما أصبحا قال له عيسى : هلم طعامك ! فجاء برغيف ، فقال له عيسى: أين الرغيف الآخر؟ قال : ما كان معي إلا واحد . فسكت عنه عيسى ، فانطلقوا، فمروا براعي غنم ، فنادى عيسى : يا صاحب الغنم ، أجزرنا شاةً من غنمك . قال : نعم ، أرسل صاحبك يأخذها. فأرسل عيسى اليهودي ، فجاء بالشاة فذبحوها وشووها، ثم قال لليهودي : كل، ولا تكسرن عظماً. فأكلا. فلما شبعوا، قذف عيسى العظام في الجلد، ثم ضربها بعصاه وقال : قومي بإذن الله ! فقامت الشاة تثغو، فقال: يا صاحب الغنم ، خذ شاتك ، فقال له الراعي : من أنت ؟ فقال : أنا عيسى ابن مريم . قال : أنت الساحر! وفر منه . قال عيسى لليهودي : بالذي أحيى هذه الشاة بعد ما أكلناها، كم كان معك رغيفاً؟ فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد. فانطلقا، حتى نزلا قريةً، فنزل اليهودي أعلاها وعيسى في أسفلها، وأخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى وقال : أنا الآن أحيي الموتى! وكان ملك تلك المدينة مريضاً شديد المرض ، فانطلق اليهودي ينادي : من يبتغي طبيباً؟ حتى أتى ملك تلك القرية، فأخبر بوجعه ، فقال : أدخلوني عليه فأنا أبرئه ، وإن رأيتموه قد مات فأنا أحييه . فقيل له : إن وجع الملك قد أعيى الأطباء قبلك ، ليس من طبيب يداويه ولا يفيء دواؤه شيئاً إلا أمر به فصلب . قال : أدخلوني عليه ، فإني سأبرئه . فأدخل عليه فأخذ برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات ، فجعل يضربه بعصاه وهو ميت ويقول : قم بإذن الله ! فأخذ ليصلب فبلغ عيسى ، فأقبل إليه وقد رفع على الخشبة ، فقال : أرأيتم إن أحييت لكم صاحبكم ، أتتركون لي صاحبي؟ قالوا : نعم . فأحيى الله الملك لعيسى، فقام وأنزل اليهودي فقال : يا عيسى أنت أعظم الناس علي منةً، والله لا أفارقك أبداً. قال عيسى لليهودي : أنشدك بالذي أحيى الشاة ، وأحيى هذا بعد ما مات ، وأنزلك من الجذع بعد ما رفعت عليه لتصلب ، كم كان معك رغيفاً؟ قال : فحلف بهذا كله ما كان معه إلا رغيف واحد، قال : لا بأس ! فانطلقا، حتى مرا على كنز قد حفرته السباع والدواب ، فقال اليهودي : يا عيسى، لمن هذا المال ؟ قال عيسى : دعه ، فإن له أهلاً يهلكون عليه. فجعلت نفس اليهودي تطلع إلى المال ، ويكره أن يعصى عيسى، فانطلق مع عيسى . ، فقال لليهودي أخرجه حتى نقسمه . فأخرجه ، فقسمه عيسى بين ثلاثة، فقال اليهودي : يا عيسى، اتق الله ولا تظلمني ، فإنما هو أنا وأنت !! وما هذه الثلاثة؟ قال له عيسى : هذا لي ، وهذا لك ، وهذا الثلث لصاحب الرغيف . قال اليهودي : فإن أخبرتك بصاحب الرغيف ، تعطيني هذا المال ؟ فقال عيسى : نعم . قال : أنا هو. قال عيسى : خذ حظي وحظك وحظ صاحب الرغيف ، فهو حظك من الدنيا والآخرة. فلما حمله مشى به شيئاً، فخسف به . ومر بالمال أربعة نفر، فلما رأوه اجتمعوا عليه ، فقال اثنان لصاحبيهما: انطلقا فابتاعا لنا طعاماً وشراباً ودواب نحمل عليها هذا المال . فانطلق الرجلان فابتاعا دواب وطعاماً وشراباً، وقال أحدهما لصاحبه : هل لك أن نجعل لصاحبينا في طعامهما سماً، فإذا أكلا ماتا، فكان المال بيني وبينك ؟ فقال الآخر: نعم ! ففعلا. وقال الآخران : إذا ما أتيانا بالطعام ، فليقم كل واحد إلى صاحبه فيقتله ، فيكون الطعام والدواب بيني وبينك . فلما جاءا بطعامهما قاما فقتلاهما، ثم قعدا على الطعام فأكلا منه، فماتا. وأعلم ذلك عيسى
والآن أيهما تفضل أن ترضى بما قسمه الله لك فتكون مؤمنا حقا أم تطمع فيما عند الآخرين و ليس لك فيه من حق ؟


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 05, 2004 3:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530
بمناسبة الاستشهاد بكلام إبراهيم بن أدهم .. فهذه نبذة عنه :

هو ابن إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر

لم يحدد الرواة سنة ميلاده واختلفوا في مسقط رأسه فمنهم من قال بأنه ولد ببلخ ومنهم من قال بمولده في مكة حين كانا والداه يحجان وأن أمه طافت به في المسجد الحرام قائلة للناس : ادعو لابني أن يجعله الله رجلاً صالحاً

وقد ساح في الأمصار الإسلامية ، فجاب خراسان والعراق وقصد الحجاز فزار قبر الرسول الكريم وعرج على مكة المكرمة فحج

وقيل بأنه أثناء سياحته في مكة قام بخدمة الإمام الباقر عليه السلام، وروي أيضاً بأنه كان من بين المشيعين للإمام الصادق عليه السلام وقد صحب في مكة سفياناً الثوري والفضل ابن عياض ، وقيل أنه قدم مصر ومر بالاسكندرية ثم صارإلى بلاد الشام


من كلام :

:: الفقر مخزون في السماء ، يعدل الشهادة عند الله ، لا يعطيه إلا لمن أحبه

:: على القلب ثلاثة أغطية : الفرح ، والحزن ، والسرور . فإذا فَرٍحَت بالموجود فأنت حريص ، وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط ، والساخط معذب ، والحريص محروم . وإذا سررت بالمدح فأنت معجب ، والعجب يحبط العمل . ودليل ذلك قوله تعالى ( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ )

:: قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع ، وكثرة الحرص والطمع تكثر الغم والجزع

:: التوكل طمأنينة القلب لموعود الله

:: وسئل ( ما علامة التوبة ؟ ) فقال : ( إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب ، والخوف المقلق من الوقوع فيها ، وهجران إهوان السوء ، وملازمة أهل الخير


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 05, 2004 6:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
رضينا بما قسمه الله تعالى لنا وحمدنا وشكرنا ، وحمدنا وشكرن يحتاج إلى حمد وشكر ، والحمد والشكر يحتاج إلى حمد وشكر للقدرة على الحمد والشكر
مرحبا بك فى أول مشاركة ونرجو المزيد مما يرقق القلب ، جعلها الله تعالى فى مزيد حسناتك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 63 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط