موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 78 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 23, 2015 9:01 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
الامانة

يُحْكَى أنّه كان في إحدى القبائل رجل يُعرفُ بالفهمِ والإدراكِ والرأي السديد ، وكانَ هو زعيم القبيلة وشَيْخها (1) ، وعندما كبر وتقدّم به العمر ، أصابه الوهنُ والضَّعف ، وكثرتْ أمراضُه ، واشتدّ به الداءُ ذات يوم ، وشعر بأنَّ أيامه باتت قليلة ، فدعا إليه ابنه وأخاه وأفراد عائلته ، وكان ابنُه حدثاً صغيراً لم يبلغ بعد مبلغ الرجال ، فأوصى الرجلُ أخاه قائلاً : تسلّم الآن يا أخي أمور القبيلة ، وعندما يبلغ ابني هذا سنّ الرجولة ، أعد إليه مقاليد حكم القبيلة ، وكن عوناً له وسنداً حتى يشتدّ عوده وتستقرَّ له الأمور .

ومرّت الأيام وتوفِّي ذلك الرجل وتسلّم أخوه مقاليد الحكم مكانه ، وأصبح شيخاً على قبيلته ، ومرت أعوامٌ وأعوام كبر خلالها ذلك الفتى وأصبح رجلاً بالغاً عاقلاً , وانتظر من عمّه أن يعيد إليـه الأمانة , وهي حكم القبيلة كما أوصى والده بها قبل وفاته , ولكن عمّه لم يفعل شيئاً من ذلك ، وكأنه نسي الأمر تماماً .

فقال الشابّ في نفسه : والله لأسألنّه عنها ، فماذا ينتظر مني ، ومتى سيعيدهـا إليّ ، ألم أصبح رجلاً في نظره حتى الآن ؟

وجاء ذات يوم لعمّه وقال له : ألا تَذْكُر يا عمّ بأن أبي ترك لي أمانة عندك ؟

فقال العمّ : بلى أذكر .

فقال الشابّ : وماذا يمنعك إذن من إعادتها إليّ ؟

ابتسم العمّ وقال لابن أخيه بهدوء : لا أعيدها لك ، إلا إذا أجبتني عن أسئلـةٍ ثلاثة .

فقال الشابّ : سلْ ما تشاء يا عمّ .

فقال العمّ : إذا جاءك رجلان يختصمان إليك ، وأنت شيخ للقبيلة ، وطلبا منك أن تحكم بينهما ، وكان أحدهما رجلاً جواداً طيّباً ، والرجل الآخر حقيرٌ وسفيـه , فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : آخذ من حقّ الرجل الطيّب ، وأضع على حقّ الرجل الحقير حتى يرضى ، وبذلك أحكم بينهما .

فقال العمّ : وإذا جاءك حقيران يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : أدفع لهما من جَيْبِي حتى يرضى الطرفان ، وبذلك أنهي ما بينهما من خصومة وأُزيل ما بينهما من خلاف .

فقال العمّ : وإذا جاءك رجلان طيبان يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : مثل هؤلاء لا يأتيان إليّ ، لأنه لو حدثت بينهما بعض المشاكل فإنهما يتوصَّلان إلى حَلٍّ لها ، دون اللجوء إلى طرفٍ ثالث ليتدخل في أمورهما .

فقال العمّ : الآن ثبتَ لديّ بأنك تستحق تلك الأمانة عن جدارة ، لما لمسته فيك من الحكمة والفطنة والعقل ، وأنت من الآن ستصبح شيخاً للقبيلة ، وفقّك الله يا ابني لما فيه الخير ، وجعلك خادماً أميناً لأهلك وقبيلتك .

وأعاد العم زمام الأمور لابن أخيه الذي أصبح شيخاً على قبيلته خلفاً لأبيه بعد أن أثبت بأنه بحلمه وحكمته وزينة عقله يستطيع أن يوفّق بين جميع الأطراف ، ويُرضي بعدلِه القاصي والداني منهم .


يُحْكَى أنّه كان في إحدى القبائل رجل يُعرفُ بالفهمِ والإدراكِ والرأي السديد ، وكانَ هو زعيم القبيلة وشَيْخها (1) ، وعندما كبر وتقدّم به العمر ، أصابه الوهنُ والضَّعف ، وكثرتْ أمراضُه ، واشتدّ به الداءُ ذات يوم ، وشعر بأنَّ أيامه باتت قليلة ، فدعا إليه ابنه وأخاه وأفراد عائلته ، وكان ابنُه حدثاً صغيراً لم يبلغ بعد مبلغ الرجال ، فأوصى الرجلُ أخاه قائلاً : تسلّم الآن يا أخي أمور القبيلة ، وعندما يبلغ ابني هذا سنّ الرجولة ، أعد إليه مقاليد حكم القبيلة ، وكن عوناً له وسنداً حتى يشتدّ عوده وتستقرَّ له الأمور .

ومرّت الأيام وتوفِّي ذلك الرجل وتسلّم أخوه مقاليد الحكم مكانه ، وأصبح شيخاً على قبيلته ، ومرت أعوامٌ وأعوام كبر خلالها ذلك الفتى وأصبح رجلاً بالغاً عاقلاً , وانتظر من عمّه أن يعيد إليـه الأمانة , وهي حكم القبيلة كما أوصى والده بها قبل وفاته , ولكن عمّه لم يفعل شيئاً من ذلك ، وكأنه نسي الأمر تماماً .

فقال الشابّ في نفسه : والله لأسألنّه عنها ، فماذا ينتظر مني ، ومتى سيعيدهـا إليّ ، ألم أصبح رجلاً في نظره حتى الآن ؟

وجاء ذات يوم لعمّه وقال له : ألا تَذْكُر يا عمّ بأن أبي ترك لي أمانة عندك ؟

فقال العمّ : بلى أذكر .

فقال الشابّ : وماذا يمنعك إذن من إعادتها إليّ ؟

ابتسم العمّ وقال لابن أخيه بهدوء : لا أعيدها لك ، إلا إذا أجبتني عن أسئلـةٍ ثلاثة .

فقال الشابّ : سلْ ما تشاء يا عمّ .

فقال العمّ : إذا جاءك رجلان يختصمان إليك ، وأنت شيخ للقبيلة ، وطلبا منك أن تحكم بينهما ، وكان أحدهما رجلاً جواداً طيّباً ، والرجل الآخر حقيرٌ وسفيـه , فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : آخذ من حقّ الرجل الطيّب ، وأضع على حقّ الرجل الحقير حتى يرضى ، وبذلك أحكم بينهما .

فقال العمّ : وإذا جاءك حقيران يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : أدفع لهما من جَيْبِي حتى يرضى الطرفان ، وبذلك أنهي ما بينهما من خصومة وأُزيل ما بينهما من خلاف .

فقال العمّ : وإذا جاءك رجلان طيبان يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : مثل هؤلاء لا يأتيان إليّ ، لأنه لو حدثت بينهما بعض المشاكل فإنهما يتوصَّلان إلى حَلٍّ لها ، دون اللجوء إلى طرفٍ ثالث ليتدخل في أمورهما .

فقال العمّ : الآن ثبتَ لديّ بأنك تستحق تلك الأمانة عن جدارة ، لما لمسته فيك من الحكمة والفطنة والعقل ، وأنت من الآن ستصبح شيخاً للقبيلة ، وفقّك الله يا ابني لما فيه الخير ، وجعلك خادماً أميناً لأهلك وقبيلتك .

وأعاد العم زمام الأمور لابن أخيه الذي أصبح شيخاً على قبيلته خلفاً لأبيه بعد أن أثبت بأنه بحلمه وحكمته وزينة عقله يستطيع أن يوفّق بين جميع الأطراف ، ويُرضي بعدلِه القاصي والداني منهم .


(1) - الشيخ : لقبٌ يطلق على كبير القبيلة وزعيمها .


_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 23, 2015 9:09 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
الصدق

يُحكى أنَّ فتىً يتيماً كان يُقيم عند عمِّهِ وتحت رعايته ، وكان يُدعى "صادق" ، وكان صادق لا يكذب ولا يعرف معنى الكذب ، وهو مجبول بالفطرة على الصِّدق من الله تعالى .

وكان لعمّه ناقة يأخذها أحياناً للمرعى ويرعى معها طيلة نهاره ، وسمع الناس بصدقه ونزاهته وعفّة نفسه ، فأراد بعضهم أن يختبره ويمتحنه ، فتوجه لعمّه وأخبره انه يشكّ فيما يسمعه من صدق ابن أخيه صادق ، واقترح عليه أن يمتحنه بشيء معيّن .

وافق العمّ على ذلك وذهب الرجل يخطّط للإيقاع بصادق وفحصه إذا كان صدقه فطريّاً بديهياً أم مفتعلاً ومصطنعاً .

وفي ساعات الصباح وبينما كان صادق يرعى مع ناقة عمّه ، رأى فتاة ترعى مع قطيعٍ لها ، ثم أخذت تقترب منه شيئاً فشيئاً حتى وصلت إليه ، وحيّته وجلست تتحدث إليه ، وأغرته الفتاة وقالت له إنها تحبّه وانها تتمنّى الزواج منه ، وستوافق إذا ما تقدّم ليخطبها من أبيها . وظلّت تتحدث معه حتى كاد النهار ينقضي فقالت له إنها لم تأكل منذ الصباح ، وألَحَّت عليه أن يذبح لها الناقة ويطعمها من لحمها وأقسمت عليه بحبها له ، فانصاع لدلالها وذبح الناقة وشوى منها وأكل هو وتلك الفتاة ، وعندما حان وقت الغروب ودّعته الفتاة وساقَت أغنامها وعادت إلى مضارب أهلها .

وكانت سكرة تلتها فَكْرة ، فجلس صادق يفكّر بعد أن صحي مما كان فيه ، وإذا الناقة قد ذُبحت ، وكيف يعود لعمّه بدونها ، وماذا يقول له عندما يسأله عنها .

فكّر صادق مليّاً وقام فغرز عصا كانت معه في الأرض وبدأ يحكي لها ويبثّ لها همومه وكأنه يستشيرها في أمره وفي الورطة التي وقع بها ، فقال : يا عصاتي لو سألني عمّي عن الناقة وقلت له إنّ الذئب قد أكلها ، فماذا سيقول لي ؟

وردّ على نفسه وهو يمثّل دور العصا : قال سيقول لي أرني ما تبقى منها لأن الذئب لن يستطيع أن يأكلها كلّها ولا يستطيع جَرّها وسحبها . وإذا ذهبت معه ولم يجدها ، فسيعرف عندها أنني كذبت عليه ، ولا يصدقني بعدها .

وتوجه إلى العصا مرّة أخرى وسألها قائلاً : وإذا قلت لعمّي بأنّ اللصوص قد سرقوها ، فماذا سيقول لي ؟

قال : سيقول لك تعال نتبعهم ونقصّ أثرهم وأثر الناقة حتى نصل إليهم ، وعندها لن يجد الأثر وسيعرف أنني كذبت عليه .

قال : وإذا قلت له لدغتها أفعى وقتلتها فماذا سيقول ؟

قال : سيقول تعال لنرى جثّتها ونرى أثر الحية التي لدغتها ، وإذا جاء ووجدها مذبوحة ومسلوخة وأثر النار والشواء بقربها فسيعرف عندها أنني كذبت عليه .

وأسئلة أخرى كثيرة كانت تدور في مخيلة صادق ولكنها جميعاً لم تقنعه ولم يجد جواباً شافياً لها .

وأخيراً قال : يا عصاتي لم يبقَ أمامي إلا أن أخبر عمّي بالحقيقة وليحدث ما يحدث .

وعاد صادق كاسف البال يحمل في يده تلك العصا التي كان يسوق بها الناقة وجلس حزيناً ، فسأله عمّه لماذا عاد ولم تعد الناقة معه ، فأخبره بكلّ الحقيقة ولم يترك شيئاً إلا وأخبر عمّه به ، ثم سار معه وأراه المكان الذي ذبح فيه الناقة وما تبقّى منها .

عرف العمّ أن صادقاً لا يكذب ، فرَبَتَ على كتفه وهوَّنَ عليه وخفّف عنه ، وقال له : لا تيأس يا ابني ، سأشتري ناقة أخرى مكانها .

وعاد والد الفتاة إلى عمّ صادق ليسأله عن خبر صادق ، ومـاذا قـال لعمّه ، فأخبره أنه قصَّ عليه الحكاية كاملة ولم يكذب عليه في شيء منها .

ولم ييأس ذلك الرجل بل قال للعمّ : دعني أجرّب معه تجربة أخرى لأرى مدى صدقه ، واتفق مع العمّ على تجربة أخرى جديدة .

وفي المساء بعث العمّ صادقاً لقوم الفتاة ليخبر أباها بأن عمّه قادم لخطبة الفتاة التي ذبح لها الناقة بالأمس ، وذهب صادق فرحاً ، وعندما وصل وجد القوم قد هدموا خيامهم وحمّلوها على الإبل ، والإبل تُرغي والعبيد في هرجٍ ومرج ، فتوجّه إلى والد الفتاة ، وأخبره أن عمّه ينوي زيارتهم في هذه الليلة ، فقال له : قلْ له إننا رحلنا من هذه الديار ، وغادرنا إلى مكانٍ آخر .

وعاد صادق ليخبر عمّه بما رأى وعندما وصل سأله عمّه إن كان قد أخبر والد الفتاة عن خبر زيارته المرتقبة .

فقال : نعم أخبرته .

فقال : وماذا قال لك ؟

فقال له : إنه يقول لك إنهم يريدون الرحيل .

فقال له : وهل رحلوا ؟

قال : رأيتهم قد هدموا بيوتهم ، وحمّلوها على جمالهم ، ولكن لا أدري إذا كانوا قد ارتحلوا أم لا .

فقال له : سنذهب إليهم في المساء على كلّ حال ونرى إن كانوا قد ارتحلوا أم لا ، وذهبوا في المساء إليهم وعندما وصلوا وجـدوا القـوم وقد بُنيت خيامهـم ، وإبلهم في أماكنها وليس لديهم أي شيء يدلّ على الرحيل .

فعجب صادق لذلك ، ولم يعلم أنها خطة مدبرة لفحص صدقه من كذبـه .

وطلب العم يد تلك الفتاة من أبيها لابن أخيه صادق ، فوافق والد الفتاة على زواجها منه بعد أن تأكد له بأنه صادق بالفطرة ، وتزوج صادق من تلك الفتاة التي أحبها وعاش صادقاً لا يعرف الكذب في حياتـه .





_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 25, 2015 11:01 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
الحدأة والضيف

كان أحد الشيوخ معروفاً بعراقة الأصل وطيب الأرومة والمحتد عزيزاً في قومه ، ولكنه كان فقير الحال معدماً لا يملك مـن متـاع الدنيـا شيئاً ، وكانت له بندقية صيد من بنادق ذلك الزمان مَهَرَ على إصابة الهدف بها حتى أصبح يضرب به المثل في شدة التصويب وفي دقة الإصابة ، وكثيراً ما كان يخرج للصيد فيصطاد بعض الطيور والحيوانات الصغيرة كالأرانب والحَجَل وما شابه ويعود بها إلى بيته فيقتاتون بها هو وعائلته ، وكان في بعض الأحيان يعود خالي الوفاض ولا يجد ما يقتنصه ، فيبيتون على الطوى والجوع في ذلك اليوم .

وخرج ذات يوم للصيد كعادته وسار ساعات طويلة في الصحراء ولكنه لم يجد ما يقتنصه ، فأرهقه التعب والجوع حتى كاد يهلك ، ورأى أثناء سيره بيتاً كبيراً في الصحراء فقصده ليستريح فيه ، ورأى دخاناً متصاعداً من البيت فحدثته نفسه بأنه سيصيب شيئاً من الطعام عند هؤلاء القوم .

وكان البيت لأحد الوجهاء المعروفين ، وقد أعد وليمة أو قِرَى في ذلك اليوم ودعا إليها معارفه من شيوخ ووجهاء تلك المنطقة ، وفرش لهم فراشاً نظيفاً من بُسُطٍ وفرشات صوفية سميكة ووسائد جميلة مطرزة ، وكان البيت يعج بالضيوف والمعازيب ، حيث شربوا القهوة المرة وتناولوا أطراف الحديث ، حتى قارب وقت الغداء .

وعندما وصل الرجل إلى ذلك البيت ألقى التحية وكان مرهقاً رثّ الثياب أشعث الوجه رفيع العود ، وهيئته تـدل على الفقـر والحاجـة ، فظنه صاحب البيت شحاذاً أو قصَّاداً فقال له أجلس هنا يا رجل وأجلسه حيث توضع أحذية الضيوف خارج البيت ، ولم يلتفت إليه أحد أو يكترث لوجوده .

وعندما حان وقت الغداء وقُدمت المناسف وعليها اللحم والثريد ، تناول صاحب البيت قطعة من اللحم ولفَّها في رغيف من الخبز وأعطاها لذلك الأعرابـي ، وكانت اللحمة ساخنة فأخرجها الرجل وأخذ يتأملها ويتأمل ذلك المضيف ، ثم رفعها نحو فمه ليأكل منها ، وكانت حدأة تحوم في الجو فوق ذلك المكان حيث شمت رائحة اللحم والزَّفر ، وكان الجوع يملأ الدنيا بسبب الجدب والمحل في تلك السنـة ، فهبطت بسرعة البرق واختطفت اللحمة من يد الأعرابي وطارت وحلقت بها عالياً في الفضاء . ونظر الأعرابي إلى قطعة اللحم التي اختطفتها الحدأة من يده قبل أن يقضم منها شيئاً وقد غلبه الجوع ونظر إلى الناس الذين أخذوا يضحكون ويسخرون منه ، فتناول بندقيته وصوَّبها بكل هدوء نحو تلك الحدأة التي خطفت اللحمة من يده وأطلق عليها رصاصة واحـدة ، فهوت الحدأة تُفَرْفِرُ حتى وقعت أمامه مقتولـة ووقعـت معها اللحمـة التي خطفتها من يده ، فنظر إليها في سخف ونظر إلى المضيف نظرة ملؤها الاحتقار والازدراء ، ونظر إلى الضيوف والمعازيب الذين سخروا منه ، ثم تناول اللحمة ومسحها من التراب في طرف ثوبه ، وأراد أن يأكلها لأنه كان جائعاً ، وكان الضيوف وصاحب البيت ينظرون إلى ذلك المشهد مشدوهين ، وهنا قام صاحب البيت من مكانه مسرعاً وتوجه نحو الأعرابي وسأله قائلاً : أسألك بالله ألست أنت الشيخ فلان الفلاني ؟

فقال له : أي والله هو أنا .

فضمه صاحب البيت إلى صدره وأمسكه من يده وأخذه وأجلسه في صدر المكان حيث يجلس الشيوخ والوجهاء ، وهو يعتذر إليه لما بدر منه من تقصير في واجبه بسبب جهله به وعدم معرفته له ، وأخذ يحدثهم عنه وعما سمعه عن سمعته الطيـبة ، وأقسم أن يعمل له قِرَىً لوحده ، وعمل له بالفعل ، وانشرحت أسارير الرجل ، وتحدث مع زملائه عن كثير من القصص والمغامرات التي تحدث معه في الصحراء ، وهكذا عاد للرجل اعتباره ، فاستراح عند مضيفه بقية ذلك اليوم ، ثم عاد إلى أهله وعشيرته ليروي لهم أحداث تلك القصة المثيـرة .

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 25, 2015 2:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
يُحْكى أن مشكلةً حدثت بين فريقين من الناس , فاجتمعوا في بيت أحد الوجهاء للتفاوض من أجل حلِّها ، وإيجاد صيغة ترضي الطرفين لفضّ النزاع القائم بينهما .

وأثناء النقاش حمي الجدال واشتد بين رجلين منهما , فقال أحدهما منتهِراً للآخـر : اسكت يا حمار !.

ونظر الرجل إلى صاحب البيت وقال له : هل سمعت ما قاله ذلك الرجل ؟

قال : نعم ، سمعت .

فقال له :أنت الآن معقود العمامة(1) ، تشهد بما سمعت ورأيت ، وقال لجماعته قوموا بنا ، فعادوا إلى ديارهم وقد أخذ الغضب منهم كل مأخذ .

وبعث الرجل وجماعته أناساً لأقارب ذلك الرجل وأبلغوهم بأنهم مطرودون لهم طَرْد الرجال للرجال , وفي هذه الحالة يكون أي شخص يخرج من الطرف الآخر معرضاً للاعتداء عليه ، من أي واحد من أقارب الرجل الغاضب ، وتوسّط الوجهاء لحلّ القضية ورفعوها إلى القضاء العشائري ، فحكم قاضيهم بأن يخرج ذلك الرجل ويقف أمام جمع الحضور وينهق مقلداً صوت الحمار ثلاث مرات ، ويكرر ذلك في ثلاثة بيوت من بيوت الوجهاء حتى يتعلم درساً يكون عبرة له ولغيره ، ولا يصِف بعدها رجلاً كريماً وجيهاً بتلك الصفة التي حَقَّرته أمام الناس ، واعترض الرجل على هذا الحكم ، وقال حتى لو فَنِيَ الطرفان فلن أفعل ما طلبوه مني ، فإنّ ذلك من شأنه الإهانة والتحقير ليس أكثر ، ولكن أهله وأقاربه ضغطوا عليه وقالوا له : إذا لم تفعل ذلك فقد يسقط ضحايا بين الفريقين ، والأَوْلَى ومن أجل حقن الدماء ، أن ترضى بالحكم ، فانصاع الرجل للأمر كارهاً , وقد نهقَ بالفعل ثلاث مرات وفي ثلاثة بيوت مختلفة من بيوت وجهاء تلك المنطقة ، وبعدها رضي الطرف الآخر وانفضّ بذلك الخلاف القائم بينهما وانتهت تلك المشكلة التي كادت تتفاقم وتصل إلى عواقب وخيمة .

1) – كانوا يعقدون عمامة الشاهد عند حدوث مثل هذه الحالات ليشهد بما سمع ورأى

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 25, 2015 5:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
يُحكى أن أحد الشيوخ تقدّم به العمر وكان له ابن شابٌّ فأوصاه أن لا يتزوج إلا من ابنة رجل شهم ، وقال له : إن ابنة الرجل الشهم تستطيع أن تعيش معها حياة طيبة ، لأن تربيتها تكون تربية حسنة إضافة إلى أن وراءها أب تظل عينه ترعاها حتى لو كانت متزوجة وفي بيت زوجها ، أما ابنة الضعيف من الرجال فلا يأتيك من ورائها إلا المشاكل بسبب التربية الفاسدة ، وعدم وجود من يوقفها عند حدها فيما لو حدث سوء تفاهم بينها وبين زوجها .

وعاش الشيخ فترة من الزمان ثم انتقل إلى رحمة الله . وبحث الابن عن زوجة ملائمة تكون ابنة لرجل شهم حسب المواصفات التي أوصاه والده بها ، ووجد في نهاية المطاف فتاة تنطبق عليها تلك المواصفات .

فجاء إلى أهلها وطلب يدها من أبيها وأخبره بقصته ووصية أبيه له ، فقال له أبو الفتاة : أزوجها لك ولكن بشرط إذا وافقـت عليه فهي لـك ، وإذا لم توافق فابحث لك عن فتاة أخرى ، فلن أزوّجها لك .

فقال الشاب : وما هو هذا الشرط ؟

فقال الأب : إذا أغضبت زوجتك بعد أن تتزوج وجاءتني غاضبة وحردانة فلا تأتي لتراضيها إلا بعد حَوْل ، أي بعد عام ، لأني لن أعيدها لك قبل مرور العام .

ووافق الشاب على هذا الشرط ، وتزوج من ابنة ذلك الرجل الشهم ، وعاش مع زوجته فترة من الزمن حياة سعيدة هانئة ، فكانت تعجن وتخبز وتعدّ الطعام ، وتغسل الملابس وتقوم بكل أعمالها المنزلية على أحسن وجه ، ولا تزور أحداً من جيرانها ولا تختلط بأي إمرأة من جاراتها . وتبقى دائماً ملازمة لبيتها لا تخرج منه إلا للضرورة القصوى .

وفي أحد الأيام كان عند أحد أقارب زوجها عرس لواحدٍ من أبنائهم فقالت لزوجها : ما رأيك أن تأخذني معك في هذه المرة . فهؤلاء الناس أقاربك وهم ليسوا غرباء عنا ، وعلينا أن نشاركهم فرحتهم ونقف بجانبهم ، فهذا واجب علينا ولن يكون هناك ما يضرنا إن شاء الله .

فقال لها : أخشى عليك من اجتماع النسوة ، فاجتماعهنَّ لا يأتي منه خير .

فقالت : لا عليك ، فأنا عندي عقل أميّز به ، ولن يستطعن التأثير عليّ .

فذهب الرجل واصطحب امرأته معه وما كادت تصل حتى تناولتها النسوة وجلسن إليها وسألنها عن حياتها وقلن لها : ما لك يا أخت لا تخرجين من بيتك ولا تزورين أحداً من جاراتك ، فماذا تعملين وكيف تقضين أوقاتك .

فقالت : أقوم بأعمالي المنزلية من طهي وغسل وغيره ، ثم انتظر زوجي حتى يعود ، فنأكل سوية ونحن بخير والحمد لله .

فقلن لها : ما أقل عقلك إنك لا تعرفين من أمور الدنيا شيئاً ، ومن أجل ذلك هو يمنعك من الخروج من البيت حتى لا تعرفي الحقيقة وتظلي تخدمين عنده وكأنك خدّامة لديه .

وقلن لها : إننا لا نعمل شيئاً مما ذكرتِه في البيت لأن هذه الأشياء من عمل الرجال ، فالرجل هو الذي يعد الطعام ويغسل الملابس وينظف البيت ، ونحن لا نعمل شيئاً . وعادت المرأة إلى بيتها وهي تظن أنها فهمت سراً غاب عنها وصممت أن تكون كباقي النسوة ولا تعمل شيئاً من أعمال البيت لأنها من واجبات الزوج وليس من واجباتها هي .

وفي اليوم التالي عاد الزوج من عمله فوجد زوجته نائمة ولم تعدّ له طعاماً ولم تقم بأي عمل من أعمال المنزل ، فقال في نفسه ربما تكون مريضة ، فقام وأعدّ طعاماً لنفسه ودعاها وأكلا معاً .

وفي اليوم التالي عاد من عمله ووجدها نائمة كما وجدها بالأمس ، ولم تعد له طعاماً ولا غيره ، وأراد أن يعمل لنفسه مثلما عمل بالأمس ولكنه سألها : ما الذي جرى لك يا امرأة ؟ هل أنت مريضة ، أو ماذا أصابك فلم تعدي لي طعاماً ولم تعملي شيئاً من أعمال المنزل .

فقالت له : لا أنا لست مريضة ، لأن هذه الأشياء يجب أن يقوم بها الرجل وليس أنا ، أوتحسبني مغفلة ، كل النساء لا يعملن شيئاً لأزواجهن ، وأنا أقوم لك بكل هذه الأعمال .

فقال لها : من أخبرك بذلك ؟

فقالت : النسوة أخبرنني بذلك بالأمس ، وأنا سأكون مثلهن ، ولن أعمل شيئاً من أعمال المنزل ، فهذا شيء يخص الرجال فقط .

فقال لها : يا زوجتي ، لقد خدعتك تلك النسوة بفساد رأيهن ، فعودي لرشـدك ، وأرجعي إلى ما كنت عليه .

فقالت : لن يكون ذلك ، فهن لسن بأفضل مني .

فقال لها : ما دام الأمر على ذلك ، فهيا إلحقي بأهلك .

فقامت ووضعت بعض أغراضها ومتاعها في صُرَّة وحملتها على رأسها وعادت إلى بيت أبيها ، وعندما رآها أبوها مقبلة وعلى رأسها صُرَّة الملابس عرف أنها جاءت غاضبةً وحردانة ، فقال لأمها : استقبليها بفتور ولا تبشي في وجهها ولا تريها وجهـاً طيباً .

وبعد أن استراحت قليلاً قال لها أبوها : تعالي اسقي لي المواشي يا ابنتي ، ونظفـي الحظيرة واعملي كذا وكذا حتى أرهقها ، وصار في كل يوم يشغلها طيلة النهار ، واستمر الحال بها على ذلك الشكل فترة من الزمن ، فندمت ولامت نفسها وعرفت أن النساء خدعنها لأنها كانت تعيش سعيدة في بيتها ، وصارت تنظر إلى طريق زوجها عله يأتي ليراضيها ويعيدها إلى بيتها ، ولكن زوجها كان لا يستطيع أن يأتي قبل مرور عام ، فرأت عند والدها ألواناً من العذاب من تعب وإرهاق ومذلة بعد أن كانت سيدة مطاعة في بيتها ، فلامت نفسها وبكت على حظها ولكن دموعها لم تجدِها نفعاً لأن زوجها لن يأتي قبل مرور العام .

وبعد أن انقضى العام جاء زوجـها ليراضيها ، فقـال أبو الفتاة لامرأته : استقبليه بفتور وافرشي له كيساً ليجلس عليه ، واطبخي له طعاماً من العدس ، والعدس طعام يملّه أهل الصحراء لكثرة استعماله وهو في هذه الحالة تحقير وتقليل في واجب الضيف وشأنه ، وبعد أن جلس الرجل واستراح قدموا له طعاماً من العدس ، وكانت زوجته ترى ذلك ، وتأكل نفسها وتصرّ على أسنانها ، وتقول لنفسها أيقدّم له عدساً بعد هذا الغياب الطويل وهو كريم وعزيز في قومه ، إن ذلك احتقار له وازدراء وإهانة به . وعندما حلَّ المساء قال أبو الفتاة لزوجته : افرشي لصهرك كيساً وضعي برذعة الحمار وسادة له .

وفي الليل جاء أبو الفتاة إلى صهره وقال له قم ونم مكاني وكان قد أعد له فراشاً نظيفاً وغطاءً سميكاً ، فقام الرجل ونام مكان صهره ، أما الأب فنام على الكيس وتوسد برذعة الحمار وغطّى رأسه باللحاف .

وبعد ساعة من الوقت جاءت زوجة الرجل تختلس الخطى وهمزت أباها وهي تظنه زوجها فتظاهر بالنوم ، فقالت له قم فقد أعددتُ لك حماماً مطبوخاً لأن ذلك الشيخ النحس عشّاك عدساً ، لأنه لا يعرف قيمتك ومقدارك ، آه منه ما أظلمه ، فقد أراني ألواناً من العذاب في غيابك .

وتظاهر الرجل بالتعب والنوم ولما لم يقم تركت الطعام عنده وهي تظنّه تَعِباً ، أما الشيخ فكان يضحك بينه وبين نفسه .

وفي الصباح قال الرجل لابنته : ارجعي مع زوجك الآن ، وحاولي ألاّ تغضبيه ، أو تخرجي عن طاعته ، وعادت المرأة مع زوجها وهي تشكو له ظلم أبيها لها وكيف أرهقها بكثرة الأعمال التي كانت تقوم بها في كل يوم .

وفي اليوم التالي جاءت النسوة ليهنئنها بالعودة فلاقتهن خارج البيت وقالت : والله لن تدخل واحدة منكن بيتي ، اذهبن فقد أفسدتن عليَّ حياتي ، هيا لا أريد أن أرى واحدة منكن بعد اليوم .

وهكذا عاشت مع زوجها حياة رغدة هانئة بعد أن عرفت مصدر الفساد وتجنبته بطردها تلك النسوة ، بعد أن كدن يخربن بيتها ، ويفسدن عليها حياتها .

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 30, 2015 1:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
يُحكى أن رجلاً صالحاً اشتهر بين الناس بالوَرَعِ والتقوى ، وكانت له كرامات مختلفة يتحدّث بها أهل بلده ، ومن يزوره من الناس ، وكان في بيته ذات يوم إذ جاءه رجلٌ من أهل بلده وأخبره بأنه سمعَ زيداً من الناس وهو يشتمه ويسبّه ، وإنه قد اغتاظ منه نظراً لما يعرفه من صفات الرجل الصالح وما يتسم به من الحلم والأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة وإنه قد جاء ليخبر الرجل الصالح بما سمعه من ذلك الرجل .

ولم ترتسم على وجه الرجل الصالح أية علامات لغضب أو غيظ أو غيره ، بل ظل على هدوئه المعتاد ، وقال لجليسه سأفتح فمي فأنظر فيه وأخبرني ماذا ترى ، وفتح فاه ونظر ذلك الرجل فيه وقال : أرى بحراً كبيراً لا حدّ له ، ثم أضاف : وأرى طفلاً يبول في البحر ، فقال له الرجل الصالح : أنظر جيداً هل عكّر بول الطفل مياه البحر ، فنظر الرجل وقال : لا لم يعكّره .فقال له الرجل الصالح بهدوء ، وكذلك نحن – عباد الله الصالحين - فإن مثل هذه الأمور التي ذكرت لا تؤثر علينا ولا تعكر صفونا ، فلا تقلق منها في المرات القادمة ولا تكترث لها.

وتعجب ذلك الرجل من حكمة الرجل الصالح ومن قلبه الكبير ، ومسامحته للمسيئين إليه من الناس وعاد وهو يحمده ويكثر من الثناء عليه .

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 30, 2015 3:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
يُحكى أنه كان هناك رجل صالح عرف بكراماته العديدة وبصدقه وشدة ورعه ودينه ، وكان هذا الرجل يُدعى عبد القادر ، وفي أحد الأيام جاءته امرأة حامل وطلبت منه أن يخبرها عن نوع الجنين الذي في بطنها وهل هو ذكر أم أنثى ، ووضع الرجل الصالح يده على بطنها من فوق ثيابها ، بعد أن سمّى باسم الله الرحمن الرحيم ومَرَّر يده عدة مرات وكأنه يتحسس نوع الجنين وحركاته ، وقال للمرأة إن الذي في بطنك ولد ذَكَر وقد لمست ذكورته بيدي ، وعادت المرأة إلى بيتها فرحة مستبشرة مسرورة الخاطر وأخبرت زوجها بذلك ، وبعد انتهاء فترة الحمل وضعت المرأة مولودة أنثى ، فأسقط في يدها وعادت بعد فترة لتعاتب الرجل الصالح على عدم تدقيقه معها في ما قاله لها ، فقال لها الرجل الصالح : أنا لمست ذكورة الجنين الذي في بطنك بيدي ، ولكن القادر كذّب عبدَ القادر ، فهو سبحانه قادر على كل شيء ، ولا يعجزه تغيير نوع جنينك ، وليكن اتكالك على الله وليس على أحد من خلقه وعباده .

فخشعت المرأة لله وعادت إلى بيتها بعد أن غمرتها السكينة والهدوء .

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 30, 2015 5:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
صورة

روي أن الإمام الشبلي رضي الله عنه رؤي بعد موته
فقيل له:ماذا فعل الله بك؟
فقال : أوقفني بين يديه الكريمتين
وقال: يا أبا بكر أتدري بما غفرت لك؟
فقلت: يا رب بصالح عملي؟
قال: لا.
فقلت : بإخلاصي في عبوديتي؟
قال: لا.
فقلت: بحجي وصومي وصلاتي؟
قال: لم أغفر لك بذلك.
فقلت: بهجرتي إلى الصالحين وبإدامة أسفاري وطلب العلوم؟
فقال: لا.
فقلت: يا رب هذه هي المنجيات التي كنت أعقد عليها
حسن ظني أنك بها تعفو عني.
قال: كل ذلك لم أغفر لك به.
فقلت: إلهي فبماذا؟
قال: أتذكر حين كنت تمشي على درب بغداد وجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد وهي تنزوي إلى جدار من شدة الثلج والبرد فأخذتها رحمة لها فأدخلتها في فرو كان عليك؛ وقاية من ألم البرد؟
فقلت: نعم.
قال : برحمتك لتلك الهرة رحمتك يا شبلي

العبرة

الراحمون يرحمهم الرحمن

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 01, 2015 5:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
صورة

يحكى أن حاكماً ظالماً حلم بقمرين اثنين يتصادمان معاً...

تكرر هذا الحلم معه أكثر من مرة، فاستدعى المفسرين من كل البلاد فجاؤوا إليه مسرعين.

روى لهم حلمه، فجلسوا يتشاورون ليكون التفسير المجمع عليه "ستموت بعد 30 يوماً من الحلم!".

أمر الحاكم بسجن هؤلاء المفسرين ليقتلهم بعد شهر عندما يبقى حياً، لكنه بنفس الوقت كان مرعوباً من حلمه وتفسيرهم له...

مضت الأيام، وكانت المفاجأة لقد مات بعد 30 يوما!!

فجاء الحاكم الجديد وأمر بتعيين كل مفسري الأحلام كمستشارين له لكن أحد الأطباء تدخل وقال له " سيدي، هم لم يقولوا شيئاً صحيحاً فالكشف الطبي يؤكد أن الحاكم الراحل توفي نتيجة عدم الأكل والشرب لإصابته باكتئاب وخوف من الحلم!...هو مات بسبب تفسير الحلم وتصديقه له!".

العبرة : الأفكار السلبية التي نؤمن بها هى التى من الممكن أن تقتلنا.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 03, 2015 10:51 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
ذكر ابن رجب وغيره أن رجلاً من العباد كان في مكة وانقطعت نفقته وجاع جوعاً شديداً وأشرف على الهلاك.

‎وبينما هو في أحد أزقة مكة إذ عثر على عقد ثمين غال نفيس فأخذه في كمه وذهب إلى الحرم وإذا برجل ينشد
‎ عن هذا العقد، قال فوصفه لي فما أخطأ من صفته شيئاً فدفعت له العقد على أن يعطيني شيئاً قال فأخذ العقد وذهب لا يلوي على شيء وما سلمني درهماً ولا نقيراً ولا قطميراً قلت اللهم إني تركت هذا لك فعوضني خيراً منه ثم ركب جهة البحر فذهب بقارب فهبت ريح هوجاء وتصدع هذا القارب وركب هذا الرجل على خشبة وأصبح على سطح الماء تلعب به الريح يمنة ويسرة حتى ألقته إلى جزيرة ونزل بها ووجد بها مسجداً وقوماً يصلون فصلى ثم وجد أوراقاً من المصحف فأخذ يقرأ قال أهل تلك الجزيرة أئنك تقرأ القرآن قلت نعم قالوا علم أبناءنا القرآن فأخذت أعلمهم بأجره ثم كتبت خطاً قالوا أتعلم أبناءنا الخط قلت نعم فعلمتهم بأجرة.

‎ثم قالوا إن هنا بنت يتيمة كانت لرجل منا فيه خير وتوفي عنها هل لك أن تتزوجها قلت لا بأس قال فتزوجتها ودخلت بها فوجدت العقد ذلك بعينه بعنقها قلت ما قصة هذا العقد فأخبرت الخبر وذكرت أن أباها أضاعه في مكة ذات يوم فوجده رجل فسلمه إليه فكان أبوها يدعو في سجوده أن يرزق ابنته زوجاً كذاك الرجل قال فأنا الرجل.

‎فدخل عليه العقد بالحلال لأنه ترك شيئاً لله فعوضه الله خيراً منه.
‎(إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً).

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 03, 2015 6:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
صورة
كان في دارِ رجلٍ من الناس حيَّةُ ساكنةُ في جُحر، قد عرفوا مكانها، وكانت تلك الحية تبيض كل يوم بيضة من ذهب وزنها مثقال، فصاحب المنزل مغتبط مسرور بمكان تلك الحية، يأخذ كل يوم من جُحرها بيضة من ذهب، وقد تقدم إلى أهله أن يكتموا أمرها، فكانت كذلك لأشهر.

ثم خرجت الحية من جحرها، فأتت عنزاً لأهل الدار حلوباً ينتفعون بها، فنهشتها، فهلكت العنز!

فخرج لذلك الرجل وأهله، وقال : الذي نصيب من الحية أكثر من ثمن العنز، والله يخلف ذلك منها.

فلما أن كان عند رأس الحول، عدت على حمار له كان يركبه، فنهشته، فقتلته !

فجزع لذلك الرجل وقال : أرى هذه الحية لا تزال تُدخل علينا آفة، وسنصبر لهذه الآفات ما لم تَعْدُ البهائم.

ثم مر بهم عامان لا تؤذيهم، فهم مسرورون بجوارها. مغتبطون بمكانها، إذ عَدَتْ على خادم كان للرجل، لم يكن له غيره فنهشته وهو نائم، فمكث مهموماً، حزيناً، خائفاً أياماً. ثم قال : إنما كان سُم هذه الحية في مالي، وأنا أصيب منها أفضل مما رُزَئتُ به.

ثم لم يلبث إلا أياماً حتى نهشت ابن الرجل فمات فقالا لا خير لنا في جوار هذه الحية، وإن الرأي لفي قتلها، والاعتزال عنهافلما سمعت


الحية ذلك تغيبت عنهم أياماً، لا يرونها ولا يصيبون من بيضها شيئاً !

فلما طال ذلك عليهما تاقت أنفسهما إلى ما كانا يصيبان منها، وأقبلا على جحُرها يقولان ارجعي إلى ما كنت عليه ولا تضرينا ولا نضرك.

فلما سمعت الحية ذلك من مقالتهما رجعت، فتجدد لهما سرورهما على غصتهما بولدهماوكانت كذلك عامين، لا ينكرون منها شيئاًثم دبت الحيـــة إلى امرأة الرجل وهي نائمة معه فنهشتها، فصاحت المرأة فبقي الرجل فريداً، وحيداً، كئيباً، مستوحشاً!

وأظهر أمر الحية لإخوانه وأهل وده، فأشاروا عليه بقتلها، فولى الرجل وقد أزمع على قتلها، فبينما هو يرصدها إذ اطلع في جحرها فوجد درة صافية وزنها مثقال! فلزمه الطمع، وأتاه الشيطان فغره حتى عاد له سرور هو أشد من سرور الأول. فقال: لقد غير الدهر طبيعة هذه الحية، ولا أحسب سمها إلا قد تغير كما تغير بيضها.

فجعــل الرجـــل يتعاهد جُحرها بالكنس ورش الماء والريحان، فبينما هو نائم، إذ دبت الحية فنهشته ومات.


العبرة

الطمع ضر مانفع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 05, 2015 1:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
سُلَيْمَان وإبليس

وَذكر أَن إِبْلِيس لَعنه الله لَقِي سُلَيْمَان صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان يَا مَلْعُون مَا أَنْت صانع بِأمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ الملعون يَا سُلَيْمَان لأدعونهم حَتَّى تكون الدُّنْيَا وَالدِّرْهَم أشهى عِنْدهم من شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله
فتحفظوا رحمكم الله من هَذَا كُله فَإِنَّهَا حبائل الشَّيْطَان

(بستان الواعظين ورياض السامعين)

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 05, 2015 5:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
صورة

دافع الذئب يوما عن نفسه أمام القاضى فماذا قال له؟
القاضي : أيها الذئب أنت متهم
بـ المكر والخبث والوحشية وبأنك أخفت البشر وسببت لهم الكثير من الذعر وهاجمت قطعانهم وماشيتهم وأتعبتهم كثيراً .. فما هو ردك ؟؟

الذئب : سيدي القاضي أنا بريء ومظلوم صدقني

القاضي متعجباً و ساخراً : ههههه
أنت بريء ؟!
ومن المذنب إذاً ؟
الحمل الوديع الذي أكلته ؟!!
الذئب : أعترف ياسيدي القاضي أنني آكل الحملان والماشية

ولكن هذا قدري وهذا هو ما أراده الله لي ومن حقي أن أعيش وإن لم آكل لن أعيش !!

القاضي : ولكنك تتخذ أساليب ملتوية في كسب رزقك !!

الذئب : أنــا ؟؟!!
دعني أسألك سؤالاً سيدي القاضي هل سمعت يوماً أن ذئباً سرق ؟؟
أو أكل مال أخيه الذئب أو نصب عليه أو ظلمه ؟
هل سمعت عن ذئب يهاجم بلداناً ويقتل أهلها ويحتل أرضهم بإسم الديمقراطية والحرية ؟!
هل سمعت عن ذئب نهب خيرات قارة كاملة وجعلها جائعة ومريضة ؟!

القاضي بارتباك : لا لم أسمع بهذا

الذئب : هل سمعت عن ذئب يغش أخاه ويضع الماء في اللبن والحليب

ويضع البضاعة الجيدة فوق وما تحتها كله فاسد ؟!

القاضي : لا

الذئب : هل سمعت بذئب يخدع فتاة مسكينة

القاضي : في الحقيقة لم أسمع بذلك أبداً !!

الذئب : وهل سمعت بذئب يعطل مشاغل الناس ويظلم الناس ؟!

القاضي بعصبية : لا لم أسمع
ولكنك خرجت عن الموضوع ولم أفهم ما ترمي إليه بعد ؟!

الذئب : يا سيدي القاضي

أنتم البشر دائماً تتهربون من الاعتراف بجرائمكم وذنوبكم وخبثكم ومكركم وتلصقونها بي أنا الذئب المسكين !!
هل تذكر كم كذب الراعي باسمي حتى أكلته غضباً من كذبه ؟
أنتم تلصقون كل التهم بي مع أنني ذئب أعيش مع قطيع من الذئاب نخرج للصيد في أوقات محددة ونصطاد غزالاً أو غزالين لا أكثر و لسنا طماعين مثلكم !!
لا نبحث عن نفط ولا ذهب ولا ثروات
لا نأكل حتى التخمة كما تفعلون، نأكل فقط لنشبع
ونقتل لنأكل كي نعيش .. أما أنتم فتقتلون بعضكم البعض دون سبب وبدم بارد وبالآلاف والملايين بلا رحمة ولا شفقة !!

وهنا شعر الحضور بـ الخجل من أنفسهم .. حتى القاضي عاش نفس الشعور !!

لكن ...!!

القاضي كابر وقال غاضباً :
وهل لديك أي دليل على أقوالك ؟

الذئب بثقة : نعم لدي دليل قاطع ومن القرآن الكريم !!

القاضي مستغرباً : إياك أن تكذب

الذئب : صدقني لدي الدليل ومن كلام الله تعالى وفي سورة من سور القرآن الكريم
وهي (( سورة يوسف ))
ألم يلقي إخوة يوسف أخاهم يوسف عليه السلام في البئر وألصقوا التهمة بي ظلماً وعدواناً ؟
ألم يكذبوا على سيدنا يعقوب عليه السلام وقالوا : بأنني أكلت سيدنا يوسف ؟؟؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(( قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴿17﴾

وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ))
وهنا طأطأ البشر رؤوسهم وخجلوا من أنفسهم ومن ما سمعوه
وعندها فقط ظهرت براءة الذئب !!


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 07, 2015 5:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
إظغط على الصوره لتراها بحجمها الطبيعي !
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها



يُحكى أن نسراً كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار،
وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض
فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج،
وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه،
وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس
وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل،
ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة،
وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج
شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء،
تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور
لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له:
ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور،
وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ولم يلبث
أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج .

العبرة
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به
فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح
فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج( الخاذلين لطموحك ممن حولك !)
حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى .
واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك !


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصص للتأمل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 21, 2015 4:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

إظغط على الصوره لتراها بحجمها الطبيعي !
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله=
كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس،
ورأيت نفس الشخص "اللص" يصلي في المسجد، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك...

فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة،
فأحببت أن أترك بابا واحدا مفتوحا.

بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة يقول:
تبت إليك.. ارحمني.. لن أعود إلى معصيتك..

فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه،
فوجدته "لص الأمس فقلت في نفسي:
ترك بابا مفتوحا ففتح الله له كل الأبواب".

إياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل
حتى ولو كنت عاصيا وتقترف معاصيَ كثيرة،


العبرة

فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابًا.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 78 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 61 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط