الخوارج أرادوا أن يتبعهم القرآن لا أن يتبعوه هم فأوردهم النار
القرآن حجة على الخوارج يوم القيامة
الدر المنثور (3/387)
-أخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد فِي الزّهْد وَابْن الضريس وَمُحَمّد بن نصر وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ:« إِن هَذَا الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَا حل مُصدق من جعله أماماً قَادَهُ إِلَى الْجنَّة وَمن جعل خَلفه سَاقه إِلَى النَّار».
-وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الضريس عَن أَبِيه عَن جده سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول:« يمثل الْقُرْآن يَوْم الْقِيَامَة رجلا فَيُؤتى الرجل قد حمله فَخَالف أمره فيقف لَهُ خصما فَيَقُول: يَا رب حَملته إيَّايَ فبئس حاملي تعدى حدودي وضيع فرائضي وَركب معصيتي وَترك طَاعَتي فَمَا يزَال يقذف عَلَيْهِ بالحجج حَتَّى يُقَال: فشأنك فَيَأْخُذ بِيَدِهِ فَمَا يُرْسِلهُ حَتَّى يكبه على منخره فِي النَّار وَيُؤْتى بِالرجلِ الصَّالح قد كَانَ حمله وَحفظ أمره فيتمثل لَهُ خصما دونه فَيَقُول: يَا رب حَملته إيَّايَ فحفظ حدودي وَعمل بفرائضي واجتنب معصيتي وَاتبع طَاعَتي فَمَا يزَال يقذف لَهُ بالحجج حَتَّى يُقَال لَهُ: شَأْنك بِهِ فَيَأْخُذ بِيَدِهِ فَمَا يُرْسِلهُ حَتَّى يلْبسهُ حلَّة الاستبرق ويعقد عَلَيْهِ تَاج الْملك ويسقيه كأس الْخمر».
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الضريس عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ:" إِن هَذَا الْقُرْآن كَائِن لكم ذكرا وكائن عَلَيْكُم وزراً فتعلموه واتبعوه فَإِنَّكُم إِن تتبعوا الْقُرْآن يُورد بكم رياض الْجنَّة وان يتبعكم الْقُرْآن يَزُجّ فِي أقفائكم حَتَّى يوردكم إِلَى النَّار".
وكما يخاصم القرآن الخوارج يوم القيامة ويلقي عليهم بالحجج فالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يتبرأ منهم في الدنيا ولا يشفع لهم في الآخرة:
فقد روى ابن أبي عاصم في السنة (1/20)
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي: سُلْطَانٌ غَشُومٌ ظَالِمٌ، وَغَالٍ فِي الدِّينِ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ وَيَبْرَأُ مِنْهُمْ ".
وفي الدر المنثور للسيوطي(3/402)
أخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَابْن جرير وَالطَّبَرَانِيّ والشيرازي فِي الألقاب وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} قَالَ:« هم أهل الْبدع والأهواء من هَذِه الْأمة».
-وَأخرج عبد بن حميد وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي أُمَامَة {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} قَالَ:« هم الحرورية».
-وَأخرج ابْن أبي حَاتِم والنحاس وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي غَالب أَنه سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَة {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} فَقَالَ:« حَدثنِي أَبُو أُمَامَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهُم الْخَوَارِج».
-وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نصر السجْزِي فِي الإِبانة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن عمر بن الْخطاب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَائِشَة:« يَا عَائِشَة {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} هم أَصْحَاب الْبدع وَأَصْحَاب الْأَهْوَاء وَأَصْحَاب الضَّلَالَة من هَذِه الْأمة لَيست لَهُم تَوْبَة يَا عَائِشَة إِن لكل صَاحب ذَنْب تَوْبَة غير أَصْحَاب الْبدع وَأَصْحَاب الْأَهْوَاء لَيْسَ لَهُم تَوْبَة أَنا مِنْهُم بَرِيء وهم منى برَاء».
فيا لحسرة الخوارج في الدنيا والآخرة.