في فضل الأمانة
روى ابن كثير بسنده عن عبد الله بن مسعود _ قال : ( إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة ، يؤتى بالرجل يوم القيامة ، وإن كان قُتل في سبيل الله تعالى فيقال : أد أمانتك ، فيقول : وأنّى أؤديها وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم فيهوي على أثرها أبد البد ) .
وليست الأمانة أمرًا مستغربًا على النفوس، بل هي فطرة فطر الإنسان على معرفته ، غير أنه مرة يوافقه ، ومرة يخالفه ، ولكلٍ جزاء ،
فعن حُذَيْفَة قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‘ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ ،حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ [ أي في أصلها ] ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا ؛ قَالَ: يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ،فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ [ أي مثل النقطة ] ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ [ أي كمثل أثر العمل في اليد ] كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا [ أي مرتفعًا ] وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ ،فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا ) رواه البخاري . ويا لمحبة الله لصاحب الأمانة التي يرعاها في نفسه وأهله وعمله وفي كل شيء، لا يستحقها إلا الأمين ، قال الحبيب: " من سرّه أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث ، وليؤد أمانته إذا ائتمن " رواه البيهقي .
إن الأمانة مقياس العمل الجاد الناجح حينما تقترن بالقوة ، { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } ، إنها الأمانة التي كان يودع بها النبي صلىالله عليه وسلم أصحابه وجيوشه فيقول لهم : (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ) رواه أبو داود
الأمانة التي كان يعلي بها شأن حذيفة فيقول : (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ) رواه البخاري .
إن وراء الأمانة لسؤال ونقاش وجزاء ، هكذا تحملها الإنسان ، فليؤدها بكل جوانبها وحقوقها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ‘ : -
( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري .
_________________ أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
|