موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 17, 2014 5:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين

وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين

أما بعد :

فإن القرآن الكريم بين لنا فساد عقيدة اليهود ، وذكر تحريفهم لكلام الله تعالى حتى يوافق هواهم ، وذكرتطاولهم واجترائهم على الله تعالى وعلى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وذكر أنهم يبغون الفساد في الأرض ويسعون في إشعال الحروب فقال تعالى :

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) }سورة المائدة


وقال تعالى :
{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) } سورة البقرة


وقال تعالى :
{ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) } سورة آل عمران .

وقال تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) } سورة النساء .

إن القرآن الكريم حين يبين لنا ذلك فإنما يبينه لحكمة فما هي ؟؟

أقول : بل لحكم جليلة وعظيمة ، منها بيان حالهم ومقالهم للأمة المحمدية حتى يكونوا على حذر من هذه الأمة المغضوب عليها

فقوم قالوا في حق الله تعالى مالا يجوز يجب الحذر منهم .

قوم قالوا في حق السادة الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام – ما لا يجوز يجب الحذر منهم .

قوم قتلوا الأنبياء بغير حق لن يتورعوا أن يفعلوا في بني الإنسان أي شيئ مهما بلغت دناءته وحقارته وخسته ونذالته .

لذلك كان هذا الموضوع :

الله والأنبياء في أسفار اليهود

إن هذا الموضوع من الأهمية بمكان ، لأنه يعرض لنا مقدار ما وصل إليه اليهود من حقارة وخسة .

كما أنه يظهر لنا حقيقة ما يسمى بنظرية المؤامرة فقوم يتجرأون على الذات العلية ويتآمرون على حضرات السادة الأنبياء - عليهم السلام – ليقتلوهم، ويقولون عليهم ما ينزهون أنفسهم عنه ، ليس بعيدا عنهم أن يتآمروا على أي إنسان أو أي دولة وخاصة الدولة المصرية ، فليس بعد الله و الأنبياء أحد أعظم حرمة ولا أجل مقاما حتى يتورعوا عن التآمر والتقول عليه بل وإيقاعه في فتن يشيب لها الولدان .

إن أهمية الموضوع تكمن في أنه يكشف جزءا هاما من نفسية و حقيقة اليهود جميعهم و أنه لا فرق بين يهودي صهيوني أو أي يهودي آخر فكلهم أوجه متعددة لعملة واحدة أعيد صكها في البنك المركزي للمسيخ الدجال لعنة الله عليه .

ولقد كنت كتبت بعض الموضوعات على هذا المنتدى المبارك كمقدمة لهذا الموضوع – حتى تتم الاستفادة - ولقد جمعتها كلها على هذا الرابط :

أسفار اليهود المقدسة
viewtopic.php?f=4&t=16774&p=117227&hilit=%D8%A3%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF#p117227



والله تعالى أسأل وبنبيه الكريم أتوسل أن يجعلنا في حصن حصين وركن مكين ، وأن يجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه

والحمد لله أولا وآخرا و ظاهرا وباطنا

وصل اللهم على سيدنا وسندنا وملاذنا ومولانا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 17, 2014 7:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
أولا : صفات الله في أسفار العهد القديم :

وصفت أسفار العهد القديم الله تعالى ببعض صفات الكمال، كما وصفته – حاشاه ذلك – ببعض صفات النقص، وإن كانت الثانية أظهر واستخداماتها عدديا أكثر .

أولا : ما ورد من صفات الكمال :
1- الله خالق الكون .
2- الله وحده المعبود بحق لا إله إلا هو .
3- الله إله إبراهيم والأنبياء القادر على كل شئ .
4- الله ليس كمثله شئ أبدا .!!
5- ...... الخ

وهذه الصفات وغيرها مما ورد من صفات الكمال لن أذكر النصوص التي وردت بها لأنه من الطبيعي جدا أن كتابا يدعي أصحابه أنه منزل من عند الله أن يكون فيه تعظيم وتمجيد وتوحيد وتنزيه لله الواحد القهار سبحانه وتعالى .

أما غير الطبيعي أن يكون فيه عكس ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .



ثانيا : ما ورد من صفات النقص والحوادث :

إن أول ما يطالعنا من أسفار اليهود المقدسة – المعلنة – لديهم ما يعرف بالتوراة أو أسفار موسى الخمسة والتي تشمل :
1- سفر التكوين
2- وسفر الخروج
3- وسفر اللاويين
4- وسفر العدد
5- وسفر التثنية

ومن ثم فسفر التكوين – والذي يتناول جوانب الخلق وبعض سير الأنبياء والآباء كآدم ونوح وإبراهيم ويعقوب ....- هو أول ما يطالعنا من هذه الأسفار .

وبتأمله فضلا عما بعده نستطيع رسم صورة لمعتقد اليهود في ربهم وإلههم كما نسبوه زورا، ووصفوه كذبا وبهتانا مبينا .

وإذا كانت صفات الكمال دلالة بقايا حق فهذه – صفات الحوادث – دليل الوضع والتحريف والاختراق والعمق الدجالي الشيطاني ، إن يقولون إلا كذبا، وهذا بعض ما في أسفارهم من صفات النقص تعالى الله عنها ولعنهم الله بما قالوا .

1- إله يتعب فيطلب الراحة :

جاء في سفر التكوين 2/1:3 ( فأكملت السماوات والأرض وكل جندها وفرغ الله تعالى في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل وبارك اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا ) .


يعتقد اليهود – لعنه الله – أن الله سبحانه تعب فاستراح اليوم السابع ، وهو يوم السبت ، لذلك يعتقدون وجوب الراحة فيه تشبها بربهم وطاعة لأمره .

جاء في سفر الخروج 16/29:30 ( إن الرب أعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين اجلسوا كل واحد منكم في مكانه لا يخرج أحد من مكانه في اليوم السابع فاستراح الشعب في اليوم السابع ) .


فأي إله هذا الذي يعتريه التعب ويستلزم تعبه راحة وتنفسا ؟؟ !!

ومن يقصدون ، وإلى من يتوجهون، وبأي إله يستعينون ساعة راحته من تعبه ؟؟ !!

إن الرب سبحانه وتعالى لا يغيب ولا يفتقد فحيثما تتوجه إليه وتقصده تجده، والله تعالى منزه عن التعب والتماس الراحة فهو سبحانه كما تقرر ليس كمثله شئ والتعب والراحة من صفات الحوادث والله تعالى منزه عنها جميعا .

قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } سورة الشورى .


وقال تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) } سورة ق .



2- إله مخادع :

ويواصل سفر التكوين وصف الذات العلية بالنقائص فيخبرنا الإصحاح الثاني بقوله : ( وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظه وأوصى الرب الإله قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك تأكل منها موتا تموت ..) .

وفي نهاية الإصحاح الثالث نجد : ( وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر، لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد ) .


وبمقارنة النصين نجد أنهم بقولهم هذا وصفوا الله تعالى بما لا يليق بذاته المقدسة، فقد خدع آدم وغشه – بزعمهم – حيث حذره أن عاقبة الأكل من الشجرة المنهي عنها الموت، بينما يقرر هنا أنه بأكله منها صار عارفا للخير والشر، فضلا عن تقريره مساواة المخلوق للخالق [كواحد منا ] تعالى الله عما يقولالظالمون ... و أي إله هذا الذي يخدع خلقه، وأي مصداقية لوعده أو وعيده إن كان ذلك حقا وصدقا ؟؟ !!!

وكيف تستقيم الحياة وقد انعدمت الثقة في قوله لأنه غشاش مخادع تعالى الله عما يقول الظالمون ، بل الحق أن الله تعالى ليس بالعهد من هو أوفى منه قال تعالى :

{ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) } سورة التوبة .


{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) } سورة النساء .


{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) } سورة النساء .


ولكنهم اليهود وكفى ، وتعالى الله عما يصفون .




3- إله جاهل :

في نفس السياق يقرر سفر التكوين جهل الرب الإله – تعالى الله عما يقولون – بمكان آدم وفعله وحاله، حيث يقول في الإصحاح الثالث : ( وسمعا – آدم وحواء – صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت ؟!!
فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت .
فقال : من أعلمك أنك عريان ؟!!! هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها ؟!!!
فقال آدم : المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت ..
..) .

فانظر كيف يصف النص الرب – سبحانه – بالجهالة ؟ !

إنه لا يعلم عن آدم ولا عن صنيعه ولا حاله شيئا، فهنيئا لهذه الأمة المغضوب عليها بربها، وحق لها أن تفعل الأفاعيل، وتقترف جميع الآثام، فالرب لا يدري شيئا .

لكن الحق الذي لا مرية فيه أن هذا كله دليل تحريفهم للكتاب ، وافترائهم على الله سبحانه فالله سبحانه أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فسبحانه : { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) } سورة غافر .


هذا فضلا عن صفات الحوادث غير الجهالة في النص من تشبيه، وتجسيم، وحلول وانتقال، ومشي ....الخ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

وقد تكرر هذا في أسفارهم ، ومن ذلك ما ورد في سفر التكوين في الإصحاح الثامن عشر منسوبا للرب : ( وقال الرب إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت جدا، أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي وإلا فأعلم ؟ ) .

وبالجملة : فإن النص الأول المتعلق بسيدنا آدم - عليه السلام - الحق فيه ما ورد في القرآن الكريم، أما ما ذكره سفر التكوين فيتناقض مع كمالات الله المقررة عقلا ونقلا .




4- إله نادم :

الندم من صفات الحوادث لقلة علمهم، ووقوع الخطأ ودون الأولى منهم، فشيمتهم النقص، وذلك لأن الندم يكون حيث فوات مغنم أو وقوع مغرم ولا يكون هذا ولا ذاك إلا لقلة العلم وعدم الدراية بما هو كائن، فتكون العواقب على خلاف ما قرر من قبل لقصور إدراكه فيندم، أو تكون مغايرة لحساباته لفساد علمه فيندم أيضا .

فسواء كان إدراكه قاصرا أو فاسدا فالندم نتيجة لازمة لحياة الإنسان .

لكن الله العليم الخبير لا يجهل ما هو كائن ولا ما سيكون ، ولا يقع شئ خلاف علمه وحكمه، ومن ثم فلا يجوز أبدا أن يوصف بالندم .

لكن ماذا نقول في هذه الأمة الدجالية المغضوب عليها – لعنهم الله – جاء في الإصحاح السادس من سفر التكوين : ( ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم ) .


إن الله تعالى أحكم الحاكمين، لم يخلق شيئا عبثا ولن يتركه سدى، سبحانه خلق كل شئ فقدره تقديرا، خلق الخلق بالحق، وأوجد الكائنات بقدر، لا يتصف فعله بالنقص، ولا يلحقه ندم ولا أسى، وصدق الحق سبحانه إذ يقول :

{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) } سورة المؤمنون .



5- إله يخاف خلقه :

وإن تعجب فاعجب من عقيدة يهود، اعتقدوا وفق كتبهم أن الله تعالى خاف من الإنسان وقدرته، وخشي أن ينازعه الأمر، فعمل على تقرير مبدأهم الخبيث – فرق تسد – ففرق ألسنة الناس وبددهم في الأرض حتى تذهب قوتهم .
فتأمل . !!!!!


يقول سفر التكوين في الإصحاح الحادي عشر :
( وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة ، وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك، وقال بعضهم لبعض: هلم نصنع لبنا ونشويه شيا، فكان لهم اللبن وكان الحجر وكان لهم الحمر وكان الطين، وقالوا: هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء، ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض، فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنوا آدم يبنونهما، وقال الرب: هو ذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه !!!
هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض!!!
فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض، فكفوا عن بنيان المدينة، لذلك دعي اسمها بابل، لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض
) .

سبحان الله ! أيعقل أن يخشى الخالق بعض خلقه ؟ !!!

وهل في تفريق الناس مكانا ولسانا ما يعجز الإنسان ويطمئن الرب !!!

ولوكان هذا حقا لصارت كل جماعة بلسان واحد في مكان واحد تمثل منافسا قويا لربهم هذا، تعمل كل ما تريده، فماذا يفعل مع كل هذه الأجناس والألسنة والألوان .

لا ريب أن كل ذلك إنما تخيلته عقولهم المريضة وفق صفاتهم المعهودة، والحق في ذلك أن اختلاف الألوان والألسنة إنما هو دليل على عظمة الخالق، وآية على قدرته وحكمته وبديع صنعه، قال الله تعالى :

{ مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) } سورة الروم .


هذه من مظاهر القدرة الإلهية، والعظمة الربانية، الدالة على كمال إرادته سبحانه وتمام حكمته، ونفاذ قدرته، سبحانه لا تختلف عليه الألسنة، ولا تلتبس عليه اللهجات، ولا يشغله صوت عن صوت، سبحانه سامع الصوت، وسابق الفوت‘ مسخر السماوات والأرض لهذا الإنسان جميعا منه، جعل كل ذلك للمؤمنين آيات بها يعتبرون، ودلائل بها يستبصرون .

إن من يتأمل هذه الآيات يزداد إيمانه، ويثبت يقينه في كمالات ربه، لكن ما تقول في قوم بهت - لعنهم الله – جعلوا من هذه الآيات الباهرة والدلائل الساطعة على قدرة الله وعظمته وحكمته مسوغات لأخلاقهم المعوجة، وصفاتهم الفاسدة، فما ذنبهم فيما يفعلون وقد فعل الله ذلك من قبل – على حسب زعمهم - !!!

وما دام الله فرق ألسنة الناس خشية تجمعهم عليه ومقدرتهم أمامه، فليفرقوا هم كلمة الناس ليحكموا العالم كما يظنون ويزعمون .

{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) } سورة الأنفال .


ثم كيف يخشى الله صنع الإنسان، وعمارته للكون، وهو الذي سخر له ما في السماوت وما في الأرض، يقول سبحانه:

{ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) } سورة الجاثية .


بل إن الله عزوجل أمر الإنسان بعمارة الأرض، قال سبحانه وتعالى:

{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) } سورة هود .





يتبع إن شاء الله







_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 22, 2014 11:01 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778

6- إله يتصرف كالبشر :

لقد جعل العهد القديم الرب كإنسان : يمشي ، يغدو ويروح، ويأكل ويشرب، وينام ويتحدث، له حيز وجهة، يثور ويغضب، ويبدو في صورة بشرية ....الخ ما للبشر من صفات .

والنصوص الدالة على ذلك في أسفارهم كثيرة جدا، منها ما جاء في سفر التكوين الإصحاح الثامن عشر:

( وظهر له – أي لإبراهيم – عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار فرفع عينيه ونظر و إذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض. وقال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك. ليؤخذ قليل ماء واغسلوا ارجلكم واتكئوا تحت الشجرة. فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون. لانكم قد مررتم على عبدكم. فقالوا هكذا تفعل كما تكلمت
فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة وقال اسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا. اعجني واصنعي خبز ملّة. ثم ركض ابراهيم الى البقر واخذ عجلا رخصا وجيدا واعطاه للغلام فاسرع ليعمله. ثم اخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم. واذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة اكلوا وقالوا له اين سارة امرأتك. فقال ها هي في الخيمة. فقال اني ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه. وكان ابراهيم وسارة شيخين متقدمين في الايام. وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة في باطنها قائلة أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ. فقال الرب لابراهيم لماذا ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقة الد وانا قد شخت. هل يستحيل على الرب شيء. في الميعاد ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن. فانكرت سارة قائلة لم اضحك. لانها خافت. فقال لا بل ضحكت
ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم. وكان ابراهيم ماشيا معهم ليشيعهم. فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله. وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض. لاني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به. وقال الرب ان صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا. انزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي اليّ. والا فاعلم. وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم. واما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب
فتقدم ابراهيم وقال أفتهلك البار مع الاثيم. عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه. حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم فيكون البار كالاثيم. حاشا لك. أديان كل الارض لا يصنع عدلا. فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم. فاجاب ابراهيم وقال اني قد شرعت اكلم المولى وانا تراب ورماد. ربما نقص الخمسون بارا خمسة. أتهلك كل المدينة بالخمسة. فقال لا اهلك ان وجدت هناك خمسة واربعين. فعاد يكلمه ايضا وقال عسى ان يوجد هناك اربعون. فقال لا افعل من اجل الاربعين. فقال لا يسخط المولى فاتكلم. عسى ان يوجد هناك ثلاثون. فقال لا افعل ان وجدت هناك ثلاثين. فقال اني قد شرعت اكلم المولى. عسى ان يوجد هناك عشرون. فقال لا اهلك من اجل العشرين. فقال لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط. عسى ان يوجد هناك عشرة. فقال لا اهلك من اجل العشرة. وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع ابراهيم ورجع ابراهيم الى مكانه
) اهـ .


فتأمل هذا النص، وتلك الواقعة وما حوت من صفات البشر ومع أنها كذلك فقد نعت بها الله – تعالى عما يصفون – وذلك من المجيئ والإتيان في صورة البشر، وغسل الأقدام، والنوم تحت الشجرة طلبا للراحة، والأكل والشراب.
ثم الحوار مع إبراهيم لربه، كيف يهلك البار مع الأثيم !! وفي كل مرة يقرر الرب أنه لن يهلك القرية من أجل من فيها من الأبرار، من أجل الخمسين، ثم من أجل الخمسة والأربعين، ثم من أجل الأربعين فالثلاثين فالعشرين وأخيرا لن يهلكهم من أجل العشرة .

فهل يصح ذلك من إله إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ؟ !!!!!!!!!!!!!

أو هل يجوز لرب أن يأكل أو يشرب، وبالضرورة لذلك يتبول ويتغوط ؟ !!!!!!!!!!!!!!

إنه الضلال المبين، تعالى الله عما يصفون .

وقبل أن ننتقل لنص آخر نقرر أن هذه الواقعة أساسها حق، لكن يد التحريف أصابت النص فخرجت به عن وجهته، وخلاصة الواقعة كما عرضها القرآن الكريم هي:
1- الذين قدموا على سيدنا إبراهيم – عليه السلام – ملائكة الله، وليس الله عزوجل .
2- أنهم ما أكلوا وما شربوا – فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون – لذلك أوجس منهم خيفة، وأنكر عليهم عدم الأكل، فقالوا له إنا رسل ربك .
3- أنهم بشروه بغلام عليم، فلما تعجبت السيدة سارة – عليها السلام – ذكروها أن أمر الله لا مرد له، وأن رحمت الله وبركاته عليهم أهل البيت .
4- أن سيدنا إبراهيم – عليه السلام – لما ذهب عنه الروع جادل الملائكة في أمر سيدنا لوط – عليه السلام – فقال لهم : إن فيها لوطا، فقالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته .


وهذه بعض آيات القرآن الكريم التي تناولت هذه الواقعة، قال تعالى:


{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) } سورة سيدنا هود عليه السلام .


{ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) } سورة العنكبوت .


فأين الثرى من الثريا ، وصدق الله العظيم :

{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) } سورة النساء .


هذا هو وجه الحق والصواب في هذه القضية والله – سبحانه – تعالى وتنزه عما يصف الظالمون .

وكذلك ورد من صفات البشر والحوادث في سفر العدد وغيره أن الله تعالى كان يتقدم جيش الإسرائيليين نهارا في عمود سحاب ليهديهم الطريق، وليلا في عمود نار ليضيئ لهم، كما كان يتكلم مع موسى فماً لفم وعيانا، !! وكان يغضب ويقسم على الانتقام ويتحلل من يمينه، وكان يحب رائحة الشواء ...... الخ .

جاء في سفر العدد الإصحاح الثاني عشر:
(فنزل الرب في عمود سحاب ووقف في باب الخيمة ودعا هرون ومريم فخرجا كلاهما. فقال اسمعا كلامي.ان كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم اكلمه. 7 واما عبدي موسى فليس هكذا بل هو امين في كل بيتي. 8 فما الى فم وعيانا اتكلم معه لا بالالغاز. ... ) اهـ .


وفي سفر الخروج الإصحاح الثالث عشر :
(وأرتحلوا من سكوت ونزلوا في أيثام في طرف البرية , وكان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق , وليلا في عمود نار ليضئ لهم , لكي يمشوا نهار وليلا . ولم يبرح عمود السحاب نهارا وعمود النار ليلا من أمام الشعب ) اهـ .


وعن مظاهر تجسده جاء في سفر الخروج مثلا 24/9:11

(ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل
ورأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف، وكذات السماء في النقاوة
ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل. فرأوا الله وأكلوا وشربوا
) اهـ .


وعن رجوعه في وعيده، جاء في سفر الخروج 32/9:14 أن الله تعالى قال لموسى بعد أن عبد قومه العجل :

(وقال الرب لموسى رايت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة فالان اتركني ليحمى غضبي عليهم وافنيهم.فاصيرك شعبا عظيما فتضرع موسى امام الرب الهه.وقال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي اخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة لماذا يتكلم المصريون قائلين اخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الارض.ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك اذكر ابراهيم واسحق واسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم اكثر نسلكم كنجوم السماء واعطي نسلكم كل هذه الارض الذي تكلمت عنها فيملكونها الى الابد فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه. ) اهـ .

وبالجملة : فقد جعلوا الله كإنسان مثلهم ووصفوه بما يعلمونه من أنفسهم سبحانه وتعالى عما يصفون .


{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } سورة الشورى .



يتبع إن شاء الله

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 22, 2014 11:53 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة يناير 25, 2013 10:11 pm
مشاركات: 1308
اقتباس:
وبالجملة : فقد جعلوا الله كإنسان مثلهم ووصفوه بما يعلمونه من أنفسهم سبحانه وتعالى عما يصفون .


اخى البخارى وليه تتعب نفسك وتقرا فى كتب اليهود والاسفار القديمة...هات اى كتاب عقيدة للفرقة الوهابية هتلاقى اغلب الكلام دا وهتجد الله عندهم شيخ كبير جالس على عرش.... : :D

_________________
أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 22, 2014 12:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
أخي الفاضل شريف عليان
أولا : جزاك الله خيرا وشكرا على مرورك الكريم .

ثانيا : ليس غرضي من الكتابة في هذا الموضوع بيان فساد عقائد اليهود من التجسيم والتشبيه ونحو ذلك ، إنما أريد أن أقول – كما ذكرت ذلك في مقدمة الموضوع – :
إن قوما تجرأوا على الذات العلية – سبحانه وتعالى – وتجرأوا على السادة الأنبياء – عليهم السلام - وتآمروا عليهم وقتلوا منهم ووصفوا بعضهم بما يستحون أن يصفوا به أنفسهم – ليس بعيدا عنهم التآمر على المسلمين عامة والعرب بصفة خاصة ثم أهل مصر بصفة أخص


فليس بعد حرمة الله عزوجل وحرمة السادة الأنبياء عليهم السلام حرمة أعظم ولا أجل ولا أقدس .

يعني أحاول التأصيل لقضية المؤامرة من كتب اليهود لعنة الله عليهم

وهدية مني لك أخي الفاضل :
إن شاء الله تعالى سوف أكتب موضوعا عن الأصول والجذور اليهودية في الطائفة الوهابية .

مرة أخرى أخي الفاضل شكرا على مروركم الكريم
وجزاك الله خيرا .

وصل اللهم على سيدنا وسندنا ومولانا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 22, 2014 11:20 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595
موضوع جميل

هام

أكمل بارك الله فيك

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 24, 2014 1:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سيدي الشريف الحبيب بارك الله في حضرتك ولا حرمنا من جبركم لخواطرنا ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الراكبين في سفينتكم بجاه جدكم سيدنا وسندنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

والله المستعان وعليه التكلان
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الله و الأنبياء في أسفار اليهود
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 04, 2015 8:09 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
7- إله عاجز :

جاء في سفر التكوين 32/24: 31
( بقي يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه - فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه - وقال: أطلقني لأنه قد طلع الفجر.
فقال: لا أطلقك إن لم تباركني، فقال: ما اسمك ؟
فقال: يعقوب .
فقال: لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله و الناس وقدرت.
و سأل يعقوب وقال أخبرني باسمك فقال لماذا تسأل عن اسمي وباركه هناك .
فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا: لأني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي
) اهـ .

ألا لعنة الله على اليهود وعلى كل من يعتقد هذا الا عتقاد الفاسد .

لم يكتف اليهود والدجال – لعنة الله عليهم – بوصف الله تعالى بصفات البشر،

فذهبوا إلى أنه عجز عن دفع آحاد خلقه، حيث قرروا أن سيدنا يعقوب – عليه السلام-

صارعه فصرعه ليلة كاملة، وصرحوا بأن الله تعالى عجز عن دفع سيدنا يعقوب عنه،

تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا،

وجاءت هذه الحكاية علة لتسمية سيدنا يعقوب بإسرائيل

ولقد صدق البعض حين قال :
( إنها حقا تصدم كل مسلم حين يقرأ هذا العنوان الفرعي في الأسفار: يعقوب يصارع الله ) .


قال الإمام ابن حزم في الفصل 1/110- 111 ط الخانجي

(وبعد ذلك ذكر أن يعقوب رجع من عند خاله لابان بنسائه وأولاده قال ولما أصبح أجاز امرأتيه وجاريته وأحد عشر من ولده المخاضة وبقي وحده وصارعه رجل إلى الصبح فلما عجز عنه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه وقال له خلني لأنه قد طلع الفجر قال لست أدعك حتى تبارك علي فقال له كيف اسمك قال يعقوب قال له لست تدعى من اليوم يعقوب بل إسرائيل من أجل أنك كنت قويا على الله فكيف على الناس فقال له يعقوب عرفني باسمك فقال له لو لم تسألني عن اسمي وبارك عليه في ذلك الموضع فسمي يعقوب ذلك الموضع فنيئيل وقال رأيت الله تعالى مواجهة وسلمت نفسي وبزغت له الشمس بعد أن جاوز فنيئيل وهو يعرج من رجله ولهذا لا يأكل بنو إسرائيل العقب الذي على حق الفخذ إلى اليوم لأنه ضرب حق فخذ يعقوب لمس الله وانقباضه .


قال أبو محمد رضي الله عنه في هذا الفصل شنعة على كل من سلف يقشعر منها جلود أهل العقول وبالله العظيم لولا أن الله عز وجل قص علينا كفرهم بقولهم {يد الله مغلولة} وبقولهم {إن الله فقير ونحن أغنياء} لما نطقت ألسنتنا بحكاية هذه العظائم لكنا نحكيه منكرين كما نتلوه فيما نصه عز وجل لنا تحذيرا من إفكهم .


قال أبو محمد رضي الله عنه ذكر في هذا المكان أن يعقوب صارع الله عز وجل تعالى الله عن ذلك وعن كل شبه لخلقه فكيف عن لعب الصراع الذي لا يفعله إلا أهل البطالة وأما أهل العقول فلا يفعلونه لغير ضرورة ثم لم يكتفوا بهذه الشهرة حتى قالوا أن الله عز وجل عجز عن أن يصرع بنص كلام توراتهم وحقق ذلك قولهم عن الله تعالى أنه قال كنت قويا على الله تعالى فكيف على الناس ولقد أخبرني بعض أهل البصر بالعبرانية أنه لذلك سماه إسرائيل إبل بلغتهم هو اسم الله تعالى بلا شك ولا خلاف فمعناه أسر الله تذكيرا بذلك الضبط الذي كان بعد المصارعة إذ قال له دعني فقال له يعقوب لا أدعك حتى تبارك علي ولقد ضربت بهذا الفصل وجوه المتعرضين منهم للجدال في كل محفل فثبتوا على أن نص التوراة أن يعقوب صارع الوهيم وقال أن لفظ الوهيم يعبر بها عن الملك فإنما صارع ملكا من الملائكة فقلت لهم سياق الكلام يبطل ما تقولون ضرورة أن فيه كنت قويا على الله فكيف على الناس وفيه أن يعقوب قال رأيت الله مواجهة وسلمت نفسي ولا يمكن البتة أن يعجب من سلامة نفسه إذ رأى الملك ولا يبلغ من مس الملك لما نص يعقوب أن يحرم على بني إسرائيل أكل عروق الفخذ في الأبد من أجل ذلك وفيه أنه سمي الموضع بذلك فنيئيل لأنه قابل إيل وهو الله عز وجل بلا احتمال عندكم ثم لو كان ملكا كما تدعون عند المناظرة لكان أيضا من الخطاء تصارع نبي وملك لغير معنى فهذه صفة المتحدين في العنصر لا صفة الملائكة والأنبياء فإن قيل قد رويتم أن نبيكم صارع ركانة بن عبد يزيد قلنا نعم لأن ركانة كان من القوة بحيث لا يجد أحدا يقاومه في جزيرة العرب ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم موصوفا بالقوة الزائدة فدعاه إلى الإسلام فقال له إن صرعتني آمنت بك ورأى إن هذا من المعجزات فأمره عليه السلام بالتأهب لذلك ثم صرعه للوقت وأسلم ركانة بعد مدة فبين الأمرين فرق كما بين العقل والحمق ولكل مقام مقال ولكن إذا أكل الملائكة عندكم كسور الخبز حتى تشتد بها قلوبهم والشاي واللبن والسمن والفطائر فما ينكر بعضهم للصراع مع الناس في الطرقات وهذه مصائب شاهدة بضلالهم وخذلانهم وصحة اليقين بأن توراتهم مبدلة)اهـ .


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط