موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 22 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 04, 2013 9:19 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

تقديم .

في حياة الأمم لحظات فارقة وأوقات حاسمة تحتاج لعزم الرجال ذوي الهمم العالية ، وإلا ذابت هذه الأمم ذاتياً ، وأضحت أثراً بعد عين ، وذكرى بعد مشاهدة لا لشيئ إلا لأنها نُكبت في بنيها فاختلطت عليهم الأمور وغرقوا في ضحضاح من نار التردد وتراخت أياديهم عن أن يضربوا بها بقوة وحسم .

فنسوا بأن النصر صبر ساعة وإن طالت فهي آتية لا محالة لو كانوا من أهل الصبر والجلد وكانوا من الصابرين .

فتقاعسوا وتدافعوا عن أن يعيروا أوطانهم وأهليهم سواعدهم هذه الساعة ، ووقفوا حائرين ذاهلين ما بين هذا وذلك .

وفي وقفتهم تلك والتي لاتعدو في عمر الزمن إلا لحظات وسويعات ، وفي توقفهم وترددهم هذا كانت عجلة الزمن دارت كعادتها لا يوقفها شيئ .

فما انتبهوا وإلا وقد تبدلت الأوضاع وانحسرت عنهم أسباب النصر ، وفارقتهم أسبابه الظاهرة والباطنة ، لا لشيئ إلا لأن نفوسهم وأرواحهم ما تشربت ولا وعت بأن : وضع الشيئ في غير موضعه مفسدة .

ألست معي أخي القاريء بأن هؤلاء لو كانوا من الرجال ذوي البصيرة التي تجعلهم يرون الحد الفاصل بين الأمور ،فلا خلط ولا تداخل بل لديهم من ثوابت الفكر وخلفية المعرفة وثبات اليقين ما يجعلهم من أهل الحسم والحزم لاختلفت الأمور وتبدل الواقع ؟!!

فهل هناك أشد وأنكى على الأمم من أن يخرج عليها من بنيها من يشق الصف ويمزق نسيجها ويُشيع الفرقة والانقسام والبغضاء بين أهل الوطن الواحد ؟

وهل هناك أشد وأنكى على الأمم ممن يخرج من بنيها يوغر الصدور ويهدم الثوابت ويجعل من طاقات أبناء الوطن وقوداً لتسلقه ونفعيته وهو أولى بقول الشاعر :

إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر .[1]

فلا يروي ظمأ أمثال هؤلاء إلا أن يتجرعوا آثار ما جنوه على أوطانهم وأهليهم من ويلات وبلاء بفهمهم المعوج وعمالتهم لأعداء أمتهم .

فهل أنكى على الوطن من هؤلاء ؟!

بالطبع نعم هناك من هم أشد بلاءً ووبالاً على أوطانهم من هذا الصنف من شوارد البشر .

أتدري من هم أخي القاريء ؟

هم كل من ترك وساهم وساعد وعمل على ترك فتنة هؤلاء تزحف إلى قلوب وعقول أبناء الوطن .

هم كل من وقف مع نفسه متردداً ولو لحظات معدودات ولم يأخذ على يد هؤلاء الخوارج الظلمة ، وما دري بأن لحظات تردده وإن قلّت في نظره فهي المساحة التي يطلبها ويرجوها كل متربصٍ باغٍ أثيم ليغرس في قلب الوطن خنجر أبو لؤلؤة
،ويعلو هامته بسيف ابن ملجم .

هم كل من خالف الهدي النبوي وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين ، هم كل من خالف ما اصطلحت عليه جماهير أئمة المسلمين في كل عصر ومَصر من بذل الدواء الناجع لفتنة الخوارج وخض شوكتهم ووأد فتنتهم .

في المراحل المفصلية الفارقة في تاريخ الأمم وحيوات الشعوب :

عندما تشتد الظُلمة ، وتطل الفتنة ، وتتعالى أصوات أهل البغي والضلال :

فلا دواء إلا في قوله تعالى :{قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة :193] .

وفي قوله تعالى :{فَقَاتِلُوا التي تَبْغِي حتى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات 9].

وفي قوله تعالى : {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النور :10] .

ودع عنك يامن قدر لك أن تواجه هذا الأمر بحكم موقعك ما دون ذلك من لغط وشقشقات ألسنة أقوام .

فما لفتنة الخوارج إلا أن نُسمِعُها :

لا فتاً إلاعليّ ، ولا سيف إلا ذو الفقار .

يتبع إن شاء الله .

هامش :

[1] من قصيدة لأبي فراس الحمداني من قصيدته المشتهرة بـ أراك عصي الدمع من ديوانه .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 04, 2013 3:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

لمحة تاريخية عن كيفية التعامل مع الخوارج .

منذ اللحظات الأولى التي ظهرت فيها فتنة الخوارج في عصر النبوة كان الموقف المعتمد هو المواجهة الصريحة الحاسمة الحازمة لهذا الفكر .

وكيف لا والطبيب هو أرجح الناس عقلاً وأنفذهم بصيرةً وأعلمهم بحال الأمة وما تلاقيها من هؤلاء عبر تاريخها الطويل .

كيف لا والطبيب هو سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

روى الإمام أحمد في مسنده قال[حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ مَطَرٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رُؤْبَةَ شَدَّادُ بْنُ عِمْرَانَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا فَإِذَا رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَذَهَبَ عُمَرُ فَرَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي رَآهُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ فَكَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ قَالَ فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مُتَخَشِّعًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَرَهُ فَرَجَعَ عَلِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يُرَهْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ.]اهـ

سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مَن قال عنه الحق جل وعلا في محكم التنزيل{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] هو الذي يحدد لنا العلاج الناجع والدواء الشافي من هذا الداء العضال : داء الخوارج .

[فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ ... فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ] اهـ

أنظر أخي في الله إلى ذلك التوجيه النبوي بعين التجريد والتسليم فلا أنت بأرحم بالأمة من نبيها ، ولا أنت بأعلم بدائها ودوائها منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تستدرك على أمره الشريف بفهم قاصر وعقل مشوش .

سَلِم تسلم .

بل وأزيدك أخي في الله ما يلي :

روى البخاري في صحيحه أن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في وصف الخوارج ورءوسهم[إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ .] اهـ

وانتبه يا أخي لقول الرءوف الرحيم : لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ

أي قتل استئصال وإفناء .

فهذا هو حكمهم ، وهذا هو السبيل الوحيد لنجاة الأمة والبلاد والعباد من شرورهم .

الرحمة ههنا مع هؤلاء الخوارج والشفقة أو الاعتقاد بأن لذلك أثر فهذا هو عين الخيال عندما يجمح بصاحبه .

ومن هذا الحديث النبوي الشريف استخرج العلماء دليلاً- كما سيأتي من نقول السادة الأئمة - على أن للإمام - أي للحاكم وولي الأمر - أن يأمر وينتدب لقتل الخوارج من يرى فيه الكفاية والصلاح للقيام بهذا الأمر ، وعلى من توجه إليه هذا التكليف القيام به وتنفيذه على الوجه الأكمل ، وليس له ألا يمتثل لذلك أو يمتنع .

كما استخرجوا من ذلك أيضاً - على ما سيأتي - الدليل على أنه يجوز للحاكم ولولي الأمر أن يأمر بقتل الخوارج بمجرد تعيينهم وحصول العلم بأنهم خوارج ، ولا يشترط بأن يقترن أمر هذا القتل بقيامهم بما يوجب قتلهم ، بل يجوز قتلهم لمجرد أنهم خوارج .

مع الخلفاء الراشدين .

روى ابن ماجة في سننه وأحمد في مسنده واللفظ له أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :[قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ.]اهـ

في هذا التوجيه النبوي الشريف الحث والأمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين .

فماذا فعل رابعهم سيدنا الإمام عليّ بن أبي طالب - كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه - عندما أطلت في عصره فتنة الخوارج برأسها من جديد ؟

روى ابن أبي شيبة في مصنفه :[لَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّهْرَوَانِ لَقِيَ - أي الإمام عَلِيٍّ -الْخَوَارِجَ فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى شَجَرُوا بِالرِّمَاحِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا.] اهـ

هكذا كان تصرف الخليفة الراشد الرابع مع الخوارج : [فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى شَجَرُوا بِالرِّمَاحِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا].

فالطبيب الماهر الحاذق هو من يكون الدواء الصحيح هو المنصرف من خزانته .

بل كان هذا الفعل - قتل الخوارج - مما بشر به النبي الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الإمام عليّ - رضي الله عنه وكرم الله وجهه -،وأعلمه بأن قتلهم من كرائم الأعمال وجلائل القربات وأرجاها عند الله ، لما في قتلهم من دفع عظيم مفاسدهم .

روى ابن أبي شيبة في مصنفه [قَالَ : خَطَبَنَا عَلِيٌّ بِالْمَدَائِنِ بِقَنْطَرَةِ الدّيزجَان ، فَقَالَ : قَدْ ذُكِرَ لِي ، أَنَّ خَارِجَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِيهِمْ ذُو الثُّدَيَّةِ ، وَإِنِّي لاَ أَدْرِي أَهُمْ هَؤُلاَءِ أَمْ غَيْرُهُمْ ، قَالَ : فَانْطَلَقُوا يُلْقِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَقَالَتِ الْحَرُورِيَّةُ : لاَ تُكَلِّمُوهُمْ كَمَا كَلَّمْتُمُوهُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ ، فَكَلَّمُوهُم ، فَرَجَعْتُمْ ، قَالَ : فَشَجَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالرِّمَاحِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ عَلِيٍّ : قَطِّعُوا الْعَوَالِيَ ، قَالَ : فَاسْتَدَارُوا فَقَتَلُوهُمْ وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ اثْنَا عَشَرَ ، أَوْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ، فَقَالَ : الْتَمِسُوهُ ، فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ ، فَقَالَ : وَاللهِ مَا كَذَبْت وَلاَ كُذِّبْت ، اعْمَلُوا وَاتَّكِلُوا ،فَلَوْلاَ أَنْ تَتَّكِلُوا لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ .]اهـ

وكان هذا الفعل من الإمام عليّ بقتله للخوارج من فتوح الإسلام بل من أجل الفتوح .

قال ابن حزم الظاهري في رسائله [2 / 125] :[وأصحابُ الفتوح من الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ بن أبي طالب في قتل الخوارج، وكفى به فتحاً، ولقد لقي الناسُ مِمَّن نحا ما نحوه من المخاوف والقتل والنهب ما لا يُجْهَل، وكيف هو فتحٌ قد أنذره به، رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم له أن منهم ذا الثُّدَيَّة.]اهـ

وقال أيضاً في رسائله [2/ 126] :[ثم فتح عليّ رضي الله عنه قَتْلَ الخوارج، وهو كما تقدم من أجلّ الفتوح، لأنهم كانوا لا يرون طاعةَ خليفة، ولا يرونها في قُرَشيّ، وكان ضررهم معلوماً.] اهـ

فتنة الخوارج مع آخر خلافة إسلامية .

وعندما عادت فتنة الخوارج من جديد في عهد الدولة العثمانية آخر خلافة للمسلمين وطلت برأسها في إقيلمي نجد والحجاز ممثلة في الوهابية ، ما كان من ولاة الأمور وقتها - على ما كان في الدولة حينها من ضعف وما كانت تواجهه من صعوبات ومؤامرات - إلا أن أنفذت إليها الجيش تلو الآخر وندبت محمد عليّ والي الخلافة على مصر لقتالهم واستئصال شأفتهم بناءً على ما قرره أئمة المسلمين وقتها وحملة الشرع الشريف من وجوب جهاد الخوارج وقتالهم.

فما كان منه إلا أن شمر عن ساعد الجد وأنفذ الحملة تلو الأخرى إلى أن كان له من الله التوفيق والنصر ، ونجح ولده وقائد جيشه إبراهيم باشا في دخول عاصمتهم الدرعية والقبض على رءوسهم ، فقتل بعضهم وأرسل البعض الآخر لعاصمة دولة الخلافة فقتلوا هنالك بسيف الشرع الشريف .

ولمزيد من التفاصيل عن تلك الوقائع والأحداث يرجى الرجوع للروابط التالية ففيها يتضح كيف كان تعامل أئمة المسلمين وعلمائهم وولاة الأمور وقتها مع الخوارج ، وأن التعامل الوحيد معهم كان بحد السيف .

viewtopic.php?f=2&t=5544&p=34729#p34729

viewtopic.php?f=2&t=5781&p=35934#p35934

viewtopic.php?f=2&t=2002&hilit=%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9

وعبر تاريخ الأمة ما برحت فتنة الخوارج كلما خمدت إلا وتأججت نيرانها من جديد فيقيض الله عز وجل لها رجال يعملون فيها بسنة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وسنة خلفائه الراشدين المهديين رضي الله تعالى عنهم .

ولكن اكتفيت بإيراد ما سبق من أمثلة ففيها الكفاية إن شاء الله لتبيان المنهج القويم الذي اعتمدته الأمة في قمع تلك الفتنة - فتنة الخوارج - الضالة المضلة .

ومن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع إلى مظان ذلك الموضوع في دواوين السنة والسير والفرق .

وههنا وهناك لن يجد إلا أن الخوارج ما كان لهم من الأمة إلا السيف .

يتبع إن شاء الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 04, 2013 4:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7632
سهم نوراني
نتابع
جزاك الله خيرا
وصلى اله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 04, 2013 10:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله يا مولانا (فراج يعقوب) .

ويسعدني دائماً متابعتكم ومروركم الكريم .

وجزاكم الله خيراً .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 10, 2013 3:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

* من أهم صفات الخوارج قتلهم الله .

1- التعالم وادعاء الفهم والاعتقاد بأن لا فهم ولا رأي إلا ما يرونه صواباً ومخالفة نظرة المجتمع العامة نحو القضايا المطروحة ، وعدم النظر بعين الاعتبار إلى أقوال أهل الاختصاص ولو أدى ذلك بهم إلى الطعن في مقام النبوة والعياذ بالله .

روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :[ بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَرْبَعَةِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ قَالُوا يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَاقَالَ إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي.] اهـ

في الحديث الشريف نجد أن :

- سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام بقسمة شيئ من المال بين بعض الأشخاص من حديثي العهد بالإسلام وممن لم تكن لهم سابقة جهاد أو هجرة كغيرهم من السادة الصحابة رضوان الله عليهم .

- في ظل ما بذله المهاجرين والأنصار من أنفسهم وأموالهم في نصرة دين الله تمنوا لو نالهم نصيب من ذلك المال لما بهم من حاجة ملحة إليه ، وقارنوا حالهم وما بهم من فاقة ولما لهم من سابقة في الدين وبين هؤلاء النفر وهم من سادات قومهم وحاجتهم للمال ليست ضرورية وملحة ، كما أن إسهاماتهم لا مقارنة بينها وبين ما قدمه السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .

- فأعلمهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنه أعطى هؤلاء النفر المال ليحبب إلى قلوبهم ذلك الدين ولعله يصل إليهم بأن في هذا الدين خير الدنيا كما فيه خير الآخرة ، وأوكل مولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صحابته لإيمانهم ولما في نفوسهم من عقيدة راسخة من بذل كل غالٍ ونفيس في سبيل نصرة هذا الدين ، فهم رضي الله عنهم وأرضاهم قد بذلوا أضعاف أضعاف ذلك المال في سبيل الله ، ومن قبله ما بَخَلوا بدمائهم وأرواحهم فداءً وتضحيةً في سبيل الله ، فما كانت نظرتهم على التحقيق لحفنة من المال ، وإنما تحركت قلوبهم – والله أعلى وأعلم – فرقاً وخوفاً على مكانهم من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .فما كان منهم رضي الله عنهم وأرضاهم إلا التسليم لما قاله لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

- تلك كانت القضية المطروحة ، وقال من بيده النظر وإصدار الحكم فيها قوله – وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وأقر وأذعن وارتضى المجتمع المسلم وقتها ذلك الحكم – وهم السادة الصحابة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم –

- ولكن لأن الخوارج منهجهم هو التعالم وادعاء الفهم والاعتقاد بأن لا فهم ولا رأي إلا ما يرونه صواباً ومخالفة نظرة المجتمع العامة نحو القضايا المطروحة ، وعدم النظر بعين الاعتبار إلى أقوال أهل الاختصاص ولو أدى ذلك بهم إلى الطعن في مقام النبوة والعياذ بالله ، فلا وزن عندهم ومعاذ الله من ذلك لتقرير النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا لفهم وتسليم الصحابة الإجلاء رضي الله عنهم وأرضاهم !!!!!

فها هو رأسهم ومعاذ الله من ذلك يستدرك على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويخاطب جنابه الشريف قائلاً : [اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ] !!!!!!!

وكأنني به وهو من فرط الجهل ومما جبلت عليه نفسه من خبث يظن في نفسه بأنه قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبأن وقوفه بين يدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يمنعه من ذلك ، وبأن ما يرى أنه الحق فهو كذلك مهما كان المخالف له في وجهة نظره ، وهذا هو بيت القصيد .

فلم يردع ذلك الخارجي الضال ما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولم يقتدي حتى بالسادة الصحابة رضي الله عنهم ، وهم السابقين الأولين ، وهم الأعلم منه قطعاً بأحكام هذا الدين ومن قبل ذلك هم من أعلم الناس برسولهم الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

فيامن تعتقد بأن الخوارج قد ينفع معهم الحوار وعرض الحجج والأدلة والبراهين فأنت واهم .

فرأسهم ومن هم قد خرجوا من صلبه – كما سيأتي – وانتقلت لهم جيناته الوراثية لا يعتبر بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ويظن في نفسه بأنه أقدر منه على النظر والفهم واستنباط الأحكام الشرعية .

فهل تعتقد بأن يعتبر الخوارج لقولك أنت ؟!!!!!

أو يسلمون لك بأنك أفهم وأعلم منهم ويذعنون لقولك ولحجتك ؟!!!!!

هيهات هيهات .

لو كان بداخلك شيئ من هذا فأنت دون أن تدري تعتقد في قرارة نفسك بأنك ومعاذ الله من ذلك .... من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

رأس الخوارج ومن هم قد خرجوا من صلبه – كما سيأتي – وانتقلت لهم جيناته الوراثية لم يعتبر بإقرار السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل ولم يعطي لنفسه الفرصة بأن يقتدي بمن هم من المفترض أعلم منه بأمور هذا الدين ، فهو لا يرى إلا ما يعتقده صواباً ولا ينظر إلى أن أحد أفهم منه أو أعلم .

وهذه أخي في الله هي ذات الصفات التي يتناقلها الخوارج فيما بينهم جيلاً بعد جيل .

ولعل الكثيرين منا ممن قد ابتلاه الله ببعض من نقاش أحد هؤلاء الخوارج قد جرب هذا منهم ، ووجد بأن من أهم صفاتهم التعالم وادعاء الفهم والاعتقاد بأن لا فهم ولا رأي إلا ما يرونه صواباً ومخالفة نظرة المجتمع العامة نحو القضايا المطروحة ، وعدم النظر بعين الاعتبار إلى أقوال أهل الاختصاص ولو أدى ذلك بهم إلى الطعن في مقام النبوة والعياذ بالله .


فهذا هو نهج الخوارج الاستنفار والعداء واستحداث الخلاف مع القيادة والزعامة التي ارتضتها والتفت حولها الجماهير .

ثم حالة اختلاف وتنافر وتمايز تام مع بقية مكونات المجتمع وعناصره المختلفة حول ما يعرض من قضايا استقر فيها رأي مكونات المجتمع ، والخروج برأي شاذ ومحاولة فرضه مهما أدى ذلك لاختلاف مع ثوابت المجتمع وقيمه ورموزه .

وهذا أخي في الله هو دأب الخوارج وديدنهم دائماً وأبداً .

فترى المجتمع في وادٍ ، وهم في وادٍ آخر .

لا يهمهم ما يريده المجتمع وما هو توجهه ، ولا يعنيهم ما يقوله أهل العلم والاختصاص ، ولا يلتفتون إلى أي قول يخالف ما هم عليه .

وإن أدى بهم ذلك للصدام مع مجتمعهم وبيئتهم ومن حولهم ، فكل ذلك لا وزن له عند الخوارج ولا قيمة ، ولهم في سلفهم ورأسهم أسوة .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 10, 2013 3:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7632
كلام صائب
وسهم نوراني صائب
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 10, 2013 4:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله مولانا الفاضل (فراج يعقوب) .

وجزاكم الله خيراً .

واللهم ارزقنا الصواب في القول والفعل .

آمين يارب العالمين .

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ، ويسعدني دائماً مروركم الكريم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 10, 2013 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

2- المظهر الخادع البراق .

روى الإمام أحمد في مسنده قال[حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ مَطَرٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رُؤْبَةَ شَدَّادُ بْنُ عِمْرَانَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا فَإِذَا رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَذَهَبَ عُمَرُ فَرَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي رَآهُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ فَكَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ قَالَ فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مُتَخَشِّعًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَرَهُ فَرَجَعَ عَلِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يُرَهْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ.]اهـ

يظهر لنا من الحديث الشريف ما يلي :

- أثناء سير سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه رأى كما وصف للحبيب المحبوب صلى الله عليه وعلى آله وسلم :[ رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي] فأعلم به حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وسيدنا أبو بكر رضي الله عنه هو البكّاء الخاشع الرقيق القلب عند ذكر ربه والوقوف بين يديه في الصلاة ، حتى أن المشركين في مكة - كما حدثتنا كتب السيرة - وفي بدايات وبواكير عصر الإسلام خشوا ذات يوم من هذا القلب الرقيق .

إذ كان من عادة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أن يصلي في مسجد له اتخذه في فناء بيته ، وكان إذا وقف بين يدي ربه يناجيه بكلماته بكى حباً وشوقاً خشوعاً وخضوعاً ، بكى رضي الله تعالى عنه بكاءًا يجعل من كل من رءاه من رجل أو أنثى ، حر أو عبد ، صغير أو كبير يعكف على هذا المشهد المهيب .

خشى صناديد قريش وقتها على من يشاهد هذا المشهد المهيب ممن مازال على دين الآباء والأجداد.

ولعلهم أحسوا بالصدق المتدفق من ذلك الرجل ، أضف إلى ذلك ما حبى به الله سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه من حسن السمت وجمال الهيئة وبهاء الطلعة حتى إنهم أطلقوا عليها "عتيقاً" .

خشوع وحسن هيئة وتعبد وتبتل أضف إليها شرفه ومنزلته بين قومه صفات خشى منها كفار قريش وقتها من أن يكون لها أقوى الأثر على من يشاهد ذلك المشهد المؤثر ، ولإدراكهم بأن وَقعَ ذلك على النفوس سيكون له عواقبه التي لن تصمد أمامها شتى وسائلهم التي اعتمدوها لمواجهة تلك الدعوة ؛ لما سعوا لمنع الصديق رضي الله تعالى عنه من مواصلة صلاته تلك .

والدجال عليه لعنة الله ذلك المتأله وهو في غمرة إعداده لجنوده لا يفوته دائماً أن يظهر بمظهر الإله !!!!

فلعله وهو يعد للأقدار البديلة والشخصيات الشبيهة في دولته لما في ملك الله ؛ أراد أن يُظهر من في سمته وهيئته وتخشعه في صلاته يشبه الصديق رضي الله عنه .

ليأتي أحدهم بعدها وينظر إليه ويقول :

إن هذا في سمته وهديه على قدم أبي بكر .

وكما كان الصديق رضي الله تعالى عنه هو الإمام والخليفة بعد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمته ؛ كان هذا الدعي المتشبه هو الإمام على فرقة من خواص أتباع الدجال وهم الخوارج .

شاهد الصديق رضي الله تعالى عنه هذا الشخض متخشع في صلاته وذو هيئة حسنة فأعلم به مولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فما كان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن قال له : [اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ].

فما كانت المظاهر الخادعة البراقة لتكون هي العائق عن إنفاذ حكم الله في الخوارج .

وما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي كان له الحكم بالظاهر والباطن أن - وحاشا لله من ذلك – يمر عليه أمر كهذا .

فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم القائل فيما رواه عنه مسلم في صحيحه [إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.] اهـ

فما كانت مظاهر التخشع وحسن الهيئة والصلاة هي المقياس على ما حوته القلوب .

فهناك صنف من البشر وإن تخشعوا في صلاتهم ، وظهر للناس حسن هيئتهم وسمتهم إلا أن قلوبهم قد بلغ بها المرض مبلغه كالخوارج ، ولا دواء لها إلا ما قرره الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عندما قال :[ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ] .

وعلل صلوات ربي وسلامه عليه ذلك بأن أعلمنا بأنهم – أي الخوارج – مهما قرءوا في كتاب الله وتخشعوا في صلاتهم وكانت هيئتهم في أعين الناس حسنة فإنهم كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم [يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ]اهـ

فيا أخي في الله انتبه فليس كل ما يلمع ذهباً .

ولا تنخدع بالمظاهر البراقة ، ولكن انظر لهؤلاء وزن أعمالهم وانظر هل أعمالهم تلك تقرها الشريعة الغراء أم لا ؟

عندها ، وعندها فقط ستنطق بقلبك قبل لسانك صدقت ياسيدي يارسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وسلم عندما قلت :[فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ]اهـ


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 16, 2013 4:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

واستكمالاً لما سبق أقول وبالله التوفيق :

وهكذا هو دأب الأعور الدجال عليه لعنة الله وهكذا هي صبغته التي صبغ بها أتباعه .

فليس له حيلة إلا النصب والدجل وسرقة الأحوال والمقامات له ولأتباعه .

فهو لعنة الله عليه من يسعى بلا كلل أو ملل لادعاء مقام الألوهية تارة والنبوة وكونه المسيح تارة أخرى .

فإن كانت هذه طريقته فهل يكون لديه أي مانع ليحاول أن يسرق مقام الصديقية لرأس من رءوس أتباعه !!

فالأعور الدجال فقير الخيال ، ومع ذلك يحاول هذا الملعون أن يظهر بمظهر الإله أمام أتباعه .

ولكن لأن النقص مستول عليه حال كونه خلق من خلق الله يحاول أن يستتر بدجله وكذبه وغشه أمام أعين هؤلاء الأتباع .

فمن صفات الإله أنه "مبدع" ويعني ذلك ببساطة القدرة على إيجاد خلق على غير مثال سبق .

ولأن الأعور دجال كذاب فلن يمكنه مهما فعل من أن يبدع .

فلا سبيل أمامه إذن إلا التدجيل والغش والخداع .

فيعمد إلى ما بثه الله عز وجل في الكون من أسباب وسنن ، وما تقرر من أقدار ويحاول أن يستغلها بتلصص وبصورة لا تتضح إلا لمن دقق النظر وحقق في الأمور .

وهو كفيل بعد ذلك في إبراز دجله وغشه بصورة توهم الحمقى والمغفلين والمسيطر عليهم دون علمهم بصورة الخلق والإبداع .

وأتباع ذلك الملعون على نهجه حذو النعل بالنعل .

فتجدهم على نفس نهجه في سرقة مقامات ومراتب بينهم وبينها بعد المشرقين .

فهذا مرشد عام ، وذاك رئيس هيئة العلماء ، وآخر أعلم أهل زمانه بعلم الحديث ، ورابع هو أعلم أهل الأرض .

والمدقق في هذا وذاك وفي أحوالهم وما يبدر منهم وما تدل عليه تصرفاتهم لوجدهم مجرد لصوص أدعياء لمقامات هم أبعد الخلق عنها ، ولوجد أن المقام الوحيد الحقيق بهم هم مقام "الخوارج" خدم الأعور الدجال .

ولوجدهم كسلفهم الأول ليس له من مقامه الذي يدعيه أو يتمثله أو يتشبه به إلا مظهر سطحي ، وحتى هذا عار عن التصديق لمن دقق وحقق .

بل لوجدهم وبلا غرابة مجرد مظهر من مظاهر إمامهم وسيدهم الأعور الدجال عليه لعنة الله مجرد لصوص لمقامات .

يتبع إن شاء الله .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 30, 2013 6:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

3- يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ .

[عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم -ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ قَالَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ أَوْ مِنْ أَشَرِّ الْخَلْقِ يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ قَالَ فَضَرَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُمْ مَثَلًا أَوْ قَالَ قَوْلًا الرَّجُلُ يَرْمِي الرَّمِيَّةَ أَوْ قَالَ الْغَرَضَ فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً.]اهـ - رواه مسلم وروى نحواً منه أحمد -

قلت وبالله التوفيق :

في هذا الحديث الشريف الذي تقدم معجزة من معجزاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي تقريره الشريف بأن الخوارج دائماً ما يخرجون في فُرْقَةٍ من الناس .

ومن تتبع فتن الخوارج وجد أن ذلك واقع ولا ريب .

فمنذ خروجهم في أيام سيدنا ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وتبلور منهجهم ووضوحه كنهج له تأصيلات وقواعد في عهد سيدنا الإمام عليّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه وهذا هو حالهم .

وباختصار أضرب ثلاثة أمثلة تدليلاً على ذلك مراعياً أن تكون مشتهرة بين الناس كيلا يحتاج القاريء الكريم إلى كثير عناء في التأكد من مصداقية ما يقرأ .

فأقول وبالله التوفيق :


1- في خروجهم وظهورهم في عهد الخلافة الراشدة .

كان هذا الخروج مواكب لفرقة بين جماهير المسلمين ، وكانت هذه الفرقة تقع ولأول مرة ، ولأول مرة منذ بداية الإسلام ينقسم المسلمون وتدب بينهم الخلافات ، ولا مجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب .

ولكن ما يعنينا ههنا هو تقرير وقوع ذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

2- في خروجهم وظهورهم في عصر الخلافة العثمانية .

وكان ممثلي الخوارج وقتها من فرقة الوهابية قد بدأوا ظهورهم والفرقة والفتن تعصف بالمسلمين ، وليس هذا فقط بل بالعالم أجمع .

كانت الحروب والنزاعات على أشدها بين الناس في مختلف أرجاء المعمورة .

بل إن دولتهم الأخيرة ما كُتب لها الظهور إلا من رحم الحرب العالمية الأولى - فهل هناك فرقة أشهر وأشد من ذلك -

ولا مجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب - وإن كانت شهرة ذلك وذيوعه تغني عن ذلك -

ولكن ما يعنينا ههنا هو تقرير وقوع ذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

3- في خروجهم وظهورهم في أيامنا هذه .

وذلك نراه رأي العين من ممثلي الخوارج ومهجهم هذه المرة وهم ما نعرفهم بـ جماعة الإخوان المسلمين .

فمنذ بدايات فتنهم منذ الأربعينيات من القرن المنصرم وحتى الآن لا تظهر لهم فتنة إلا وفُرقة عظيمة تدب بين الناس في مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك مما لا يحتاج إلى تدليل فهذا واقع نحياه وأمر شاهدناه .

فلذلك مما سبق نعرف مدى الإعجاز النبوي الذي تضمنه قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ ]

وفي هذا القول عند تطبيقه على تلك الجماعة الإرهابية خير دليل على أنهم خوارج .

يتبع إن شاء الله
.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 30, 2013 8:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يناير 22, 2012 1:23 pm
مشاركات: 50
عرف العلماء الخوارج بانهم الفئه الباغيه التى لا يجهز على جريحها ولا يتبع مدبرها


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 30, 2013 8:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

الأخ الفاضل (الدرويش) سيرد ذلك تفصيلاً في المشاركات القادمة بإذن الله .

بارك الله فيك وأسعدني مرورك الكريم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 02, 2014 1:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

4- إساءة العمل وتكرار الفتنة .

روى الإمام أحمد في مسنده أن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : [يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ قَالَ يَزِيدُ لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ يَحْقِرُ أَحَدَكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :

يستفاد من هذا الحديث النبوي الشريف بأن فتنة الخوارج فتنة متجددة ما تلبث أن تخبو جذوتها إلا وتأججت نيرانها من جديد – [كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ.]

وهذا إهداء إلى الجهلاء والمُستغفلين المضحوك عليهم من جماعة الإخوان الإرهابية .

فمنظريهم يلقون في أسماعهم بأن دعوتهم متجددة وكلما وجهت لها ضربة سرعان ما تنهض من كبوتها ، ويعدون ذلك من مفاخرهم ومناقبهم وبأن دعوتهم هي دعوة الحق بدلالة التجدد والاستمرارية .

وسرعان ما يعددون لهم ما تلقته الجماعة في أعوام 48 ، 54 ، 65 ثم يعدونهم ويمنونهم الأمانيّ على ذلك الأصل الذي يستندون عليه بأن جماعتهم سرعان ما ستنهض من جديد .

ولكن غاب عن هؤلاء بأنهم بنظرة بسيطة لما ورد وصح في السنة الشريفة عن صفات الخوارج لوجدوا بأنها منطبقة تمام الانطباق عليهم .

ولعلموا بأن سر تجدد واستمرارية دعوتهم الضالة هو ما قرره سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أن فكر الخوارج ودعوتهم من أهم صفاته الاستمرارية – كما في الحديث النبوي الشريف السايق –

بل بنظرة متأنية لما ورد في هذا الحديث الشريف – وما سبق من ذكر لأهم صفات الخوارج في هذا الموضوع - لوجدتم أنكم ممن :

1 - يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ .

2- يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ .

3- يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ .

4- كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .

فلا حجة لكم بعد ذلك في الاستدلال على صحة وقوة دعوتكم باستمراريتها أو بتجددها ، فذلك من أخص خصائص الخوارج بنص الحديث النبوي الشريف .

وبذا أحبتي في الله نكون قد وصلنا لنهاية ذلك العرض لأهم الصفات المميزة للخوارج في عصرنا الحاضر .

هذا وقد ورد في السنن والأثار الكثير من تلك الصفات ، ولكن على قدر الوسع والطاقة حاولت أن انتخب منها ما فيه تبيان وتفصيل لصفات خوارج عصرنا هذا ، وما هو مشترك بين الخوارج على مر العصور .

أما ما كان فيه تعلق بخوارج الأعصر السابقة فلم أعرض له طلباً للاختصار .

ونشرع إن شاء الله فيما يلي في التعريف بالخوارج .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 02, 2014 1:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 11, 2014 4:34 pm
مشاركات: 198
حسبنا الله ونعم الوكيل فى الظالمين


اللهم صل على سيدنا النبى وآله وصحبه وسلم

جزاكم الله عنا خيرا سيدى الكريم سهم النور

مولاى صل وسلم دائما ابدا على الحبيب وآل البيت كلهم

_________________
اللهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم صلاه دائمه بدوام الله العظيم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 02, 2014 1:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله سيدي الفاضل الكريم (عبد فقير) وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً ويسعدني دائماً مروركم الكريم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 22 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط