بسم الله الرحمن الرحيم وقال الشيخ اللقاني رضى الله تعالى عنه وأثبتن للأوليا الكرامه | ومن نفاها فانبذن كلامه قال الإمام الصاوى رضى الله تعالى عنه قوله : ( وأثبتن للأوليا الكرامه ) قصد المصنف بهذه المسألة الرد على القائلين بعدم ثبوت الكرمات لأولياء الله -تعالى - فرد عليهم بذلك أى مما يجب اعتقاده ثبوت الكرامات للاولياء أى : فهى واقعة شرعا جائزة عقلا والأولياء : جمع ولي وهو المواظب على الطاعات التارك للمنهيات المعرض عن اللذات والشهوات ، فلا يفعل شهوة من حيث هى شهوة بل افعاله دائرة بين الواجب والندوب ، مثلا يأكل بقصد التقوي على الطاعات وينكح بقصد عفة الزوجة والنسل ، وبالجملة فأفعاله ليست بشهوات وسمى وليا لأنه تولى خدمة الله أو لان الله تولى امره فلم يكله الى غيره طرفة عين فمن شرطه ان يكون عنده حسن توكل على خالقه قوله : ( الكرامة ) هي ( امر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها يظهر على يد شخص ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبيه) فخرج بقوله :(الخارق للعادة ) السحر ونحوه وخرج بقوله :(غير مقرون بدعوى النبوة ) المعجزة لانها مقرونة بدعوى النبوة وخرج بقوله :(ولا هو مقدمة لها ) الإرهاص وخرج بقوله :(ظاهر الصلاح ) المعونة والاستدراج والإهانة والفرق بين المعجزة،والإرهاص، الكرامة ،المعونة، والاستدراج، والإهانة :ان الخارق للعادة إن قارن التحدى( فمعجزة) وان سبقه كتسليم الحجر واظلال الغمام قبل البعثة على النبى _صلى الله عليه وسلم _ فهذا يسمى (ارهاص) للنبوة اى تأسيس لها وان ظهر الخارق للعادة على يد ولي( فكرامة) ،وعلى يد عامي مستور الحال بلا سبب( فمعونة) ،وعلى يد ظاهر الفسق وهى طبق دعواه( فاستدراج) وإذا كان بسبب فيسمى سحر وشعبة كاكل الحيات وهى تلدغه ولا يتثر منها ، وإن لم طبق دعوه بل ضدها كبصق مسلمة الكذاب( فإهانة) والذى جعل الإيمان بالكرامة واجب : ان الكرامة دل عليها الكتاب والسنة والاجماع وكل ما كان كذلك فالايمان به واجب فينتج الإيمان بالكرامة واجب والدليل على أن ( الكرامة ) واقعة شرعا جائزة عقلا: ما ورد فى القرءان الكريم من قصة السيدة مريم وولادتها سيدنا عيسى عليه السلام من غير زوج ، مع كفالة سيدنا زكريا لها وحفظها وفى ذلك إشارة إلى قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) وقصة اصحاب الكهف ولبثهم فى كهفهم سنين بلا طعام ولا شراب والسنة : روى ان النبى _صلى الله عليه وسلم _ قال بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها اذ التفتت اليه وقالت انى لم اخلق لهذا وإنما خلقت للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تكلمت قال النبى آمنت بهذا ) أخرجه الشيخان وما وقع من الصحابة من الكرامات مثل قصة سيدنا عمر- رضى الله تعالى عنه- مع سارية وقصة العلاء بن الحضرمي - رضى الله تعالى عنه- في المشي على الماء ،وغير ذلك من الكرامات والدليل على انها جائزة عقلا: أن الامر الخارق للعادة ممكن و ان القدرة الأزلية تتعلق بكل ممكن إيجادا وإعداما.
وسئل بعضهم : لأي شيء كثرة الكرامات فى الزمان المتأخر دون الزمن المتقدم ؟ فأجاب : بأن ذلك لضعف إيمان المتأخرين فاحتيج لتوليفهم بالكرامات ، ليعتقدوا فى الصالحين ، وأما فى الزمن المتقدم فاعتقادهم تابع لميزان الشرع وقال الإمام السباعي من الاسباب التى جعلت ظهور الكرامات فى الزمان المتأخر أكثر من الزمن المتقدم : أن فى الكرامة تثبيت للولى ولهذا ربما وجدها أهل البدايات فى بداياتهم وفقدها أهل النهايات فى نهاياتهم لان ما هم عليه من الرسوخ والتمكين لا يحتاجون معه الى تثبيت ولذلك قل ظهورها على يد السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
________________ كتاب : شرح الصاوى على جوهرة التوحيدصفحة :(346،345،344 )،و حاشية الإمام السباعي على شرح خريدة أبى البركات سيدى( أحمد الدردير) -رضى الله تعالى عنه - فى التوحيد .(157،156،155)
صفحة :(346،345،344 )
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|