موقع د. محمود صبيح

أرجو من حضرتكم تبسيط المقصود بهذا الكلام
قيام الحوادث في ذات الله

ماذا يقصدون به

والقول: صفة قائمة بذاته

إرادته قائمة بذاته في جملة صفاته

وأنه تعالى متكلم آمر ناه واعد متوعد بكلام أزلي قديم قائم بذاته

أرجو التوضيح المبسط من حضراتكم

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

الأخ الفاضل / محمد هيطلى ...

هناك عدة أمور هامة ينبغى التركيز عليها ... وهى :

1- هذه المصطلحات التى ذكرتها لم تكن موجودة فى القرون الأولى الفاضلة .. يعنى لم تظهر ولم يتكلم بها سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا جيل الصحابة .. ولا جيل التابعين .

2 – لم يكن أيام سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا جيل الصحابة .. ما يسمى الآن " علم الكلام .. أو العقائد " ... ولم يقف الصحابة على الآيات الخاصة بالأسماء والصفات للبحث فيها .. ومعرفة خباياها ... ولكنهم – رضى الله عنهم – اهتموا بمقتضى الأسماء والصفات .. ومتطلباتها .

يعنى بالبلدى ... مقعدوش يقولوا : ياترى ربنا سميع إزاى .. وبصير إزاى .. وهل بأداة وجارحة – حاشا لله تعالى - ... ولكنهم آمنوا جملة بما جاء عن رب العزة فى القرآن الكريم والسنة الشريفة ... واهتموا ... كيف يراهم الله على طاعته .. وهو البصير ... وكيف يحسنون فى قولهم سرا وعلانية .. لأنه تعالى يسمع ويرى .... وهكذا فى سائر الأسماء والصفات .

3- ظهرت هذه التفصيلات .. والألفاظ ... عندما ظهرت فرق ضالة .. تأثرت بالفلسفة .. ولم تسلك طريق السلف الصالح ... فوقعوا فى التشبيه والتجسيم .. أو وقعوا فى نفى ما أثبته الله لنفسه من صفات وأسماء وأفعال .. وكذلك ما أثبته سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم لرب العزة جل وعلا .

فظهرت وتصدت لهم طائفة من العلماء .. فوضعوا اصطلاحات تثبت ما أثبته الله لنفسه من صفات وأسماء وأفعال .. وكذلك ما أثبته سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم لرب العزة جل وعلا .. مع وضع قيود التنزيه .. والإثبات .

فمثلا .. قال العلامة الباقلانى فى الإنصاف (1/3) :
ومن صفات هذا الصانع تعالى أنه : موجود، قديم، واحد، أحد، حي، عالم، قادر، مريد، متكلم، سميع، بصير، باق " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " .

فكل الاصطلاحات التى ذكرتها ... وهى :

والقول : صفة قائمة بذاته ... الخ

والمراد بها صفة الكلام ... وهو الموافق لما جاء فى القرآن الكريم .. فى كل آية بها " قال الله " .
فعلشان يردوا على طائفة ضالة تقول : إذا تكلم الله ... فهو لابد أن يكون كلاما بحرف وصوت .. لأن ده معنى الكلام عندهم .. ودا ضلال رهيب .. لأنه فيه تشبيه رب العزة بالمخلوقين .

ويردوا برضو على طائفة تانية بتقول : لا .. لم يتكلم الله أبدا .. ولا يجوز عليه الكلام ... وده يوقعهم فى إنكار الآيات الواردة فى القرآن اللى فيها أن الله يقول " وقال الله لا تتخذوا إلهين " وغيرها كتير .

وكذلك الأمر فى بقية الصفات ... اللى ذكرها الباقلانى .

والقاعدة الجميلة جدا تتلخص فى نقطتين :

الأولى : آمنت بالله .. وبما جاء عن الله .. على مراد الله
وآمنت برسول الله .. وبما جاء عن رسول الله .. على مراد رسول الله

الثانية : ليس كمثله شئ ... وهو السميع البصير
فأثبت الصفات ... ونفى التمثيل .

أما مسألة ... معنى : قيام الحوادث في ذات الله ... فانتظرنى