موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سؤالات واستسفارات.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 3:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد نوفمبر 13, 2011 2:07 am
مشاركات: 16
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
هذا السؤال سألتني به أخت في دكار.
إننا هنا في السنغال دائما نسمع من كلام الوهابية عبر الأشرطة ونشاهدهم في القنوات الفضائية ونقرأ من كتيباتهم في هذا العصر الحديث في موضوع القعيدة ، نجد في كل مرة يقولون عن الجهمية أو هذا جهمي. حتى إنني في رمضان الماضي خاطبت جماعة من الوهابية السنغالية حول العقيدة وكنت أدافع عن عقيدتنا الغراء الأشعرية فضحكوا إستهزاء وسخريا مني وجعلوا ينادونني بالجهمي.
وسؤالي يا حضرات هو هل في عصرنا هذا للجهمي وجود ؟ فإن نعم ، فأين يعيشون ومن هو إمامهم على الأقل ، وإن لا، فمتى انقرضوا وانتهى أمرهم؟
لأننا نعرف أن بعض الفرق النحرفة عن جادة الطريق انتهى أمرهم بفضل الله ورحمته ، ولكننا نرى الوهابية دائما يلمحون بهذا جهمي أو ذاك .
أفيدونا يا سادتي الكرام وجزاكم الله خيرا.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سؤالات واستسفارات.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 16, 2011 12:49 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

الأخ الفاضل / تيرنو

يسعدنى التواصل والمشاركة معك فى هذا الموضوع .... واسمح لى أن أوضح جزئيتين :

الأولى ... من هو الجهم بن صفوان .. وما هى بدعته .. وحكايته ؟

الثانية ... ما هى مشكلة الوهابية مع أهل السنة والسادة الأشعرية .. وما دخل الجهمية مع الأشعرية ؟

فنبدأ بالصلاة على سيدنا رسول الله فى ذكر ترجمة الجهم بن صفوان .

هو جهم بن صفوان أبو محرز الراسبي مولاهم ، السمرقندي ، الكاتب المتكلم ، أس الضلالة ، ورأس الجهمية . وكان ذا أدب ونظر وذكاءٍ وفكر وجدال ومراء، وكان كاتب الأمير الحارث بن شريح التميمي الذي وثب على نصر بن سيّار.

أقواله البدعية واعتقاداته :

- كان ينكر صفات الله الأزليّة فنفى كونه حيّاً عالماً وأثبت كونه عالماً قادراً.
- ويقول بخلق القرآن.
- ويقول : إن الله في الامكنة كلها.
- يعارض الآيات التى فيها ذكر الله فى السماء .

- ذهب إلى أن الإنسان لا يوصف بالاستطاعة على الفعل بل هو مجبور بما يخلقه الله تعالى من الأفعال .
- ومنها أنه أثبت للباري تعالى علوماً حادثة لا في محلّ.
- ومنها أنه قال : لا يجوز أن يعلم الله تعالى الشيء قبل خلقه – قبحه الله .
- ومنها أنه قال : الثواب والعقاب والتكليف جبرٌ كما أن أفعال العباد جبرٌ.
- ومنها أنه قال : إن حركات أهل الجنة والنار تنقطع . ومنه أخذ أبو الهذيل وأتباعه من المعتزلة.
- ومنها أن النار والجنّة يفنيان بعد دخول أهلهما إليهما .
- ووافق المعتزلة في نفي الرؤية .. وإثبات خلق الكلام .. وإيجاب المعارف بالعقل.
- كان يقول : الايمان عقد بالقلب ، وإن تلفظ بالكفر. والإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل .

ترك الصلاة أربعين يوماً فأنكر عليه الوالي فقال : إذا ثبت عندي من أعبده صليت له فضرب عنقه.

وكان السلف الصالح رضي الله عنهم من أشد الناس ردّاً على جهم لبدعه القبيحة

وكان جهم هو ومقاتل بن سليمان بخراسان طرفي نقيض ، هذا يبالغ في النفي والتعطيل وهذا يسرف في الإثبات والتجسيم فيقول - أى مقاتل بن سليمان - : إن الله جسم ولحم ودم على صورة الإنسان ، تعالى الله عن ذلك .

قيل : إن سلم بن أحوز قتل الجهم ، لانكاره أن الله كلم موسى. وكانت قتلته في حدود الثلاثين والمائة.

انظر : مقالات الإسلاميين للأشعرى (1/69-70) وسير أعلام النبلاء (6/26) والوافي بالوفيات (4/57) .

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سؤالات واستسفارات.
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 26, 2011 1:49 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

استكمل معك الحديث حول الجهمية .. ومشكلة الوهابية مع أهل السنة والسادة الأشعرية وهذه هى الجزئية الثانية .. فأقول وبالله التوفيق .

أولا : اعتقد الوهابية أن كل ماورد من صفات لله سبحانه وتعالى من المتشابه .. والذى جاء فى القرآن والسنة .. هو فى نظرهم على حقيقته اللغوية .. واعتمدوا فى ذلك على كلام ابن تيمية .

ثانيا : اعتقدوا أن تلك هى عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح ومن عداهم مبتدعة .
ثالثا : رفضوا تماما أى تأويل لتلك الصفات .. واعتبروه تعطيلا .
رابعا : اعتمدوا على القياس الفاسد .. وهو إجراء أحكام المشركين على المسلمين .

فأما عن النقطة الأولى والثانية ...
فليس فى كلام السلف الصالح أن صفات الله .. هى على حقيقتها اللغوية .. بمعنى أن اليد فى حقيقة اللغة الموضوعة هى الجارحة المعروفة التى لها أصابع .. وهكذا

ولكن كلام السلف هو الإيمان بما جاء فى كتاب الله على مراد الله ، وبما جاء فى سنة رسول الله على مراد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مع تنزيه الله عن الشبيه والمثيل .
وكلام ابن تيمية فى تلك الأمور فى غاية الضعف والإنكار وعدم الوضوح .. فيقول مثلا .. أن نسبة الجسمية إلى الله – حاشاه تعالى – لم يقل بها السلف .. ولم ينكرها السلف !!!!!!
وهذا كلام بالبلدى المصرى .. عايم .

أما ثالثا .. وهى رفض الوهابية التأويل ، وإلصاق واتهام أى مسلم يؤول الصفات .. أنه جهمى .. فهى فكرة فى غاية البعد عن الصواب .. لأمرين :

الأول .. أنه إذا أردنا أن نصف المؤولة بأنهم جهمية .. فلابد أن يتفق المؤولة تماما مع كل ما قاله واعتقده الجهمية .. وأعيد على الذاكرة اعتقاد الجهم بن صفوان قبحه الله :

- كان ينكر صفات الله الأزليّة فنفى كونه حيّاً عالماً وأثبت كونه عالماً قادراً.
- ويقول بخلق القرآن.
- ويقول : إن الله في الامكنة كلها.
- يعارض الآيات التى فيها ذكر الله فى السماء .
- ذهب إلى أن الإنسان لا يوصف بالاستطاعة على الفعل بل هو مجبور بما يخلقه الله تعالى من الأفعال .
- ومنها أنه أثبت للباري تعالى علوماً حادثة لا في محلّ.
- ومنها أنه قال : لا يجوز أن يعلم الله تعالى الشيء قبل خلقه – قبحه الله .
- ومنها أنه قال : الثواب والعقاب والتكليف جبرٌ كما أن أفعال العباد جبرٌ.
- ومنها أنه قال : إن حركات أهل الجنة والنار تنقطع . ومنه أخذ أبو الهذيل وأتباعه من المعتزلة.
- ومنها أن النار والجنّة يفنيان بعد دخول أهلهما إليهما .
- ووافق المعتزلة في نفي الرؤية .. وإثبات خلق الكلام .. وإيجاب المعارف بالعقل.
- كان يقول : الايمان عقد بالقلب ، وإن تلفظ بالكفر. والإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل .

وأقول :
فهل المؤولة من أهل السنة والجماعة يقولون بهذه الأقوال .. والجواب .. لا .

الأمر الثانى ... أن التأويل إذا كان مستندا على صحيح اللغة .. مع التنزيه .. وورد عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين .. فهو مقبول ... ومحال أن يقال عنه أنه .. تعطيل .. أو جهمية .

فما بالك . وهذا حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس يفسر قوله تعالى ( والسماء بنيناها بأيد ) قال : بقوة . وهو قول مجاهد وقتادة وغيرهم . وهناك أيضا كلام الإمام أحمد فى قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) قال بعلمه ، ولم يقل بالذات .

ولن أطيل عليك .. فإذا أردت المزيد فانظر كتب التفاسير مثل الطبرى والقرطبى وزاد المسير ، وانظر على وجه الخصوص كتاب ( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ) لابن الجوزى ، و ( دفع شبه من شبَّه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام الجليل أحمد ) لعلامة الشام ونقيب أشرافها أبو بكر الحصنى ، و كتاب ( استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات ) للعلامة محمد خضر بن مايابى الشنقيطى .

أما النقطةالرابعة .. وهى أنهم اعتمدوا على القياس الفاسد .. وهو إجراء أحكام المشركين على المسلمين .
فللأسف الشديد هذه هى فكرة الخوارج .. فهم يعمدون إلى الآيات الواردة فى المشركين فيصفون المسلمين بها .

ويكفى قوله تعالى ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )

وانظر إلى ما أخرجه البخاري (21/250) - بَاب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ } .
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَقَالَ إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .

ومن الملفت للنظر جدا ما ذكره الصفدى فى الوافي بالوفيات (4/57) حيث قال :

( وكان جهم هو ومقاتل بن سليمان بخراسان طرفي نقيض ، هذا يبالغ في النفي والتعطيل وهذا يسرف في الإثبات والتجسيم فيقول - أى مقاتل بن سليمان - : إن الله جسم ولحم ودم على صورة الإنسان ، تعالى الله عن ذلك ) .

فسبحان الله ... كل من تعصب جدا للإثبات فى كل شىء .. ولم يفهم التأويل على وجهه الصحيح .. تراه يقع فى التجسيم .

والله تعالى أعلى وأعلم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط