موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 65 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 18, 2015 12:42 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

أفضَل كلمة


لما اشتكى أبوطالب المرض وبلغ قريشا ثِقله قالت قريش بعضُها لبعض:إن حمزةَ وعمر قد أسلما،وقد انتشر أمر محمد فى قبائل قريش كلها،فانطلِقُوا بنا إلى أباطالب،فليأخذ لنا على ابن أخيه عهدا،ولِيُعطِه منا وعدا،واللهِ ما نأمن أن يبتزونا((ابتزه أمره=سلبه إياه وغلبه عليه.))أمرنا.
فمشى إلى أبى طالب أشرافُ قريش وعلى رأسهم عتبة ابن ربيعة،وشيبة ابن ربيعة،وأبوجهل بن هشام،وأميمة ابن خلف،وأبوسفيان بن حرب،فقالوا:ياأباطالب إنك منًّا حيث قد علمت،وقد حضَرك ماترى،وتخوَّفنا عليك،وقد علمت الذى بيننا وبين ابن أخيك،فادعُه فخد له منَّا وخذْ لنا منه،ليكفَّ عنا ونكفَّ عنه،وليدَعْنا وديننا وندعه ودينه،فبعث أبوطالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه،فقال:يابن أخى،هؤلاء أشراف قومك،قد اجتمعوا لك ليعظوكَّ،وليأخذوا منك،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:نعم كلمة واحدة تعطونها،تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم،فقال أبوجهل:نعم وأبيك وعشر كلمات،فقال رسول الله:تقولون:لا إله إلا الله وتخلعون ماتعبدون من دونه،فصفَّقت قريش بأيديهم،ثم قالوا أتريد يامحمد أن تجعل الآلهة إلها واحداً؟إن أمرك لعجب!!قال بعضهم لبعض:إنه والله ماهذا الرجل بمعطيكم شيئا مماتريدون،فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه،ثم تفرَّقوا فقال أبوطالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم:والله يابن أخى مارأيتُك سألتهم شطاطا،فلما قال ذلك أبوطالب،طمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إسلامه،فجل يقول له:أى عمّ،فأنتَ،فقلها استَحِلُّ لك بها الشفاعة يوم القيامة،فلما رأى أبوطالب حِرص رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:يابن أخى،واللهِ لولا مخافةُ السُّبةَّ عليك وعلى بنى أبيك من بعدى،وأن تظن قريش أنى إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها،لا أقولها إلا لأسُرَّك بها.
فلما تقارب من أبى طالب الموتُ نظر العباس إليه يحرَّك شفتَيهْ،فأصغى إليه بأذنِه ثم قال لرسول الله:يابن أخى،والله لقد قال أخى الكلمة التى أمرته أن يقولَها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لم أسمع.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 18, 2015 12:46 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

فى عكاظ


كان أهل مكة يشهدون عكاظ((سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية))وكان أبناءهم يخرجون معهم وكان سيدنا محمد يشهدها مع أهله،ويشهد مايجرى فيها،وكان يشهدها بعد ذلك فى سنين كثيرة،شهدها فى أحد الأعوام،وسمع قُسَّ بن((راهب نجران النضرانى))ساعِدة الإيادىّ يخطب فيها ويقول:
((أيها النَّاس اسمعوا وَعُوا،من عاش مات،ومن مات فات،وكا ماهو آت آت،ليلٌ داح وسماء ذاتُ أبراج،وبحارٌ تزخر،ونجوم تزهر،وضوء وظلام،وبرٌ وآثام،ومطعم ومشرب وملبس ومركب،مالى أرى النَّاس يذهبون ولايرجعون؟أَرَضُوا بالمقام فأقامُوا أَوْ ترِكوا فنامُوا،وإلــه قُسَّ بن ساعدة ماعلى وجه الأرض دينٌ أفضلُ من دينٍ قد أظلكم زمانهُ وأدرككم أوانه،فطُوبَى لم أدركه فاتَّبعه،وويل لمن خالفه)).
سمع الرسولُ لقُسًّ وهو يلقى هذه الخطبة،وأُعجِبَ به غاية الإعجاب،فلما بعثه الله نبياًّ وأكمل للمسلمين دينهم،وأذن لوفود العرب أن تجىء إلى النبى تعلن إليه إسلامها قدم عليه وفدُ إيادٍ يوماً،فقال لهم:مافعل قس بن ساعدة؟
قالوا:مات يارسول الله،قال:كأنى أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أَوْرَق وهو يتكلم بكلامٍ عليه حلاوة ما أَجِدُنِى أحفظه))قال رجل من القوم:أنا أحفظه يارسول الله،وتلا عليه الخطبة،فقال رسول الله:((يرحَمُ الله قُساًّ إنى لأرجو أن يُبْعثَ يومَ القيامة أُمَّةً وحَدْهُ)).
ومن قبل ذلك حضر محمد عكاظ وشهد فيها حرب الفِجار،وذلك حين عرض البرَّاض قيس الكنانى نفسه على النعمان بن المنذر ليقود قافلة النعمان من الحيرة إلى الشام فى حماية قبيلته كنانة،فآثر النعمان عليه عروة الرحال الهوزانى،ليتخطى إلى الحجاز عن طريق نجد فأَحْفَظ ذلك البرَّاض،فتبع عروة واغتاله،وأخذ قافلة ثم لقى بشر بن أبى خازم وقال له:((هذه القِلاَصُ لك،على أن تأتى حربَ بن أمية وعبدالله بن جدعان وهشاماً والوليد بن المغيرة فتخبرهم أَن البرَّاض قَتَل عُرْوة،فإنى أخاف أن يسبق الخبر إلى قيس،فيكتموه حتىَ تقِيْلُوا به رجلا من قومكَ عظيما))وأجابه بشر:وما يُؤْمِنُكَ أن تكون أنت ذلك القتيل؟.
قال البراض:إن هوزان لا ترضى أن تقتل بسيدها رجلاً خليعا طريدا من بنى ضمرة؟وكانت العرب إذا قدمت عكاظ دفعت أسلحتها إلى ابن جدعان اتقاءَ للحرب،حتى يفرغوا من أسواقهم،ومن حجَّهم،ثم يردها عليهم إذا ظعنوا،فلما أبلغ بشرٌ رسالته،قال حرب بن أمية لابن جدعان:((احتبِسْ قبلَكَ سلاحَ هوزان،وأجاب عبدالله:((أَبِالغدرِ تأمرنى ياحرب؟ والله لو أعلم أنه لايبقى منها سيفٌ إلا ضُرِبتُ به ولا رمح إلا طعنت به ما أَبْقيت منها شيئا،ولكن لكم مائةُ درعٍ ومائةُ رمح ومائةُ سيف فى مالى تستعينون بها))ثم نادى فى النَّاس:من كان له قبلى سلاحٌ فليأت،وليأخذه.
وأخذ الناس أسلحتَهم،وسار حرب وهشام وأمية وابن جدعان راجعين إلى مكة،انقاءَ القتال مع هوزان،فلما بلغ أبا برّاء أنّ البراضَ قَتل عُروة قال:خد عنى حرب وابن جدعان،وركب فيمن حضر عكاظ من هوزان،فأدركوهم بنخله،فاقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم،وجَنَّ عليها الليل،فكفوا ونادى منادى هوزان:يامعشر قريش،ميعاد ما بيننا هذه الليلة من العام المقبل لعكاظ.
وقدم البراض بالقافلة إلى مكة،فلما استدار العام ذهبت قريش وأشياعها إى عكاظ،وكان محمد من قريش،وقد اشتد القتل فيهم،فلما رأى ذلك بنو الحارث بن كنانة قاموا إلى قريش،وتركوا مكانهم،فانتصرت قريش،واستدار العام كرة أخرى اليوم الثالث من أيام الفجار بعكاظ،وفيه التقى القومُ واقْتَتَلوا،أمَّا اليومُ الرابع فكان بعكاظ،وفيه اقتتل القوم قتالا شديداً،انهزمت قيس كلها على أثره،وقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم الفجار بعد رسالته،فقال:((لقد حضرتُه مع عُمومتى،ورميتُ فيه بأسْهُم وماأُحب أَنَّى لم أكنْ فعلت)).
ولم ينقطع النبى عن الذهاب إلى عكاظ بعد بعثته،وقد ذهب إليها بعد أن ضاقت قريش به،فحصرته وأصحابه فى الشَّعْبِ من جبال مكة،فلما نقضت صحيفة المقاطعة والحصار،وعاد المسلمون يتصلون بالنَّاس فُجِع سيدنا محمدٌ بعد أشهرٍ من ذلك فى عمه أبى طالب،وفى زوجه خديجة،فازدادت قريش له إيذاء له،حتى كان من أيسر ذلك أن اعترضه سفيه منها فرمى على رأسه ترابا،هنالك خرج إلى الطائف يلتمس النُّضْرة من ثقيف،فلما ردته بشرَّ جواب ازدادت قريش له أَذىً،ولم يصرفه ذلك عن الدعوة إلى دين الله بل جعلَ يعرِض نفسهَ فى المواسم((وعكاظ))أهمُّها على قبائل العرب،يدعوهم إلى الحق وينبئهم أنه نبى مرسل،ويسألهم أن يصدَّقوه وكان عمُّه أبولهب عبد العزى بن عبدالمطلب يتبعه أينما ذهب،ويحرّض النَّاس ألا يسمعوا له،فهو لم يكن يقف فى هذه السوق خطيبا يدعوا الجموع ببلاغته،ليتبعوه بل كان يتصل بهذه القبيلة،وبتلك،يحدثهم ويحاول إقناعهم بالحجة والمنطق،ويجادلهم بالتى هى أحسن رجاء أن يهديهم إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 18, 2015 12:49 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

الإسراء


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،((بينا أنا نائم فى الحجر إذ جاءنى جبريل فهمزنى بقدمه.فجلست فلم أر شيئا،فعدت إلى مضجعى،فجاء فى الثانية فهمزنى بقدمه،فجلست فلم أر شيئا،فجاءنى الثالثة فهمزنى بقدمه فجلست فأخذ بعَضُدِى فقمت معه،فخرج بى إلى باب المسجد،فإذا دابة بيضاء بين البغل والحمار،فى فخذيه جناحان يدفع بهما رجليه،يضع يده فى منتهى طرفه))
وهذه الدابة هى البُراق،التى كانت تُحمَلُ عليها الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،ويقول عليه السلام،((فلما دنوتُ منه لأركبَه شَمِس((الشموس:الجموح))فلم يستقر،ولم يمكنى من الركوب،فوضع جبريل يده على مَعْرَفَتِه.ثم قال:((ألا تستحى يابراق مما تصنع؟فوالله ماركبك عبدٌلِله قبل محمدٍ أكرمَ على الله من هذا النَّبِى))فاستحيا البُراق ثمَّ قرَّ،حتى ركبه صلى الله عليه وسلم.
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومضى سيدنا جبريل معه،حتى انتهى به إلى بيت المقدس،فوجد فيه سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى فى نفر من الأنبياء،فأمَّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فصلى بهم،ثم أُتِىَ بإنائين فى أحدهما خمر،وفى الآخر لبن،فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم،إنا اللبن،فقال له جبريل:((هُدِيتَ للفِطْرةِ،وهَدَيْتَ أمتكَ يامحمد،وحرمتْ عليكم الخمرُ)).
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة وحدَّثَ زوجتهَ أمَّ هانىء بما حدث،ولما أصبح الصباح قام ليخرج،فأخذتْ أمُّ هانىء بطرف ردائه،وقالت له:يانبى الله،لاتُحدَّثْ بهذا النَّاس فيكذَّبوك،ويؤذوك،فقال صلى الله عليه وسلم:((والله لأُ حَدَّثَنّهم به))،ثم خرج فأمرتْ أمُّ هانىء جاريةً حبشية لها أن تَتْبعه عليه السلام،حتى تسمعَ مايقولُ النَّاس،وأخبر الرسول الناس بماحدث،فعجبَ النَّاس،وقالوا ماآيةُ ذلك يامحمد؟فإنا لم نسمع بمثل هذا قط،قال:آيةُ ذلك أنى مررت بعِر بنى فلان،وكذا وكذا فأنْفَرَهُمْ حِسُّ الدابة التى كنت أركبها،فندَّلهم((شرد))بَعِيرٌ،فدللتُهم عليه،وأنا موجَّه إلى الشام،ثم أقبلتُ حتى إذا كنتُ بِضَجَنَان((جبل بناحية تهامة بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا))مررت بعير بنى فلان فوجدتُ القوم نياماً،ولهم إناء فيه ماء قد غَطَّوْا عليه بشىء فكشفتُ غطاه،وشربت مافيه ثم غَطَّيت عليه كما كان،وآية ذلك أن غيرهم الآن يصوبُ من البيضاء((ينزل من على البيضاء وهى عقبة قرب مكة تهبطك إلى فخ)):ثنيو التنعيم((موضع بمكة فى الجبل))يَقدُمُها جمل أورق((لونه بين الغبره والسواد))،عليه غِرارتان،إحداهما سوداء،والأخرى فيها ألوان مختلفة،فابتدر القوم الثنية،فكان أول مالقيهم الجمل كما وصفَ لهم الرسولُ،وسألوا عن الإناء فاخْبِروا أن أصحابه وضعوه مملوءاً ماء ثم غطوه،وأنهم هبُّوا فوجدوه مغطى كما غطَّوْه،ولم يجدو فيه ماء وسألوا الآخرين،وهم بمكة،فقالوا:صدق والله لقد جرينا فى الوادى الذى ذكر ونَدَّلنا بعير فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه حتى أخذناه،وبالرغم من كل ذلك فإن أكثر النَّاس بمكة قالوا هذا.
والله أمر عجيب منكر،والله إن العير لتسير شهراً من مكة إلى الشام مدبرة وشهراً مقبله،أفيذهب ذلك محمد فى ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟!
وارتد كثير ممن أسلم،وذهب النَّاس إلى أبى بكر فقالوا له:هل لك ياأبوبكر فى صاحبك؟يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس،وصلَّى فيه،ورجع إلى مكة،فقال لهم أبوبكر:إنك تكذبون عليه،فقالوا:بلى هاهو ذاك فى المسجد،يحدث به الناس،فقال أبوبكر:والله لئن كان قاله لقد صدق،فما يُعْجِبُكم((يبعث فيكم العجب))من ذلك؟فوالله إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض فى ساعة من ليل أو نهار،فأُصَدَّقَهُ،فهذا أبعد مما تعجبون منه،ثم ذهب أبوبكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال:يانبى الله،أَحَدَّثْتَ هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟قال:نعم،قال:يانبى الله،فصفه لى فإنى قد جئته.
وهُنَا رفع الله بيت المقدس أمام رسول الله حتى نظر إليه،وجعل يَصِفهُ لأبى بكر،وقال أبوبكر:صدقت،أشهد أنك رسول الله،ولم يزل كذلك حتى انتهى الرسول من وصفه،وعندئذ قال الرسول لأبى بكر:وأنتت-ياأبابكر-الصديق.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 18, 2015 1:01 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

المعراج



قال صلى الله عليه وسلم:لمَّا فرغتُ مما كان ببيت المقدس أتى بالمعراج،ولم أر شيئا قط أحسن منه فأَصعْدَنى جبريل فيه حتى انتهى بى إلى باب من أبواب السماء،يقال له:باب الحَفَظَه،عليه ملك من الملائكة،يقال له إسماعيل،تحت يديه اثنا عشر ألف ملك،تحت يدى لكل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك،فلما دخلت أنا وجبريل قال الملك:من هذا ياجبريل؟فقال هذا محمد،فقال الملك:
أو قد بُعِثَ إليه؟قال جبريل: نعم.
ولم يصعد جبريل بالرسول إلى سماءٍ من السموات إلا قالوا له حين يستأذن فى دخولها-من هذا ياجبيرل؟
فيقول محمد،فيقولون:أو قد بعث أليه فيقول نعم،فيقولون حيَّاه الله من أخ وصاحب.
يقول الرسول:تلقتنى الملائكة حين دخلت السماء الدنيا فلم يلقنى ملك إلا ضاحكاً مستبشراً،يقول خيراً ويدعو به حتى لقينى ملك من الملائكة فقالوا مثل ماقالوا،ودعا بمثل مادعوا به إلا أنه لم يضحك،ولم أر منه من البِشْرِ مثل ما رأيت من غيره،فقلت لجبريل:ياجبريل،من هذا الملك الذى قال لى كما قالت الملائكة ولم يضحك إلىَّ،ولم أر منه من البشر مثل الذى رأيت منهم؟
قال جبريل:أماَ إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك،أو كان ضاحكاً إلى أحد بعدك لضحك إليك،ولكنه لايضحك،هذا مالك خازن النار.
فقال الرسول لجبريل:ألا تأمرهأن يرينى النار؟فقال جبريل:بلى،يامالك أرِ محمداً النار.
فكشف مالك عنها غطاءها ففارت،وارتفعت حتى ظننت لتأخذنَّ ماأرى،فقال الرسول:ياجبريل مُرهْ فليردها إلى مكانها،فأمر جبريل مالكاً أن يرد النا إلى مكانها،ففعل،ورجعت إلى مكانها حتى إذا دخلت ردَّ عليها غطاءها.
ثم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً جالساً فى السماء الدنيا تُعرض عليه أرواح بنى آدم،فيقول لبعضها-إذا عُرضت عليه-خيراً،ويُسَرُّ به ويقول:روح طيبة خرجتْ من جسدٍ طيب،ويقول لبعضها إذا عرضت عليه:أُفٍ،ويعبس بوجهه،ويقول:روح خبيثة خرجت من جسد خبيث،فقال الرسول لجبريل:من هذا؟
فقال جبريل:هذا أبوك آدم،تعرض عليه أرواح ذريته،فإذا مرّت به روح المؤمن سُرَّبها،وقال روح طيبة،خرجت من جسد طيب،وغذا مرت بروح الكافر أَنِفَ((نفر))منها،وكرهها وساءه ذلك،وقال:رُوح خبيثة خرجت من جسدٍ خبيث.
ثم رأى صلى صلى الله عليه وسلم فى السماء الدنيا رجالاً،لهم مشافر كمشافر الإبل،فى أيديهم قطع من النار،يقذفونها فى أفواههم،فتخرج من أدبارهم.
من هؤلاء ياجبريل؟فقال جبريل:هؤلاء أكلة أَموال اليتامى ظلما.
يقول صلى الله عليه وسلم:((ثم رأيتُ رجالاً لهم بطون لم أر مثلها قطّ،كالإبل العطاش،حين يعرضون على النار لايقدرون على أن يتحوَّلوا من مكانهم ذلك،فقلت:من هؤلاء ياجبريل؟قال:هؤلاء أَكَلَةُ الرَّبا.
ثم رأى-صلى الله عليه وسلم-رجالا،بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم مُنْتِن،يأكلون من الغث المنتن،ويتركون السمين الطيب،فقال لجبريل من هؤلاء؟
سيدنا جبريل:هؤلاء الذين يتركون ماأحلَّ الله لهم من النساء،ويذهبون إلى ماحرَّم الله عليهم منهن.
سيدنا محمد:أرأيتَ ياجبريل إلى هؤلاء النساء المعلقات بثديهن؟من هؤلاء ياجبريل؟
سيدنا جبريل:هؤلاء اللاتى أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم.
تمت هذه المشاهدات فى السماء الدنيا.يقول صلى الله عليه وسلم:ثم أصعدنى جبريلُ إلى السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة عيس بن مريم،ويحيى ابن زكريا ثم أصعدنى إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل،صورته كصورة القمر ليلة البدر.
سيدنا محمد:من هذا ياجبريل؟
سيدنا جبريل:هذا أخوك يوسف بن يعقوب.
يقول الرسول:ثم أصعدنى إلى السماء الرابعة فإذا فيها رجل
سيدنا محمد:من هذا الرجل؟
سيدنا جبريل:هذا إدريس.
سيدنا محمد:صدق الله حيث يقول عنه((وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا))
ثم أصعدنى إلى السماء الخامسة،فإذا فيها كهلٌ((جاوز سنّ الشَّباب ولم يصل سنّ الشيخوخة)) أبيضُ الرأس واللحية،عظيم اللحية ولم أرَ كهلا أجما منه.
سيدنا محمد:من هذا ياجبريل؟
سيدنا جبريل:هذا المحبب فى قومه هارون بن عمران.
ثم أصعدنى إلى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم((بلون الأرض))طويل أقنى(( الذي ارتفع أعلاه واحدودب وسطه)).
سيدنا محمد:من هذا ياجبريل؟
سيدنا جبريل:هذا أخوك موسى ابن عمران.
ثم أصعدنى إلى السماء السابعة فإذا فيها كهل جالس على كرسى إلى باب البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك،لايرجعون فيه إلى يوم القيامة.
سيدنا محمد:من هذا ياجبريل؟
سيدنا جبريل:هذا أبوك إبراهيم.
يقول صلى الله عليه وسلم:ثم دخل بى جبريل إلى الجنة فرأيت فيها جارية ذات شِفاهٍ حمراء تميل إلى السواد فأعجبتنى،فسألتها لمن أنت؟
الجارية:لزيد بن حارثة.
سيدنا محمد:لأُبَشّرَنَّ بها زيداً أن أَرْجِع،وبشَّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مارجع من المعراج،وفى السماء السابعة قابل سيدنا محمد ربه حيث أوصله سيدنا جبريل إليه،ففُرِضت على المسلمين خمسون صلاةً،فى كل يوم،يقول صلى الله عليه وسلم:ثم أقبَلتُ راجعاً فلما مررت بموسى بن عمران-نعم الصاحب كان لكم-سألنى:
سيدنا موسى:كم فُرِض عليك من الصلاة؟
سيدنا محمد:خمسون صلاة كل يوم.
إن الصلاة ثقيلةٌ،وإنَّ أمتَك ضعيفة فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك.
يقول صلى الله عليه وسلم:فرجعت فسألتُ ربى أن يخفَّفَ عنى وعن أمتى،فوضع عنى عشراً ثم انصرفت،فمررت على موسى،فقال لى مثل مقالته السابقة،فرجعتُ فسألتُ ربى أن يخفف عنى،وعن أمتى،فوضع عنى عشراً،ثم انصرفت،فمررت على موسى،فقال لى مثل ماقاله من قبل،فرجعت فسألت ربى فوضع عنى عشراً ثم لم يزل يقول لى ذلك كلما رجعت إليه،فأرْجِع فأسأل ربى التخفيف،حتى انتهيت إى أن وضع ذلك عنى إلا خمس صلوات فى كل يوم وليلة،ثم رجعت إلى موسى فقال لى مثل ماقاله من قبل،فقلت:قد راجعت ربى وسألتُه حتى اسْتَحْيَيْتُ منه،فما أنا بفاعل.
وعاد صلى الله عليه وسلم من رحلة السماء ليتم رسالته على ظهر الأرض وليقول للمسلمين عن الصلاة:
((من أدَّاهن إيماناً بهن، واحتساباً لهن كان له أجرُ خمسين صلاة مكتوبة)).

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 18, 2015 2:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

فى ليلة المعراج


سار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جبريل ليلة الإسراء،حتى أتى بيت المقدس،فنزل فربط فرسَه إلى صخرةٍ،فصلَّى مع الملائكة،فلما قُضِيَتْ الصلاةُ قالوا:ياجبريلُ،من هذا معك؟قال:هذا محمد رسول الله صلى خاتم النبيين،قالوا:أو أُرْسِلَ إليه؟قال:نعم،قالوا:حيَّاهُ اللهُ من أخ وخليفة،فَنِعْم الأَخُ ونِعْمَ الخليفةُ،ثمَّ لقوا أرواحَ الأنبياء فأَثْنَوا على ربهم،وأثنى رسولُ الله على ربه،فقال:الحمدلله الذى أرسلنى رحمةً للعالمين وكافَّة للناس بشيراً ونذيراً وأنزل على الفرقانَ،فيه تبيان كل شىء،وجعل أمتى خير أمة،وجعل أمتى أمة وَسَطاً وجعل أمتى هم الأولون وهم الآخرون،وشرح لى صدرى ووضع عنى وِزْرى،ورفع لى ذِكرى وجعلنى فاتحا وخاتماً)).
ثم عرج بى إلى السماء الدنيا،ومن سماء إلى سماء وانتهى إلى سِدرة المنتهى،يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسِن،وأنهارٌ من لبن لم يتغير طعمه،وأنهار من خمر لذةٍ للشاربين،وأنهار من عسل مصفى،وهى شجرة يسير الراكب فى ظلها سبعين عاماً،وإن ورقة منها مظلَّة الخلق.
وهنالك قال الحمد لمحمد:سَلْ.فقال صلى الله عليه وسلم:إنك اتخذتَ إبراهيم خليلاً،وأعطيتَه ملكاً عظيما،وكلمت موسى تكليما،وأعطيتَ داود ملكاً عظيما،وأَلَنْتَ له الحديد،وسخَّرت له الجبال،وأعطيتَ سليمان ملكاً عظيما وسخَّرت له الجن والإنس والشياطين والرياح،وأعطيته ملكاً لاينبغى لأحد من بعده،وعلَّمت عيسلى التوراة والأنجيلَ،وجعلته يُبْرىءُ الأَكْمَهَ والأَبْرص،وأَعَذْتهُ وأمهَّ من الشيطان الرجيم،فلم يكن له عليهما سبيل.
فقال له ربهَّ تعالى:قد اتخذتُك خليلا وحبيبا فهو مكتوب فى التوراة:محمدٌ حبيبُ الرحمن.وأرسلتُك إلى الناسِ كافَّةً،وجعلتُ أمتَك هم الأولون وهم الآخرون،وجعلت أمتك لاتجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدى ورسولى،وجعلتك أولَ النبيين خلقاً،وآخرهم بعثاً،وأعطيتُك سبعاً من المثانى،ولم أعطيها نبيا من قبلك،وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنزٍ تحت عرشى،لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 65 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط