بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا ومولانا محمد النبى الامى الكريم ، وعلى إِخوانه النبـييـن والمرسلين وآله وصحابته أجمعين.
سؤال القبر ودليله وحكم الإيمان به
المراد بسؤال القبر سؤال العبد بعد موته وإِن لم يقبر كأن أكلته السباع أو الأسماك أو حرقته النار وذرته الرياح ولما كان الغالب فى الموتى أن يقبروا يقال سؤال القبر نظراً للغالب .
سؤال القبر سؤال الملكين للميت عن ربه ودينه ونبيه أمر ممكن عقلاً ، وقد ورد به الكتاب والسنة وأجمع عليه الجمهور ، فيجب الإيمان به وإنكاره بدعه .
أما الدليل من الكتاب : قوله ـ تعالى ـ { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ... } ( إبراهيم الآية : 27 ) فقد قال إبن عباس فى تفسيره ، الشهادة يسألون عنها فى قبورهم بعد موتهم وقال عكرمه فى تفسيرها ، يسألون عن الإيمان بسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ وأمر التوحيد ، فيجب بما يوافق ما مات عليه من إيمان أو كفر أو شك ومنه قوله ـ تعالى ـ { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا.... } ( غافر الآية : 11 ) فإن الموتة الثانية هى التى فى القبر بعد السؤال على القولين فى تفسير الآية . وأما السنة الشريفة فمنها ما روى عن سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه وأرضاه : " كان النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال ( استغفروا لأخيكم فإنه الآن يُسْأل ) ومنها ما روى أنه بعد انصراف الناس من دفن الميت يأتيه ملكان يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير يقعدانه فيعيد الله الروح فيه فيحيا حياة متوسطة بين الموت والحياة المعروفة وَيَرُدُ إِليه من الحواس والعقل ما يتوقف عليه فهم الخطاب ويأتى معه رد الجواب حين يسأل ، وعندئذ يقول الملكان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ وماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم ؟ فيقول المؤمن : ربى الله ودينى الإِسلام . والرجل المبعوث فينا محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ فيقولان له : انظر إِلى مقعدك من النارقد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً ، أما الكافر أو المنافق فـيـقـــول : لا أدرى ، كنت أقول ما يقوله الناس فيه ، فيقولان : لا دريت ولا تليت . ثم يصيبه من العذاب ما قدر له ، والأنـبــيــاء والـشــهــداء والـصــديــقــون لا يسألون ويؤخذ من الحديث المتقدم أن السؤال للبدن والروح معاً .
ونكمل إن شاء الله بنعيم القبر وعذابه وحكم الإيمان بهما
_________________ اللهم افردنى لما خلقتنى له ولا تشغلنى بما تكفلت لى به ولا تحرمنى وأنا أسألك ولا تعذبنى وأنا أستغفرك
|