نعلم جميعاً أن من صفات الخوارج إنزالهم الآيات التي نزلت في المشركين على المسلمين
كإنزالهم مثلا الآية التي في سروة الزمر " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" على المسلمين وإنما هي نزلت في المشركين.
ومما وجدته أيضاً من الآيات التي نزلت في المشركين وقام الخوارج بتفسيرها على هواهم وعلى رأيهم -وأنزلوها على المسلمين- وقد ورد النهي عن تفسير القرآن بالرأي والهوى فعن سيدنا عمر بن الْخطاب سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول:« لَا تسألوا عَن النُّجُوم وَلَا تفسروا الْقُرْآن برأيكم وَلَا تسبوا أحدا من أَصْحَابِي فَإِن ذَلِك الايمان الْمَحْض».ولكن صفات الخوارج وهواهم وشياطينهم دائماً ما تقهرهم ولا يستطيعون التغلب عليهم
فمن هذه الآيات ما ورد في الحديث الآتي:
الدر المنثور (3/351)
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الشّعبِيّ أَنه سُئِلَ عَن قَوْله {وَإِن أطعتموهم إِنَّكُم لمشركون} فَقيل تزْعم الْخَوَارِج إِنَّهَا فِي الْأُمَرَاءقَالَ:« كذبُوا إِنَّمَا أنزلت هَذِه الْآيَة فِي الْمُشْركين كَانُوا يُخَاصِمُونَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَقُولُونَ: أما مَا قتل الله فَلَا تَأْكُلُوا مِنْهُ - يَعْنِي الْميتَة - وَأما مَا قتلتم أَنْتُم فتأكلون مِنْهُ فَأنْزل الله {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ} إِلَى قَوْله {إِنَّكُم لمشركون} قَالَ: لَئِن أكلْتُم الْميتَة وأطعتموهم إِنَّكُم لمشركون».
فَقيل تزْعم الْخَوَارِج إِنَّهَا فِي الْأُمَرَاء:-
من قديم الزمان وعندهم هوى الخروج على الحكام ويريدون أن يبرروا ذلك لأنفسهم كما هو حالهم اليوم.
فاللهم نجنا منهم ومن شرورهم.