بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا ومولانا محمد النبى الامى الكريم ، وعلى إِخوانه النبـييـن والمرسلين وآله وصحابته أجمعين.
النشر ودليله وحكم الايمان به.
النشر والبعث معناهما واحد إحياء الله الموتى وإخراجهم من قبورهم بعد جمع أجزائهم الأصليه ، وهو أمر ممكن عقلاً ، وقد ورد به الكتاب والسنه وأجمعت عليه الشرائع كلها فيجب الإِيمان به ومنكره كافر لإنكاره معلوماً من الدين بالضرورة .
وقيل : النشر والبعث مغايران . لأن البعث إحياء الله الموتى ، والنشر إخراجهم من قبورهم بعد بعثهم فالمراد بالنشر : الإحياء والإخراج معاً .
الدليل على إمكان النشر عقلاً أن أجزاء الميت قابلة للإعادة والتأليف والحياة . والله عالم بأجزاء كل بدن ، وقادر على إعادتها وتأليفها وإحيائها وإذا كانت الأجزاء قابلة لما ذكر وكان الله عالماً بها وقادراً على إعادتها وتأليفها وإحيائها ــ كان النشر ممكنا عقلاً .
أما الدليل من القرآن ؟ قول الله تعالى : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ( التغابن : الآية 7 ) { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ( الروم الآية : 27 ) { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } ( طه الآية : 55 ) { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } ( الحج الآية : 6 ، 7 ) { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } ( يس الآيتان : 78 ، 79 )
وأما الدليل من السنة الشريفة ما روى أن أُبى بن خلف خاصم النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأتاه بعظم رمِّ وبلى ، قبضه وفتته وقال : يا محمد ، أترى الله يحيى هذا بعد ما رم؟ قال ـ عليه الصلاة والسلام : ( ويَبْعثكَ ويُدْخِلك النار ) .
_________________ اللهم افردنى لما خلقتنى له ولا تشغلنى بما تكفلت لى به ولا تحرمنى وأنا أسألك ولا تعذبنى وأنا أستغفرك
|