اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm مشاركات: 170
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ومما ينتقده التيمة الوهابية على المسلمين خاصة الصوفية منهم :
ـ مسألة : أما وصول ثواب قراءة القرآن للميت ، فمأخوذ من حديث البخارى ومسلم أنه خرج إلى حائط من حوائط المدينة فسمع انسانين يعذبان فى قبورهما فقال : يعذبان وما يعذبان فى كبير ، إن أحدهما لا يستتر من بوله والآخر يمشى بين الناس بالنميمة ، ثم دعا بجريدة رطبة فكسرها فقيل له : لما فعلت هذا يا رسول الله ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييسبا .والقرآن أفضل من الجريد .فتأمل .
ـ ثم هو مأخوذ من صلاة الجنازة ، والتى تحتوى على قراءة الفاتحة ـ والحديث فى البخارى ومسلم وغيرهما ـ وهى دعاء كما هو معلوم ، بل جمع الله تعالى فيها كل علوم القرآن الذى جمع الله تعالى فيه علوم الكتب السابقة ، وجعل علوم الفاتحة فى البسملة ، وجعل علوم البسملة فى الباء منها .
ـ وروى البخارى فى صحيحه أنه قال لعائشة : ذاك لو كان وأنا حى فاستغفر لكِ وأدعوا لكِ . والدعاء عام يشمل القرآن أيضاً وهو أفضل الدعاء كما تقدم .
ـ وقد قال تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" ولعل قائلهم يقول : إنما نزل القرآن للأحياء وليس للقراءة على الموتى .
ـ فنقول له : ألم تنظر إياها الغافل إلى نعم الله تعالى المنثورة فى الكون ، ألم تنظر إلى الماء وقد جعل الله تعالى منه كل شئ حى ، وجعله صالحاً لكل مستلزمات الحياة ، وإذا كان هو حال الماء المخلوق ، أفلا يكون القرآن وهو كلام الله تعالى غير المخلوق صالحاً للحى والميت ، ينتفع به الحى والميت .
ـ أورد ابن القيم فى كتابه الوابل الصيب ـ الفصل السادس والثلاثون ـ فى الذكر على الدابة إذا استصعبت : قال يونس بن عبيد : ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقول فى أذنها "أفعير دين الله يبغون وله أسلم من فى السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون" إلا وقفت بإذن الله تعالى ، قال شيخنا قدس الله روحه : وقد فعلنا ذلك فكان كذلك .اهـ
ـ قال الحافظ ابن الصلاح فى فتاويه (1\149) عن سؤال ورد فى تفسير قوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " وقد ثبت أن أعمال الأبدان لا تنتقل ،وقد ورد عن النبى " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث … ـ ويستدلون بقوله تعالى " أن ليس للإنسان إلا ما سعى " وهل سعى أولاده وأهله إلا من سعيه وكسبه ، ويستدلون بحديث النبى : إذا مات ابن آدم انقطع عمله .. الحديث ، وهل قال : إذا مات ابن آدم انقطعت حياته فلا ينفعه شئ ، وتأمل قوله : انقطع عمله .. أى عمل نفسه ، أما عمل لغيره له فلا ينقطع ـ " وقد اختلف فى القرآن هل يصل إلى الميت أم لا ؟ كيف يكون الدعاء يصل إليه والقرآن أفضل ؟
ـ فأجاب رحمه الله تعالى ورضى عنه : هذا قد اختلف فيه ، وأهل الخير وجدوا البركة فى مواصلة الأموات بالقرآن ، وليس الاختلاف فى هذه المسألة كالاختلاف فى الأصول ، بل هى من مسائل الفروع ، وليس نص الآية المذكورة دالاً على بطلان قول من قال : إنه بصل ، فإن المراد أنه لا حق له ولا جزاء إلا فيما سعى ، فلا يدخل فيما يتبرع عليه الغير من قراءة أو دعاء فإنه لا حق له فى ذلك ولا مجازة ، وإنما أعطاه إياه الغير تبرعاً ، وكذلك الحديث لا يدل على بطلان قوله فإنه فى عمله وهذا من عمل غيره .اهـ
ـ وقال الزبيدى فى اتحاف السادة المتقين (10\369) : قال السيوطى فى شرح الصدور : وأما قراءة القرآن على القبر فجزم بمشروعيتها أصحابنا وغيرهم ، قال الزعفرانى : سألت الشافعى عن القراءة عند القبور فقال لا بأس به ، وقال النووى فى شرح المهذب : يُستحب لزائر القبر أن يقرأ ما تيسر من القرآن ويدعو لهم عقبها ، نص عليه الشافعى واتفق عليه الأصحاب ، زاد فى موضع آخر : وإن ختموا القرآن على القبر كان أفضل .اهـ
ـ وقال ابن القيم فى بدائع الفوائد (4\290) : قال أحمد فى الرجل يعمل الخير ويجعل نصفه لأبيه أو لأمه : أرجو ، وقال : الميت يصل إليه كل شئ من الخير.
مجدى منصور الشورى
|
|