موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تنبيه الوهابية الأغبياء بتبرئة سيدي محيي الدين بن عربي خاتم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 05, 2010 2:49 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 06, 2007 11:51 pm
مشاركات: 117
تنبيه الوهابية الأغبياء بتبرئة سيدي محيي الدين بن عربي خاتم الأولياء

شاهد الموضوع واقوال الائمة والعلماء وبعض الصور المرفقة ومنسقة على موقع الصوفية


[web]http://soufia.org/kashf_elmastwr.html[/web]


تنبيه الوهابية الأغبياء بتبرئة سيدي محيي الدين بن عربي خاتم الأولياء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه أن الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وانه أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وهو من كبار أهل الله تعالى رضي الله عنه وارضاه
ولكن في عصرنا زاد الطعن في الأولياء من بعض جهلة الزمان من أتباع قرن الشيطان
محمد ابن عبدالوهاب النجدي.
فكان لزاماً علينا أن ندلو بدلونا وأن نقوم بجمع الأقوال المتناثرة هنا وهناك ليقف عليها القارئ في رسالة صغيرة تظهر الحق وتزهق الباطل .
ولان الباعث في هذا الوقت أصبح من الضروريات فقمنا بالتقاط هذه الرسالة من بعض الكتب والمقالات وتجميعها باختصار في هذا البحث الصغير لانّ كثيراً من الباحثين يقلد بعضهم بعضاً باتهام الشيخ الأكبر بعقيدة الحلول والاتحاد ويتهمون الشيخ بابشع التهم نتجة جهلهم بأقوال العلماء وتسرعهم في الحكم على أهل الله بالمدسوس عليهم والذي ادخله أعداء الإسلام عليهم .
والشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
والحمد لله الذي سخر من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يرد عن حياض الدين ويكشف زيغ الزائغين . وقد نال الكثيرُ من الشيخ ابن عربي رحمه الله بسبب ما وجدوا في بعض الكتب من الإفتراء عليه والتزوير والعياذ بالله .
ونجد هذا التكفير الاثم على الرغم من انة يجب على المسلم أن يحذر من المجازفة في التكفير حتى لا يقع تحت طائلة الوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
« لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفِسْقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ » رواه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
وبالرغم من انه يجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان ، وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فنراهم ينهشون لحوم الائمة الأعلام ونقول لهم
إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ، والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان ، وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان ، كما جاء في الحديث القدسـي : « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب ، فكيف بأولياء الله الصالحين !
ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين" عن الشيخ أبي الخير التيناني [ ت 343 هـ ] حكاية ظاهرها الإنكار قال : " قلت : قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا ، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك ، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن ! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك ، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها . وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا ؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ .
وليعلم المخالف القاسي قلبه أن الإمام أبا بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي الظاهري ،المعروف بالإمام محيي الدين بن العربي ، والمُلَقَّب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب " الشيخ الأكبر" و "سلطان العارفين "
و "خاتم الأولياء" ، المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560 هـ بمرسية بالأندلس ، والمتوفى بدمشق سنة 638 هـ ،
هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية ، وهو من كبار أهل الله تعالى ، وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري ، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرةِ أهلِ السنة والجماعة ، وقد ذكرها في أول " الفتوحات المكية "
فليهنأ هؤلاء الذي أساؤوا للشيخ محيي الدين رضي الله عنه حيث أنه قد صرّح بالعفو عن جميع من أساء إليه فلا يطالبه بشيء لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأشهدَ الله على ذلك في مقدمة الفتوحات المكية وكتاب عقيدة أهل الإسلام لابن عربي
وهذا بإختصار ما شهد به الشيخ الأكبر ابن عربي على نفسه
قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي:
نص ما كتب رحمه الله في مقدمة الفتوحات المكية :
يا إخواني ويا أحبابي أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه ومن حضر أو سمع أني أقول قولاً جازماً بقلبي إن الله تعالى واحد لا ثاني له منزه عن الصاحبة والولد . مالكٌ لا شريك له ، ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده ، بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده . فالعالم كله موجود به ( أي وجد بإيجاد الله له ) وهو تعالى موجود بنفسه لا افتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه بل وجوده مطلق قائم بنفسه ، ليس بجوهر فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات والأقطار . استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده كما أن العرش وما حواه به استوى وله الآخرة والأولى . لا يحده زمان ولا يحويه مكان بل كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان لأنه خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان . تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها ، بل يقال كان ولا شيء معه إذ القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه ، فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . انتهي
ثم قال رحمه الله :
التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق
وقال في الفصل الثاني
فقد تبين لك أنّ الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوماً ما بوصفٍ رباني فلا تقل هو معار عنده ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإنّ الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إيّاه، وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معاً عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أنّ هذا ليس هذا، وهذا ينبغي لهذا ولا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا ولا بد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد، وإن قيل في الله سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات، فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية، وحياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حياً، ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمراً ولا قاهراً إلا لنفسه، ويتنزه تعالى أن يكون مأموراً أو مقهوراً، فإذا ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمراً آخر وعيناً أخرى فلا بد أن يكون حياً عالماًًً مريداً متمكناً مما يراد به هكذا تعطي الحقائق.
وقال في الفصل الثالث :
وقد ثبت أنه لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه من جهة المناسبة التي بين الأشياء وهي مناسبة الجنس أو النوع أو الشخص فليس لنا علم متقدم بشيء فندرك به ذات الحق لما بينهما من المناسبة.
فالله تعالى لا يعلم بالدليل أبداً لكن يعلم أنه موجود وأنّ العالم مفتقر إليه افتقاراً ذاتياً لا محيص له عنه ألبتة قال الله تعالى ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)).
وقال في الباب العاشر :
فأول موجود ظهر من الأجسام الإنسانية كان آدم عليه السلام وهو الأب الأول من هذا الجن

قلنا:- فيه بيان عدم صحة نسبة القول إلى الشيخ بوجود أوادم قبل أبينا آدم عليه السلام .
ومن تمعن في قراءة هذه الكلمات من أهل السنة في مقدمة كتابة وبعض ما نقلنا لكم
عرف أنها عقيدة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وليس فيها كدر وعلم من قول الشيخ
( تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها)
ومن قوله في مكان آخر
( ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول )
أن الشيخ رحمه الله بريء من عقيدة الوحدة المطلقة ومن عقيدة الحلول خلافاً لما يظنه البعض .
وكذلك في قوله
( التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق )
يعلم القارئ أن الشيخ كان بريئاً من القول أن عباد الأوثان من قوم نوح كانوا على حالة مرضية .
وكذلك في أقواله الأخرى فكلمات الشيخ الأكبر دالة على براءته من عقيدة الحلول والاتحاد وما دس عليه كثير.


الرد على شبهات الوهابية
كما قلنا الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
1- وكان من أوائل الذين كفّروا الشيخ محيي الدين ابن العربي وانتقدوه ابن تيميّة الذي ألّف في ذلك العديد من الكتب والرسائل وقد أستند الوهابية كثيراً لاقوال ابن تيمية
وردنا كالاتي
ابن تيمية معروف بشواذه ونقول للقوم.
اما ابن تيمية وكلامه في ابن عربي فلا يضر البتة ..فالفرق واضح بين الاثنين .. فابن عربي اعتد به جميع أهل عصره ولم ينتقدوه ..
واما ابن تيمية فقد فسقه وكفره ناس ، ووثقه آخرون ..فهو شخصية مضطربة في عصرها ..فشتان بين الاثنين ، فلا يوجد مقارنة بينهما ..
فالشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله عنه لم ينتقده أهل عصره من الائمة والعلماء
فمن معاصرو ابن عربي.
* ابن رشد
* فخر الدين الرازي
* صدر الدين القونوي
* العز بن عبد السلام
* فريد الدين عطار
* شهاب الدبن سهروردي
* أبي الحسن الشاذلي
* جلال الدين الرومى
توما الأكويني
وغيرهم الكثير.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) :
( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ .

وقول الوهابية أن علماء عصره لم يقرأوا كتبه كلها هو قول بلا دليل يكذبه قول الحافظ ابن حجر العسقلاني من إعتداد أهل عصره به والشهادة بعلمه.
اما ابن تيمية فحدث ولا حرج فهل ترى تشابه بين الاثنين ابن تيمية نقده أهل عصره وجل العلماء وحبس بفتاوى منهم وهم جمهور الأمة في هذا الوقت والشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رضي الله عنه لم يأتي نقد في حياته فهذا يدل على المدسوسات بعد موته وعلى عدم قدرة
فهم البعض كلامه.
ولقد أنكر على ابن تيمية عدد كبير من علماء المسلمين وكفّره بعضهم وشنّع عليه علي القادي واليافعي وزين الدين العراقي وصلاح والدين العلائي وغيرهم.
قال تقيّ الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي:
"وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد، وكان يقول بأعلى صوته في بعض المجالس:
معذور السبكي في تكفيره،"راجع: "دفع شبه من شبّه وتمرّد"، تقي الدين الحصني، ص123.
وقد كفّره قضاة المذاهب الأربعة
في مصر حين حرّم زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).
راجع: "تكملة السيف الصقيل"، محمد زاهد الكوثري، ص155.
وذكر ابن حجر العسقلاني أنه قد نودي عليه بدمشق أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله خصوصاً الحنابلة، فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ثم
جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنـهم على معتقد الشافعي."
الدرر الكامنة، ابن حجر العسقلاني: ج1ص147.
فانظر مثلاً إلى ابن تيمية ومن رد عليه من علماء عصره
فمنهم :
1- القاضي المفسر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي
2- القاضي محمد بن الحريري الأنصاري الحنفي .
3- القاضي محمد بن أبي بكر المالكي .
4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي .
وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 ص .
انظر عيون التواريخ للكتبي ، ونجم المهتدي لابن المعتم القرشي .
• القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفى سنة 727 هـ .
• ناظره وردّ عليه برسالتين ، واحدة في مسألة الطلاق ، والأخرى في مسألة الزيارة .
ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة715 هـ .
•الفقيه المحدّث علي بن محمد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ .
• ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه .
• المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745 هـ .
• تفسير النهر الماد من البحر المحيط .
• الفقيه الرحَّالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779 هـ .
• رحلة ابن بطوطة .
وغيرهم الكثير من أهل عصره
وكان سجن ابن تيمية كالاتي
السجنة الأولى
في دمشق عام 693 هـ، كانت مدتها قليلة.
السجنة الثانية
كانت في القاهرة، وكانت مدتها سنة ونصف من يوم الجمعة 26/9 رمضان 705هـ إلى يوم الجمعة 23/3 ربيع أول 707هـ؛ كانت بدايتها في سجن "برج"، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل.
وسببها كما ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" في حوادث 705هـ، كان مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول.
السجنة الثالثة
كانت بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين من 3/10/707هـ إلى 18/10/707هـ.
وسببها تأليفهُ كتاباً في الاستغاثة .
السجنة الرابعة
بمصر كذلك، في قاعة "الترسيم"، لمدة شهرين أوتزيد، من آخر شهر شوال 707هـ، إلى أول سنة 708هـ.
السجنة الخامسة
كانت بالإسكندرية من يوم 1/3/709هـ إلى 8/10/ 709هـ، لمدة سبعة شهور،
السجنة السادسة
كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً من يوم الخميس 12/7/720هـ إلى يوم الإثنين 10/1/721هـ ، بسبب الحلف بالطلاق .
السجنة السابعة
بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، من يوم الإثنين 6/8/726هـ إلى ليلة الإثنين 20/11/728هـ، حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة إلى قبرهِ .
وكانت بسبب مسألة إنكارهِ شد الرحل لزيارة النبي عليهِ الصلاة والسلام وإعتبارهِ أن هذا السفر هو سفر معصية لا تُقصر فيه الصلاة
وكذلك تلاميذه
كان الحافظ شمس الدين الذهبي وهو من معاصري ابن تيمية مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله من الزيغ والضلال قال في رسالته بيان زغل العلم والطلب 10 ما نصه:
[ فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه اناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن في ريب من ذلك ]. اهـ.
وهذه الرسالة ثابتة عن الذهبي لان الحافظ السخاوي نقل عنه هذه العبارة في كتابه الإعلان بالتوبيخ 11، وقال:
"وقد رأيت له- أي للحافظ للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ.
ثم قال في موضع ءاخر فيه ما نصه12:
"فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وءاراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيت ما ءال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.
قال الصلاح الصفدى تلميذ ابن تيمية فى الوافي بالوفيات (7 /13)
" ولم يزل العوام بمصر يعظمونه إلى أن أخذ في القول على السيدة نفيسة فأعرضوا عنه " أ.هـ
وبعد عصره حدث ولا حرج
الوف من الائمة والعلماء .
فاي شبه بين ابن تيمية والشيخ الأكبر رضي الله عنه وارضاه؟؟؟
**********
2- ويستند الوهابية إلى كلام الشيخ برهان الدين البقاعي صاحب كتاب "تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي"
وتقريباً نفس الانتقادات لابن تيمية اخذها الإمام البقاعي
فنقول انظر إلى موقف الائمة من هذا الكلام.
يذكر النجم الغزي في "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" أنه لما قدم الشيخ العلامة برهان الدين البقاعي دمشق في سنة 880/1476
تلقاه الشيخ تقي الدين هو وجماعة من أهل العلم إلى القنيطرة، ثم لما ألّف كتابه في الرد على حجة الإسلام الغزالي في مسألة "ليس في الإمكان، أبدع مما كان"، وبالغ في الإنكار على ابن العربي وأمثاله حتى أكفر بعضهم، كان الشيخ تقي الدين ممن أنكر على البقاعي ذلك، وهجره بهذا السبب.
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، للشيخ نجم الدين الغزي، حققه وضبط نصه جبرائيل سليمان جبور، دار الآفاق الجديدة-بيروت، 1979: ج1ص116-118

وكذلك لمح لذلك وكان يترحم على الإمام ابن الفارض وابن عربي الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإممام البقاعي
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة.
وكذلك الإمام السيوطي رد عليه بكتابه تنبئة الغبى بتبرئة ابن عربى
وكان سبب مهاجمة الإمام البقاعي عدم الاطلاع الكامل علي كتب الشيخ الأكبر والاعتماد علي المدسوس ولذلك وقف علماء لنصره الشيخ الأكبر بالتأليف أو بالردود أو باعلان
انه جانب الصواب.
ونلاحظ هنا أن البرهان البقاعي ، له كلام حَسَن في التّصوّف ، والبقاعي يُثنِي بما لا مزيد عليه على الإمام التقي الحصني ، و التّقي الحصني من رؤوس الأئمّة الّذين حملوا رايات تضليل ابن تيمية وأتباعه فهل يقبل الوهابية بهذا الثناء واخذ كلام الإمام التقي الحصني في ابن تيمية؟؟
**********
3- ويستند الوهابية إلى نقل عن الحافظ الذهبي عن الإمام العز ابن عبدالسلام
نقول
الحديث عن رأي الإمام العز ابن عبدالسلام في الشيخ الأكبر ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي ، وكذلك ذكر نحو ذلك الإمام محمد المقرِي (ت 759 هـ) في رسالته الحقائق والرقائق
وكذلك الإمام السيوطي والإمام المناوي والإمام اليافعي والإمام ابن عابدين والإمام الفيروز ابادي وغيرهم

والمعروف أن للإمام العز ابن عبدالسلام حالين
الأولى:- إنكاره على أهل التصوف وهذا في بداية حياته
الثانية:- التقاءه بالإمام الشاذلي ولبس خرقة التصوف وثناءه على أهل التصوف وحضوره جلسات السماع والذكر بعد أن كان ينكرها
وكان النقل عن الإمام العز ابن عبدالسلام هكذا.
قال العز بن عبد السلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا'
[سير أعلام النبلاء 23/48].
ونقول
ما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في سيره في ترجمة
الشيخ محيي الدين وإيراده مقالة العز بن عبد السلام عن ابن دقيق العيد في تجريح محيي الدين فهو كلام مردود عري عن الصواب ، وليس هو التحقيق بل التحقيق ثناء ابن عبد السلام على الشيخ الأكبر كما هى عبارة العقد الثمين ، ونفح الطيب ، والشذرات عن مقالة الإمام رحمه الله فقـد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى [ ت 660 هـ ] ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره ، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره ، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه .
فقد حكى الإمام ابن عطاء الله (ت 709 هـ) في لطائف المنن تراجعه عن الاعتراض
على القوم بعد أن التقى بالإمام الشّاذلي
قال الإمام ابن عطاء السكندري في إنكار الشيخ عز الدين بن عبد السلام على الشيخ ابن عربي وورد بأنه أثنى عليه في " لطائف المنن ":
أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان في أول أمره على طريقة الفقهاء من المسارعة إلى الإنكار على الصوفية. فلما حج الشيخ أبو الحسن الشاذلي ورجع، جاء إلى الشيخ عز الدين قبل أن يدخل بيته، وأقراه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم، فخضع الشيخ عز الدين لذلك، ولزم مجلس الشاذلي من حينئذ،
وصار يبالغ في الثناء على الصوفية لمَّا فهم طريقتهم على وجهها.
وصار يحضر معهم مجالس السماع.
قال الإمام المُنَاوَي:
وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام، فإنه سئل عنه أولاً، فقال: شيخ سوءٍ كذَّاب لا يحرَّم فرجاً، ثم وصفه بعد ذلكَ بالولاية؛ بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه.
قال المُنَاوي: وأقوى ما احتجَ به المنكرون، أنه لا يُؤَوَّلُ إلاَّ كلام المعصوم، ويردُّه قول النّوويّ في "بستان العارفين" (ص (181)) بعد نقله عن أبي الخير التِّيناتي واقعة ظاهرة الإنكار: قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده، أن ينكر هذا. وهذا جهالة وغباوة، ومن يتوهم ذلك فهو جسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن.
فليحذر العاقل من التعرض لشيءٍ من ذلك، بل حقّه إذا لم يفهم حِكَمِهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها. وربما رأيت من هذا النوع مما يتوهم فيه من لا تحقيق عنده أنه مخالف، ليس مخالفاً، بل يجب تأويل أفعال أولياء الله [تعالى].
ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب
( 5 / 193 – 194 )

ونقل الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه ((تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي )) قوله :
(( وقد كان وقع بين الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وبين الشيخ محيي الدين بن عربي. أخبر الشيخ عبد العزيز ذلك؛ لأن الشيخ عز الدين كان ينكر ظاهر الحكم. و حكى عن خادم الشيخ عز الدين أنه دخل إلى الجامع بدمشق، فقال " الخادم" للشيخ عز الدين: أنت وعدتني أن تُرِيَنِي << القطب >>. فقال له: ذلك هو << القطب >>، وأشار إلى ابن عربي وهو جالس، والحلقة عليه. فقال له: يا سيدي وأنت تقول فيه ما تقول ؟ فقال: هو القطب. فكرر عليه القول، وهو يقول ذلك. فإن لم يكن <<
القطب >> فلا معارضة في قول الشيخ عز الدين؛ لأنه إنما يحكم عليه بما يبدو من أموره الظاهرة، وحفظ سياج الشرع.
والسرائر أمرها إلى الله تعالى يفعل فيها ما يشاء، فقد يطَّلع على محله ورتبته، فلا ينكرهما. وإذا بدا في الظاهر شيء مما لا بعهده الناس في الظاهر أنكره حفظا ً لقلوب الضعفاء، ووقوفاً مع ظاهر الشرع، وما كلف به، فيعطي هذا المقامَ
حقًّهُ، وهذا حقَّهُ، والله أعلم) انتهى كلامه.

والحافظ محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزابادي وفي الكتاب المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط حيث قال :
وأما احتجاجه بقول شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام شيخ مشايخ الشافعية فغير صحيح بل كذب وزور فقد روينا عن شيخ الإسلام صلاح الدين العلائي عن جماعة من المشايخ كلهم عن خادم الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه قال كنا في مجلس الدرس بين يدي الشيخ عز الدين بن عبد السلام فجاء في باب الردة ذكر لفظة الزنديق فقال بعضهم هل هي عربية أو عجمية فقال بعض الفضلاء إنما هي فارسية معربة أصلها زن دين أي على دين المرأة وهو الذي يضمر الكفر ويظهر الإيمان فقال بعضهم مثل من فقال آخر إلى جانب الشيخ مثل ابن عربي بدمشق فلم ينطق الشيخ ولم يرد عليه قال الخادم وكنت صائما ذلك اليوم فاتفق أن الشيخ دعاني للإفطار معه فحضرت ووجدت منه إقبالا ولطفا فقلت له يا سيدي هل تعرف القطب الغوث الفرد في زماننا فقال مالك ولهذا كل فعرفت أنه يعرفه فتركت الأكل وقلت له لوجه الله تعالى عرفني به من هو فتبسم رحمه الله تعالى وقال لي الشيخ محيي الدين بن عربي فأطرقت ساكتا متحيرا فقال مالك فقلت يا سيدي قد حرت قال لم قلت أليس اليوم قال ذلك الرجل إلى جانبك ما قال في ابن عربي وأنت ساكت فقال اسكت ذلك مجلس الفقهاء هذا الذي روي لنا بالسند الصحيح عن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام

في حاشية ابن عابدين رد المحتار 16/300 ناقلاً ومؤكداً على القول:
سَمِعْت أَنَّ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ الْعَلَّامَةَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ كَانَ يَطْعَنُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ وَيَقُولُ هُوَ زِنْدِيقٌ ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُرِيدُ أَنْ تُرِيَنِي الْقُطْبَ فَأَشَارَ إلَى ابْنِ عَرَبِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أَنْتَ تَطْعَنُ فِيهِ : فَقَالَ حَتَّى أَصُونَ ظَاهِرَ الشَّرْعِ أَوْ كَمَا قَالَ .
وكذلك الإمام اليافعي اليمني في الإرشاد

ثانثاً :- ثُمَّ إنَّا إذا نَظرنا في (العلّة) الّتي لأجلها كفّر العز ابن عربي ، وهي أنَّه (شيخ سوء يقول بقدم العالم) ما وجدنا فيها أنَّه كفّره لأجل تصوُّفه ، بل لسبب آخر ، لم يثبت عن ابن عربي ، ولم أجِد في خصوم ابن عربي من ادّعاه عليه ولا يوجد عليها دليل من كتبه ولا حتى قول يؤيد هذا الكلام !
لذلك قلنا الحديث عن رأيه أي الإمام العز ابن عبدالسلام في ابن عربي يحتاج إلى تحقيق وتثبُّت.
ولكنَّا سنجد هذه العلّة (القول بقدم العالم) ثابتة في ابن تيمية في كتبه وما نقل عنه !!
فاذا صح النقل فهو ينطبق على ابن تيمية .
فقد قال ابن تيمية في الموافقة (2/ 75) ما نصّه :
"وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ". ا.هـ .
وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء من الحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول،
ما نصه في المرافقة (1/ 245):
"قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها". ا.هـ.
ويقول فيها أيضا ما نصه أنظر الموافقة (1/ 64):
”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها"
ا.هـ.
فهذا من عجائب ابن تيمية قوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم.
قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل أنظر السيف الصقيل
(ص/ 74)
ما نصّه : "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة
الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". ا.
هـ.
وقال ابن تيمية في منهاج السنّة النبوية أنظر المنهاج (1/ 224). ما نصه : "
فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل. .. ".

وقال في المنهاج (83/1) ما نصه :
(ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في
العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ.
وقال في موضع ءاخر من المنهاج (1/ 224 ما نصه:
"ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف
ا.هـ.
وقال في موضعءاخر في المنهاج (1/ 109) ما نصّه
"وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه ا. هـ.
ومضمون هذا أمران:
أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها.
ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني في كتاب شرح العضدية (ص/ 13) بقوله : "وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش"، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.
وقد أقر الالباني بأن ابن تيمية يقول بذلك في ( صحيحته ) ( 1 / 208 ) عن حديث : ( ان اول شيء خلقه الله تعالى القلم ما نصه :
( وفيه رد ايضا على من يقول بحوادث لا اول لها ، وانه ما من مخلوق الا ومسبوق بمخلوق قبله ، وهكذا الى ما لا بداية له ، بحيث لا يمكن ان يقال : هذا اول مخلوق ، فالحديث يبطل هذا القول ويعين ان القلم هو اول مخلوق ، فليس قبله قطعا اي مخلوق ، ولقد اطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا اثبات حوادث لا اول لها ، وجاء في اثناء ذلك بما تحار فيه العقول ، ولا تقبله اكثر القلوب )
ثم قال الالباني بعد ثلاثة اسطر :
( فذلك القول منه غير مقبول ، بل هو مرفوض بهذا الحديث ، وكم كنا نود ان لا يلج ابن تيمية هذا المولج ، لان الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام . . . . )

فهذا ينطبق على ابن تيمية وليس على الشيخ الأكبر رضي الله عنه فالإمام ابن عربي في مواضع كثيرة قال أن العالَم لم يكن ثم كان وأن الله سبحانه وتعالى أنشاه ابتداءً وقد ذكرنا من قبل كيف أنه رأى الحق في المنام فأمره أن لا يجالس المطاطيين، فقال وما المطاطون؟ قال هم الذين يمدّون العالم إلى غير نهاية في الابتداء، وإني ابتدأت العالم بالخلق.
وهذا التقرير ردّ بيّن على مثل هذه التهم، ومع ذلك يتناقل أتباع ابن تيمية هذه الأقوال من غير بيّنة
يقول رضي الله عنه في كتابه القصد الحق:
لا يقال العالم صادر عن الحق تعالى إلا بحكم المجاز لا الحقيقة وذلك لأن الشرع لم يرد بهذا اللفظ وجل الله تعالى أن يكون مصدر الأشياء لعدم المناسبة بين الممكن والواجب وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها وبين من يفتقر وبين من لا يقبل الافتقار وإنما يقال إنه تعالى أوجد الأشياء موافقة لسبق علمه بها بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها ثم إنهار ارتبطت بالموجد لها ارتباط فقير ممكن بغني واجب فلا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالى لأن تقدمه عليها وجودي إلى آخر ما قال في ذلك .
وقد دافع سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر عن الشيخ لرد حجج من نسب اليه القول بقدم العالم فبعد أن أورد النصوص في ذلك
قال فهذه نصوص الشيخ محيي الدين رضي الله عنه في قوله بحدوث العالم فكذب من افترى علي الشيخ أنه يقول بقدم العالم وقد كرر الشيخ الكلام على حدوث العالم في الفتوحات في نحو ثلاثمائة موضع وكيف يظن بالشيخ مع هذا العلم العظيم أن يقع في مثل هذا الجهل الذى يؤدي إلى إنكار الصانع جل وعلا بل أفتى المالكية وغيرهم بكفر من قال بقدم العالم أو ببقائه أو شك في ذلك هذا مع أن مبنى كتب الشيخ ومصنفاته كلها في الشريعة والحقيقة على معرفة الله تعالى وتوحيده وعلى إثبات أسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله وذكر الدارين والعالم الدنيوي والأخروي والنشأتين والبرزخين ومعلوم أن من يقول بقدم العالم من الفلاسفة لا يثبت شيئا من ذلك بل ولا يؤمن بالبعث والنشور ولا غير ذلك مما هو منقول عن الفلاسفة فقد تحقق كل عاقل أن الشيخ بريء من هذا كله انتهى .

وكذلك العبارة أنه- حاشاه في الأمرين- لا يحرم فرجاً.
ولا يوجد في كتب سيدي محيي الدين بن عربي على كثرتها حرف واحد يشهد لهذه الزندقة التي تسقط حكم الشريعة، بل يوجد كل ما يثبت عكسه.
**********


4- يستند الوهابية إلى رسالة رضي الدين بن الخياط
فنقول لهم مصداقًا لقوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 38) كان ممن تحـركت همتُه للدفاع عن الشيخ الأكبر العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ ت 817 هـ ] ؛
فألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في عقيدته
وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "
فليراجع وفيه سرد لاقوال العلماء مثل سلطان العلماء العز ابن عبدالسلام وغيرهم
**********
5- قول الوهابية تكفير الإمام علاء الدين البخاري الحنفي للشيخ الأكبر.
فنقول لهم فالإمام علاء الدين البخاري كفر ابن تيمية حبيبكم بل كفر من يقول عليه شيخ الإسلام فهل تاخذون برايه يا أهل التدليس في هذا التكفير؟؟
فقد قال عن شيخكم شيخ زندقة يدعو للضلال وكفر من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام.
فما هو رأيكم حياكم الله فهل تقبلون كلامه في ابن تيمية بل وفي من لقبه بشيخ الإسلام؟؟


5- قول الوهابية أن الامام الجزري كفر الشيخ الأكبر
نقول الله حسيبكم يا وهابية على هذا التزوير
الإمام ابن الجزري يترجم لابن عربي ويقول قبره ظاهر يزار في كتابه
(غاية النهاية في طبقات القراء) فيقول :
((محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي أبو عبد الله المنعوت بمحيي الدين الصوفي المشهور، ولد سنة.. وقرأ القراءات بالأندلس على أبي بكر محمد بن خلف بن صاف صاحب شريح وروى التيسير سماعاً من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة وروى بالإجازة من ابن هذيل وروى التجريد بالإجازة عن يحيى بن سعدون القرطبي، روى التيسير عنه سماعاً محمد بن علي بن أبي الذكر المطرز وروى عنه الكافي عبد الله بن علي بن محمد الخولاني، توفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بالصالحية بتربة بني الزكي وقبره بها ظاهر يزار)) اهـ .
فهل هذه عبارة مَن يُنكِر عليه ويعتقد بكفره ؟؟ هل يُعقَل أن يُتَرجِم لمن
يُكفِّره في كتابٍ وُضِعَ لترجمة قومٌ أخيار قرّاء من مُختَلَف الأمصار !
نترك الحكم لكل عاقل.
**********
6-يستند الوهابية إلى قول الذهبي رحمه الله:
((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).

نقول الله حسيبكم يا وهابية علي هذا التزوير والتدليس
فالإمام الذهبي يتكلم عن المدسوس ويتكلم عن كتاب ولا يتكلم عن ذات الشيخ الأكبر
فبعد أن سرد لإمام الذهبي الأقوال قال الذهبي بتوثيقه واي شهادة اكبر من هذا
ولترى قول الأمام الذهبي في الشيخ الأكبر فهذا هو خلاصة قوله بعد أن نقل الأقوال فقال في اخر الترجمة ..
الذهبي يقول في الميزان بتوثيق الشيخ الاكبر (3/660) :
(( فإنه كان عالما بالآثار والسنن ، قوى المشاركة في العلوم .
وقولى أنا فيه : إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت ، وختم له بالحسنى )) !
فهذا راي الإمام الذهبي أن الشيخ الأكبر كان عالماً بالاثار قوي المشاركة في العلوم وقوله فيه
أنه يجوز ان يكون من أولياء الله الصالحين.
فأي قول بعد هذا.
واليك قوله في مكان اخر
قال الامام الذهبي، رحمه الله، في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث
638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، :
(( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير . )) انتهي
فاين تكفيره الذي تدعونه يا أهل الكذب؟؟


وقد رد الحافظ ابن حجر العسقلاني على هذا القول من الإمام الذهبي في كتاب الفصوص
فقال الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العدم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .))انتهي

ثم إن كتاب الفصوص مختلف في نسبة ما فيه كله للشيخ ابن عربي، فمن أثبته من الشراح له وجد للنصوص التي يراها الوهابية أنها كفر ، وجد لها تفسيراً وشرحاً ليس فيه الفهم القبيح الذي فهمه الوهابية، ولذلك قيل لا يجوز الإنكار على الصوفية إلا لمن سلك طريقهم وعرف اصطلاحاتهم وإلا فاصطلاحاتهم قد يفهمها المنكرون على غير مرماها فينكرون ما لم يقصده الشيخ ابن عربي.
ذكر الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار أن:
(من قال عن فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن عربي، إِنه خارج عن الشريعة، وقد صنفه للإِضلال، ومَنْ طالعه ملحد، ماذا يلزمه ؟ أجاب: نعم،فيه كلمات تباين الشريعة، وتكلف بعض المتصلِّفين لإِرجاعها إِلى الشرع، لكن الذي تيقنْتُه أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره،فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات.
قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته على الدر المختار عندقوله: [لكن الذي تيقنْتُه]: وذلك بدليلٍ ثبت عنده، أو لسببِ عدمِ اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعراني أنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افْتُرِيَ عليه. وقال ابن عابدين أيضاً عند قوله: [فيجب الاحتياط]: لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كلُّ أحد مرادَه فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد)
[حاشية ابن عابدين ج3. ص303، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ]

قال شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ ت 871 هـ ] :
" والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له : هل ثبت عندك أنه كافر ؟!
فإن قال : كتبه تدل على كفره ، أفَأَمِنَ أن يُقال له : هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها ، وأنه قصد بها معناها المتعارَف ؟! والأول : لا سبيل إليه ؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك ، ولا عبرة بالاستفاضة ؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كـل كلمة كلمة ؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ .
وقال الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
( والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هو انه قال : نحن قوم لايجوز النظر في كتبنا ) ويقصد من هم على غير علمٍ كاف))
وقال الإمام الشعراني
(كذب مَنْ دسَّ في كتاب الفصوص والفتوحات، أن الشيخ محي الدين بن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار، وأنهم لو أُخرجوا منها لاستغاثوا، وطلبوا الرجوع إِليها، كما رأيت ذلك في هذين الكتابين. وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصاري لها. حتى ورد عن الشيخ شمس الدين الشريف، بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير الشيخ، فإِن الشيخ مِنْ كُمَّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فكيف يتكلم بما يهدم شيئاً من أركان شريعته، ويساوي بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة، ويجعل أهل الدارين سواء ؟! هذا لا يعتقده في الشيخ إِلا من عزلَ عنه عقله. فإِياك يا أخي أن تصدق، من يضيف شيئاً من العقائد الزائغة إِلى الشيخ، واحمِ سمعك وبصرك وقلبك، وقد نصحتُك والسلام. وقد رأيت في عقائد الشيخ محي الدين الواسطي ما نصه: ونعتقد أن أهل الجنة والنار مخلدون في دارَيْهِما، لا يخرج أحد منهم من داره أبد الآبدين ودهر الداهرين.. قال: ومرادنا بأهل النار الذين هم أهلها من الكفار والمشركين والمنافقين والمعطِّلين، لا عصاة الموحدين فإِنهم يخرجون من النار بالنصوص)
["اليواقيت والجواهر" للشعراني ج2. ص205].
**********
7- يستند الوهابية إلى قول الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)).
(لسان الميزان: 4ـ364).
نقول
اولاً:-
نقول لماذا تتعبون أنفسكم وتذهبون إلى ترجمة الفارض لتنقلون كلام سراج الدين البلقيني؟؟
ماذا لم تذهبون مباشرة إلى ترجمة ابن عربي في اللسان !!
لان هناك ما تريدون إخفاءه عن الناس!!!
ولكي نظهر تدليسكم سننقل لكم ترجمة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي الطائي الاندلسي رضي الله عنه من كتاب اللسان للحافظ أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه لنكحل بها أعين الوهابية.
ذكر الحافظ في اللسان ( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) ، ترجمة ابن عربي ، وترجم له ترجمة منصفة برقم ( 1038 ) فقال معلقاً على ترجمة الذهبي :
( وأول كلامه - الذهبي - لا يتحصل منه شيء ، تفرد به ، وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما .
وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره فذاكره بن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الأكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كلهم ما
عرفوها أو ما اشتهر كتابه الفصوص .
نعم قال بن نفطة لا يعجبني شعره وأنشد له قصيدة منها ...
لقد حار قلبي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير الرهبان وبيتا لاصنام وكعبة طائف ... والواح توراة ومصحف قرآن .
وهذا على قاعدته في الوحدة وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر
غازي بن العادل أنه قرء القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح وحدث به عن شريح بن محمد عن أبيه وقرأ أيضا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي وسمع علي أبي عبد الله الهادمي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي
وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة عن أبيه عن المؤلف وانه سمع على محمد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وانه سمع أيضا على بن الخراساني ويونس بن يحيى الهاشمي ومعين بن أبي الفتوح وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي
وابن عساكر وابن الجوزي وأنه صنف كتبا كثيرة منها ما هو كراسة واحدة ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما وذكر منها التفصيل في أسرار معاني التنزيل فرغ منه الى قصة موسى في سورة الكهف أربعة وستون سفرا وسرق منها شيء كثير جدا .
وقال بن الأبار هو من أشبيلية واصله من سبتة وأخذ عن مشيخة بلده ومال الى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم ترك ذلك ورحل الى المشرق حاجا ولم يعد وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف .
وقال المنذري ذكر انه سمع بقرطبة من بن بشكوال وانه سمع بمكة وبغداد والموصل وغيرها وسكن الروم وجمع مجاميع . وقال بن النجار كانت رحلته الى المشرق والف في التصوف وفي التفسير وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر وله سعة وتصرف في الفنون من العلم
وتقدم في الكلام والتصوف . وقال بن المديني قدم بغداد سنة ثمان وست مائة فكان يومى اليه بالفضل والمعرفة والغالب عليه طريق أهل الحقيقة وله قدم في الرياضة والمجاهدة وكلام على لسان القوم ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشان بالبلاد وله اتباع ووقفت له على مجموع من تأليفه فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي صلى الله عليه و سلم وكتب عني شيئا من ذلك وسمعته منه .
وقال بن النجار صحب الصوفية وارباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور وصنف كتبا في علم القوم وفي أخبار زهاد المغاربة وله اشعار حسان وكلام مليح اجتمعت به بدمشق وكتبت عنه شيئا من شعره ونعم الشيخ هو .
وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين بن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي وذكر شعرا .
وقال بن سدي وكان يلقب القشيري لقبا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف وكان جميل الحلية والفضل محصلا لفنون العلم وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين ومحمد بن سعيد بن زرقون وجابر الحضرمي وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وباشبيلية من عبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن نصار وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة .
وذكر أنه لحق عبد الحق ببجاية وفي ذلك نظر وان السلفي أجاز له واحسنها الإجازة العامة وله تواليف وكان مقتدرا على الكلام ولعله ما سلمه من الكلام .
وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الإعتقادات ويقال انه لما كان ببلاد الروم دلسه الملك ذات يوم فقال هذا يدعوه الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه . وقد اطراه الكمال بن الزملكاني فقال : هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية .
وانما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق لأنهم اعرف بحقائق المقامات من غيرهم لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا مخبرين عن عين اليقين . وقال بن أبي المنصور : كان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم المكتسبة وماموله من العلوم الوهيبة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا لا مكترثا بالوجود مقبلا كان أو معرضا ويحكى عنه من يتعصب له احوالا سنية ومعارف كثيرة والله أعلم . وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند كان شيخا عالما جامعا للعلوم صنف كتبا كثيرة وهو من ذرية عبد الله بن حاتم الطائي أخي عدي بن حاتم وأما عدي فلم يعقب وتقدم له ذكر في ترجمة بن دحية عمر بن الحسن في حرف العين .
وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي كان والده من كبار المشايخ العارفين وله مصنفات عديدة وشعر كثير وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادا عظيما مفرطا يتغالون فيه وهو عندهم نحو درجة النبوة ولم يصحبه أحد الا وتغالى فيه ولا يخرج عنه أبدا ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدا من أهل زمانه وتصانيفه لا يفهم منها الا القليل لكن الذي يفهم منها حسن جميل وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها وزعم اصحابه ان لها معنى باطنها غير الظاهر وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى ) انتهت الترجمة من الكتاب المذكور ..
والسؤال المطروح هو : لماذا الإمام محي الدين ابن عربي أعتد به
علماء عصره ولم ينتقدوه ، وانما جاء النقد بعد موته بفترة ؟؟ ..
قال الحافظ في اللسان ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وهل كان علماء عصره جهلة إلى هذا الحد ؟؟..
ثانثاً:- هذا النقل من قول السّراج البلقيني الشأن فيه أن يكون قد
رَجِعَ عَن ذلك .
لان الإمام ابن حجر العسقلاني لم يذكره في ترجمة الإمام ابن عربي نفسه وهل يغفل عن ذلك حافظ العصر؟؟
وكذلك كان شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني في بداية امره منكراً على الشيخ الأكبرثم تراجع عن ذلك ونقل عنه هذا التراجع من تلاميذه ايضاً.
وقد ذكر ذلك شيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام في كتاب سماه : "كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين"
ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه .ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.

وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على
المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
9- قول الوهابية مباهلة الحافظ ابن حجر أتباع ابن عربي في حال شيخهم وضلاله .
نقول ايها الوهابية الجهلاء أين هذا من ترجمة الشيخ الكبر عند الحافظ ابن حجر العسقلاني كما وردت في الرد السابق؟؟
جعل الوهابية الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من الذين كفروا ابن العربي وذلك راجع لذكره رحمه الله أن الإمام سراج الدين البلقيني قال عنه أنه كافر في ترجمة الفارض وليس ابن عربي حيث ترجم له ترجمة منصفة كما ذكرنا
وكذلك بنقلهم تلك الحكاية التي باهل فيها ابن حجر أحد الملاحدة والتي ذكرها هو بنفسه في الفتح الباري بدون ذكر مع من وعلى من كانت فهي مبهومة فهل الوهابية تعلم الغيب؟؟
وهي مما اتخدها السلفية المعاصرة سلاحا قطعيا على صحة مباهلة ابن حجر في معتقد ابن عربي والتي ذكرها بعض العلماء مثل الإمام السخاوي رحمه الله وغيره مع أحد المحبين لابن العربي رحمه الله وكانت النتيجة إصابة تلك الشخص بالعمى ووفاته في ذلك اليوم .
فنقول لا يوجد أي نص يدل على تكفير الحافظ ابن حجرالعسقلاني لابن العربي رحمه الله وهذا أكبر دليل على ذلك.
كما توجد نصوص تدل على إنصافه رحمه الله
ولم يذكر ذلك بل كما ذكرنا في ردنا السابق ققال الحافظ في اللسان
( 2 / 311 إلى 314 طبعة مؤسسة
الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986
، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند ) : ( وقد اعتد بالمحيى بن عربي أهل عصره )
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نفس الترجمة: "وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف وله في ذلك أشياء غريبة واستنباطات عجيبة انتهى "
كما أن الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
والإمام أبو زكريا الأنصاري وغيرهم من الحفاظ والعلماء قد رووا كتب الشيخ ابن عربي تلقوها سماعا وأقرؤوها إجازة، حتى وصلت إلى الشيخ أبو المواهب الحنبلي
من كتاب مشيخة أبي المواهب الحنبلي لابن عبد الباقي الحنبلي (صفحة 27) قال:
((سند صاحب المشيخة (أبي المواهب الحنبلي) بمؤلفات ابن عربي
هذا ويروي شيخنا صاحب هذه المشيخة رحمه الله تعالى تآليف الإمام الهمام أستاذ المحققين العارف بالله تعالى أبي عبد الله محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ثم المكي ثم الدمشقي قدس سره العزيز عن سادات كرام منهم نور الدين علي الشبراملسي المصري، والشيخ عبد القادر بن الشيخ مصطفى الفرضي الصفوري، وسيد النقباء بدمشق السيد محمد بن السيد كمال الدين بن حمزة، ووالده الشيخ عبد الباقي الحنبلي المتقدم ذكرهم برواية الأول عن نور الدين علي الحلبي، عن البرهان العلقمي، عن أخيه محمد العلقمي، عن الجلال السيوطي، عن محمد بن مقبل الحلبي، عن أبي طلحة الحراوي الزاهد، عن الشرف الدمياطي، عن سعد الدين محمد بن الشيخ محيي الدين بن العربي،عن والده الشيخ محيي الدين قدس سره.
ورواية الثاني عن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الوارثي الصديقي، عن خاله عالم الإسلام وقطب الأولياء الكرام محمد بن أبي الحسن الصديقي. عن والده أبي الحسن، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بروايته لذلك من طريقين: أحدهما عن السيد عبد الرحمن بن عمر القبابي، عن العز محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي، عن العفيف سليمان بن علي التلمساني، عن شيخه صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي، عن الإمام محيي الدين محمد بن العربي قدس سره.
والثاني عن العلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناري الرومي، عن والده حمزة بن محمد بن محمد الفناري، عن الصدر القونوي، عن الشيخ محيي الدين قدس سره.

ونسال فهل الحافظ ابن حجر العسقلاني وأبو زكريا الأنصاري يقرؤوا كفراً وينقلوه إلى غيرهم بالإجازة؟؟
فلا يوجد دليل واحد يؤيد هذه المباهلة مما يؤكد انها مدسوسة وتناقلها الاخرون من هذا الدس فيكف يتفق هذا مع صاحب المباهلة وهو يروي كتب الإمام ابن عربي ويمدحه!!
فالقصة التي رواها البعض عن الحافظ ابن حجر العسقلاني تتناقض مع ما هو معلوم من موقفه من الشيخ ابن عربي.
ولم نر في كل ما كتب ابن حجر إلا نقيض هذا الكلام
فهل يعقل هذا؟؟
ونضيف علي ذلك علي الرغم من انه ظهر للقاصي والداني تهافت هذه القصة من كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه.
كلام الشيخ المجتهد عبدالهادي الخرسة حفظة الله ونفعنا به.
أنا أقطع أن هذه القصة مكذوبة مختلقة وهي مدسوسة على كتاب الحافظ السخاوي رحمه اله تعالى وبيان ذلك :
1* أنه لا يتصور من رجل مثل الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى القدوم في أمر ظني غير قطعي ، ولا يصح قياس مسألة ظنية على دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب إلى المباهلة لأن ذلك أمر خاص به كما قال علماء التفسير وفي مر قطعي وهو ثبوت نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم .
2* لا يصح لمسلم أن يقدم على المباهلة في أمر قطعي كوجود الله تعالى بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على وجوده وكرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد قيام الأدلة القطعية المتواترة على ثبوت رسالته .
ولو أن مسلما أقدم على المباهلة في مثل ذلك فأصيب ببلاء مقدر عليه من الله تعالى بقضاء مبرم كعمى أو موت عند انتهاء الأجل هل يعني ذلك عدم وجود الله أو عدم ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وإقدامه على المباهلة في ذلك جهل منه وربما يأثم به إثم الحرام أو يؤدي به إلى الكفر لأنه قائم مقام التشكيك فإذا كان هذا في أمر قطعي وفي حق العامة من المسلمين فكيف بأمر ظني غيبي ويقدم عليه إمام من أئمة المسلمين ؟
3* مرر علماء العقيدة أن الميت لا يقطع له بجنة أو نار ولا يحكم عليه بكفر أو إيمان على جهة القطع وإنما نحكم بالظاهر الذي كان عليه في حياته ونفوض أمره إلى الله تعالى .
فكيف يصدر من مثل الإمام ابن حجر الحكم بكفر وضلال الشيخ ابن عربي ويقطع بذلك ويباهل عليه ؟
إلا إذا أطلعه الله على غيبه وهذا ليس مصدر من مصادر العلم ولا يبنى عليه حكم .
4* ما يوجد في كتب الشيخ ابن عربي وغيره من المؤلفين من ضلالات إما أن تكون قطعية الثبوت عنه وهذا ممتنع لعدم وجود التواتر في كل كلمة موجودة في مؤلفاته البالغة /450/ كتابا ورسالة ، وإما أن تكون ظنية الثبوت ، وإذا كانت ظنية الثبوت فإما أن تكون قطعية الدلالة على الكفر الصريح وليس لها تأويل بوجه من الوجوه المقبولة وهذا لا يكاد يوجد وعلى تقدير وجوده فكونها ظنية الثبوت يوجب ردها أو التوقف عن قبولها والسكوت عن قائلها ، لاحتمال رجوع قائلها عنها قبل وفاته وعدم وجود قاطع أنه مات معتقدا لها ، وإما أن تكون ظنية الدلالة فتحتمل التأويل بوجه ما فيتعين حملها عليه .
فلا يخفى مثل ذلك على الإمام ابن حجر رحمه الله ويبتعد معه أن يقوم على المباهلة والتلاعن .
5* من أين للشيخ ابن حجر رحمه الله قوله : من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة ؟
هل هناك دليل من الكتاب أو السنة عليه ؟ أو هل هناك دليل من الاستقراء لوقائع مباهلة سابقة وقعت لعلماء الإسلام مع غيرهم مع أن علماء المسلمين قائلون بالمنع من المباهلة في القطعي وما ورد في القرآن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما علمت ؟ أو أنه مبني منه على التجربة والظن .
فهل جرب ذلك أكثر من مرة فباهل على مسائل أخرى مرات أو على هذه المسألة بعينها مرات مع رجال آخرين ؟ أين النقل لذلك ؟
أو أنه اتبع الظن فيكون مع جلالة قدره مشابها لمن قال الله فيهم : ﴿ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ﴾{النجم:28} وداخلا تحت قوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾{الإسراء:36} فلا يقبل منه ذلك ولا يتابع عليه وكل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما يرد لأنه ظني وغير موافق لقواعد القبول .
إن الذين قبلوا هذه القصة وروجوها داخلون قطعا تحت هذه الآية لأنهم اقتفوا ما لم يثبت بطريق علمي قطعي بل اتبعوا الظن وكفى به ضلالا وبعدا عن منهجية أهل الحق الورعين ، وهل يقبل هؤلاء من الإمام ابن حجر عقيدته الأشعرية التي قامت على صحتها الأدلة القطعية ؟
6* القائلون بولاية الشيخ ابن عربي رحمه الله تعالى والمحسنون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا هم جمهور الأمة وسوادها الأعظم ، ولم يمنع هذا الاعتقاد من قُدِّر عليه بلاء من الله بعمى أو مرض أو موت عند انتهاء الأجل منهم في دفع ذلك عنهم مع قلتهم ، على أن الأكثرين منهم أهل عافية وسعة وغنى بقدر الله تعالى .
فإذا جعل البلاء علامة على الضلال فلم لا نجعل أهل العافية والسعة والغنى من هؤلاء الأكثرين علامة على الهداية في حق ابن عربي ودليلا على ولايته وحسن الظن به ؟
7* القائلون بضلال الشيخ ابن عربي والمسيئون الظن به من زمانه إلى يومنا هذا وبعموم الأولياء وتكفيرهم وسبهم وشتمهم قلائل وهم من أهل البلاء في المعتقدات فأكثرهم من أهل البدع الضلالات وفيهم من قُدِّر عليه بلاء في جسده وماله من عمىً ومرض وموت عند انتهاء أجله وقليل فيهم أهل العافية الظاهرة فهل نجعل هذا القدر الإلهي في هؤلاء الأكثرين دليلا على هداية الشيخ ابن عربي وولايته كما جعلنا مثل ذلك في حق ذاك الرجل المبتلى دليلا على ضلاله ؟ وهل هو من حرب الله تعالى لمعادي أوليائه ؟
8* ما معنى قوله ﴿ وما أصبح إلا ميتا ﴾ ؟
هل هو قول منه بأنه مات في غير أجله ؟ وهل هو من القائلين بأن عمر الإنسان يزاد فيه وينقص منه ؟ وهذا خلاف ما عليه جمهور الأشاعرة والإمام ابن حجر رحمه الله منهم .
9* نقل الإمام الشعراني رحمه الله في أول كتابه ـ اليواقيت والجواهر ـ أن الإمام النووي رحمه الله سئل عن الشيخ ابن عربي رضي الله عنه فقرأ قوله تعالى : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾{البقرة:143} وهذا جواب العلماء الورعين ولا يخفى ذلك على ابن حجر رحمه الله والذي جاء بعده ويعلم أقواله ومذهبه .
10* كثير من الملحدين المستشرقين يسيئون إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونه ويشتمونه وهم ملعونون بنص القرآن الكريم لا بالمباهلة قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾{الأحزاب:57} ونراهم يُمتعون سنين فيمضي على أحدهم أكثر من سنة بحسب تحديد القصة ولا يصاب بمرض ولا عمى ولا موت وهم ملعونون قطعا فهل يجعل الوهابية عدم إصابتهم بالمرض والعمى دليلا على تكذيب الرسول والقرآن ؟ فإن جعلوه فقد كفروا وإن لم يجعلوه دلّ على عدم الترابط بين المقادير الإلهية على العبد وبين اللعن الذي يعني الطرد من رحمة الله فحينئذ لا تدل إصابة الرجل بالعمى والموت على لعنه ، ولا تدل عافية الشيخ ابن حجر على عدم لعنه ، بل يحتمل أن يكون بلاء المعتقد بهداية ابن عربي كفارة لذنوبه وأن تكون عافية المنكر المكفِّر لابن عربي وغيره من الأولياء وتمتعه بالحياة أكثر من سنة تأخيرا لظهور اللعنة إلى ما بعد الموت كحال المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتبين أنه لا يصح عقلا ولا شرعا ربط البلاء باللعن في حق كل واحد فكم من ملعون وهو من أهل العافية الظاهرة وكم من مرضيٍّ عنه وهو من أهل البلاء .
11* تبين من خلال ما ذكرته أن متن هذه القصة معارض بأدلة قطعية على خلافه وبالتالي يكون الحكم عليه كالشاذِّ المخالف لرواية الثقات فيكون مردودا أو يكون كخبر الآحاد المخالف للقطعي فتكون مخالفته له علة قادحة فيه مانعة من قبوله ومن القول بمقتضاه .
فهذه القصة باطلة وهي مكذوبة ومدسوسة
**********
10- قولهم تكفير الإمام الشوكاني للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.
نقول
يورد الوهابية ابيات للامام الشوكاني قول فيها
فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى **** بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه
وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم** ** وكذاك محيي الدين لا حيا به
وكذاك فارضهم بتائياتهِ ******** فرض الضلال عليهم ودعا به
وهذا تزوير واضح للعيان ولا غريب على الوهابية هذا التدليس والكذب والتزوير فهم أهل ذلك وأكثر.
قد كان الإمام الشوكاني من المنتقدين للشيخ الأكبر بل والمكفرين له فرجع عن قوله في اخر حياته وأثنى على من يرى ولاية ابن عربي !!
الإمام الشوكاني في البدر الطالع يقول :
(وقد استمر الاتصال بينى – أي الشوكاني - وبينه زيادة على خمس عشرة سنة قل أن يمضى يوم من الأيام لا نجتمع فيه ويجرى بيننا مطارحات أدبية في كثير من الأوقات ومراجعات علمية فى عدة مسائل منها ما هو منظوم ومنها ما هو منثور .
فمن ذلك هذا السؤال الذى اشتمل على نظم ونثر يأخذ بمجامع القلوب كتبه إلى فى أيام سابقة ولفظه :
حرس الله سماء المفاخر بجماية بدرها الزاهى الزاهر وأتحف روضها الناظر بكلاية غيثها الهامى الهامر وأهدى إليه تحية عطرة وبركة خضرة نضرة ، ما مسحت أقلام الكتبة مفارق المحابر ورتعت أنظار الطلبة فى حدائق الدفاتر ، صدرت هذه الأبيات فى غاية القصور أقيلوا عثارها ان كان لكم عليها عثور، تستمنح منكم الفرائد وتستمد منكم الفوائد أوجب تحريرها أنه { ذكر عند بعض الأماثل جماعة المتصوفة ، فأثنى عليهم وأطنب وأطرى وأطرب ، واستشهدنى فقلت بموجب قوله}
{ مستثنيا منهم الحلاج وابن عربي ومن يساويهما} !!
فأصر واستكبر وأبدا قولا يستنكر فجرى بيننا خلاف مفرط فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ....
قال الشوكاني : فأجبت :
عن هذا السؤال برسالة فى كراريس{ سميتها الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد } ..
وكان تحرير هذا الجواب في{عنفوان الشباب }!!
وأنا { الآن اتوقف فى حال هؤلاء } وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التى ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام!!!انتهي المطلوب
البدر الطالع في ترجمة السيد القاسم بن أحمد بن عبد الله بن القاسم (ج2\32\40)

وقال تلميذه العلامة صديق حسن خان مانصه :
( قلت ( صديق خان ) : والذهب الراجح فيه على ماذهب اليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك " السكوت في شأنه " ، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع الى محامل حسنة ، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين ، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين ، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح ، ومن ثم رأيت شيخنا الامام العلامة الشوكاني في الفتح الرباني مال الى ذلك ، وقال : " لكلامه محامل " ، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة)
ثم قال بعده بخمسة أسطر : ( وأقول في هذا الكتاب : إن الصواب ماذهب اليه الشيخ أحمد السهرندي - مجدد الالف الثاني - ، والشيخ الاجل مسند الوقت أحمد ولي الله - المحدث الدهلوي - ، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكاني من قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة ، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما ، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة ، وعدم التفوه ، فيه بما لا يليق ، بأهل العلم والهدى ، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم )
انتهى المطلوب .
التاج المكلل ( ص 179 طبعة المطبعة الهندية العربية 1382 هـ - 1963 ، بتحقيق الدكتور عبد الحكيم شرف الدين ) ،

لاحظوا احبتنا أن الشوكاني تراجع بصريح العبارة عن الصوارم الحداد بينما نرى الوهابية لايزالون ينشرون ويحتفوا به بل وينقلون منه !!
فهل رايتم كذب مثل ذلك وهل رايتم تزوير أقبح من هذا ولماذا لامتلاك حجة تكفير المسلمين وايذاء أولياء الله فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
**********
11- قول الوهابية بتكفير الإمام السبكي للشيخ الأكبر رضي الله عنهم وارضاهم.
فتقول الوهابية
ومنهم: تقي الدين السبكي: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء.
فنقول
الإمام السُّبكي معروف موقفه من ابن تيميّة وفي فتاواه (2/575) تَجِد ثناءه على الإمام ابن عطاء الله السكندري الشاذلي وينقل عنه نبذٌ من التّأويل الإشاري على وجهِ الإقرار ،
هذا فضلاً عن كلام الإمام في أصناف علوم الصُّوفيّة من فناء ورجاء وخوف وحب ، وهذا النقل في مغني المحتاج للشربيني (3ـ61) وكذلك ايضاً جاء رجوع الامام السبكي عن هذا القول.
سبحان الله ففي مغني المحتاج في الجزء الثالث في الصفحة 61 ولا ادري لماذا لم يكمل الوهابية كتابة ما وجدوه في المغني
فبعد الكلام المنقول والذي اخره أن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر قال شيخنا والكلام للشربيني وهم الذين ظاهر كلامهم عند غيرهم الاتحاد قال والحق انهم مسلمون اخيار وكلامهم جار على اصطلاحهم كسائر الصوفية وهو حقيقة عندهم في مرادهم وان افتقر عند غيرهم ممن لو اعتقد ظاهره عنده كفر الى تاويل اذ اللفظ المصطلح عليه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره فالمعتقد منهم لمعناه معتقد لمعنى صحيح وقد نص على ولاية ابن عربي جماعةعلماء عارفون بالله تعالى منهم الشيخ تاج الدين بن عطاء الله والشيخ عبد الله اليافي ولا يقدح فيه وفي طائفته ظاهر كلامهم المذكور عند غير الصوفية لما قلناه.
فالى متى سيبقى الاخوة الوهابية يلوون اعناق النصوص ويبترونها وياخذون ما يعجبهم من الجمل ويتركون ما يرد على عقائدهم سبحانك ربي هذا بهتان عظيم

جاء في الفتاوى الحديثية ( ذيل الفتاوى ) ( ص 51 طبعة مصطفى الحلبي الطبعة الثانية ) للعلامة ابن حجر الهيتمي ما نصه :
( وسئل: في التصوف ما ملخص ما يقولونه في ابن عربي وابن الفارض وطائفتهما هل هم محقون أم مبطلون وما الدليل على ذلك أوضحوا لنا الجواب وابسطوه بسطا شافيا؟
فأجاب : ملخص ما نعتقده في ابن عربي وابن الفارض وتابعيهما بحق الجارين على طريقتهما من غاية إتقان علوم المعاملات والمكاشفات ، ومن غاية الزهد والورع والتجرد ، والانقطاع إلى الله في الخلوات والدأب على العبادات ونسيان الخلق جملة واحدة، ومعاملة الحق، ومراقبته في كل نفس كما تواتر كل ذلك عن هذين الرجلين العظيمين أنهم طائفة أخيار أولياء أبرار بل مقربون، ومن رق السوى أحرار لا مرية في ذلك ولا شك إلا عند من لا بصيرة له، وكفاك حجة على ولايتهما تصريح كثيرين من الأكابر بها، وبأنهما من الأخيار المقربين كالشيخ العارف الإمام الفقيه المحدث المتقن عبد الله اليافعي نزيل مكة المشرفة وعالمها ، ومن ثم قال الأسنوي في "ترجمته": فاضل الأباطح وعالمها، وقال الحمد لله الذي ابتدأ كتبنا بالشافعي وختمها باليافعي، وكالشيخ الإمام المجمع على جلالته وعلمه بمذهب مالك وغيره، وعلى معرفته التاج بن عطاء الله وناهيك بحكمه وتنويره دليل على ذلك، حتى قالوا: كادت الحكم أن تكون قرآنا يتلى، وكالشيخ الإمام العلامة المحقق الشافعي الأصولي التاج السبكي
وكشيخنا خاتمة المتأخرين وواسطة جمع المحققين زكريا الأنصاري وكالشيخ العلامة البرهان بن أبي شريف وناهيك أيضا بهذين العالمين )

ذكر الإمام الشعراني رحمه الله تعالى عن الشيخ سراج الدين المخزومي في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر (ص10) ما نصه :
(( وقال الشيخ سراج الدين المخزومي رحمه الله تعالى : كان شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البُلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تحققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية ، فمن جملة ما ترجمه به الإمام السبكي : كان الشيخ
محيي الدين آية من آيات الله تعالى وإنّ الفضل في زمانه رمى بمقاليده إليه.
ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى فيه حين سئل عنه : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين ـ إلى أن قال ـ ولقد كذب والله وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين له من الخلق وحمدت الله عزّ وجلّ إذا لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته وأحواله )) اهـ.

وقال في (ص11) ما نصه :
(( قال المخزومي رحمه الله : ولقد بلغنا أنّ الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف ، قال : مع أنّ السبكي قد صنف كتاباً في الردّ على المجسّمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في الرد على الشيخ محي الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم ، وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين الفركاح ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا فهو مخطئ )) اهـ.
**********
12- نقل عن الإمام ابن جماعة في تكفير ابن عربي
فنقول هذا الكلام نقل عن الإمام تقي الدين الفاسي وهو يحتاج إلى إثبات لان ورد عكسه كما أن الإمام الفقيه الحافظ المؤرخ ابن الصيرفي في في إنباء الهَصر بأنباء العصر وهو من معاصري الإمام البقاعي رد عليه تكفير ابن الفارض والشيخ الأكبر في في سرد الأحداث فكان يترحم عليهم ويذكرهم بقدس الله سرهم وهكذا
وكان الإمام الصيرفي ممن تلقي العلم على السراج البلقيني والحافظ الزين العراقي وقرأ الأصول على العز بن جماعة ولم ينقل الينا شئ من هذا.

قال الشيخ الشعراني في "لطائف المنن" ما نصه (ص/394)
: "وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ لا سيما الفصوص والفتوحات المكية، فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة أنه كان يقول: جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة.
قلتُ –الشعراني-: وقد اختصرتُ الفتوحات المكية وحذفتُ منها كل ما يخالف ظاهر الشريعة، فلما أخبرت بأنهم دسوا في كتب الشيخ ما يوهم الحلول والاتحاد وَرَد عليّ الشيخ شمس الدين المدني بنسخة الفتوحات التي قابلها على خط الشيخ بقونية فلم أجد فيها شيئا من ذلك الذي حذفته ففرحتُ بذلكَ غاية الفرح، فالحمد لله على ذلك" انتهى كلام الشعراني.


للمعلوميّة ، فإنّ الإمام ابن جماعة أشعري اشتغل كثيرًا بالرّد على الحشويّة
، فمن كُتُبُه في الرّد على المشبّهة :
- إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل
- التنزيه في إبطال حجج التّشبيه
- الرّد على المشبّهة في قوله تعالى { الرحمن على العرش استوى}
يقول عنه الذّهبي -كما في معجم الشيوخ (ص449) وشذرات الذهب
(6/106) - : ((أشعري فاضل)) !
وكلنا نعلم مدي حساسية كلمة اشعري عند الوهابية فالعجب من القوم
**********
11- اما ما ينقل هؤلاء الوهابية من أسماء مجهولة معاصرة أو أقول بدون سند
فلا ينظر اليها فمنذ متى ويقبل تجريح عالم بقول مقطوع لا تطمئن اليه النفس ومنذ متى أصبح القول بدون سند مرجع للتجريح فهذه قاعدة وهابية جديدة وإذا بحثوا واستفاضوا ما وجدوا لاقوالهم سند متصل ليثبتوا كفر الشيخ الأكبر رضي الله عنه الا ما عندهم من بعض المشايخ كابن تيمية والبقاعي والفاسي ولا قول واحد مسند واما معاصريهم فلا ينظر لاقوالهم في الأصل فهم قوم بهتان كما هو معروف.
*********

12- قولهم أن الشيخ الأكبرر يقول بالحلول وووحدة الوجود الكفرية
نقول فما وجد من كلامه يحتمل ظاهره هذا المعتقد فإنه مؤول على غير ظاهره، ومنه ما هو مدسوس عليه
ويكفينا ما ورد عنه رحمه الله ورضي عنه: في الفتوحات المكية في باب وصل في أسرار أمّ القرآن:
((ذات الحق ليست ذات العبد ، إذ لا طاقة للمحدَث على حمل القديم ))
قال في باب الأسرار:
((من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول))
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في باب الأسرار أيضاً:
((الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل:
((وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان تعالى قديماً ولا بديعاً))[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].
وقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة:
((لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً)) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].

يقول الشعراني رحمه الله تعالى:
((ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط)) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83].

ويقول الشيخ الأكبر صراحة في الباب الخامس والثمانين ومائة:
"إذ يستحيل تبدّل الحقائق؛ فالعبد عبد، والرب رب، والحق حق، والخلق خلق".الفتوحات المكية: ج2ص371.
ويقول أيضاً:
"فلا يجتمع الخلق والحق أبداً في وجه من الوجوه، فالعبدُ عبدٌ لنفسه، والربُّ ربٌّ لنفسه، فالعبودية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعلم أنه ليس فيها من الربوبية شيء، والربوبية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعرف أنه ليس فيها من العبودية
شيء."
الفتوحات المكية: ج3ص378.
وقال:
من فصل بينك وبينه أثبت عينك وعينه؛ ألا تراه
تعالى قد أثبت عينك وفصل كونك بقوله، إن كنت تنتبه،
"كنت سمعه الذي يسمع به"، فأثبتك بإعادة الضمير إليك ليدل عليك. وما قال بالاتحاد إلا
أهل الإلحاد.الفتوحات المكية: ج4ص372
وفي الباب الثامن والأربعين ومائتين قال:
"ومن قال بالحلول فهو معلول".الفتوحات المكية: ج4ص379
وفي الباب الثالث عشر وثلاثمائة قال:
"والحق تعالى منزّه الذات عن الحلول في الذوات".
الفتوحات المكية: ج3ص52، وكذلك: ج2ص614
**********
13- قولهم أن الشيخ الأكبر يقول بسقوط التكاليف
يقول العلامة الشعراني رحمه الله تعالى:
(وقد ذكر الشيخ محي الدين أنه لا يجوز لولي قط المبادرة إِلى فعل معصية اطلع من طريق كشفه على تقديرها عليه، كما لا يجوز لمن كُشف له أن يمرض في اليوم الفلاني من رمضان، أن يبادر للفطر في ذلك اليوم، بل يجب عليه الصبر حتى يتلبس بالمرض، لأن الله تعالى ما شرع الفطر إِلا مع التلَبُّس بالمرض أو غيره من الأعذار، قال: وهذا مذهبنا ومذهب المحققين من أهل الله عز وجل)
[مجلة العشيرة المحمدية عدد محرم 1381 ص21]." اهـ.
(حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى - الباب الخامس تصحيح الأفكار عن التصوف - الدس على العلوم الإسلامية -ص 508-513)
**********
14- بعض الأقوال الأخرى
فاعلم حياك الله أن للقوم مصطلحات لا يعرفها إلا أهلها وهناك من المدسوسات الكثير من الحساد وهذا ما سنوضحه كما أن هذه الأقوال متأوله وقد نص الائمة على ذلك.
ومن قال لماذا اصطلح الشيخ ابن عربي بمصطلحات لا يعرفها إلا أهلها؟؟
نقول يرد عليكم
قال ابن كمال باشا بما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمن جعل من عباده العلماء المصلحين، ورثةَ الأنبياءَ والمرسلين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث لإصلاح الضَّالين والمُضلِّين، وآله وأصحابه المُجدِّين لإجراء الشرع المبين.
وبعد: أيُّها الناس! اعلموا أن الشيخ الأعظم، المقتدى الأكرم

_________________
http://www.soufia.org

http://www.almijhar.org


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 04, 2010 8:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5743
بارك الله فيك اخى الكريم على مقلد على مجهوداتك المباركة
مشكور اخى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 06, 2010 2:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله
أجمعين ... وبعد

الأخ الفاضل / على مقلد .... جزاك الله خيرا .. وبارك فيك .

أخى الحبيب .. هؤلاء الوهابية . .المتمسلفة .. الخوارج .. من أكذب خلق الله

يضحكون على الناس بقولهم : قال العلامة فلان فى كتابه كذا .. انظر الجزء كذا .... صفحة كذا
وتروح هناك ماتلاقيش أى حاجة

يعنى .. نقلة كذابون ... وفهم .. فى غاية الاعوجاج والضحالة .

ولو وجدوا حاجة عند السلف تدينهم وتكشف كذبهم .... طرمخوا عليها .. وأخفوها .

بالنسبة للإمام الأكبر سيدى محى الدبن ابن عربى ... فقد وجدت فى موقع ( إسلام ويب ) أسئلة يجيب عنها واحد اسمه " عبد العزيز بن عبد الله الراجحي" يقول :

( ومن الفوائد : أن الصوفية الملاحدة الذين يقولون بوحدة الوجود -وهم منتشرون الآن- وهم طبقات وفرق متعددة ، وفي كل بلد تجد عدداً من فرق الصوفية ، وكل فرقة لهم شيخ وجميع هذه الفرق تقود إلى النار: منها التيجانية ، والقادرية، والنقشبندية ، وغيرها من الطرق ، وأغلبها طرق كفرية ، تجد في البلد الواحد أكثر من مائة طريقة ، ففي مصر والشام وأفريقيا وكل مكان تجدهم .
والصوفية يتفاوتون فبعضهم ينفي القول بوحدة الوجود ، وبعضهم يقول بوحدة الوجود ، أي :
أن الوجود واحد، فالرب هو العبد، والعبد هو الرب .

حتى قال رئيسهم ابن عربي :

العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت رب فذاك عبد أو قلت رب أنى يكلف

فاختلط عليه الأمر فلم يعد يدري من الرب، ومن العبد، فالرب عبد والعبد رب ) انتهى النقل عن هذا الإنسان .


ويقول العبد الفقير مريد الحق :

سبحان الله على الكذب .. والبهتان .. أظن أن هذا الإنسان لم يتحقق من أى كلمة يقولها .. إنما يحركه بغضه للصوفية .. بالإضافة إلى الميراث الموروث من ابن تيمية .. ومن قبله اليهود .

وانظر معى أخى الحبيب – زيادة على ما تفضلت وأوردته فى مسألة الحلول والاتحاد – ما قاله السيد الإمام سيدى محيى الدين فى الفتوحات المكية – مخطوطة قونية التى كانت محفوظة بالزاوية المبنية على قبر الصدر القونوى تلميذ الشيخ محيى الدين , ثم انتقلت إلى المتحف الإسلامى باستانبول – تحت رقم 1845-1881 إيفكاف موسى – وتقع فى 37 مجلدا , مكتوبة بيد الشيخ محيى الدين .

قال مولانا فى السفر الأول – اللوحة 3ب – مانصه :

( أحمدهُ حمد من علم أنه سبحانه علا ف‍ى صفاته وعَلّى ، وجلّ ف‍ى ذاته وجلَّى ، وأن حجاب العزّة دون سبحاته مسدلٌ ، وباب الوقوف على معرفة ذاته مقفَل ، إن خاطب عبدَه فهو المسمع السميع وإن فعل ما أمَر بفعله فهو المطاع المطيع ، ولما حيرتنى هذه الحقيقة أنشدت على حكْمِ الطريقة الخليقةَ

الرب حق والعبد حق
يا ليت شعرى مَن المكلَّف

إن قلتَ عبد فذاك ميت
أو قلت رب أنّى يُكلِّفْ


فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء بخلقه ، وينصف نفسَه مما تعين عليه م‍ن واجب حقّه ، فَليس إلا
أشباح خَالِيَة على عروشها خاوية ، وَف‍ى ترجيع الصدى سر ما أشرنا إليه لمن اهتدى.

وأشكره شكر من تحقق أن بالتكليفِ ظهرَ الاسم المعبود ، وبوجود حقيقة لا حول ولا قوة إلا باللّـه ظهرت حقيقة الجود ، وإلّا فإذا جَعلت الجنة جزاء لما عملتَ ، فأين الجود الإل‍هِى الذى عقلت ، فأنت عن العلم بأنك لذاتك موهوب وعن العلم بأصل نفسك محجوب ، فإذا كان ما تطلب به الجزاء ليْس لك فكيف ترى عملَك ، فاترك الأشياء وخَالقها والمرزوقات ورازقها ، فهو الواهب سبحانه الذى لا يَمل والملِك الذى عزّ سلطانه وجلَّ ، اللطيف بعباده الخبير الذى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) انتهى كلامه بنصه رحمه الله .

ووالله الذى لا إله غيره ... هذا النص قرأته بعينى رأسى فى المخطوطة السابق ذكرها .

والسؤال ... ياترى الشيخ الراجحى الوهابى ... اطلع على هذه المخطوطة ؟؟؟!!!

لا أظن ... وغدا سيلقى الله .. وسيحاكمه سيدى ابن عربى أمام أحكم الحاكمين

(وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 06, 2010 9:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5743
الفاضل على مقلد, سيدى الفاضل مريد الحق

كنت قد سمعت من فترة من بعض أهل التحقيق فى التراث الذين أثق فى صدقهم أن كتاب الفتوحات المكية للشيخ الأكبر الشيخ محى الدين بن عربى إلى الآن لم يطابق على مخطوطة, و أنه لم يحقق

و أن النسخ التى بالسوق كلها غير محققة

فإذا كان هذا صحيحا, فكيف يكفر ادعياء العلم الشيخ محى الدين استنادا لما يدعون انه ورد فى الفتوحات المكية, مع انه لم يثبت الى الآن و لم يتأكد من نسبة الكلام الذى يدعونه الى الشيخ؟؟؟؟


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنبيه الوهابية الأغبياء بتبرئة سيدي محيي الدين بن عربي خ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 05, 2012 10:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 17, 2011 11:05 am
مشاركات: 50
قال الإمام السيوطي: والقول الفصل عندي في ابن عربي طريقة لا يرضاها فرقة أهل العصر ممن يعتقده ولا ممن ينكر عليه، وهي اعتقاد ولايته، ويحرم النظر في كتبه، فقد نقل عنه أنه قال: "نحن قوم يحرم النظر في كتبنا" وذلك أن الصوفية تواطئوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها بين الفقهاء - تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنبيه الوهابية الأغبياء بتبرئة سيدي محيي الدين بن عربي خ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 26, 2012 5:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء إبريل 25, 2012 1:56 am
مشاركات: 7
[color=#0002EF]بسم الله و الحمد لله و الصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد رسول الله

و بعد ، فقد قال سيّدي الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي رضي الله عنه في ديوانه الكبير (ص50 ط1 دار الكتب العلمية1416-1996) :
في بيان علوّ علوم الصوفيّة و جهالة علماء السّوء المشنعين عليه و عمايتهم عن إدراك الحقّ الذي أدركه :

خُصصتُ بعلم لم يُخصّ بمثله ::: سواي من الرّحمن ذي العرش و الكرسِي
و أشهدتُ من علم الغيوب عجائبًا ::: تصانُ عن التذكار في عالم الحسِّ
فيا عجبًا إنّي أروح و أغتدي ::: غريبا وحيدًا في الوجود بلا جنسِ
لقد أنكر الأقوامُ قولي و شنّعوا ::: عليّ بعلم لا ألوم به نفسِي
فلا هُمْ مع الأحياء في نور ما أرى ::: و لا هُم مع الأموات في ظلمة الرّمسِ
فسبحان من أحيى الفؤادَ بنوره ::: و أفقدهم نورَ الهداية بالطّمْسِ
علومٌ لنا في عالم الكون قد سرَتْ ::: من المغرب الأقصى إلى مطلع الشمسِ
تحلّى بها من كان عقلا مجرّدا ::: عن الفكر و التخمين و الوهمِ و الحدْسِ
و أصبحتُ في بيضاء مثلي نقيّة ::: إمامًا و إنّ النّاسَ منها لفي لَبْسِ

و في المعنى نفسه قال أيضا رضي الله عنه (ص95-96)

مَا لقومي عن حديثي في عَمَـا ::: ثمّ قـالوا نحن فيكم عُلما
صَدَقوا في نصف ما قالوا و ما ::: صَدَقوا في نصفه الثاني لِمَا
يقتضيه حُـكْـمُ ما جئتُ به ::: من علـوم جهلتها الحُكَمَا
عَـزَّ عِلْـمُ الذَّوق أن يُدْرِكَهُ ::: عالـِمٌ جَانَـبَناَ ما احترَما
تَضْحَكُ الأزهارُ بالأرض إذا ::: بَكَتِ الزُّهْرُ التي فوق السَّمَا
و كذا العِـلْـمُ الذي أظهرُهُ ::: عندنا تضحكُ منه العُلمَا !
عُلماءُ السّوء لا كانوا و لا ::: كانوا بالتقوى لديه كُـرَمَا
إنّ شخصًا جَهِلَ الأمرَ الّذي ::: قُلتُ فيه نَظْمي في عَـمَا
إنّما الكَـيّسُ من دانَ بـه ::: نفسَه حِـين أراه القُـدَمَا
(...)
فلَهُ التَّنْزيهُ عن وَصْفي و قد ::: جاء في القرآن عِلْمًا مُحْكَمَا
هُـو في الأرض إلـه قادرٌ ::: و مَـعي في كلّ وَجْهٍ أيْنَمَا
و أنا لستُ كذا فاعتبروا ::: كَوْنَـه في كلّ وَجْـهٍ و سَمَا

و قال رضي الله عنه (ص103) :

إنّ العلومَ التي التّحقيقُ جاء بها ::: هي العلومُ التي تهدي إلى الرَّشَدِ
رُشْدِ المعارف لا رشد السّعادة والـإيمانُ يُسْعِدُ أهل الصُّور و الجسدِ
فاحمد إلهك لا تَحْمَدْ سواءَهُ فما ::: يعطي السّعادةَ إلاّ حمدُهُ و قـدِ
لا تُنكروا الطّبعَ إنّ الطّبعَ يَغلبُني ::: و الحقُّ يَغلبُهُ إن كان ذا فَـنَدِ
دِينُ العَجَائِزِ مأوانا و مَذْهَـبُنا ::: و هو الظّهورُ به في كلّ مُـعْتَقَدِ
به أَديـنُ فإنَّ اللهَ رَجَّـحَـهُ ::: على التـَفَكُّر في كَشْفٍ و في سَنَدِ
في كلّ طالِـعَـةٍ عُلْيَا و نازلةٍ ::: سُفْلَى مع القولِ بالتّوحيـدِ للأَحَدِ


فليت شعري ما الذي ينكره عليه التيميّة المشبهة و الوهابيّة المحسّمة أينكرون عليه توحيده و تنزيهه و هم في التشبيه و التجسيم غارقون !!؟
أم ينكرون عليه بحار عرفانه بربّه و معرفة قدر نبيّه صلّى الله عليه و على آله و سلّم ، و هم في تخبّطهم و جهالاتهم سادرون ؟!!

[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط