موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 199 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 ... 14  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 27, 2016 11:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
فراج يعقوب كتب:
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم


بارك الله فى حضرتك شيخنا الطيب فراج يعقوب وأكرمك

واسعدنى وشرفنى مرور حضرتك الكريم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 27, 2016 11:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المهاجرة كتب:
كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسئ الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


جميل جميل جدا أكرمكى الله و سلمت يداكى أختى الحبيبة المهاجرة جزاكى الله خيرا كثيرا

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 27, 2016 11:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
molhma كتب:
المهاجرة كتب:
كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسئ الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


جميل جميل جدا أكرمكى الله و سلمت يداكى أختى الحبيبة المهاجرة جزاكى الله خيرا كثيرا


ربنا يخليكى ولايحرمنى منكى ولامن مرورك الجميل الطيب ياملهمة يارب ويبارك فيكى ويحفظك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 9:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
تكملة :الزَّجْر عن التجسس وسوء الظن

ولقد أحسن الذي يقول:
ما يستريحُ المسيء ظنا ... من طول غم، وما يُرِيِحُ
وقلَّ وجه يضيق إلا ... ودونه مذهب فَسيحُ
مَنْ خَفَّفَ الله عنه هبت ... من كل وجه إليه ريح
والجسم حيث استقر هادٍ ... والروح جَوَّالة تسيح
كم تذبح الأرض من بنيها ... كلُّ بنيها لها ذبيح
لن يهلك المرءُ من سماح ... وقلَّما يُفلح الشَّحيح

قال أبو حاتم رضي الله عنه: سوء الظن على ضربين: أحمدهما: منهي عنه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم.
والضرب الآخر: مستحب.
فأما الذي نهى فهو استعمال سوء الظن بالمسلمين كافة على ما تقدم ذكرنا له.
وأما الذي يستحب من سوء الظن فهو كمن بينه وبينه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا، يخاف على نفسه مَكْره، فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره لئلا يصادفه على غرِةَّ بمكره فيهلكه.

وفي ذلك أنشدني الأبرش:
وحسن الظن يحسنُ في أمور ... ويمكن في عواقبه ندامْه
وسوء الظن يسمُج في وجوه ... وفيه من سماجته حزامْه

وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:
ما ينبغي لأخي وُدّ وتجربة ... أن يترك الدهرَ سوءَ الظن بالناس
حتى يكون قريباً في تباعده ... عنَّا، ويدفع ضُرَّ الحرص باليأس

حدثنا محمد بن المنذر، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا.
أنبأنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عمر بن سعد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: مكتوب في التوراة :
من تَجَر فَجَر، ومن حفر حفرة سوء لصاحبه وقع فيها .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل مباينة العام في الأخلاق والأفعال، بلزوم ترك التجسس عن عيوب الناس؛ لأن من بحث عن مكنون غيره بحث عن مكنون نفسه، وربما طَمَّ مكنونه على ما بحث من مكنون غيره، وكيف يَستحسنُ مُسلم ثَلْبَ مسلم بالشيء الذي هو فيه ؟.

وأنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري:
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا ... فيِهِتكَ الناس ستراً من مساويكا
وأذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ... ولا تِعبْ أحداً عيباً بما فيكا

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
إذا ما اتقيت المر من حيثُ يُتقَي ... وأبصرت ما تأتي، فأنت لبيبُ
ولاتك كالناهي عن الذنب غيرَهُ ... وفي كَفِّه مما يُذَمُّ نصيبُ
يعيب فعالَ السوء من فعلِ غيرِهِ ... ويفعل أفعالَ الدين يعيبُ

حدثنا محمد بن المهاجر المعدل حدثنا محمد بن موسى السمري حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه، قال: وحدثني عزيز عن الزبير بن موسى المخزومي قال: قالت ابنة عبد الله بن مطيع الأسود، وهي زوجة طلحة بن عبد الله بن عوف لزوجها:
ما رأيت أحدا قَطْ ألأمَ من أصحابك، قال: مه، لا تقولي ذاك فيهم، وما رأيت من لؤمهم ؟ قالت:
أمراً والله بَيّناً، قال: وما هو ؟ قالت:
إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت جانبوك، قال:
ما زدتِ على أن وصفتهم بمكارم الأخلاق، قالت: وما هذا من مكارم الأخلاق ؟ قال:
يأتوننا في حال القوّة منا عليهم، ويفارقوننا في حال الضعف منا عليهم.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 10, 2016 11:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحث على مجانبة الحرص للعاقل

حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة - رحمة الله - حدثنا بشر بن معاذ العقَدِ حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يَهرْم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص، والحسد " .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: ركّب الله جل وعز في البشر الحرص والرغبة في الدنيا الفانية، لئلا تخرب، إذ هي دار الأبرار، ومكسب الأتقياء، وموضع زاد المؤمنين، واستجلاب الميرة للصالحين، ولو تعرّى الناس عن الحرص فيها بطلت وخربت، فلم يجد المرء ما يستعين به على أداء فرائض الله، فضلا عن اكتساب ما يجْدِي عليه النفع في الآخرة نفلا، والإفراط في الحرص مذموم، كما أنشدني على بن محمد البسامي:

ليس عندي إلا الرضا بقضاء الل ... ه فيما أحببته أو كرهته
لوْ إليّ الأمور، أختار منها ... خيرها لي عواقبا ما عرفته
ولو أني حرصت جهدي أن أد ... فع أمراً مقدراً ما دفعته
فأرى أن أردّ إلى مَن ... عنده علمُ كلِّ ما قد جهلته

وأنشدني محمد بن نصر المديني:
يا كثير الحرص مشغو ... لا بدنيا ليس تبقى
ما رأيت الحرص أدنى ... من حريص قَطُّ رزقا
لا، ولكن في قضاء الل ... ه: أن يعيا ويشقى
تعرف الحق، ولكن ... لا ترى للحق حقا

أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد القيسي، حدثنا محمد بن الوليد بن أبان، حدثنا نعيم بن حماد عن ابن المبارك قال: سخاء الناس عما في أيدي الناس. أكثر من سخاء البذل، ومروءة القناعة أكثر من مروءة الإعطاء.

أنشدنا أبو يعلى قال: أنشدونا منذ دهر للشافعي:
قدرُ الله واقعٌ ... حيث يُقضَى ورودُه
قد مضى فيك حكمه ... وانقضى ما يرُيده
وأخو الحرص حرصه ... ليس مما يزيده
فأرِدْ ما يكون إذ ... لمْ يكن ما تريده

أنبأنا عبد الله بن عروة حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين قال:
إذا لم يكن ما تريد فأرِدْ ما يكون.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: أغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيراً، وأفقر الفقراء من كان الحرص عليه أميرا؛ لأن الحرص سبب لإضاعة الموجود عن مواضعه، والحرص محرمة، كما أن الجبن مقتلة، ولو لم يكن في الحرص خصلة تذم إلا طول المناقشة بالحساب في القيامة على ما جمع لكان الواجب على العاقل ترك الإفراط في الحرص.

وقد كان بعض أصحابنا كثيراً ما ينشد:
تجانب الحرصَ، ودع عنك الحسد ... ففيهما الذُّلُّ واتعابُ الجسد

وأنشدني الكريزي:
وأرَّقني طولُ التفكر إنني ... عجبت لدهرٍ ما تُقَضَّى عجائبه
فكم عاجز يدعي جليداً لغَشْمه ... ولو كلف التقوى لكلَّت مضاربه
وعفٍّ يسمى عاجزاً لعفافه ... ولولا التُّقَى ما أعجزته مذاهبه
فليس بحرص المرء أدركه الغنى ... ولا باحتيال أدرك المالَ كاسبهُ
ولكنه قبضُ الإله وبسطُهُ ... فلا ذا يجاريه ولا ذا يغالبه

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الحرص غير زائد في الرزق، وأهون ما يعاقب الحريص بحرصه أن يمنع الاستمتاع بما عنده من محصوله، فيتعب في طلب ما لا يدري أيلحقه أم يحول الموت بينه وبينه؟ ولو لزوم الحريص ترك الإفراط فيه واتكل على خالق السماء لأتحفه المولى جل وعز بادراك ما لا يسعى فيه، والظفر بما لو سعى فيه وهو حريص عسى لتعذر عليه وجوده.

وأنشدني علي بن محمد البسامي:
ألا رُبَّ باغ حاجةً لا ينالُها ... وآخر قد تُقْضَى له وهو آيس
يحاولها هذا، وتقضي لغيره ... وتأتي الذي تقضى له وهو جالس

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
وكم من أكلة منعت أخاها ... بلذَّة ساعة أكلاتِ دهر
وكم من طالب يسعى لشيءٍ ... وفيه هلاكُه لو كان يدري

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الحرص علامة الفقر، كما أن البخل جلباب المسكنة، والبخل لِقاحُ الحِرص، كما أن الحمَّية لقاح الجهل، والمنع أخو الحرص، كما أن الأنفة توأم السفه، وأنشدني عمر بن محمد قال: أنشدني الغلابي:

لا تأتينَّ نذالة لمنالة ... فليأتينك رزقك المقدور
وأعلم بأنك آخذٌ كل الذي ... لك في الكتاب مُحَبَّر مسطور
والله ما زاد امرءاً في رزقه ... حرضٌ، ولا أزْرَى به التقصير

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
وأرضَ من العيش في الدنيا بأيسره ... ولا ترومنّ ما إن رُمتَهُ صَعُبا
إنَّ الغنى هو الراضي بعيشته ... لا مَن يظل على ما فات مكتئبا

أنبانا محمد بن سعيد القزاز حدثنا عبد الله بن يحيى بن حميد الطويل حدثنا أبو عبد الرحمن العتبي حدثني أبي قال:
اختصمت بنو إسرائيل في القَدَر، خمسمائة عام، ثم تحاكموا إلى عالم من علمائهم، فقالوا له:
أخبرنا عن القَدَر، وقَصِّر وبين لتفهمه عنك العوام، فقال: حرمان عاقل، وحظ جاهل.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 17, 2016 9:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
تكملة : الحث على مجانبة الحرص للعاقل

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لاحظَّ في الراحة أن أطاع الحرص، إذ حرص سائق البلايا، فالواجب على العاقل أن لا يكون بالمفرط في الحرص في الدنيا؛ فيكون مذموماً في الدارين، بل يكون قصده لإقامة فرائض الله، ويكون لبغيته نهاية يرجع إليها؛ لأن من لم يكن لقصده منها: نهاية آذى نفسه وأتعب بدنه. فمن كان بهذا النعت فهو من الحرص الذي يحمد.
وأنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري:

الحرص عونٌ للزمان على الفتى ... والصبر نعم القرنُ للأزمان
لا تخضعَنَّ فإن دهرك إن رأى ... منك الخضوع أمَدَّهُ بهوان
وإذا رآك وقد قصدت لصرفه ... بالصبر، لاقى الصبر بالإذعان

وأنشدني منصور بن محمد الكريزي، حدثني شعيب بن أحمد لأبي العتاهية:
لا تخضعنَّ لمخلوق على طمع ... فإن ذاك مُضِرٌّ منك بالدين

وأنشدني الكريزي أيضاً، أنشدني شعيب بن احمد لأبي العتاهية:

قد شاب رأسي، ورأسُ الحرص لم يَشِبِ
إن الحريص على الدنيا لفي تعب

ما لي أراني إذا حاولتُ منزلةً
فنلتها طمحت نفسي إلى رتب

لو كان ينفعني علمي وتجربتي
لم أشف غيظي من الدنيا ولا كلبي

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قد ذكرت ما يشاكل هذه الحكايات بعللها في كتاب :
الثقة بالله , بما أرجو أن يكون فيه غُنْية لم أراد الوقوف على معرفتها، فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 17, 2016 10:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
ألا رُبَّ باغ حاجةً لا ينالُها ... وآخر قد تُقْضَى له وهو آيس
يحاولها هذا، وتقضي لغيره ... وتأتي الذي تقضى له وهو جالس

سبحان الله موزع الأرزاق و النعم جميل جميل جدا
أكرمكى الله أختى الحبيبة المهاجرة سلمت يداكى

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 17, 2016 10:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
molhma كتب:
ألا رُبَّ باغ حاجةً لا ينالُها ... وآخر قد تُقْضَى له وهو آيس
يحاولها هذا، وتقضي لغيره ... وتأتي الذي تقضى له وهو جالس

سبحان الله موزع الأرزاق و النعم جميل جميل جدا
أكرمكى الله أختى الحبيبة المهاجرة سلمت يداكى


ربنا يخليكى ياحبيبتى يارب ولايحرمنى منكى ولا من مرورك الطيب دايما يارب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 23, 2016 11:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الزَّجْر عن التحاسد والبغضاء

أنبأنا محمد بن الحسين بن مكرم البزاز بالبصرة، حدثنا عمرو بن علي الفلاس، حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج، حدثني عطاء أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا(.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها: فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده، ثم انطواءُ الضمير على إرادة زوال النعم عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء ما للحساد في الأحشاء.
وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:

أعذر حسودَك فيما قد خصصت به
إن العلي حسن في مثله الحسد

إن يحسدوني فأني لا ألومهم
قبلي من الناس أهلُ الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ
ومات أكثرنا غيظاً بما يجد

أنا الذي وجدني في صدورهم
لا أرتقي صَدْراً منهم ولا أرِد

أنبأنا أبو خليفة، حدثنا ابن كثير، أنبانا سفيان الثوري عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال:
رأى موسى رجلا عند العرش فغبطه بمكانه، فسأله عنه، فقال:
ألا أخبرك بعمله ؟ كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يعقُّ والديه، قال:
وكيف يعق والديه؟ قال: يستثب لهما حتى يُسَباَّ، ولا يمشي بالنميمة.
أنشدني ابن بلال الأنصاري:

عينُ الحسود عليك الدهْرَ حارسةٌ
تبدى مساويك والإحسان يخفيها

فأحذر حراستها، وأحذر تكشفَها
وكن على قَدرِ ما توليك توليها

أنبأنا عبد الرحمن بن زياد الكناني، بالأبلة، حدثنا أبو يحيى الضرير، حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ما من أحد عنده نعمة إلا وجدتَ له حاسداً، ولو كان المرء أقوم من القدَح لوجدت له غامزاً، وما ضرَّت كلمة لم يكن لها خواطب
وأنشدني علي بن محمد البسامي:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقومُ أنداد له وخصومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً: إنه لدميم
وترى اللبيب مُحَسَّداً لم يَجْتَلِب ... شتم الرجال، وعِرْضُه مشتومُ

أخبرنا محمد بن سعيد القزاز، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن حرب، حدثنا غسان بن المفضل، أخبرني محمد بن يزيد عن يونس بن عبيد، قال: قال ابن سيرين:
ما حسدت أحداً على شيء من الدنيا؛ لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى الجنة ؟ وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على شيءَ من الدنيا وهو يصير إلى النار ؟

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام، ولكل حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفأ.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 06, 2016 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
نكمل : الزَّجْر عن التحاسد والبغضاء

ومن الحسد يتولد الحِقْد، والحقد أصل الشر، ومَنْ أضمر الشر في قلبه، انبتَ نباتا مُرّاً مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم.
والحسد هو اسم يقع على إرادة زوال النعم عن غيره، وحلولها فيه. فأما من رأي الخير في أخيه، وتمني التوفيق لمثله، أو الظفر بحاله، وهو غير مريد لزوال ما فيه أخوه؛ فليس هذا بالحسد الذي ذُمَّ ونُهى عنه.

ولا يكاد يوجد الحسد إلا لمن عظمت نعمة الله عليه، فكلما أتحفه الله بترداد النعم، أزداد الحاسدون له بالمكروه والنقم.
وقد كان داود بن علي - رحمه الله عليه - ينشد كثيراً:

إني نشأت وحُسَّادي ذوو عدد
يا ذا المعارج، لا تَنْقُصْ لهم عددا

إن يحسدوني على ما كان من حسن
فمثلُ خُلْقِيَ فيهم جَرَّ لي حسدا

حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا الغلابي، حدثنا مهدي بن سابق، أخبرنا عباد بن عباد المهلبي قال: قال أبو جعفر المنصور لسفيان بن معاوية: ما أسرع الناس إلى قدمتك المدينة! فقال: يا أمير المؤمنين:

إن العرانين تلقاها مُحَسَّدة ... ولن ترى للئام الناس حساد

وأنشدني الكريزي، أنشدني محمد بن الحسين العَمِّي:

حسدوا النعمة لما ظهرت ... فرموها بأباطيل الكلم
وإذا ما الله أبدى نعمة ... لمَ يضِرْها قولُ حساد النعم

سمعت أحمد بن محمد بن الأزهر قول: سمعت أحمد بن سعيد الدار يقول: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: كنا نتعلم في الكتاب - كما نتعلم أبو جاد - جهل نيسابوري، وبخل مروزي، وحسد هروي، وطَرَم بلخي.

أنبأنا محمد بن عثمان العقبي: حدثنا عمران بن موسى بن أيوب، حدثني أبي عن مخلد بن الحسين، عن هشام، عن ابن سيرين قال: ما حسدت أحداً على دين ولا دنيا.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لا يوجد من الحسود أمان أحْرَزُ من البعد منه؛ لأنه ما دام مشرفا على ما خصصت به دونه لم يزده ذلك إلا وحشة وسوء ظن بالله، ونماء للحسد فيه.
فالعاقل يكون على إماتة الحسد بما قَدَر عليه أحرص منه على تربيته ولا يجد لإماتته دواء أنفع من البعاد، فأن الحاسد ليس يحسدك على عيب فيك، ولا على خيانة ظهرت منك، ولكن يحسدك بما ركب فيه من ضد الرضا بالقضاء كما قال العتبي:

أفكر ما ذنبي إليك فلا أرى ... لنفسيَ جرماً، غير أنك حاسدُ

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
ليس للحاسد إلا ما حَسدْ ... وله البغضاءُ من كل أحد
وأرى الوحدة خيراً للفتى ... من جليس السوء فانهض إن قعدْ

وأنشدني محمد بن نصر المديني لحبيب بن أوس:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسانَ حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيبُ عَرْفِ العود
لولا التخوف للعواقب لم تزل ... للحاسد النُّعْمَي على المحسود

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 16, 2016 12:41 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
نكمل : الزَّجْر عن التحاسد والبغضاء

أنبأنا محمد بن المنذر، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حماد عن حميد قال:
قلت للحسن: يا أبا سعيد، هل يحسد المؤمن؟ قال:
ما أنساك بني يعقوب ؟ لا أبا لك! حيث حسدوا يوسف، ولكن غُمَّ الحسد في صدرك، فأنه لا يضرك، ما لم يعدُ لسانك وتعمل به يدك.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل إذا خطر بباله ضربٌ من الحسد لأخيه أبلغ المجهود في كتمانه، وترك إبداء ما خطر بباله.
وأكثر ما يوجد الحسد بين الأقران، أو من تقارب الشكل، لأن الكتبة لا يحسدها إلا الكتبة، كما أن الحجبة لا يحسدها إلا الحجبة، ولن يبلغ المرء مرتبة من مراتب هذه الدنيا إلا وجد فيها مَنْ يبغضه عليها، أو يحسده فيها، والحاسد خصم معاند لا يجب للعاقل أن يجعله حكما عند نائبة تحدث، فإنه إن حكم لم يحكم إلا عليه، وإن قصد لم يقصد إلا له، وإن حرم لم يحرم إلا حَظَّه، وإن أعطى أعطى غيره، وإن قعد لم يقصد إلا عنه، وإن نهض لم ينهض إلا إليه، وليس للمحسود عنده ذنب إلا النعم التي عنده.
فليحذر المرء ما وصفت من أشكاله وأقرانه وجيرانه وبنى أعمامه.

وقد أنبأنا عمرو بن محمد، حدثنا الغلابي، حدثنا العباس بن بكار قال: قال رجل لشبيب بن شَبَّة:
إني لأحبك، قال: صدقت، قال: وما علمك؟ قال: لأنك لست بجار ولا ابن عم.
وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي.

أنت أمرؤ قصَّرت عنه مروءته ... إلا من الغِش للإخوان والحسد
أأنْ تراني خيراً منك تحسدني؟ ... إن الفضيلةَ لا تخلو من الحسد

قال أبو حاتم رضي الله عنه: بئس الشعار للمرء الحسد، لأنه يورث الكمد، ويورث الحزن، وهو داء لا شفاء له.
والحاسد إذا رأى بأخيه نعمة بُهت، وإن رأى به عثرة شمت، ودليل ما في قلبه كمين على وجه مبين، وما رأيت حاسداً سَاَلَم أحدا.
والحسد داعية إلى النكد، ألا ترى إبليس؟ حسد آدم فكان حسده نكدا على نفسه، فصار لعيناً بعد ما كان مكيناً، ويسهل على المرء ترضِّي كل ساخط في الدنيا حتى يرضى، إلا الحسود؛ فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة التي حَسَدَ من أجلها.

ولقد حدثني محمد بن عثمان العقدي حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا ابن عائشة قال:
قال بعض الحكماء: ألزمُ الناس للكآبة أربعةٌ:
رجل حديد، ورجل حسود، وخليط للأدباء وهو غير أديب، وحكيم محتقر للأقوام
وابعد الناس من الدخول في دين الحق والنصيحة لأهله:
جاهل ورث الضلالة عن أهله، ورأس أهل ملته حظي فيهم بفضل الضلالة، ومعظِّم للدنيا يرى بهجتها دائمة محبوبة، ويرى ما رجي من خيرها قريباً، وما صرف من شرها بعيداً، ليس يعقد قلبه على الإيمان، ورجل خالط النسَّاك فانصرف عنهم لحرصه وشَرَهه، ودامجهم على مكر وخديعة.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 29, 2016 12:08 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحث على مجانبة الغضب
وكراهية العجلة

أنبأنا عمر بن حفص البراز بجند يسابور، حدثنا محمد بن زياد الزيادي، حدثنا الفضيل بن عياض عن سليمان عن أبي صالح عن أبي هريرة أن جابراً قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني شيئاً يا رسول الله أدخل به الجنة، ولا تُكِثْر عليَّ، لعلي أعقِلُ، قال: لا تغضب "

قال أبو حاتم رضي الله عنه: أحسن الناس عقلا مَن لم يَحْرَد، وأحضر الناس جواباً من لم يغضب.
وسرعة الغضب: أنكى في العاقل من النار في يَبَس الَعْوسَج؛ لأن من غضب زايله عقله، فقال: ما سوَّلت له نفسه، وعمل ما شأنه وأرداهُ.

ولقد أنبأنا محمد بن عثمان العقدي، حدثنا إسحاق بن زكرياء البناني حدثنا عبد الصمد بن حسان، حدثني وهيب قال: مكتوب في الإنجيل:
ابن آدم، اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب، فلا أمحقك فيمن أمحق؛ وإذا ظُلْمت فلا تنتصر، فإن نُصرتي لك خير من نصرتك لنفسك.
وأنشدني الكريزي:
ولم أر فضلا تَمَّ إلا بشيمة ... ولم أر عقلا صحَّ إلا على الأدب
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم ... عدواً لعقل المرء أعدى من الغضب

قال أبو حاتم رضي الله عنه: سرعة الغضب من شيم الحمقى، كما أن مجانبته من زي العقلاء.
والغضب بذر الندم، فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقْدَرُ على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب.

ولقد أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثتنا حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا بكار بن محمد قال: كان ابن عون لا يغضب، فإذا أغضبه إنسان قال: بارك الله فيك!.

وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:
لم يأكل الناسُ شيئاً من مآكلهم
أحلى وأحمدَ عقباهُ من الغضبِ

ولا تلحّف إنسان بملحفة
أبهى وأزينَ من دين ومن أدب

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 01, 2016 10:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
نكمل : الحث على مجانبة الغضب وكراهية العجلة

أنبأنا كامل بن مكروم، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ضمرة عن أبي سعيد قال: كان عون بن عبد الله بن عتبة إذا غضب على غلامه قال:
ما أشبهك بمولاك! أنت تعصيني وأنا أعصي الله، فإذا أشتد غضبه قال: أنت حر لوجه الله.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل إذا ورد عليه شيء بضد ما تهواه نفسه أن يذكر كثرة عصيانه ربّه، وتواتر حلم الله عنه ثم يسكن غضبه ولا يُزْري بفعله الخروج إلى ما لا يليق بالعقلاء في أحوالهم، مع تأمل وفور الثواب في العقبى بالاحتمال ونفي الغضب.
وأنشدني الأنصاري:
وكظميَ الغيظَ أولى من مُحَاولتي ... غيظَ العدوّ بإضراري بإيماني
لا خيرَ في الأمر تُرديني مغبته ... يوم الحساب إذا ما نصَّ ميزاني

أنبأنا محمد بن المنذر، حدثنا عمر بن علي بن زياد العنبري قال: سمعت سالم ابن ميمون الخواص يقول:

إذا نطق السفيه فلا تُجِبهْ ... فخير من إجابته السكوتُ
سكتُّ عن السفيه فظنَّ أني ... عييت عن الجواب، وما عييتُ
شرارُ الناس لو كانوا جميعاً ... قذَى في جوف عيني ما قَذِيتُ
فلست مجاوباً أبداً سفيهاً ... خزيت لمن يجافيه خزيتُ

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
تأنَّ في أمرك، وأفهمْ عني ... فليس شيء يعدلُ التأني
تأنّ فيه، ثم قل، فإني ... أرجو لك الإرشاد بالتأني

أخبرني محمد بن أبي علي الخلادي، حدثنا عبد الله بن جعفر الزبيري عن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال أنشدني يونس بن إبراهيم بن محمد ابن طلحة لمحمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله:

فلا تعجلْ على أحد بظلم ... فإن الظلم مرتعُةُ وخيمُ
ولا تفحش، وإن مُلّيت غيظا ... على أحد، فإن الفحش لوُم
ولا تقطع أخاً لك عند ذنب ... وإن الذنب يغفره الكريم
ولكن داري عوراهُ برفق ... كما قد يُرْقَعُ الخَلقَ القديم
ولا تجزع لريب الدهر واصبر ... فإن الصبر في العقبى سليم
فما جَزَعٌ بمُغْنٍ شيئاً ... ولا ما فات تَرْجِِعهُ الهموم

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لو لم يكن في الغضب خصلة تذم إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له، لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب.
والغضبان لا يعذره أحد في طلاق ولا عتاق. ومن الفقهاء من عَذَرَ السكران في الطلاق والعتاق، والخلق مجبولون على الغضب والحلم معاً، فمن غضب وحلم في نفس الغضب؛ فإن ذلك ليس بمذموم، ما لم يخرجه غضبه إلى المكروه من القول والفعل، على أن مفارقته في الأحول لكلها أحمد.

ولقد أنبأنا عمر بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا مهدي بن سابق عن عطاء قال: قال عبد الملك بن مروان:
إذا لم يغضب الرجل لم يحلم؛ لأن الحليم لا يعرف إلا عند الغضب.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 07, 2016 12:17 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الزجر عن الطمع إلى الناس

أنبأنا محمد بن احمد بن المستنير بالمصيصة حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا خالد بن عمرو عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، علمني عملا إذا أنا عملته أحبني الله، وأحبني الناس؛ فقال:
" أزهد في الدنيا يحبك الله، وأزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل ترك الطمع ترك الطمع إلى الناس كافة بكمال الإياس عنهم؛ إذ الطمع فيما لا يشك في وجوده فقر حاضر، فكيف بما أنت شاَك في وجوده أو عدمه؟.
ولقد أحسن الذي يقول:
لأجعلنَّ سبيل اليأس لي سبُلا ... ما عشت منك، ودار اُلهمّ أوطانا
والصبرُ أجعله غرماً أنال به ... في الناس قرباً، وعند الله رضوانا
فالنفس قانعة، والأرضُ واسعة ... والدار جامعة مثنى ووُحدانا

وأنشدني عمرو بن محمد بن عبد الله النسائي قال: أنشدني الحسين بن أحمد ابن عثمان:

اليأسُ أدبني ورفَّع همتي ... واليأس خير مؤدب للناس
إني رأيت مواضع الطمع الذي ... يضع الشريف مواضع الأخساس

وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي:

فأجمعت يأسا لا لُبانة بعده ... ولليأس أدنى للعفاف من الطمع
والنفس تطمع هشة إن أطمعت ... وتنال باليأس السلوَّ فتقنع

أنبأنا محمد بن عثمان العقبي حدثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا يحيى بن صالح حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سعد بن عمارة أنه لما قال لأبنه:
يا بني، أظهر اليأس فإنه غنى، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: أشرف المنى ترك الطمع إلى الناس إذ لا غنى لذل طمع وتارك الطمع يجمع به غاية الشرف، فطوبى لمن كان شعار قلبه الورع ولم يعم بصره الطمعُ.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 18, 2016 11:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
نكمل : الزجر عن الطمع إلى الناس

ومن أحب أن يكون حرا فلا يهوى ما ليس له؛ لأن الطمع فقر، كما أن اليأس غنى، ومن طمع ذل وخضع، كما أن من قنع عف واستغنى.
ولقد أنشدني الكريزي:
لا خير في عزم بغير روية ... والشك عجز، إن أردت سراحا
واليأس مما فات يعقب راحة ... ولرب مطمعة تعود ذباحا

وأنشدني علي بن محمد البسامي:
فكنت لي أملا دهراً أطالبه ... فغيرته صروف الدهر أطوارا
صرفت باليأس عنه النفس فانصرفت ... فما أبالي أقام الدهر، أم سار

أنبأنا محمد بن المهاجر المعدل حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن مروان حدثنا محمد بن هانئ الطائي قال: بعث أبو الأسود الديلي إلى جار يقترض منه، فلم يقرضه واعتل عليه، وكان حسن الظن به، فقال أبو الأسود:
لا تشعرن النفس يأساً، فإنما ... يعيش بجد عاجز وجليد
ولا تطمعن في مال جار لقربه ... فكل قريب لا ينال بعيد
وفوض إلى الله الأمور، فإنما ... يروح بأرزاق العباد جدود

أنبأنا القطان بالرقة حدثنا المروزي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت ابن السماك يقول:
الرجاء حَبْل في قلبك، وقيدٌ في رجلك، فأخرج الرجاء من قلبك ينفكُّ القيد من رجلك.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الطمع غُدّة من قلب المرء له طرفان، أحدهما: القيد في رجليه، والآخر: الطبع على لسانه، فما دامت العقدة قائمة لا تنفكُّ رجلاه، ولا ينطق لسانه، فسعى إلى ما شاء، وقال ما أحب.
ودواء زوال الطمع عن القلب:
هو رؤية الأشياء من مكونها بدوام الخَلْوة، وترك الناس كما أنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
كُنْ لقعر البيت حِلْساً ... وارض بالوحدة أنسا
لست بالواجد حُرَّا ... أو ترد اليوم أمسا
فاغرس اليأس بأرض ال ... زُّهد ما عُمّرْت غرسا
وليكن يأسُك دون ال ... طمع الكاذب تُرسا

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يجتنب الطمع إلى الأصدقاء؛ فإنه مَذَلَّة، ويلزم اليأس عن الأعداء؛ فأنه منَجاة، وتركه مَهْلكة، والإياس هو بذر الراحة والعز، كما أن الطمع هو بذر التعب والذل، فكم من طامع تعب وذل، ولم ينل بغيته، وكم من آيس استراح وتعزز، وقد أتاه ما أمل وما لم يأمل.
وأنشدني الأبرش:
يَعْرَى ويغرث من أمسى على طَمَعٍ ... من المكارم وَهْوَ الطاعم الكاسي
إن المطالع ذل للرقاب، ولو ... أمسى أخوها مكان السيدِ الراس

وأنشدني محمد بن اسحق الواسطي:
ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرما
ولست بلوم على الأمر بعد ما ... يفوت، ولكن علّ أن أتقدما

أنبأنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا الفضل بن يوسف الكوفي حدثنا عبد الله ابن جَبَلة الكناني عن معاوية بن عمار عن أبي جعفر قال:
اليأس عما في أيدي الناس عز، ثم قال: أما سمعت قول حاتم الطائي:

إذا ما عَزمت اليأس ألفيته الغنى ... إذا عرفته النفس، والطَّمَعُ الفقرُ

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 199 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 ... 14  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 66 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط