موقع د. محمود صبيح

بسم الله الرحمن الرحيم
ـ مقال أول : جاء من أوصاف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه صلى الله تعالى عليه وسلم : خاتم النبيين :
ـ يظن البعض أن تفسير وصف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بأنه خاتم النبيين هو آخرهم بعثاً ، وأن هذا لا يدل على مدح فكيف يقول الله تعالى فى وصف نبيه فى معرض المدح بأنه خاتم النبيين ، وهل المدح إلا للأول ، فالعقل يقول أن المدح إنما يكون للسابق المتقدم لا للمتأخر ، فكيف يُمدح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بأنه خاتم النبيين .
ـ وهذا الوصف ـ خاتم النبيين ـ لا يقدح فى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بل هو مزيد شرف له ـ فإذا عرفتَ قدره صلى الله تعالى عليه وسلم وأنه سيد ولد آدم وأنه المقدم على كل الأنبياء والمرسلين من لدن آدم وحتى قيام الساعة وأن الأنبياء بالنسبة له ـ وإن تقدموا عليه فى البعثة والظهور فى الحياة الدنيا ـ كالعسكر والنوّاب بين يدى القائد ، والمقدمات لتُعرف النتائج وأن من مهام رسالتهم التبشير به  "وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين".
كأنه شمس فضل هم كواكبها يظهرون أنوارها للناس فى الظلم
ـ فكان  هو تلك الثمرة والنتيجة ،وإن تقدمه الرسل فى الظهور دنيوياً فهو السابق فى النشأة الأخروية ، كما أوجد الله تعالى آدم  وذريته بعد أن خلق له كل شئ "هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعاً " " وسخر لكم ما فى السموات والأرض جميعاً منه " .
ـ وأنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان نبياً وآدم بين الماء والطين ، أو بين الروح والجسد وأنه وإن كانصلى الله تعالى عليه وسلم المقدم فى النشأة المؤخر فى البعثة فلا يضره ولا يقدح فى قدره كما قال تعالى فى أمته ولم تكن بعدُ "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وهى آخر الأمم .