مقتضى الشهادتين

أبو الحسن الأشعري · **مرسل:** الأحد يوليو 21, 2013 10:59 pm

مقتضى الشهادتيـــــــــــــن للعلامة النابلسي رحمه الله

1- معرفةُ اللهِ عليكَ تُفتَرَضُ
بأنه لا جوهرٌ ولا عَرَضْ

2- وليس يحويهِ مكانٌ لا ولا
تُدْرِكُهُ العُقولُ جلاّ وعلا

3- لا ذاتُهُ يُشْبِهُ للــــــــذواتِ
ولا حكت صِفاتُهُ الصّفاتِ

4- فردٌ لنا به تتم المـــعرفــة
وواحِدٌ ذاتاً وفِعلا وصفــة

5- فهو القديم وحدَهُ والباقـي
في القيدِ نحنُ . وهو في الاطلاق

6- وهو السميـع والبصـيرلم يزل
بغير ما جارحةٍ وفي الأزل

7- له الكلام ليس كالمعروفِ
جلٌ عن الأصوات والحروفِ

8- أرسل رُسْلهُ الكرام فينا
مبشرين بل ومنذرين

9- أيّدَهُم بالصّدق والأمانة
والحِفْظِ والعِصمةِ والصّيانة

10- أوّلُهُم ءادمُ ثُمَّ الآخــــِرُ
محمّدٌ وهو النّبيُّ الفاخِرُ

11- وصحبُهُ جميعهم على هدى
تفضيلهم مُرتّبٌ بلا اعتِدا

12- فهم أبو بكرٍ وبعدهُ عُمرْ
وبعدهُ عُثمانُ ذوالوجه الأغر

13-ثم عليٌّ ثم باقي العشرة
وهْي الّتي في جنّةٍ مُبَشـَّرة

14- وكلُ ما عنه النبيُّ أخبرا
فإنّهُ مُحققٌ بِلا امتِرا

15- من نحو أمرِ القبرِ والقيامة
وكلٌ ما كان لهُ علامه

16- مثلُ طلوعِ الشمسِ من مغربها
وقِصّةِ الدّجالِ كُنْ مُنتبِها

17- هذا هو الحقُّ المبينُ الواضحُ
وبالذي فيهِ الإناءُ ناضِحُ

أبو الحسن الأشعري · **مرسل:** الثلاثاء يوليو 23, 2013 12:09 am

شرح أبيات في العقيدة للإمام عبد الغني النابلسي الحنفي رحمه الله
هذا حل ألفاظ الأبيات المسماة ) مقتضى الشهادتين ( التي نظمها الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله، وهو المتوفى سنة 1143هـ أي منذ نحو 390 سنة وله مقام مشهور يزار في الشام ، نظم تلك الأبيات في بيان العقيدة السنية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان.

قال رحمه الله:

مَعرفةُ اللهِ عليكَ تُفْتَرَضْ ... بأنّهُ لا جَوهرٌ ولا عَرَضْ

الشرح:
يجب معرفة أن الله تعالى ليس بجوهر أي ليس جِرمًا أي حجماً يأخذ حيزًا من الفراغ، وليس بعَرَضٍ ، والعَرَض هو صفة الجسم كاللون والحركة والسكون والمكان والحيز والجهة.

قال رحمه الله:

وليسَ يحويهِ مكانٌ لا، ولا ... تُدركُهُ العقولُ جلَّ وعَلا

الشرح:
الله تعالى موجود بلا مكان إذ هو سبحانه كان موجوداً قبل خلق الأماكن كلها بلا مكان وبعد أن خلق الأماكن الله تعالى لم يتغير وما زال مستغنياً عن الأماكن فلا يسكن السماء ولا العرش ولا الجهات لا فوق ولا تحت ولا غير ذلك من الأماكن، ولا تُطلب معرفتُه بالتصوّر لأن الإنسان لا يستطيع أن يتصور إلا شيئاً مخلوقاً والله خالق ليس بمخلوق ، ولا تحيطُ بالله العقول.

قال رحمه الله:

لا ذاتهُ يُشبهُ للّذَواتِ ... ولا حَكَتْ صفاتهُ الصفاتِ

الشرح:
ذات الله لا يشبه ذوات المخلوقين، ولا صفاته تشبه صفات الخلق، ومعنى: "ذات الله" حقيقة الله، وأما إذا قيل"ذات زيد أو عمر " فمعناه جسمه، ومعنى "حَكَتْ: " شابهت.

قال رحمه الله:

فَرْدٌ ، لنا بهِ تَتِمُّ المعرفةْ ، ... وواحدٌ ذاتًا وفعلا وصِفةْ

الشرح:
الله واحد، وهو عرّفنا بنفسه أنه لا يشبه شيئًا من خلقه، وهو سبحانه واحد في ذاته وواحد في صفاته وواحد في فعله.

قال رحمه الله:

فهوَ القديمُ وحدَهُ والباقي ... \في القيدِ نحنُ \ وهوَ في الإطلاقِ

الشرح:
الله سبحانه وتعالى قديم بمعنى أنه لا ابتداء لوجوده وهو الباقي أي الدائم الذي لا يلحقه فناء ولا موت، ويطلق القديم على المخلوق بقيد أي بمعنى تقادم العهد والزمن وكذلك الباقي إذا أطلق على المخلوق كالجنة والنار فبقيد، وهو أن بقاء الجنة والنار ليس ذاتيًا إنما شاء الله لهما البقاء، وأما بقاء الله ذاتي، لا شىء أوجب له ذلك، ولا شريك لله في الديموميّة.

فائدة: اتفق العلماء على جواز إطلاق " القديم " على الله بمعنى لا ابتداء لوجوده. ذكره الحافظ الإمام مرتضى الزبيدي في شرح كتاب إحياء علوم الدين.

قال رحمه الله:

وهْو السميعُُ والبصيرُ لم يَزَلْ ... بغيرِ ما جارحةٍ وفي الأزلْ

الشرح:
الله سبحانه موصوف بالسمع والبصر، والسمع والبصر صفتان لله أزليتان أبديتان، فسمعه سبحانه ليس بأذن ولا ءالة أخرى، وبصره ليس بحدقة ولا ءالة أخرى. ومعنى الجارحة: العضو الكبير كاليد والرجل الجارحتين.

قال رحمه الله:

لهُ كلامٌ ليسَ كالمعروفِ ... جَلَّ عنِ الأصواتِ والحروفِ

الشرح:
كلام الله الذي هو صفة ذاته : أزلي أبدي ليس ككلام خلقه، وما كان كذلك فليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة.

قال رحمه الله:

أرسلَ رسْلَهُ الكرامَ فينا ... مُبَشّرينَ بلْ ومُنْذِرينا

الشرح:
الله تعالى أرسل أنبياءه الكرام بدين واحد هو الإسلام مبشرين مَنْ ءامن بالجنة ومنذرين مَنْ كَفَر بالنار.

فائدة: النبي والرسول كلاهما مأمور بتبليغ الدعوة، قال الله تعالى) فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ( وإنما من الفرق بينهما أن النبي يتبع شرع الرسول الذي كان قبله ويبلّغه، وأما الرسول فيأتي بشرع جديد، لذا قال بعض العلماء: كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا.

قال المؤلف رحمه الله:

أيّدَهمْ بالصّدقِ والأمانةْ ... والحِفظِ والعِصمةِ والصّيانةْ

الشرح:
الأنبياء عليهم السلام أيدهم الله تعالى بالصدق فيستحيل عليهم الكذب، وأيدهم بالأمانة فيستحيل عليهم الخيانة، وأيدهم بالصيانة فيستحيل عليهم الرذالة، وحفظهم الله وعصمهم من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها. وحفظ الله الأنبياء من الأمراض المنفرة كخروج الدود من البدن فلا يجوز اعتقاد أن سيدنا أيوب مرض مرضًا شديدًا فخرج منه الدود.

قال رحمه الله:

أوَّلُهم ءادمُ ثمَّ الآخِرُ ... مُحمَّدٌ وهْو النبيُّ الفاخِرُ

الشرح:
أول الأنبياء والمرسلين هو سيدنا ءادم عليه السلام، وكان جميل الشكل، يتكلم بكل اللغات ولم يكن أخرس، ولا يعيش عاريًا عن الثياب ولا شبيهًا بالقرود، فمن اعتقد أن أصل الإنسان قرد فقد كذَّب القرءان الكريم.
أما ءاخر الأنبياء فهو سيدنا مُحمّد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم أرسله الله إلى الإنس والجن، وهو النبي الفاخر الطيب المعظَّم أفضل الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

قال رحمه الله:

وصَحْبُهُ جميعُهمْ على هُدى ... تفضيلُهمْ مُرتّبٌ بلا اعتِدا

الشرح:
أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على هدى فلا نذكرهم جملة إلا بالخير، والصحابي هو المؤمن الذي التقى بالنبيّ على وجه العادة وكان مسلمًا ومات على الإيمان.

قال رحمه الله:

فهُمْ أبو بكرٍ وبعدَه عمرْ ... وبعدَهُ عثمانُ ذو الوجهِ الأغَرْ
ثمَّ عليٌّ ثمَّ باقي العشَرةْ ... وهْي التي في جنَّةٍ مبشَّرةْ

الشرح:
أفضل الصحابة بالترتيب أبو بكر وهو عبد الله ابن أبي قحافة ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب ثم باقي العشرة، وهم طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، وهم الذين بشّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة في سياق واحد، لذلك سُموا بالعشرة المبشرين بالجنة، وبشّر الرسول صلى الله عليه وسلم غيرهم بالجنة كعمار بن ياسر وبلال الحبشي رضي الله عنهم.

قال رحمه الله:

وكلُّ ما عنهُ النبيُّ أخبرا ... فإنّهُ مُحَقَّقٌ بلا امتِرا

الشرح:
كل ما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن حصوله فإنه محقق حصوله ووقوعه بلا شك، قال الله تعالى( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى ) سورة النجم.

قال رحمه الله:

من نحوِ أمْرِ القبرِ والقيامَةْ ... وكلِّ ما كانَ لهُ علامَةْ

الشرح:
من جملة ما يجب الإيمان به أمر القبر من عذاب ونعيم وأن عذاب القبر حق لمن هو أهل لذلك وأن نعيم القبر حق لمن هو أهل لذلك.
ويجب الإيمان بالقيامة وعلاماتها والقيامة تطلق على النفخة الأولى وتطلق على ما بعد ذلك، ولها علامات صغرى وكبرى.

قال رحمه الله:

مِثْلُ طلوعِ الشمسِ من مَغرِبها ... وقصَّةِ الدّجّالِ كُنْ مُنْتَبِها

الشرح:
من علامات الساعة طلوعُ الشمس من مغربها وخروجُ الدجال وهي من علامات الساعة الكبرى.

قال رحمه الله:

هذا هوَ الحقُّ المبينُ الواضحُ ... وبالذي فيهِ الإناءُ ناضحُ

الشرح:
ما ذكر في هذه الأبيات هو الحق المبين الواضح الذي يجب على المكلف معرفته، وهذا الذي في صدور جمهور أمة مُحمّد، ومعنى " ناضح " يفهم من قولك الإناء بما فيه ينضح أي يفيض.

والله أعلم وأحكم

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء يوليو 23, 2013 1:06 am

الفاضل أبو الحسن الأشعري

بارك الله فيك وفي مجهوداتك ومشاركاتك القيمة

أبو الحسن الأشعري · **مرسل:** الثلاثاء يوليو 23, 2013 1:18 am

و بارك الله في حضرتك سيدي الحبيب ابن البضعة الطاهرة و نفع الله بك أمة جدك سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله وسلم

موقع د. محمود صبيح

مقتضى الشهادتين

الموجودون الآن