موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 199 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 14  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 24, 2016 11:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
جزاكم الله خيرا بارك الله فيكم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 24, 2016 11:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
محمد محمود كتب:
جزاكم الله خيرا بارك الله فيكم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه


ربنا يخليك ويكرمك أخى الفاضل محمد محمود

يشرفنى مرورك العطر الكريم

وجزاك الله كل خير


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 05, 2016 8:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
ما أبيح من المزاح للمرء وما كره له منه

أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان له خادم يقال له: أنجَشَة، وكان حَسَن الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنجشة لا تكسر القوارير( قال قتادة: يعني ضَعَفَةَ النساء.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح، وترك التعبُّس.
والمزاح على ضربين: فمزاح محمود، ومزاِح مذموم.
فأما المزاح المحمود: فهو الذي لا يَشُوبه ما كَره الله عز وجل، ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم.
وأما المزاح المذموم فالذيُ يثير العداوة، ويُذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويُجرئَّ الدنيء عليه، ويحقد الشريف به.

أخبرنا محمد بن المنذر حدثنا إبراهيم بن محمد الرقي حدثنا أبو موسى الأنصاري حدثنا بكر بن سليم قال: سمعت ربيعة يقول : إياكم والمزاح، فإنهُ يفسد المودة، وُيِغلُّ الصدر .

أنبأنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا الفضيل بن الخضر التميمي حدثنا عبد الله ابن حُبيق قال: كان يقال : لا تمازح الشريف، فيحِقدَ عليك، ولا تمازح الوضع، فيجترئ عليك. وأنشدني محمد بن عبد الله:

أكرم جليسك، لا تمازح بالأذى ... إن المزاح تُرَى به الأضغانُ

كم من مزاح جَذَّ حَبْلَ قرينه ... فتجذَّمت من أجله الأقران

قال أبو حاتم رضي الله عنه: المزاح في غير طاعة الله مَسْلَبة للبهاءَ مَقْطَعة للصداقة، يورث الضِّغْن، وينبت الغِلَّ.
وإنما سمى المزاح لأنه زاح عن الحق، وكم من افتراق بين أخوين، وهجران بين متآلفين، كان أول ذلك المزاحُ.

أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسين القرشي حدثنا الأسود بن عامر عن أبي إسرائيل عن الحكم قال: كان يقال : لا تمار صديقك ولا تمازحه، فإن مجاهداً كان له صديق، فمازحه، فأعرض كلُّ واحد منهما عن صاحبه، فما زاده عن السلام حتى مات .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: وإن من المزاح ما يكون سبباً لتهييج المراء، والواجب على العاقل اجتنابه؛ لأن المراء مذموم في الأحوال كلها، ولا يخلو المماري من أن يفوته أحد رجلين في المراء: إما رجلٌ هو أعلم منه، فكيف يجادل من هو دونه في العلم؟ أو يكون ذلك أعلم منه، فكيف يماري من هو أعلم منه؟.

ولقد سمعت حفص بن عمر البزار يقول: سمعت إسحاق بن الضيف يقول: سمعت جعفر بن عون يقول: سمعت مسعر بن كُدام يقول لابنه كُدام:

أني نخلتك يا كدام نصيحتي ... فاسمع مقال أبٍ عليك شفيق

أما المزاحة والمراءُ فَدَعْههما ... خُلُقان لا أرضاهما لصديق

إني بَلَوتهما فلم أحمدهما ... لمجاور جاراً، ولا لشفيق

والجهل يُزْرِي بالفتى في قومه ... وعروقه في الناس أيُّ عروق

قال أبو حاتم رضي الله عنه: المراء أخو الشنآن، كما أن المناقشة أخت العداوة، والمرء قليل نفعه كثير شره، ومنه يكون السباب، ومن السباب يكون القتال، ومن القتال يكون هِراقة الدم وما مارى أحد أحداً إلا وقد غَيَّر المراء قلبيهما، وقد أحسن الذي يقول:

وإياك من حلو المزاحِ ومِّره ... ومِنْ أن يراك الناس فيه مماريا

وإن مراء المرء يُخِلق وجهه ... وإن مزاح المرء يبدي التشانيا

دعاه مزاح أو مراء إلى التي ... بها صار مَقْليَّ الإخاء وقاليا

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 12, 2016 10:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل : ما أبيح من المزاح للمرء وما كره له منه

أخبرني محمد بن المنذر حدثني كثير بن عبد الله التميمي حدثني إسماعيل بن محمد الطلحي حدثنا أبو الأخفش الكناني أنه قال لابن له:

أَبُنَّي لا تَكُ ما حَييت ممارياً ... ودع السفاهة إنها لا تنفعُ
لا تَحمِلَنَّ ضغينة لقرابة ... إن الضغينة للقرابة تقطع
لا تَحسِبَنّ الحلم منك مَذَلَّةً ... إن الحليم هو الأعَزُّ الأمنع

أخبرنا محمد بن إبراهيم الخالدي الهروي حدثنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد قال: سمعت أبي عن الأوزاعي قال: بلال بن سعد : إذا رأيتَ الرجلَ لجوجاً ممارياً معجَباً برأيه، فقد تمت خسارته .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: المزاح إذا كان فيه إثم فهو يُسَوِّد الوجه، ويُدمى القلبَ ويورث البغضاء، ويحيى الضغينة، وإذا كان من غير معصية يُسَلَّى الهَّم ويرقع الخُلَّة، ويحيى النفوس، ويذهب الحِشْمَة، فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما يُنسَب بفعله إلى الحلاوة، ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد.

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عائد - كان بهَراة - حدثنا أحمد بن عبد الله ابن حكيم العرياناني - قرية من قرى مَرْوْ - حدثنا سهل بن يحيى عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم قال : لا يمازحك إلا من يحبك .

أخبرنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا الصَّلْتُ بن مسعود حدثني ابن عيينة قال: أضنني سمعته من داود بن شابور، عن محمد ابن المنكدر قال: قالت لي أمي وأنا غلام لا تمازح الغلمان، فتهونَ عليهم، أو يجترئوا عليك .

حدثنا عمرو الغَلاَّبي حدثنا ابن عائشة حدثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار قال: قال عمر بن الخطاب:
من كثر ضحكه قَلَّت هَيْبَته، ومن مزح أسُتخفَّ به، ومن أكثر من شيء عُرف به .

أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو الدرْداء حدثنا أبو إسحاق الطالقاني عن مُبَشِّر بن إسماعيل عن راشد بن أبي قبال قال :استسقى سعيد بن جبير، فأتيته بسويق مُحَلًّى، فقال: يا راشد شَكرَ أزدسْت شيرين

قال أبو حاتم رضي الله عنه: من مازح رجلا من غير جنسه هان عليه واجترأ عليه، وإن كان المزاح حَقّاً، لأن كل شيء لا يجب أن يسلك به غير مَسْلَكه، ولا يظهر إلا عند أهله.
على أني أكره استعمال المزاح بحضرة العام، كما أكره تركه عند حضور الأشكال.

ولقد أخبرنا كامل بن مكرّم حدثنا ربيعة بن الحارث الجيلاني حدثنا عبد الله ابن عبد الجبار الجبابري قال: قال أبو عبد الرحمن الأعرج : كان إبراهيم بن أدهم يحدثنا، ويضاحكنا، وإذا رأى غيرنا قال: هذا جاسوس.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2016 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
استحباب الاعتزال من الناس عاما

أنبأنا عبد الله بن محمد بن سِلْم - ببيت المقدس - حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال قيل:
يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال:
رجل في شِعْبٍ من الشِّعاب يتقي الله، ويدعُ الناس من شَرِّه .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الاعتزال عن الناس عامّاً، مع توقي مخالطتهم؛ إذ الاعتزال من الناس لو لم يكن فيه خَصْلة تُحمد إلا السلامة من مقارفة المأثم لكان حقيقاً بالمرء أن لا يُكَدِّر وجود السلامة بلزوم السبب المؤدي إلى المناقشة.

ولقد أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى، أنبأنا عبد الله، أخبرنا شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن عمر بن الخطاب قال: )خذوا بحضَّكم من العزلة .

أنبأنا عمرو بن سعيد سنان الطائي حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول : رأيت الثوري في المنام، فقلت له: أوصني، فقال: أقِلَّ معرفة الناس، أقل معرفة الناس، أقل معرفة الناس .

أنبأنا القطان بالرَّقّة حدثنا المروروذي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول : رأيت ابن السَّمَّاك يكتب إلى أخ له: إن استطعت أن لا تكون لغير الله عبداً ما وجدت من العبودية بُدّاً، فافعل .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يستعبد نفسه لأمثاله بالقيام في رعاية حقوقهم، والتصبر على ورود الأذى منهم، ما وجد إلى ترك الدخول فيه سبيلا، لأنه إذا حَسم عن نفسه ترك الاختلاط بالعالم، والمخالطة بهم تمكِّن من صفاء القلب، وعدم تكدُّر الأوقات في الطاعات.

ولقد استعمل العُزْلة جماعة من المتقدمين مع العام والخاص معاً.

كما أخبرنا محمد بن إبراهيم الخالدي حدثنا داود بن أحمد بن سليمان الدمياطي حدثنا عبد الرحمن بن عفان قال: سمعت ابن المبارك يقول : عادَ فُضيلٌ داودَ الطائي، فأغلق داودُ الباب، وجلس فضيل خارج البيت يبكي، وداود داخل البيت يبكي .

أنبأنا الحسين بن محمد السنجي حدثنا علي بن المنذر حدثنا الحسن بن مالك قال: سمعت بكر محمد العابد يقول: قال لي داود الطائي يا بكر، أستوحش من الناس كما تستوحش من السبع .

أنبأنا محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة حدثنا إبراهيم بن حماد بن زياد حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال : رؤى إلى جنب مالك بن دينار كلب عظيم ضخم أسود رابض، فقيل له: يا أبا يحيى، ألا ترى هذا الكلب إلى جنبك؟ قال:
هذا خير من جليس السوءِ .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: هذا الذي ذهب إليه داود الطائي وضرباؤه من القراء من لزوم الاعتزال من الخاص، كما يلزمهم ذلك من العام - أرادوا بذلك عند رياضة الأنفس على التصبر على الوحدة، وإيثار ضِدِّ الخُلطة على المعاشرة؛ فإن المرء متى لم يأخذ نفسه بترك ما أبيح له فأنا خائف عليه الوقوع فيما خطر عليه.

وأما السبب الذي يوجب الاعتزال عن العالم كافة: فهو ما عرفتهم به من وجود دَفن الخير، ونشر الشر، يدفنون الحسنة، ويظهرون السيئة. فإن كان المرء عالماً بَدَّعوه، وإن كان جاهلا عَيَّروه، وإن كان فوقهم حسدوه، وإن كان دونهم حَقَرُوه وإن نطق قالوا: مهذار، وإن سكت قالوا: عَيِيٌ، وإن قَدَر قالوا: مُقَتَّر، وإن سمح قالوا: مبذر، فالنادم في العواقب، المحطوط عن المراتب، من اغتر بقوم هذا نَعْتهم، وغره ناس هذه صفتهم.

ولقد أنبأنا محمد بن المهاجر المعدل أخبرني أحمد بن محمد بن بكر الأبناوي عن داود بن رشيد، قال: حدثني إبراهيم بن شماس قال: قال لي الأكَّاف حفص بن حميد صاحب ابن المبارك بمرو : يا إبراهيم، صحبتُ الناس خمسين سنة، فلم أجد أحداً ستر لي عورة، ولا وصلني إذا قطعته، ولا أمنته إذا غضب، فالاشتغال بهؤلاء حمق كثير
وأنشدني محمد بن المهاجر المعدل لعلي بن حجر السعدي:

زمانك ذا زمانُ دخول بيت ... وحفظٍ للسان، وخفض صوت

فقد مَرَجَتْ عهود الناس إلا ... أقلَّهم، فبادر قبل فَوْتِ

فما يبقى على الأيام شيء ... وما خُلِق امرؤ إلا لموت

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 27, 2016 11:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل : استحباب الاعتزال من الناس عاما

أخبرنا يعقوب بن إسحاق القاضي حدثنا بن يحيى قال: وفيما قرأت على نافع عن مالك بن أنس : أنه بلغه عن أبي ذر قال: كان الناسُ وَرَقاً لا شوك فيه، فهم اليوم شَوْك لا وَرَق فيه .

أنبأنا محمد بن أبي علي الخلادي حدثنا جنيد بن حكيم الدقاق حدثنا سليمان ابن أبي شيخ قال: كان القَحْذَمي ينشد كثراً:

ذَهَبَ الحُسنْ والجمال من الن ... اس، ومات الذين كانوا مِلاحا

وَبَقي الأسمجون من كل صِنف ... إنَّ في الموت من أولئك راحا

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يعلم أن البَشَر مجبولون على أخلاق متباينة، وشَيم مختلفة، فكل واحد يُحب اتَّبَاع مساعدته، وترك مباعدته، فمتى رام من أخيه ضِدّ ما وطَّن نفسه عليه قَلاَه، وإذا تبين له منه خلاف ما أضمر عليه قلبه مَلَّه، ومن الملال يكون الاستثقالُ، ومن الاستثقال يكون البغض، ومن البغض تهيج العداوة، فالاشتغال هذا بمن نعته للعاقل حمق.
ولقد أحسن النَّبَاجي حيث يقول:

أرفض الناس، وكلَّ مشغَله ... قد بخل الناس بمثل خَرْدلهْ
لا تسأل الناس وسَلْ من أنت له

وأنشدني ابن أبي علي قال: أنشدني محمد بن بن يعقوب العبدي:

إذا قلتُ: هذا صاحب قد رضيتهُ ... وقَرَّت به عينايَ، بُدَّلتُ آخرا

وذلك: أني لا أصاحبُ صاحباً ... من الناس إلا خانني وتغيَّرا

أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال مكحول )إن كان في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم .

أنبأنا علي بن سعيد العسكري حدثنا شعيب بن يحيى حدثنا أحمد النسائي حدثنا يحيى بن عبد الأعلى أن مالك بن دينار كان يقول : من لم يأنس بحديث الله عن حديث المخلوقين فقد قَلّ علمه، وعَمِىَ قلبه، وضيع عمره .

أنبأنا القطان حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا محمد بن روح قال: سمعت إبراهيم البخاري يقول: دخلت المسجد الحرام بعد المغرب، فإذا فُضَيل جالس، فجئت، فجلست إليه، فقال: من هذا؟ فقلت، قال: ما جاء بك؟ قلت: رأيتك وحدك، فجلست إليك، قال: تحب أن تغتاب، أو تتزين، أو ترائي؟ قلت: لا، قال: قم عني .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 05, 2016 11:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص

أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا قطن بن نسير حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت عن أنس قال :
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، وآخى بين عرف بن مالك وبين الصَّعْب بن جَثاَّمة

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن لا يغفلُ عن مؤاخاة الإخوان، وإعداده إياهم للنوائب والحدثان، لأن من تَعَزَّى عن موضع سَلْوته بأخيه عند الهموم والغموم، كان عقله إلى التقديح أقرب، ومن النماء أنقص.

ولقد أنبأنا محمد بن المنذر حدثنا الفضل بن عبد الصمد الأصبهاني حدثنا يزيد بن خالد الرملي حدثنا سهيل أبو عمرو قال: قال محمد بن واسع : لم يبق من العيش إلا ثلاث:
الصلاة في الجماعة، ترزق فضلها، وتكفي سهوها، وكفاف من معاش ليست لأحد من الناس عليك فيه مِنَّة، ولا لله عليك فيه تَبعة، وأخ محسن العشرة، زُغْتَ قَوْمكَ .

أنبأنا عبد الرحمن بن عبد المحسن بجرجان حدثنا محمد بن عبد الله القصار أنبأنا عبد الرزاق عن ابن المقفع قال :
ثلاث من اللذات: محادثة الإخوان، وأكل القَديد، وحَكُّ الجرب .

أنبأنا محمد بن أبي علي حدثنا محمد بن هريم الشيباني أنشدنا محمد بن عمران الضَّبي:

وما المرء إلا بإخوانه ... كما تقبض الكفُّ بالمعَصم

ولا خير في الكَفِّ مقطوعةً ... ولا خير في الساعدِ الأجذم

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن لا يعد في الأدْواء إخاءَ من لُم الضَّراء، ولم يشاركه في السراء، ورُبَّ أخي إخاءٍ خيرٌ من أخي ولادة، ومن أتمِّ حِفاظ الأخوة تفقُّدُ الرجلِ أمور من يَوَده.

والوُدُّ الصحيح هو الذي لا يميل إلى نفع، ولا يفسد منع، والمودة أمنٌ، كما أن البغضاء خوف.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 10, 2016 11:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل : استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص

والعاقل لا يؤاخي إلا من خاَلفه على الهوى، وأعانه على الرأي، ووافق سرَّه علانيته، لأن خير الإخوان مَنْ لم يناقش، كما أن خير الثناء ما كان على أفواه الأخيار، والمستوخَم لا يُؤلف كما أن غيَر الثقة لا يُود، فمتى ما آخى المرء من لم يصافِه بالوَفاء يجبُ الاستظهار عليه بمن يسَلِّيه عنه، لأن التودد ممن لا يود يُعَدُّ مَلقاً
ولا يفوت الإنسان في الأخوة أحد رجلين: إما أريب قَصَّر في حقوقه فاغتاله بمكر، وإما جاهل لم يصادفه فيؤذيه بسوء معاشرته، وصيانة الأخوة ليست إلا في الاستغناء عن الإخوان.

ولقد أحسن العباس بن عبيد بن يَعيش حيث يقول:

كم من أخٍ لكَ لم يلده أبوكا ... وأخ أبوه أبوك قد يجفوكا
صافِ الكرام إذا أردت إخاءهم ... وأعلم بأن أخا الحِفاَظِ أخوكا
كم اخوةٍ لك لم يلدك أبوهُم ... وكأنما آباؤهم ولدوكا
لو كنت تحملهم على مكروهة ... تخشى الحُتوف بها لما خذلوكا
وأقاربٍ لو أبصروك معلَّقاً ... بنياط قلبك ثَمَّ. ما نصروكا
الناسُ ما استغنيتَ كنتَ أخاً لهم ... وإذا افتقرتَ إليهم فضحوكا

أخبرنا القطان بالرقة حدثنا أحمد بن إسماعيل السني حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال :
دخلت على قتادة وأنا ظمآن، وفي الحجرة حِبُّ ماء، فقلت: اشرب من مائكم هذا؟ قال: أنت لنا صديق .

قال أحمد: قال عبد الرزاق: يتأول القرآن : أو صديقكم يقول: لا يستأذن

أنبأنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا عِلاَّن بن المغيرة البصري حدثنا عمرو الناقد حدثنا ابن عيينة عن أيوب السختياني أنه قال : يزيدني حرصاً على الحجِّ لقاء إخوان لي لا ألقاهم بغير الموسم .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يعلمَ أن الغرض من المؤاخاة ليس الاجتماع والمؤاكلة والمشاربة، والسُّرَّاق يداخلون الرجال على التقارف، ولا يزدادون بذلك مودة، ولكنَّ من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها مَشْيَ القَصْد وخفَضَ الصوت، وقلة الإعجاب، ولزوم التواضع وترك الخلاف.

ولا يجب للمرء أن يكثر على إخوانه المؤونات فيبرمهم، لأن المرضَع إذا كثر مَصُّه ربما ضَجَرت أمة فتلقيه.
ولا ينبغي لمن قدر أن يمنع أخاه شيئا يحتاج إليه ليجبر به مصيبته، أو يفرح به كربته.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 17, 2016 11:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل : استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص

والعاقل لا يؤاخي لئيما، لأن اللئيم كالحّية الصماء لا يوجد عندها إلا اللدغ والسُّم، ولا يصلُ اللئيم، ولا يؤاخي إلا عن رغبة أو رهبة، والكريم يَوَد الكريم على لَقْية واحدة، ولو لم يلتقيا بعدها أبدا.

ولقد أخبرنا محمد بن المنذر حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا إسماعيل ابن محمود عن ابن المبارك عن سفيان عن يونس بن عبيد :
أنه أصيب بمصيبة فقيل له ابن عوف لم يأتك ؟ فقال: إنا إذا وثقنا بمودة أخينا لم يَضُرَّه أن لا يأتينا .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يتفقد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة، لأن من استصغر الصغيرة يوشك أن يجمع إليه صغيراً، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في مَحْوها، لأنه لا خير في الصدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإن من أخْرَقِ الخْرقِ التماس المرء الإخوان بغير وفاء وطلب الأجر وبالرياء، ولا شيء أضيع من مودة تمنحُ مَنْ لا وفاء له، وصنيعة تصطنع عند مَنْ لا يشكرها.
وأنشدني الخلادي قال: أنشدني محمد بن محمد البكري:

أحذر مودة ماذِق ... خَلَط المودة بالحلاوَة
يُحصى الذنوب عليك أي ... ام الصداقة للعداوة

وأنشدني محمد بن إبراهيم البصري - بصُورَ - لنفسه:

لا يَغرَّنْكَ صديق أبدا ... لك في المنظَر، حتى تَخْبُره
كم صديق كنتُ منه في عَمىً ... غَرَّني منه زماناً مَنْظَرُه
كان يلقاني بوجه طلق ... وكلام كاللآلي ينثره
فإذا فتشته عن غيبه ... لم أجد ذاك لوّدٍ يُضمره
فَدَعِ الإخوان كلَّ من ... يضمر الود كما قد يظهره
فإذا فزتَ بمن يجمع ذا ... فاجْعَلَنْهُ لك ذُخْرا تَذْخَره

أنبأنا القطان بالرقة حدثنا هشام بن عمار حدثنا إبراهيم بن موسى المكي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال :
وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثمانية عشر كلمة، كلها حكم، قال:
ما كافأتَ من يعَصي الله فيك بمثل أن تطيَع الله فيه، وضَعْ أمرَ أخيك على أحسنه، حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تَظُنَّنَّ بكلمة خرجت من مسلم شَرّاً، وأنت تجد لها في الخير مَحْمَلا ومن تَعَرَّض للتهمة فلا يلومنَّ من أساء به الظن، ومن كتم سِرَّه كانت الخِيَرَة في يديه
وعليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعُدَّة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعرضْ لما لا يَعنيك، ولا نسأل عما لم يكن. فإن فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب لك نجاحها، ولا تصحبنَّ الفاجر فتعلّم فجورَه، واعتزل عدوك، وأحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا خَشَيِ الله، وتخشَّعْ عند القول، وذِلََّ عند الطاعة، واعتصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله، فإن الله يقول )28:35 إنما يخشى الله من عباده العلماء .

يتبع إن شاء الله تعالى

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 17, 2016 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المهاجرة كتب:
وعليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعُدَّة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعرضْ لما لا يَعنيك، ولا نسأل عما لم يكن. فإن فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب لك نجاحها، ولا تصحبنَّ الفاجر فتعلّم فجورَه، واعتزل عدوك، وأحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا خَشَيِ الله، وتخشَّعْ عند القول، وذِلََّ عند الطاعة، واعتصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله، فإن الله يقول )28:35 إنما يخشى الله من عباده العلماء .


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


اللهم لا تحرمنا هذه الصحبة الطيبة المباركة
جزاكى الله خيرا كثيرا أختى الحبيبة الغالية المهاجرة

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 17, 2016 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
molhma كتب:
المهاجرة كتب:
وعليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعُدَّة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعرضْ لما لا يَعنيك، ولا نسأل عما لم يكن. فإن فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب لك نجاحها، ولا تصحبنَّ الفاجر فتعلّم فجورَه، واعتزل عدوك، وأحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا خَشَيِ الله، وتخشَّعْ عند القول، وذِلََّ عند الطاعة، واعتصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله، فإن الله يقول )28:35 إنما يخشى الله من عباده العلماء .


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


اللهم لا تحرمنا هذه الصحبة الطيبة المباركة
جزاكى الله خيرا كثيرا أختى الحبيبة الغالية المهاجرة


ربنا يخليكى ياملهمة ولايحرمنى الله منكى ياحبيبتى يارب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 04, 2016 10:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل : استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يواخي إلا ذا فضل في الرأي والدين والعلم والأخلاق الحسنة، ذا عقل نشأ مع الصالحين، لأن صحبة بليد نشأ مع العقلاء خير من صحبة لبيب نشأ مع الجهال.
ورأس المودة الاسترسال، وآفتها الملالة، ومن أضاع تعهد الود من إخوانه حرم ثمرة إخائهم، وآيس الإخوان من نفسه، ومن ترك الإخوان مخافة تعاهد الود بوشك أن يبقى بغير أخ، كما أن من ترك نزع الماء إشفاقا على رشائه يوشك أن يموت عطشا.
والعاقل يستخبر أمور إخوانه قبل أن يؤاخيهم، ومن أصح الخبرة للمرء وجود حالته بعد هيجان الغضب.

أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري حدثنا الغلابي حدثنا عبد الله بن الضحاك الهدادي حدثنا هشام بن محمد عن عوانة بن الحكم قال: قال لقمان لابنه :
يا بني إذا أردت أن تواخي رجلا فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه وإلا فدعه.

أنبأنا محمد بن صالح الطبري حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا داود يحيى ابن اليمان عن أبيه عن سفيان قال :
اصحب من شئت، ثم أغضبه، ثم دس إليه من يسأله عنك.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: من لم ينصفك عند غضبه لم تودك أيامه، وليس الصديق كالمرأة يطلقها المرء إذا شاء، والجارية يبيعها متى أحب، لكنه عرضه ومروءته؛ فالتثبت والاتئاد أولى به من التهاجر والانقطاع، ومن غاب عنه أخوه فلا يغب عما يجب له عليه، وليكثر منهم عدة للشدائد، لأن الشعر مع دقته إذا جمع عمل منه الحبل الغليظ الذي يقهر الفيل المغتلم، ولا يصلح أن يكون رفيقاً من لم يزدرد ريقاً.

وأنشدني الخلادي قال: أنشدني محمد بن محمد البكري لصالح بن عبد القدوس:

إذا كان ودّ المرء ليس بزائد ... على مرحباً( أو )كيف أنت؟ وحالكا
أو القولِ :أني وامق لك، حافظ ... وأفعاله تُبدي لنا غير ذلكا
ولم يك إلا كاشِراً أو محدثا ... فأفٍّ لودٍّ ليس إلا كذلكا
ولكن إخاء المرء من كان دائما ... لذي الودِّ منه حيثما كان سالكا

أخبرنا أبو يعلىُ حدثنا على بن الجعد حدثنا سفيان الثوري عن شعبة قال: خرج عبد الله بن مسعود على أصحابه فقال :
أنتم جِلاء حزني.

أخبرني محمد بن سعيد القزاز حدثنا هلال بن العلاء حدثنا إسحاق بن الضيف عن شيبة بن أبي مسهر عن الحكم بن هشام قال خالد بن صفوان : لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث:
مجالسة النسوان، وشَمُّ الولُدان، ولُقيُّ الإخوان.

حدثنا محمد بن المنذر حدثنا مسعدة بن حازم المصري خالي هارون ابن سعيد حدثنا خالد بن نزار حدثنا سفيان عن موسى بن عقبة قال :
إن كنت لأَلْقَي الأخ من إخواني فأكون بُلقيِّه عاقلا أياماً.

فالواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يَعْدِل صحبة الإخوان، ولا غم يعدل غَمَّ فقدهم، شم يتنوقى جهدَهُ مفُاسدَةَ مَنْ صافاه، ولا يسترسل إليه فيما يشينه
وخير الإخوان مَنْ إذا عَظَّمْته صانك، ولا يعيب أخاه على الزَّلة، فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح، ويتنكب محاسدة الإخوان؛ لأن الحسد للصديق مِن سَقَم المودة كما أن الجود بالمودةَّ أعظم البذل، لأنه لا يظهر ود صحيح من قلب سقيم، وليحذر المرء في إخائه ألمَ التَّثقيل على أخيه؛ لأن من ثقل على صديقه خف على عدوه، وإن من أعظم المعونة على تسلية الهم الرضا بالقضاء، ولقيّ الإخوان.

أنبأنا محمد بن هلال العقبي حدثني يونس بن إبراهيم العزي حدثنا إبراهيم ابن عبد الله العدَني عن سفيان أنه قيل له :
ما ماء العيش؟ قال: لقاء الإخوان .

حدثنا القطان أحمد بن أبي الحواري حدثنا المسيب بن واضح عن ابن المبارك قال: قال سفيان:
لربما لقيتُ الأخ من أخواني، فأقيم شهراً عاقلا بلقائه.

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:

استكثرنَّ من الإخوان إنهمُ ... خير لكانزهم كنزاً من الذهب
كم مِنْ أخ لك لو نابتك نائبة ... وجدته لك خيراً من أخي النسب
وأنشدني الكريزي:
من خير ما حُزْته وُدّ لذي كرم ... يجزيك ما عشت بالإحسان إحسانا
تلقي بَشَاشته في قربه، وإذا ... أنَالَ ناَلَكَ منه البر ما كانا

أنبأنا القطان حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول :
كنت أنظر إلى أخ من إخواني بالعراق، فأعمل على رؤيته شهراً .

حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مسلم بن عبيد أبو فراس قال: قال ربيعة :
المروءة مروءتان: فللسفر مروءة، وللحضر مروءة؛
فأما مروءة السفر: فبذل الزاد، وقلة الخلاف على أصحابك، وكثرة المزاح في غير مساخط الله
وأما مروءة الحضر: فالإدمان إلى المساجد، وكثرة الإخوان في الله، وتلاوة القرآن.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 10, 2016 10:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
كراهية المعاداة للناس

أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام - ببيروت - حدثنا محمد بن محمد بن مصعب وحدثني ابن المبارك عن عمرو بن وأقد عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أول شيء نهاني عنه ربي - بعد عبادة الأوثان - لعن الحمير، وملاَحاة الرجال ).

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يعلم أن من يَوَدُّه لم يحسده، ومن لم يحسده لم يعاده؛ فيكون للعدو المكاتم أشَدَّ حَذراً منه للعدو المبارز، ومن وجد عنده مغتراً، وكان ممن لا يعفو، ثم لا ينتصف منه؛ أصابته الندامة، والرأي إذا كان من الأريب كان أبلغ في هلاك العدو من العدد الكثير من الجنود، وترك العداوة على الأحوال كلها أحوط للعاقل من الخوض في سلوكها.

أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن هارون هو الأعور عن إسماعيل قال :
لا تشترين عداوة رجل بمودة ألف رجل .

وأنشدني عمرو بن محمد قال: حدثنا الغلابي، قال: أنشدني مهدي أبن سابق:

تكثر من الإخوان ما اسْطَعْتَ إنهمْ ... عماد إذا استنجدْتَهُمْ وظهور

وليس كثيراً ألف خِلٍّ لصاحب ... وإن عدوّاً واحداً لَكثيرُ

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لا يجب على العاقل أن يكافئ الشر بمثله، وأن يتخذ اللعن والشتم على عدوه سلاحاً؛ إذ لا يستعان على العدو بمثل إصلاح العيوب، وتحصين العورات، حتى لا يجد العدو إليه سبيلا.
والعاقل لا يرحم مَنْ يخافه، ولا يترك إحصاءِ معائب العدو، ويتفقد عثراتهم مع السكوت عن ثلبه، ولا يستضعف عدواً بحيلة؛ فإن من استضعف الأعداء اغتر، ومن اغتر لم يسلم، اللهم إلا أن يكون العدو ذليلا فإذا كان كذلك عطف عليه بالإغضاء؛ لأن لعدو الذليل أهلٌ أن يرُحم، كما أن المستجير الخائف أهلٌ أن يؤمن، والمماداة للعاقل خير من المصافاة للجاهل.

وأنشدني الخلادي أنشدني أحمد بن محمد البكري:
ووَلمنْ يعادي عاقلاً خيرٌ له ... من أن يكون له صديق أحمقُ

فارغب بنفسك أن تصادق أحمقاً ... إن الصديق على الصديق مَصَدَّقُ

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
أخْلِقْ بذي الصبر أَن يحظى بحاجته ... ومدمن القَرْع للأبواب أن يَلِجَا

أبْصر لرجلك قَبْلَ الخطو موضعها ... فمن عَلا قُلَّة عن غِرَّة زلجا

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يبصر موضع خطواته قبل أن يضعها، ثم يقارب عدوه بعض المقاربة، لينال حاجته، ولا يقاربه كل المقاربة فيجترأَ عليه، والعاقل لا يعادي ما وجد إلى المحبة سبيلا، ولا يعادي من ليس له منه بد، ولا العدوّ الحنِق الذي لا يطاق؛ فإنه ليس له حيلة إلا الهرب منه، وحيلةُ السبيل إلى القدرة على العدو وجودُ الغِرَّة فيه، وإن يرى العدو أنه لا يتخذه عدواً، ثم يصادق أصدقاءه، فيدخل بينه وبينهم.
وأحزم الأمور في أمر العدو: إن لا يذكره بسوء إلا عند الفرصة، وإن من أيسر الظفر بالأعداء اشتغال بعضهم ببعض، وإن مما يستعين به المرء على عدوه: مجانبةَ من يعاشره، ويصحب عدوه.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 14, 2016 11:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل : كراهية المعاداة للناس

أخبرني محمد بن سعيد القزاز حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبن السماك : لا تَخَفْ ممن تحذر، ولكن أحذر ممن تأمن .

وأنشدني علي بن محمد البسامي:
تمنيتُ أنَ أبقى معافىً، وأن أرى ... على من ينُاويني تدور الدوائر
فيصبح مخذولا، وأمسى سالماً ... إلى الله داع بالكفاية ناصرُ

سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت الفضل ابن موسى الشيباني يقول :
كان صياد يصطاد العصافير في يوم ريح، قال: فجعلت الرياح تُدخلُ في عينيه الغبار، فتذرفان، فكلما صاد عصفوراً كسر جناحه وألقاه في ناموسه. فقال عصفور لصاحبه: ما أرقَّه علينا، ألا ترى إلى دموع عينيه ؟ فقال له الآخر: لا ننظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى عمل يدي .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يأمن عدوه على كل حال، إن كان بعيداً لم يأمن مغادرته، وإن كان قريباً لم يأمن مواثبته، والعاقل لا يخاطر بنفسه في الانتقام من عدوه: لأنه إن هلك في قصده قيل: أضاع نفسه، وإن ظفر قيل: القضاء فعله.
والمعاداة بعد الجُلْةَّ فاحشة عظيمة، لا تليق بالعاقل ارتكابها فن دفعه الوقتُ إلى ركوبها ترك للصلح موضعاً.
وأنشدني بعض أهل الأدب لأبي الأسود الدؤلي:

وأَحْبِبْ إذا أحببت حُنّاً مُقارباً ... فإنك لا تدري: متى أنت نازع؟
وأبغض إذا أبغضت غيرَ مجانب ... فإنك لا تدري متى أنت راجع؟
وكن معدِناً للحلم وأصْفَحْ عن الأذى ... فإنك راءِ ما عملت وسامع

وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
إذا أنت عاديت امرءاً بعد خُلة ... فدع في غدٍ للعَوْد والصلح موضعا
فإنك إن نابذت مَنْ زَلَّ زَلَّةً ... ظللت وحيداً لم تجد لك مفزعا

أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا أبو همام حدثنا ابن وهب أخبرني يونس أبن يزيد عن أبن شهاب قال :
اجتمع مروان بن الحكم وابن الزبير يوماً عند عائشة، فجلسا في حجرتها وبينها وبينهما الحجاب، فسألا عائشة شعراً وحديثاً , ثم قال مروان:
ومن يشاءِ الرحمن يخفِضْ بقدره ... وليس لمن لم يرفع الله رافعُ
وقال ابن الزبير:
وفَوِّضْ إلى الله الأمورَ إذا اعترت ... وبالله لا بالأقربين تُدافع
وقال مروان:
وداو ضمير القلب بالبِرِّ والتُّقى ... ولا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ
وقال أبن الزبير:
ولا يستوي عبدان: عبدٌ مكلّم ... عُتلُّ، لأرحام الأرقاب قاطع
وقال مروان:
وعبد يجافي جنبه عن فراشه ... يبيت يناجي ربه وهو راكع
وقال ابن الزبير:
وللخير أهل يعرفون بهديهم ... إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع
وقال مروان:
وللشر أهل يعرفون بشكلهم ... تشير إليهم بالفجور الأصابع
قال: فسكت ابن الزبير، فلم يجب مروان بشيء.
فقالت عائشة: يا عبد الله، مالك لم تجب صاحبك، والله ما سمعتُ تجاوبَ رجلين تجاولا نحو ما تجاولتما فيه أعجب إلى من مجاولتكما , قال أبن الزبير: إني خفت عَولَ القول، فكففت.
فقالت عائشة: إن لمروان في الشعر ما ليس لك

أنبأنا محمد بن المنذر، حدثنا عصام بن الفضل الداري، حدثني الزبير بن بكَّار عن محمد بن حرب، قال: قال عبد الله بن حسن لابنه محمد :
إياك ومعادَاة الرجال فإنها لا تعدمك مكرْ حليم، أو مباذاة جاهل

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 14, 2016 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المهاجرة كتب:
نكمل : كراهية المعاداة للناس

أخبرني محمد بن سعيد القزاز حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبن السماك : لا تَخَفْ ممن تحذر، ولكن أحذر ممن تأمن .

وأنشدني علي بن محمد البسامي:
تمنيتُ أنَ أبقى معافىً، وأن أرى ... على من ينُاويني تدور الدوائر
فيصبح مخذولا، وأمسى سالماً ... إلى الله داع بالكفاية ناصرُ

سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت الفضل ابن موسى الشيباني يقول :
كان صياد يصطاد العصافير في يوم ريح، قال: فجعلت الرياح تُدخلُ في عينيه الغبار، فتذرفان، فكلما صاد عصفوراً كسر جناحه وألقاه في ناموسه. فقال عصفور لصاحبه: ما أرقَّه علينا، ألا ترى إلى دموع عينيه ؟ فقال له الآخر: لا ننظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى عمل يدي .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يأمن عدوه على كل حال، إن كان بعيداً لم يأمن مغادرته، وإن كان قريباً لم يأمن مواثبته، والعاقل لا يخاطر بنفسه في الانتقام من عدوه: لأنه إن هلك في قصده قيل: أضاع نفسه، وإن ظفر قيل: القضاء فعله.
والمعاداة بعد الجُلْةَّ فاحشة عظيمة، لا تليق بالعاقل ارتكابها فن دفعه الوقتُ إلى ركوبها ترك للصلح موضعاً.
وأنشدني بعض أهل الأدب لأبي الأسود الدؤلي:

وأَحْبِبْ إذا أحببت حُنّاً مُقارباً ... فإنك لا تدري: متى أنت نازع؟
وأبغض إذا أبغضت غيرَ مجانب ... فإنك لا تدري متى أنت راجع؟
وكن معدِناً للحلم وأصْفَحْ عن الأذى ... فإنك راءِ ما عملت وسامع

وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
إذا أنت عاديت امرءاً بعد خُلة ... فدع في غدٍ للعَوْد والصلح موضعا
فإنك إن نابذت مَنْ زَلَّ زَلَّةً ... ظللت وحيداً لم تجد لك مفزعا

أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا أبو همام حدثنا ابن وهب أخبرني يونس أبن يزيد عن أبن شهاب قال :
اجتمع مروان بن الحكم وابن الزبير يوماً عند عائشة، فجلسا في حجرتها وبينها وبينهما الحجاب، فسألا عائشة شعراً وحديثاً , ثم قال مروان:
ومن يشاءِ الرحمن يخفِضْ بقدره ... وليس لمن لم يرفع الله رافعُ
وقال ابن الزبير:
وفَوِّضْ إلى الله الأمورَ إذا اعترت ... وبالله لا بالأقربين تُدافع
وقال مروان:
وداو ضمير القلب بالبِرِّ والتُّقى ... ولا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ
وقال أبن الزبير:
ولا يستوي عبدان: عبدٌ مكلّم ... عُتلُّ، لأرحام الأرقاب قاطع
وقال مروان:
وعبد يجافي جنبه عن فراشه ... يبيت يناجي ربه وهو راكع
وقال ابن الزبير:
وللخير أهل يعرفون بهديهم ... إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع
وقال مروان:
وللشر أهل يعرفون بشكلهم ... تشير إليهم بالفجور الأصابع
قال: فسكت ابن الزبير، فلم يجب مروان بشيء.
فقالت عائشة: يا عبد الله، مالك لم تجب صاحبك، والله ما سمعتُ تجاوبَ رجلين تجاولا نحو ما تجاولتما فيه أعجب إلى من مجاولتكما , قال أبن الزبير: إني خفت عَولَ القول، فكففت.
فقالت عائشة: إن لمروان في الشعر ما ليس لك

أنبأنا محمد بن المنذر، حدثنا عصام بن الفضل الداري، حدثني الزبير بن بكَّار عن محمد بن حرب، قال: قال عبد الله بن حسن لابنه محمد :
إياك ومعادَاة الرجال فإنها لا تعدمك مكرْ حليم، أو مباذاة جاهل


يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً

تسجيل متابعة أكرمكى الله و جزاكى خيرا كثيرا أختى المهاجرة و سلمت يداكى اللهم آمين
وداو ضمير القلب بالبِرِّ والتُّقى ... ولا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 199 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 14  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 61 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط