موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: خواطر كلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 21, 2015 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 19, 2013 6:15 pm
مشاركات: 288
تمثيل رمزي عن معنى (عقيدة دينية )


عقيدة دينية مختصرة

العقيدة الدينية هي عبارة عن (تصورك للعالم نظريا ) ويمكنك ان تعرف معنى هذه العبارة من خلال كتابات سابقة مثل مقال (الحق والخير والجمال ) ولكن ان اردت الفاظ وجيزة توضح لك معنى هذه العبارة فإعلم ان المقصود بها هو ان يرتسم في عقلك صورة الوجود بأسره بكل موجوداته وما بينها من ترتيب في الوجود او السببية ويمكنك ان تفهم ذلك من خلال مثال وهو ان تتخيل نفسك أمام سيارة تريد ان تحيط بها جملة لا تفصيلا بحيث يكون في رأسك علم بالسيارة في صورتها الكلية وترتيب كل جزء فيها بالاضافة الى باقي الاجزاء من حيث الوجود ومن حيث السببية (واقصد بالسببية هنا اي ان يكون جزء من السيارة بمرتبة الرئيس وجزء اخر بمرتبة المرؤس فلا يتحرك المرؤس الا بعد ان يتحرك الرئيس فلابد وان يدور الموتور أولا حتى تتحرك العجلات فالموتور هو سابق على العجلات في الوجود وفي السببية لأن الموتور يجب ان يتحرك أولا حتى تتحرك العجلات فهي مؤتمرة له ) ثم تخيل الاّن انك عبارة عن جزء من هذه السيارة مثل ان تكون (ترسا) فيها مثلا وتخيل ان هذا الترس له عقل وارادة مثلك وانه يمتاز بالذكاء والموهبة الفكرية فتفكر مع نفسه عن سر هذا الوجود؟ ولما وجد في هذا العالم (وعالمه هنا هو السيارة ) لأنه جزء من السيارة - ومن الذي اوجد هذه السيارة ولماذا ؟ وما هو مصيره بعد ان يتم خلعه من السيارة ؟ لأنه يرى غيره من تروس السيارة يتم خلعها من مكانها واستبدالها بغيره (بدون ان يرى الايدي التي تخلعه ) فما هو مصير هذه التروس المخلوعة وأين تذهب ؟


عقيدة الترس الدينية

فهذا الترس هو جزء من العالم (اي من السيارة ) ولذلك فهو لا يعرف السيارة في جملتها ولا اجزائها الكبرى وهيئة الاجتماع والترتيب بين هذه الا جزاء بل هو يرى نفسه ويرى بعض اجزاء السيارة المحيطة به فقط وهو يريد الاّن ان يعرف (الكل ) الذي يحيط به والذي هو جزء منه ومما يتركب هذا (الكل ) وكيف هي هيئة الترتيب بين اجزائه حتى يعلم هيئة السيارة في جملتها ثم هو يرى بعض الاجزاء تتحرك عقب حركة اجزاء اخرى وهذه الحركة حادثة بعد عدم فلابد وان لها سببا ولسببها سببا ولا يمكن ان يتسلسل لما لانهاية بل لابد من محرك أول فلابد من معرفة المحرك ألاول وكيف يحرك السيارة وما هو مبدأ الحركة في السيارة وكيف تتسلسل الحركة حتى تصل الى (حركة العجلات ) وكذلك فإن هذه السيارة لم تكن موجودة دائما بل كان هناك وقت لم تكن فيه موجودة وذلك لأن بعض اجزاء السيارة تكون ساكنة ثم تتحرك او متحركة ثم تسكن ولا تخلو عن أمر حادث فيها اما سكون او حركة ولذلك فلا يمكن ان تكون السيارة أزلية (اي لم يسبق وجودها عدم ) لأنها لو كانت موجودة دائما في الماضي ولم يسبق وجودها عدم لكان هناك حوادث لا نهاية لها لأن اجزاء السيارة لا تخلو عن أمر حادث ومستجد بعد عدم فإن كانت هذه الاجزاء أزلية لكان معنى ذلك ان هناك حوداث لا نهاية لها وهذا محال ولذلك فإن هذه السيارة (لا يمكن ان تكون ازلية ) بل لابد أنها حادثة اي لم تكن موجودة ثم صارت موجودة --وبما انها لم تكن موجودة ثم صارت موجودة فلابد وان هناك سبب لوجودها بعد عدم ولابد من وجود مخترع لها هو الذي اتى بها الى الوجود فما هو هذا المخترع وما هي صفاته وكيف اخترع هذه السيارة وكيف يحركها ؟؟ كل هذه الخواطر جالت في عقل (الترس ) وهو يتفكر عن سر هذا الوجود ومصيره بعد ان يتم خلعه من السيارة


العالم نظريا

فهذا الترس يريد ان يدرك العالم نظريا اي ان يكون لديه علم بصورة العالم كله والاجزاء التي يتركب منها وكيفية توقف حركة بعض الاجزاء على حركة البعض الاّخر ومصيره بعد ان يتم خلعه من عالمه (اي من السيارة ) فالسيارة هي عبارة عن العالم كله بالاضافة الى الترس ولذلك فهو يريد ان يدرك عالمه نظريا ويريد ان يعرف سبب وجود عالمه اي (مخترع السيارة ) وحقيقة هذا (المخترع ) وصفاته وكيف اخترع السيارة ولماذا؟ - فالاجابة على كل هذه الاسئلة هي ما يمكن تسميته (بالعقيدة الدينية للترس ) فهكذا الأمر بالنسبة للانسان فهو جزء من هذا العالم الذي نعيش فيه وهو يريد ان يدرك العالم كله نظريا وذلك بمعرفة صورته الكلية والاجزاء التي يتركب منها والترتيب الموجود بين هذه الاجزاء في الوجود وفي التحريك وكذلك معرفة سبب وجود هذا العالم لأن هذا العالم حادث اي لم يكن موجودا ثم صار موجود فلابد ان له مخترعا فما حقيقة هذا المخترع ؟ وما هي صفاته؟ وكيف اخترع هذا العالم؟ وما هو مصيري بعد ان يتم خلعي من هذا العالم (الموت ) ؟ وهل هناك الم ولذة بعد الموت ؟وعلى ماذا تتوقف هذه اللذة او هذا الالم ان كانا ؟ وما كيفيتهما ؟هل هما مثل لذات والاّم هذه الحياة التي اعيشها قبل الموت ام انهما لهما كيفية اخرى لم اجربها من قبل؟ فاجابات كل هذه الاسئلة هي (عقيدتك الدينية ) أيا كانت اجابتك عليها !! ولكن دائما هناك اجابة صحيحة واجابة خاطئة ومن أخطأ في الاجابة رسب لا محالة




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: خواطر كلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 21, 2015 11:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 19, 2013 10:14 am
مشاركات: 256
برجاء ذكر رابط النقل


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: خواطر كلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 22, 2015 12:17 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 19, 2013 6:15 pm
مشاركات: 288
ليس هناك رابط لأني أنا الكاتب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: خواطر كلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 22, 2015 3:29 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 19, 2013 6:15 pm
مشاركات: 288
تنبيه ضروري

ربما تظن من كلامي السابق ان موضوع العقيدة الدينية هو هذا العالم من حيث صورته الكلية وهيئة التأليف والترتيب بين الاجزاء التي يتركب منها العالم -- فأن كنت فهمت ذلك فاعلم انك أخطأت في فهم مقصدي بل لا موضوع للعقيدة الدينية الا (المخترع فقط ) اي مخترع العالم بعد ان ثبت لي بالدليل وجود مخترع للعالم (اي سبب حدوث العالم ) لأن العالم حادث اي موجود بعد عدم وكل حادث فله سبب فثبت لي وجود السبب ثم هذا السبب ان كان هو حادثا ايضا فيفتقر الى سبب فاما ان يتسلسل ذلك الى مالانهاية فيكون لكل سبب سبب بلانهاية واما ان يكون هناك سبب لحدوث العالم وهو غير حادث في نفسه وبالتالي لا يفتقر الى سبب وبما ان التسلسل محال فلا يبقى الا اثبات سبب قديم لحدوث العالم وبعد ان ثبت لي بالدليل العقلي وجوده فإني انظر بعد ذلك في ثلاثة امور وهي اولا حقيقته ثم ثانيا صفاته ثم ثالثا أفعاله والمقصود بأفعاله هنا هو الامور التي خلقها (اي العالم الحادث كله ) فليس في الوجود الا قديم وحادث وموضوع العقيدة الدينية هو (القديم ) اي موجود لم يسبق وجوده عدم ولكني انظر في مخلوقاته لا لأعرفها في ذاتها واعرف مما تتركب ولكن انظر فيها لاستدل بها على صفات مخترعها وعلمه وقدرته فلا مطلب ولا غاية لي الا معرفة المخترع فقط وانما انا انظر في مخترعاته لكي استدل من خلالها على صفات مخترعها وخالقها وعلمه وقدرته وحكمته وفرق كبير بين ان تنظر في سيارة مثلا لتعرف مما تتركب وكيف تعمل وبين ان تنظر فيها من حيث دلالتها على وجود مخترعها وعلى علمه وقدرته وحكمته في التدبير فإن النظر الاول هو نظر الهي اما النظر الثاني فهو نظر طبيعي فما ينظر فيه علماء الطبيعة هو نفسه ما ينظر فيه علماء الالهيات وانما الفرق ان الالهي ينظر في العالم ليتعرف على خالقه وصفاته بينما الطبيعي ينظر في العالم ليعرفه في ذاته وليس ليستدل به على صفات خالقه


المحاور الثلاثة

كما قلنا فان العقيدة الدينية لا نظر لها الا في خالق العالم فقط ولذلك فنظرها يندرج في ثلاث محاور وهي أولا حقيقة هذا المخترع وثانيا صفاته وثالثا الامور التي خلقها من حيث دلالتها على علمه وقدرته وصفاته واسمائه وليس من حيث هي في ذاتها وكيف هي في ذاتها فأن ذلك هو الحيثية التي ينظر بها الطبيعي للعالم وليس الالهي فيجب عليك ان تفرق بين النظرين حتى لا تختلط عليك الامور فالمقصود كله هو معرفة الخالق لا المخلوق وانما انا انظر في المخلوق لأعرف صفات خالقه ولعل اقرب مثال يوضح لك الفرق بين النظرين هو ان تتخيل نفسك قد قرأت بعض المؤلفات والمصنفات لكاتب عميق الادراك فإعجبت به أيما اعجاب فحثك هذا الاعجاب على تتبع كل ما يكتبه وكلما قرأت له شيئا جديدا ازداد اعجابك به وحبك له ومعرفة بصفات كماله مثل علمه وقدرته وذكائه ولطفه وفصاحته حتى كأن كل كلمة تقرأها له تزيد من محله في قلبك حتى كأنه يتبدى لك بين السطور حتى كأنك تنسى السطور والكتابة من حيث ذاتها وتلتفت فقط للكاتب والمصنف ودلالة كتابته وتصنيفه على كماله وعلمه وقد يتطور ذلك الى ان يشغلك الكاتب عن كل شئ ويسرع ذكره الى قلبك بأدنى ادراك لأي شئ يذكرك به من شدة حبك له بسبب معرفتك بكماله وجماله الذي استوجب حبك له حتى شغلك ذلك عن الكتابة والسطور وغيرك من الناس (بل وعن نفسك ) وصرت لا ترى الا هو ولا تذكر الا هو ولا تفكر الا فيه وتجتهد في البحث عن مصنف جديد له لم تطالعه من قبل حتى تطلع على مزيد جماله وحكمته وعلمه وكلما اطلعت على المزيد ازداد هيمان قلبك في هذا الجمال الجديد الذي انكشف لك فهكذا يجب ان يكون مطالعتك لهذا العالم المخلوق فهو تصنيف وتأليف الله فاجعل نظرك هو التعرف على جمال وجلال هذا المصنف من خلال النظر في مصنفه حتى ينكشف لك من الجمال ما يكاد يطير به قلبك فرحا وتتعجب من نفسك كيف احتمل قلبك كل هذه اللذة الجمالية وتتعجب من الناس كيف غفلوا عن كل هذه الجمال وانشغلوا (بالظلال)


المحور الاول (حقيقته )

أقول ثبت لنا وجود خالق للعالم بالدليل العقلي ولا تصدق من يقول لك ان (العقل عاجز عن معرفة وجوده ) بل العقل قادر على معرفة وجوده بأدنى نظر وتأمل وانما العقل عاجز عن معرفة حقيقته اما معرفة وجوده فالعقل قادر على هذه المعرفة وفي متناوله بل هي اوضح من ان تطلب واظهر من ان تشرح وأبين من أن ينبه عليها ولا يمنع من هذه المعرفة الا عمى في القلب او شدة الظهور فمن كان أعمى لا يعترف بوجود الشمس رغم ظهورها وما عم وجوده في كل شئ غفلت العين عن رؤيته سواء أكانت عين البصر ام عين القلب وقد زعم قوم عدم وجود النور رغم انه أوضح الاشياء وأظهرها وبه ظهر كل شئ ولم يدركوا وجوده الا بغيابه عندما غابت الشمس فعرفوا وقتها ان هناك شئ كان مع الاجسام هو غير الوانها واشكالها وقد فارقها هذا الشئ عند غياب الشمس فعرفوا وجود النور بغيابه ولولا غيابه لما عرفوا وجوده الا بجهد شديد ونظر دقيق فهؤلاء قوم أذهلهم شدة الوضوح اوالظهور وليس عمى القلب


اما حقيقته

فلا يمكن للعقل ان يعرف حقيقته بل العقل عاجزعن معرفة حقيقته ويثبت بالدليل انه عاجز عن معرفة حقيقته ومن عرف ذلك فقد عرفه على التحقيق وهذا هو معنى كونه جليلا فإن الجليل هو الذي لايحاط به علما ولا قدرة فلا تقدر على عليه ولا تحيط به علما لأن كل معلوم محصور وكل محصور فهو ليس بإله ولا جليل ولذلك فإن هذا المحور كله هو نظر في أنه (ليس بكذا ) وليس نظر في أنه (كذا ) فأنت تسلب عنه شئ فقط ولا تصفه بصفة ثبوتية وذلك لأنه قديم بينما كل ما تدركه أنت فهو حادث فتنفي عنه كل صفات المحدثات او المخلوقات والا وقعنا في التناقض لأنك عرفت انه ليس بحادث فإن وصفته بعد ذلك بصفة موجودة في الحادث لكان معنى ذلك اجتماع الحدوث والقدم على ذات واحدة وهذا محال ولذلك فهو ليس بجسم لأن الجسم حادث وخالق العالم ليس بحادث فلا يمكن ان يكون جسما وبما أنه ليس بجسم اذا فهو ليس في جهة ولا في مكان لا زمان ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه لأن كل ذلك هو أوصاف الاجسام وخالق العالم ليس بجسم فلا يوصف بشئ يتوقف على الجسمية وهو ليس مثل شئ ولا يماثله شئ والا اجتمع الحدوث والقدم على ذات واحدة وهذا محال لأنه تناقض ويمكنك ان تجمل كل ذلك في قولك (ليس كمثله شئ )



المحور الثاني صفاته

يمكنك ان تعرف صفاته من خلال النظر الى افعاله اي مخترعاته اي مخلوقاته فاذا نظرت للعالم ووجدته قد حدث بعد عدم فتستدل بذلك على ان خالقه له صفة يصدر عنها المخترعات والحوادث فتحتاج هذه الصفة الى اسم فنطلق عليها اسم (قدرة ) ومفهومها هي انها عبارة عن صفة يصدر عنها الاختراع وكذلك ننظر في العالم فنجد انه محكم مرتب منظم ومن نظر الى بدنه فقط رأى فيه من الاحكام والدقة والنظام والترتيب ما يدهشه ويحيره فلابد وان لخالق العالم صفة يصدر عنها الاحكام في الفعل وبذلك استحقت هذه الصفة ان نطلق عليها اسما فاسميناها (علم) ومعناها انها صفة يصدر عنها الاحكام والنظام والدقة في الفعل وكذلك ننظر في العالم فنجد انه موصوف بصفات كان يمكن في العقل خلافها فالابيض كان يمكن ان يكون اسود والكبير كان يمكن ان يكون صغير والحار كان يمكن ان يكون بارد والمرتفع كان يمكن ان يكون منخفض فتخصيص العالم بهذه الصفات عن أمثالها يدل على وجود صفة يصدر عنها تخصيص الاشياء عن أمثالها وبعد ان عرفنا وجود هذه الصفة صارت مستحقة ان نطلق عليها اسم فأسميناها (ارادة ) ومفهومها انها صفة يصدر عنها تخصيص او تمييز الاشياء عن أمثالها وهكذا يمكنك ان تعرف صفات الخالق من خلال تأملك في مخترعاته تماما كما تستدل بمقال جميل عميق لكاتب على ذكائه وعلمه وحكمته وعبقريته ثم باستمرار تأملك في دقائق تصانيفه وعبارته تتطلع على تفاصيل علمه وحكمته وقدرته وعبقريته واذا انفتح لك هذا الباب حيرك الجمال



المحور الثالث أفعاله

اي مخلوقاته اي مخترعاته فنحن ننظر فيها ولكن لا من حيث ذاتها فأن هذا نظر الطبيعي كما قلنا وانما نحن ننظر فيها لنعرف تفاصيل علمه وقدرته اي معلوماته ومقدوراته فقد عرفنا من المحور الثاني الخاص بالصفات انه له صفة هي علم وصفة هي قدرة وان القدرة هي الصفة التي يصدر عنها الامور المخترعة وان العلم هي الصفة التي تجعل هذه الامور المخترعة محكمة منظمة مرتبة فقد عرفت ان له قدرة وعلم على الجملة فيجب عليك الاّن ان تتعرف على تفاصيل ما يعلمه وما يقدر عليه بالتأمل في هذا العالم المخلوق وكيف رتب الاشياء واحكم صنعها واحكم تأليفها حتى وجدت على ما يجب وكما يجب وبالقدر الذي يجب بلا ادنى نقص او فتور فيتعجب عقلك من هذه الحكمة ويهيم قلبك في هذا الجمال الشامل وتنسحق روحك تحت وطأة هذا الجلال حتى تصل لمرتبة الفناء عن ذاتك والفناء عن فنائك وهذا هو حال كل قلب ادرك جمالا وجلالا فهام في عالم الجمال وتاه في عالم الجلال حتى غفل عن هذه الظلال وغفل عن ذاته وغفل عن غفلته حتى صار (كأنه هو ) ولكن ما ابعدنا عن هذه المعاني وما ابعدنا عن هذه الاحوال وكيف ندركها او حتى نعترف بوجودها او حتى امكانها وقد عميت القلوب وطمست البصائر وانتكست العقول وغصنا في بحر الرذيلة حتى الاعماق فندعو الله ان يتوب علينا وينقذنا من هذه الطامات ويأخذ بيدنا في هذه الظلمات فقد عمت العتمة وطالت النكسة ولم يعد لنا أمل الا في رحمته


أسماء الله الحسني


لو تأملت جيدا لعلمت ان كل هذه المعاني التي ذكرناها وكل المحاور الثلاثة للعقيدة الدينية هي منطوية في اصداف اسمائه الحسنى فمن فتح اصداف هذه الاسماء تلألأت امامه الحقائق العميقة لهذه العقيدة فمن عرف تفاصيل معلوماته ازداد معرفة بمعنى كونه (عالم ) ومن اطلع على عجائب حكمته وتدبير ازداد بصيرة بمعنى كونه (حكيم ) و (مدبر ) ومن اطلع على حفظه للمتضادات والمتماثلات واوضاع الاجسام واماكنها ازداد معرفة بمعنى اسمه (الحفيظ ) ومن اطلع على تفاصيل وصول الارزق لاصحابها حتى للحيوانات والبهائم وكيف رزق الطفل بلا حيلة منه ولا اضطراب ازداد بصيرة بمعنى اسمه (الرازق ) ومن اطلع على تفاصيل رحمته بالبشر رغم جحودهم وعصيانهم وتهاونهم ازداد بصيرة بمعنى اسمه (الرحمن ) وندعوه ان يتجلى علينا بأنوار هذا الاسم ويتجاوز عنا بفضله وكرمه فلو طبق عدله (لما ترك عليها من دابة )

ملحوظة


ارجو من الادارة تكبير الخط


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط