موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 42 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 29, 2012 1:15 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 27, 2011 10:23 pm
مشاركات: 467
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

ارسل لي احد الاصدقاء رساله يقول ان بها ادله من الامام ابي حنيفه تجيز الخروج علي الحاكم (وهل هذا كلام صحيح ؟؟؟)
و هذا نصها :


فلنبدأ بذكر مذهب سيد الفقهاء أبي حنيفة – رحمه الله - : فالمشهور من مذهبه جواز قتال حكام الجور والظلمة، والقول بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسيف. وننقل ما ذكر الإمام الجصاص – رحمه الله – عن أبي حنيفة في هذا المسألة، وقد رد الإمام الجصاص وأغلظ القول على من أنكر على أبي حنيفة مذهبه في الخروج على أئمة الجور وقولهم بأن أبى حنيفة يرى إمامة الفاسق فقال: "وهذا إنما أنكره عليه أغمار أصحاب الحديث الذين بهم فُقِد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تَغلب الظالمون على أمور الإسلام، فمن كان هذا مذهبه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف يرى إمامة الفاسق" [42]. وفي هذا رد على الإمام الطحاوي من إمام حنفي من كبار أئمة المذهب الحنفي.

ولقد أيد الإمام أبو حنيفة وساعد كل من خرج على أئمة الجور في عصره، كزيد بن علي في خروجه على الخليفة الأموي فقد أمده أبو حنيفة بالمال، وكان ينصح الناس ويأمرهم بالوقوف إلى جانبه، وهذا ما ذكره الجصاص في هذه المسألة:" وقضيته في أَمر زيد بن علي مشهورة وفي حمله المال إليه وفتياه الناس سراً في وجوب نصرته والقتَال معه " [43].

وكذلك مساندته لمحمد ابن عبد الله الملقب بالنفس الزكية ودعوت الناس وحثهم على مناصرته ومبايعته، وقال بأن الخروج معه أفضل من جهاد الكفار، كما ذكر ذلك الجصاص: " وكذلك أمره مع محمد وإِبراهيمَ ابني عبد اللَّه بن حسن. وقال لأَبي إسحاق الفزاريِ حينَ قَال له : لمَ أشرت على أَخي بالخروج مع إبراهيم حتى قتل ؟ قَال : مخرج أَخيك أَحب إلي من مخرجك " . وكان أَبو إسحاق قد خرج إلى البصرة " [44].

وقد نقل الموفق المكي وابن البزاز صاحب الفتاوى البزازية وهم من أجلة الفقهاء مثل هذا عن أبي حنيفة، ورأي أبو حنيفة واضح جلي أنّ الجهاد لتخليص الناس والمجتمع المسلم من سطوة الحاكم الجائر المبتدع أفضل من قتال الكفارالأصليين.

وكذلك ذكر الجصاص أن كبار التابعين قد نابذوا الحجاج بالسيف، حيث قال: " وقد كان الحسن وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين يأْخذون أَرزاقهم من أَيدي هؤلاء الظلمة ، لا على أَنهم كانوا يتولونهم ولا يرون إمامتهم ، وإِنما كانوا يأْخذونها على أَنها حقوق لهم في أَيدي قوم فجرة . وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم وقد ضربوا وجهَ الحجاج بالسيف ، وخرج عليه من القرَاء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين وفقهاؤهم فَقَاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز ثمَ بالبصرة ثمَ بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة وهم خالعون لعبد الملك بن مروان لاعنون لهم متبرئون منهم " [45].

كذلك حين ثار عبد الرحمن بن الأشعث على الدولة الأموية في زمن ولاية الحجاج الظالمة وقف إلى جانبه آنذاك أكابر الفقهاء أمثال سعيد بن جبير والشعبي وابن أبي ليلى وأبي البختري، ويذكر ابن كثير أن فرقة عسكرية من القُرَّاء (يعني العلماء والفقهاء) وقفت معه ولم يقل واحد من العلماء الذين قعدوا عن القيام معه أن خروجه هذا غير جائز، والخطب التي ألقاها هؤلاء الفقهاء أمام جيش بن الأشعث تترجم نظريتهم ترجمة أمينة، قال بن أبي ليلى: " أيها المؤمنون إنّه من رأى عُدْواناً يُعمل به ومُنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونُور في قلبه اليقين، فقاتلوا هؤلاء المحلّين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فلا ينكرونه ". وقال الشعبي: " يا أهل الإسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج في قتالهم، فوالله ما أعلم قوما على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور منهم في الحكم، فليكن بهم البدار". وقال سعيد بن جبير: " قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنيّة ويقين، وعلى آثامهم قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 29, 2012 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 11, 2012 10:27 pm
مشاركات: 469
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فمما هو معلوم من الدين بالضرورة أنه يحرم الخروج على الحكام وإن جاروا وظلموا ، روى الإمام مسلم ج3/ص1476 قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله : إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه
فهل من وراء هذا الخير شر قال : "نعم " قلت : هل وراء ذلك الشر خير قال : " نعم " قلت :فهل وراء ذلك الخير شر قال: "نعم " قلت : كيف قال : " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " قال : قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ، قال : " تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع " . وروى الإمام مسلم ج3/ص1481عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم" قيل : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال : " لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة " .
وما رواه الطيالسي (1 / 184 ) عن أبي ثعلبة الخشني ، عن أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة ، وكائنا خلافة ورحمة ، وكائنا ملكا عضوضا ، وكائنا عنوة وجبرية وفسادا في الأرض، يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله". وحسنه أو جود إسناده غير واحد .
قال الإمام النووي رحمه الله : " وأما الخروج على أئمة الجور وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين ، وإن كانوا فسقة ظالمين ، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ، وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل وحكى عن المعتزلة أيضاً فغلط من قائله مخالف للإجماع ، قال العلماء وسبب عدم انعزاله، وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء ، وفساد ذات البين فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه " .
وكذلك نقل ابن حجر - رحمه الله - الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم: فقال: قال ابن بطال: " وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء" .
أما عن مذهب الأحناف ، فمعرفته ينبغي أن تتم عن طريق معرفة المعتمد عندهم من خلال مذاهب الأئمة المعتمدين عندهم ، فعندما نذهب إلى حاشية ابن عابدين ( 4/264) ، سنجد له مطلبا خاصا فيما يستحق به الخليفة العزل ، وسنلاحظ في هذا المبحث ما يلي :
أولا : هناك فرق عند الأحناف بين العزل كاستحقاق والعزل كإجراء ، فلا يلزم من استحقاق العزل السعي إلى العزل : فقد نقل عن الكمال بن الهمام قوله في المسايرة : وَإِذَا قَلَّدَ عَدْلًا ثُمَّ جَارٍ وَفَسَقَ لَا يَنْعَزِلُ وَلَكِنْ يَسْتَحِقُّ الْعَزْلَ إنْ لَمْ يَسْتَلْزِمْ فِتْنَةٌ. اهـ
ثانيا : وحتى وإن استحق الحاكم العزل في حالة ما ؛ فلا يتأتى ذلك عندهم إلا في حالة الأمن من الفتنة ، وهذا ما جاء في النص السابق ، وكما جاء في نقله بعد ذلك عن صاحب الدرر في الحاكم الذي لم يحصل في عهده الأمان ولم تكن الطرق آمنة ومثله العاجز أو الجائر الظالم .
ثالثا : إن الأحناف عندهم مطلب يتلو هذا المطلب خاص بوجوب طاعة الأئمة ما لم يأمروا بمنكر ، يقول ابن عابدين في حاشيته : " مَطْلَبٌ فِي وُجُوبِ طَاعَةِ الْإِمَامِ (قَوْلُهُ: افْتَرَضَ عَلَيْهِ إجَابَتُهُ) وَالْأَصْلُ فِيهِ قَوْله تَعَالَى {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَلَوْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ أَجْدَعُ» وَرُوِيَ «مُجَدَّعٌ» وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – قَالَ «عَلَيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِكُلِّ مَنْ يُؤَمَّرُ عَلَيْكُمْ مَا لَمْ يَأْمُرْكُمْ بِمُنْكَرٍ» .
توصيف الحالة التي حصلت في مصر :
نأتي هنا إلى الحالة التي حصلت في مصر مع بداية الثورة ، فسنجد أنها بدأت بمظاهرات سلمية ، فبرغم أن المظاهرات هي في حقيقتها أسلوب غربي ، ولها قواعدها وضوابطها عندهم ، ونعلم يقينا هذه الضوابط التي تفصل بين التظاهر من أجل الحصول على حق مشروع وبين الاعتداء على هيبة الدولة ، فالأول مباح عندهم ، والثاني يضرب من يتجاوز إليه بيد من حديد ، ويكفينا ما ورد أخيرا على ألسنة زعمائهم من استعمال كل وسائل القمع الممكنة إذا تجاوز الأمر إلى الاعتداء على هيبة الدولة ، وكلنا يعلم أن مثلا من ضوابط التظاهر عندهم أنك لا ينبغي أن تنزل عن الرصيف عند التظاهر ، ففوق الرصيف تظاهرك مشروع ، وتحته اعتداء على هيبة الدولة ومن حق رجل البوليس أن يكتف يديك ويأخذك إلى سيارة البوليس .
برغم كل ذلك سأعتبر هذه المظاهرات التي حدثت في مصر بداية من 25 يناير 2011م مظاهرات سلمية مشروعة داخلة في " كلمة حق عند سلطان جائر " .
لكن ما الذي حدث بعد ذلك ، حاولت مجموعات وصممت متعمدة أن تدخل ميدان التحرير ، من وجهة نظري أن هذه الحالة وذلك التصميم في مقابل رفض السلطات لذلك هو بداية الخروج على الحاكم ، طبعا يعلم من فعلوا ذلك أن الدخول إلى ميدان التحرير سيخلق لهم وضعا جديدا متقدما ، لسوف يكون الميدان - وهو أكبر وأهم ميدان في مصر - كالبؤرة والمنطقة الجاذبة التي يمكن أن يتدافع إليها الناس ، ثم تأتي مرحلة الإعلام والأداة الإعلامية الجبارة لتبدأ عملها ويحدث الاختراق وتحقيق الأهداف .
هذه من وجهة نظري المرحلة أو النقطة التي منها بدأ الخروج على الحاكم ، فكان من دخل الميدان في تلك اللحظة ممن ارتكب معصية الخروج على الحاكم ، ثم كان طبيعيا أن يتم استمراء هذا الخروج والاستمرار فيه بعد ذلك ، فكان اختراق حظر التجول والذي يعد دخولا جديدا في مزالق الخروج على الحاكم ، ثم بعد ذلك " الشعب يريد إسقاط النظام " ، وكلمة الحق عند سلطان جائر لا تكون هكذا ، وإنما من أرادها فالطبيعي أن يقول " الشعب يريد إسقاط الظلم " أو " الشعب يريد إسقاط الفساد " ، فكان هذا الشعار دخولا في مرحلة جديدة من مراحل الخروج على الحاكم .
وهكذا استمر مسلسل الخروج على الحاكم في كل المظاهر الاحتجاجية التي حدثت بعد ذلك ، واستمرأ كثير من الجماهير هذه المعصية الكبرى التي سيتحمل وزرها أول من قام بها ، " فمن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
ونسأل الله اللطف والستر ، وأن يأذن لنا ربنا سبحانه وتعالى الواحد الأحد بفرج قريب إنه للدعاء أفضل مجيب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم تكبير الخط
(الإدارة )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 29, 2012 6:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 27, 2011 10:23 pm
مشاركات: 467
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

شكر و تقدير علي سرعة الرد من الاستاذ:أبو سالم المصري


أولا:
عندي استفسار تقول :"اما عن مذهب الأحناف ، فمعرفته ينبغي أن تتم عن طريق معرفة المعتمد عندهم من خلال مذاهب الأئمة المعتمدين عندهم"

(1) هل الإمام الجصاص – رحمه الله من المعتمدين "انا لست متخصص"

ثانيا:أرجو شرح علي الحادثه التاليه و نصها

"ولقد أيد الإمام أبو حنيفة وساعد كل من خرج على أئمة الجور في عصره، كزيد بن علي في خروجه على الخليفة الأموي فقد أمده أبو حنيفة بالمال، وكان ينصح الناس ويأمرهم بالوقوف إلى جانبه، وهذا ما ذكره الجصاص في هذه المسألة:" وقضيته في أَمر زيد بن علي مشهورة وفي حمله المال إليه وفتياه الناس سراً في وجوب نصرته والقتَال معه " [43]."

ثالثا:أرجو شرح علي الحادثه التاليه و نصها

"وكذلك ذكر الجصاص أن كبار التابعين قد نابذوا الحجاج بالسيف، حيث قال: " وقد كان الحسن وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين يأْخذون أَرزاقهم من أَيدي هؤلاء الظلمة ، لا على أَنهم كانوا يتولونهم ولا يرون إمامتهم ، وإِنما كانوا يأْخذونها على أَنها حقوق لهم في أَيدي قوم فجرة . وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم وقد ضربوا وجهَ الحجاج بالسيف ، وخرج عليه من القرَاء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين وفقهاؤهم فَقَاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز ثمَ بالبصرة ثمَ بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة وهم خالعون لعبد الملك بن مروان لاعنون لهم متبرئون منهم " [45]"

رابعا:أرجو شرح علي الحادثه التاليه و نصها

"كذلك حين ثار عبد الرحمن بن الأشعث على الدولة الأموية في زمن ولاية الحجاج الظالمة وقف إلى جانبه آنذاك أكابر الفقهاء أمثال سعيد بن جبير والشعبي وابن أبي ليلى وأبي البختري، ويذكر ابن كثير أن فرقة عسكرية من القُرَّاء (يعني العلماء والفقهاء) وقفت معه ولم يقل واحد من العلماء الذين قعدوا عن القيام معه أن خروجه هذا غير جائز، والخطب التي ألقاها هؤلاء الفقهاء أمام جيش بن الأشعث تترجم نظريتهم ترجمة أمينة، قال بن أبي ليلى: " أيها المؤمنون إنّه من رأى عُدْواناً يُعمل به ومُنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونُور في قلبه اليقين، فقاتلوا هؤلاء المحلّين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فلا ينكرونه ". وقال الشعبي: " يا أهل الإسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج في قتالهم، فوالله ما أعلم قوما على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور منهم في الحكم، فليكن بهم البدار". وقال سعيد بن جبير: " قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنيّة ويقين، وعلى آثامهم قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة "

اسف جدا علي طول الكلام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 29, 2012 10:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

الفاضل / علام

بصراحة .. قد استفزنى النقل الذى نقله أحد الناس وأرسله إليك .. وللرد على ما نقله لك ... أضع أولا بين يدى الإخوة عدة أصول مهمة علشان نكون ناس محققين .. مش أبواق تردد شبهات :

الأول ... الرجوع إلى صريح الكتاب والسنة فى المسألة .

الثانى ... عرض النقول بكاملها دون اختصار أو حذف .

الثالث ... الفهم الصحيح والمعرفة بقواعد المذاهب الفقهية واصطلاحاتها والملابسات والوقائع .

الرابع ... اعتبار قاعدة " الخروج من الخلاف أولى " إن وجد خلاف .. والتمسك بقول الجمهور .

وهذا هو وقت البيان لما سبق .. يا أخى الحبيب .

الأول ... الرجوع إلى صريح الكتاب والسنة فى المسألة .

جاء القرآن الكريم بوجوب طاعة أولى الأمر .. قال تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) وهم الحكام فى أشهر أقوال المفسرين .
ولشرح هذا العموم فى القرآن .. جاء فى السنة المشرفة بيان واضح .. وجلى جدا .. يسميه أهل الأصول " نص " وهو من أقوى الأدلة فى المسألة .

وهضرب لك مثل يوضح معنى قوة الاستدلال بالنص .
قال تعالى " ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن "

فالسؤال .. هل يجامع الرجل زوجته وقت الحيض .. والجواب .. لا .
فهذا الجواب .. يسمى نصا فى المسألة .. يعنى مش محتاج تفسير أو تأويل بل هو بألفاظه يعد دليلا

نرجع لموضوعنا .. فنقول :

روى مسلم (9/387) عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ :
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ
قَالَ نَعَمْ
قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ
قَالَ نَعَمْ
قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ
قَالَ نَعَمْ
قُلْتُ كَيْفَ
قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ
قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ
قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ . انتهى

أظن واضح جدا إجابة حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم على مسألة بعينها .. وهى وجود حاكم ظالم .. يضرب ظهور الناس .. مش كده وبس .. لأ .. وحرامى .. ومغتصب للأموال
.. وكمان .. لا يهتدى بهدى النبى صلى الله عليه وسلم .. ولا يستن بسنته ..

يعنى مافيش حاجة بيعملها على سنة حضرة النبى صلى الله عليه وسلم .. بل خلاف السنة الشريفة .. طبعا حاجة صعبة جدا .. ولكنه مش كافر .

والجواب ... واضح زى الشمس .. تسمع وتطيع .. ولا تخرج من طاعة الإمام .
وعلى فكرة .. دا مش فهمى أنا .. يا علام .. انظر ماذا قال الإمام البيهقى وبوب بابا فى سننه الكبرى .. واستشهد بحديث مسلم ... قال الإمام البيهقى :
" باب الصبر على اذى يصيبه من جهة امامه وانكار المنكر من اموره بقلبه وترك الخروج عليه "

حديث تانى ... فى غاية الوضوح .. ونص فى الفتوى .
روى مسلم (9/404) عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ .. وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ )
قَالُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ
قَالَ ( لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ ... أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ) .

واضح جدا جدا ... قول الصحابى " أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ " فهو فى صميم الموضوع .. يعنى : نخرج عليهم .. وننباذهم .. بالكلام وعدم طاعتهم .. وبالسلاح .

والجواب النبوى الشريف فى غاية الوضوح .. ومش محتاج فلسفة .. أو رأى حد تانى - مع الاحترام الكامل لكل العلماء - ( لَا .. مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ ... أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ) .

وخد بالك من قوله (فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ) واضح تماما فى عدم الخروج .. والتزام الصبر .. وكراهية المعصية .. فقط لا غير .

يتبع ...


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 29, 2012 11:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
أكمل معاك .. يا علام .

الأصل الثانى ... عرض النقول بكاملها دون اختصار أو حذف .

وأقصد هنا ما نقله هذا الإنسان منسوبا للإمام أبى حنيفة .. فقد وقفت على نقل أسوقه لك منقولا عن قائله :

للإمام أبى حنيفة كتاب منسوب إليه وهو ( الفقه الأكبر ) وفي شرح القاري له المسمى ( الشرح الميسر ) ص107 ما نصه :

قلت ( أي الرواي ) : فما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك ناس فيخرج على الجماعة هل ترى ذلك ؟
قال ( أبو حنيفة ) : لا
قلت : ولم وقد امر الله تعالى ورسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا فريضة واجبة ؟
فقال : هو كذلك لكن ما يفسدون من ذلك أكثر مما يصلحون من سفك الدماء واستحلال المحارم وانتهاب الأموال وقد قال الله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله ) .
قلت : فنقاتل الفئة الباغية بالسيف؟
قال : نعم تأمر وتنهي فإن قبل والا قاتلته فتكون مع الفئة العادلة وإن كان الإمام جائرا ... لقول النبي عليه الصلاة و السلام " لا يضركم جور من جار ولا عدل من عدل لكم أجركم وعليه وزره " ) انتهى

وسأذكر لك يا علام .. أقوال لأئمة أحناف كبار ... بيحكوا مذهبهم .. ومنهم :

البدر العينى العلامة الفقيه المحدث الحنفى المذهب .. قال فى كتابه عمدة القارى شرح صحيح البخارى (81/57) :

قوله (وأثرة علينا ) بفتح الهمزة والثاء المثلثة .. أي على استئثار الأمراء بحظوظهم واختصاصهم إياها بأنفسهم .
وحاصل الكلام أن طواعيتهم لمن يتولى عليهم لا يتوقف على إيصالهم حقوقهم بل عليهم الطاعة ولو منعهم حقهم
قوله ( وأن لا ننازع الأمر ) أهله عطف على قوله أن بايعنا والمراد بالأمر الملك والإمارة .. وزاد أحمد من طريق عمير بن هانىء عن جنادة (وإن رأيت أن لك في الأمر حقا ) فلا تعمل بذلك الرأي بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة . انتهى كلامه

فهذا رأى إمام حنفى كبير .

وقال العلامة المحدث الفقيه الحنفى الكمال بن الهمام . ولد سنة 790 وتوفي سنة 861 هـ فى كتابه " فتح القدير شرح كتاب الهداية للمرغيناني " (13/299) :

وَالْخَارِجُونَ عَنْ طَاعَتِهِ أَرْبَعَةُ أَصْنَافٍ :
أَحَدُهَا الْخَارِجُونَ بِلَا تَأْوِيلٍ بِمَنَعَةٍ وَبِلَا مَنَعَةٍ يَأْخُذُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ وَيَقْتُلُونَهُمْ وَيُخِيفُونَ الطَّرِيقَ وَهُمْ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ .
وَالثَّانِي قَوْمٌ كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُمْ لَا مَنَعَةَ لَهُمْ لَكِنْ لَهُمْ تَأْوِيلٌ ، فَحُكْمُهُمْ حُكْمُ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ ، إنْ قَتَلُوا قُتِلُوا وَصُلِبُوا ، وَإِنْ أَخَذُوا مَالَ الْمُسْلِمِينَ قُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ عَلَى مَا عُرِفَ .
وَالثَّالِثُ قَوْمٌ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَحَمِيَّةٌ خَرَجُوا عَلَيْهِ بِتَأْوِيلٍ يَرَوْنَ أَنَّهُ عَلَى بَاطِلِ كُفْرٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ يُوجِبُ قِتَالَهُ بِتَأْوِيلِهِمْ ، وَهَؤُلَاءِ يُسَمُّونَ بِالْخَوَارِجِ ... ثم قال :
وَالرَّابِعُ قَوْمٌ مُسْلِمُونَ خَرَجُوا عَلَى إمَامِ الْعَدْلِ وَلَمْ يَسْتَبِيحُوا مَا اسْتَبَاحَهُ الْخَوَارِجُ
مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَسَبْيِ ذَرَارِيِّهِمْ وَهُمْ الْبُغَاةُ . انتهى النقل

وقال منلا خسرو شيخ الإسلام الرومي الحنفي المتوفى سنة 885 هـ فى كتابه درر الحكام شرح غرر الأحكام (3/437)

( بَابُ الْبُغَاةِ ) .
( قَوْلُهُ : قَوْمٌ مُسْلِمُونَ خَرَجُوا عَنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ ) لَمْ يُقَيِّدْهُ بِكَوْنِهِ بِتَأْوِيلٍ ؛ لِأَنَّ الْخَوَارِجَ عَنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ أَرْبَعَةُ أَصْنَافٍ كَمَا فِي الْفَتْحِ : أَحَدُهَا :
الْخَارِجُونَ بِلَا تَأْوِيلٍ بِمَنَعَةٍ وَبِلَا مَنَعَةٍ يَأْخُذُونَ أَمْوَالَ الْمُسْلِمِينَ وَيَقْتُلُونَهُمْ وَيُخِيفُونَ الطَّرِيقَ وَهُمْ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ وَسَيَذْكُرُهُمْ الْمُصَنِّفُ كَغَيْرِهِ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ وَكَانَ الْأَنْسَبُ ذِكْرَهُمْ هُنَا لِكَوْنِ قِتَالِهِمْ مِنْ الْجِهَادِ .
وَالثَّانِي : قَوْمٌ كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُمْ لَا مَنَعَةَ لَهُمْ لَكِنْ لَهُمْ تَأْوِيلٌ فَحُكْمُهُمْ حُكْمُ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ .
وَالثَّالِثُ : قَوْمٌ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَحَمِيَّةٌ خَرَجُوا عَلَيْهِ بِتَأْوِيلٍ يَرَوْنَ أَنَّهُ عَلَى بَاطِلٍ كُفْرٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ يُوجِبُ قِتَالَهُ بِتَأْوِيلِهِمْ وَهَؤُلَاءِ يَسْمَعُونَ بِالْخَوَارِجِ يَسْتَحِلُّونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالَهُمْ وَيَسْبُونَ نِسَاءَهُمْ وَيُكَفِّرُونَ الصَّحَابَةَ وَحُكْمُهُمْ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ وَجُمْهُورِ أَهْلِ الْحَدِيثِ حُكْمُ الْبُغَاةِ .
وَالرَّابِعُ : قَوْمٌ مُسْلِمُونَ خَرَجُوا عَنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ وَلَمْ يَسْتَبِيحُوا مَا اسْتَبَاحَهُ الْخَوَارِجُ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَسَبْيِ ذَرَارِيِّهِمْ وَهُمْ الْبُغَاةُ وَحُكْمُهُمْ مَا ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ .
( قَوْلُهُ فَيَدْعُوهُمْ إلَى الْعَوْدِ وَيَكْشِفُ شُبْهَتَهُمْ ) لَيْسَ ذَلِكَ وَاجِبًا بَلْ مُسْتَحَبٌّ ؛ لِأَنَّهُمْ كَمَنْ بَلَغَتْهُمْ الدَّعْوَةُ
( قَوْلُهُ فَإِنْ تَحَيَّزُوا مُجْتَمَعِينَ حَلَّ لَنَا قِتَالُهُمْ بَدْءًا ) هَكَذَا ذَكَرَ الشَّيْخُ الْمَعْرُوفُ بخواهر زاده وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَنَا وَذَكَرَ الْقُدُورِيُّ فِي مُخْتَصَرِهِ لَا يَبْدَؤُهُمْ بِقِتَالٍ حَتَّى يَبْدَأَهُ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ هَكَذَا قَالَهُ الزَّيْلَعِيُّ .
ثُمَّ قَالَ وَلَوْ أَمْكَنَ دَفْعُ شَرِّهِمْ بِالْحَبْسِ بَعْدَ مَا تَحَيَّزُوا فَعَلَ ذَلِكَ وَلَا يُقَاتِلُهُمْ لِأَنَّهُ أَمْكَنَ دَفْعُ شَرِّهِمْ بِأَهْوَنَ مِنْهُ وَالْجِهَادُ مَعَهُمْ وَاجِبٌ بِقَدْرِ مَا يَنْدَفِعُ بِهِ شَرُّهُمْ . انتهى النقل .

بالإضافة إلى ما تفضل به الفاضل / أبو سالم المصرى .. من نقل عن العلامة المحقق ابن عابدين خاتمة المحققين الأحناف .. وغير هؤلاء كثير .

والمهم .. إن كلا من الكمال بن الهمام وشيخ الإسلام الحنفى منلا خسرو .. سمى من خرج عن طاعة الإمام حتى وإن كان معهم شبهة أو تأويل .. وهو المسوغ لخروجهم ... سموهم " قطاع طريق " مرة .. ومرة أخرى سماهم " بغاة " .

وبعد ذلك يصبح كلام الناقل " فالمشهور من مذهبه جواز قتال حكام الجور " مش أكثر من فرقعة .. وتهييج .

وعلى كل حال .. فليس من الضرورى أن يكون المشهور من أى مذهب هو الموافق للصواب .. كما سيأتى .

يتبع .... ومعلش .. اصبر شوية عليا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 30, 2012 12:08 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
الثالث ... الفهم الصحيح والمعرفة بقواعد المذاهب الفقهية واصطلاحاتها والملابسات والوقائع .

اعلم يا أيها الحبيب .. أن لكل مذهب اصطلاحات خاصة به .
مثل .. الوجه .. والقول .. الأظهر .. والمذهب .. وهذه الاصطلاحات أكثرها عند السادة الشافعية .

قال العلامة النووى فى كتابه المجموع (1/65) :

فصل في بيان القولين والوجهين والطريقين .

فالاقوال للشافعي .. والاوجه لاصحابه المنتسبين إلى مذهبه يخرجونها على أصوله ويستنبطونها من قواعده ويجتهدون في بعضها وان لم يأخذوه من أصله .
وقد سبق بيان اختلافهم في ان المخرج هل ينسب إلى الشافعي .. والاصح أنه لا ينسب ثم قد يكون القولان قديمين وقد يكونان جديدين أو قديما وجديدا .. وقد يقولهما في وقت وقد يقولهما في وقتين قد يرجح أحدهما وقد لا يرجح .. وقد يكون الوجهان لشخصين ولشخص والذي لشخص ينقسم كانقسام القولين .

وأما الطرق فهي اختلاف الاصحاب في حكاية المذهب .. فيقول بعضهم مثلا في المسألة قولان أو وجهان .. ويقول الآخر لا يجوز قولا واحدا أو وجها واحدا
أو يقول أحدهما في المسألة تفصيل ويقول الآخر فيها خلاف مطلق .
وقد يستعملون الوجهين في موضع الطريقين وعكسه . انتهى

مش عاوز أطول عليك .. لكن الخلاصة .. إن هذه المصطلحات مرتبطة بصحة نسبة قول إمام المذهب له ... يعنى كلمة " المشهور عن الشافعى " المقصود بها ما صح عنه وينسب إليه وليس إلى أحد تلامذته ... وليس المقصود ما صح من الدليل الشرعى .

وهضرب لك مثلا .

المشهور من مذهب الشافعية .. نقض الوضوء من لمس المرأة حتى لو كانت زوجتك .
ولا يعنى هذا أن الأحاديث والأدلة معهم ... بالعكس قد روى الترمذي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ . وهكذا .

ومن هنا تعرف إن قول الناقل " فالمشهور من مذهبه جواز قتال حكام الجور " نوع من أنواع التلبيس .. والتدليس .

وعلشان نخلص من النقطة دى .. نعرف إن جميع الأئمة كانوا يقولون ( إذا صح الحديث فهو مذهبى ) .. وإحنا قدمنا الأحاديث الصحيحة الواضحة فى عدم الخروج على الحاكم ..

فاتباع الأحاديث وكلام سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بلا شك .. مقدم على كل قول .
ونفهم إن مخالفة أى عالم للأحاديث الصحيحة مرجعه إلى عدم بلوغه هذا الحديث .. أو أن هناك ملابسات خاصة جدا فى عصره وصلت به إلى ما ظاهره مخالفة الحديث ... طبعا عن غير قصد .

أما عن الحكايات التى ذكرها صاحبك عن سيدنا زيد بن على والنفس الزكية .. وخروج التابعين على الحجاج ... فمعلش خليها بكرة

تصبحوا جميعا على خير


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 30, 2012 12:48 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 27, 2011 10:23 pm
مشاركات: 467
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

شكرا جزيلا أ/مريد الحق علي هذا الرد السريع و ملئ بالمعلومات


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 30, 2012 10:04 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 11, 2012 10:27 pm
مشاركات: 469
الأخ الكريم علام :
أجيب عليك بما يأتي :
أولا : بالنسبة لموقع الجصاص في المذهب الحنفي ؛ فهو معدود في طبقة المقلدين ( وهم الذين لا يقدرون على الاجتهاد أصلا ) أو أصحاب التخريج (أي التخريج بناء على مذاهب المجتهدين ) .
بينما الطحاوي على سبيل المثال – وهو من نقلت مذهبه عن صاحب الرسالة في حرمة الخروج على الحكام وإن جاروا – فهو عندهم في طبقة "المجتهدون في المسائل" وهي طبقة تتلو عندهم " المجتهدون في المذهب " الذين هم أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني .
أما ابن عابدين فهم يعتبرونه خاتمة المحققين في المذهب لإحاطته بكل كتب المذهب ولأنه يورد المعتمد في المذهب ، بل ويورد المعتمد في الفتوى ، وستجد عبارة " المفتى به " أو " به يفتى " كثيرة في حاشية ابن عابدين .
( وانظر في تتمة هذه المعلومات كتاب المدخل للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية )
ثانيا : في الرسالة الواردة إليك ، يقول : "المشهور في مذهب أبي حنيفة قتال أئمة الجور" ، لكني أقول أيضا أن المشهور عند أهل السنة والجماعة حرمة الخروج على الحكام وإن جاروا ، ومن المعلوم أن المذهب الحنفي ركن أصيل في مذهب أهل السنة والجماعة ، ولم يورد أحد ممن ذكر مذهب أهل السنة والجماعة في هذا الصدد – بما فيهم من نص على الإجماع على هذا المذهب – خلافا عن أبي حنيفة أو مذهبه .
ثالثا : ما ذكرته من حوادث تاريخية عن أبي حنيفة تشير إلى إعانته من خرج على حكام الجور ، ينبغي النظر فيها كما يلي :
- أولا : ينبغي التأكد من هذه الحوادث التاريخية وتوثيقها ، فليس كل ما ذكر في كتب التاريخ يصح نسبته إلى صاحب الحدث .
- ثانيا : ما ذكر من هذه الحوادث عن أبي حنيفة ليست أكثر من أفعال ، ومن المعلوم في الأصول أن دلالة الأفعال أدنى رتبة من دلالة الأقوال ، ولا يمكن نسبة مذهب لصاحبه من خلال أفعاله فقط ( قد تكون هناك أسباب أخرى بعيدة عن التعلق بمذهب فقهي معين ، خاصة وأن الحوادث التي أوردتها تتعلق بحكام بني أمية الذين قال فيهم سعيد بن جبير كما جاء في نهاية الرسالة : " قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة " ، وأدعوك إلى العودة إلى مبحث دلالة الأفعال بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام في أصول الفقه لتعرف هذه المسألة .
- ثالثا : جاء في الرواية الأخيرة التي ذكرتها من كلام سعيد بن جبير قوله : " قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة " ، وأسالك هل وصل الأمر بالحكام في زماننا هذا – وأخص من بينهم حاكم مصر – إلى هذا الحد .
لمعلومات حضرتك – ولا أظنك تجهل ذلك - : بالنسبة للجملة الأخيرة " وإماتتهم الصلاة " ؛ فإن عدد المصلين في مصر في عهد حاكم مصر الذي تم الخروج عليه قد كثر كثرة لم تشهدها مصر ربما في أي عهود سابقة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 28, 2012 1:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 23, 2004 6:37 pm
مشاركات: 264
مكان: حيثما يوجد احباء محمد واله
[font=Tahoma]الاخ الفاضل مريد الحق
الاخوه الافاضل
متابع للاهميه :)
[/font]

_________________
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 22, 2012 1:44 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

استكمل معكم الكلام على النقطة الخامسة وهى :

- الخروج على الحاكم .. حكمه وأحواله فى ميزان الشرع .

أحوال الإمام هى :

إما أن يكون مسلما ... أو يكون كافرا
فإن كان مسلما ... فإما أن يكون عدلا .. تقيا ..
أو يكون مسلما ... جائرا .. ظالما .. فاسقا .

ففى كل أحوال الإمام أو السلطان المسلم ... تقيا عدلا .. أو جائرا .. فاسقا
فلا يجوز الخروج عليه ... ولا عزله . . بل الواجب الشرعى اللازم بأمر حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ... الصبر .فمن ترك الصبر .. فقد خالف أمر سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الدليل :
روى الشيخان عن عبادة بن الصامت قال :
بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا
أثرة علينا، وأن لا ننازع الامر أهله الا أن تروا كفرا بواخا عندكم فيه من الله برهان .

وروى أحمد عن أبى ذر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(يا أبا ذر كيف بك عند ولاة يستأثرون عليك بهذا الفئ ؟ )
قال : والذى بعثك بالحق أضع سيفى على عاتقي وأضرب حتى ألحقك .
قال ( لا، ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك .. تصبر حتى تلحقني)

وعن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديى ولا يستنون بسنتى، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس ).
قال قلت : كيف أصنع يا رسول الله ان أدركت ذلك ؟
قال ( تسمع وتطيع ، وان ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) رواه أحمد ومسلم .

روى البخاري (21/444) عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ :
دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا :
أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا ( أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا .. وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا .. وَأَثَرَةً عَلَيْنَا .. وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ) .

روى البخاري (22/51) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبِرْ .. فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) .

أخرج عبد الرزاق فى المصنف (11/331) عن أبي قلابة قال :
قال عبادة بن الصامت لجنادة بن أبي أمية : يا جنادة ! ألا أخبرك بالذي لك والذي عليك ؟
إن عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وفي الاثرة عليك ، وأن تدع لسانك بالقول ، وألا تنازع الامر أهله ، إلا أن تؤمر بمعصية الله براحا ، فإن أمرت بخلاف ما في كتاب الله فاتبع كتاب الله. انظر إلى قوله :
وألا تنازع الامر أهله ، إلا أن تؤمر بمعصية الله براحا ، فإن أمرت بخلاف ما في كتاب الله فاتبع كتاب الله.
ولم يقل له ( فانزع يدك من طاعة الحاكم ... أو اخرج عليه )

وأخرج البيهقي عن المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أطيعوا أمراءكم ، فإن أمروكم بما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم ، وإن أمروكم بما لم آتكم به فهو عليهم وأنتم برآء من ذلك ، إذا لقيتم الله قلتم : ربنا لا ظلم . فيقول : لا ظلم . فتقولون : ربنا أرسلت إلينا رسولاً فأطعناه بإذنك ، واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم بإذنك ، وأمرت علينا أمراء فأطعناهم بإذنك ، فيقول : صدقتم هو عليهم ، وأنتم منه برآء ) انظر الدر المنثور للسيوطى (3/156) .

والشاهد هنا أن حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له ( فانزع يدك من طاعة الحاكم ... أو اخرج عليه )

ومن كلام الصحابة الكرام والتابعين وعلماء المذاهب المعتمدة ... ننقل الآتى :
أخرج ابن سعد والبيهقي عن أنس بن مالك قال :
أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن لا نسب أمراءنا ، ولا نغشهم ، ولا نعصيهم ، وأن نتقي الله ونصبر ، فإن الأمر قريب .

وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال : لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر . قالوا : هذا البر فكيف بالفاجر؟!
قال : إن الفاجر يؤمن الله به السبل ، ويجاهد به العدو ، ويجيء به الفيء ، ويقام به الحدود ، ويحج به البيت ، ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله .

ذكره الإمام السيوطى فى الدر المنثور (3/156)

وقال الآجرى فى كتابه " الشريعة "(1/73) بإسناده عن عمر بن يزيد ، صاحب الطعام قال : سمعت الحسن أيام يزيد بن المهلب قال : وأتاه رهط فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ، ويغلقوا عليهم أبوابهم ، ثم قال :

والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ، ووالله ما جاءوا بيوم خير قط ، ثم تلا (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون )

يتبع بمشيئة الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 22, 2012 1:50 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
ومن أقوال السادة العلماء أصحاب المذاهب المعتمدة ... نسوق شيئا من نقولهم :

قال أبو عبد الله العبدرى المعروف بالمواق المالكى فى كتابه التاج والإكليل لمختصر خليل (10/490) :

وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ مَا نَصُّهُ : قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ :
كُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ رِضًا أَوْ غَلَبَةٍ فَاشْتَدَّتْ وَطْأَتُهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ فَلَا يُخْرَجُ عَلَيْهِ جَارَ أَوْ عَدَلَ وَيُغْزَى مَعَهُ الْعَدُوُّ وَيُحَجُّ الْبَيْتُ وَتُدْفَعُ إلَيْهِ الصَّدَقَةُ ، وَهِيَ مُجْزِئَةٌ إذَا طَلَبُوهَا وَتُصَلَّى خَلْفَهُ الْجُمُعَةُ .

قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَدْفَعُ زَكَاةَ مَالِهِ إلَى كُلِّ مَنْ غَلَبَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَقَدْ صَلَّى خَلْفَ الْحَجَّاجِ .

وقال أَحْمَدُ بْنُ غُنَيْمِ النَّفْرَاوِيُّ المالكى فى الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (1/402)
مَنْ ثَبَتَتْ إمَامَتُهُ لَا يَنْعَزِلُ مِنْهَا عِنْدَ الْأَكْثَرِ بِالْفِسْقِ وَلَا بِالْجَوْرِ حَيْثُ نُصِّبَ عَدْلًا ، وَإِنَّمَا يَنْحَلُّ عَقْدُ الْإِمَامَةِ بِمَا يَزُولُ بِهِ مَقْصُودُ الْإِمَامَةِ كَالرِّدَّةِ وَالْجُنُونِ الْمُطْبِقِ وَصَيْرُورَةِ الْإِمَامِ أَسِيرًا لَا يُرْجَى خَلَاصُهُ ، وَكَذَا بِالْمَرَضِ الَّذِي يُنْسِيه الْعُلُومَ ، وَبِالْعَمَى وَالصَّمَمِ وَالْخَرَسِ . انتهى

وقال البدر العينى الحنفى فى عمدة القارى شرح صحيح البخارى (49/13) :

وذكر عياض إجماع العلماء على وجوب طاعة الإمام في غير معصية وتحريمها في المعصية .
وقال ابن بطال : احتج بهذا الخوارج فرأوا الخروج على أئمة الجور والقيام عليهم عند ظهور جورهم ... والذي عليه الجمهور أنه لا يجب القيام عليهم عند ظهور جورهم ولا خلعهم إلا بكفرهم بعد إيمانهم أو تركهم إقامة الصلوات ... وأما دون ذلك من الجور فلا يجوز الخروج عليهم إذا استوطن أمرهم وأمر الناس معهم .. لأن في ترك الخروج عليهم تحصين الفروج والأموال وحقن الدماء ... وفي القيام عليهم تفرق الكلمة ولذلك لا يجوز القتال معهم لمن خرج عليهم عن ظلم ظهر منهم .

وقال الإمام النووى فى روضة الطالبين وعمدة المفتين (3/436) :

الإمام لا ينعزل بالفسق على الصحيح ... ولا ينعزل بالإغماء لأنه متوقع الزوال وينعزل بالمرض الذي ينسيه العلوم وبالجنون .

قال الماوردي : فلو كان يجن ويفيق وزمن الإفاقة أكثر ويمكن فيه من القيام بالأمور لم ينعزل وينعزل بالعمى والصمم والخرس ولا ينعزل بثقل السمع وتمتمة اللسان وفي منعهما ابتداء الولاية خلاف والأصح أن قطع إحدى اليدين أو الرجلين لا يؤثر في الدوام وبالله التوفيق.

وقال ابن بطال فى شرح البخارى (15/229) :

قال أبو بكر بن الطيب :
أجمعت الأمة أنه يوجب خلع الإمام وسقوط فرض طاعته كفره بعد الإيمان، وتركه إقامة الصلاة والدعاء إليها .
وإذا كان فاسقًا ظالمًا غاصبًا للأموال؛ يضرب الأبشار ويتناول النفوس المحرمة ويضيع الحدود ويعطل الحقوق .. فقال الجمهور من الأمة وأهل الحديث: لا يخلع بهذه الأمور، ولا يجب الخروج عليه؛ بل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته فيما يدعو إليه من معاصى الله .. واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم « اسمعوا، وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشى » .. وأمره بالصلاة وراء كل بر وفاجر، وروى أنه قال " أطعهم وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ما أقاموا الصلاة " .

وقال ابن قدامة الحنبلى فى الشرح الكبير (10/53)

الصنف الرابع :
قوم من أهل الحق يخرجون عن قبضة الامام ويرومون خلعه لتأويل سائغ .. وفيهم منعة يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش .. فهؤلاء البغاة الذين يذكر في الباب حكمهم .

وجملة الامر.. ان من اتفق المسلمون على إمامته وبيعته .. ثبتت امامته ووجبت معونته لما ذكرنا من النص في أول الباب مع الاجماع على ذلك .
وفي معناه من ثبتت امامته بعهد من النبي صلى الله عليه وسلم .. أو بعهد امام قبله إليه.
فان ابا بكر رضي الله عنه ثبتت امامته باجماع الصحابة على بيعته
وعمر ثبتت امامته بعهد أبي بكر إليه واجماع الصحابة على قبوله
ولو خرج رجل على إمام فقهره وغلب الناس بسيفه حتى اقروا له وأذعنوا بطاعته وبايعوه صار اماما يحرم قتاله والخروج عليه . انتهى كلام ابن قدامة .

وأذكر هنا فائدة .. وهى أن الخروج على الحاكم ..لا يشترط كونه بالسلاح .. لأن الخروج معناه عدم طاعته فى أوامره .. فعدم طاعته فى غير معصية تعتبر معصية ... وعدم طاعته وجمع الناس ضده سواء بسلاح أو غير سلاح .. يسمى عند السادة الفقهاء (( بغيا )) .

وأذكركم بكلام ابن قدامة .. ومن قبله النووى وغيرهما .. قال ابن قدامة :
الصنف الرابع :
قوم من أهل الحق يخرجون عن قبضة الامام ويرومون خلعه لتأويل سائغ .. وفيهم منعة يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش .. فهؤلاء البغاة الذين يذكر في الباب حكمهم . انتهى

وقال الحافظ ابن حجر فى فتح الباري (20/58)

عَنْ حديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ( مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَة ) .
َقَوْله ( شِبْرًا ) بِكَسْرِ الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُوَحَّدَة وَهِيَ كِنَايَة عَنْ مَعْصِيَة السُّلْطَان وَمُحَارَبَته .

وقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : الْمُرَاد بِالْمُفَارَقَةِ السَّعْي فِي حَلّ عَقْد الْبَيْعَة الَّتِي حَصَلَتْ لِذَلِكَ الْأَمِير وَلَوْ بِأَدْنَى شَيْء ، فَكُنِّيَ عَنْهَا بِمِقْدَارِ الشِّبْر ، لِأَنَّ الْأَخْذ فِي ذَلِكَ يَئُولُ إِلَى سَفْك الدِّمَاء بِغَيْرِ حَقٍّ .

أنظر .. وركز فى قول ابن أبى جمرة (( ولو بأدنى شئ )) .

وفى هذا إجابة عن سؤالك يا أخى " المأمون " عن أشكال الخروج .. وتنطع وخطأ من تفلسف
وزعم أن الخروج على الحاكم .. المقصود به .. الخروج بالسلاح .

يقول العبد الفقير مريد الحق :
وأما حال كون الإمام مرتدا بعد إسلامه ... أو كفر ... فهذا لا سمع له ولا طاعة .. ويجب عزله .

ودليله :
ما روى الشيخان عن عبادة بن الصامت قال :
بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا
أثرة علينا، وأن لا ننازع الامر أهله الا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان .

والشاهد .. قول المعصوم صلى الله عليه وسلم (الا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان) وشروطه كونه :
- كفرا
- صريحا ظاهرا .. يبوح به صاحبه ولا يخفيه
- عند العلماء برهان ساطع .. مجمع عليه .. لا يحتاج إلى تأويل أنه كفر

وكلام العلماء السابق يعضد هذا الفهم ... فليراجع هناك .

ويتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 21, 2012 2:26 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
عن الزبير بن عديٍ قال:

أتينا أنس بن مالكٍ رضي الله عنه فشكونا إليه ما نلقى من

الحجاج , فقال: اصبروا فإنه لا يأتي زمانٌ إلا والذي بعده شرٌ

منه حتى تلقوا ربكم , سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.

رواه البخاري.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 02, 2012 1:12 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
قال شيخ الإسلام أبو المعالى الجوينى فى كتابه " غياث الأمم فى التياث الظلم " :

الباب الخامس : الطوارئ التي توجب الخلع والانخلاع

الإسلام هو الأصل والعصام ، فلو فرض انسلالُ الإمام عن الدين ، لم يخفَ انخلاعُه ، وارتفاعُ منصبه وانقطاعُه .. فلو جدد إسلاماً لم يَعُد إماماً إلا أن يُجدَّدَ اختيارُه.

ولو جُن جنوناً مطبِقا انخلع ، وكذلك لو ظهر في عقله خبل وعته في رأيه بين ، واضطرب نظرُه اضطرابا لا يخفى دركُه ، ولا يحتاج في الوقوف عليه إلى فضل نظر ، وعَسُرَ بهذا السببِ استقلالُه بالأمور ، وسقطت نجدتُه وكفايتُه ـ فإنه ينعزل كما ينعزل المجنون

فإن مقصود الإمامة القيامُ بالمهمات والنهوضُ بحفظ الحوزة ، وضمُّ النشر ، وحفظ البلاد الدانية والنائية بالعين الكالئة ، فإذا تحقق عسر ذلك لم يكن الاتسام بنَبَز الإمام معنى

والذي غَمَض على العلماء مدركُه واعتاص على المحققين مسلكُه .. طرئان ما يوجب التفسيق على الإمام ، فليُنْعِم طالبُ التحصيل في ذلك نظرَه ، وليعظِّم في نفسه خطرَه ، وليجمع له فكرَه ؛ فإنه من معاصات الكلام في الكتاب. والمستعان ربُّ الأرباب.

يقول الفقير مريد الحق :
انظر يا أخى .. مدى خطورة الكلام فى حكم ما يجب به تفسيق الحاكم ... فهى مسألة – كما قال العلامة الجوينى " من معاصات الكلام " .. يعنى من الأمور العويصة المشكلة ... فأين المتسرعون فى تكفير وتفسيق الحاكم .. ثم الخروج عليه .. وعزله .

قال شيخ الإسلام الجوينى :

المصيرُ إلى أن الفسق يتضمن الانعزالَ والانخلاعَ بعيدٌ عن التحصيل ؛ فإن التعرض لما يتضمن الفسقَ في حق من لا تجب عصمتُه ظاهر الكون سراً وعلناً ، عام الوقوع، وإنما التقوى ومجانبةُ الهوى ومخالفةُ مسالك المنى ، والاستمرار على امتثال الأوامر ، والانزجارُ عن المناهي والمزاجر ، والارعواء عن الوطر المنقود ، وانتحاء الثواب الموعود - هو البديع.

والتحقيق إنه لا يستدُّ على التقوى إلاَّ مؤَيَّدٌ بالتوفيق . والجبلاَّتُ داعيةٌ إلى اتباع اللذات ، والطباع مستحِثَّةٌ على الشهوات .. والتكاليفُ متضمنها كلف وعناء .. وساوس الشيطان .. وهواجس نفس الإنسان متظافرة على حب العاجل، واستنجاز الحاصل ، والجِبِلَّة بالسوء أمارة ، والمرء على أرجوحة الهوى تارة وتارة ، والدنيا مستأثرة ، وباب الثواب محتجب مغيب

فطوبى لمن سَلِمَ ولا مناص ، ولا خلاص إلا لمن عُصم ، والزلات تجري مع الأنفاس ، والقلب مَطْرَق الوسواس ، فمن الذي ينجو في بياض نهار من زلته ، ولا يتخلص من حق المخافة إلا يتغمده الله برحمته.

ومن شُغلِ الإمام عقدُ الألوية والبنود، وجر الجنود، ولا يترتب في ديوان المقاتلة إلا أولو النجدة والبأس، وأصحاب النفوس الأبية، ذوات الشراس والشماس، فليت شعري كيف السلامة من معرَّة الجند، وكيف الاستقامة على شرط التقوى في الحل والعقد؟

ومن شأنه أيضا تفريق الأموال بعد الاستداد في الجباية والجَلْب، على أهل الشرق والغرب

ولا يخفى على منصف ... أن اشتراط دوام التقوى يجرّ قصاراه عسرَ القيام بالإيالة العظمى .

ثم لو كان الفسق المتفق منه عليه يوجب انخلاع الإمام أو خلعه لكان الكلام يتطرق إلى جميع أفعاله وأقواله على تفنن أطواره وأحواله، ولما خلا زمن عن خوض خائضين في فسقه المقتضي خلعَه، ولتحزب الناس أبدا في مطرد الأوقات على افتراق وشتات في النفي والإثبات ، ولما استتبت صفوةُ الطاعة للإمام في ساعة.

ثم قال رحمه الله :

الذي يجب القطع به أن الفسق الصادر من الإمام لا يقطع نظره ، ومن الممكن أن يتوب ويسترجع ويؤوب ، وقد قررنا بكل عبرة أن في الذهاب إلى خلعه وانخلاعه بكل عثرة رفضَ الإمامة ونقضَها ، واستئصالَ فائدتها ورفعَ عائدتها ، وإسقاطَ الثقة بها ، واستحثاث الناس على سلّ الأيدي عن ربقة الطاعة.

ولا خلاف أن الإمام لو طرأ عليه عرضٌ ، أو عراه مرض ، وامتنع عليه الرأي به ، ولكنه كان مرقوب الزوال لم نقض بانخلاعه ، ومن تشبث في ذلك بخلاف كان منسلا عن وفاق المسلمين انسلال الشعرة عن العجين

فإذا كان كذلك - مع أن المرض قاطعٌ نظرَه في الحال - فما يطرأ من زلة وهي لا تقطع نظرَه على أنها مرقوبة الزوال ، أولى بأن لا يتضمن انخلاعَه


والأخبار المستحثة على اتباع الأمراء في السراء والضراء يكاد أن يكون معناها في حكم الاستفاضة ، وإن كانت آحاد ألفاظها منقولةً أفرادا ً، منها :

قوله صلى الله عليه وسلم (هل أنتم تاركون لي أمرائي لكم صفو أمرهم، وعليكم كدرُه؟) إلى غير ذلك من الألفاظ. فليطلب الحديثَ طالبُه من أهله ) . انتهى كلام الجوينى

وأما عن معرفة من هو الأمام الجوينى إمام الحرمين .. فأنقل إليكم ما قال ابن قاضى شهبة فى طبقات الشافعية (1/42) عنه :

هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد ، العلامة إمام الحرمين ، ضياء الدين ، أبو المعالي ابن الشيخ أبي محمد الجويني . رئيس الشافعية في نيسابور.

مولده في المحرم سنة تسع عشرة وأربعمائة، وتفقه على والده وأتى على جميع مصنفاته، وتوفي أبوه وله عشرون سنة، فأقعد مكانه للتدريس فكان يدرس، ويخرج إلى مدرسة البيهقي حتى حصل أصول الدين وأصول الفقه على أبي القاسم الإسفراييني الإسكاف.

وخرج في الفتنة إلى الحجاز، وجاور في مكة أربع سنين يدرس ويفتي ويجمع طرق المذهب، ثم رجع إلى نيسابور، وأقعد للتدريس في نظامية نيسابور، واستقام أمور الطلبة، وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب، والمنبر والتدريس ومجلس الوعظ، وظهرت تصانيفه، وحضر درسه الأكابر، والمجمع العظيم من الطلبة

وكان يقعد بين يديه كل يوم نحو من ثلاثمائة رجل، وتفقه به جماعة من الأئمة.

قال ابن السمعاني: كان إمام الأئمة على الإطلاق، المجمع على إمامته شرقاً وغرباً. قال الشيخ أبا إسحاق الفيروزابادي يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان يعني أبا المعالي الجويني.

توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين فدفن إلى جانب والده . انتهى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 02, 2012 3:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 23, 2004 6:37 pm
مشاركات: 264
مكان: حيثما يوجد احباء محمد واله

متابع باهتمام
جزاكم الله خير الجزاء


_________________
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ما هو موقف اهل السنه والجماعه في مسالة الخروج علي الحاكم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 25, 2012 11:52 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1591
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت فى كتاب "عبقرية عمر" للعقاد - باب عمر و الدولة الإسلامية - صــ 112 - طبعة المكتبة العصرية ببيروت - الآتى:
و صارح - المقصود سيدنا عمر رضى الله عنه - القوم فيما لا يحصى من الخطب و الأحاديث أن له عليهم حق الطاعة فيما أمر الله فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ، و أن لهم عليه حق النصيحة و لو آذوه فيها.
و من ذلك الرواية المشهورة التى سأل الناس فيها أن يدلوه على عوجه فقال له أحدهم: "و الله لو علمنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا" فحمد الله أن جعل فى المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بسيفه.
انتهى النقل

شيخنا الفاضل مريد الحق - أعز الله الدكتور محمود و أعز حضرتك - كيف يمكننا فهم جملة هذا الرجل و ثناء سيدنا عمر رضى الله عنه على رد فعله فى ضوء ما تفضلت بشرحه و اثباته فى المشاركات السابقة ؟


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 42 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 27 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط