القصص النبوى

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:14 pm

الرضاع
خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها رضيع فى نسوة من بنى سعد ابن بكر تلتمس الرضعاء خرجن فى عام جدب ومَحْل وكان حليمة بنت أبى ذؤيب تركب على ناقتها ويركب زوجها على ناقة أخرى مسنة ما تُدِرَّ بشىء من اللبن وكان الصبى الرضيع دائما البكاء من الجوع وليس فى ثديى أمه ما يغنيه.
خرج هذا الركب قاصداً مكة يلتمس الرضعاء،وكانت حليمة تسير فى مؤخرة الرك هى وزوجها بسبب ضعف ناقتيهما وكثيراً ماتوقف الركب لتلحق حليمة وزوجها به حتة شق ذلك على كوكبة المسافرين.
وأخيراً وصل الركب إلى مكة وعرض الرضعاء على المراضع وحرصت كل مرضع على أن تختار الرضيع الثرى،وعُرض رسول الله على جميع المرضعات فرفضن أخذه لأنه يتيم،ومابقيت أمرأة إلا وقد اخذت ضيعاً غير حليمة ولما عزم الركب على العودة قالت حليمة لزوجها:والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعاً والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه فقال لهازوجها:لاعليك أن تفعلى،عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
فذهبت حليمة إلى سيدنا محمد وأخذته وما حملها على أخذه إلا أنها لم تجد غير فلما أخذته رجعت إلى رجلها فلما وضعته فى حجرها أقبل على ثدياها بماشاء من لبن فشرب صلى الله عليه وسلم حتى روى وشرب معه أخوه حت روى ثم ناما،وماكانوا ينامون من قبل ثم قام زوج حليمة إلى ناقتهما المسنة فإذا ضرعها حافل فحلب منها لبنا كثيراً شرب منه وشربت حليمة معه حتى رويا وشبعا وباتا ليلتهما بخير فلما أصبحوا قال لها زوجها:تعلمى والله ياحليمة لقد أخذت نسمة مباركة،فقالت حليمة:والله إنى لأرجو ذلك ثم سارا وقد ركبت حليمة ناقتها وحملت رسول الله معها فسبقت الركب ولم يلحق بها أحد حتى قال لها صواحبها:يا ابنة أبى ذؤيب ويحك انتظرى حتى نلحق بك أليست هذه ناقتك التى كنت خرجت عليها؟
حليمة:بلى والله إنها لهى هى.
فقلن:والله إن لها لشأنا
ثم وصل الركب إلى ديار بنى سعد حيث يستقر بهم المقام وكانوا بأرض مجدبة وكانت غنم حليمة تذهب فى الصباح ترعى ثم تعود إليها آخر النهار شباعاً لُبنَّاً فتحلب وتشرب هى وزوجها على حين لايجد إنسان فى سائر القبيلة قطرة لبن حتى كان أهل القرية يقولون لرعيانهم:ويلكم!اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبى ذؤيب فتروح أغنامهم جياعاً ماتجود بقطرة لبن ولم تزل حليمة على هذا الخير والزيادة حتى مضت سنتان، وفطم رسول الله،وكان يشب شبابا لايشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً قوياً ثم أخذته صلى الله عليه وسلم حليمة وذهبت به إلى مكة حيث تقابل أمه آمنة وقد كانت حليمة حريصة على أن يمكث معها،لما كانت ترى من بركته فكلمت أمه آمنة فى أن يظل صلى الله عليه وسلم مع مرضعته ولم تزل تلحّ فى طلبها حتى أجباتها إلى طلبها السيدة آمنة أمُّ رسول الله وعاد صلى الله عليه وسلم مع حليمة السعدية إلى ديار بنى سعد.

msobieh · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:16 pm

قل : آمين

اللهم حقق وبارك وعظم في دعاء الأحباب

وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا

molhma · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:18 pm

msobieh كتب:

قل : آمين

اللهم حقق وبارك وعظم في دعاء الأحباب

وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا

اللهم آمين اللهم آمين
وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا

الآمنة · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:24 pm

msobieh كتب:

قل : آمين

اللهم حقق وبارك وعظم في دعاء الأحباب

وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا

الأخ الفاضل محمدنور ..... موضوع رائع نتابعه بالفرحة .....

فرح الله فلبك أخى الكريم بكل ماتتمنى وزيادة ......

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:29 pm

آمين آمين آمين
اللهم حقق وبارك وعظم فى دعاء الأحباب.
عذراً سيدى الشريف د/محمود.
رددتها كثيراً وسهوت فى كتابتها
السماح ياأهل السماح.
وصلِ اللهم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً
والحمد لله رب العالمين.

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:41 pm

الفاضلة آمنة:أفاض الله عليك بالفرحة والبهجة والسرور.
وعلى جميع الأحباب الكرام أجمعين.
وشكراً على مروركم الكريم.
وجزاك الله خيراً.

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:46 pm

شق البطن
وفى ديار بنى سعد خرج صلى الله عليه وسلم مع أخيه الرضاع يرعيان الغنم خلف بيوت بنى سعد وإنهما لكذلك إذ أقبل رجلان عليهما ثياب بيض فأخذا النبى صلى الله عليه وسلم وأضجعاه فشقا بطنه فلما رأى أخوه ذلك ذهب إلى أمه وأبيه وأخبرهما فخرجا إليه فوجداه صلى الله عليه وسلم قائماً متغيراً وجهه فأخذاه وقالا له:مالك يابنى!
فقال صلى الله عليه وسلم:بينا أنا مع أخى خلف بيوتنا نرعى الغنم إذ أتانى رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا ثم أخذانى فشقا بطنى واستخراجا قلبى فشقاه فستخرجا منه علقة سوداء فطرحها ثم غسلا قلبى وبطنى بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه:زنه بعشرة من أمته فوزننى بهم فوزنتهم ثم قال:زنه بمائة من أمته فوزننى بهم فوزنتهم ثم قال:زنه بألف من أمته فوزننى بهم فوزنتهم فقال:دعه فوالله لو وزنته بأمته لوزنها ثم ضمونى إلى صدرهم وقبلوا رأسى ومابين عينى ثم قالوا:ياحبيب،لاتُرَعْ،إنك لو تدرى مايراد بك من الخيرات لقرت عينك.
ولما علم زوج حليمة بذلك قال لها ياحليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به،فاحتملاه فقد مابه على أمه فلما رأتهما قالت:ماأقدمك به ياحليمة وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟
حليمة:قضيت الذى علىَّ وتخوَّفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين.
آمنة:ماهذا شأنك فأصدقينى خبرك.
فأخبرتها حليمة بما حدث فقالت آمنة أفتخوَّفت عليه الشيطان؟
حليمة:نعم
آمنة:كلا والله ماللشيطان عليه من سبيل وإن لابنى هذا لشأنا أفلا أخبرك خبره؟
حليمة:بلى
آمنة:رأيت حين حملت به أنه خرج منى نور أضاء لى قصور بصرى من أرض الشام ثم حملت به فوالله مارأيت حمل قط كان أخفَّ على ولاأيسر منه،ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض ورافع رأسه إلى السماء.دعيه عنك وانطلقى راشدة،فتركته حليمة وانطلقت إلى ديار بنى سعد.

المهاجرة · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:48 pm

molhma كتب:

msobieh كتب:

الفاضل محمد نور

الله يجبر بخاطرك يا رب ويبلغك مناك

أنار الله طريقك وشتت بك ظلمات وشبهات وقواطع وعوائق

اللهم آمين

اللهم آمين اللهم آمين

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:50 pm

بحيرى الراهب
خرج أبو طالب فى ركب تاجراً إلى الشام،فلما تهيأ الركبُ للرحيل،وأجمع على المسير تعلق به رسول الله فرق له أبوطالب وقال:والله لأخرجن به معى،ولايفارقنى ولاأفارقه أبداً فخرج رسول الله مع عمه أبى طالب ونزل الركب مدينة حوران من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرى فى صومعة له وقد نزلوا قريبا من الصومعة فى ظل شجرة.
وقد نظر بحيرى إلى الركب حين أقبلوا وفيهم رسول الله وغمامة تظله من بين القوم فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة وتدلت أغصان الشجرة على رسول الله حتى استظل تحتها،فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته ثم أرسل إليهم فقال:إنى صنعت لكم طعاماً يامعشر قريش فأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم فقال له رجل من قريش:والله يابحيرى إن لك شأنا اليوم فما كنت تصنع هذا بنا وقد كنَّا نمرُّ بك كثيراً فما شأنك اليوم؟
بحيرى:صدقت،قد كان ماتقول ولكنكم ضيف وقد أحببتُ أن أكرمكم وأصنع لكم طعاماً فتأكلوا منه كلكم،فتجمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه وجلس تحت الشجرة فى رحال القوم فلما نظر بحيرى فى القوم لم ير بينهم رسول الله فقال:يامعشر قريش لايتخلفن أحد منكم عن طعامى،فقالوا له:يابحيرى ماتخلف عنك أحد أن يأتيك إلا غلام هو أحدث القوم سنا وقد تخلف فى رحالهم.
بحيرى:لاتفعلوا،ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم،فقال رجل من قريش كان مع القوم:واللات والعزى إن كاللؤم بنا أن يتخلف ابن عبدالله بن عبدالمطلب عن طعام من بيننا،ثم قام غلى رسول الله وأحضره فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظاً شديداً وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرى فقال له:ياغلام أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتنى عما اسألك عنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:لاتسألنى باللات والعزى فوالله ماأبغضت شيئا قط بغضهما فقال له بحيرى:فبالله إلا ما أخبرتنى عما أسألك عنه؟فقال صلى الله عليه وسلم سلنى عما بدالك ،فجعل يسأل ورسول الله يخبره ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه-وكان كالتفاحة عند غضروف كتفه اليسرى-فلما فرغ بحيرى من ذلك أقبل على عمه أبى طالب فقال له:ماهذا الغلام منك؟
أبوطالب:ابنى
بحيرى:ماهو بابنك وماينبغى لهذا الغلام أن يكون أبوه حياًّ.
أبوطالب:فإنه ابن اخى.
بحيرى:فما فعل أبوه؟
أبوطالب:مات وأمه حبلى به.
بحيرى:صدقت فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ماعرفت ليبغنُهَّ شرَّاً فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع أبوطالب به إلى بلاده حين فرغ من تجارته بالشام.

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:53 pm

الزواج السعيد
خديجة بنت خويلد أمرأة تاجر ذات شرف ومال وكانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها فى مالها فى مقابل أجر تدفعه لهم كما كان النَاس يتوافدون عليها لتُقْرِضَهم الأموال فلما بلغ خديجة عن رسول الله مابلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج فى مال لها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ماكانت تعطى غيره من التجَّار فقبل رسول الله هذا العرض وخرج فى مالها ومعه غلام لخديجة يسمى((ميسرة))وسارا حتى قدما إلى الشام فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظل شجرة قريبا من صومعة الراهب((نسطور))فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له:من هذا الرجل الذى نزل تحت هذه الشجرة؟فقال له ميسرة:هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب:مانزل تحت هذه الشجرة إلا نبى.
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التى خرج بها واشترى ماأراد أن يشترى ثم أقبل عائداً إلى مكة ومعه ميسرة وفى الطريق كان الحر يشتد أحيانا فيرى ميسرة ملكين يظلان سيدنا محمد من الشمس وهو يسير على بعيره فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ماجاء به فربح ربحاً كثيراً،وحدَّثها ميسرة عن قول الراهب(نسطور)وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه.وكانت خديجة أمرأة حازمة شريفة لبيبة فرغبت فى الزواج من رسول الله ولكنها بعثت إليه نفيسة بنت منية تستطلع رأيه فى هذا الموضوع لتعلم أيرضى أم لا؟
وتذهب نفيسة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه رغبة خديجة فى الزواج منه فيعدها رسول الله خيراً فتعود إلى خديجة تخبرها الخبر فترسل خديجة فى طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثه مشافهة برغبتها.
خديجة:يابن عمَّ،إنى قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك فى قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك.
أرأيت إلى خديجة أشرف نسائ قريش نسبا وأكثرهن مالا تعرض نفسها على رسول الله وكل قومها كان حريصاً على الزواج منها لو يقدر عليه ولكن رسول الله يعدها خيراً ويرجىء الأمر ريثما يأخذ رأى أعمامه،ثم ينصرف من مجلس خديجة ليعرض الأمر على أعمامه فيوافقوا على ذلك ويخرج مع رسول الله إلى أهل خديجة عمَّاه حمزة بن عبدالمطلب وأبوطالب فيطلبان يد خديجة من أهلها ويتم زواج رسول الله من خديجة وكانت أول أمرأة تزوجها ولم يتزوَّج عليها غيرها حتى ماتت.

mohamed nour · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 10:57 pm

حكم الأمين
اجتمعت قريش لبنيان الكعبة وكان ذلك قبل الإسلام بخمس سنين وقد بلغ رسول الله من العمر خمساً وثلاثين عماً،وكانت قريش إنما تريد بناء الكعبة بناء يناسب عظمتها فى نفوسهم.
وكان البحر قد رمى بسفينة غلى جدَّة فتحطمت فاخذوا خشبها فأعدوه وكان بمكة رجل قطبى نجّار وهو الذى أعدَّ الخشب لتسقيف الكعبة.
ولكن قريشا كانت تهاب هدم الكعبة لأنها بناء أبيهم إبراهيم ولأنه كانت فى بئر الكعبة حيةَّ تخرج كل يوم تتعرض للشمس على جدار الكعبة وكان لايدنو من الحية أحد إلا رفعت رأسها وصوتت وفتحت فاها فيهاب الناس الأقتراب منها،فبينا هى ذات يوم تتعرض للشمس على جدار الكعبة كما كانت تصنع بعث الله إليها طائراً فاختطفها فذهب بها فقالت قريش:إنا لنرجو أن يكون الله قد رضى ماأردنا:عندنا عامل رفيق وعندنا خشب وقد كفانا الله الحية.
فلما أجمعوا أمرهم فى هدمها وبنائها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ(خال أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم)فتناول من الكعبة حجراً فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال:يامعشر قريش لاتدخلوا فى بنائها من كسبكم إلا طيبا.لايدخل فيها إلا مَهْر بغىّ ولابيع ربا ولا مظلمة احد من النَّاس.
أجمعت قريش أمرها على هدم الكعبة وإعادة بنائها من جديد ولن أى رجل من العرب يبدأ بالهدم؟لقد هاب النَّاس الإقدام على الهدم وخافوا منه،فقال الوليد بن المغيرة:أنا أبدؤكم فى هدمها فأخذ المعلول ثم قام عليها وهو يقول:اللهم إنا لانريد إلا الخير ثم هدم من ناحية الركنين فتربص النَّاس تلك الليلة وقالوا:ننظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت وإن لم يصبه شىء فقد رضى الله صنعنا فهدمنا،فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله فهدم وهدم النَّاس معه حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس:أساس إبراهيم عليه السلام أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنمة(الأسنمة جمع سنام وهو أعلى الظهر أى أن الحجارة دخل بعضها فى بعض كما تدخل عظام السنام)آخذ بعضها بعضا فأقبل رجل من قريش ممن كان يهدم وأدخل عتلتة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما فلما تحرّك الحجر اهتزت مكة بأسرهافابتعد الناس عن هدم ذلك الأساس.
ثم إن قريشاً وجدوا فى الركن كتاباً بالسريانية فلم يدروا ما هو؟حتى قرأه لهم رجل من يهود فإذا هو:((أنا الله ذو مكة خلقتها يوم خلق السموات والأرض،وصوَّرت الشمس والقمر وحففتهما بسبعة أملاك حنفاء لاتزول حتى يزول أخشباها(جبلان بمكة)مبارك لأهلها فى الماء واللبن))وانتهت عملية الهدم وجمعت قريش الحجارة لبناء الكعبة:كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الحجر الأسود فاختصموا فيه كل فبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوروا وتحالفوا وأعدوا للقتال عدته فقربت بنو عبد الدار حفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدى ابن كعب بن لؤى على الموت وأدخلوا أيديهم فى ذلك الدم فى تلك الجفنة فسموا(لعقة الدم)فمكثت قريش على ذلك أربع ليال ثم إنهم اجتمعوا فى المسجد وتشاوروا فقام فيهم أبو أمية بن المغيرة وقال:
تعلمون يامعشر قريش أنى أكبر قريش كلها سنا وإنى لكم ناصح أمين،يامعشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أولَ من يدخل باب هذا المسجديقضى بينكم فيه،ففعلوا،فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا:هذا الأمين رضينا هذا محمد فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال صلى الله عليه وسلم:((هلمَّ إلىَّ ثوباَّ فأنى به فأخذ الحجر الأسود))فوضعه فيه بيده ثم قال:((لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا))ففعلوا حتى بلغوا به موضعه فوضعه صلى الله عليه وسلم بيده ثم بنى عليه.

الآمنة · **مرسل:** الأحد نوفمبر 22, 2015 11:00 pm

تسجيل حضورومتابعة واهتمام بالغ بارك الله فى أخى الفاضل وأعطاه مناه .......

mohamed nour · **مرسل:** الجمعة نوفمبر 27, 2015 4:30 pm

حــرَاء
وأى إنسان يجهل جبل النور؟إنه الغار الذى اتخذه سيدنا محمد مقراً والذى جاء إليه سيدنا جبريل أثناء مقامه به يلقى عليه أول ماجاء من القرآن: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5). هذا الغار منزل الرسالة وهو مهبط النور وهو مقام الرسول قبل البعث يلتمس الحقيقة حتى أوحاها الله إليه،وسيبقى كذلك علَماً على الوحى وعلى الرسالة حتى يوم الدين،والحق أن الحادث الفذ الذى جعله القدر نصيب هذا الجبل_حادث نزول الملك على سيدنا محمد بأول الوحى وهو يتحنث بالغار فوقه_جدير بأن يجعل منه علماً فى تاريخ الإنسانية يتعلق به ذهن كل إنسان ويتوجه إليه قلبه أكثر من كل موضع سواه ويزيد الذهن تعلقا به والقلب توجها إليه أن هذا الحادث لم يكن حادثاً عارضاً من خوارق أعمال القدر لم يمهَّد القدر له بل كان نتيجة لتمهيد طويل خلال سنوات عدة أدبَّ محمداً ربُّه أثناءها وطهرَّ نفسه وأعدّه لتلقى رسالته وإبلاغها للناس على هذا الجبل حراء كانت خاتمة التمهيد والتهذيب والإعداد قبل الرسالة.
إذاً لقد شهد حراء هذه الرياضة الروحية العظيمة منذ هدى الله محمداً إلى الحق حتى أضاء أمامه سبيل هذا الحق بنور الرؤيا الصادقة وإلى أن أوحى إليه بالنبوة ليكون من بعد بشيراًللناس ونذيراً.وليس ثمة موضع نعرفه فى العالم شهد هذا الكلام كله،فلاجرم_وذلك شأنه_أن يتعلق به الذهن وأن يتوجه له القلب وأن تشد إليه المشاعر.
انظر هاهو ذا سيدنا محمد يسير منفرداً حاملاً زادا قليلاً،يخترق طرق مكة من جنوبها الشرقى حيث كانت دار خديجة إلى شمالها الشرقى حيث يقوم هذا الجبل وهاهو ذا على سفح حراء يصعد إليه وسيما التفكير مرتسمة على قسمات محياه،وليس فيما حوله من أسباب الحياة يرفه عن تفكيره أو ينبهه إلى جديد فى الحياة ويستمر فى تصعيده وزاده معه حتى يبلغ قمة الجبل،هناك يجد ماء المطر القليل قد اختزنته بعض أخاديد شعابه ويجلس على مقربة من هذا الماء،ومن غار قريب منه هو مأواه أثناء نومه ويجيل بصره فيما حوله من خلق الله ثم يرجع البصر ويغمض عينيه الواسعتين الجميلتين إغماضة تأمل وادكار لكل ماسمع ومارأى فإذا جنَّ الليل وتألقت النجوم وانتثرت فى قبة السماء أجال بصره فيها وفكَّر فى أمرها وفى خلقها وفى خلق هذا العالم العظيم كله وقضى أشطر الليل متأملا يقلب فى صحف ذهنه كل مايقول قومه فى العالم وفى خلقه وفى الآلهة والملائكة وفى هذه الأصنام التى يعبدون وينسيه التفكير نفسه وينسيه طعامه ونومه وينسيه الوقت ومرَّه،ويَذَره متعلقا بما ينشد من حقيقة العالم والوجود والكون ويستريح فى الغار سويعات لايلبث حين يقظته بعدها أن يعود إلى تفكيره وإلى تأمله نشدانه حقيقة العالم والوجود.
لقد كان إلى أن مال به حبه العزلة إلى التحنث والانقطاع عن النَّاس محبوباً من قومه مقدَّراً بينهم لوفائه وصدقه وأمانته،وقد كان مضرب المثل بينهم لبره أبناءه وحبه زوجه وعطفه على الضعيف المحروم وكان يشارك قريشا فى أحاديثهم وسمرهم يجلس وإياهم فى دار الندوة إلى جوارالكعبة وينصت إليهم وهم يتحدثون فى تجارتهم وفى مصالحهم ويشير عليهم برأيه ويستمع إلى حديثهم ويراهم إذا اختلفوا فى أمر ذهبوا إلى(هبل)فضربوا عنده بالقداح ليشير عليهم الصنم بما يجب أن يصنعوه،وكان يرى منهم قوماً عرفوا بالحكمة وحسن الرأى ينظرون إلى(هبل)وإلى من دونه من الأصنام التى يعبدها بنو وطنهم نظرة ريبة فى ربوبيتها وفى صحة عبادتها،وكان يسمع الخطباء من هؤلاء الحكماء ينادون فى الأسواق التى تنعقد حول مكة إبان الحج بأن لله دينا غير هذا الدين الذى عليه قومه،ويرى قوماً من أهل الكتاب يعيبون العرب لوثنيتهم ويبشرون بالنصرانية،يريدون بالعرب أن يهتدوا بهداها وكان قومه يسمعون لما يسمع ويتناقلون أخبار الرهبان الذين يلقونهم أثناء رحلتهم إلى الشام فى تجارة الصيف فلايثنيهم ذلك عن التعلق بما ألفوا من تجارة الحياة ولايعدل بهم عن دينهم وعن عبادتهم أوثانهم ولاينصرف بتفكيرهم إلى شىء غير الدفاع عماَّ لمكة من مكانة دينية قائمة يومئذ على الوثنية وعما تيسره المكانة لها من مزيد فى الرخاء وسعة فى التجارة.
أماَّ هو فقد انصرف منذ عهده الأول عن الأوثان وعن عبادتها وتاقت نفسه إلى معرفة الحق فتعلق به ودأب على البحث عنه والتفكير فيه وشغله هذا الدأب عن تجارة خديجة فلم يخرج فيها إلى الشام كما فعل قبل أن يتزوجها بل كفاه منها أن أغناه الله بها وانصرف يلتمس هذا الحق الذى شغلت نفسه بالبحث عنه والتفكير فيه يريد أن يراه واضحاً صريحا لا لبس فيه ولا غموض.
اعتزل الناس وأمعن فى الانقطاع عنهم ووجد فى حراء خير مرصد روحى يمتحن به أسباب الحقيقة التى تتجلى أمام بصيرته فى أناة ودقة.فإذا جاء شهر رمضان من كل عام صعد إليه واستعان بالصوم والذهن زاهد فى متاع الدنيا على استجلاء الحقيقة فى كل ماتقع عليه عينه أو يتعلق به حسه وفيما يتوسمه من حياة وراء مايقع عليه الحس أو تدركه العين وكذلك ظلَّ حتى أماطت له الحقيقة عن لثامها وتبدت أمامه فى كل صفائها وتجرُّدها وصار يراها فى يقظته كأنها وضح الصبح،بهذا كله أدبَّه ربه فلما تمَّ لنفسه صفاؤها أنزل الله عليه الوحى فارتاع له وخافه ثم أمره أن ينذر النَّاس وأن يدعوهم إلى الحق الذى اهتدى إليه فصدع بأمر ربه ودعا النَّاس إلى الهدى.

mohamed nour · **مرسل:** الجمعة نوفمبر 27, 2015 4:34 pm

مولد النور
أول مابدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحى الرؤيا الصالحة فى النوم فكان لايرى رؤيا إلا تحققت فى الواقع وجاءت مثل فلق الصبح.ثم حببت إليه الخلوة والانفراد فاختار جبل حراء بمكة وفى ثقب من هذا الجبل انفرد عن الناس وجلس يتعبد ويتحنث مفكراً فى خلق السموات والأرض،واستمر تعبده ليالى وأياماً كثيرات،وكان تجرَّداً كلياً لله فكان يأخذ معه فى خلوته كل مايحتاج من طعام وشراب يكفيه مدة تعبده ولم يزل على ذلك حتى جاءه الحق،جاءه سيدنا جبريل الأمين بالوحى.
سيدنا جبريل لسيدنا محمد:أقرأ
سيدنا محمد:ماأنا بقارىء ولا أعرف القراءة
وهنا يضم سيدنا جبريل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ضماً شديداً،ثم أرسله وقال له:اقرا،فرد عليه النبى :لست قارئا لاأعرف القراءة فضمة سيدنا جبريل مرة ثانية حتى بلغ الجهد برسول الله مبلغه ثم تركه وقال:اقرأ مستعينا بربك فإذا ذكرت اسمه أعنانك((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3).))وقعت أحداث هذه القصة للرسول فى غار حراء وكانت مفاجأة لم يألف أحداثها من قبل فاضطرب قلبه وعاد خائفاإلى زوجه السيدة خديجة رضى الله عنها.
سيدنا محمد:إن بى رعدة،لفونى فى ثيابى لتذهب رعدتى((زملونى زملونى))فأحضرت السيدة خديجة الثياب ولفّضت رسول الله فيه وجعلت تطمئنه وتغمره بحنانها وعطفها لتذهب عنه مانزل به من فزع وخوف.
سيدنا محمد:لقد خشيت على نفسى ياخديجة
السيدة خديجة:لاتقل مثل أيها الزوج العزيز إن من كان على مثل خلقك لايخاف،والله مايخزيك الله أبداً.إنك لتصل الرحم وتحسن إلى أقاربك وتحمل الكل فتنفق على من لايستطيع الكسب وتكسب المعدوم فتعطى غيرك مالايجدونه،وتقرى الضيف فتكرمه بالأسكان والطعام والشراب وتعين على نوائب الحق فتساعد فى الشدائد والمصائب.ومع هذا تعال معى نذهب إلى ابن عمى ورقة بن نوفل فهو رجل متدين يعرف من أخبار الأديان السابقة الكثير وهو رجل مجرّب،هلمَّ بنا إليه نستشيره فى أمرك لتطمئن،وانطلق رسول الله مع زوجه السيدة خديجة إلى بن عمها ورقة بن نوفل فلما وصلا إليه قالت له السيدة خديجة:يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
ورقة لرسول الله:ياابن أخى ماذا ترى؟
فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بما رأى.
ورقة:أنت نبى هذه الأمة والذى جاءك فى الغار رسول من عند الله،هو سيدنا جبريل كاتم أسرار السماء.لاتجزع فمثل هذا حدث من قبلك،حدث لسيدنا موسى عليه السلام،ليتنى أعود إلى شبابى وأظل شاباً لأعينك على أمر النبوة ودعوة الناس إلى الحق:ياابن أخى هذا النَّاموس الذى نزله الله على سيدنا موسى ليتنى فيها جَذَعاً ليتنى أكون حيَّا إذ يخرجك قومك،وعجب رسول الله من كلام ورقة حين أخبره أن قريشاً ستخرجه من مكة وقال الورقة:أو مخرجىَّ هم؟
ورقة:نعم لم يأت رجل قط بمثل ماجئت به إلا عودى وإن يدركنى يومك فأشهد دعوتك الناس إلى الحق أنصرك نصراً مؤزاراً.
ولما أتم ورقة كلامه انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وزوجه السيدة خديجة عائدين إلى منزلهما ولم يمهل القدر ورقة بن نوفل حتى يشهد دعوة النبى فلم يلبث أن توفى.
وانقطع الوحى فترة عن النبى صلى الله عليه وسلم وذات يوم وبينما كان صلى الله عليه وسلم يمشى سمع صوتا فرفع بصره إلى السماء.
وتتابعت خواطره:مَن؟ماذا أرى؟أليس هذا هو جبريل الذى جاءنى بالغار؟بلى وإنه لكذلك ماباله يجلس على كرسى معلق فى الهواء بين السماء والأرض؟وفزع رسول الله من هذا المنظر،ورجع مسرعاً إلى زوجه الحنون،ورجع خائفا يرجف قلبه وقال لها:((زمَّلونى زمًّلونى))غطونى،فأنزل الله عليه قوله تعالى:(( يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5).))ثم تتابع نزول الوحى بعد ذلك.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ.

mohamed nour · **مرسل:** الجمعة نوفمبر 27, 2015 4:37 pm

أول طفل أسلم
أصابت قريشا أزمة شديدة وكان أبوطالب ذا عيال كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبَّاس عمّه وكان منأيسر بنى هاشم:
ياعبَّاس:((إن أخاك أباطالب كثير العيال وقد أصاب الناس ماترى من هذه الأزمة فانطلقْ بنا إليه فلنخفف عنه من عياله:آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكلهما عنه))فقال العباس:نعم.
فانطلقا حتى أتيا أباطالب فقالا له:إنّضا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ماهم فيه فقال لهما أبوطالب إذا تركتما لى عَقِليلا فاصنعا ماشئتما،فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّا فضمه إليه وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه فلم يزل علىٌّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيا وكان حينئذ ابن عشر سنين فاتبع الرسول وآمن به وصدّقه.
وكان الرسول إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة،وخرج معه علىُّ بن أبى طالب مستخفيا من أبيه أبى طالب وم جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها،فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ماشاء الله أن يمكثا ثم إن أباطالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:أى عم،هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم بعثنى الله به رسولاً إلى العباد وأنت أى عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابنى إليه وأعاننى عليه فقال أبوطالب:أى ابن أخى إنى لاأستطيع أن أفارق دين آبائى وماكانوا عليه ولكن والله لايُخْلَصُ إليك بشىء تكرهه مابقيت.
ثم قال أبوطالب لعلىًّ:أى بنى،ماهذا الدين الذى أنت عليه؟فقال على :ياأبت آمنت بالله وبرسول الله وصدَّقته بما جاء به وصليت معه لله واتبعته فقال له أبوطالب:أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه.

موقع د. محمود صبيح

القصص النبوى

الموجودون الآن