موقع د. محمود صبيح

بسم الله الرحمن الرحيم
بهل تعلم أخى الكريم : أن من إكرام الله لهذه الأمة أن جعلها خير أمة أخرجت للناس ولذلك حفظها من أن تجتمع على ضلالة كما حفظ كتابها من أن يبدل أو يغير وحفظها كذلك من الشرك الأكبر أن تقع فيه فتهلك كما هلكت الأمم السابقة وبشرها رسولها وهو الصادق الأمين أنهم ثلثا أهل الجنة قال الإمام النووي في شرح مسلم ( قال لنا رسول الله  أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال اني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة أما تكبيرهم فلسرورهم بهذه البشارة العظيمة وأما قوله  ربع أهل الجنة ثم ثلث أهل الجنة ثم الشطر ولم يقل أولا شطر أهل الجنة فلفائدة حسنة وفي أن ذلك أوقع في نفوسهم وأبلغ في اكرامهم فان اعطاء الانسان مرة بعد أخرى دليل على الاعتناء به ودوام ملاحظته وفيه فائدة أخرى هي تكريره البشارة مرة بعد أخرى وفيه أيضا حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه والله أعلم ثم انه وقع في هذا الحديث شطر أهل الجنة وفي الرواية الأخرى نصف أهل الجنة وقد ثبت في الحديث الآخر أن أهل الجنة عشرون ومائة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا فهذا دليل على أنهم يكونون ثلثي أهل الجنة فيكون النبي  أخبر أولا بحديث الشطر ثم تفضل الله سبحانه بالزيادة فأعلم بحديث الصفوف فأخبر النبي  بعد ذلك ولهذا نظائر كثيرة في الحديث معروفة كحديث الجماعة تفضل صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة وبخمس وعشرين درجة على احدى التأويلات فيه وسيأتي تقريره في موضعه أن وصلناه أن شاء الله تعالى والله وأخرج الترمذي والحاكم وغيرهما حديث الصفوف باب ما جاء في صف أهل الجنة عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله  أهل ثم الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم قال أبو عيسى هذا حديث حسن .. عن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله  أهل ثم الجنة عشرون ومائة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه الحاكم ، فهل أمة هي ثلثا أهل الجنة تكون أمة وقع فيها الشرك الأكبر الذي لا يدخل مرتكبه الجنة أبدا لقوله تعالي (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وإذا عرفت أن من يدخل الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب من هذه الأمة ( سبعون ألفا مع كل واحد من السبعين ألفا سبعون ألفا ليكون المجموع واحسبها معي 4900000000)
أي أربعة مليارات وتسعمائة مليون . ليس هذا فقط ولكن معهم ثلاث حثيات من حثيات الرحمن بيد التنزيه ، عن محمد بن زياد سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله  يقول وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا لا نجاسة عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل
ـ حديث آخر قال الإمام أحمد عن هلال بن أبي ميمونة حدثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال أقبلنا مع رسول الله  حتى إذا كنا بالكديد أو قال بقديد فذكر حديثا وفيه ثم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير نجاسة وإني أرجو أن لا يدخلها حتى تبؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة قال الضياء وهذا عندي على شرط مسلم حديث آخر عن أنس عن النبي  قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول الله قال لكل رجل سبعون ألفا قالوا زدنا وكان على كثيب فقالوا فقال هكذا وحثا بيديه قالوا يا رسول الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا وهذا إسناد جيد ورجاله كلهم ثقات ما عدا عبد القاهر بن السري وقد سئل عنه ابن معين فقال صالح.ابن كثير ( 1/369) وأخرج ابن حبان وابن ماجة وابن أبي شيبة وغيرهم
انه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول قال رسول الله  ثم ان ربي وعدنى ان يدخل من امتى الجنة سبعين الفا بغير نجاسة ثم يتبع كل ألف بسبعين الفا ثم يحثى بكفه ثلاث حثيات فكبر عمر فقال  ان السبعين الفا الأول يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم وأرجو ان يجعل امتى أدنى الحثوات الأواخر ابن حبان ( 16 /232) ابن أبي شيبة ( 6 / 315)عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله  ثم نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله  يقول ثم إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله .ابن ماجه ( 2 /1433)
فهل بعد كل هذا يقال إن هذه الأمة أمة مشركة قد وقعت في الشرك الأكبر الذي يغفر الله كل شيء إلا هو ؟
هذا والله تعالى أعلى وأعلم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، .