اشترك في: الاثنين أغسطس 19, 2013 6:15 pm مشاركات: 288
|
تمثيل رمزي عن معنى (عقيدة دينية )
عقيدة دينية مختصرة
العقيدة الدينية هي عبارة عن (تصورك للعالم نظريا ) ويمكنك ان تعرف معنى هذه العبارة من خلال كتابات سابقة مثل مقال (الحق والخير والجمال ) ولكن ان اردت الفاظ وجيزة توضح لك معنى هذه العبارة فإعلم ان المقصود بها هو ان يرتسم في عقلك صورة الوجود بأسره بكل موجوداته وما بينها من ترتيب في الوجود او السببية ويمكنك ان تفهم ذلك من خلال مثال وهو ان تتخيل نفسك أمام سيارة تريد ان تحيط بها جملة لا تفصيلا بحيث يكون في رأسك علم بالسيارة في صورتها الكلية وترتيب كل جزء فيها بالاضافة الى باقي الاجزاء من حيث الوجود ومن حيث السببية (واقصد بالسببية هنا اي ان يكون جزء من السيارة بمرتبة الرئيس وجزء اخر بمرتبة المرؤس فلا يتحرك المرؤس الا بعد ان يتحرك الرئيس فلابد وان يدور الموتور أولا حتى تتحرك العجلات فالموتور هو سابق على العجلات في الوجود وفي السببية لأن الموتور يجب ان يتحرك أولا حتى تتحرك العجلات فهي مؤتمرة له ) ثم تخيل الاّن انك عبارة عن جزء من هذه السيارة مثل ان تكون (ترسا) فيها مثلا وتخيل ان هذا الترس له عقل وارادة مثلك وانه يمتاز بالذكاء والموهبة الفكرية فتفكر مع نفسه عن سر هذا الوجود؟ ولما وجد في هذا العالم (وعالمه هنا هو السيارة ) لأنه جزء من السيارة - ومن الذي اوجد هذه السيارة ولماذا ؟ وما هو مصيره بعد ان يتم خلعه من السيارة ؟ لأنه يرى غيره من تروس السيارة يتم خلعها من مكانها واستبدالها بغيره (بدون ان يرى الايدي التي تخلعه ) فما هو مصير هذه التروس المخلوعة وأين تذهب ؟
عقيدة الترس الدينية
فهذا الترس هو جزء من العالم (اي من السيارة ) ولذلك فهو لا يعرف السيارة في جملتها ولا اجزائها الكبرى وهيئة الاجتماع والترتيب بين هذه الا جزاء بل هو يرى نفسه ويرى بعض اجزاء السيارة المحيطة به فقط وهو يريد الاّن ان يعرف (الكل ) الذي يحيط به والذي هو جزء منه ومما يتركب هذا (الكل ) وكيف هي هيئة الترتيب بين اجزائه حتى يعلم هيئة السيارة في جملتها ثم هو يرى بعض الاجزاء تتحرك عقب حركة اجزاء اخرى وهذه الحركة حادثة بعد عدم فلابد وان لها سببا ولسببها سببا ولا يمكن ان يتسلسل لما لانهاية بل لابد من محرك أول فلابد من معرفة المحرك ألاول وكيف يحرك السيارة وما هو مبدأ الحركة في السيارة وكيف تتسلسل الحركة حتى تصل الى (حركة العجلات ) وكذلك فإن هذه السيارة لم تكن موجودة دائما بل كان هناك وقت لم تكن فيه موجودة وذلك لأن بعض اجزاء السيارة تكون ساكنة ثم تتحرك او متحركة ثم تسكن ولا تخلو عن أمر حادث فيها اما سكون او حركة ولذلك فلا يمكن ان تكون السيارة أزلية (اي لم يسبق وجودها عدم ) لأنها لو كانت موجودة دائما في الماضي ولم يسبق وجودها عدم لكان هناك حوادث لا نهاية لها لأن اجزاء السيارة لا تخلو عن أمر حادث ومستجد بعد عدم فإن كانت هذه الاجزاء أزلية لكان معنى ذلك ان هناك حوداث لا نهاية لها وهذا محال ولذلك فإن هذه السيارة (لا يمكن ان تكون ازلية ) بل لابد أنها حادثة اي لم تكن موجودة ثم صارت موجودة --وبما انها لم تكن موجودة ثم صارت موجودة فلابد وان هناك سبب لوجودها بعد عدم ولابد من وجود مخترع لها هو الذي اتى بها الى الوجود فما هو هذا المخترع وما هي صفاته وكيف اخترع هذه السيارة وكيف يحركها ؟؟ كل هذه الخواطر جالت في عقل (الترس ) وهو يتفكر عن سر هذا الوجود ومصيره بعد ان يتم خلعه من السيارة
العالم نظريا
فهذا الترس يريد ان يدرك العالم نظريا اي ان يكون لديه علم بصورة العالم كله والاجزاء التي يتركب منها وكيفية توقف حركة بعض الاجزاء على حركة البعض الاّخر ومصيره بعد ان يتم خلعه من عالمه (اي من السيارة ) فالسيارة هي عبارة عن العالم كله بالاضافة الى الترس ولذلك فهو يريد ان يدرك عالمه نظريا ويريد ان يعرف سبب وجود عالمه اي (مخترع السيارة ) وحقيقة هذا (المخترع ) وصفاته وكيف اخترع السيارة ولماذا؟ - فالاجابة على كل هذه الاسئلة هي ما يمكن تسميته (بالعقيدة الدينية للترس ) فهكذا الأمر بالنسبة للانسان فهو جزء من هذا العالم الذي نعيش فيه وهو يريد ان يدرك العالم كله نظريا وذلك بمعرفة صورته الكلية والاجزاء التي يتركب منها والترتيب الموجود بين هذه الاجزاء في الوجود وفي التحريك وكذلك معرفة سبب وجود هذا العالم لأن هذا العالم حادث اي لم يكن موجودا ثم صار موجود فلابد ان له مخترعا فما حقيقة هذا المخترع ؟ وما هي صفاته؟ وكيف اخترع هذا العالم؟ وما هو مصيري بعد ان يتم خلعي من هذا العالم (الموت ) ؟ وهل هناك الم ولذة بعد الموت ؟وعلى ماذا تتوقف هذه اللذة او هذا الالم ان كانا ؟ وما كيفيتهما ؟هل هما مثل لذات والاّم هذه الحياة التي اعيشها قبل الموت ام انهما لهما كيفية اخرى لم اجربها من قبل؟ فاجابات كل هذه الاسئلة هي (عقيدتك الدينية ) أيا كانت اجابتك عليها !! ولكن دائما هناك اجابة صحيحة واجابة خاطئة ومن أخطأ في الاجابة رسب لا محالة
|
|