سمى نفسه أهل التقوى , وسمى الموحدين أهل كلمة التقوى : ـــــــ (قال ربكم أنا أهل أن أتقى) أي أُخاف وأُحذر فالحذر أن أوصف بما وصفني به المشركون {ويحذركم اللّه نفسه} ورأس الاتقاء اتقاء كلمة الكفر كما قال (فلا يُجعل) (معي إله) لأنه لا إله غيري ولو أشرك بي العبد أحداً معي لفعل محالاً لجعله شيئاً لا يكون وليس بكائن (فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له) هذا على نسق التنزيل نسب الأهلية إلى نفسه في الفعلين لأنه شكور ولا يضيع أجر المحسنين فمن زعم أن أحداً من الموحدين يخلد في النار فقد أعظم الفرية ونسب ربه إلى الجور تعالى اللّه عن ذلك وقول بعض السلف بخلود أهل الكبائر أراد به طول المكث وأبهمه زجراً وتخويفاً فلم يفهم أولئك مراده فضلوا وأضلوا قال الإمام الرازي: سمى نفسه أهل التقوى وسمى الموحدين أهل كلمة التقوى فكأنه يقول أنا أهل أن أكون مذكوراً بهذه الكلمة وأنت أهل أن تكون ذاكرها فما أعظم هذا الشرف وقال الطيبي: أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين ثم تُجوّز واستعمل في معنى الخليق والجدير فقيل فلان أهل لكذا أي خليق به وهو المعني بقوله {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} فأخبر بأنه حقيق بأن يتقى منه وخليق بأن يغفر لمن اتقاه ففوض الترتيب إلى ذهن السامع ) ــــــــــــــ (حم ت ن) في التفسير (ه) في الزهد (ك) في التفسير كلهم من حديث سهيل القطيعي عن ثابت (عن أنس) وقال الترمذي: حسن غريب وسهيل ليس بالقوي وقد تفرد به عن ثابت. ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فيض القدير، شرح الجامع الصغير، الإصدار 2.15 - للإمامِ المناوي الجزء الرابع >> حرف القاف.
6070 - ــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد أتقى الأتقياء وأعظم العظماء وعلى آله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|