موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ماء زمزم .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 07, 2014 8:16 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2955
[b][size=200]

بسم الله الرحمن الرحيم

لما سميت زمزم بذلك الاسم ؟
قيل: لكثرة مائها.
قال أبو عبيد البكري يقال ماء زمزم وزمزام: أي كثير.

وفي " الموعب " لابن التيان : ماء زمزم وزمزام وهو الكثير.

وقيل: لتزمزم الماء فيها، وهو حركته.

والزمزمة: الصوت يسمع له دوي.

وقيل: لاجتماعها.

وقال مجاهد رحمه الله تعالى: سميت زمزم، لأنها مشتقة من الهزمة.
والهزمة: الغمز بالعقب في الأرض.

وقيل: لأنها بالميزان لئلا تأخذ يمينا وشمالا.



فضائل زمزم

قال أبو ذر رضي الله تعالى عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها طعام طعم وشفاء سقم " .

رواه أبو داود الطيالسي والطبراني والبزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه مسلم بدون " وشفاء سقم ".

وقال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ماء زمزم لما شرب له ".

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام وشفاء سقم "
.

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: " كنا نسميها شباعة، يعني زمزم، ونجدها نعم العون على العيال ".

وقال أيضا: اشربوا من شراب الأبرار يعني زمزم.

وقال أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم.

وقال عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم: لما حج معاوية حججنا معه، فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا، فقال: إنزع لي منها دلوا يا غلام، قال: فنزع له منها دلوا، فأتي به. فشرب، وصب على وجهه ورأسه، وهو يقول: زمزم شفاء وهي لما شرب له.

وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله: " ماء زمزم لما شرب له " ولفظ أحمد " لما شرب منه ".

تنبيهان:
الأول: قد صح عن جماعة من الأئمة أنهم جربوا هذا الحديث فوجدوه صحيحا.

الثاني: يذكر على بعض الألسنة أن فضيلته ما دام في محله، فإذا نقل تغير.
وهذا شئ لا أصل له، فقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو " إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إلى بماء زمزم ".
وفيه: أنه بعث له بمزادتين، وكان حينئذ بالمدينة قبل أن تفتح مكة، وهو حديث حسن لشواهده.
وروى الترمذي - وحسنه - وابن خزيمة في صحيحه والحاكم والبيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أنها حملت ماء زمزم في القوارير، وقالت: حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأداوي والقرب، وكان يصب منه على المرضى ويسقيهم.
وروى الطبراني عن حبيب ابن أبي ثابت قالت: سألت عطاء رحمه الله تعالى عن حمل ماء زمزم، فقال قد حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله الحسن وحمله الحسين ، رضي الله تعالى عنهما .
فائدة: يجوز نقل ماء زمزم باتفاق الأئمة الأربعة، بل هو مستحب عند الشافعية والمالكية، والفرق عند الشافعية بينه وبين حجارة الحرم في عدم جواز نقلها وجواز نقل ماء زمزم أن الماء ليس شيئا يزول فلا يعود.
أشار إلى هذا الفرق الإمام الشافعي كما حكاه عنه البيهقي.

ذكر بعض خواص ماء زمزم غير ما تقدم

منها: أنه يبرد الحمى لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما في سنن النسائي من حديث ابن
عباس رضي الله تعالى عنهما .

ومنها: أنه يذهب الصداع.

ومنها: أنه لا يرفع ولا يغور إذا رفعت المياه أو غارت قبل يوم القيامة.

ومنها: أنه يفضل مياه الأرض كلها طبا وشرعا.

قال الشيخ بدر الدين بن الصاحب رحمه الله تعالى: وازنت ماء زمزم بماء عين مكة فوجدت زمزم أثقل من العين بنحو الربع، ثم اعتبرتها بميزان الطب فوجدتها تفضل مياه الأرض كلها طبا وشرعا.
بل قال شيخ الإسلام البلقيني رحمه الله تعالى: إنه أفضل من ماء الجنة ولهذا مزيد بيان يأتي في باب شق صدره صلى الله عليه وسلم.

ومنها: أنه يحلو ليلة النصف من شعبان ويطيب.

ذكر ذلك ابن الحاج في مناسكه، نقلا عن مكي بن أبي طالب ونص كلامه: قال الشيخ مكي بن أبي طالب رحمه الله تعالى: وفي ليلة النصف من شعبان يحلو ماء زمزم ويطيب ماؤها، يقول أهل مكة: إن عين سلوان تتصل بها تلك الليلة، ويبذل على أخذ الماء في تلك الليلة الأموال ويقع الزحام فلا يصل إلى الماء إلا ذو جاه وشرف.
قال: وعانيت ذلك ثلاث سنين انتهى.

ومنها: أنه يكثر في ليلة النصف من شعبان كل سنة بحيث أن البئر تفيض بالماء على ما قيل، لكن لا يشاهد ذلك إلا العارفون.
وقد شاهد ذلك الشيخ صالح أبو الحسن المعروف بكرباج رحمه الله تعالى.
ومنها: أن الاطلاع فيها يجلو البصر.
ومنها: أنه يحط الأوزار والخطايا.
عن مكحول مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " النظر في زمزم عبادة وهي تحط الخطايا ".

ومنها: أن الله تعالى خصه بالملوحة ليكون الباعث عليها الملح الإيماني، ولو جعله عذبا جدا لغلب الطبع البشري، وبهذا يرد على أبي العلاء المعري قوله:
لك الحمد أمواه البلاد بأسرها * * عذاب وخصت بالملوحة زمزم ومنها: أن من حثى على رأسه منها ثلاث حثيات لم تصبه ذلة أبدا.


ذكر بعض أسماء زمزم :
هي: زمزم وهزمة جبريل، وسقيا إسماعيل، لا تنزف ولا تذم، وبركة، وسيدة، ونافعة، ومضنونة وعونة، وبشرى، وصافية، وبرة، وعصمة
،
وسالمة، وميمونة، ومباركة، وكافية، وعافية، ومعذبة، وطاهرة، وحرمة، ومروية، ومؤنة، وطعام طعم، وشفاء سقم.، طيبة، وتكتم وشباعة

العيال، وشراب الأبرار، وقرية النمل، ونقرة الغراب الأعصم، وهزمة إسماعيل، وحفرة العباس. وهمزة جبريل بتقديم الميم على الزاي

والشياعة بتشديد الشين المعجمة وتشديد الياء أخت الواو وبالعين المهملة. وركضة جبريل، وحفيرة عبد المطلب والله تعالى أعلم.



تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم :

قال السهيلي: وكانت زمزم كما تقدم سقيا إسماعيل صلى الله عليه وسلم فحفرها له روح القدس بعقبه.
وفي تحفيره إياها بالعقب دون أن يحفرها باليد أو غيره: إشارة إلى أنها لعقبه وراثة وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، كما قال تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) أي في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
انتهى.
ولم يزل ماء زمزم ظاهرا ينتفع به سكان مكة.

ولما توفي الله سبحانه وتعالى سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ولي البيت بعده ابنه نابت بن إسماعيل ما شاء الله تعالى أن يليه، ثم ولي البيت مضاض بن عمرو الجرهمي وبنو إسماعيل وبنو نابت مع جدهم مضاض وأخوالهم من جرهم.
ثم نشر الله تعالى ولد إسماعيل بمكة، وأخوالهم من جرهم ولاة البيت والحكام بمكة لا ينازعهم ولد إسماعيل في ذلك لخؤولتهم وقرابتهم، وإعظاما للحرمة أن يكون بها بغي أو قتال.

ثم إن جرهما بغوا بمكة واستحلوا حلالا من الحرم، فظلموا من دخلها من غير أهلها وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها فرق أمرهم، فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة من كنانة وغبشان من خزاعة ذلك أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة، فأذنوهم، أي أعلموهم، بالحرب، فاقتتلوا، فغلبهم بنو بكر وغبشان فنفوهم من مكة، وكانت مكة في الجاهلية لا تقر فيها ظلما ولا بغيا، ولا يبغي فيها أحد إلا أخرجته، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا أهلكته مكانه.

فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض بغزالي الكعبة وبحجر الركن، فدفن الغزالين في زمزم وردمها، ومرت عليها السنون عصرا بعد عصر إلى أن صار موضعها لا يعرف حتى بوأها الله تعالى لعبد المطلب.
وانطلق عمرو بن الحارث بن مضاض ومن معه من جرهم إلى اليمن.

حفر عبد المطلب

وروى قصة حفر عبد المطلب لزمزم ابن إسحاق عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، والبيهقي عن الزهري: أن عبد المطلب بينا هو نائم في الحجر أتي فقيل له: أحفر برة.

قال: وما برة ؟ فذهب عنه، حتى إذا كان الغد فنام في مضجعه ذلك فأتي فقيل: له: احفر المضنونة.

قال: وما المضنونة ؟ فذهب عنه، حتى إذا كان الغد فنام في مضجعه ذلك فقيل له: احفر ظبية.

قال: وما ظبية ؟ فذهب عنه فلما كان من الغد عاد إلى مضجعه فنام فيه فأتي فقيل له: احفر زمزم.

قال: وما زمزم ؟ قال: لا تنزف ولا تذم تسقي الحجيج الأعظم.

ثم ادع بالماء الروى غير الكدر * * تسقي حجيج الله في كل مبر ليس يخاف منه شئ ما عمر فخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش فقال: تعلموا أني قد أمرت بحفر زمزم.

فقالوا: فهل بين لك أين هي ؟ قال: لا.

قالوا: فارجع إلى مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت، فإن يك حقا من الله يبين لك، وإن يك من الشيطان فلن يعود إليك.

فرجع عبد المطلب إلى مضجعه فنام فيه وقال " اللهم بين لي.
فأرى في المنام: احفرتكتم.

وفي لفظ: فقيل له: احفر زمزم إن حفرتها لم تذم، وهي تراث من أبيك الأعظم، لا تنزف ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم، مثل نعام جافل لم يقسم، ينفذ فيها ناذر لمغنم، تكون ميراثا وعقدا محكم، ليست كبعض ما قد تعلم.

فقال: وأين هي ؟ فقيل له: بين الفرث والدم، في مبحث الغراب الأعصم، في قرية النمل.

فقام عبد المطلب فمشى حتى جلس في المسجد الحرام ينتظر ما سمي له من الآيات، فنحرت بقرة بالحزورة فانفلتت من جازرها

بحشاشة نفسها حتى غلبها الموت في المسجد في موضع زمزم بين الوثنين إساف ونائلة فنحرت تلك البقرة في مكانها حتى احتمل

لحمها، فأقبل غراب يهوي حتى وقع في الفرث، فبحث عن قرية النمل.

فقام عبد المطلب فحفر هنالك ومعه ابنه الحارث وليس له يومئذ ولد غيره، فجاءته قريش فقالت له: ما هذا الصنيع ؟ قال: أمرت بحفر زمزم،

فلما كشف عنه وبصروا بالطي كبر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطلب إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها.

قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر خصصت به دونكم.

قالوا: تحاكمنا ؟ قال: نعم.

قالوا: بيننا وبينك كاهنة بني سعد بن هذيم، وكانت بأشراف الشام.

فركب عبد المطلب في نفر من بني أمية وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر، وكانت الأرض مفاوز فيما بين الشام والحجاز، حتى إذا كانوا

بمفازة من تلك البلاد فني ما عند عبد المطلب وأصحابه من الماء حتى أيقنوا بالهلكة، ثم استسقوا القوم قالوا: ما نستطيع أن نسقيكم، وإنا نخاف مثل الذي أصابكم.

فقال عبد المطلب لأصحابه: ماذا ترون ؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك.

قال: فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته، وكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه في حفرته حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه، فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم.
ففعلوا.

فقال: والله إن إلقاءنا للموت بأيدينا لا نضرب في الأرض ونبتغي لعل الله تعالى يسقينا لعجز.

فقال لأصحابه: ارتحلوا.

فارتحلوا وارتحل، فلما جلس على ناقته فانبعثت به انفجرت عين من تحت خفها بماء عذب، فكبر عبد المطلب، وكبر أصحابه ثم نزل فشرب

وشرب أصحابه وآستقوا وأسقوا، ثم دعا القبائل من قريش فقال: هلموا إلى الماء فقد سقانا الله تعالى.

فجاؤوا وآستقوا وأسقوا، قالوا: عبد المطلب قد والله قضي لك علينا، لا نخاصمك

في زمزم أبدا إن الذي أسقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك راشدا.
ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبينها.

فلما رجع عبد المطلب أكمل حفر زمزم وجعل عليها حوضا يملأه ويشرب الحاج منه، فيكسره أناس من حسدة قريش بالليل فيصلحه عبد

المطلب، فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه، فأري في المنام فقيل له: قل: اللهم إني لا أحلها لمغتسل، ولكن هي لشارب حل وبل.
ثم كفيتهم.

فقام عبد المطلب فنادى بالذي أري، ثم انصرف فلم يكن يفسد حوضه عليه أحد إلا رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه وسقايته.

وذكر ابن إسحاق - رحمه الله تعالى - أن عبد المطلب وجد في زمزم غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان دفنتهما جرهم حين خرجت، ووجد فيها أسيافا قلعية وأدرعا.

فقالت له قريش: يا عبد المطلب لنا معك في هذا شرك وحق.

قال: لا، ولكن هلموا إلى أمر نصف بيني وبينكم، نضرب عليها بالقداح.

قالوا: وكيف نصنع ؟ قال: إجعل للكعبة قدحين، ولي قدحين، ولكم قدحين، فمن خرج قدحاه على شئ كان له، ومن تخلف قدحاه فلا شئ له.
قالوا: أنصفت.

فجعل قدحين أصفرين للكعبة وقدحين أسودين لعبد المطلب وقدحين ابيضين لقريش.

ثم أعطوا صاحب القداح الذي يضرب بها عند هبل، وهبل صنم في جوف الكعبة، وقام عبد المطلب يدعو وصاحب القداح يضرب القداح، فخرج

الأصفران على الغزالين، وخرج الأسودان على الأسياف والأدرع، وتخلف قدحا قريش.

فضرب عبد المطلب الأسياف بابا للكعبة وضرب في الباب الغزالين من ذهب، فكان أول ذهب حليته الكعبة.

قال ابن إسحاق - رحمه الله تعالى -: فلما حفر عبد المطلب زمزم ودله الله تعالى عليها وخصه الله بها زاده الله بها شرفا وخطرا في قومه،

وعطلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت وأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها، لمكانها من البيت وأنها سقاية الله عز وجل لإسماعيل صلى الله عليه وسلم.


فوائد
الأولى: قال السهيلي - رحمه الله تعالى: الأسياف والغزلان، كان ساسان ملك الفرس أهداها للكعبة، وقيل سابور.
وكانت الأوائل من ملوك الفرس تحجها إلى ساسان أو سابور.

الثانية: قال السهيلي أيضا: دل عبد المطلب على زمزم بعلامات ثلاث: بنقرة الغراب الأعصم، وأنها بين الفرث والدم، وعند قرية النمل، ولم يخص هذه العلامات الثلاث إلا بحكمة إلهية وفائدة مشاكلة لطيفة في علم التعبير والتوسم الصادق لمعنى زمزم ومائها.

أما الفرث والدم: فإن ماءها طعام طعم وشفاء سقم.

وهي لما شربت له، وقد تقوت من مائها أبو ذر - رضي الله تعالى عنه - ثلاثين ما بين ليلة ويوم فسمن حتى تكسرت عكن بطنه، فهي إذا

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللبن: " إذا شرب أحدكم اللبن فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شئ يسد مسد

الطعام والشراب إلا اللبن " وقد قال الله تعالى: " (من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين) فظهرت هذه السقيا المباركة بين الفرث والدم، وكانت تلك من دلائلها المشاكلة لمعناها.

وأما الغراب: فهو في التأويل فاسق، وهو أسود، فذلت تقرته عند الكعبة على نقرة الأسود الحبشي بمعوله في أساس الكعبة بهدمها آخر

الزمان، فكأن نقرة الغراب في ذلك المكان تؤذن بما يفعله الفاسق في آخر الزمان بقبلة الرحمن وسقيا اهل الإيمان، وذلك عندما يرفع القرآن.
وتحيا عبادة الأوثان.

وقال صلى الله عليه وسلم: " ليخربن الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " وفيه أيضا من صفته أنه أفحج، وهذا ينظر إلى كون الغراب أعصم، إذ الفحج: تباعد في الرجلين، كما أن العصم اختلاف فيهما، والاختلاف تباعد، وقد عرف بذي السويقتين، كما نعت الغراب بصفة في ساقيه.
فتأمله.

وهذا من خفي علم التعبير، لأنها كانت رؤيا.

وأما قرية النمل ففيها من المشاكلة أيضا والمناسبة: أن زمزم عين مكة التي يردها الحجيج والعمار من كل جانب، فيحملون لها البر والشعير

وغير ذلك، وهي لا تزرع ولا تحرث، كما قال سبحانه وتعالى خبرا عن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) الآية.

وقرية النمل كذلك، لأن النمل لا تحرث ولا تزرع وتجلب الحبوب إلى قريتها من كل جانب، ومكة كذلك، كما قال تعالى: (وضرب الله مثلا قرية

كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان) مع أن لفظ قرية النمل مأخوذ من قريت الماء في الحوض إذا جمعته، والرؤيا تعبر على

اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى، فقد اجتمع اللفظ والمعنى في هذا التأويل.

والله تعالى أعلم.

الثالثة: ذكر الزمخشري - رحمه الله تعالى - في ربيع الأبرار أن جبريل صلى الله عليه وسلم أنبط ماء زمزم مرتين: مرة لآدم

صلى الله عليه وسلم حتى انقطعت زمن الطوفان، ومرة لإسماعيل.

وفي الزهر: ويعضد ما قاله قول خويلد بن أسد بن عبد العزى في عبد المطلب: أقول وما قولي عليهم بسبة * * إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم ركية إبراهيم يوم ابن هاجر * * وركضة جبريل على عهد آدم

الرابعة: في شرح غريب ما تقدم:

روح القدس بضم القاف والدال، وسكون الدال: المطهر، والمراد به جبريل صلى الله عليه وسلم، لأنه خلق من طهارة، فالإضافة بيانية.

العقب: ما فضل من مؤخر الرجل عن الساق، والمراد به في الآية الولد. وولد الولد.

نابت: بنون ومثناة فوقية.

مضاض بميم مكسورة وحكى ضمها وضادين معجمتين.

جرهم: بضم الجيم وسكون الراء وضم الهاء.

نشر الله ولد إسماعيل: أي كثرهم.

رق أمرهم: أي ساءت حالهم.

برة : بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء المهملة، سميت بذلك لكثرة منافعها وسعة مائها

المضنونة: قال وهب بن منبه - رحمه الله تعالى -: سميت بذلك لأنها ضن بها على غير المؤمنين، فلا يتضلع منها منافق.

روى البخاري في التاريخ وابن ماجه والطبراني والحاكم والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم ".

وروى الأزرقي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ".

[b][size=200][b]ظبية
: بظاء معجمة فباء فمثناة تحتية، سميت بذلك تشبيها بالظبية وهي الخريطة لجمعها ما فيها.

تكتم بمثناتين فوقيتين تبنى للمفعول.

لا تنزف: أي لا يفرغ ماؤها ولا يلحق قعرها.

قال السهيلي - رحمه الله تعالى - وهذا برهان عظيم، لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط، وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله فوجد ماؤها يفور من ثلاثة أعين اقواها وأكثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود.

ولا تذم: قال الخشني: أي لا توجد قليلة الماء يقال أذممت البئر إذا وجدتها ذمة أي قليلة الماء.

زاد السهيلي: وليس معناه على ما يبدو من ظاهر اللفظ من أنها لا يذمها أحد، ولو كان من الذم لكان ماؤها أعذب المياه ولتضلع كل من شرب منه، وقد تقدم أنه لا يتضلع منها منافق، فماؤها إذا مذموم عندهم.

وقيل: لا يوجد ماؤها قليلا من قولهم: بئر ذمة إذا كانت قليلة الماء.

الفرث: ما يكون في كرش ذي الكرش.

الأعصم من الغربان: الذي في ساقيه بياض.

قرية النمل: الموضع الذي يجتمع فيه.

الروى: يقال: ماء روى بالكسر والقصر ورواء بالفتح والمد: أي عذب.

ما عمر: بفتح العين المهملة أي ما عمر هذا الماء فإنه لا يؤذي ولا يخاف منه ما يخاف من سائد المياه إذا أفرط في شربها بل هو بركة على كل حال.

نعام جافل: لم يقسم الجافل: من جفلت الغنم إذا انفلتت بجملتها، ولم يقسم: أي لم يتوزع ولم يتفرق، وعلى هذا يجوز أن يحمل قوله: لا تذم أي لا تذم عاقبة شربها.

الحشاشة بقية الروح إساف: بكسر الهمزة وفتح المهملة المخففة.

الطئ
: قال ابن هشام: ويقال: الطوى: وكل واحد.

قال الخشني: وليس بظاهر، لأن الطي للحجارة التي يطوى أي يبنى بها البئر سميت بالمصدر، والطوى هو البئر نفسها.

كاهنة بني سعد بن هذيم: كذا روي، ورواه ابن سراج: سعد هذيم.
بإسقاط ابن.

قال الخشني: وهو الصواب لأن هذيما لم يكن أباه وإنما كفله بعد أبيه فأضيف إليه.

أشراف الشام بالفاء أخت القاف: وهو ما ارتفع من الأرض، واحدة شرف.

تقول قعدت على شرف من الأرض أي على مكان مرتفع، من أفناء قريش.

الأفناء جمع فنو كأحمال وحمل، أي أخلاطهم.

المفاوز: القفار واحدها مفازة، وفي اشتقاق اسمها ثلاثة أقوال: فقيل لأن راكبها إذا قطعها فقد فاز: وقيل: معناها: مهلكة، يقال: فاز الرجل، وفوز مشددا، وفاد بالدال المهملة: إذا هلك.

وقيل سميت مفازة على جهة التفاؤل.

ظمئوا: عطشوا.

ضيعة رجل: هو في الأصل المرة من الضياع.

نضرب في الأرض: نسافر.

انبعث به راحلته: قامت من بروكها.

حل بكسر الحاء: الحلال ضد الحرام وبل بكسر الباء الموحدة: المباح.

وقيل: الشفاء من قولهم: بل من مرضه وأبل.

وبعضهم يجعله إتباعا لحل.

أسيافا قليعة: منسوبة إلى بلد بالهند من جهة الصين.

والقلعة بفتح اللام وسكونها: الموضع المرتفع.

النصف بكسر النون وسكون الصاد المهملة وبفتحها: النصفة بفتحات، وهو الاسم من الإنصاف.

القداح: جمع قدح بكسر القاف فيهما، وهو السهم الذي كانوا يستقسمون به.
هبل: بضم الهاء وفتح الباء.

الخطر: بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة.

قال في المصباح: خطر الرجل يخطر

خطرا، وزان شرفا إذا ارتفع قدره ومنزلته فهو خطير.
ــــــــــــــ
سبل الهدى والرشاد
[/b][/size][/b][/size][/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ماء زمزم .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 13, 2019 5:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45821

"الصحة" السعودية: لا أدلة على ضرر ماء زمزم على مرضى السرطان

ردت وزارة الصحة السعودية على موضوع أثارته الدكتورة خولة الكريع، حين قالت إن شرب ماء زمزم ضار على مرضى السرطان، نظرا لارتفاع نسبة ملوحته.



وقالت الوزارة عبر حسابها المخصص للرد على استفسارات وشكاوى المرضى "937" إنه: "لا توجد أدلة علمية كافية تثبت صحة ما ذكرته الكريع، وبشكل عام ينصح باتباع الإرشادات التي يحددها الطبيب المعالج مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية".

وكانت الدكتورة الكريع قد بيّنت خلال حديثها لبرنامج "في الصورة" على قناة "روتانا خليجية" أنه يمكن الاستشفاء روحيا بماء زمزم من خلال الاغتسال به ونحوه، مؤكدة أن نسبة ملوحة ماء زمزم عالية، مما يؤثر سلبا على مرضى السرطان، ويتعارض مع بعض الأدوية المعطاة لهم.

يذكر أن حديث الدكتورة خولة قد أثار موجة من الأخذ والردّ على منصات التواصل الاجتماعي.

https://arabic.rt.com/health/1000812-%D ... %A7%D9%86/

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ماء زمزم .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 13, 2019 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
حامد الديب كتب:

"الصحة" السعودية: لا أدلة على ضرر ماء زمزم على مرضى السرطان

ردت وزارة الصحة السعودية على موضوع أثارته الدكتورة خولة الكريع، حين قالت إن شرب ماء زمزم ضار على مرضى السرطان، نظرا لارتفاع نسبة ملوحته.



وقالت الوزارة عبر حسابها المخصص للرد على استفسارات وشكاوى المرضى "937" إنه: "لا توجد أدلة علمية كافية تثبت صحة ما ذكرته الكريع، وبشكل عام ينصح باتباع الإرشادات التي يحددها الطبيب المعالج مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية".

وكانت الدكتورة الكريع قد بيّنت خلال حديثها لبرنامج "في الصورة" على قناة "روتانا خليجية" أنه يمكن الاستشفاء روحيا بماء زمزم من خلال الاغتسال به ونحوه، مؤكدة أن نسبة ملوحة ماء زمزم عالية، مما يؤثر سلبا على مرضى السرطان، ويتعارض مع بعض الأدوية المعطاة لهم.

يذكر أن حديث الدكتورة خولة قد أثار موجة من الأخذ والردّ على منصات التواصل الاجتماعي.

https://arabic.rt.com/health/1000812-%D ... %A7%D9%86/


الله اعلم المعروف أن ماء زمزم شفاء لكل داء بإذن الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 127 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط