موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: اول من أنشأ الفساد فى الآرض لسيدى الشيخ /عبدربه سليمان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 05, 2012 8:18 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس يوليو 26, 2012 6:48 am
مشاركات: 56

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد الشفيع المشفع ، الطاهر المطهر ، القريب المقرب وعلى أهله وأصحابه أهل القرب والدلال

إعلم أن أول من أنشأ الفساد ، وابتكر الشقاق والضلال بين العباد وأسس الزيغ عن الحقيقة ، وعدم الموافقة ، والخروج عن الجادة إلى العناد ، هو أول عاص الله تعالى فى خلقه أجمع ، وهو إبليس لعنه الله تعالى . ومصدر ذلك : ( 1) استبداده بالرأى فى مقابلة النص (2) واتباعه الهوى فى معارضة الأمر (3) واستكباره بالمادة التى خلق منها وهى النار على المادة التى خلق منها آدم عليه السلام وهى الطين ، وقد تشعب من هذه الشبهة شبهات وسارت فى الخليقة ، وسرت فى أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلال _ وهذه ترجع فى الاصل إلى حالة واحدة وهى : الحسد فى مقابلة النعمة _ فاعتراضه على خالقه لجهله بمقام رب العلمين . فقال : ( أأسجد لمن خلقت طينا ) وقال : ( أنا خيرا منه خلقتنى من نار وخلقته من طين ) ثم قال أرأيتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا ). ولهذا كان الناس عنده على نوعين : لأول _ نوع يئس من التسلط عليه ، وانقطع أمله فى إغوائه ، وهم من ليس له عليهم سلطان وهم العباد المخلصون كما هو صريح اعتراف إبليس عل نفسه فيما حكاه الله تعالى بقوله : لأزينن لهم فى الارض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) وقد أكد الله تعالى الاستثناء الذى قرره إبليس راغما فقال تعالى ( إن عبادى ليس لك عليهم سلطلن إلامن اتبعك من الغاوين ).
والثانى _ نوع أخر مكنه الله تعالى منه ، فسماه حزب الشيطان وجنده وآتباعه وهم الغاوون المعنيون بقوله تعالى ( إلامن اتبعك من الغاوين ) وهذا النوع الثانى ، منه الكافر الصريح ومنه المنافق الذى قال : آمنت بلسانه ولم يؤمن بقلبه وجنابه ، وهو أخطر من الكافر الصريح ، وأدخل فى سلك الجندية الإبليسية والرعوية له . ومن هذا الصنف الثانى : الخوارج على ما ورد وصفهم فى الأحاديث الآتية ، ومن هذا النوع أيضا ، عصاة المؤمنين إلا أن سلطان إبليس عليهم غير تام لانخراطهم فى حزب الله بالسبب الأقوى وهو الأيمان ، ولاقبال الله تعالى عليهم كلما استغفروا وأنابوا كما قال تعالى ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم )
فقد بان لك أن لخوارج غير عصاة المؤمنين حالا ومآلا ، أما حالا
أهل الضلالة
لست أدرى كيف يلقبون أنفسهم بأنصار السنة والدعوة ، والسنة تبرأ منهم ومن أشكالهم ، . فحال هؤلاء كحال من يعرف القراءة والكتابة لاغير . فيقرأ فى الكتاب ويحاضر بالمكتوب وهو لا يعرف أسرار الكتاب ولا المكتوب
ولا يخفى عليك حال من يعرف منهم أساليب اٌلإنشاء كالكتبة العامة . فتراه إذا افتتح أن يكتب موضعا أو يقول مقالا تعجب لألفاظه ولحن القول فهم من مصادق قوله تعالى ( فلعرفنهم بسيماهم ولتعرفهم فى لحن القول) (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم
وخاصة من نال منهم شهادة من الأزهر الشريف . والله يعلم بحال هذه الشهادة . والطامة الكبرى والبلوى العظمى منهم على البسطاء والضعفاء من المسلمين . وإذا كان الطاغية له مركز بارز أو وظيفة ظاهرة فإنه يكون قائدا فى الضلالة عظيما ، ولا يدرون أن هذا يجر بهم إلى سوء
السوء لمخالفتهم لإجماع المسلمين ، لأن عقيدتهم الضالة المضلة يقتفون فيه أسر أسلافهم الضالين المضلين ممن شيدوهم بألقاب عظيمة توهم الضعفاء فى العلم والدين والإيمان بأنهم أئمة فضلاء بقولهم : تقي الدين شيخ الإسلام الإمام ..... اللهم إلا أن يكون كما قال فيه الكاتب :
إمام فى الضلال له رجال *********** يعينون الإمام على الضلال
وقال بن يسار :
همو ظلموه حين سموه سيدا******** كما ظلم الناس الغراب بأعورا
وأيضا بأن عبادتهم الفاسدة ، وعقائدهم الزائفة كانت أكثر جمعا فى القرآن من غيرها من عقائد الضالين . وشبه المارقين ممن ينسبون إلى الإسلام والمسلمين . بل يعتقدون أنهم على الحق المبين والله يشهد إنهم لكاذبون لمفارقتهم للسواد الأعظم من عقلا ء المسلمين وهم العملاء العاملون .
ولا تنسى أن سبب انتشار دعوتهم الآن فى كثير من الأنحاء لسبب تولية أحد ضعفاء الأيمان برياسة دينيه ممن استبدلوا فيها بالدين الدرهم والدينار والدولار .ذلك الذى فيه الاستعداد لتلك المبادئ الخاطئة فاقتدى به كثير من ضعفاء الأيمان الذين كان يقربهم من مجلسه ، ويرفع من شأنهم حتى اشرأبت أعناقهم للدعوة إلى مبادئه . فقطع الله رأسهم غيرة على دينه، وعلى المقربين من عباده الصلحاء.
واعتذاري عن التعبير بلفظ الضالين المارقين . إنما غرضي لفت نظر عباد الله تعالى لما أوجبه تعالى عليهم حيث بين لهم أنه تعالى هو الحق وأنه واحد ، ودينه الذى شرعه لجميع عباده من آدم إلى آخر الدنيا واحد ، وبين تعالى لعباده ، أن هذا هو الحق ، ومن اتبعه كان على الحق وماعداه هو الضلال ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) .
وبين سبحانه وتعالى فرق عباده ووصفهم بما يميز به بعضهم عن بعض من المؤمنين والكافرين والمنافقين.
فقد امتثلت فيه أمره تعلى . وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
فى الحديث المروى عند مسلم( أترعون أن تذكروا الفاجر بما فيه أذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس)
وقد حث أفضل علماء الأمة الإسلامية المجاهدين ضد المارقين المكابرين فى الحق بقولهم :
من الدين كشف الستر عن كل كاذب ****** وعن كل بدع أتى بالعجائب
ولولا رجال مؤمنون لهدمــــــــت ****** صوامع دين الله من كل جانب
وما غرضي إلا الإدلاء بالأدلة العقلية التي بعضها لم يسبقني فيه أحد وبيان سر وجه ، وحكمة إجماع المسلمين . على الأمر الذى لم يكن فى زمنه صلى الله تعالى عليه وسلم وأجمع العلماء عليه أنه من الدين ، ليستريح المؤمن إلى عمله ويدفع به كيد المارقين ، وهو شأن أهل الحق فى كل عصر إذ ما من واحد منهم إلا وقد قيضه الله تعالى للقيام فى وجههم . كاشف عن حالهم واصفا لهم بأنهم ضالون ( راجع كتب ومجاميع تقي الدين السبكى فقد كشف عن حالهم) .
وابن السبكى وابن حجر ومن على شاكلتهم فى كل عصر . وها هو الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب .
قد ألف كتابا سماه ( بالصواعق الإلهية فى الرد على الوهابية ) وهو مطبوع الآن بمصر، رد فيه على أخيه محمد بن عبد الوهاب
زعيم الوهابية فى مواجهته فى عصره.
ولا أذهب بك بعيدا ، فها هو سيدي أحمد الدر دير الذى أطبق علماء الأمة الإسلامية أنه مالك الصغير . قال فى كتابيه الشرح الكبير والشرح الصغير فى أول كتب الطلاق ( والطلاق بالثلاث يقع ثلاثا خلافا لابن تيميه فأنه ضال مضل خرق الإجماع وسلك مسالك الابتداع)
وقد قام فضيلة العالم الكبير الشيخ محمد عليش فريد عصره بسعيه بنفسه فى هذا الميدان وكذا الشيخ يوسف الشرنبخومى
من أفاضل علماء الأزهر ، وهو الشيخ محمد بخيت المطيعى المشهور مفتى الديار المصرية سابقا والشيخ محمد حسن مخلوف
وكيل مشيخة الأزهر سابقا رسالتيهما المطبوعتين مع الصواعق الإلهية سالفة الذكر . وفضيلة الشيخ يوسف الدجوى من جماعة هيئة كبار العلماء بالأزهر قام بدوره برسالته المسماة : (صواعق من نار ) وهكذا سنة لله تعالى فى خلقه كلما ظهر منهم شيطان قيض الله له شهابا ثاقبا ما بقيت الدنيا ، ( ولن تجد لسنة الله تحويلا ) ولو شئت أن أذكر لك من ميدان الضالين والرادين عليهم فى كل عصر لضاق بنا المقام . ولا تنس أن لكل نمروذ ابراهيم ، ولكل فرعون موسى ، ولكل ضال محمدي.
وإليك ما اطلعت عليه فى طبقات الحنابلة : أن ابن كثير العماد حصل بينه وبين ابن قيم الجوزية مناظرة . فقال ابن قيم الجوزية لابن كثير : أنت تكرهني لأني أشعري؟ فقال ابن كثير : لوكنت شعرا من ساسك إلى راسك . ما صدق أحد من المسلمين أنك أشعري ، بعد أن كنت تلميذا لابن تيمية؟ وأرجوا أعفائى من المؤاخذة بكثرة الكلام والتكرار فيه ، لأنى اقتديت برب العالمين فى كتابه العزيز، الذى بعضه يوضح بعضا وبحضرته صلى الله عليه وسلم الذى كان يقول الحديث ثلاثا ليؤخذ عنه ، ويحفظ منه وان احتلفت ألفاظه كالقران ، ولكن المعنى متحد . وبالبخاري الذى مكرره كثير ، واشتهر قولهم عنه :
قالوا لمسلم فضل ****** قلت البخارى أعلى
قالوا المكرر فيه ****** قلت المكرر أحلى
فكثرت كلامي إن شاء الله تعالى لا تخلوا عن كبير فائدة ، لا وقد أجمع أفاضل علماء الأمة الإسلامية ، على أن مقاصد المؤلفين تنحصر فى سبة أشياء :
(1) أبداع شيء لم يسبق إليه (2) وشرح مغلق . (3) وتصحيح مخطأ . (4) وترتيب منثور . (5 ) وجمع مفرق . (6) وتقصير مطول (7) وتتميم ناقص
فبحمد الله تعالى كتابنا هذا يشتمل على هذه المقاصد كما يشهد به المطلع المنصف السالم من شائبة الحسد مع العفو عن زلة أو هفوة كما قال الأفاضل ، لكل عالم هفوة ، كما لكل جواد كبوة ، ولقد أحسن من : قال
إن الكريم إذا رأى عيبا ستر ****** أما اللئيم إذا رأى أفشى الخبر
ليس اللئيم يضر إلا نفسه ****** والله يغفر للكريم كما غفر
ولكن ما قل سقطة وحسن نمطه ، كان أرجى فى القبول خاصة عند ذوى العقول . نسال الله تعالى أن ينفع به كل محب للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين المباركين ، وأن يجعلنا من الموفقين الممتثلين لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا آل بيتي لحبي ) اللهم أدم علينا ذلك ، وأمتنا على ذلك وأحينا على ذلك فانك ولى ذلك آمين وأعود فأقول أن أكبر حامل لى على تأليف هذا الكتاب إنما هو إثبات الأدلة العقلية المطابقة للأدلة النقلية . التي لا يجد المفارق للجماعة عنها محيصا . فتحمله على الرجوع إلى الحق إن شاء الله هدايته وتوفيقه . و إلا فقد قال تعالى ( فما تغنى الآيات عن النذر عن قوم لا يومنون )
ويقول الكاتب:
ومن أهم أغراضي أيضا . لفت نظر لمخالف للإجماع إلى بيان أصل الحكم فى المستحدثات التي لم تكن فى زمن حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين . وأن أصله فى كتاب رب العلمين وبيان سنة سيد المرسلين . وما أجمع خيار الأمة الإسلامية على جوز العمل به إلا لذلك الأصل والبيان . غير أن الله تعالى لم يوجد من يجرى على أيديهم هذه المستحدثات إلا فى الأزمنة الآتية فتحدث وقتئذ قال تعالى (ويخلق مالا تعلمون) ليكون القرآن أصلا لكل محدث فى كل زمان –يرجع إليه فيه . فيكون من مصداق قوله تعالى(تبيناَ لكل شئ )(وتفصيل كل شئ) (ما فرطنا فى الكتاب من شئ ) .
ولعل أن أدرج مع من دخلوا تحت مصداق قوله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وكرم الله تعالى وجهه( لآن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمر النعم). رواه الشيخان.
لأن الرجال على ما قرره أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه فيما يروى عنه( الرجال أربع : رجل يدرى ويدرى أنه يدرى. ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى . وهذا جاهل فعلموه . ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى وهذا فاسق خطر فاحذروه).
فالرابع هذا هو الذى جهل أنه جاهل أنه جاهل ، وهذا هو وجه خطورته على العالم وهذا هو الذى قال فيه العقلاء : جاهل جهلا مركبا. إذ الجهل ينقسم إلى قسمين : جهل بسيط وهو الذى يتعلم صاحبه بالتعلم.
وجهل مركب وهوا الذى صاحبه لا يقبل المعلم لأنه جهل أنه جاهل كم قيل :
قال حمار الحكيم يوما *** لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنى جــــــــاهل بسيط *** وصاحبي جـــــاهل مركب
وقد أبان الحق عز وجل فى كتابه العزيز لعباده على لسان حضرته صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة لحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )إن من عباده من يفهم بالإشارة ومنهم من يفهم بالعبارة ومنهم من لا ي لا بالإشارة ولا بالعبارة ، بل بإلقامه حجرا وصدق الله العظيم حيث قال (: (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
فعرفت الناس على ثلاثة أقسام ، كما بين الحق عز وجل فى هذه الآية الكريمة وكما حدث من أسند الله تعالى إليه البيان والتبيين صلى الله تعالى عليه وسلم فى الحديث المروى عن البخارى ومسلم عن أبى موسى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرض فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فكذلك مثل من فقه فى دين الله عز وجل ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به)
وصدق الله العظيم حيث قال ( فما تغنى الآيات عن قوم لا يؤمنون ) وقال عز شأنه ( وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدالا يخفى على كل ذى عقل راجح أن الله تعالى لمقتضى كماله ، جعل الحق والضلال مستمرين فى الدنيا إلى يوم القيامة ولكل منهما دعاة فى كل عصر وجيل . وفى المثل الجميل ، لكل نمروذ ابراهيم ، ولكل فرعون موسى ، ولكل ضال محمدي )
قل تعالى : " قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا " وقال تعالى :" والذين اهتدوا زادهم هدى وآثارهم تقواهم " وقال تعالى : " كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ، وما كان عطاء ربك محظورا " .
ولذا تراه تبارك وتعالى قبض لأسلاف هؤلاء الضالين رجالا من قيل من خيرة من أفاد . وتصدى لنشر العلم ودفع الضلالات عن العباد وليس ذلك فى مقدور كل أحد ، بل ذلك فضال الله يؤتيه من يشاء من أعلام العلماء القائمين بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . وأختصهم الله تعالى بالوراثة المحمدية قولا وفعلا ، ونور بصائرهم بما أتاهم الله من البراهين والعرفان ، حتى صاروا خلفاء الأنبياء وواسطة عقد الأصفياء فهم أقرب الناس إلى حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم . المؤيدون بالمعرفة والتحقيق . والمقومون بالمتابعة والتصديق ، عرفهم أنهم قد خرجوا على الدين وخرقوا الإجماع فى كثير من أحكام الكتاب والسنة والإجماع ، وضلوا عن فهم كثير من الآيات التي تقوم فى وجه عقيدتهم . كقوله تعالى :" ومن يشاقق لرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" وقد قال الله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس " وقل تعالى :" وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " وقد أجمع عقلاء لأمة على أن الأمة هي الجماعة المستفيضة الذين يستحيل تواطؤهم على الكتاب . وهذا مستفاد من قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (سالت ربى أن لا تجتمع أمتي على الضلالة فأعطانيها ) رواه الأمام أحمد فى مسنده والطبراني فى الكبير عن أبى نضرة الغفاري رضى الله عنه . وفى مسند الحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما : ( لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة ويد الله مع الجماعة )
وفى البخارى : ( من فارق الجماعة قيد شبر ) وفى روية : ( قيد شعرة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وقوله صلى الله عليه وسلم . ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ) والمراد بالمسلمين والأمة فى أقواله صلى الله تعالى عليه وسلم هم الجماعة المستفيضة الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب ، فهم المعصومون من الخطأ والضلال ، لا الشرذمة القليلة وهم الفرق الضالة فى الإسلام الذين هم من مصداق قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( وستفترق أمتى ) الحديث وسيأتي .
فهؤلاء الأفاضل يرون أن الجهاد فى الدين واجب على العلماء ، بمحاربة المخالفين للكتاب والسنة . كما هو واجب على الأمراء بمحاربة الكافرين . وكما هو واجب على كل فرد فى نفسه لنفسه قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( والجهاد ماض لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال ) رواه البخارى فبقيامهم لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم يرون المارقين من الدين ، ويعرفونهم فى لحن القول ، فيكدرون صفوهم ، ويقطعون ألسنتهم ، ويدحضون حجنهم ، ويبينون أن الله تعالى حجب عنهم نور البصيرة واليقين
، فيعدون لهم ما استطاعوا من أدلة عقلية ونقلية ، وفيهم يجاهدون فيقطعون أوصالهم بالأدلة القاطعة ، ويمزقونهم بالبراهين الساطعة حتى تراهم كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة .
ولذا تراهم لا قيمة لهم على الدوام ضعفاء لا يقوون وهاهم أولاء كما ترون أنهم مع كثرتهم فى العدد لا وزن لهم بجانب أهل الحق .( قل لا يستوي الخبيث بالطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث )
وقد مضى على بدء طريقتهم لأول منشىء لها نحو سبعمائة سنة تقريبا ، ومع هذا الزمن الطويل لم يزدهم الله إلا خذلانا ومقتا ، فهم من مصداق قول الصادق المصدوق صلى الله تعالى عليه وسلم : ( افترقت المجوس إلى سبعين فرقة . وافترقت اليهود إلى إحدى واسبعين فرقة ، وافترقت النصارى إلى ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتى إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا ما أنا عليه وأصحابي ) رواه البخارى . كل هذا لسبق شقوتهم لم يهتدوا إليه .
وطبعا هم لا يضللون إلا ضعفاء الإيمان أو الأطفال ، أو العوام ممن لا يستطيعون حيلة ، ولا يهتدون سبيلا ، ويزينون لهم القول بأنهم على الحق ، وأنهم سيكثرون ، وأن الإسلام بدا بالقلة وبالفقراء حتى كثروا ، ويحرفون لهم الكلم عن مواضعه بالأباطيل بما يموهون به على عقولهم القاصرة ليفسدوا عليهم عقائدهم السليمة . وهى إنما كانت مجرد تقليد ، وليس عندهم من البرهان ما يمكنهم أن يصدعوا به ، بل طمس الله بصائرهم عن إدراك الحقائق قال تعالى ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السمولا يخفى على ذوى البصائر النيرة ، والعقول الراجحة ، أن كثرة الدعاة لهم الآن ، ومصدر انتشار مطبوعاتهم فى هذا العصر هو مساعدة دول الاستعمار التى يرجع منشأ عداوتها ، الى زمن الصحابة وسيد المرسلين ، فهم من ذلك الحين لا يزالون يحلمون : أنهم يبيدون الإسلام والمسلمين بأى طريقة يفكرون فيها تفكير الشياطين ، وكم فكروا ؟ وسعوا وجاهدوا واجتهدوا بكافة الوسائل فلم يفلحوا : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) فبحوله وقوته تعالى لم يستطيعوا لآن منزله حافظه ، ووعده سبحانه حق ، وقوله تعالى صدق :
ولم يبعد عليك العهد ، أنهم طالما أتوا بأعلم علماء وأفصح فصحاء قسيسهم ورهبانهم للتبشير فى البلاد الاسلاميه المستعمرة لهم وكان هنا بمصر تحاجهم صغار الطلبة من الازهر ، فأعجزوهم وأفحموهم .
ولما لم يفلحوا عمدوا إلى فقراء وضعفاء الايمان من الطلبة بالازهر . وصاروا يستميلونهم بالاموال ، ويحملونهم على عمل جمعيات تضمهم وتجمعهم ، ويساعدونهم بكافة الطرق اللازمه لهم ، حتى فى نجاحهم فى الامتحانات ، بطريقة خفية إلى أبعد حد ، ليكونوا دعاة لهم فى التضليل فى المراكز التى ينالونها بعد التخرج ، ويوجهون كل واحد منهم فى ناحية من نواحى الدين ، للطعن فى عقائد المسلمين ، والتشكيك فيها ، والتفريق بينهم ، وكان من أكبر همهم القضاء على حفظة القرآن لكريم ، وها هو ذا من أو صلوه إلى رياسة التربية والتعليم
فى ذاك الوقت ، حتى أقترح أمورا ، منها القضاء على مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، الذى هو مصد=ر أوامر لله تعالى ونواهيه لعباده أجمعين . ومنها توحيد التعليم فى جميع المراحل الثقافية والدنية وغيرها توطنة لمحو مصدر العلوم والمعارف الدنية فى جميع أنحاء الكرة الارضية (الازهر) الذى ما جعله الله عز وجل الا ليكون مصدرا لفهم كتاب رب العلمين ، وسنة سيد المرسلين . اللذين شاء الله تعالى بقاءهما ما بقيت الدنيا بأهلها الطيبين وكل من أراد هذا التراث الخالد بسوء قسمه الله ، كما هو مشاهد وجرت به العاده تعالى قال تعالى ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) وقل تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
ولما كان حال المضلين المأجورين فى حاجة الى ما يستندون إليه ، ويعتمدون عليه ، فى تلك الدعاوى التى سندت اليهم بالمخالفة، عمدوا إلى كتب أسلافهم ، الضالين ليكون لهم شبه العذر فى قيامهم بهذه لمهمة لعظيمة التى لم يقم بها ، ويصدع بأمرها ، ويجهر بدعوتها ، إلا كل خوان أثيم ، ومن يشاء منهم أن ينغمس فى حطام الدنيا كمن سبق فارتقى من خدمة مراحيض المسجد إلى عمارات وسيارات ، وغيرهم ممن كان من المهملين بين العلماء فارتفع إلى مراكز لم يكن يحلم به ،لآنه كان فى زوايا الأهمال فارتقى وظهر بتلك الدعوة الضالة.
فالذى يطمح منهم إلى تلك المظاهر الدنيويه يدرج على مبادئ المخالفين وينسج على منوال المارقين ، وليس لهم فى تلك المخالفة إلاما بيناه لك ، وخاصية أستعداد تكوينهم وقابليتهم للشر الصرف ، لمراجعتهم وقراءتهم كتب المخالفين ضد إجماع المسلمين من ذلك الحين القديم
ولما عهدوا اليهم ذلك وقبلوه، وقاموا به ، وأعلنوا الدعوة إليه ،ساعدوهم على طبع تلك الكتب لتكونحجة فى أيديهم ، وعظموا مؤلفيها، بالألقاب لفخمة لضخمة ، ليكون لهم لحق فى الأخذ منها والاستدلال بها ، فأغنوا أعدء الدين عن القسوس والرهبان والمبشرين وهذه الدعوة ضد الاسلام والمسلمين ، ولا مبلاة لهم بمخالفتهم لإجماع المسلمين، وياليتهم وقف بهم الأمر لهذا الحد ، بل يطعنون فيمن أسسوا هذا الدين الحنيف الخلد ، الذى ينسبون أنفسهم إليه ، ويأخذون الألقاب العظيمة به وهو الأجماع .
ولم يدرى الواحد منهم أن الإجماع هو السبب الوحيد فى نسبته لأبويه حتى -قال لى أحدهم : من أنى لنا هذا الولى الذى يزار ، مات على الإيمان؟ حتى نعتقد أنه ولى ؟ فقلت له : ومن أنى لنا أنك ابن أبيك ؟ فبهت الذى كفر . ثم أقمت له البرهان العقلى والنقلى من الكتاب والسنة على أن الاجماع حجة فى الدين كما سنبينه فى الرد .
ومن طمس بصيرتهم التى لم يهتدوا بها إلى فهم كلام رب العالمين ولا سنة سيد المرسلين - وقد فهمها واهتدى إليها العلماء العاملون فأقروها وأجمعوا على جواز العمل بها - انهم ينكرون وصول ثواب القرآن إلى الميت وأنه لا ينفعه - وكيف هذا مع قوله تعالى ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وقد ثبت بصريح صحيح السنة أنه شفى المريض . والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم صلى على الميت وقرأ الفاتحة فى حديث البخارى ومسلم . فهل قراءة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم للفاتحة على الميت كانت عبثا ؟ وقد جعلها الامام الشافعى رضى الله تعالى عنه ركنا فى صلاة لجنازة - وسنوضحه فى الرد على مايدور بخاطرهم .
وبلغ بهم من لشر ولعمل على هدم إجماع المسلمين أنهم ينكرون كل ما استحدث فى الدين ، وجاء أصله فى كلام رب العالمين ، وبيان سنة سيد المرسلين ، من الأمور لتى لم يشأ الله تعالى إظهارها إلا فى الأزمنة التى أراد تعالى إظهارها فيها على يد عباد لم يخلقوا فى هذة الأزمنة قال تعالى ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) الآيات .
فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يستنبطون من القرآن والحديث وكذلك يكون هؤلاء الآخرين من بعدهم وفى الحديث الشريف (فرب بملغ أوعى من سامع)
فكل عمل ظهر بعده صلى الله تعالى عليه وسلم هو مطوى .فى الكتاب والسنة - وإن لم يكن معمولا به فى زمنه صلى الله تعالى عليه وسلم كالصلاة والسلام بعد الآذان . وقراءة سورة هل الكهف يوم لجمعة . والمنارة وتجويف المحراب . وكل شئ يعارضون فيه وإلا لزم عليه قلب الاوضاع الإلهية ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)
ومما أطبق عليه عمى قلوبهم .أنهم يحرمون التوسل بالصالحين ،أ ولم يروا أن الله أباح التوسل . حتى بالبهائم ؟ كما فى باب الأستسقاء.
فكيف لا يجوز بالتوسل بعباد الله الصالحين؟ والأموات أحياء من أحياء الدنيا
روى البخارى عن عبد الله بن أبى أوفى ن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أيامه التى لقى العدوا انتظر حتى مالت الشمس ثم قام فى الناس فقال : أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وأسألوا الله العافيه فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف . ثم قال اللهم ممنزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب أهزمهم وانصرنا عليهم - قال شارحه المراد التوسل بنعمة الدين والدنيا والآخرة
وبمن سبق حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم من لاموات من إخوانه الأنبياء فى حديث السيده فاطمة بنت أسد أم سيدنا على بن ابى طالب
ات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) ويستمر الشيخ فى كتاباته فيقول : إن سبب جمع هذه لأدلية العقلية من الكتاب والسنه . ومنها : الإجماع والقياس والأسثنباط.
هو ما كان يرد على فى أثناء قراءتى للدروس فى الأزهر الشريف ، وكثرة السائلين من المعاندين ومن على مبادئهم . وكنت أراهم كالشياطين .تارة ظاهرين . وأخرى مختفين . فكنت أعرفهم بنور الأيمان . فيسألون عما جاء فى القرآن المجيد من صفات الأفعال التى للحق عز وجل مما تشابه صفات الحوادث .
1- كقوله تعالى : ( والسماء بنيناها بأيد) (أأمنتم من فى السماء ) ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) . (الرحمن على العرش استوى) وفى الحديث :ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ) وفى الحديث (يضع الحق قدمه فى النار فتقول قط) وفى حديث الجارية التى أشارت إلى السماء ، وفى حديث ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ) وغير ذلك من الأيات والأحاديث التى هى شبه الضالين ومن على شاكلتهم . هذا بالنسبه للحق عز وجل ، وأما بلنسبة لحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم .
فيقول السائل : مات ما معنى ما اشتهر على ألسنة الناس فى قولهم فى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ياأول خلق الله . ونعلم أن أول من خلق من لبشر آدم عليه السلام
- وما معنى لإستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وما حكم زيارته صلى الله عليه وسلم هل تنفع الزائر .وماحكم التوسل به بعد موته؟
-وما معنى يانور عرش لله؟ وماحكم الصلاة عليه بعد الأذان ولصلاة عليع بغير الصلاة الابراهيميه؟
-وما معنى السائل بحق نبيك عندك؟
- أوليس الحلف بغير الله شرك كالحلف برسول الله وبالأولياء شرك؟
- وهل رسول الله صلى لله عليه وسلم حى؟
- وهل يسمع ويجيب أم مات وأنتهى؟ (إنك ميت وإنهم ميتون)
- وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى يقظه؟ وما معنى ذلك وقد انتهى الجسد وأنقطعت عنه الحياة ؟ هذه شبههم بالنسبة للحق عز وجل ولرسوله صلى لله عليه وسلم.
وأما بالنسبة لشبه مستحدثات الكون فكثيرة جدامنها قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــول السائيل منهم.....
1- لانعمل إلا بالقرآن والثابت بالسنه الصحيح . لاحاجة للإجماع . ولا القياس ولاالاستنباط والدين الصحيح الخالص ما كان يعمل صلى الله تعالى وسلم لاغير.
- ماحكم الصلاة فى المساجد التى فيها القبور؟
وأسئله كثيرة من تكفير أهل العلم والتطاول على الأولياء بأنهم أصنام وأوثان
وآخر جاء بكتاب ( كشف الشبهات لابن عبد الوهاب ) الذى جمع فيه جميع الآيات التى فى القرآن بشأن الكافرين والمشركين وجعلها شاملة لزائر قبر النبى والأنبياء والصالحين والأولياء
وآخر يجئ بالعقيدة الواسطية لأبن تيميه وببعض الوسائل التى كانت قدوة لأتباعه المعجبين برأيه وهم يعتنقونها بلا تدبر . ويقول : أنه لا يجب العمل إلا بمافى هذا.
وسنوافيكم ببعض من أقوالهم التى يرددونها وبعض من معتقداتهم وما اعتنقوه عن بن عبد الوهاب

باقى المقالة( أما حالا :فلأن عصاة المؤمنين عامره بالأيمان لم يصبها سهام إبليس ، وأن لعب بجوارحهم الظاهرة أحيانا
.فمردهم : إما إلى توبة نصوح ، وأما الى عفو من الغفور الرحيم، ولا كذلك الخوارج فقد انتزع إبليس من صدورهم الإيمان وحشاها مكان الإيمان غلا وحقدا واستهزاه بالمؤمنين وردهم الى عذاب النار وسخط الجبار وبئس القرار0
وما تقول فى قوم ليس لهم عداء إلا على أهل الله تعالى وخاصته من خلقه يسمونه أصناما ويسمون محبيهم عباد أصنام ويلقبون أنفسهم بأنصار السنة أو السلفيه، فالى أى فريق يعزى هؤلاء؟ وفى أى سلك ينخرطون ؟ لاشبهة بأنهم من الخوارج المارقين، كما لا شبهة فى أن الخوارج من المردة المنافقين ، وصدق الله تعالى حيث يقول : (ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله فى جهنم) فقد أستبان لك أن عناصر الشر فى الدنيا ثلاثه (الكفار - المنافقين - الخوارج)وهم جند إبليس الذين لهم خصومه مع الانبياء المكرمين ومن على أقدامهم الى وقتنا هذا، وإن شاء الله تعالى سنذكر الحكمة فى كونهم ثلاثة
واعترض بها اللعين على خالقه جل شأنه نتيجة محاورات دارت بينه وبين الملائكة لعدم سجوده مع الملائكة فقال:
1- لم خلقني ؟ 2- ولم كلفني بمعرفته وطاعته؟ 3- ولم كلفني بطاعة آدم والسجود له ؟ ولما لم أسجد له؟ 4- ولم لعنني وأخرجني من الجنة؟ 5- ولم سهل لى الدخول على آدم الجنة ثانيا فوسوست له وغررته وأخرجته معي منها؟ 6- ولم سلطني على أولاده حتى أرهم من حيث لا يرونني ؟ 7- ولم أمهلني لما استمهلته؟ ولو أهلكني لا ستراح العالم منى وعاشوا على الفطرة طاهرين سامعين مطيعين على الخير بدون أمتزاجة بالشر؟ فهذه السبع الشبه التى قالها اللعين الجاهل بمقام رب العالمين ولم يدر الجهول أن من مقتضيات كمال ألذات أن تكون جامعه بين الضدين اذ لو خلقت على الخير فقط لا تصف الوجود بالنقص للشق الآخر إذ لابد للخير من شر يقابله والكون كله مبنى على أصلين .المقابلة والمماثلة.كما هو معلوم إذ بالمقابلة يأتي العناد والتنافر وبالمماثلة يأتي التاَلف والتوافق إن الله على كل شيء قدير.
هذا ومن المعلوم الذي لا مراء فيه أن أول ظهور الخير هو اَدم عليه السلام فبدأ اللعين بالمقابلة بالشر بما ظهر فيه وبه ومنه ومن هنا صح قولنا أن كل شبهه وقعت لبنى اَدم فإنما هي من إضلال الشيطان ووساوسه نشأت من شبهاته ولما كانت أسباب الضلال محصورة فى السبع رجعت كبار البدع والضلالات إلى سبع ولا يجوز أن تعدو شبهات . فرق الزيغ والكفر هذه الشبهات وإن اختلفت صورها وتباينت أحوال الطرق فيها فإنها بالنسبة إلى أنواع الضلالات كالبذور وترجع جملتها إلى استنكار الأمر
مع ظهور الحق ـــــوإلى الجنوح للهوى فى مقابلة النص ـــــــ وها كم من جادل نوحاً وهوداً وصالحاً وإبراهيم ولوطاً وشعيباً
وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ـــــــ فكلهم نسجوا على منوال اللعين الأول في إظهار
شبهاته –وحاصلها يرجع إلى دفع التكليف عن أنفسهم وجحدوا أصحاب الشرائع والتكاليف بأسرهم إذ لا فرق بين قولهم
(أبشر يهدوننا )وبين قوله (أأسجد لمن خلقت طيناَ) وعن هذا صار مفصل الخلاف ومحز الافتراق كما هو في قوله تعالى
(وما منع الناي أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراَ رسولا)- فبين أن المانع من الإيمان هو هذا المعنى كما
قال في الأول –(ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )- وقال المتأخر من أتباعه كما
قال المتقدم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين) وكذلك لو تعقبنا أحوال المتقدمين منهم وجدناها مطابقة لأقوال
المتأخرين –(كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون )-(فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به
من قبل )- فاللعين الأول لما أن حكم العقل على ما لا يحتكم عليه العقل لزمه تحكم الخلق فى أمر الخالق جل شأنه ولقد صدق بعض المحققين في قوله إن الله تعالى خلق إبليس ليكون رسولا للشر ضد جميع الأنبياء والمرسلين ومن على منوا لهم ليحصل بذلك تمام نظام العالم بأن يكون للهدى رسول يدعو إلى الخير- وللضلال رسول يدعو إلى الشر وهذا معلوم بالضرورة في أصول الشرائع وبذلك يكون الجهاد وفضل المجاهدين قال تعالى ألم أعهد إليكم يا بنى اَدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني )-(لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا . قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزءاَ موفوراَ).
ومن أمعن النظر وتأمل بعين الفكر عرف أن أول مظهر للخير قابله أول مظهر للشر فكان ذلك مصداق قوله تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون )- وقد قلنا إن المقابلة والمماثلة هما أساس التكوين - وهذا في الممكن بالفعل وأما في القول فقد سبق قوله تعالى (إني جاعل فى الأرض خليفة) فقوبل بالقول (أتجعل فيها من يفسد فيها ) وذلك استفهام عن الحكمة فسبحان المبدع - ( ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى

تبصرة وتبيان
لما تقدم لك الكلام على إبليس وعلى شيء معنى بعض حكمة الحكيم العليم فى إيجاده تعالى للموجودات _ عن لنا أن نذكر لك شيئا من معنى أهل الخطاب والتكليف _ وهم أربع _ الملك والجن والشيطان والإنسان عساك أن تهتدي إلى الصراط المستقيم وتقف على شيء من عظيم قدرته عز وجل ويكون ذلك سلاحا قويا لك في دفع شبه الزائغين المنحرفين عن الصراط المستقيم الذي أناره رب العالمين بكتابه المبين الجامع بين نوعى الهدى والضلالة قال تعالى ( يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) . وإن تعجب فعجب قولهم فى خير خلق اله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه بشر مثلك مثله ، والإطراء فيه زيادة عن الحد شرك فكيف يتفق هذا مع قول الله تعالى في حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) والخلق هو الجامع لأمهات الكمال والفضائل وقد سماه تعالى نورا وكتابا مبينا في قوله جلت قدرته ( قد جاءكم نور وكتاب مبين يهدى به الله ) . الآية قال العلامة الألوسى في تفسيره : النور والكتاب هو حضرته صلى الله عليه وسلم بدليل عود الضمير عليهما مفردا . وسيأتي حرفيا عند بيان حقيقته صلى الله عليه وسلم وقد سماه تعالى : الحق في قوله تعالى: ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى ) وقد وفينا المقام في الكلام على الحقيقة المحمدية على ما سيأتي . قال تعالى لحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم ( تراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) وفي صحيح الترمذي رضي الله تعالى عنه فيما يرويه عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في ليلة أضحيان وعليه حالة حمراء فجعلت أنظر إلى وجهه وأنظر إلى القمر فوالله الذي لا إله إلا هو لهو عندي أبهي من القمر . فأنظر إلى من كشف الله تعالى بنور الإيمان عن قلبه فعرف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وإلى من كان يراه كشخص عادى ، وهاكم حديث إسلام ثمامة المروى عند البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت فترك حتى كان الغد ، ثم قال له ما عند يا ثمامة ؟ قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد ، فقال ما عندك يا ثمامة ؟ قال عندي ما قلت لك ، فقال أطلقوا ثمامة فأنطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ، ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلى من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى ، والله ما كان من دين أبغض إلى من دينك فأصبح من دينك أحب الدين إلى ، والله ما كان من بلد أبغض البلاد إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد إلى ، وأن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال قائل صبوت قال لا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم . فأنت تري هؤلاء الملاحدة المارقين من الدين الذين أعمي الله تعالى بصائرهم ينظرون إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نظرة ثمامة إليه وهو كافر عدو لحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم _ ولو كانوا مسلمين لنظروا إليه عليه الصلاة والسلام نظرة ثمامة وهو مسلم وسيأتي ما هو أوضح إن شاء الله تعالى .
وأعلم أن الفاعل المختار اقتضت حكمته العالية التنويع في الموجودات فأوجد عالم الأنوار _ وهم من عالم الأمر_ لا من ذكر وأنثي بل بقول كن _ كالملائكة _ وعالما آخر من مارج النار وهى الحرارة الشديد الناشئة عن النار ليس فيها لهب ولا دخان وجعل فيهم التناسل من ذكر وأنثي وهم الجان _ وعالما آخر من عالم الجن وهم الشياطين من الذكورة والأنوثة أيضا وعالما آخر وهو عالم المادة الآدمية وجعله مركبا جامعا لجميع العوالم السالفة الذكر فجعل فيه ما فيهم وزيادة المادة وجعلهم من ذكر وأنثي فكانوا أفضل المكلفين ولما كانوا أفضل المكلفين كانوا أفضل المخلوقين أجمعين . وبه يستدل على أن الحقيقة الإنسانية أفضل الحقائق الإمكانية . وإن الله تعالى جعل منها أفضل الرسل والله تعالى عوالم لا تحصى . وآثار الصفات من الموجودات لا تستقصي _ ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) _ والكلام في ذلك لا تسعه الأوراق فجل الصانع رب العالمين _ ولما كان هذا الخلق على أنواع بمقتضي آثار الصفات وفى الأصل على حالتين بمقتضى كمال الذات كان المال إلى نزلين (( الجنة والنار )) هذا ولما كانت حكمته العالية تقتضى ربط الأمور بأسبابها جعل التكليف محلا للاستحقاق لتظهر حكمة العدل والأنصاف _ والتكليف لم يكن إلا لهؤلاء الأربع وكل بحسب ما خلق له إذا الحكم التدوينى محاذ للحكم التكويني .
ولما كان الانسان أكرمهم على الله تعالى لما سبق بيانه من أن تكوينه جمع كل حقائق المكونات – كان فيه إجمال الموجودات . ومن الإجمال يكون التفصيل- قال تعالى (وفى أنفسكم أفلا تبصرون )- وقال أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وكرم الله تعالى وجهه:
أتزعم أنك جرم صغير ***** وفيك أنطوى العالم الاكبروسنوافيكم - بباقى وماورد فى حقيقة بن عبدالوهاب منجاة الزائر للولي
يقولون أن الزائر يناجي الولي وهذه المناجاة لغير- الله أفلا تكون هذه شركا (ويدعون من دون الله من لا يستجيب لهم )
ونحن نقول : إن الادعاء بأن المناجاة لا تكون إلا لله ،وهو إدعاء باطل. لأن المناجاة من الألفاظ الموضوعة وضعا عاما ، وهى في كل شئ بحسبه ، وهي من الأوضاع الإلهية التي شرعها تعالي لعباده أما له تبارك وتعالى حيث قال : (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم الآية . وأما لرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم حيث قال عز وجل .( يا أيها الذين آمنو إذا ناجيتم الرسول ) الآية . وأما لعباده حيث قال سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان وتناجوا بالبر والتقوى)
الآية
وقال تعالي ( وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر ) أي فالنصر واجب عليكم وفى قوله تعالى ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) وغير ذلك كثير . وفى الحديث ( إذا كان أحدكم فى فلاة وخشي الهلاك فنادى يا عباد الله أغيثوني فان الله يأتيه بعبد من عباده يرشده ) قال بن القيم الجوزي .إما ملك أو جن أو من بنى آدم.
وأن قال من طمست بصيرته: هذه خاصة بالأحياء قلنا له :من في الآخرة أقوى وأوسع حياة وكان يكفيهم ردعا وزجرا لهم حديث القليب قليب بدر ، أو حديث : تعليم الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم الأمة كيف يقولون للأموات إذا زاروهم أو مروا عليهم ثم أو لم يكفهم أحدهم فى أن اليوم الواحد كم مره يناجى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تشهده فى الصلاة بقوله : السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، فهل هم تركوا ذلك فى تشهدهم بعد موته صلى الله تعالى عليه وسلم؟
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وأعلم إن المناجاة موجبة على المناجى أن يجيب من ناجاه وينصره بصريح الآي المتقدمة وبيان السنة فى ذلك متى إستطاع إليه سبيلا ، وقد قررنا أنه تعالى هو المرجع فى كل شئ حسبما أمر به سبحانة وتعالى ، وبينه رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو المنعم على عباده فيمنح من يشاء ما يشاء من فضله الذي لا يحد ، ألا ترى الحديث القدسي الذي يرويه أصحاب السنن والمسانيد وقال فيه ابن تيمية فى رسالة الفرقان : هو أصح حديث فى السنة وهو( لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله فى يسمع وبي يبصر وبي يبطش ولئن سألني لأعطيته ولئن استعاذنى لأعيذنه ) الحديث. وله رويات .وهذا العطاء والتفضل من الكريم جل شأنه لا يحرمه عبده فى حياته الآخرة التى هي أقوى من حياته الأولى فيستجيب الله تعالى لهذا العبد لنفسه أو لغيره حياَِ كان أوميتا ، قال تعالى : (لهم ما يشاءون عند ربهم ) الآية وفق مافى تعالى.
وقد سأل عمر بن الخطاب رضى تعالى عنه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم عن الدعاء عند ذكره القضاء والقدر فقال : (ذاك من القضاء والقدر ) وعلى هذا فطلب الزائر من المزور هو طلب من الله تعالى وهو الحق الثابت فى عقيدة المسلمين بأنه ماتوجه إلا إلى مصدر من مصادر الحق جل وعلا وباب من أبواب رحمته تعالى، ولما يخرج بذلك عن دائرة القضاء والقدر ، بل قد يكون الولى فى حياته الأخرى ممنوحا من ربه تعالى الإطلاع على ما يريده الزائر من ربه على يد ذلك الولى وكل ذلك كما قلنا مرجعه إلى ما عند الله تبارك وتعالى .
ولا ينسى ذو عقل أن الحركة والسكون بيده تعالى ، لأنه عزوجل بعد بيان التشريع هو الموجه المحرك المسكن ، وهذه هى العقيدة السليمة لأنه إن لم يكن الأمر كذلك لاستطاع كل شخص أن يرجع شابا او يحتفظ بقوته وحياته ما استطاع ؟ وهذا باطل بالعقل والنقل . فالعقيدة السليمة الصحيحة كل مخلوق مسير لا مخير وفى الحديث الصحيح المروى عند البخاري وغيره أعملوا فكل ميسر لما خلق له)
ومن هنا تعرف معنى قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فى الحديث المشهور عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ) الحديث . يروى بطوله : ولكن محيط شبهتهم هاتان الجملتان منه فيستدلون به على منع سؤال عباده تعالى وهم لا يعقلون له معنى ، لأنه لو كان المعنى كما يفهمون لانهدم التشريع جميعا ، فإنه مبنى على الأخذ فى الأسباب ، إذ يقول سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم : (وأن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ) ويقول تعالى ( يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال ) ويقول تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى) الآية
وفى الحديث (والله فى عون العبد ماكان العبد فى عون أخيه ) وغير ذلك كثير من عموم الآي الكريمة والأحاديث الشريفة – ومن المحال مخالفة ذلك إذ الكون كله قائم على الاستعانة والتعاون:

الناس للناس من بدو وحاضرة ***** بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
فهذه سنة الله تعالى فى خلقه، (ولن تجد لسنة الله تبديلا) لطمس بصائرهم يتكلمون بدون تعقل ولا شعور حتى يجعلوا من يسأل عباد الله مشركا : وإذا هؤلاء لا يبالون بمفارقة إجماع المسلمين فهل يبالون بالخطأ والتضليل فى فهم الآي و الأحاديث؟
وأما معنى الحديث الشريف (إذا سألت فاسأل الله ) الحديث .أي إذا سألت مخلوقا أو استعنت به فلا تغفل عن الله سبحانه وتعالى
لأنه هو الخالق لأفعال العباد قال تعالى ( والله خلقكم وما تعملون )فهو من إرشاد حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم لأمته أن لا يعتقدوا أن للمخلوق فعلا مستقلا به عن فعل الله تعالى فإن الغفلة عن ان الله تعالى هو الخالق لأفعال العبادتجر الى قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )
وهذا الحديث نفسه أثبت للعباد أنهم ينفعون ويضرون ولكنهم غير مستقلين بذلك ، فالله تعالى هو الضار النافع بأيدي عباده، قال تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) وقال تعالى ( ويذيق بعضكم بأس بعض).
وإن تشأ فقل علم الله تعالى بأن هؤلاء الضالين سيظهرون فجعل كلام الذى لا ينطق عن الهوى موافقا للقرآن الذى يضل به كثيرا ويهد به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين – كهذا الحديث .وحديث الجارية وحديث : ربنا الذي فى السماء . مما يتمسكون به ولا يعقلون له معنى
ومن أعجب وأغرب أمرهم قول بعضهم : إن الزائر للولي يقف أمام قبره وهو أكثر أدبا منه بين يدي ربه فى صلاته ؛ فكيف يجترئ قائلهم على هذه الفرية؟ ( أعندهم علم الغيب فهو يري ) اللهم إن هذه دعوى ليس فى الدنيا أغرب ولا أعجب منها:
وهذا سيد العالمين الذى علمه ربه علم الدنيا والآخرة يجيب سيدنا خالد بن الوليد بقوله الشريف (إنى لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم ) وفى حديث آخر ( وهل فتشت على قلبه) اللهم ألهمنا الحكمة والصواب

( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط