موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أولئك هم الراشدون !!
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 12, 2005 2:12 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
[font=Arial] الحمد لله رب العالمين ..

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 والصلاة والسلام على صاحب المقام الذي لا ينبغي إلا له صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا ..



[align=center]مقدمة :[/align]


عصر الخلفاء الراشدين هو الشاهد علىالتربيةالمحمديةالعظيمة،تربية الرجال الكبار ، الكمل من أهل الله الذين

{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22،

وهم من { صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } الأحزاب23..

سنرى سويا ثمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه الذين قامت على أكتافهم أسس

خريطة الدولة الإسلامية المحمدية منذ مايقرب من أربعة عشر قرنا ببركة و فيض المدد والنظر

المحمدي لهم ..

سنرى القمم في التفكير الحر ، أصحاب الأدب الراقي في اختلافهم ،الأشداءعلىالكفار،الرحماء

بينهم..

أولئك هم الراشدون...


[align=center](الجزء الأول) [/align]

التمهيد :
ـــــــــــــ

[align=center]أمر سقيفة بني ساعدة [/align]


قال ابن إسحاق : ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر ، وانحاز معهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل فأتى آت إلى أبي بكر وعمر ، فقال إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، قد انحازوا إليه فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهله .

قال عمر فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، حتى ننظر ما هم عليه


[align=center][ ابن عوف ومشورته على عمر بشأن بيعة أبي بكر ] [/align]

قال ابن إسحاق : وكان من حديث السقيفة حين اجتمعت بها الأنصار ، أن عبد الله بن أبي بكر ، حدثني عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن عبد الله بن عباس ، قال أخبرني عبد الرحمن بن عوف ، قال وكنت في منزله بمنى أنتظره وهو عند عمر في آخر حجة حجها عمر قال فرجع عبد الرحمن بن عوف من عند عمر فوجدني في منزله بمنى أنتظره وكنت أقرئه القرآن قال ابن عباس ، فقال لي عبد الرحمن بن عوف : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، والله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت . قال فغضب عمر فقال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم قال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم هم الذين يغلبون على قربك ، حين تقوم في الناس وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطير بها أولئك عنك كل مطير ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار السنة وتخلص بأهل الثقة وأشراف الناس فتقول ما قلت بالمدينة متمكنا ، فيعي أهل الفقه مقالتك ، ويضعوها على مواضعها ، قال فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .



[align=center][ خطبة عمر عند بيعة أبي بكر ] [/align]

قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زالت الشمس فأجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حذوه تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلا ، قلت لسعيد بن زيد ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف قال فأنكر علي سعيد بن زيد ذلك وقال ما عسى أن يقول مما لم يقل قبله فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهل له ثم قال أما بعد فإني قائل لكم اليوم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، ولا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فيأخذ بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعيها فلا يحل لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا ، وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها وعلمناها ووعيناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء وإذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم ، وقولوا : عبد الله ورسوله " ، ثم إنه قد بلغني أن فلانا قال والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها ، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فإنه لا بيعة له هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ، إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا ، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة ، وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم وقال أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ قلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، قالا : فلا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين اقضوا أمركم . قال قلت : والله لنأتيهم . فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت : من هذا ؟ فقالوا : سعد بن عبادة ، فقلت : ما له ؟ فقالوا : وجع . فلما جلسنا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو له أهل ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم قال وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا ، ويغصبونا الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فقال أبو بكر على رسلك يا عمر فكرهت أن أغضبه فتكلم وهو كان أعلم مني وأوقر فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته أو مثلها أو أفضل حتى سكت قال أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا ، ولم أكره شيئا مما قاله غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر .

قال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش .

قال فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ، ثم بايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة . قال فقلت : قتل الله سعد بن عبادة .


[align=center][ تعريف بالرجلين اللذين لقيا أبا بكر وعمر في طريقهما إلى السقيفة ] [/align]


قال ابن إسحاق : قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن أحد الرجلين اللذين لقوا من الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة عويم بن ساعدة والآخر معن بن عدي أخو بني العجلان .

فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الذين قال الله عز وجل لهم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم المرء منهم عويم بن ساعدة ; وأما معن بن عدي فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفاه الله عز وجل وقالوا : والله لوددنا أنا متنا قبله إنا نخشى أن نفتتن بعده . قال معن بن عدي لكني والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا ; فقتل معن يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب .



[align=center][ خطبة عمر قبل أبي بكر عند البيعة العامة ] [/align]


قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري ، قال حدثني أنس بن مالك ، قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا ; يقول يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله صلى الله عليه وسلم فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة .

[align=center][ خطبة أبي بكر ] [/align]

فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني ; وإن أسأت فقوموني ; الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم . قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله .

وللموضوع بقية بإ ذن الله تعالى وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا
[/font]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 14, 2005 2:09 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url();border:5 solid green;][cell=filter:;][I][align=center]خليفة رسول الله أبو بكر الصديق[/align][/B][/cell][/table][/center]
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/2.gif);border:4 solid green;][cell=filter:;][I][align=right]إنه الصديق أبو بكر -رضي الله عنه-

اسمه :

كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة بن عثمان بن عامر فسماه رسول الله ( عبد الله، فهو عبد الله

بن أبي قحافة، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر.

مولده :

ولد في مكة بعد ميلاد النبي ( بسنتين ونصف، وكان رجلاً شريفًا عالمًا بأنساب قريش).

عمله :

كان تاجرًا يتعامل مع الناس بالحسنى.

علاقته برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

وكان أبو بكر صديقًا حميمًا لرسول الله (، وبمجرد أن دعاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

للإسلام أسرع بالدخول فيه، واعتنقه؛ لأنه يعلم مدى صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وأمانته، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (:"ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة

وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عكم (ما تردد) عنه حين ذكرته ولا تردد فيه"[ابن هشام].

وجاهد أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستحق بذلك ثناء الرسول صلى الله عليه

وآله وسلم عليه إذ يقول: "لو كنت متخذًا خليلا؛ لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" [البخاري].


من أسلم على يد الصديق :

ومنذ أعلن أبو بكر الصديق إسلامه، وهو يجاهد في سبيل نشر الدعوة، فأسلم على يديه

خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد

الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه-.

وكانت الدعوة إلى الإسلام في بدايتها سرية، فأحب أبو بكر أن تمتلئ الدنيا كلها بالنور الجديد،

وأن يعلن الرسول ذلك على الملأ من قريش، فألح أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

في أن يذهب إلى الكعبة،ويخاطب جموع المشركين، فكان النبي ( يأمره بالصبر وبعد إلحاح من

أبي بكر، وافق النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذهب أبو بكر عند الكعبة، وقام في الناس

خطيبًا ليدعو المشركين إلى أن يستمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان أول

خطيب يدعو إلى الله، وما إن قام ليتكلم، حتى هجم عليه المشركون من كل مكان، وأوجعوه ضربًا

حتى كادوا أن يقتلوه، ولما أفاق -رضي الله عنه- أخذ يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم كي يطمئن عليه، فأخبروه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخير والحمد لله، ففرح

فرحًا شديدًا.


دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :


كان أبو بكر يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما يستطيع، فذات يوم بينما كان أبو

بكر يجلس في بيته، إذ أسرع إليه رجل يقول له أدرك صاحبك. فأسرع -رضي الله عنه-؛ ليدرك

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجده يصلي في الكعبة، وقد أقبل عليه عقبة بن أبي

معيط، ولف حول عنقه ثوبًا، وظل يخنقه، فأسرع -رضي الله عنه- ودفع عقبة عن رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم ( وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟! فالتفت المشركون حوله

وظلوا يضربونه حتى فقد وعيه، وبعد أن عاد إليه وعيه كانت أول جملة يقولها: ما فعل رسول الله؟

وظل أبو بكر-رضي الله عنه-يجاهد مع النبي ( ويتحمل الإيذاء في سبيل نشر الإسلام، حتى أذن

الرسول ( لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، حتى إذا بلغ مكانًا يبعد عن مكة مسيرة خمس ليال لقيه

ابن الدغنة أحد سادات مكة، فقال له: أين تريد يا أبا بكر ؟

فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. فقال ابن الدغنة: فإن مثلك يا

أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج، أنا لك جار (أي أحميك)، ارجع، واعبد ربك ببلدك، فرجع أبو بكر-رضي الله

عنه- مع ابن الدغنة، فقال ابن الدغنة لقريش: إن أبا بكر لا يخرج مثله، ولا يخرج، فقالوا له: إذن

مره أن يعبد ربه في داره ولا يؤذينا بذلك، ولا يعلنه، فإنا نخاف أن يفتن نساءنا وأبناءنا، ولبث أبو بكر

يعبد ربه في داره.

وفكر أبو بكر في أن يبني مسجدًا في فناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن، فلما فعل ذلك أخذت

نساء المشركين وأبناؤهم يقبلون عليه، ويسمعونه، وهم معجبون بما يقرأ، وكان أبو بكر رقيق

القلب، كثير البكاء عندما يقرأ القرآن، ففزع أهل مكة وخافوا، وأرسلوا إلى ابن الدغنة، فلما

جاءهم قالوا: إنا كنا تركنا أبا بكر بجوارك، على أن يعبد ربه في داره، وقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا

بفناء داره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فإنهه، فليسمع

كلامك أو يردَّ إليك جوارك.

فذهب ابن الدغنة إلى أبي بكر وقال له: إما أن تعمل ما طلبت قريش أو أن تردَّ إليَّ جواري، فإني

لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت رجلاً عقدت له (نقضت عهده)، فقال أبو بكر في ثقة ويقين:

فإن أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله عز وجل.


تحمله لإيذاء المشركين :

وتعرض أبو بكر مرات كثيرة للاضطهاد والإيذاء من المشركين، لكنه بقي على إيمانه وثباته، وظل

مؤيدًا للدين بماله وبكل ما يملك، فأنفق معظم ماله حتى قيل: إنه كان يملك أربعين ألف درهم

أنفقها كلها في سبيل الله، وكان -رضي الله عنه- يشتري العبيد المستضعفين من المسلمين ثم

يعتقهم ويحررهم.


انفاقه في سبيل الله :

وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي ( على الصدقة والإنفاق، فحمل أبو بكر ماله كله وأعطاه للنبي صلى

الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له: "هل أبقيت لأهلك شيئًا؟"

فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، ثم جاء عمر -رضي الله عنه- بنصف ماله فقال له الرسول: "هل

أبقيت لأهلك شيئًا؟" فقال نعم نصف مالي، وبلغ عمر ما صنع أبو بكر فقال "والله لا أسبقه إلى

شيء أبدًا" [الترمذي].


حبه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

كان رضي الله عنه يحب رسول الله حبًّا شديدًا، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يبادله

الحب، وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم: أي الناس أحب إليك؟ فقال: "عائشة"

فقيل له: من الرجال، قال: "أبوها" [البخاري].

وكان -رضي الله عنه- يقف على جبل أُحُد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعهما عمر،

وعثمان-رضي الله عنهما- فارتجف الجبل، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : "اسكن

أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان"[البخاري].


لم سمي بالصديق ؟

لما وقعت حادثة الإسراء والمعراج، وأصبح النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحدث الناس بأنه قد

أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء السابعة،

قال المشركون: كيف هذا، ونحن نسير شهرًا حتى نصل إلى بيت المقدس؟! وأسرعوا إلى أبي

بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس! فقال أبو بكر: إن كان قال ذلك فقد

صدق، إني أصدقه في خبر السماء يأتيه.فسماه الرسول ( منذ تلك اللحظة (الصِّدِّيق).

[ابن هشام]، كذلك كان أبو بكر مناصرًا للرسول ومؤيدًا له حينما اعترض بعض المسلمين على

صلح الحديبية.


الصديق و الهجرة :


حينما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، اختاره الرسول ليكون رفيقه في هجرته، وظلا ثلاثة أيام

في غار ثور، وحينما وقف المشركون أمام الغار، حزن أبو بكر وخاف على رسول الله ،صلى الله

عليه وآله وسلم وقال: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلي قدميه، لأبصرنا، فقال له الرسول

صلى الله عليه وآله وسلم : "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"[البخاري].

وشهد أبو بكر مع رسول الله ( جميع الغزوات، ولم يتخلف عن واحدة منها، وعرف الرسول صلى

الله عليه وآله وسلم فضله، فبشره بالجنة وكان يقول: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا

بكر، فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة"[الترمذي].


الصديق والأوامر الإلهية :

وكان أبو بكر شديد الحرص على تنفيذ أوامر الله، فقد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ذات يوم يقول: من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي

يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال له النبي (: "إنك لست تصنع ذلك خيلاء" [البخاري]. وكان

دائم الخوف من الله، فكان يقول: لو إن إحدى قدميّ في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر ربي

(عذابه).


الصديق بعد انتقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم :


لما انتقل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، اجتمع الناس حول منزله

بالمدينة لا يصدقون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد مات، ووقف عمر يهدد من يقول

بذلك ويتوعد، وهو لا يصدق أن رسول الله قد مات، فقدم أبو بكر، ودخل على رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم وكشف الغطاء عن وجهه الشريف، وهو يقول: طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله

وخرج -رضي الله عنه- إلى الناس المجتمعين، وقال لهم: أيها الناس، من كان منكم يعبد محمدًا

فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فإن الله تعالى قال: (وما

محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران: 144

].

ويسرع كبار المسلمين إلى السقيفة، ينظرون فيمن يتولى أمرهم بعد رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم ، وبايع المسلمون أبا بكر بالخلافة بعد أن اقتنع كل المهاجرين والأنصار بأن أبا بكر هو

أجدر الناس بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم لا؟ وقد ولاه الرسول

( أمر المسلمين في دينهم عندما مرض وثقل عليه المرض، فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"

[متفق عليه].


شدته في الحق :


قاتل أبو بكر -رضي الله عنه- المرتدين ومانعي الزكاة، وقال فيهم: والله لو منعوني عقال بعير

كانوا يؤدونه لرسول الله ( لقاتلتهم عليه. وكان يوصي الجيوش ألا يقتلوا الشيخ الكبير، ولا الطفل

الصغير، ولا النساء، ولا العابد في صومعة، ولا يحرقوا زرعًا ولا يقلعوا شجرًا.


تواضعه :

لما أنفذ أبو بكر جيش أسامة بن زيد؛ ليقاتل الروم، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

قد اختار أسامة قائدًا على الجيش رغم صغر سنه، وحينما لقى النبي صلى الله عليه وآله

وسلم ربه صمم أبو بكر على أن يسير الجيش كما أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

وخرج بنفسه يودع الجيش، وكان يسير على الأرض وبجواره أسامة يركب الفرس، فقال له أسامة:

يا خليفة رسول الله، إما أن تركب أو أنزل. فقال: والله لا أركبن ولا تنزلن، ومالي لا أغبِّر قدمي في

سبيل الله. وأرسل -رضي الله عنه- الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق حتى يدخل الناس في دين

الله.


من أبرز أعماله-رضي الله عنه-:


حارب المرتدين ، و أمر بجمع القرآن الكريم وكتابته بعد استشهاد كثير من حفظته.


وفاته :

توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشرة من

الهجرة، وعمره (63) سنة وغسلته زوجته أسماء بنت عميس حسب وصيته، ودفن إلى جوار

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .


أولاده :

ترك -رضي الله عنهم-. من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة وأسماء، وأم

كلثوم.


عدد مارواه من أحاديث :

روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة حديث.

سنذكرها بإذن الله في حينها .

انتهى ( الجزء لثاني) .

وللحديث بقية وصل اللهم على المربي الأعظم حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

.[/align][/B]

[/cell][/table][/center]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: عصر الخلفاء الراشدين (الجزء الثالث)
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 20, 2005 11:24 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
[align=center]
[font=Andalus]خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

(سنة 11 هـ ــ 13 هـ)[/font]
[/align]



ذكر إنفاذ جيش أسامة بن زيد


[font=Arial]قبل انتقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعمل النبي أسامة بن زيد على جيش وأمره بالتوجه إلى الشام وكان قد ضرب البعث على أهل المدينة ومن حولها وفيهم عمر بن الخطاب فتوفي النبي ولم يسر الجيش وارتدت العرب إما عامة أو خاصة من كل قبيلة وظهر النفاق واشرأبت يهود والنصرانية وبقي المسلمون كالغنم في الليلة المطيرة لفقد نبيهم وقلتهم وكثرة عدوهم فقال الناس لأبي بكر إن هؤلاء يعنون جيش أسامة جند المسلمين والعرب على ما ترى قد انتقضت بك فلا ينبغي أن تفرق جماعة المسلمين عنك .

فقال أبو بكر والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تختطفني لأنفذت جيش أسامة كما أمر النبي فخاطب الناس وأمرهم بالتجهز للغزو وأن يخرج كل من هو من جيش أسامة إلى معسكره بالجرف فخرجوا كما أمرهم وحبس أبو بكر من بقي من تلك القبائل التي كانت لهم الهجرة في ديارهم فصاروا مسايح حول قبائلهم وهم قليل .

فلما خرج الجيش إلى معسكرهم بالجرف وتكاملوا أرسل أسامة عمر بن الخطاب وكان معه في جيشه إلى أبي بكر يستأذنه أن يخرج بالناس وقال إن معي وجوه الناس وجلتهم ولا آمن على خليفة رسول الله وحرم رسول الله والمسلمين أن يتخطفهم المشركون وقال من مع أسامة من الأنصار لعمر بن الخطاب إن أبا بكر خليفة رسول الله ألا فامض فأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا أقدم سنا من أسامة .

فخرج عمر بأمر أسامة إلى أبي بكر فأخبره بما قال أسامة فقال لو خطفتني الكلاب والذئاب لأنفذته كما أمر به رسول الله ولا أرد قضاء قضى به رسول الله ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته
قال عمر فإن الأنصار تطلب رجلا أقدم سنا من أسامة .

فوثب أبو بكر وكان جالسا وأخذ بلحية عمر وقال ثكلتك أمك يا بن الخطاب استعمله رسول الله وتأمرني أن أعزله ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم وأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب فقال له أسامة يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن فقال والله لا نزلت ولا أركب وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له وسبعمائة سيئة تمحى عنه .

فلما أراد أن يرجع قال لأسامة إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل فإذن له ثم وصاهم فقال:

" لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تقعروا نخلا وتحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقا اندفعوا باسم الله أقناكم الله بالطعن والطاعون ".

وأوصى أسامة أن يفعل ما أمر به رسول الله فسار وأوقع بقبائل من ناس قضاعة التي ارتدت وغنم وعاد وكانت غيبته أربعين يوما وقيل سبعين يوما وكان إنفاذ جيش أسامة أعظم الأمور نفعا للمسلمين فإن العرب قالوا لو لم يكن بهم قوة لما أرسلوا هذا الجيش فكفوا عن كثير مما كانوا يريدون أن يفعلوه .

انتهى ( الجزء الثالث )

وللحديث بقية بإذن الله ..!!

وصل اللهم على من قيل في حقه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21

[/font]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 31, 2005 12:38 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/17.gif);border:5 solid green;][cell=filter:;][I][align=right]
قتال المرتدين :

قال الذهبي لما اشتهرت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالنواحي ارتدت طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام ومنعوا الزكاة فنهض أبو بكر الصديق لقتالهم فأشار عليه عمر وغيره أن يفتر عن قتالهم فقال والله لو منعوني عقالا أو عتاقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلىالله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها فقال عمر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن قالها عصم مني ماله ودمه إلا بحقها وحسابه على الله فقال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال وقد قال إلا بحقها قال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق( أخرجه الشيخان وغيرهما) .

عن عروة قال خرج أبو بكر في المهاجرين والأنصار حتى بلغ نقعا حذاء بحد وهربت الأعراب بذراريهم فكلم الناس ابا بكر وقالوا ارجع إلى المدينة وإلى الذرية والنساء وأمر رجلا على الجيش ولم يزالوا به حتى رجع وأمر خالد ابن الوليد وقال له إذا أسلموا وأعطوا الصدقة فمن شاء منكم أن يرجع فليرجع ورجع أبو بكر إلى المدينة .

وأخرج الدار قطنى عن ابن عمر قال لما برز أبو بكر واستوى على راحلته أخذ علي بن أبي طالب بزمامها وقال إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للاسلام نظام أبدا .

وعن حنظلة بن علي الليثي أن أبا بكر بعث خالدا وأمره أن يقاتل الناس على خمس من ترك واحدة منهن قاتله كما يقاتل من ترك الخمس جميعا على شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وسار خالد ومن معه في جمادى الآخرة فقاتل بني أسد وغطفان وقتل من قتل وأسر من أسر ورجع الباقون إلى الإسلام واستشهد بهذه الواقعة من الصحابة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم .

وفي رمضان من هذه السنة ماتت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين وعمرها أربع وعشرون سنة .

قال الذهبي وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب إلا منها فإن عقب ابنته زينب انقرضوا قاله الزبير بن بكار وماتت قبلها بشهر أم أيمن
وفي شوال مات عبد الله بن أبي بكر الصديق .

ثم سار خالد بمجموعه إلى اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب في أواخر العام والتقى الجمعان ودام الحصار أياما ثم قتل الكذاب لعنه الله قتله وحشي قاتل حمزة واستشهد فيها خلق من الصحابة أبو حذيفة بن عتبة وسالم مولى أبي حذيفة وشجاع بن وهب وزيد بن الخطاب وعبد الله بن سهل ومالك بن عمرو والطفيل بن عمرو الدوسي ويزيد بن قيس وعامر ابن البكير وعبد الله بن مخرمة والسائب بن عثمان بن مظعون وعباد بن بشر ومعن بن عدي وثابت بن قيس بن شماس وأبو دجانة سماك بن حرب وجماعة آخرون تتمة سبعين وكان لمسيلمة يوم قتل مائة وخمسون سنة ومولده قبل مولد عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي سنة اثنتي عشرة بعث الصديق العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وكانوا قد ارتدوا فالتقوا بجوائي فنصر المسلمون وبعث عكرمة بن أبي جهل إلى عمان وكانوا قد ارتدوا وبعث المهاجر بن أبي أمية إلى أهل النجير وكانوا قد ارتدوا وبعث زياد بن لبيد الأنصاري إلى طائفة من المرتدة وفيها مات أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والصعب بن جثامة الليثي وأبو مرثد الغنوي وفيها بعد فراغ قتال أهل الردة بعث الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد إلى أرض البصرة فغزا الأبلة فافتتحها وافتتح مدائن كسرى التي بالعراق صلحا وحربا وفيها أقام الحج أبو بكر الصديق ثم رجع فبعث عمرو بن العاص والجنود إلى الشام فكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ونصر المسلمون وبشر بها أبو بكر وهو بآخر رمق واستشهد بها عكرمة بن أبي جهل وهشام بن العاصي في طائفة وفيها كانت وقعة مرج الصفر وهزم المشركون واستشهد بها الفضل ابن العباس في الطائفة .

وللحديث بقية بإذن الله ..

وصل اللهم على سيدنا رسول الله أبي الزهراء وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .

[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot], خلف الظلال و 78 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط