فراج يعقوب كتب:
سيدنا محمد هو أحب خلق الله وخيرهم وأحبهم وأفضلهم وأكرمهم عند الله :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وأما كون النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل الخلائق وخيرهم وأحبهم إلى الله عز وجل فلا جدال فيه, ولا يحتاج إلى إثبات ذلك بدليل, فهو أمر فطري, وهو عند المؤمن أمر لازم له, مستقر في قلبه, يراه ببصيرته, ويكاد يراه ببصره, بلا منازعة نفس, ولا عصف أهواء.
وأما من كان ضعيفاً في دينه
فمنهم من هو مُسَلِّم محب لذلك,
ومنهم من هو محتاج إلى دليل, وهو معذور
فكيد الشيطان أقوى منه,
فله نذكر أدلة على ذلك.
ومن الغريب أن حال ضعيف الإيمان يقوى عندما تقول له العالم فلان قال كذا, والعالم فلان استدل بكذا! يعني أنه ينتظر كلام كل من هو دون النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في المنزلة ليثبت للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم المنزلة العليا؟! شيء عجيب وأمر غريب, فكانت عاقبة ضعيف الإيمان منذ بدا نور الإسلام وحتى الآن ـ ما لم يتغمده الله برحمة ـ
أن كان دائم التأرجح في المفاهيم والشعور والتصرفات, كلما أتته شبهة عكرت عليه إيمانه, وخاصة إذا أُلقيت هذه الشبهة من خلال زلة عالم, أو فقيه.
سيدنا محمد هو أحب خلق الله وخيرهم وأحبهم وأفضلهم وأكرمهم عند الله
1 ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام وَعَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَ فَضَّلَهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ (وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) (الأنبياء 29)، الْآيَةَ.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلّم: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) (الفتح 1 - 2)،
قَالُوا: فَمَا فَضْلُهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام؟
قَالَ:
قَالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (إبراهيم 4)، الْآيَةَ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلّم: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) (سبأ 28) فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ».
2 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، قَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْرَمُ الْخَلَائِقَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (الإسراء 79)
3 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قال: «أَكْرَمُ الْخَلِيقَةِ عَلَى الله عز وجل أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وآله وسلّم».
والحديث رواه الإمام الحاكم مطولاً, عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ:
وَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ:
«إِنَّ أَعْظَمَ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وآله وسلّم.
قَالَ: قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَأَيْنَ الْمَلَائِكَةُ؟
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَضَحِكَ وَقَالَ:
" يَا ابْنَ أَخِي هَلْ تَدْرِي مَا الْمَلَائِكَةُ؟
إِنَّمَا الْمَلَائِكَةُ خَلْقٌ كَخَلْقِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ وَسَائِرِ الْخَلْقِ الَّذِي لَا يَعْصِي اللَّهَ شَيْئًا، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً وَنَبِيًّا نَبِيًّا حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، قَالَ: فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا،
ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونُ فِيهَا مِنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ وَيَنْجُو النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكِ عَلَى يَسَارِكِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ عِيسَى وَأُمَّتُهُ؟ فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مَنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ،
وَيَنْجُو النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ،
قَالَ: ثُمَّ يَتَّبِعُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأُمَمُ حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ نُوحٌ رَحِمَ اللَّهُ نُوحًا».
قال الإمام الحاكم بعد أن صححه:
"وليس بموقوف فإن عبد الله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمة من جملة الصحابة وقد أسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في غير موضع والله أعلم".
ويعني بذلك الإمام الحاكم أن كلام سيدنا عبد الله بن سلام ليس من عند نفسه, فله حكم الرفع, أي أنه من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي:
"قَالَ البُلْقِينِيّ:
وَقد جَاءَ عَن غير وَاحِدٍ من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم ذَلِك وَلَا يعرف خلاف بَين الصَّحَابَة فِي ذَلِك وَلَا بَين التَّابِعين،
وَبشر بن شغَاف إِنَّمَا قَالَ فَأَيْنَ الْمَلَائِكَة؟ يستفهم ويَسْتَثْبتْ إِظْهَار مُقْتَضى الْعُمُوم فِي ذَلِك
وَلَا نَعْرِف أحداً من الْأَئِمَّة خَالفه فِي أَن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل الْخلق".)
ــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله
ـــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
الله الله الله
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل وسلّم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
حفظكم الله مولانا الكريم الفاضل
وشيخنا الجليل الفاضل الشيخ فراج يعقوب
ومتعكم الله بالصحة والعافية وبارك لكم في عمركم اللهم آمين وجزاكم الله خيرا كثيرا