موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: إلى المنخدعين بقاتل نفسه وقاتل غيره (لا ضرر ولا ضرار)
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 22, 2014 5:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7651

روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
(لا ضرر ولا ضرار).

قال المناوي:-
(لا ضرر):
أي لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقه.
(ولا ضرار):أي لا يجازي من ضره بإدخال الضرر عليه.
(وفي الحديث):تحريم سائر أنواع الضرر إلا بدليل ...أي لا يجوز شرعاً إلا بموجب خاص.

من هذا الشرح المبسط للحديث الشريف, ومن منطوقه ومفهومه يتبين لنا أن الإسلام ينهي عن كل ما يمكن أن يسبب أي ضرر بالفرد والمجتمع.

-الإسلام ينهي عن كل إضرار بالنفس ولذلك نجده:
1- حرم على الإنسان قتل نفسه.
2-حرم على الإنسان قتل غيره.

أولاً: الإسلام يحرم على الإنسان قتل نفسه:-


قال تعالى:( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) )

أجمع أهل التأويل على أن المراد بهذه الآية النهي أن يقتل بعض الناس بعضا,ثم يتناول لفظها أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل في الحرص على الدنيا وطلب المال بأن يحمل نفسه على الضرر المؤدي إلى التلف.
ويحتمل أن يقال ولا تقتلوا أنفسكم في حال ضجر أو غضب فهذا كله يتناول النهي.
وقد أحتج عمرو بن العاص بهذه الآية وأمتنع من الأغتسال بالماء البارد حين أجنب في غزوة ذات السلاسل خوفاً على نفسه منه,وأقره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك.(1)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:((من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً,ومن تحسى (أي شرب) سُماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً,ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ(أي يضرب بها نفسه) بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )) رواه البخاري.

وعن أبي هريرة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(( الذي يخنق نفسه في النار, والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار,والذي يقتحم(أي يرمي نفسه من جهة مرتفعة) يقتحم في النار))رواه البخاري.

وعن الحسن البصري رضي الله عنه قال: حدثنا جندب بن عبدالله في هذا المسجد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:((أن رجلاً كان ممن كان قبلكم خرجت بوجهه قرحة فآذته, فلما آذته أنتزع سهماً من كنانته فنكأها (أي نخسها وفجرها) فلم يرقأ(أي يجف) الدم حتى مات, قال ربكم قد حرمت عليه الجنة))رواه مسلم.

وفي الحديث الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أحد الغزوات وجُرح جرحاً شديداً فأستعجل الموت فتحامل على سيفه فقتل نفسه,فقال رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في آخر الحديث:(( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) رواه البخاري ومسلم.

ثانياً :الإسلام يحرم على الإنسان قتل غيره:-

قال تعالى:( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) ).

يقول القرطبي عند تفسير قول الله تعالى(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) من سورة الأنعام:

وهذه الآية نهي عن قتل النفس المحرمة مؤمنة كانت أو معاهدة إلا بالحق الذي يوجب قتلها , قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله , فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم ماله ونفسه إلا بحقه وحسابهم على الله )).

وهذا الحق أمور منها : منع الزكاة ,وترك الصلاة .
وقد قاتل الصديق مانعي الزكاة ,وفي التنزيل (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وهذا بيّن.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(( لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث, الثيب الزاني, والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة)). (2)

عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امريء بغير حق )) رواه ابن ماجة والبيهقي , وزاد فيه الأصبهاني(( ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه أشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار)).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( من أعان على دم امريء مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله )) رواه البيهقي.

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً )) رواه البخاري.

أقول وبالله التوفيق:-

وبعد هذه الأدلة السابقة نرى أن قتل النفس من أكبر الكبائر التى نهى الشارع عنها مهما كانت هذه النفس لأنها تدخل في العموم الذي عناه الله بقوله ((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)).

فأفيقوا أيها المنخدعون


فهؤلاء ليسوا بشهداء.



الهامش:
1- القرطبي الجزء الخامس ص156
2- القرطبي الجزء السابع ص133


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط