موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: عقيدة السادة الصوفية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 15, 2007 5:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ورضي الله تبارك وتعالى عن ساداتنا صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وعن تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .

وبعد ...

لأن أهل الباطل والضلال في أيامنا هذه من فرقة الوهابية يعتقدون بأن بقية الناس مثلهم يبنون عقائدهم على أصول باطلة , وهروبا من أن يسألهم أحد عن عقائد ركوب الحوت والاستقرار على ظهر بعوضة والأضراس واللهوات .... الخ ما يعتقدونه من أباطيل .

تراهم يلجأون هربا من السؤال عن هذا إلى رمي الناس بالباطل .

فيتلقفون ما دسه نظرائهم من أهل الكذب والبهتان على بعض أئمة السادة الصوفية , ويتصايحون به أن هذه هي عقيدة الصوفية .

غاضين الطرف عن تنبيهات السادة العلماء بأن هذا مما دس على السادة الصوفية .

وإمعانا في الكذب والتدليس والاستغفال للغير المتأصل في أخلاق الوهابية كابرا عن كابر , تراهم يتجاهلون ما ذكره أئمة الصوفية في كتبهم المعتمدة عن عقيدة السادة الصوفية .

وتوضيحا لمنهج السادة الصوفية في العقيدة إليكم إخوتي في الله أنقل هذه الصفحات من أمهات كتب السادة الصوفية , والتي توضح بجلاء العقيدة الحقة للسادة الصوفية - التي هي في الأساس عقيدة أهل السنة والجماعة - بعيدا عن أكاذيب الوهابية .

يقول الإمام أبي القاسم القشيري في : " الرسالة القشيرية في علم التصوف " ( 15 / 29 ) :

[ فصل ]

في بيان اعتقاد هذه الطائفة في مسائل الأصول .

اعلموا، رحمكم الله، أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل، وعرفوا ما هو حق القدم. وتحققوا بما هو نعت الموجود عن العدم.

ولذلك قال سيد هذه الطريقة الجنيد، رحمه الله: " التوحيد إفراد للقدم من الحدث . "

وأحكموا أصول العقائد بواضح الدلائل، ولائح الشواهد.

كما قال أبو محمد الجريري، رحمه الله: " أن لم يقف على علم التوحيد بشاهد من شواهده زلت به قدم الغرور في مهواة من التلف " يريد بذلك: أن من ركن إلى التقليد، ولم يتأمل دلائل الوحيد؛ سقط عن سنن النجاة؛ ووقع في أسر الهلاك .

ومن تأمل ألفاظهم، وتصفح كلامهم، وجد في مجموع أقاويلهم ومتفرقاتها ما يثق - بتأمله - بأن القوم لم يقصروا في التحقيق عن شأو، ولم يعرجوا في الطلب على تقصير.

ونحن نذكر في هذا الفصل جملا من متفرقات كلامهم فيما يتعلق بمسائل الأصول.

ثم نحرر على الترتيب بعدها ما يشتمل على ما يحتاج إليه في الاعتقاد، على وجه الإيجاز والاختصار، إن شاء الله تعالى.

سمعت: الشيخ أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السمي، رحمه الله، يقول: سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: " الواحد: المعروف قبل الحدود وقبل الحروف " وهذا صريح من الشبلي أن القديم - سبحانه - لا حدَّ لذاته، ولا حروف لكلامه .

سمعت أبا حاتم الصوفي، يقول: سمعت أبا نصر الطوسي يقول: سئل رُويم عن أول فرض افترضه الله عزَّ وجلَّ على خلقه ما هو؟ فقال: المعرفة؛ لقوله جلَّ ذكره :

" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .

قال ابن عباس: إلا ليعرفون.

وقال الجنيد: إن أول ما يحتاج إليه العبد من الحكمة: معرفة المصنوع صانعه، و المحدث كيف كان إحداثه، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، و صفة القديم من المحدث، ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته؛ فإن من لم يعرف مالكه لم يعترف بالملك لمن استوجبه.

أخبرنى محمد بن الحسين، قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا الطيب المراغى يقول: للعقل دلالة، و للحكمة إشارة، وللمعرفة شهادة؛ فالعقل يدل. والحكمة تشير. والمعرفة تشهد: أن صفاء العبادات لاينال بصفاء التوحيد.

وسئل الجنيد عن التوحيد، فقال: إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته: أنه الواحد، الذي لم يلد، ولم يولد. بنفي الأضداد، والأنداد، والأشباه، بلا تشبيه. ولا تكييف، ولا تصوير ولا تمثيل " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . "

أخبرنا محمد بن يحيى الصوفي، قال: أخبرنا عبد الله بن علي التميمي الوصفي، يحكى عن الحسين بن علي الدامغاني، قال: سئل أبو بكر الزاهر أباذي عن المعرفة، فقال: المعرفة: اسم، ومعناه وجود تعظيم في القلب يمنعك عن التعطيل والتشبيه.

وقال أبو الحسن البوشنجي، رحمه الله، التوحيد: أن تعلم أنه غير مشبه للذوات، ولا منفيٍّ الصفات.

أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله تعالى، قال: سمعت محمد بن محمد بن غالب. قال: سمعت أبا نصر أحمد بن سعيد الأسفنجاني يقول، قال: الحسين بن منصور:

ألزِم الكلَّ الحدث، لأنَّ القدم له. فالذي بالجسم ظهوره فالعرَض يلزمه، والذي بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه والذي يؤلِّفه وقت يفرقه وقت، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه. والذي الوهم يظفر به فالتصوير يرتقي إليه؛ ومن آواه محل أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه مكيِّف.

إنه سبحانه لا يظله فوق، ولا يقله تحت، ولا يقابله حد ولا يزاحمه عند، ولا يأخذه خلْف، ولا يحدُّه أمام، ولم يظهره قبل ولم يفنه بعد. ولم يجمعه كلُّ ولم يوجده كان، ولم يفقده ليس.

وصفه: لا صفة له. وفعله: لا علة له؛ وكونه: لا أمد له تنزَّه عن أ؛وال خلقه. ليس له من خلقه مزاج، ولا في فعله علاج بانيهم بقدمه، كما باينوه بحدوثهم.

ن قلت: متى، فقد سبق الوقتّ كونه. وإن قلت: هو، فالهاء والواو خلْقه. وإن قلت: أي، فقد تقدَّم المكانّ وجوده.

فالحروف آياته. ووجوده إثباته ومعرفته توحيده. وتوحيده تمييزه من خلقه. ما تُصوِّر في الأوهام فهو بخلافه، كيف يحلُّ به ما منه بدأه؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه؟ لا تماقله العيون، ولا تقابله الظنون. قربه كرامته، وبُعده إهانته، علوُّه من غير توقُّل ومجيئه من غير تنقُّل.

هو: الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، القريب البعيد، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

سمعت أبا حاتم السجستاني يقول:

سمعت أبا نصر الطوسيِّ السرَّاجي يحكى عن يوسف بن الحسين، قال: قام رجل بين يدي ذي النون المصري، فقال: أخبرني عن التوحيد: ما هو؟ فقال هو: أن تعلم قدرة الله تعالى في الأشياء بلا مزاج، وصنعه للأشياء بلا علاج، وعلَّة كل شيء صنعه، ولا علَّة لصنعه. وليس في السموات العلا، ولا في الأرضين السفلى مدبِّر غير الله، وكل ما تصوّر في وهمك فالله بخلاف ذلك.

وقال الجنيد: التوحيد: علمك وإقرارك بأن الله فرد في أزليته الثاني معه ولا شيء يفعل فعله.

وقال أبو عبد الله بن خفيف: الإيمان: تصديق القلوب بما أعلمه الحق من الغيوب.

وقال أبو العباس السياري: عطاؤه على نوعين: كرامة، واستدراج من الغيوب.

وقال أبو العباس السياري: عطاؤه على نوعين: كرامة، واستدراج. فما أبقاه عليه فهو كرامة، وما أزاله عنك فهو استدراج، فقل: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى. وأبو العباس السياري كان شيخ وقته .

سمعت الأستاذ أبا علي الدَّقاق، رحمه الله، يقول: غمزّ رَجلٌ رِجل أبي العباس السياري: فقال: تغمز رِجلا ما نَقلتها قط في معصية الله عزَّ وجلَّ!! وقال أبو بكر الواسطي: من قال " أنا مؤمن بالله حقاً " قيل له: الحقيقة تشير إلى إشراف، وإطلاع، وإحاطة، فمن فقده بطل دعواه فيها .

يريد بذلك ما قاله أهل السنَّة: إن المؤمن الحقيقي: من كان محكوما له بالجنة فمن لم يعلم ذلك من سرِّ حكمة الله تعالى، فدعواه: بأنه مؤمن حقاً غير صحيحة.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا الحسن العنبري يقول: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول: ينظر إليه، تعالى، المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية.

وقال أبو الحسين النوري: شاهد الحقُّ القلوبَ، فلم ير قلباً أشوق إليه من قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فأكرمه بالمعراج، تعجيلاً للرؤية والمكالمة.

سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك، رحمه الله تعالى، يقول: سمعت محمد بن المحبوب - خادم أبي عثمان المغربي - قول: قال لي أبو عثمان المغربي يوماً: يا محمد، لو قال لك أحد: أين معبودك؟ إيش تقول؟

قال: قلت: أقول حيث لم يزل.

قال: فإن قال: أين كان في الأزل؟ إبش تقول؟

قال: قلت: أقول حيث هو الآن، يعني: أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان.قال: فارتضى مني ذلك، ونزع قميصه وأعطانيه.

سمعت الإمام أبا بكر بن فورك، رحمه الله تعالى، يقول: سمعت أبا عثمان المغربي، يقول: كنت أعتقد شيئاً من حديث الجهة، فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي، فكتبت إلي أصحابنا بمكة: أنى أسلمت الآن إسلاماً جديداً.

سمعت محمد بن الحسين السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت أبا عثمان المغربي يقول، وقد سئل عن الخلق، فقال: قوالب وأشباح تجري عليهم أحكام القدرة.

وقال الواسطي: لما كان الأرواح والأجساد قامتا بالله، وظهرتا به لا بذواتها، كذلك قامت الخطرات والحركات بالله لابذواتها، إذ الحركات والخطرات فروع الأجساد والأرواح. صرَّح بهذا الكلام أن أكساب العباد مخالوقة لله تعالى، وكما أنه لا خالف للجواهر إلا الله تعالى، فكذلك لا خالق للأَعراض إلا الله تعالى.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت محمد ابن عبد الله يقول: سمعت أبا جعفر الصيدلاني يقول: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: من ظنَّ أنه ببذل الجهد يصل إلى مطلوبه فمتَنٍ، ومن ظن أنه بغير الجهد يصل فمتمنٍ.

وقال الواسطني: المقامات أقسام قُسِّمت، ونعوت أجريت، كيف تُستجلب بحركات، أو تنال بسعايات؟ .

وسئل الواسطي عن الكفر بالله أو الله، فقال: الكفر والإيمان، والدنيا الآخرة: من الله، وإلى الله، وبالله، ولله: من الله إبتداء وإنشاء، وإلى الله مرجعاً وانتهاء، وبالله بقاء وفناء، ولله ملكا وخلقاً.

وقال الجنيد: سئل بعض العلماء عن التوحيد، فقال: هو اليقين.

فقال السائل: بّين لي ما هو؟ فقال: هو: معرفتك،أن حركات الخلق وسكونهم، فعل الله عزَّ وجلَّ، وحده، لا شريك له فإذا فعلت ذلك فقد وحَّدته.

سمعت محمد بن الحسين رحمه الله، يقول: سمعت عبد الواحد بن علي، يقول: سمعت القاسم بن القاسم يقول: سمعت محمد بن موسى الواسطي يقول: سمعت محمد بن الحسين الجوهري يقول: سمعت ذا النون المصري يقول، وقد جاءه رجل فقال: ادع الله لي فقال : إن كنت قد أُيدت في علم الغيب بصدق التوحيد، فكم من دعوة مجابة قد سبقت لك، وإلا فإن النداء لا يُنقذ الغرقي.

وقال الواسطي: ادَّعى فرعون الربوبية على الكشف، وادَّعت المعتزلة على الستر، نقول: ماشئت فعلت .

وقال أبو الحسين النوري: التوحيد : كلُّ خاطر يشير إلى الله تعالى، بعد أن لا نزاحمه خواطر التشبيه.

وأخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله تعالى، قال: سمعت عبد الواحد بن بكر، يقول: سمعت هلال بن أحمد يقول: سئل أبو علي الروذباري عن التوحيد، فقال:

التوحيد: إستقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل، وإنكار التشبيه، والتوحيد في كلمة واحدة: كل ما صوَّره الأوهام والأفكار فالله سبحانه بخلافه، لقوله تعالى: " ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير . "

وقال أبو القاسم النصراباذي: الجنة باقية بإبقائه. وذكرُه لك، ورحمته، ومحبته لك باق ببقائه. فشتان بين ما هو باق ببقائه، وبين ما هو باقٍ بإبقائه.

رحم الذي قاله الشيخ أبو القاسم النصراباذي، هو غاية في التحقيق؛ فإن أهل الحق قالوا صفات ذات القديم سبحانه: باقيات ببقائه تعالى. فنبه على هذه المسألة وبين أن الباقي باقٍ ببقائه. بخلاف ما قاله مخالفو أهل الحق فخالفوا الحق.

أخبرنا محمد بن الحسين؛ قال: سمعت النصراباذي يقول: أنت متردد بين صفات الفعل وصفات الذات، وكلاهما صفته تعالى،على الحقيقة، فإذا هيمَّك في مقام التفرقة قرّنك بصفات فعله، وإذا بلَّغك إلى مقام الجمع قرنك بصفات ذاته. وأبو القاسم النصراباذي كان شيخ وقته .

سمعت الإمام أبا اسحق الاسفرايني، رحمه الله، يقول: لما قدمت من بغداد كنت أدرس في جامع نيسابور مسألة الروح، وأشرح القول في أنها مخلوقة، وكان أبو القاسم النصراباذي قاعداً متباعداً عنا؛ يصغي إلى كلامي، فاجتاز بنا بعد ذلك يوماً - بأيام قلائل، فقال لمحمد الفراء: أشهد أني أسلمت جديداً على يد هذا الرجل، وأشار إليَّ

سمعت محمد بن الحسين السلمي، يقول: سمعت أبا حسين الفارسي يقول: سمعت إبراهيم بن فاتك يقول: سمعت الجنيد يقول: متى يتصل من لا شبيه له ولا نظير له بمن له شبيه ونظير؟! هيهات، هذا ظن عجيب إلا بما لطف اللطيف من حيث لا درك، ولا وهّم، ولا إحاطة إلا إشارة اليقين وتحقيق الإيمان.

أخبرنا محمد بن الحسين، رحمه الله تعالى، قال: سمعت عبد الواحد ابن بكر يقول: حدثني أحمد بن محمد بن علي البرعي، قال: حدثنا طاهر بن إسماعيل الرازي، قال: قيل ليحيى بن معاذ:

أخبرني عن الله عزَّ وجلَّ.

فقال: اله واحد .

فقيل له : كيف هو؟

فقال: ملك قادر

فقيل: أين هو؟ فقال: هو بالمرصاد .

فقال السائل: لم أسألك عن هذا!!

فقال: ما كان غير هذا كان صفةَ المخلوق. فأما صفته فما أخبرتك عنه .

وأخبرنا محمد بن الحسين، قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: كل ما توهمه متوهم بالجهل أنه كذلك، فالعقل يدل على أنه بخلافه.

وسأل ابن شاهين الجنيدَ عن معنى: مع.

فقال مع، على معنيين: مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة، قال الله تعالى: " إنني معكما أسمع وأرى . "

ومع العامة بالعلم والإحاطة، قال تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم . "

فقال ابن شاهين: مثلك يصلح أن يكون دالاَّ للأمة على الله.

وسئل ذو النون المصري عن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى . "

فقال: أثبتّ ذاته ونفى مكانه، فهو موجود بذاته، والأشياء موجودة بحكمه، كما شاء سبحانه.

وسئل الشبلي عن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " . فقال: الرحمن لم يزل، والعرش محدث والعرش بالرحمن استوي.
وسئل جعفر بن نصير عن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوي " فقال: استوى علمه بكل شيء فليس شيء اقرب إليه من شيء .

وقال جعفر الصادق: من زعم أن الله في شيء، أو من شيء، أو على شيء، فقد أشرك؛ إذ لو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان في شيء لكان محصوراً، ولو كان من شيء لكان محدثاً.

وقال جعفر الصادق أيضاً في قوله:ثم دنا فتدلّى: من توهم أنه بنفسه دنا جعل ثّمَّ مسافة، إنما التدني أنه كلما قرب منه بَعَّده عن أنواع المعارف إذ لا دنوَّ ولا بُعد.

ورأيت بخط الأستاذ أبي عليٍّ أنه قيل لصوفيِّ: أين الله ؟ فقال: أسحقك الله!! تطلب مع العين أين؟!

أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا العباس ابن الخشاب البغداي يقول: سمعت أبا القاسم بن موسى يقول: سمعت محمد بن أحمد يقول: سمعت الأنصاري يقول: سمعت الخراز يقول: حقيقة القرب: فقد حِسِّ الأشياء من القلب وهدوء الضمير إلى الله تعالى.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا معاذ القزويني يقول: سمعت أبا عليٍّ الدلال يقول: سمعت أبا عبد الله بن قهرمان يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: إنتهيت إلى رجل، وقد صرعه الشيطان، فجعلت أؤذن في أذنه، فناداني الشيطان من جوفه: دعني أقتله؛ فإنه يقول القرآن مخلوق

وقال ابن عطاء: إن الله تعالى لما خلق الأحرف جعلها سراً له، فلما خلق آدم عليه السلام بث فيه ذلك السر، ولم يبث ذلك السر في أحد من ملائكته، فجرت الأحرف على لسان آدم عليه السلام بفنون الجريان وفنون اللغات، فجعلها الله صوراً لها صرح ابن عطاء القول بأن الحروف مخلوقة.

وقال سهل بن عبد الله: إن الحروف لسان فعل، لا لسان ذاته؛ لأنها فعل في مفعول .

قال: وهذا أيضاً تصريح بأن الحروف مخلوقة.

وقال الجنيد في جوابات مسائل الشاميين

: التوكل عمل القلب، والوحيد قول القلب، قال: هذا قول أهل الأصول، إن الكلام: هو المعنى الذي قام بالقلب من معنى الأمر والنهي، والخبر، والاستخبار.

وقال الجنيد في جوابات مسائل الشاميين أيضاً: تفرد الحق بعلم الغيوب، فعلم ما كان، وما يكون، ومالا يكون: أن لو كان كيف كان يكون.

وقال الحسين بن منصور :

من عرف الحقيقة في التوحيد سقط عنه : لِمَ وكيف .

أخبرنا محمد بن الحسين، قال: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: قال الجنيد: أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الفكرة في ميدان الوحيد.

وقال الواسطي: ما احدث الله شيئاً أكرم من الروح. صرَّح بأن الروح مخلوقة.

قال الأستاذ الإمام زين الإسلام أبو القاسم، رحمه الله :

دلَّت هذه الحكايات على أن عقائد مشايخ الصوفية توافق أقاويل أهل الحق في مسائل الأصول.

وقد اقتصرنا على هذا المقدار خشية خروجنا عما أثرناه من الإيجاز والاختصار.

[ فصل ] : قال الأستاذ زين الإسلام أبو القاسم، أدام الله عزَّه :

وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب.

قال شيوخ هذه الطريقة، على ما يدلُ عليه متفرقات كلامهم، ومجموعاتهم، ومصنفاتهم في التوحيد:

إن الحق، سبحانه وتعالى: موجود، قديم، واحد، حكيم، قادر، عليم، قاهر، رحيم، مريد، سميع، مجيد، رفيع، متكلم، بصير متكبر، قدير، حيُّ أحد، باق، صمد.

وأنه عالم بِعِلم، قادر بقدرة؛ مريد بإرادة؛ سميع بسمع؛ بصير ببصر؛ متكلم بكلام؛ حيُّ بحياة؛ باقٍ ببقاء .

وله يدان هما صفتان؛ يخلق بهما ما يشاء، سبحانه، على التخصيص.

وله الوجه. وصفات ذاته مختصة بذاته، لا يقال هي هو، ولا هي غيار له، بل هي صفات أزلية، ونعوت سرمدية، وأنه إحدىُّ الذات، ليس يشبه شيئاً من المصنوعات، ولا يشبهه شيء من المخلوفات، ليس بجسم، ولا جوهر ولا عرّض، ولا صفاته أعراض، ولا يتصوَّر في الأوهام، ولا يتقدَّر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت وزمان، ولا يجوز في وصفه زيادة ولا نقصان، ولا يخصُّه هيئة وقدُّ، ولا يقطعه نهاية وحدُّ، ولا يحله حادث، ولا يحمله على الفعل باعث، ولا يجوز عليه لون ولا كوْن، ولا ينصره مدد ولا عون؛ ولا يخرج عن قدرته مقدور؛ ولا ينفك عن حكمه مفطور؛ ولا يعزب عن علمه معلوم؛ ولا هو على فعله كيف يصنع وما يصنع ملوم؛ لايقال له: أي؛ ولا حيث؛ ولا كيف؛ ولايُستفتح له وجود: فيقال: متى كان: ولا ينتهي له بقاء: فيقال إستوفى الأجل والزمان، ولا يقال: لِمَ فعل ما فعل؛ إذ لا علَّة لأفعاله؛ ولا يقال ما هو؛ إذ لا جنس له فيتميز بأمارة عن أشكاله. يُرى لا عن مماقلة، ويصنع لا عن مباشرة ومزاولة. له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، يَفعل ما يريد، ويذل لحكمه العبيد، لايجري في سلطانه إلا ما يشاء، ولا يحصل في ملكه غير ما سبق به القضاء، ما علم أنه يكون من الحادثات أراد أن يكون. وما علم أنه لا يكون. مما جاز أن يكون: أراد أن لا يكون. خالق إكساب العباد: خيرها وشرِّها. ومبدع ما في العالم من الأعيان والآثار: قُلُّها وكُثْرها. ومرسل الرسل إلى الأمم من غير وجوب عليه.

ومتعبَّد الأنام على لسان الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام؛ بما لا سبيل لأحد باللوم والاعتراض عليه، ومؤيد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بالمعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، بما أزاح به العذر، وأوضح به اليقين والنكر، وحافظ بيضة الإسلام بعد وفاته،صلى الله عليه وسلم، بخلفائه الراشدين، ثم حارس الحق وناصره بما يوضحه من حجج الدين على ألسنة أوليائه، عصم الأمة الحنفية عن الاجتماع على الضلالة، وحسم مادة الباطل بما نصب من الدلالة، وأنجز ما وعد من نصرة الدين بقوله: " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " .

فهذه: فصول تشير إلى أصول المشايخ على وجه الإيجاز، وباللّه التوفيق. اهـ

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 17, 2007 8:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وقال الإمام الكلاباذي في كتابه : " التعرف لمذهب أهل التصوف ( صـ 34 –

الباب الخامس

شرح قولهم في التوحيد

اجتمعت الصوفية على أن الله واحد أحد فرد صمد قديم عالم قادر حي سميع بصير عزيز عظيم جليل كبير جواد رؤوف متكبر جبار باق أول إله سيد مالك رب رحمن رحيم مريد حكيم متكلم خالق زراق موصوف بكل ما وصف به نفسه من صفاته مسمى بكل ما سمى به نفسه لم يزل قديما بأسمائه وصفاته غير مشبه للخلق بوجه من الوجوه لا تشبه ذاته الذوات ولا صفته الصفات لا يجري عليه شئ من سمات المخلوقين الدالة على حدثهم لم يزل سابقا متقدما للمحدثات موجودا قبل كل شئ لا قديم غيره ولا إله سواه .

ليس بجسم ولا شبح ولا صورة ولا شخص ولا جوهر ولا عرض لا اجتماع له ولا افتراق لا يتحرك ولا يسكن ولا ينقص ولا يزداد ليس بذي أبعاض ولا أجزاء ولا جوارح ولا أعضاء ولا بذي جهات ولا أماكن لا تجري عليه الآفات ولا تاخذه السنات ولا تداوله الأوقات ولا تعينه الإشارات لا يحويه مكان ولا يجري عله زمان لا تجوز عليه المماسة ولا العزلة ولا الحلول في الأماكن لا تحيط به الأفكار ولا تحجبه الأستار ولا تدركه الأبصار

وقال بعض الكبراء في كلام له لم يسبقه قبل ولا يقطعه بعد ولا يصادره من ولا يوافقه عن ولا يلاصقه إلى ولا يحله في ولا يوقفه إذ ولا يؤامره إن ولا يظله فوق ولا يقله تحت ولا يقابله حذاء ولا يزاحمه عند ولا يأخذه خلف ولا يحده أمام ولا يظهره قبل ولا يفنيه بعد ولا يجمعه كل ولا يوجده كان ولا يفقده ليس ولا يستره خفاء تقدم الحدث قدمه والعدم وجوده والغاية أزله

إن قلت متى فقد سبق الوقت كونه
وإن قلت قبل فالقبل بعده
وإن قلت هو فالهاء والواو خلقه
وإن قلت كيف فقد احتجب عن الوصف بالكيفية ذاته
وإن قلت أين فقد تقدم المكان وجوده
وإن قلت ما هو فقد باين الأشياء هويته

لا يجتمع صفتان لغيره في وقت ولا يكون بهما على التضاد فهو باطن في ظهوره ظاهر في استناره فهو الظاهر الباطن القريب البعيد امتناعا بذلك من الخلق أن يشبهوه
فعله من غير مباشرة وتفهيمه من غير ملاقاة وهدايته من غير إيماء لا تنازعه الهمم ولا تخالطه الأفكار , ليس لذاته تكييف ولا لفعله تكليف

وأجمعوا على أنه لا تدركه العيون ولا تهجم عليه الظنون ولا تتغير صفاته ولا تتبدل أسماؤه لم يزل كذلك ولا يزال كذلك هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ليس كمثله شئ وهو السميع البصير

الباب السادس

شرح قولهم في الصفات

أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة هو بها موصوف من العلم والقدرة والقوة والعز

والحلم والحكمة والكبرياء والجبروت والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام

وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر
وأن له سمعا وبصرا ووجها ويدا على الحقيقة ليس كالأسماع والأبصار والأيدي والوجوه

وأجمعوا أنها صفات لله وليس بجوارح ولا أعضاء ولا أجزاء وأجمعوا أنها ليست هي هو ولا غيره وليس معنى إثباتها أنه محتاج إليها وانه يفعل الأشياء بها ولكن معناها نفى أضدادها وإثباتها في أنفسها وأنها قائمات به

ليس معنى العلم نفى الجهل فقط ولا معنى القدرة بنفي العجز ولكن إثبات العلم والقدرة
ولو كان بنفي الجهل عالما وبنفي العجز قادرا لكان المراد نفي الجهل والعجز عنه عالما وقادرا وكذلك جميع الصفات

وليس وصفنا له بهذه الصفات صفة له بل وصفنا صفتنا وحكاية عن صفة قائمة به ومن جعل صفة الله وصفة له من غير ان يثبت لله صفة على الحقيقة فهو كاذب عليه في الحقيقة وذاكر له بغير وصفه وليس هذا كالذكر فيكون مذكورا بذكر في غيره لأن الذكر صفة الذاكر وليس بصفة للمذكور والمذكور مذكور بذكر الذاكر والموصوف ليس بموصوف بوصف الواصف ولو كان وصف الواصف صفة له لكانت أوصاف المشركين والكفر صفات له كنحو الزوجة والولد والأنداد

وقد نزه الله تعالى نفسه عن وصفهم له فقال سبحانه وتعالى عما يصفون فهو جل وعز موصوف بصفة قائمة به ليست ببائنة عنه كما قال تعالى ولا يحيطون بشئ من علمة وقال أنزله بعلمة وقال وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وقال ذو القوة المتين ذو الفضل العظيم فالله العزة جميعا ذي الجلال والإكرام

وأجمعوا أنها لا تتغاير ولا تتماثل وليس علمه قدرته ولا غير قدرته وكذلك جميع صفاته من السمع والبصر والوجه واليد ليس سمعه بصره ولا غير بصره كما أنه ليس هي هو ولا غيره

واختلفوا في الإتيان والمجئ والنزول فقال الجمهور منهم إنها صفات له كما يليق به ولا يعبر عنها بأكثر من التلاوة والرواية ويجب الإيمان بها ولا يجب البحث عنها

وقال محمد بن موسى الواسطي كما أن ذاته غير معلولة كذلك صفاته غير معلولة وإظهار الصمدية إياس عن المطالعة على شئ من حقائق الصفات أو لطائف الذات
وأولها بعضهم فقال معنى الإتيان منه إيصاله ما يريد إليه ونزوله إلى الشئ إقباله عليه وقربه كرامته وبعده إهانته وعلى هذا جميع هذه الصفات المتشابهة

الباب السابع

اختلافهم في أنه لم يزل خالقا

واختلفوا في أنه لم يزل خالقا فقال الجمهور منهم والأكثرون من القدماء منهم والكبار إنه لا يجوز أن يحدث لله تعالى صفة لم يستحقها فيما لم يزل وإنه لم يستحق اسم الخالق لخلقه الخلق ولا لإحداث البرايا استحق اسم البارئ ولا بتصوير الصور استحق اسم المصور ولو كان كذلك لكان ناقصا فيما لم يزل وتم بالخلق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

وقالوا إن لله تعالى لم يزل خالقا بارئا مصورا غفورا رحيما شكورا وكذلك جميع صفاته التي وصف بها نفسه يوصف بها كلها في الأزل كما يوصف بالعلم والقدرة والعز والكبرياء والقوة كذلك يوصف بالتكوين والتصوير والتخليق والإرادة والكرم والغفران والشكر

ولا يفرقون بين صفة هي فعل وبين صفة لا يقال إنها فعل نحو العظمة والجلال والعلم والقدرة
وكذلك إنه لما ثبت أنه سميع بصير قادر خالق بارئ مصور وأنه مدح له فلو استوجب ذلك بالخلق والمصور والمبرئ لكان محتاجا إلى الخلق والحاجة أمارة الحدث

وأخرى أن ذلك يوجب التغير والزوال من حال إلى حال فيكون غير خالق ثم يكون خالقا وغير مريد ثم يكون مريدا وذلك نحو الأفول الذي انتفى منه خليله إبراهيم عليه السلام بقوله لا أحب الآفلين

والخلق والتكوين والفعل صفات لله تعالى وهو بها في الأزل موصوف والفعل غير المفعول وكذلك التخليق والتكوين ولو كانا جميعا واحدا لكان كون المكونات بأنفسها لأنه لم يكن من الله إليها معنى سوى أنها لم تكن فكانت

ومنع بعضهم من أن يكون فيما لم يزل خالقا وقال إنه يوجب كون الخلق معه في القدم
وأجمعوا أنه لم يزل مالكا إلها ربا ولا مربوب ولا مملوك وكذلك يجوز أن يكون خالقا بارئا مصورا ولا مخلوق ولا مبروء ولا مصور

الباب الثامن

اختلافهم في الأسماء

واختلفوا في الأسماء فقال بعضهم أسماء الله ليست هي الله ولا غيره كما قالوا في الصفات وقال بعضهم أسماء الله هي الله

الباب التاسع

قولهم في القرآن

أجمعوا أن القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة وأنه ليس بمخلوق ولا محدث ولا حدث

وأنه متلو بألسنتنا مكتوب في مصاحفنا محفوظ في صدورنا غير حال فيها كما أن الله تعالى معلوم بقلوبنا مذكور بألسنتنا معبود في مساجدنا غير حال فيها

وأجمعوا أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض

الباب العاشر

اختلافهم في الكلام ما هو

واختلفوا في الكلام ما هو

فقال الأكثرون منهم كلام الله صفة الله لذاته لم يزل وإنه لا يشبه كلام المخلوقين بوجه من الوجوه وليست له مائية كما أن ذاته ليست لها مائية إلا من جهة الإثبات

وقال بعضهم كلام الله أمر ونهي وخبر ووعد ووعيد وقصص وأمثال والله تعالى لم يزل آمرا ناهيا مخبرا واعدا موعدا حامدا ذاما إذا خلقتم وبلغت عقولكم فافعلوا كذا وانتم مذمومون على معاصيكم مثابون على طاعتكم إذا خلقتم كما أنا مأمورون مخاطبون بما نزل من القرأن على النبي صلى الله عليه وسلم ولم نخلق بعد ولم نكن موجودين

وأجمع الجمهور منهم على أن كلام الله تعالى ليس بحروف ولا صوت ولا هجاء بل الحروف والصوت والهجاء دلالات على الكلام وأنها لذوي الآلات والجوارح التي هي اللهوات والشفاه والألسنة والله تعالى ليس بذي جارحة ولا محتاج إلى آلة فليس كلامه بحروف ولا صوت

وقال بعض كبرائهم في الكلام له من تكلم بالحروف فهو معلول ومن كان كلامه باعتقاب فهو مضطر

وقالت طائفة منهم كلام الله حروف وصوت وزعموا أنه لا يعرف كلامه إلا كذلك مع إقرارهم أنه صفة الله تعالى في ذاته غير مخلوق وهذا قول حارث المحاسبي ومن المتأخرين ابن سالم

والأصل في هذا أنه لما ثبت أن الله تعالى قديم وأنه غير مشبه للخلق من جميع الوجوه كذلك صفاته لا تشبه صفات المخلوقين فلا يكون كلامه حروفا وصوتا ككلام المخلوقين

ولما أثبت الله لنفسه كلاما بقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون وقال حتى يسمع كلام الله وجب أن يكون موصوفا به لم يزل لأنه لو لم يكن موصوفا به فيما لم يزل لكان كلامه كلام المحدثين ولكان في الأزل موصوفا بضده من سكون أو آفة

ولما ثبت أنه غير متغير وأن ذاته ليست بمحل للحوادث وجب أن لا يكون ساكتا ثم صار متكلما فاذا ثبت كلامه وثبت أنه ليس بمحدث وجب الإقرار به ولما لم يثبت أنه حروف وصوت وجب الامساك عنه

ثم القرآن ينصرف في اللغة على وجوه منها

مصدر القراءة كما قال الله تعالى فإذا قرأناه فاتبع قرآنه أي قراءته

والحروف المعجمة في المصاحف تسمى قرآنا قال النبي صلى الله عليه وسلم
لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو ويسمى كلام الله قرآنا

فكل قرآن سوى كلام الله فمحدث مخلوق والقرآن الذي هو كلام الله فغير محدث ولا مخلوق

والقرآن إذا أرسل وأطلق لم يفهم منه غير كلام الله تعالى فهو إذا غير مخلوق والوقف فيه لأحد أمرين إما أن يقف فيه وهو يصفه بصفة المحدث والمخلوق فهو عنده مخلوق ووقوفه تقية أو يقف وهو منطو على أنه صفة لله في ذاته فلا معنى لوقوفه عن عبارة الخلق والنطق به اللهم إلا أن ينطوي على أنه صفة لله وصفات الله غير مخلوقة ولم يمتحن بناف يجب عليه إثباته فيقول القرآن كلام الله ويسكت إذ لم يأت بغير مخلوق رواية ولا تليت به آية فهو عند ذلك مصيب

الباب الحادي عشر

قولهم في الرؤية

أجمعوا على أن الله تعالى يرى بالأبصار في الآخرة وأنه يراه المؤمنون دون الكافرين لأن ذلك كرامة من الله تعالى لقوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

وجوزوا الرؤية بالعقل وأوحبوها بالسمع وإنما جاز في العقل لأنه موجود وكل موجود فجائز رؤيته إذا وضع الله تعالى فينا الرؤية له ولو لم تكن الرؤية جائزة عله لكان سؤال موسى عليه السلام أرني أنظر إليك جهلا وكفرا ولما علق الله تعالى الرؤية بشريطة استقرار الجبل بقوله فإن استقر مكانه فسوف تراني وكان ممكنا في العقل استقراره لو أقره الله وجب أن تكون الرؤية المعلقة به جائزة في العقل ممكنة فإذا ثبت جوازه في العقل ثم جاء السمع بوجوبه بقوله وجوة يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة وقوله كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وقوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وجاءت الرواية بأنها الرؤية وقال النبي صلى الله عليه وسلم

إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته يوم القيامة والأخبار في هذا مشهورة متواترة وجب القول به والإيمان والتصديق له وما تأولت النافية لها فمستحيل كقولهم في أرني أنظر إليك سؤال آية فإنه قد أراه آياته وقوله لا تدركه الأبصار أنه كما لا تدركه الأبصار في الدنيا كذلك في الآخرة وإنما نفى الله تعالى الإدراك بالأبصار لأن الإدراك يوجب كيفية وإحاطة فنفى ما يوجب الكيفية والإحاطة دون الرؤية التي ليست فيها كيفية وإحاطة

وأجمعوا أنه لا يرى في الدنيا بالأبصار ولا بالقلوب إلا من جهة الإيقان لأنه غاية الكرامة وأفضل النعم ولا يجوز أن يكون ذلك إلا في أفضل المكان ولو أعطوا في الدنيا أفضل النعم لم يكن بين الدنيا الفانية والجنة الباقية فرق ولما منع الله سبحانه كليمه موسى عليه السلام ذلك في الدنيا وكان من هو دونه أحرى

وأخرى أن الدنيا دار فناء ولا يجوز أن يرى الباقي في الدار الفانية ولو رأوه في الدنيا لكان الإيمان به ضرورة

والجملة أن الله تعالى أخبر أنها تكون في الآخرة ولم يخبر أنها تكون في الدنيا فوجب الانتهاء إلى ما أخبر الله تعالى به.

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 18, 2007 2:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وقال سيدي الإمام أحمد الرفاعي في كتابه : [ البرهان المؤيد صـ 14 – 17 ]

المحكم والمتشابه

فعاملوا الله بحسن النيات واتقوه في الحركات والسكنات وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة لأن ذلك من أصول الكفر قال تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله

والواجب عليكم وعلى كل مكلف في المتشابه الإيمان بأنه من عند الله أنزله على عبده سيدنا رسول الله وما كلفنا سبحانه وتعالى تفصيل علم تأويله قال جلت عظمته وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا

فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين

سئل بعض العارفين عن الخالق تقدست أسماؤه فقال للسائل إن سألت عن ذاته فليس كمثله شئ وإن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عن إسمه ف هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم وإن سألت عن فعله ف كل يوم هو في شأن

وقد جمع إمامنا الشافعي رضي الله عنه جميع ما قيل في التوحيد بقوله :

من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد

الله تعالى لا تحده حدود

أي سادة نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك وأياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود فما بقي إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه الباري تعالى عن الكيف وسمات الحدوث وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم

أقوال الأئمة

سأل رجل الإمام مالكا بن أنس رضي الله عنه عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فقال :

الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا وأمر به أن يخرج .

وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن ذلك آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك

وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه

وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر

وقال الإمام ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك إذ لو كان على شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا

فوائد النصيحة

أي سادة أطلبوا الله بقلوبكم هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل شيء علما الدين النصيحة إذا قلتم لا إله إلا الله فقولوها بالإخلاص الخالص من الغيرية ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية وخذوا نتائج الأعمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه

يتبع إن شاء الله[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 19, 2007 1:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- وقال الإمام العلامة عبد الوهاب الشعراني في كتابه " الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية " من صـ20 إلى صـ 26

مقدمة : تشتمل على جملة من عقائد القوم وبيان موافقتها لعقائد أهل السنة والجماعة :

" اعلم يا أخي أن القوم أجمعوا على أن الله تعالى إله واحد لاثاني له , منزه عن الصاحبة والولد , مالك لا شريك له , صانع لا مدبر معه , موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده , فالعلم كله موجود به وهو تعالى موجود بذاته لا افتتاح لوجوده , ولا نهاية لبقائه بل وجوده مطلق مستمر قائم بنفسه ليس بجوهر فيقدر له المكان , ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء , ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء.

مقدس عن الجهة والأقطار , مرئي بالقلوب والأبصار .... تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم ولا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه وإرادته وقدرته , كلم به موسى عليه الصلاة والسلام سماه التنزيل والزبور والتوراة والإنجيل والفرقان , من غير تشبيه ولا تكييف , إذ كلامه تعالى من غير لهاة ولا لسان , كما أن سمعه من غير أصمخة ولا أجفان , كما أن إرادته من غير من غير قلب ولا جنان , كما أن علمه من غير اضطرار ولا نظر في برهان ..... أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه , لا شريك له في ملكه ولا مدبر معه فيه .....

وكذلك نؤمن بأن إيمان أهل النار كفرعون وغيره غير مقبول ولا نافع , وأن جماعة من أهل الكبائر من الموحدين يدخلون جهنم , ثم يخرجون بالشفاعة حق .....

وكذلك نؤمن بأن التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم حق , والتأبيد للكافرين والمنافقين والمشركين والمجرمين حق , فهذه عقيدة القوم رضي الله عنهم أجمعين , وعقيدة عليها حيينا وعليها نموت , كما هو رجاؤنا في الله عز وجل . " اهـ مختصرا

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 4:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وقال الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : ( الفتاوى الحديثية صـ 271 ) :

[ مطلب أن ما في " الغنية " للشيخ عبد القادر قدس سره أشياء مدسوسة عليه من بعض الممقوتين ] .

( وإياك أن تغتر أيضا بما وقع في " الغنية " لإمام العارفين وقطب الإسلام والمسلمين الأستاذ عبد القادر الجيلاني .

فإنه دسه عليه فيها من سينتقم الله إلا فهو برئ من ذلك وكيف تروج عليه هذه المسألة الواهية مع تضلعه من الكتاب والسنة وفقه الشافعية والحنابلة حتى كان يفتي على المذهبين .

هذا مع ما انضم لذلك من أن الله منّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله , ومنه ما حكاه اليافعي رحمه الله وقال :

مما علمناه بالسند الصحيح المتصل أن الشيخ عبد القادر الجيلاني أكل دجاجة ثم لما لم يبق غير العظم توجه إلى الله في إحيائها فأحياها الله إليه وقامت تجري بين يديه كما كانت قبل ذبحها وطبخها .

فمن امتن الله عليه بمثل هذه الكرامات الباهرة يتصور أو يتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيه الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل : " سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين * ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * " – النور 17 , 18 –

ومما يقطع به كل عاقل أن الشيخ عبد القادر لم يكن غافلا عما في رسالة القشيري التي سارت بها الركبان واشتهرت بين سائر المسلمين سيما أهل التحقيق والعرفان , وإذا لم يجهل ذلك فكيف يتوهم فيه هذه القبيحة الشنيعة , وفيها عن بعض رجالها أئمة القوم السالمين عن كل محذور ولوم أنه قال :

كان في نفسي شيء من حديث الجهة فلما زال ذلك عني كتبت إلى أصحابنا أني قد أسلمت الآن , فتأمل ذلك واعتن به لعلك توفق للحق إن شاء الله تعالى وتجري على سنن الاستقامة .

ولم نعلم أحدا من فقهاء الشافعية ابتلي بهذا الاعتقاد الفاسد القبيح الذي ربما أدى إلى الكفر والعياذ بالله إلا ما نقل على العمراني صاحب " البيان " ولعله كذب عليه , أو أنه تاب منه قبل موته بدليل أن الله تعالى نفع بكتبه شرقا وغربا , ومن على ذلك الاعتقاد لا ينفع الله بشيء من آثاره غالبا . ) اهـ

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 21, 2007 10:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وقفة مع موضوع الحلول والاتحاد وافتراءات الوهابية

وبعد عرض ما تيسر من تقريرات أئمة ومحققي السادة الصوفية في مجال العقيدة .

بقي أن نوضح مسألة يتصايح بها المبتدعة من الوهابية وأذنابهم الجهلاء , وهي أن الصوفية يقولون – وحاشاهم من ذلك – باتحاد ذواتهم مع ذات الباري جل وعلا , أو حلول الذات المقدسة بذواتهم .

ويعرضون هذا القول وكأنه من المسلمات عند السادة الصوفية , ومن أساسيات العقيدة لديهم .

والمطالع للمشاركات السالفة في هذا الموضوع , يعلم علم اليقين كذب الوهابية – كعادتهم – في هذا الموضوع , لتضاف كذبة جديدة لسجلهم العامر و القذر في هذا المجال .

ويعلم علم اليقين أن عقيدة السادة الصوفية هي عقيدة أهل الحق , أهل السنة والجماعة .

وتوضيحا لموضوع الاتحاد والحلول الذي ينعق به بني وهبان , إليكم أخوتي الأعزاء أقدم بعضا من أقوال أهل العلم في هذه القضية .

أبدؤها بما قرره الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه : [ الحاوي للفتاوي ( 2 / 122 ) في فتوى : تنزيه الاعتقاد عن الحلول والاتحاد , حيث يقول رحمه الله :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.

القول بالحلول والاتحاد الذي هو أخو الحلول أول من قال به النصارى إلا أنهم خصوه بعيسى عليه السلام أو به وبمريم أمه ولم يعدوه إلى أحد وخصوه باتحاد الكلمة دون الذات بحيث أن علماء المسلمين سلكوا في الرد عليهم طريق إلزامهم بأن يقولوا بمثل ذلك في موسى عليه السلام وفي الذات أيضا وهم لا يقولون بالأمرين.

وإذا سلموا بطلان ذلك لزم إبطال ما قالوه. أما المتوسمون بسمة الإسلام فلم يبتدع أحد منهم هذه البدعة وحاشاهم من ذلك لأنهم أذكى فطرة وأصح لبا من أن يمشي عليهم هذا المحال وإنما مشى ذلك على النصارى لأنهم أبلد الخلق أذهانا وأعماهم قلوبا غير أن طائفة من غلاة المتصوفة نقل عنهم أنهم قالوا بمثل هذه المقالة وزادوا على النصارى في تعدية ذلك والنصارى قصروه على واحد. فإن صح ذلك عنهم فقد زادوا في الكفر على النصارى .

وأحسن ما اعتذر عمن صدرت منه هذه الكلمة الدالة على ذلك وهي قوله أنا الحق بأنه قال ذلك في حال سكر واستغراق غيبوبة عقل وقد رفع الله التكليف عمن غاب عقله وألغى أقواله فلا تعد مقالته هذه شيئا ولا يلتفت إليها فضلا عن أن تعد مذهبا ينقل.

وما زالت العلماء ومحققو الصوفية يبينون بطلان القول بالحلول والاتحاد وينبهون على فساده ويحذرون من ضلاله وهذه نبذة من كلام الأئمة في ذلك :

قال حجة الإسلام الغزالي في الإحياء في باب السماع

الحالة الرابعة سماع من جاوز الأحوال والمقامات فعزب عن فهمه ما سوى الله تعالى حتى عزب عن نفسه وأحوالها ومعاملاتها وكان كالمدهوش الغائص في عين الشهود الذي يضاهى حاله حال النسوة اللاتي قطعن أيديهن في مشاهدة جمال يوسف حتى بهتن وسقط إحساسهن وعن مثل هذه الحالة يعبر الصوفية بأنه فنى عن نفسه ومهما فنى عن نفسه فهو عن غيره أفنى فكأنه فنى عن كل شيء إلا عن الواحد المشهود.

وفنى أيضا عن الشهود فإن القلب إن التفت إلى الشهود والى نفسه بأنه مشاهد فقد غفل عن المشهود فالمستهتر بالمرئي لا التفات له في حال استغراقه إلى رؤيته والى عينه التي بها رؤيته ولا إلى قلبه الذي لذته فالسكران لا خيرة له من سكره والملتذ لا خيرة له من التذاذه إنما خبرته من الملتذ به فقط ومثاله العلم بالشيء فإنه مغاير للعلم بالعلم بذلك الشيء فالعالم بالشيء مهما ورد عليه العلم بالعلم بالشيء كان معرضا عن الشيء.

ومثل هذه الحال قد نظر إلى حق المخلوقين فنظر أيضا في حق الخالقية الخالق ولكنها في الغالب تكون كالبرق الخاطف الذي لا يثبت ولا يدوم فإن دام لم تطقه القوى البشرية فربما يضطرب تحت أعبائه اضطرابا تهلك فيه نفسه فهذه درجة الصديقين في الفهم والوجد وهي أعلى الدرجات لأن السماع على الأحوال وهي ممتزجة بصفات البشرية نوع قصور وإنما الكمال أن يفنى بالكلية عن نفسه وأحواله أعنى أنه ينساها فلا يبقى له التفات إليها كما لم يكن للنسوة إلى السيد والسكين فيسمع بالله ولله وفي الله ومن الله.

وهذه رتبة من خاض لجة الحقائق وعبر ساحل الأحوال والأعمال واتحد لصفاء التوحيد وتحقق بمحض الإخلاص فلم يبق فيه منه شيء أصلا بل خمدت بالكلية بشريته وأفنى التفاته إلى صفات البشرية رأسا إلى أن قال :

ومن هنا نشأ خيال من ادعى الحلول والاتحاد وقال أنا الحق وحوله يدندن كلام النصارى في دعوى اتحاد اللاهوت بالناسوت أو تدرعها بها و حلولها فيها على ما اختلفت فيه عباراتهم وهو غلط محض هذا كله لفظ الغزالي.

وقال أيضا في باب المحبة :

من قويت بصيرته ولم تضعف منته فإنه في حال اعتدال أمره لا يرى إلا الله ولا يعرف غيره ويعلم أنه ليس في الوجود إلا الله وأفعاله أثر من آثار قدرته فهي تابعة له فلا وجود لها بالحقيقة دونه وإنما الوجود للواحد الحق الذي به وجود الأفعال كلها ومن هذا حاله فلا ينظر في شيء من الأفعال إلا ويرى فيه الفاعل ويذهل عن الفعل من حيث أنه سماء وأرض وحيوان وشجر بل ينظر فيه من حيث أنه أثره لا من حيث أنه صنع فلا يكون نظره مجاوزا له إلى غيره كمن نظر في شعر إنسان أو خطه أو تصنيفه ورأى فيه الشاعر والمصنف ورأى آثاره من حيث أنه أثره لا من حيث أنه حبر وعفص وزاج مرقوم على بياض فلا يكون قد نظر إلى غير المصنف .

وكذا العالم صنع الله تعالى فمن نظر إليه من حيث أنه فعل الله وعرفه من حيث أنه فعل الله وأحبه من حيث أنه فعل الله لم يكن ناظرا إلا في الله ولا عارفا إلا بالله ولا محبا إلا لله وكان هو الموحد الحق الذي لا يرى إلا الله بل لا ينظر إلى نفسه من حيث نفسه بل من حيث أنه عبد الله فهذا هو الذي يقال فيه أنه فنى في التوحيد وأنه فنى عن نفسه وإليه الإشارة بقول من قال كنا بنا ففنينا بلا نحن فهذه أمور معلومة عند ذوي الأبصار أشكلت لضعف الإفهام عن دركها وقصور قدرة العلماء بها عن إيضاحا وبيانها بعبارة مفهمة موصلة للغرض إلى الإفهام أو لاشتغالهم بأنفسهم واعتقادهم أن بيان ذلك لغيرهم مما لا يعنيهم .

ثم قال :

وقد تحزب الناس إلى قاصرين مالوا إلى التشبيه الظاهر والى غالين مسرفين تجاوزا إلى الاتحاد وقالوا بالحلول حتى قال بعضهم أنا الحق وضل النصارى في عيسى عليه السلام فقالوا هو الإله وقال آخرون تدرع الناسوت باللاهوت وقال آخرون اتحد به.

وأما الذين انكشف لهم استحالة التشبيه والتمثيل واستحالة الاتحاد والحلول واتضح لهم وجه الصواب فهم الأقلون انتهى. كلام الغزالي وبدأنا بالنقل عنه لأنه فقيه أصولي متكلم صوفي وهو أجل من اعتمد عليه في هذا المقام لاجتماع هذه الفنون فيه.

.... وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في قواعده الكبرى :

ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر لأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسيم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولا يخطر على قلب عاقل فلا يعفى عنه انتهى. قلت مقصود الشيخ أنه لا يجري في تكفيرهم الخلاف الذي جرى في المجسمة بل يقطع بتكفير القائلين بالحلول إجماعا وإن جرى في المجسمة خلاف

وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في أول الحلية :

أما بعد : فقد استعنت بالله وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة من أعلام المحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق وتبرأ من المتنطعين والمتعمقين ومن أهل الدعاوى من المتسوفين ومن الكسالى والمتثبطين المشبهين بهم في اللباس والمقال والمخالفين لهم في العقيدة والفعال وذلك لما بلغك من بسط لساننا وألسنة أهل الفقه والآثار في كل القطر والأمصار في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار والمباحية والحلولية الكفار وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والإنكار بقادح في منقبة البررة الأخيار وواضع من درجة الصفوة الأبرار.

وقال صاحب [كتاب] معيار المريدين :

اعلم أن منشأ أغلاط الفرق التي غلطت في الاتحاد والحلول جهلهم بأصول الدين وفروعه وعدم معرفتهم بالعلم وقد وردت الأحاديث والآثار بالتحذير من عابد جاهل فمن لا يكون له سابقة علم لم ينتج ولم يصح له سلوك وقد قال سهل بن عبد الله التستري أجتنب صحبة ثلاثة أصناف من الناس الجبابرة الغافلين والقراء المداهنين والمتصوفة الجاهلين فافهم ولا تغلط فإن الدين واضح .

قال : واعلم أنه وقع في عبارة بعض المحققين لفظ الاتحاد إشارة منهم إلى حقيقة التوحيد فإن الاتحاد عندهم هو المبالغة في التوحيد والتوحيد معرفة الواحد والأحد فاشتبه ذلك على من لا يفهم إشارتهم فحملوه على غير محمله فغلطوا وهلكوا بذلك .

قال : والدليل على بطلان اتحاد العبد مع الله تعالى أن الاتحاد بين مربوبين محال فإن رجلين مثلا لا يصير أحدهما عين الآخر لتباينهما في ذاتيهما كما هو معلوم فالتباين بين العبد والرب سبحانه وتعالى أعظم فإذن أصل الاتحاد باطل محال مردود شرعا وعقلا وعرفا بإجماع الأنبياء والأولياء ومشايخ الصوفية وسائر العلماء والمسلمين .

وليس هذا مذهب الصوفية وإنما قاله طائفة غلاة لقلة علمهم وسوء حظهم من الله تعالى فشابهوا بهذا القول النصارى الذين قالوا في عيسى عليه السلام اتحد ناسوته بلاهوته وأما من حفظه الله تعالى بالعناية فإنهم لم يعتقدوا اتحادا ولا حلولا وإن وقع منهم لفظ الاتحاد فإنما يريدون به محو أنفسهم وإثبات الحق سبحانه .

قال : وقد يذكر الاتحاد بمعنى فناء المخالفات وبقاء الموافقات وفناء حظوظ النفس من الدنيا وبقاء الرغبة في الآخرة وفناء الأوصاف الذميمة وبقاء الأوصاف الحميدة وفناء الشك وبقاء اليقين وفناء الغفلة وبقاء الذكر.

قال وأما قول أبي يزيد البسطامي سبحاني ما أعظم شأني فهو في معرض الحكاية عن الله وكذلك قول من قال أنا الحق محمول على الحكاية .

ولا يظن بهؤلاء العارفين الحلول والاتحاد لأن ذلك غير مظنون بعاقل فضلا عن المتميزين بخصوص المكاشفات واليقين والمشاهدات ولا يظن بالعقلاء المتميزين على أهل زمانهم بالعلم الراجح والعمل الصالح والمجاهدة وحفظ حدود الشرع الغلط بالحلول والاتحاد كما غلط النصارى في ظنهم ذلك في حق عيسى عليه السلام وإنما حدث ذلك في الإسلام من واقعات جهلة المتصوفة , وأما العلماء العارفون المحققون فحاشاهم من ذلك .- هذا كله كلام معيار المريدين بلفظه - .

والحاصل أن لفظ الاتحاد مشترك فيطلق على المعنى المذموم الذي أخو الحلول وهو كفر

ويطلق على مقام الفناء اصطلاحا - اصطلح عليه الصوفية - ولا مشاحة في الاصطلاح إذ لا يمنع أحد من استعمال لفظ في معنى صحيح لا محذور فيه شرعا ولو كان ممنوعا لم يجز لأحد أن يتفوه بلفظ الاتحاد وأنت تقول بيني وبين صاحبي زيد اتحاد وكم استعمل المحدثون والفقهاء والنحاة وغيرهم لفظ الاتحاد في معان حديثية وفقهية ونحوية كقول المحدثين اتحاد مخرج الحديث وقول الفقهاء اتحد نوع الماشية وقول النحاة اتحد العالم لفظا أو معنى.

وحيث وقع لفظ الاتحاد من محققي الصوفية فإنما يريدون به معنى الفناء الذي هو محو النفس وإثبات الأمر كله لله سبحانه لا ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد وقد أشار إلى ذلك سيدي على وفا فقال من قصيدة له:

يظنوا بي حلولا واتحادا * وقلبي من سوى التوحيد خالي

فتبرأ من الاتحاد بمعنى الحلول وقال من أبيات أخر:

وعلمك أن هذا الأمر أمري * هو المعنى المسمى باتحاد

فذكر أن المعنى الذي يريدونه بالاتحاد إذا أطلقوه هو تسليم الأمر كله لله وترى الإرادة معه والاختيار والجري على مواقع أقداره من غير اعتراض وترك نسبة شيء ما إلى غيره.

وقال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد على أهل الوحدة والحلول والاتحاد :

حدثني الشيخ كمال الدين المراغي عن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد أنه قال له مرة الكفار إنما انتشر في بلادكم لانتشار الفلسفة هناك وقلة اعتنائهم بالشريعة والكتاب والسنة قال فقلت له في بلادكم ما هو شر من هذا وهو قول الاتحادية فقال هذا لا يقوله عاقل فإن قول هؤلاء كل أحد يعرف فساده.

قال وحدثني الشيخ كمال الدين المذكور قال اجتمعت بالشيخ أبي العباس المرسي تلميذ الشيخ الكبير أبي الحسن الشاذلي وفاوضته في هؤلاء الاتحادية فوجدته شديد الإنكار عليهم والنهي عن طريقهم وقال أتكون الصنعة هي الصانع انتهى.

قلت ولهذا كانت طريقة الشاذلي هي أحسن طرق التصوف وهي في المتأخرين نظير طريقة الجنيد في المتقدمين .

وقد قال الشيخ تاج الدين بن السبكي في كتاب جمع الجوامع وإن طريق الجنيد وصحبه طريق مقوم.

وكان والده شيخ الإسلام تقي الدين السبكي يلازم مجلس الشيخ تاج الدين بن عطاء الله يسمع كلامه ووعظه ونقل عنه في كتابه المسمى غيرة الإيمان الجلي فائدة حسنة في حديث لا تسبوا أصحابي فقال أنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له تجليات فرأى في بعضها سائر أمته الآتين من بعده فقال مخاطبا لهم لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه وارتضى السبكي منه هذا التأويل وقال إن الشيخ تاج الدين كان متكلم الصوفية في عصره على طريق الشاذلية انتهى.

قلت وهو تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي والشيخ أبو العباس تلميذ الشاذلي وقد طالعت كلام هؤلاء السادة الثلاثة فلم أر فيه حرفا يحتاج إلى تأويل فضلا عن أن يكون منكرا صريحا وما أحسن قول سيدي علي بن وفا:

تمسك بحب الشاذلية تلق ما * تروم وحقق ذا الرجاء وحصل
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم * شموس هدى في أعين المتأمل

ثم قال صاحب نهج الرشاد وما زال عباد الله الصالحون من أهل العلم والإيمان ينكرون حال هؤلاء الاتحادية وإن كان بعض الناس قد يكون أعلم واقدر وأحكم من بعض في ذلك .اهـ مختصرا

وأدع القارئ الكريم يتأمل أقوال أهل العلم - ممن استدل بهم الإمام السيوطي في فتواه – ونظرتهم وتأدبهم مع السادة الصوفية , وعرضهم للحقيقة بلا كذب ولا تزييف.

ولتقارن بعدها أخي القارئ بين موقفهم هذا , وموقف أهل الكذب والبهتان والتوقح من الوهابية .

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 01, 2007 5:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- وقال الإمام أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية صـ 436 – 440 ] :

[ وأما التوحيد بالأحوال الشهودية والمواجيد العرفانية فهو حال أئمة التصوف الذين أتحفهم الله بما لم يتحف به أحدا سواهم .

لأن أهل ذلك العلم ليس لهم من الحضور مع الحق وآثار شهود صفاته وحقائق تجلياته في جميع أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم ما لأئمة الصوفية الغارقين في بحار شهود التوحيد , الواقفين مع الله تعالى على قدم الصدق والتجريد والمتخلين عما سواه على غاية الكمال والتفريد .

فتوحيدهم هو الذي عليه المعول وحالهم هو الحال الأكمل الذي ليس لهم عنه محول بل هم دائما في ظله الظليل , لابراح لهم عن الحضرة الشهودية , ولا شاغل لهم عن استجلاء الحقائق الوجودية ليتعرفوا بها حكم الأقضية وحقائق القدرة وآثار صفات الجلال والجمال .... وقد شرح محققو الصوفية توحيدهم الذي اختصوا به بعبارات مختلفة هي في الحقيقة مؤتلفة , من أحسنها قول إمام العلوم الظاهرة والباطنة المجمع على جلالته وإمامته في الطريقين أبي القاسم القشيري قدس الله سره وروحه ونور ضريحه فارقا بين توحيد الصوفية وتوحيد غيرهم : توحيد العبد لربه على مراتب :

توحيد له بالقول والوصف بأن يخبر عن وحدانيته .

وتوحيد به بالعلم وهو أن يعلمه بالبرهان على وحدانيته .

وتوحيد له بالمعرفة وهو أن يعرفه بالبيان كما علمه بالبرهان , والبيان أجلى له من البرهان ففي حال معرفته بالبيان لا يفتقر إلى نظره ولا إلى تذكر نظره , وليس بضروري علمه , ولكنه كالضروري في أنه أقوى حالا مما كان وقد تسمى هذه الحالة الإلهام .

وإنما يصح ذلك إذا ترقى إلى هذه الصفة عن العلم البرهاني بقوة الحال ثم توحيد من حيث الحال يشهده واحدا , وحال الشهود ليس له الرؤية ولكنه كالرؤية كما قال صلى الله عليه وسلم " اعبد الله كأنك تراه " وهذه هي حالة المشاهدة التي أشار إليها القوم بتوالي التجلي على قلبه فصار كالعيان في حاله ومن أهل التوحيد من يشهد له الحادثات بجملتها بالله تعالى بظهورها فيشهدها به سبحانه تجري عليها أحكامه وتظهر فيها أحكامه .

ومن أهل التوحيد من يوحد من حيث التنزيه فهؤلاء قالوا :

الحق وراء ما أدركه الخلق بأفواههم , وأحاطوا به بعلومهم , وأشرفوا عليه بمعارفهم قالوا :وكل من كوشف بشيء فعلى قدر قوته وضعفه قالوا : والقوم الذين كوشفوا بالحقيقة أو شاهدوا الحق واحتفظوا بشواهدهم عن شهود الحق أو استمسكوا في عين الجمع , أو ليس يشهدون إلا الحق أو ليس يخشون إلا الحق , أو هم محوا في حق الحق , أو مصطلمون فيه بسلطان الحقيقة أو تجلى لهم الحق بجلال الحق , وغير هذا إلى آخر ما عبر عنه معبر أو أخبر عنه مخبر أو أشار إليه مشير , أو أدركه فهم أو انتهى إليه علم أو حصره بالتفصيل ذكر , فهم شواهد الحق , وهو حق من الحق , ولكنه ليس بحقيقة الحق , فإن الحق منزه عن الإدراك والإحاطة والإشراق .

قالوا : وكل ما يدل على خلق أو جار على الخلق فذلك مما يليق بالخلق والحق مقدس عن جميع ذلك انتهى حاصل كلام القشيري .

وهو لا سيما آخره أوضح عاضد وأقوى شاهد , على حقيقة توحيد القوم السالمين من المحذور واللوم , وعلى أنه الغاية القصوى في التوحيد والحقيقة العليا في المعرفة والتنزيه والتمجيد فشرفهم بذلك .

وإياك أن تقع في ورطة الاعتراض عليهم فتتسابق أسهم القواطع إليك فإنهم براء من ذلك منزهون عنه , إذ هم أكمل الخلق عقلا ومعرفة فكيف يتوهمون ما هو بديهي البطلان .

.... وإنما الذي ينبغي أن يعتنى بتحقيقه وتحريره وحفظه وتقريره هو أن ما وقع في كلمات بعض المتقدمين والمتأخرين من أئمة الصوفية مما يوهم حلولا واتحادا ليس مرادهم ذلك بالنسبة لأحوالهم واصطلاحهم , ومن ثم قال العلامة المحقق زمام المتأخرين في العلوم الحكمية والنقلية السعد التفتازاني :

إن السالك إذا انتهى سلوكه إلى الله تعالى أي إلى مرتبة من قربه وشهوده , وفي الله تعالى أي وفي بلوغ رضاه وما يؤمله من حضرته العلية يستغرق في بحار التوحيد والعرفان بحيث تضمحل أي باعتبار الشهود لا الحقيقة ذاته في ذاته وصفاته في صفاته ويغيب عن كل ما سواه , ولا يرى في الوجود إلا الله تعالى .

قال : وهذا هو الذي يسمونه الفناء في التوحيد , وإليه يشير الحديث الإلهي " لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها " الحديث , وحينئذ ربما يصدر عن الولي عبارات تشعر بالحلول أو الاتحاد لقصور العبارة عن بيان تلك الحال وبعد الكشف عنها بالمثال .

قال : ونحن على ساحل التمني نغترف من بحر التوحيد بقدر الإمكان , ونعترف أن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان .

قال : وهنا مذهب ثان يوهم ذلك وليس منه أيضا وهو أن الواجب هو الوجود المطلق وهو وحده لا كثرة فيه أصلا , وإنما الكثرة في الإضافات والتعيينات التي هي بمنزلة الخيال والسراب إذ الكل في الحقيقة واحد يتكرر على مظاهر لا بطريق المخالطة ويتكثر في البواطن لا بطريق الانقسام فلا حلول هنا ولا اتحاد لعدم الإثنينية والغيرية . انتهى كلام السعد رحمه الله تعالى .

وبه يعلم أن ما يقع من كلمات القوم لاسيما ابن عربي وابن الفارض وأتباعهما رحمهم الله تعالى ونفع بهم في حضرات التوحيد منزل على ما ذكره السعد رحمه الله .

.... فاحذر من الإنكار فإنه يوقع المنكر في العثار , وكن محسن الاعتقاد على غاية من الازياد فإن المنكر محروم , والمتعنت مذموم , والحق أحق أن يتبع والباطل عن هؤلاء الأئمة قد اندفع , أدخلنا الله تحت ألويتهم الطاهرة من الريب الظاهرة على سائر الرتب فإنا نعتقدهم ونحبهم ومن أحب قوما فهو يحشر معهم ] . اهـ مختصرا

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 07, 2007 3:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***
[font=Arial]باركَ الله فيكَ يا سهم النور وفتح عليكَ فتوح العارفين ...

ليتهم يقرأون أخي الحبيب ...
ليتهم يفهموم .. هم يطعنون في السادة الصوفية ويحكمون عليهم بأفعال العوام ...

ليتهم يقرأون كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف وهو من أوائل كتب التصوف...
رحماك يا رب ...

جزيت خيراً يا أخي المبارك على موضوعك الجميل والمهم ...
أكرمكَ الإله بجاه الحبيب المصطفي صلَّى الله عليه وآله وسلم
[/font]

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 07, 2007 8:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=center]
الأخ الحبيب الفاضل " هاني ضوه "

أكرمك الله أخي الحبيب وبارك فيك

وجمع بينك وبين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يقظة ومناما

اللهم آمين يارب العالمين

بجاه سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 08, 2007 9:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وقال الإمام العلامة سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه :

[ اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ] صـ 3:

[ وقد أخبرني العارف بالله تعالى الشيخ أبوطاهر المزني الشاذلي رضي الله عنه أن جميع ما في كتب الشيخ محيي الدين مما يخالف ظاهر الشريعة مدسوس عليه قال لأنه رجل كامل بإجماع المحققين والكامل لايصح في حقه شطح عن ظاهر الكتاب والسنة لأن الشارع أمنه على شريعته انتهى .

فلهذا تتبعت المسائل التي أشاعها الحسدة عنه وأحبت عنها لأن كتبه المروية لنا عنه بالسند الصحيح ليس فيها ذلك . ] اهـ

وقال في نفس الكتاب صـ 7 متحدثا عن سيدي محيي الدين بن العربي :

[ وكان رضي الله عنه متقيدا بالكتاب والسنة ويقول كل من رمى ميزان الشريعة من يده لحظة هلك وسيأتي قوله وكل ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك وهذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة .

وجميع مالم يفهمه الناس من كلامه إنما هو لعلو مراقيه , وجميع ما عارض من كلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه , كما أخبرني بذلك سيدي الشيخ أبو الطاهر المغربي نزيل مكة المشرفة ثم أخرج لي نسخة الفتوحات التي قابلها على نسخة الشيخ التي بخطه في مدينة قونية فلم أر فيها شيئا مما كنت توقفت فيه وحذفته حين اختصرت الفتوحات . ] اهـ

تم الموضوع بحمد الله

المراجع

- الرسالة القشيرية في علم التصوف للإمام أبي القاسم القشيري
دار إحياء التراث لعربي – بيروت – الطبعة الأولى – 1419 هـ - 1998 م .

- التعرف لمذهب أهل التصوف للإمام الكلاباذي
دار الكتب العلمية – بيروت –

- الحاوي للفتاوي – للإمام العلامة جلال الدين السيوطي
دار الكتب العلمية - بيروت – الطبعة الأولى- 1421هـ - 2000م

– الفتاوى الحديثية – لإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي المكي .
دار إحياء التراث العربي – بيروت – 1419 هـ - 1998 م

- الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية – للإمام عبد الوهاب الشعراني .
مكتبة المعارف – بيروت – 1414هـ - 1993م

- اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر- للإمام عبد الوهاب الشعراني .
دار الفكر – القاهرة – 1378 هـ - 1959 م
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 24, 2007 8:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 23, 2007 12:27 am
مشاركات: 2
بارك الله فيك أخي الكريم و جعل دفاعك هذا عن عقيدة أهل السنة و الجماعة في ميزان حسناتك ، و ما تبديعهم و تفسيقهم من طرف الوهابية إلا إلهاء للأمة عن قضاياهاالمصيرية ، وهذا معروف يا أخي و لا مجال للدخول فيه.
أم أنني سأضطر للبكاء على حالة أمتنا حينما أسمع شخصا من هذه الطائفة يفتي بخلود الفلسطيني المسلم الذي نحسبه شهيدا عند الله و الذي هانت عليه نفسه فقدمها قربانا إلى لله دفاعا عن ثالث الحرمين و مسرى حبيبنا صلوات الله عليه ، قلت أسمع هذا الشخص يصدر فتوى بخلوده في النار و أنه منتحر.
هكذا تقدم الفناوى طازجةعلى مائدة بني صهيون لإشباعهم.
أم أبكي حينما أسمع آخر يفتي بوجوب الهجرة من الأرض المحتلة أرض الأقصى و المسرى و تركها للغاصب المحتل ، و أي غاصب ؟
أي عاقل يقول هذا بربكم؟
و لماذا أرض الأقصى بالذات ؟ و ليس الشيشان مثلا ؟
هل لأن أمريكا تريد للشيشان أن يبقوا في أرضهم مقاتلين لاستنزاف قوة رسيا المنافسة لها؟
و يراد لربيبتها إسرائيل أن تهنأ في أرضنا المغتصبة؟
هل هو فعلا كما يقول الكثير من المثقفين و العلماء تواطؤ الفكر الوهابي مع الصهيونية العالمية؟


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 24, 2007 10:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
أخي الحبيب " المدني " بارك الله فيك أخي الحبيب وأعزك بعز الإسلام اللهم آمين

أخي الحبيب :

ليس هناك ثمة تواطؤ بين الوهابية والصهيونية العالمية

فالتواطؤ أخي الحبيب يكون بين كيانين أو أكثر لكل منهم وجود وحيز خاص به

أما الوهابية فهي صنيعة الصهيونية أو هي بمعنى آخر الوجه العربي من الصهيونية

أو بمعنى ثالث هي أحد روافد الصهيونية في العالم الإسلامي

فلا تواطؤ بينهما لأن الوهابية تنفذ الجزء المنوط بها في تدمير الأمة خدمة لمؤسسيها

ولو كنت استمعت أخي الحبيب لخطبة ما يفترض أنها كانت وقفة عرفات لهذا العام لسمعت العجب العجاب من خطيب الوهابية

فبغض النظر عن ضحالة الخطبة وأسلوب الإلقاء الساذج والفج والذي لا يدل على أهلية هذا الشخص لهذا الموقف الجلل

وبعيدا عن تمجيده ومديحه لحكامه , وتقريعه لمن يصفهم بمن في قلبهم حقد على مجتمعه - يقصد بهم من تربوا على أبجديات الفكر الوهابي وطبقوه أول ما طبقوا على دولة الوهابية -

تجد أنه حصر كل مشاكل وأسباب الأوضاع المتردية للأمة فيما يسميه عبادة القبور وبناء الأضرحة وشرك الأمة

ويعد الأمة ويبشرها بأنها عندما تتخلص من هذا الشرك , فسيأتي النصر المبين !!!!!!!

هكذا كان مضمون كلامه , وهي نسخة كربونية مملة مستفزة من خطبة كل عام .

وهكذا تراه يضع الأمة في حالة حرب داخلية تدور رحاها ما بين أتباعه وما بين المخالفين لهم وعلى رأسهم بالطبع السادة الصوفية .

ولأن الصوفية أعدادهم بالملايين ولأنهم لن يستسلموا بسهولة ستجد هذه العملية ستأخذ من الوقت عشرات السنين وأن المجهود الدعوي من كلا الجانبين سيتركز في اتجاه واحد فقط هو اتجاه محاربة الآخر والباقي معروف .

يعني هو يصرف كل مجهودات الأمة في اتجاه واحد وهو تمزيق وحدتها , وحتى ينشغل أتباعه بما يلهيهم به عن النظر في الفساد وقواعد أعداء الأمة التي زرعت في جزيرة العرب

وفي نفس الوقت يشغل الطرف المقابل بالدفاع عن نفسه فيضيع مجهوده الدعوي أو معظمه بلا مقابل حقيقي

هكذا يحدث بالضبط ما يريده أعداء الأمة وتقوم الوهابية بواجبها على أكمل وجه , ولا عزاء للمغفلين والمُستغفِلين والمُستغفَلين .

ولم يخبرنا علامة عصره وأوانه في هذه الخطبة العصماء التي نادرا ما يجود الزمان بمثلها , لماذا لا تقوم دولته التي يسمونها كذبا وزورا بدولة التوحيد لماذا لم تقم بواجبها في جهاد أعداء الأمة ؟!!

آه عفوا فقد نسيت فهي تواجه أعداء الأمة من الكفرة الصوفية القبوريين ومن الأشاعرة الضالين المضلين فعفوا عفوا على السهو والنسيان !!!

ألا لعنة الله على الظالمين
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 18, 2008 2:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
قال الإمام أبو طالب المكي في كتاب :[قوت القلوب] :

الفصل الثالث والثلاثون

ذكر دعائم الإسلام الخمس التي بني عليها

أولا ذكر فرض شهادة التوحيد للمؤمنين ووصف فضائلها:

[وهي شهادة المقربين وشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم وفضلها للموقنين، قال اللّه تعالى وصدقت أنبياؤه لرسوله صلى الله عليه وسلم (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَه إلاَّ اللّه وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) محمد:19، وقال لعباده يأمرهم بمثل ذلك: (فَاعْلَمُوا أنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللّهِ وأنْ لا إلهَ إلاَّ هُوَ) هود:14، ففرض التوحيد هو اعتقاد القلب أنّ اللّه تعالى واحد لا من عدد، وأول لا ثاني له، موجود لا شكّ فيه وحاضر لا يغيب، وعالم لا يجهل قادر لا يعجز، حي لا يموت قيوم لا يغفل، حليم لا يسفه سميع بصير، ملك لا يزول ملكه قديم بغير وقت، آخر بغير حد كائن لم يزل ولا تزال الكينونة صفته لم يحدثها لنفسه، دائم أبد الأبد لا نهاية لدوامه، والديمومة وصفه غير محدثها لنفسه، لا بداية لكونه ولا أولية لقدمه ولا غاية لأبديته، آخر في أوليته أول في آخريته، وإنّ أسماءه وصفاته وأنواره غير مخلوقة له ولا منفصلة عنه، وإنه إمام كل شيء، ووراء كل شيء، وفوق كل شيء ومع كل شيء، وأقرب إلى كل شيء من نفس الشيء، وإنه مع ذلك غير محل للأشياء، وإن الأشياء ليست محلاً له، وإنه على العرش استوى كيف شاء بلا تكييف ولا تشبيه، وإنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وبكل شيء محيط، الجو وجه والفضاء من ورائه، والهواء وجه والمكان من ورائه، والحول وجه والبعد من ورائه، وهذه كلها حجب مخلوقات من وراء الأرضين والسموات متصلات بالأجرام اللطاف ومنفصلات عن الأجسام الكثاف، وهي أماكن لما شاء داخلة في قوله ومن كل شيء خلقنا زوجين داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، واللّه جلّ وعظم شأنه هو ذات منفرد بنفسه، متوحد بأوصافه لا يمتزج ولا يزدوج إلى شيء، بائن من جميع خلقه لا يحل الأجسام ولا تحله الأعراض، ليس في ذاته سواه ولا في سواه من ذاته شيء، ليس في الخلق إلا الخلق ولا في الذات إلا الخالق، فتبارك اللّه أحسن الخالقين، وإنه تعالى ذو أسماء وصفات وقدرة وعظمة وكلام ومشيئة وأنوار، كلها غير مخلوقة ولا محدثة، بل لم يزل قائماً موجوداً بجميع أسمائه وصفاته وكلامه وأنواره وإرادته، وإنه ذو الملك والملكوت والعزّة والجبروت، له الخلق والأمر والسلطان والقهر، يحكم بأمره في خلقه وملكه ما شاء كيف شاء، لا معقب لحكمه ولا مشيئة لعبد دون مشيئته، إن شاء شيئاً كان ولا يكون إلا ما شاء، لا حول لعبد عن معصيته إلا برحمته، ولا قوة لعبد على طاعته إلا بمحبته، وهو واحد في جميع ذلك، لا شريك له ولا معين في شيء من ذلك، ولا يلزمه إثبات الوعيد بل المشيئة إليه في العفو، ولا يجب عليه في الأحكام ما أجرى علينا، ولا يختبر بالأفعال ولا يشار بالمقال، حكيم عادل بحكمة وعدل، هما صفتاه لا يشبه حكمته بحكمة خلقه، ولا يقاس عدله بعدل عباده، ولا يلزمه من الأحكام ما ألزمهم، ولا يعود عليه من الأسماء المذمومة كما يعود عليهم، قد جاوز العقول وفات الأفهام والأوهام والعقول، هو كما وصف نفسه وفوق ما وصفه خلقه، نصفه بما ثبتت به الرواية وصحت عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس كمثله شيء في كل شيء بإثبات الأسماء والصفات، ونفي التمثيل والأدوات، وأنه سبحانه وتعالى لم يزل موجوداً بصفاته، كلها لم تزل له، وإنّ صفاته قائمة به لم تزل كذلك، ولا يزال بلا نهاية ولا غاية ولا تكييف ولا تشبيه ولا تثنية، بل بتوحيد هو متوحد به وتفريد هو منفرد به، لا يجري عليه القياس ولا يمثل بالناس، ولا ينعت بجنس ولا يلمس بحس ولا بجنس من شيء، ولا يزدوج إلى شيء، وإنّ ما سوى أسمائه وصفاته وأنواره وكلامه من الملك والملكوت محدث كله ومظهر، كان بعد إن لم يكن ولم يكن قديماً ولا أول بل كان بأوقات محدثة وأزمان مؤقتة، واللّه تعالى هو الأزلي الذي لم يزل، الأبدي الذي لم يحل، القيوم بقيومية هي صفته، الديموم بديمومية هي نعته، أوّل بلا أوّل ولا عن أوّل، آخر لا إلى آخر بكينونة هي حقيقته، أحد صمد لم يلد وبمعناه لم يولد، ومعنى ذلك لم يتولد هو من شيء ولم يتولد منه شيء، ومثل ذلك لم يخلق من ذاته شيء، كما لم تخلق ذاته من شيء، سبحانه وتعالى عمّا يقول الملحدون من ذلك علوّاً كبيراً.

ذكر فرض شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم

قال اللّه تعالى الكبير المتعال: (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ ميثَاقَ النَّبيّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدَّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِننَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) آلعمران: 81، وقال عزّ وجلّ: (مَنْ يُطِعِ الرَسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ) النساء:80 وقال: (إنَّ الَّذينَ يُبَايُعونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّه) الفتح:10 ففرض شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن تشهد أنّ محمداً رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء لا نبي بعده، وكتابه خاتم الكتب لا كتاب بعده، وهو مهيمن على كل كتاب، ومصدق لما سلف من الكتب قبله، وأن شريعته ناسخة للشرائع، قاضية عليها إلا ما أقره كتابه ووافقه، وكتابه شاهد على الكتب وحاكم عليها، وأنه هو الذي بشر به عيسى عليه السلام أمته، وهو الذي أخبر به موسى عليه السلام أمته، وهو المذكور في التوراة والإنجيل وسائر كتب اللّه عزّ وجلّ المنزلة، وهو الذي أخذ اللّه ميثاق النبيين أن يؤمنوا به وينصروه لو أدركوه، فأقرّوا بذلك وشهد اللّه تعالى على شهادتهم، وهو الذي أخذت الأنبياء شهادة الأمم على الإيمان به وأمرتهم بتصديقه وأخبرتهم بظهوره، وأنّ موسى وعيسى عليهما السلام لو أدركاه لزمهما الدخول في شريعته، وأنّ بقية بني إسرائيل من اليهود والنصارى كفرة باللّه لحجودهم رسالته، وأن إيمانهم بكتابه مفترض عليهم مأمور به في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم، وأنّ طاعته ومحبته فريضة واجبة على الكافة كطاعة اللّه تعالى، واتباع أمره واجتناب نهيه مفترضة على الأمة إيجاباً أوجبه اللّه تعالى له، وفرضاً افترضه على خلقه متصل بفرائضه.]اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: قول السادة الصوفية في توحيد الله تعالى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 18, 2015 12:43 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2286
مكان: مصر المحروسة
جاء في كتاب / التعرف لمذهب أهل التصوف :

شرح قَوْلهم (الصوفية) فِي التَّوْحِيد :

اجْتمعت الصُّوفِيَّة على أَن الله وَاحِد أحد فَرد صَمد قديم عَالم قَادر حَيّ

سميع بَصِير عَزِيز عَظِيم جليل كَبِير جواد رؤوف متكبر جَبَّار بَاقٍ أول إِلَه سيد

مَالك رب رَحْمَن رَحِيم مُرِيد حَكِيم مُتَكَلم خَالق رازق

مَوْصُوف بِكُل مَا وصف بِهِ نَفسه من صِفَاته

مُسَمّى بِكُل مَا سمى بِهِ نَفسه

لم يزل قَدِيما بأسمائه وَصِفَاته غير مشبه لِلْخلقِ بِوَجْه من الْوُجُوه

لَا تشبه ذَاته الذوات وَلَا صفته الصِّفَات

لَا يجْرِي عَلَيْهِ شئ من سمات المخلوقين الدَّالَّة على حَدثهمْ

لم يزل سَابِقًا مُتَقَدما للمحدثات مَوْجُودا قبل كل شئ

لَا قديم غَيره وَلَا إِلَه سواهُ


لَيْسَ بجسم وَلَا شبح وَلَا صُورَة وَلَا شخص وَلَا جَوْهَر وَلَا عرض

لَا اجْتِمَاع لَهُ وَلَا افْتِرَاق لَا يَتَحَرَّك وَلَا يسكن وَلَا ينقص وَلَا يزْدَاد

لَيْسَ بِذِي أبعاض وَلَا أَجزَاء وَلَا جوارح وَلَا أَعْضَاء وَلَا بِذِي جِهَات وَلَا أَمَاكِن

لَا تجْرِي عَلَيْهِ الْآفَات وَلَا تاخذه السنات

وَلَا تداوله الْأَوْقَات وَلَا تعينه الإشارات

لَا يحويه مَكَان وَلَا يجْرِي عله زمَان

لَا تجوز عَلَيْهِ المماسة وَلَا الْعُزْلَة وَلَا الْحُلُول فِي الْأَمَاكِن

لَا تحيط بِهِ الأفكار وَلَا تحجبه الأستار وَلَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار


وَقَالَ بعض الكبراء فِي كَلَام لَهُ : لم يسْبقهُ قبل وَلَا يقطعهُ بعد

وَلَا يصادره من وَلَا يُوَافقهُ عَن وَلَا يلاصقه إِلَى وَلَا يحله فِي

وَلَا يوقفه إِذْ وَلَا يؤامره إِن وَلَا يظله فَوق وَلَا يقلهُ تَحت

وَلَا يُقَابله حذاء وَلَا يزاحمه عِنْد وَلَا يَأْخُذهُ خلف وَلَا يحده أَمَام

وَلَا يظهره قبل وَلَا يفنيه بعد وَلَا يجمعه كل وَلَا يوجده كَانَ وَلَا يفقده لَيْسَ

وَلَا يستره خَفَاء تقدم الْحَدث قدمه والعدم وجوده والغاية أزله


إِن قلت مَتى فقد سبق الْوَقْت كَونه

وَإِن قلت قبل فالقبل بعده

وَإِن قلت هُوَ فالهاء وَالْوَاو خلقه

وَإِن قلت كَيفَ فقد احتجب عَن الْوَصْف بالكيفية ذَاته.


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قول السادة الصوفية في توحيد الله تعالى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 18, 2015 9:06 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7628
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط