موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 65 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 2:44 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين سبتمبر 28, 2009 11:17 pm
مشاركات: 882
من فضلكم
ترفع للفائدة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 10:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856
جزاك الله كل خير
الحاجة الفاضلة:سلافة الروح .
وشكراً على مروركم الطيب الكريم.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 10:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

عزة ومنعة


مرَّ أبوجهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فآذاه،وشتمه،ونال منه بعض مايكره من العيب لدينه،والتهوين من شأن الإسلام،فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورأت هذا المنظر وسمعت هذا الكلام القبيح مولاة عبدالله بن جدعان كانت تسكن قريباً من الصفا،وفعل أبوجهل فعلته المنكرة،ثم ترك رسول الله وانصرف عنه قاصداً مجلساً من مجالس قريش عند الكعبة فجلس معهم.
ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه أن أقبل متوحشاً قوسه،عائداً من رحلة صيد،وكان حمزة من أعز فتيان قريش،يخرج للصيد،فإذا رجع من صيده لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة،وكان إذا فعل ذلك لم يمر على مجلس من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم،فلما مر بمولاة عبدالله بن جدعان-وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته-قالت له:ياأبا عمارة،لو رأيت مالقى ابن أخيك محمد آنفاً من أبى الحكم ابن هشام:وجده هاهنا جالساً فآذاه،وسبه،وبلغ منه مايكره،ثم انصرف عنه،ولم يكلمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فاحتمل سيدنا حمزة الغضب فخرج يسعى،ولم يقف على أحد،مُعِدَّ لأبى جهل إذا لقيه-أن يوقع به،فلما دخل المسجد نظر إليه جالساً فى القوم،فأقبل نحوه،إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها،فشجة شجة منكرة،ثم قال حمزة:أتشتمه وأنا على دينه أقول مايقول؟فرُدَّ إلى ذلك علىَّ إن استطعت،فقامت رجال من بنى مخزوم إلى حمزة،لينصروا أبا جهل.
فقال أبوجهل:((دعو أبا عمارة فإنى والله قد سببت ابن أخيه سباًّ قبيحا))فتركه القوم.
ويومئذ أسلم سيدنا حمزة فعرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع،وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ماكانوا ينالون منه.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 10:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

مفاوضة واستسلام

جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فى المسجد وحده،وجلس عقب بن ربيعة،وحوله قريش،فقال:يامعشر قريش،ألا أقوم لمحمد فأُكَلَّمَهُ وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟
فقالوا:بلى ياأبا الوليد،قم إليه فكلمه فقام إليه عقبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:يابن أخى،إنك منا حيث قد علمت من الشرف فى العشيرة والمكان فى النسب،وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم،فرقت بهم جماعتهم،وسفهت به أحلامهم،وعبتَ به آلهتهم ودينهم،وكفرت به من مضى من آبائهم،فاسمع منّى أعرض عليك أموراً تنظر فيها،لعلك تقبل منها بعضها،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:قل ياأبا الوليد أسمع،فقال أبو الوليد:يابن أخى،إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا،حتى تكون أكثرنا مالا،وإن كنت تريد شرفاً سودناك علينا،حتى لانقطع أمراً دونك،وإن كنت تريد ملكاً ملَّكناك علينا،وإن كان هذا الذى يأتيك رئياً((مايتراءى للأنسان من الجن))تراه لاتستطيع رده عن نفسك كلبنا لك الطب،وبذلنا فيه أموالنا،حتى نبرئك منه،فإنه ربما غلب التابع((من يتبع الناس من الجن))على الرجل حتى يداوى منه)).
فرغ عقبة ورسول الله يستمع منه قال له:
قد فرغت ياأبا الوليد؟فقال أبوالوليد:نعم،فقال صلى الله عليه وسلم:فاسمع منى.
فقال أبوالوليد:افعل.
فقال صلى الله عليه وسلم:بسم الله الرحمن الرحيم((حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ )).
((وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)).
فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه الآية-آية السجدة-سجد.فلما سمع ذلك منه عتبه أنصت،وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليها يسمع منه ثم قال له صلى الله عليه وسلم:قد سمعتَ ياأبا الوليد ماسمعت فأنت وذاك.
فقام عتبة إلى أصحابه،فقال بعضهم لبعض:نحلف بالله لقد جاءكم أبوالوليد بغير الوجه الذى ذهب به.
فلما جلس إليهم قالوا:ماوراءك ياأبا الوليد؟فقال:ورائى أنى قد سمعت قولاً والله ماسمعت مثلَه قَطّ،والله ماهو بالشعر،ولابالسحر،ولا بالكَهَانَةِ،يامعشر قريش،أطيعونى،وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه،فاعتزلوه،فوالله ليكونن لقوله-الذى سمعت منه-نبأ عظيم،فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم،وإن يظهر على العرب فملكه ملككم،وعزه عزكم،وكنتم أسعد النَّاس به،فقالوا:سَحَرَك والله ياأبا الوليد بلسانه.
فقال أبو الوليد:هذا رأيى فيه،فاصنعوا مابدالكم.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

خصَام وعناد

جعل الإسلام ينتشر بمكة فى قبائل قريش فى الرجال والنساء،وقريش تحبس من قدرت على حبسه،وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين،ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة اجتمعوا بعد غروب الشمس،عند ظهر الكعبة،ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد،فكلموه،وخاصموه حتى تعذروا فيه،فبعثوا إليه يقولون:إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك،فأْتِهِمْ.
فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً،وهو يظن أن قد بدا لهم أن يُسْلِمُوا.وكان عليهم حريصاً يحب رشدهم،ويعز على عنتُهُمْ،فلما وصل إليهم جلس،فقالوا له:يامحمد إنَّا قد بعثنا إليك لنكلمك وإنَّا والله مانعلم رجلاً من العرب أَدْخَلَ على قومه مثل ما أدخلت على قومك،لقد شتمتَ الآباء وعبتَ الدينَ،وشتمت الآلهة،وسفهَّت الأحلام،وفرَّقت الجماعة فما بقى أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك،فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً،وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسوَّدك علينا،وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا،وإن كا هذا الذى قد يأتيك رِئْياً تراه قد غلب عليك،بذلنا لك طلب الطب لك حتى نبرئك منه،أو نعذر فيك،فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:مابِى تقولون،ماجئت بما جئتكم به أطلبُ أموالكم ولا الشَّرف فيكم ولا الملك عليكم ولكنَّ الله بعثنى إليكم رسولا،وأنزل علىَّ كتاباَ وأمرنى أن أكون لكم بشيراً ونذيراً،فبلغتكم رسالات ربَّى ونصحت لكم،فإن تقبلوا منى ماجئتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخرة،وإن تردوه علىَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم)).

فقالت قريش:يامحمد فإنت كنت غير قابلٍ من شيئاً ممن عرضناه عليك فأنك قد علمت أنه ليس من النّاس أحد أضيقَ بلداً،ولا أفلَّ ماء،ولاأشد عيشا منا،فسل لنا ربك الذى بعثك بما بعثك به فَلْيُسَيَّرْ عنا هذه الجبال التى قد ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا،ولْيفجَّر لنا فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق وليبعثْ لنا من مضى من آبائنا،وليكن فيمن يبعث لنا منهم،قُصَىّ بن كلاب فإنه كان شيخَ صدق،فنسألهم عما تقول:أحق هو أم باطل؟فإن صدَّقوك وصنعت ماسألناك صدَّقْناك،وعرفنا به منزلتك من الله،وأنه بعثك رسولاً كما تقول،فقال لهم صلوات الله وسلامه عليه:مابهذا بعثت إليكم وإنما جئتكم من الله بما بعثنى به وقد بلَّغتكم ماأرسلت به إليكم،فإن تقبلوه فهو حظُّكم فى الدنيا والآخرة وإن تردَّه علىَّ أصبرلأمر الله تعالى حتى يحكم الله بينى وبينكم))فقالوا.فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك،سل ربك معك ملكا يَصْدقُكَ ماتقول،ويراجعنا عنك،وسَلْهُ فليجعل لك جنانا وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى،فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم،وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك،ومنزلتك من ربك،إن كنتَ رسولاً كما تزعم.فقال لهم صلى الله عليه وسلم:ماأنا بفاعل.وما أنا بالذى يسأل ربهَّ هذا،وما بعثت إليكم بهذا،ولكن الله بعثنى بشيراً ونذيراً،فإن تقبلوا ماجئتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخرة وإن تردوه علىَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم.
فقالت قريش:فأسقِطْ السماء علينا كِسَفاً((قطعاً))كم زعمتَ،أن ربك إن شاء فعل،فإنا لانؤمن لك إلا أن تفعل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ذلك إلى الله إن شاء أن يفعله بكم فعل.
فقالت قريش:يامحمد،أفما علم ربك أنَّا سنجلس معك ونسألك عمَّا سألناك عنه،ونطلب منك ماتطلب فيتقدم إليك فيعلمك ماتراجعنا به،ويخبرك ماهو صانع فى ذلك بنا إذ لم نقبل منك ماجئتنا به،إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجلٌ باليمامة يقال له(الرحمن)وإنَّا والله لن نؤمن بالرحمن أبداً فقد أعذرنا إليك يامحمد،وإنَّا والله لانتركك وما بلغتَ منا حتى نهلكك أو تهلكنا،وقال قائلهم:نحن نعبد الملائكة وهى بنات الله وقال غيره:لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا،فلما قالوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قام عنهم وتركهم،وقام معه عبدالله بن أبى أمية وهو ابن عمته فقال له:يامحمد عرض عليك قومك ماعرضوا فلم تقبله منهم،ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول،ويصدَّقوك ويتبعوك،فلم تفعل،ثم سألوك أن تأخذ لنفسك مايعرفون به فضلك عليهم،ومنزلتك من الله فلم تفعل،ثم سألوك أن تجعل لهم بعض ماتخوفّهم به من العذاب فلم تفعل،فوالله لا أُمومِنُ بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سُلَّما،ثم ترقى فيه،وأنا أنظر إليك حتى تأتى معك أربعة من الملائكة،يشهدون لك أنك كما تقول،وايم والله لو فعلت ذلك ماظننت أنى أصدقك،ثم انصرف عن رسول الله وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزيناً آسفاً لما فاته مما كنا يطمع به من قومه حين دعوه،ولِما رأى مباعدتهم إياه،وإصرارهم على كفرهم وعنادهم.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 10:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

وقَاية الله


قال أبوجهل:يامعشر قريش إن محمداً قد أبى إلا ماترون من عَيْبِ ديننا،وشتم آبائنا،وتسفيه أحلامنا،والرزاية بآلهتنا،وإنى أعاهد الله لأجلس له غداً بحجر ماأطيق حمله،فإذا سجد فى صلاته شققت به رأسه،فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى،فيصنع بعد ذلك بنو عبدمناف مابدا لهم،فقالت له قريش:والله لانُسْلِمُكَ لشىء أبداً فامض ماتريد.
فلما أصبح أبوجهل أخذ حجراً كما وصف،ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره،وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو.وكان رسول الله بمكة وقبلته إلى الشام،فكان إذا صَلَّى صلَّى بين الركن اليمانى والحجر الأسود،وجعل الكعبة بينه وبين الشام فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وقد غدت قريش فجلسوا فى أنديتهم ينتظرون ماأبوجهل فاعل،فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر،ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزماً منتقعاً لونه مرعوباً قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من يده وقامت إليه رجال قريش فقالوا له:مالك ياأباالحكم؟
قال:قمت إليه لأفعل به ماقلت لكم البارحة،فلما دنوتُ منه عرض لى دونهُ فحلٌ من الإبل،لا والله مارأيتُ مثلَ هَامتِه،ولامثلَ عنقِه ولاأنيابِه لفحل قط،فهمَّ بى أن يأكلنى.
فلما علم النبى صلى الله عليه وسلم بهذا قال:ذلك جبريل عليه السلام لوْ دَنا لأخذه.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 10:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

تنـــاقص

قال النضر بن الحارث:يامعشر قريش،إنه-والله-قد نزل بكم أمر،ماأتيتم له بحيلة بعد،قد كان محمد فيكم غلاماً حدثا،أرضَاكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة،حتى إذا رأيتم فى صدغية الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر،لاوالله ماهو بساحر،لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم،وقلتم كاهن،لاوالله ماهو بكاهن،قد رأينا الكهنة وتخالجهم،وسمعنا سجعهم،وقلتم شاعر،لاوالله ماهو بشاعر،قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه،وقلتم مجنون،لاوالله ماهو بمجنون،لقد رأينا الجنون فما هو بوسوسته ولا تخليطه،يامعشر قريش،فانظروا فى شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم،ذلكم ماقاله النضر بن الحارث أحد شياطين قريش،وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة،وكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً فذكر فيه بالله وحذَّر قومه ماأصاب مَنْ قبلهم من الأمم من نقمة الله خلفه النضر فى مجلسه صلى الله عليه وسلم إذا قام،ثم قال:أنا والله يامعشر قريش أحسن حديثا منه،فهلُمَّ إلىَّ،فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ثم يحدثهم عن ملوك فارس،ثم يقول:بماذا محمد أحسن حديثا منى؟

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 13, 2015 9:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

سؤال وجواب

بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة وقالوا لهما:سلامهم عن محمد وصفالهم صفته،وأخبراهم بقوله،فإنهم أهل الكتاب الأول،وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء.
فخرجا حتى قدما المدينة فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ووصفا لهم أمره وأخبراهم ببعض قوله،وقالا لهم:إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا،فقالت لهم أحبار يهود:سلوه عن ثلاث نأمركم بهن،فإن أخبروكم بهن فهو نبى مرسل،وإن لم يفعل فالرجل متقوَّل،فرَوْا فيه رأْيَكم.
سلوه عن فتية ذهبوا فى الهر الأول،ماكان من أمرهم؟فإنه قد كان لهم حديث عجب،وسلوه عن رجل طوَّاف،قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ماكان نبؤه؟وسلوه عن الروح ماهى؟
فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه،فإنه نبى،وإن لم يفعل فهو رجل متقوَّل فاصنعوا فى أمره مابدالكم.
ثم عاد بن الحارث وعقبة بن أبى معيط إلى مكة،وقالا:يامعشر قريش،قد جئناكم بفصل مابينكم وبين محمد،قد أخبرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها،فإن أخبركم عنها فهو نبى،وإن لم يفعل فالرجل متقوَّل فَرَوْا فيه رأيكم.
فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقالوا:يامحمد،أخبرنا عن فِتْيةَ ذهبوا فى الدهر الأول،قد كانت لهم قصة عجب،وعن رجل كان طوَّافاً قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها،وأخبرنا عن الروح ماهى؟
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:أخبركم بما سألتم عنه غداً،ولم يقل(إنشاء الله)وانصرفت قريش عن رسول الله،فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يُحْدِث الله إليه فى ذلك وحْياً،ولايأتيه سيدنا جبريل حتى أرجف أهل مكة وقالوا:وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة،قد أصبحنا منها،لايخبرنا بشىء مما سألناه:
وأحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيابُ الوحى وشقّ عليه مايتكلَّم به أهل مكة،ثم جاءه سيدنا جبريل بسورة أصحاب الكهف،وفيها معاتبته إياه على خزنه عليهم،وخبر ماسألوه عنخ من أمر الفتية والرجل والطواف والروح.
ولكن رسول الله قال لسيدنا جبريل حين جاءه:لقد احتبست عن ياجبريل،حتى سؤت ظنا.
فقال له سيدنا جبريل:((وما نتنَزَّلُ إلا بأمرِ ربكَّ له مابين أيدينا وماخَلفْنَا وماَ بِيْن ذلِكَ وما كان ربُّك نَسِيَّا)).
أما السؤال عن الفتية فقد أجاب الله عنه بقوله:(( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا))الرقيم:((اسم القرية التى كانوا فيها.
-ثم يقول الله:(( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)__ شَطَطًا:((الغلو ومجاوزة الحد)).
-ثم يقول الله: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)). تَزَاوَرُ:((تميل))- تَقْرِضُهُمْ:((تجاوزهم وتتركهم عن شمالها))- بِالْوَصِيدِ:((الفناء)).

-ثم يقول سبحانه: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)) ثم أجابهم الله عن الرجل الطوَّاف فقال:(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85))حتى انتهى إلى آخر قصته.

ثم أجابهم الله عن أمر الورح فقال:ويسألونك عن الرَّوحِ قل الروُّحُ من أمر ربى وما أتيتم من العلم إلا قليلا))

فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عرفوا من الحق وعرفوا صدقه فيما حدَّث،وموقع نبوته،فيما جاءهم به من علم الغيب اشتد الحقد فى قلوبهم،وازداد له حسدهم وأعرضوا عن أمر الله،وقال قائلهم فيما يحكيه القرآن:
((لاتسمعوا لهذا القرآن والْغَوْا فيه لعلكم تغلبون)).

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 13, 2015 9:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

يقين وجود

كانوا ثلاثة هم:أبو سفيان بن حرب،وأبوجهل بن هشام،والأخنس ابن شريق،خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ليلا،فى بيته،فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه،ولا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له،حتى إذا طلع الفجر تفرَّقوا فجمعهم الطريق،فتلاوموا:وقال بعضهم لبعض:لاتعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لوقع فى نفسه شىء لهذا،ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه،فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق،فقال بعضهم لبعض مثل ماقالوا أول مرة،ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه،فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا،فجمعهم الطريق،فقال بعضهم لبعض:لانبرح حتى نتعاهد أَلاّ نعود،فتعاهدوا على ذلك،ثم تفرَّقوا.
فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه،ثم خرج حتى أتى أبا سفيان فى بيته،فقال:أخبرنى ياأبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟فقال ياأبا ثعلبة،والله لقد سمعت أشياء أعرفها،وأعرف مايراد بها،وسمعت أشياء ماأعرف معناها،ولا مايراد بها،فقال له الأخنس:وأنا كذلك.
ثم خرج الأخنس وذهب إلى أبى جهل فدخل عليه بيته،فقال له:ياأبا الحكم،مارأيك فيما سمعت من محمد؟فقال أبو جهل:ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرفَ أَطْعَمُوا فأطعمنا،وحملوا فحملنا،وأعطوا فأعطينا،حتى كنا كفرسَى رِهان ثم قالوا:منّا نبى يأتيه الوحىُ من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟
والله لانؤمن به أبداً ولانصدقه.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 13, 2015 10:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

مع النجاشى

لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مايصيبُ أصحابَه من البلاء،وماهو فيه من العافية لمكانه من الله تعالى،ومن عمّه أبى طال،وأنه لايقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء-لما رأى رسول الله ذلك قال لأصحابه:((لو خرجتم إلى أرض الحبشة؟فإنّ بها ملكا لا يُظْلَم عنده أحدٌ،وهى أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه)).
فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة،مخافة الفتنة وفِراراً إلى الله بدينهم.
فلما رأت قريشٌ أن أصحاب رسول الله قد أمنوا وآطمأنوا بأرض الحبشة،وأنهم قد أصابوا بها داراً وقراراً ائتمروا بينهم أن يبعثوا رجلين من قريش إلى النجاشى ملك الحبشة،ليرد المسلمين إلى مكة،فبعثوا عبد الله بن أبى ربيعة،وعمرو بن العاص،ومعهما هدايا للنجاشى وبطارقته((قواده)).
وكان مما يعجب النجاشى فى بلاد العرب الجلود فجمعوا له جلوداً كثيرة،ولم يتركوا من بطارقته بطْريقاً إلا أَهْدوا له هدية،وقالت قريش لعبد الله وعمرو:ادفعا إلى كلَّ بطريق هديتَّهَ قبل أن تكلَّما النجاشى فيهم،ثم قدَّما إلى النجاشى هداياه،ثم سلاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم،خرج عبد الله و عمرو من مكة إلى أرض الحبشة واتصلا بالبطارقة،فلم يبق بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلَّما النجاشى،وقالا لكل بطريق منهم:إنه قد لجأ ليلا إلى بلد الملك مَّنا غلمان سفهاء،فارقوا دين قومهم،ولم يدخلوا فى دينكم،وجاءوا بدين مُبْتَدع،لانعرفه نحن ولا أنتم،وقد بعثا إلى الملك أشراف قريش،ليرد إليهم هؤلاء السفهاء،فإذا كلمْنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا،ولايكلمهم،فإن قومهم أبْصَرُ بهم من من غيرهم وأَعْلَمُ بما عابوا عليهم.
فقال البطارقة لهما:نعم سنفعل ذلك.
ثم قَدَّم المبعوثان هداياهما إلى النجاشى،فقبلهما منهما ثم كلَّماه فقالا له:أيها الملك إنه قد لجأ إلى بلادك منا غلمان سفهاء،فارقوا دين قومهم،ولو يدخلوا فى دينك،وجاءوا بدين ابتدعوه لانعرفه نحن ولا أنت،وقد بعثَنا إليك فيهم أشرافُ قومهم من آبائهم،وأعمامهم،وعشائرهم لتردهم إليهم،فهم أَبْصَرُ بهم من غيرهم وأَعْلَمُ بحالهم.
ولم يكن شىء أبغضَ إلى عبدالله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسْمعَ كلامَهم النجاشىُّ.
وأسرعَ البطارقةُ فقالوا للملك:صدق الرسولان أيها الملك،قومهُم أبصرُ بهم من غيرهم وأعلمُ بما عابوا عليهم،فأَسْلِمهْم إليهما،ليردَّهم إلى بلادهم،وقومهم،فغضب النجاشى وقال:لا أُسَلِمهم إليهما،وإن قوماً جاورونى ونزلوا بلادى واختارونى على من سواى لأدعونهم،ليستمعوا إلى مايقول هذان فى أمرهم،فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما،ورددتهم إلى قومهم،وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما،وأحسنْتُ جِوارهم ماجاورونى.
ثم أرسل النجاشى إلى أصحاب رسول الله فدعاهم،فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض:ماتقولون للرجل إذا جئتموه؟قالوا:نقول والله ماعلمنا وما أَمَرنا به نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم كائنا فى ذلك ماهو كائن.
فلما جاءوا دعا النجاشى أساقفته،فنشروا مصاحفهم حوله،فقال النجاشى للمسلمين:ماهذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم،ولم تدخلوا به فى دينى ولا فى دين أحد من هذه الملل؟.
فرد عليه جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه،فقال له:أيها الملك كُنَّا قوماً أهل جاهلية،نعبد الأصنام،ونأكل الميتة،ونأتى الفواحش،ونقطع الأرحام،ونسىء الجوار،ويأكل القوىُّ منا الضعيفَ،فكُّنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا،نعرف نسبه،وصدقه،وأمانته،وعفافه،فدعانا إلى الله لنوحَّده،ونعبده ونخلع ما كنَّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات وأمرنا أن نعبد الله وحده،لانشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.فصدَّقناه،وآمنَّا به واتبعناه،على ماجاء به من الله،فعبدْنا الله وحده فلم نشرك به شيئا،وحرَّمْنا ما حرَّم علينا وأحللنا ماأحلَّ لنا فعدا علينا قومُنا فعذَّبونا وفتنونا عن ديننا،ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى وأن نستحل ماكنا نستحل من الخبائث،فلما قهرونا،وظلمونا،وضيقَّوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك،واخترناك على من سواك،ورغبنا فى جوارك،ورجونا ألا نُظْلَمَ عندك أيهاالملك.فقال له النجاشى:هل معك مما جاء به عن الله من شىء؟فقال له جعفر:نعم،فقال له النجاشى:فاقرأهُ علىَّ،فقرأ عليه سطراً من ((كهيعص))فبكى النجاشى حتى ابْتَلَّتْ لحيته،وبكت أساقفته،حتى ابتلت مصاحفهم حين سمعوا ماتلا عليهم،ثم قال النجاشى:إن هذا والذى جاء به عيسى لَيَخْرُج من مِشْكاَة((نافذة))واحدة،انطلاقا،فلا والله لا أسلمهم إليكما.
فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص:والله لآتيته غداً عنهم بما اسْتَأْصلُ به خضرائهم((شجرتهم التى منها تفرعوا))،فقال له عبد الله بن أبى ربيعة:لاتفعل،فإن لهم أرحاماً وإن كانوا قد خالفونا،فقال عمرو بن العاص:والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد.ثم ذهب عمرو بن العاص إلى النجاشى فقال له:أيها الملك،إنهم يقولون فى عيسى بن مريم قولاً عظيما،فأرسلْ إليهم،فسَلْهُمْ عما يقولون فيه فأرسل النجاشى إلى المسلمين،ليسألهم عن عيسى.
فاجتمع المسلمون،ثم قال بعضهم لبعض:ماذا تقولون فى عيسى بن مريم إذا سألكم عنه؟قالوا نقول والله وما جاءنا به نبينا كائنا فى ذلك ماهو كائن،وذهب المسلمون إلى الملك فلما دخلوا عليه قال لهم:ماذا تقولون فى عيسى بن مريم؟فقال جعفر بن أبى طالب:نقول فيه الذى جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم:هو عبدالله ورسوله ورُحُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ العذراءَ البتولِ.
فضرب النجاشى بيده الأرض،فأخذ منها عوداً،ثم قال:والله ماعدا عيسى بن مريم ماقلتَ،هذا العودَ،اذهبوا فأنتم آمنون،من سبَّكم غَرِمَ،مَنْ سبَّكم غرم،مَنْ سبّكم غرم.ما أُحِبُّ أنَّ لى دبراً((الدبر فى لغة الأحباش الحبل))من ذهب وأَنَّى آذَيْتُ رجلا منكم.
ردَّوا عليهما هداياهما،فلا حاجة لى بها،فوالله ماأخذ الله منى الرشوة حين ردّ علىَّ ملكى،فآخذُ الرَّشوةَ فيه،وما أطاع النَّاس فىَّ فأطيعهم فيه)).
وعند ذلك خرج رسولا قريش من عند ملك الحبشة مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به،وأقام المسلمون عنده فى خير منزل.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 13, 2015 10:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

إسلام سيدنا عمَر بن الخطاب

كان عمراً مباعداً للإسلام صاحبَ خمر فى الجاهلية،يحبها ويشربها وكان له مجلس يجتمع فيه مع رجال من قريش،فى أحد أسواق مكة ويسمى الحزْوَرَة.
وبينما كان المسلمون يهاجرون إلى أرض الحبشة،وفيهم عبدالعزيز ابن عبدالله بن عامر،وأم عبدالله بنت أبى حثَمْمَة،بينما هم كذلكَ وقد ذهب عبدالعزيز ليقضى بعض حاجاته قبل أن يسافر وترك أم عبداللهَ إذ أقبل عمر ابن الخطاب حتى وقف على أمَّ عبدالله،فقال لها:إنَّهُ للانْطلاقُ ياأمَّ عبدِالله،فقالت له:نَعَمْ،وَالله لَنَخْرُجَنّ فى أرض الله،أذ يتمونا وقهرتونا حتى يجعل الله مخرجا.
فَقال عمر:صحبِكم الله،ثم انصرف وقد أحزنه خروجُ عبدالله وأم عبدالله،ولما حضر أبوعبدالله قالت له أم عبدالله:
ياأبا عبدالله لو رأيت عمر آنفاً ورِقَّتَهُ وحزنَه علينا!!
فقال أبوعبدالله:أَطمِعتِ فى إسلامه؟فقالتْ له:نعم،فقال،فلا يُسْلِمْ الذى رأيتَ حتىَّ يُسْلِمْ حمارُ الخطاب،ولكن فِراسة المرأة كانت صادقة،فقد خرج عمر يوماً متوحشا سيفَه،يريد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،ورهطا من أصحابه قد اجتمعوا فى بيتٍ عند الصفا،وكانوا قريبا من أربعين رجلاً وامرأة وفيهم حمزة بن عبد المطلب،وأبوبكر الصديق وعلىُّ ابن أبى طالب.
وبينما عمر فى الطريق لقيه نعيم بن عبدالله،فقال له:أين تريد ياعمر؟
فقال:أريد محمداً هذا الصابىء الذى فرَّق أمر قريش وسفَّه أحلامها وعاب دينهاوسب آلهتها فأقتُله،فقال له نعيم:غرَّتك نفسك من نفسك ياعمر،أتُرى بنى عبدِ مناف تاركيك تمشى على الأرض،وقد قتلتَ محمداً؟
أفلاترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟فقال عمر:
وأى أهل بيتى؟قال خَتَنُك وابن عمك سعيدُ بن زيد بن عمرو،وأختك فاطمة بنت الخطاب،فقدْ والله أسلما،وتابعا محمداً على دينه،فعليك بهما.
فرجع عمر عامداً إلى أخته وختنه،وكان عندهما آنذاك خبَّاب بن الأرَتّ،ومعه صحيفة،فيها سورة((طه))يقرئهما إياها،فلما سمعوا صوت عمر تغيَّب خباب فى حجرة بالمنزل وأخذت فاطمةُ بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها.
وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباّب عليهما،فلما دخل قال:ماهذه الهينمة((صوت كلام لايفهم))التى سمعت؟فقالا له:ماسمعت شيئا،فقال عمر:بلى والله أُخْبِرْتُ أنكما تابعتما محمدا على دينه،وبطش بختنه سعيد بن زيد،فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب،لتكفه عن زوجها،فضربها فشجها،فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه:نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله،فاصنع مابدا لك.
فلما رأى عمر مابأخته من الدم ندم على ماصنع فرجع وقال لأخته:أعطينى هذه الصحيفة التى سمعتكم تقرءون آنفا أنْظُر ماهذا الذى جاء إنّا نخشاك عليهما فقال:لاتخافى،وحلف له بآلهته ليردّنها إذا قرأها إليها،فلما قال ذلك طمعت فى إسلامه فقالت له:ياأخى إنك نجس على شركك،وإنه لايمسها إلا الطاهر،فقام عمر فاغتسل،فأعطيته الصحيفة فلما قرأ منها صدراً قال:ما أَحْسَنَ هذا الكلام وأكرمه!!
فلما سمع ذلك خَبّاب خرج إليه،فقال له:ياعمر،إنى لأرجو أن يكون الله خصّك بدعوة نبيه،فإنى سمعته أمس وهو يقول:اللهم أيّد الإسلام بأبى الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب،فالله الله ياعمر،فقال له عند ذلك عمر:فدلّنى ياخباب على محمد حتى آتيه فأُسْلِم،فقال له خبّاب هو فى بيتٍ عند الصفا،ومعه نفر من أصحابه،فأخذ عمر سيفه فتوشحه،ثم عمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عليهم الباب،فلمّا سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،فنظر من خَلل البابِ فرآه متوشحا السيف فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فزع،فقال يارسول الله،هذا عمر بن الخطاب متوحشاً السيف فقال حمزة بن عبد المطلب:فأْذن له،فإن كان يريد خيراً بذلناه له،وإن كان جاء يريد شراً قتلناه بسيفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ائْذَنْ له،فأذن له الرجل ونهض إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه فى الحجرة فأخذ بمجمع ردائه،ثم جذبه بشدة،وقال :وقال ماجاء بك يابن الخطاب؟فوالله ماأرى ان تنتهى حت ينزل الله بك قارعة((داهية))،فقال يارسول الله جئتك لأومِن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله،فكبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف أهلُ البيت من أصحاب رسول الله أن عمر قد أسلم.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 14, 2015 10:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

الصحيفة


لما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلداً أصابوا به أَمْناً وقراراً،وأَن النجاشى قد منع من لجأ إليه منهم،وأن عمر قد أسلم،فكان هو وحمزة بن عبدالمطلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن الإسلام قد أخذ ينتشر فى القابائل-لما رأت قريش ذلك اجتمعوا وائتمروا بينهم أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بنى هاشم،وبنى المطلب على ألا يتزاوجوا منهم،ولايبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم،فلما أجمعوا على ذلك كتبوه فى صحيفة،ثم تعاهدوا،وتواثقوا على ذلك ثم علَّقوا الصحيفة فى جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم،وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة،فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فَشُلَّتْ بعض أصابعه.
فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبى طالب ابن عبدالمطلب،فدخلوا معه فى شعبه واجتمعوا إليه ماعدا أبى لهب.
وذات يوم كان حكيم بن حازم بن خويلد،-وهو من أعضاء لحِلْف-يحمل قمحا،يريد به عمتَه خديجة بنت خويلد،وهى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذ لقيه فى الطريق أبو جهل فتعلق به وقال:أتذهب بالطعام إلى بنى هاشم؟والله لاتَبْرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة،فجاءه أبو البخترى ابن هاشم فقال له أبو البخترى:طعامٌ كان عنده أفتمنعه؟وقد بعثت إليه عمته أن يأتيها بطعامها؟خلَّ سبيلَ الرجلِ،فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه،فأخذ له أبو البخترى عظم بعير،فضربه به،فشجه ووطئه وطْأَ شديداً،وحمزة بن عبدالمطلب قريبٌ يرى ذلك وهم يكرهون أن يَبْلُغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيشتموا،قد جهد المسلمون من هذا الحصار حتى إنهم كانوا يأكلون الخبط وورق السمر،وإن أحدهم ليمضغة كما تمضغ الشاة.وكان فيهم سعد بن أبى وقاص،فقال:لقد جعت حتى إنى وطئت ذات ليلة على شىء رطب،فوضعته فى فمى،وبلعته،وماأدرى ماهو؟
وكانوا إذا قدمت العير مكة،وأتى أحدهم السوق،ليشترى شيئاً من الطعام لعياله،يقوم أبولهب عدو الله فيقول:
((يامعشر التجار:غَالُوا على أصحاب محمد،حتى لايدركوا معكم شيئا،فقد علمتم مالذمتى من وفاء،فأنا ضامن ألاَّ خسار عليكم))فيزيدون عليهم فى السلعة قيمتها أضعافاً،حتى يرجع المسلم إلى أطفاله،وهم يتألمون من الجوع،وليس فى يده شىء يطعمهم به،ويَغْدو التجار على أبى لهب،فيُرْبِحُهم فيما اشتروا من الطعام واللباس،حتى جَهِد المسلمون،ومن معهم جوعاً وعُرْياً.
وبالرغم من ذلك لم يكفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعوة إلى الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبى طالب:إن ربى الله قد سلط الأرَضَةَ على صحيفة قريش،فلم تدع فيها غير اسم الله إلا أكلته،ونفت الظلم والقطيعة والبهتان،فقال أبوطالب لرسول الله:أرَبُك أخبرك بهذا؟فقال رسول الله:نعم،فقال أبوطالب:فوالله مايدخل عليك أحد،ثم خرج إلى قريش فقال:يامعشر قريش،إن ابن أخى اخبرنى بكذا وكذا،فهلمّ إلى صحيفتكم،فإن كان كما قال ابن أخى فانتهوا عن قطيعتنا وأنزلوا عما فيها،وإن يكن كاذباً دفعت إليكم ابن أخى فقال القوم:رضينا فتعاقدوا على ذلك ثم نظروا فإذا هى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،فزادهم شرَّاً.ولَّما حدث هذا مشى هشام بن عمرو وبن ربيعة إلى زهير بن أبى أمية فقال:يازهير،أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم؟أما إنى أحلف بالله؟أن لو كانوا أخوال أبى الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل مادعاك إليه منهم ماأجابك إليه أبداً،فقال زهير:ويحك ياهشامى،فماذا أصنع؟
إنما أنا رجل واحد والله لو كان معى رجل آخر لقمت فى نقضها حتى أنقضها،فقال له هشام:قد وجدت رجلا،فقال زهير:فمن هو؟فقال هشام:أنا،فقال له زهير:ابْغِنا رجلا ثالثا.فذهب هشام إلى المُطْعِم بن عدى فقال له:مُطعِم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق فيه؟أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم ليها منكم سراعا فقال له مطعم:ويحك فماذا أصنع؟إنما أنا رجل واحد فقال له هشام:قد وجدت ثانيا،قال:من هو؟قال:أنا،فقال مطعم:ابْغِنا ثالثا فقال هشام قد فعلت فقال مطعم:من هو؟فقال هشام:زهير بن أمية فقال مطعم:ابغنا رابعا،فذهب هشام إلى البخترى بن هشام فقال له مثل ماقال لمطعم بن عدى فقال البخترى:وهل من أحد يعيش على هذا؟فقال هشام:نعم،فقال البخترى:من هو؟قال هشام:زهير بن أبى أمية-والمطعم بن عدى-وأنا معك،فقال البخترى:ابعنا خامسا.
فذهب هشام إلى زَمَعْةَ بين الأسود فكلمه،وذكر له قرابتهم،وحقَّهم،فقال له:وهل على هذال الأمر الذى تدعونى إليه من أحد؟فقال له:نعم،ثم سمىَّ لهم القوم.
فتواعدوا،على أن يلتقوا ليلا بأعلى مكة،فى مكان يقال له:((خطم الحجون))فاجتمعوا هنالك،فأجمعوا أمرهم،وتعاقدوا على القيام على الصحيفة حتى ينقضوها،ثم قال زهير:أنا أَبْدؤكُم فأكون أولَ من يتكلم،فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم،وغدا زهير بن أبى أمية،عليه حُلَّةٌ،فطاف بالبيت سبعاً،ثم أقبل على الناس،فقال ياأهل مكة،أنأكل الطعام ونلبس الثياب،وبنو هاشم هَلْكَى لايباع،ولا يُبْتَاعُ منهم؟والله لا أَقعد حتى تُشَقَّ هذه الصحيفةُ القاطعة الظالمة.
فقال أبوجهل-وكان فى ناحية المسجد-كذبتَ واللهِ لاتُشَقَّ،فقال زمعةُ بن الأسود:أنت واللهِ أكذب،مارضِينا كتابتها حيث كتبت،فقال أبوالبخترى:صدقَ زمعةلانرضى ماكُتِب فيها،ولانقربه،فقال المطعم بن عدى:صدقتما وكذب من قال غير ذلك،نبرأ إلى الله منهما ومما كتب فيها،وقال هشام مثل ذلك،فقال أبوجهل:هذا أمر قُضِى بِلَيْل،وتشاور القوم فيه بغير هذا المكان،وكان أبوطالب جالساً فى المسجد،فقال المطعم إلى الصحيفة ليشقَّها،فوجد الأَرَضَةَ قد أكلتها،إلا باسمك اللهم ومُزَّقت الصحيفةُ وبطل مافيها.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 14, 2015 10:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

الطفيل بن عمرو

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم-على الرغم ممن يرى من قومه-يبذل لهم النصيحة ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه،وجعلت قريش-حين منَعه الله منهم-يحذَّرُون منه النَّاس،ومن يَقْدُم عليه من العرب.
قدِم الطفيل بن عمرو الدوسى إلى مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها،فمشى إليه رجالٌ من قريش،وكان الطفيل رجلا شريفا شاعراً لبيبا،فقالوا له:ياطفيل،إنك قَدِمْتَ بلادنا وهذا الرجل الذى بين أظْهُرنا قد أعضل((اشتد أمره))بنا،وقد فرّق جماعتنا وشتت أمرنا،وإنما قوله كالسحر:يفرق بين الرجل وأبيه،وبين الرجل وأخيه،وبين الرجل وبين زوجته،وإنَّا نخشى عليك وعلى قومِك ما قد دخل علينا،فلا تكلمَنَّه،ولا تسمعن منه شيئا،ومازالوا بطُفيل حتى أجمع أمره على ألا يستمع من رسول الله شيئا ولايكلَّمه،وحتى حشا أذنيه حين غدا إلى لمسجد قُطْناً،خوفاً من أن يَبْلُغَه شىء من قول رسول الله هو لايريد أن يسمعَه،وغدا إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى عند الكعبة،فقام طفيل قريبا منه،وأبى الله إلا أن يسمع طفيل بعض مايقول رسول الله،فسمع كلاماً حسنا،فقال فى نفسه:واثُكْلَ أمىَّ،والله إنى لرجل لبيب شاعر،مايخفى علىَّ الحسن من القبيح،فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل مايقول؟فإن كان الذى يأتى به حسنا قبِلتهُ وإن كان قبيحاً تركتهُ.
ومكث بالمسجد حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته،فتبعه،حتى إذا دخل رسول الله بيته دخل عليه طفيل،فقال:يامحمد إن قومك قد قالوا كذا وكذا،فوالله مابرحوا يخفوَّننى أمركَ حتى سددتُ أذنى بقطن لئلا أسمع قولك،ثم أبى الله إلا أن يُسْمِعَنى قولَك،فسمعته قولاً حسنا،فاعرِضْ علىَّ أمرَك،فعرض عليه رسول الله الإسلام،وتلا عليه القرآن،فأسلم وشهد شهادة الحق،وقال:يانبى الله،إنى امرؤ مطاع فى قومى،وإنى راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام،فادع الله أن يجعل لى آية،تكون لى عونا عليهم فيما أدعوهم إليه،فقال صلى الله عليه وسلم:للهم اجعل له آية.
وخرج طفيل من عند رسول الله ذاهباً إلى قومه،وبينما هو فى الطريق وقع نور بين عينيه مثل المصباح،فقال:اللهمَّ فى غير وجهى،إنى أخشى أن يظنوا أنها مَثلَةٌ وقعتْ فى وجهى لِفراق دينهم،فتحوَّل النور،فوقع فى رأس سوطه،وجعل الناس ينظرون ذلك النور معلّقاً فى السوط كالقنديل،فلما وصل إلى قومه أتاه أبوه،وكان شيخاً كبيراً.
طفيل:إلَيْكَ عَنَّى ياأبت،فلستُ منك،ولستَ منّى
والد طفيل:ولمَ يابنى؟
طفيل:أَسْلمتُ،وتابعتُ دين محمد صلى الله عليه وسلم.
والد طفيل:أىْ بُنَى،فدينى دينُك.
طفيل:فاذهبْ،فاغتَسِل،وطهَّر ثيابَك،ثم تعالَ حتى أعلَّمك ما عُلِمتَ.
فذهب الوالد فاغتسل،وطهر ثيابَه،ثم جاء فعرض عليه طفيلٌ الإسلامَ،فأسلم.
ثم جاءت زوجةُ طفيل إليه.
طفيل: إليكِ عنى فلستُ منكِ ولستِ منى.
الزوجة:لِمَ؟بأبى أنتَ وأمى.
طفيل:قد فرَّق بينى وبينك الإسلام،وتابعتُ دينَ محمد صلى الله عليه وسلم.
الزوجة:فدِينى دينُك.
فقال لها طفيل:فاذهبى فاغتسلى،فذهبتْ فاغتسلتْ،ثم جاءت فعرض عليها الإسلام،فأسلمت.
وتوجه طفيل إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام،ولكنهم أبطئوا فى الاستجابة،وصرفهم اللهوُ والانشغال،فذهب طفيل إلى رسول الله وقال له:يانبى الله،إنه قد غلبنى على(دوس) اللهو،وانشغالهم،فادعُ الله عليهم،فقال صلى الله عليه وسلم:اللهم اهد دَوْساً،ارجع إلى قومك فادعهم وارفُق بهم.فعاد طفيل إلى قومه يدعوهم،ولم يزل كذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معه من قومه،ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر،وحين نزلوا المدينة علموا أن الرسول بخيبر،فلحقوا به وكانوا ثمانين بيتا فأعطاهم رسول الله من سهام خَيبْر.
ومكث طفيل مع الرسول،حتى إذا فتح الله مكة قال طفيل لرسول الله:ابعثنى إلى ذى الكفَّين صنم عمرو بن حُمَمَه حتى أحرَّقه،فوافق رسول الله على ذلك وخرَج طفيل إلى ذى الكفين فجعل طفيل يوقد عليه النار ويقول:
ياذا الكَفَيْن لستُ من عُبَّادِ كا ميلادُنا أقدمُ من ميلادكا
إنى حَشَوْتُ النارَ فى فؤادكا
ثم رجع طفيل إلى رسول الله،فكن معه بالمدينة حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم،فلما ارتدَّتْ العرب خرج مع المسلمين،فسار معهم حتى فرغوا من أرض نجد،ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة،ومعه ابنه عمرو بن الطفيل،فرأى رؤيا وهو متوجه إلى اليمامة،فقال لأصحابه:إنى قد رأيت رؤيا،فاعبروها لى:رأيت أن رأسى حُلِق وأنه خرج من فمى طائر،وأنه لقيتنى أمرأة فادخلتنى فى فرجها،وأرى ابنى يطلبنى حثيثا ثم رأيته حُبِس عنّى،فقال له أصحابه:خيراً.فقال طفيل:أمَّا أنا والله فقد أوَّلْتُها قالوا:ماذا؟
فقال:أمَّا حَلْقُ رأسى ففصله عن جسمى،وأما الطائر الذى خرج من فمى فروُحِى،وأمَّا المرأة التى أدخلتنى فَرجها فالأرض تُحْفَر لى،فأغيَّب فيها،وأمَّا طلبُ ابنى إياى ثم حُبْسُه عنى،فإنى أراه سيُجهدَ،لأن يصيبه ما أصابنى،فقُتِل رحمه الله شهيداً باليمامة،وجرح ابنه جِراحة شديدة،ثم شُفِىَ منها ثم قُتِل عام اليرموك فى خلافة سيدنا عمر رضى الله عنه شهيداً.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 14, 2015 10:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

الإراشى

قدم رجل من إراش((هو بن عمرو بن الغوث بن بنت مالك بن زيد كهلان بن سبأ.))بإبلٍ له إلى مكة،فابتاعها منه أبوجهل فمطَلَه بأثمانها،فأقبل الإراشى حتى وقف على مجلس من قريش،ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى ناحية المسجد جالس،فقال:يامعشرَ قريش،مَنْ رجلٌ يعيننى على أخذ حقى من أبى الحكم بن هشام،فإنى رجل غريب،وقد غلبنى على حقى؟فقال له أهل ذلك المجلس:أتَرى ذلك الرجل الجالس يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يهزءون به لما يعلمون بينَه وبين أبِى جهل من العداوة-اذهبء إليه فإنه يؤديك عليه.
فأقبل الإراشى حتى وقف امام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:ياعبدَ الله،إنَّ أبا الحكم بن هشام قد غلبنى على حقًّ لى عنده،وأنا رجل غريب ابن سبيل،وقد سألتُ هؤلاء القوم عن رجُلٍ يؤدينى((يعيننى على أخذ حقى))عليه،يأخذ لى حقىَّ منه،فأشاروا لى إليكَ،فخذْ لى حقىَّ منه يرحمك الله فقال له صلى الله عليه وسلم انطلق إليه،وقام معه،فلما رأَوْه قام معه قالوا لرجل ممن معهم:اتَّبِعْه،فانظر ماذا يصنع؟
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم،حتى جاءه فضرب عليه بابَه،فقال أبوجهل:من بالباب؟فقال رسول الله:محمد،فاخرج أبوجهل،ومافى وجهه قطرة من دم،قد تغيرَّ لونه،فقال له الرسول:أعط هذا الرجلَ حقَّه
أبوجهل:نعم لا تَبْرَحْ حتى أُعْطِيَهُ الذى له.
فدخل أبوجهل منزلَه،فخرج إليه بحقّه فدفعه إليه،ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقال للإراشى:الحق بشأنك.فأقبل الإراشى،حتى وقف على ذلك المجلس فقال:جزاه الله خيراً فقد والله أخذ لى حقى.
وجاء الرجل الذى بعثوا معه،فقالوا:ويْحَك،ماذا رأيت؟فقال:عجبا من العجب،والله ماهو إلا أن ضرب عليه بابه،فخرج إليه ومامعه روحه،فقال له:أعط هذا حقه،فقال نَعَمْ لاتبرح،حتى أخرج إليه حقَّه،فدخل فخرج إليه بحقه فأعطاه إياه.
ثم لم يلبث أبوجهل أن جاء فقالوا له:ويلْكَ مالك؟واللهِ ما رأينَا مثلَ ما رأينا قطُّ،فقال ويحكم والله ماهو إلا أن ضرب علىّض بابى وسمعتُ صوته،فمُلِئْتُ رعباً،ثم خرجت إليه،وإن فوق رأسهِ لفحلا من الإبل ما رأيتُ مثل هامته،ولاعنُقِه،ولا أنيابه لفَحْلٍ قطّ،والله لو أتيتُ لأكلنى.

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القصص النبوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 14, 2015 10:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856

قسيسون ورهبان


قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو بمكة عشرون رجلا من النصارى،حين بلغهم خبره من الحبشة فوجدوه فى المسجد،فجلسوا إليه وكلَّموه وسألوه،ورجال من قريش فى أنديتهم حو الكعبة،فلما فرغوا من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا دعاهم رسول الله إلى الله عز وجل وتلا عليهم القرآن،فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع،ثم استجابوا لله،وآمنوا به،وصدَّقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم فى كتابهم من أمره،فلما قاموا عنه اعترضهم أبوجهل بن هشام فى نفر من قريش،فقالوا لهم:خيَّبكم الله مِنْ رَكبْ،بعثكم مَنْ وراءكم من أهل دينكم،ترتادون لهم لِتاتُوهم بخبر الرجل،فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدَّقتموه بما قال،مانعلم ركباً أحمق منكم.
فرد عليهم النصارى فقالوا:سلامٌ عليكم،لانجادلكم.لنا مانحن عليه،ولكم ماأنتم عليه.لم نَاْلُ((نقصرهل عن بلوغ الخير)) أنفسنَا خيراً.
وكان هؤلاء النفر من النصارى من أهل نجران وفيهم نزلْت هذه الآيات
(( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55))).

_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 65 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 78 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط