موقع د. محمود صبيح

في ذلك خلاف ؛ فقيل : الليل أفضل لأنه راحة وهي من الجنة . والنهار تعب وهو من النار ؛ ولأن ليلة القدر خير من ألف شهر ولم يوجد نهار كذلك , ولأنه نزلت سورة تسمي ( سورة الليل ) , ولأنه مقدم علي النهار في أكثر الآيات , وأن خلقه سابق علي خلق النهار , و(( لا )) من قوله تعالي : { ولا الليل سابق } ( يس : 40 ) زائدة , وليالي الشهر سابقة علي أيامه وأن كان في كل ليلة ساعة إجابة بل ساعات , ولا تكره الصلاة في شئ من ساعاته , ولوقوع الإسراء فيه , وكون ناشئته أشد وطأً وأقوم قيلا.

وقيل : النهار أفضل لأن غالب الفرائض كالصوم والجهاد والصبح والظهر والعصر والابتغاء من فضل الله إنما يفعل في النهار , وإن وقع جهاد في الليل لنحو غارة فنادر بالنسبة إلي ما يقع من الجهاد بالنهار , والترجيح بالفرائض أولي من الترجيح بالنوافل , وفيه الصلاة الوسطي والصوم الذي قال الله فيه { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به }. وبعضهم صحح القول الأول , وصحح الشرف المناوي الثاني .