موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الله موجود بلا كيف ولا جهة ولا مكان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 14, 2008 11:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة مارس 05, 2004 9:14 am
مشاركات: 95
مكان: MADINA
العقيدة المنجية

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم، وبعد فهذا ما أملاه شيخُنا المحقّقُ والأصولِيُّ المدقّقُ العلَّامةُ المحدّثُ اللغوِيُّ النحويُّ المفسّرُ الشيخُ أبو عبدِ الرحمنِ عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ يوسفَ القُرَشِيُّ العبدَرِيُّ نسبًا، الأشعريُّ الماتريديُّ عقيدةً، الرفاعيُّ طريقةً، الهرريُّ موطنًا، المعروفُ بالحبشيّ رضيَ اللهُ عنه وأرضاهُ ونفعنَا به في الدارينِ ببركةِ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم ءامين.

قالَ رَضِيَ الله عنه:

فائدةٌ: قالَ أهلُ الحقّ: العالَمُ جوهرٌ أو عَرَضٌ، فالجوهرُ ما له حَجمٌ وهو قِسمانِ قسمٌ مُتَناهٍ في القِلَّةِ بحيثُ لا ينقسِمُ وقسمٌ ينقسِمُ ويسمَّى جسمًا، فالأولُ يسمَّى الجوهرَ الفردَ الجُزءَ الذي لا يَتَجَزأُ، وأما العَرَضُ فهو ما يقومُ بالجوهرِ أي ما كانَ صفةً له كحركةِ الجسمِ وسكونِهِ وتَحَيُّزِهِ في حَيّزٍ، فأما الله تباركَ وتعالى فهو غيرُ ذلِك كلّهِ، يستحيلُ أن يكونَ جوهرًا فردًا أو جَوهرًا متألّفًا بحيثُ صارَ جسمًا وهذا معنى قولِ بعضِهِم إنَّ الله منزَّهٌ عن الكَمّيةِ والكَيفيةِ، ولا شىءَ سوى الله تعالى كذلك، وأما قولُ أصحابِ الهَيُولى انها ما لا كميةَ له ولا كيفيةَ فهو باطِلٌ.

وقولُ أهلِ الحقّ إنَّ الله منزَّهٌ عن الحدّ هذا معناه لأنَّ الله لو كان جوهرًا فَردًا لكانَ الجوهرُ الفردُ مِثلًا له، ولو كانَ زائِدًا على ذلك إلى حَدّ أكبرِ الأجرامِ وهو العرشُ أو أَزيَدَ إلى قَدر يتناهَى أو إلى قَدرٍ يُفتَرَضُ أنه لا يَتَنَاهَى لَلَزِمَ كونُه مؤلفًا أي مركَّبًا والمؤلَّفُ يحتاجُ إلى المؤلّفِ والمحتاجُ إلى غيرِهِ حادِثٌ لا بُدَّ، وهذا قولُ عليّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ الله عنهُ: "مَن زَعَمَ أن إلهنَا محدودٌ فقد جَهِلَ الخالقَ المعبودَ" رواه أبو نُعَيم، وقولُ عليّ بن الحسينِ بنِ عليّ بن أبي طالبٍ رضيَ الله عنهُم زينُ العابدينَ: "إنَّ الله ليسَ بمحدودٍ" رواه بالإسنادِ المتَّصلِ الإمامُ الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزَّبيدِيُّ في إتحافِ السادةِ المتقينَ، وقولُ أحمدَ بن محمدِ بنِ سلامةَ الطحاويّ: "تعالى - أي الله - عن الحدودِ"، ولذلك استحالَ على الله أن يكونَ متَّصلا بالعالمِ أو حالا فيه أو مبايِنًا له بالمَسافةِ، وهذا هو الحقُّ الذي لا يَصِحُّ غيرُهُ، وذلك لأنَّ المخلوقاتِ إما أن تكونَ متَّصِلَةً ببعضِها أو منفصلةً بعضُها عن بعضٍ وكِلا الوجهينِ مستحيلٌ وصفُ الله بهِ، وذلك لأنه يَلزمُ منه إثباتُ المِثلِ لله، والله تبارك وتعالى نفَى عن نفسِهِ المثلَ على الإطلاقِ.

فإن قالَ الحَشَوِيّةُ المجسّمةُ المثبتونَ لله الحدَّ: هذا نَفيٌ لوجودِ الله، يقالُ لهم أنتم بنيتُم اعتقادَكُم على ما يَصِلُ إليه الوهمُ ولا عبرةَ بالوهمِ إنما العبرةُ بالدليلِ الشرعيّ والعقلِ وهذا الذي قرّرناه هو ما يقتضيهِ النقلُ والعقلُ، فإن قلتُم لا نؤمنُ بما لا يَصِلُ إليه وهمُنا فقد أنكرتُم مخلوقًا لا يَصِلُ إليه وهمُكم مما أثبته القرءانُ كقولِهِ تعالى: }وجعل الظلمات والنور{، فالنورُ والظلامُ مخلوقانِ حادِثان بشهادةِ القرءانِ، فهل يَفهَمُ تصوُّركم وقتًا لم يكن فيه نورٌ ولا ظلامٌ وقد ثَبَتَ ذلكَ بهذِهِ الآيةِ }وجعل الظلمات والنور{ أي أنَّ الله خلقَ الظلماتِ والنورَ بعد أن لم يكونا، أوجَدَهُما بعدَ أن كانا معدومَينِ وهذا لا تَصِلُ إليه أوهامُنا ولا أوهامُكم ولا يتطَرَّقُ إليه تصوُّرُنا ولا تصوُّرُكم، من يستطيعُ أن يَتصوَّرَ وقتًا لم يَكُن فيه نورٌ ولا ظلامٌ ومع ذلك يجبُ أن نؤمِنَ أنه كانَ وقتٌ - أي مخلوقٌ - لم يكن فيه نورٌ ولا ظلامٌ، لأنه بعدَ خلقِ الماءِ والعرشِ خَلَقَ الله النورَ والظلامَ، فأولُ ما خَلَقَ الله الماءَ ثم العرشَ فإذًا النورُ والظلامُ ما كانا إلا بعدَ وجودِ الماءِ والعرشِ، وليُعلم أنَّ ما جازَ عليه الدخولُ والخروجُ فهو مخلوقٌ لله الواحدِ الذي ليسَ كمثلِهِ شَىءٌ.

ملخص لهذا المقال:

*

عقيدة أهل السنة أن الله لا يشبه شيئا بوجه من الوجوه
*

المعتقد السليم هو اعتقاد أن الله موجود بلا مكان
*

الله ليس جسماً كبيراً ولا صغيراً
*

الله لا يسكن في السماء أو على العرش
*

كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان



والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على سيدِنا محمّدٍ وعلى ءالهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ.

_________________
"إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقه، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية"ا.هـ

www.alsunna.org


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط