قال السيد (الحافظ) أحمد الغماري في كتابه عظيم الفوائد (جؤنة العطار) ج1 / 36
ما نصه الآتي : ( طريفة 60 : دحض آراء القرنيين (1) في صفات الله تعالى
لما دخل القرنيّون إلى الحجاز وصاروا يقتلون المسلمين بدعوى أنّهم مشركون كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " (يقتلون أهل الإيمان ويَدَعون أهل الأوثان) " فقتلوا عالَماً من الناس ، وذبحوا الشيخ عبدالله الزواوي شيخ الشافعية كما تُذبح الشاة ، وسِنُّه فوق التسعين ، وكذلك صهره وهو في هذا السِّن أيضاً ، صاروا يدعون بقية العلماء إلى المناظرة في التوحيد وأسماء الله وصفاته ، فمن أجابهم أقرّوه ، ومن عارضهم قتلوه ، أو أخرجوه من الحجاز ... ومن جملة من ناظروه الشيخ عبدالله الشنكيطي أحد العلماء المشهورين بحفظ السيرة النبوية ، وكان المتصدّي لمناظرته أحد كبار شياطينهم وهو أعمى البصر كالبصيرة . فكانت مناظرته تدور حول ما ورد في القرآن والسنة من الصفات وأنها حقائق لا مجاز فيها ، وأنكرَ الأعمى وجود المجاز في القرآن بل وفي اللغة تبعاً لما قرَّرَه ابن تيمية وابن القيم في ذلك ، فقال الشنكيطي للأعمى : إذا كان الأمر كما تقول لا مجاز في القرآن فإن الله تعالى يقول : ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا )) فهل تقول أن كل أعمى البصر يكون في الآخرة أعمى وأضل سبيلا .. !؟ .. فصاح وأمَرَ بإخراجه ، وطلب من ابن السعود نفيه ، فنفي إلى مصر ، وأتى إليها وأنا بها ، ولعله بها كانت وفاته ...
ولما حججتُ سنة ستة وخمسين اجتمعت بثلاثة من علمائهم في بيت الشيخ عبدالله الصنيع بمكة وهو نجدي منهم ، فأظهروا أنهم من أهل الحديث والعمل به ونبذ التقليد ... فانجرَّت المذاكرة إلى إثبات العلو لله تعالى ، وأنه فوق العرش ، وذكروا بعض ما ورد من الآيات في ذلك ، فقلت لهم : "هذا قرآن" ؟ ...
قالوا : نعم ..
قلت : واعتقاد ما دل عليه واجب ؟! ..
قالوا : نعم ! ...
فقلت : قول الله تعالى " وهو معكم أينما كنتم" (أليسَ) بقرآن .. ؟ ..
قالوا : بلى ..
قلت : وقول الله تعالى : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ... الآية )) (أليسَ) بقرآن ... ؟
قالوا: "بلى!.." .
قلت: فما الذي جعل ذلك القرآن أولى بالاعتقاد والعلم من هذا القرآن وكله من عند الله..؟" .
قالوا: "إن الإمام أحمد قال ذلك"!!.
قلت:" ومالكم ولأحمد! فهل أنتم تعملون بالدليل أو بقول أحمد..؟!".
فسكتوا ولم ينطقوا بكلمة.... !!
وكنت أنتظر منهم ادّعاء أنها مؤولة دون آية العلو ، فأسألهم: ما الذي أوجب تأويل هذه الآيات دون تلك؟...
وإن ادّعوا الإجماع على تأويل هذه كما يفتريه أمثال ابن كثير .. ذكرتُ لهم حكاية جماعة كالحافظ لإجماع السلف على عدم تأويل الجميع وأنّ الواجب التفويض .... أو يميلون إلى تأويل الأشعرية بأنها معيّة بالعلم ، فاقرأ قول الله تعالى(( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون )) .
وأقول أيضاً: ما الذي جعل تأويل آيات المعيّة بأولى من تأويل آيات الجهة والعلو... ؟!
ولكنهم سكتوا كما ذكرت لك !! , ولا (يُفهم) من هذا أنّي موافق للأشعرية على بدعتهم ، كلا وبلا ، ومعاذ الله من ذلك وأن أكذب على الله كذب الأشاعرة - أفراخ المعتزلة - لا مسّهم الله بخير وإن سمّوا أنفسهم - زوراً وبهتاناً - أنهم أهل السنة والجماعة!!.) انتهى بنصه .
ــــــــ
(1) القرنييون : يعني بهم أهل نجد ، أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب مؤسس المذهب الوهابي ... نعتهم السيد الغماري بهذا ، لما جاء في بعض الأحاديث أن نجد قرن من قرون الشيطان .
وأخيراً .. لا أدري إن كنتَ استوعبتَ النقاط الخمس التي كتبتها لك أم لا .. لا لوم على المجسمة لو ابغضوا السيد أحمد الغماري ولعنوه ليل نهار ، وأنتم ترونه يفضح عقائدهم من خلال مصنفاته وتحقيقاته التي لا يدانيها من مصنفات المخالفين دان قاطبة ، لا من المتقدمين ولا من المتأخرين، بل أستطيع أن أدّعي بأنه يفوق الحافظ ابن حجر بدرجات عديدة تشهد له بذلك مصنفاته ... وإن كان الحافظ الغماري يبالغ في مدح الحافظ ابن حجر كما هو معروف عنه .
منقول من هجر
http://hajrnet.net/hajrvb/showthread.ph ... 475&page=2