موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 27, 2012 9:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

بعد المشاركة التى تفضل بها سيدي و مولاى السيد الشريف الدكتور محمود صبيح اعزه الله و اكرمه و عافاه و حفظه لنا
و التى بعنوان :
القربان ـ النيران ـ الجنون يجتاح العالم
على الرابط التالي:
viewtopic.php?f=5&t=10196

فليسمح لي سيدي بالمشاركة في هذه النقطة و الله المستعان

القرابين البشرية

و كما بدأ سيدي و مولاى السيد الشريف الدكتور محمود صبيح مشاركته بالايات الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) [الكهف : 1 - 10]

وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) [الكهف : 99 - 110]

القرابين البشرية في التأريخ

يحكي لنا التاريخ صور مروعة من مناظر تقديم القرابين البشرية، وقد قامت قناة الديسكفري بدراسة مقتل عشرين ألف شاب في حضارة الازتيك في أربعة أيام من أعيادهم على صورة قرابين بشرية.
ويمكن نقل هذه الصورة للقارئ عما كان يجري وكشف عنه ذلك الآركيولوجيون:
مع ساعات الصباح الأولى اجتمع حشد عظيم من الناس حول المعبد في مدينة (تينوشتيتلان) العاصمة، وعلى سفح المعبد تمدد شاب جميل الصورة قوي البنيان، قد أمسك به أربعة من الكهنة وأوثق بالحبال، ثم عبق البخور، وتصاعدت الترانيم الدينية، وتقدم رئيس الكهنة بلباس فاخر وألوان زاهية فاقعة وبقناع مخيف، وبيده خنجر صقيل مرهف النصل؛ فقرأ بعض الأدعية، ثم لم يلبث بعدها أن أدخل نهاية السيف القصير الحادة في صدر ذلك الشاب البئيس، ليصرخ صرخة الموت من الرعب والألم، ولتسرع يد الكاهن إلى داخل جوف الصدر، فتحرر القلب بسرعة، بقطع العروق الدموية المتصلة به، ثم لا يلبث الكاهن أن يخرج القلب وهو يخفق بين أصابعه، أمام جمهور منتشي بهذا المنظر يهتف ويزعق كالمجنون! ويضيع صوت الشاب الذي يغرغر في سكرات الموت بين صراخ وهتاف الجمهور واستحسانه، لا يلبث بعدها أن يتدحرج على درج المعبد من الأعلى للأسفل وقد اغتسلت الجنبات بالدم الشرياني الأحمر الزاهي، في الوقت الذي ترتسم فيه على وجوه الكهنة ابتسامات الارتياح بتنفيذ المهمة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.
هذه الطقوس كانت منظراً اعتياديا سنوياً لحضارة (الإزتيك) في أمريكا الوسطى، حيث عاصمتهم تينوشتيتلان، التي أصبح اليوم اسمها نيو مكسيكو بعد أن دمر الأسبان حضارتهم، وقضوا على آخر آثارهم، وواروها التراب بطريقة (قربان أخرى)، ألغت القربان الأول بقرابين الحرب الجديدة..


الفينيقيين


تنسب المصادر الكلاسيكية للقرطاجيين نماذج متكررة من عادة حرق الأطفال للتأكيد على فكرة الخشونة والوحشية التي ارتبطت بهم وبأسلافهم الفينيقيين، وحسب المؤلف الروماني ( Clitarco ) كان الفينيقيون وخصوصا القرطاجيون يتعهدون عندما يريدون أن يحدث أمر هام بالتضحية بأحد الأطفال ( لكرونوس ) في حال تحقيق رغبتهم، كما يورد المؤرخ ( Diodore de cicile ) أن التضحية في جزيرة سردينيا كانت تتم أمام تمثال برونزي لكرونوس ممدود الذراعين على مجمرة ملتهبة تستخدمان لكي ينزلق فوقهما الطفل ويسقط، ويبدو أن وجوه الأطفال كانت تستر بقناع ضاحك الأمر الذي يفسر حسب ( كليتاركو ) سبب موت هؤلاء الأطفال ضاحكين، وسبب تسمية الابتسامة الساخرة ( بالابتسامة السردية أو السردونيه )، ويشير المؤرخ الروماني ( جوستينوس ) إلى أن القربان لمولك أدخل إلى الغرب من طرف أليسا لإنقاذ قرطاجة والحفاظ على الإخلاص لزوجها المقتول، ومن هنا نعتبر أن انتحار أليسا بالنار الذي منحها تلقائيا الرتبة الإلهية يعد في حد ذاته نوعا من أساطير التأسيس المرتبطة بطبقة اجتماعيه معينة، والذي كان من دوافع التضحية بالأطفال في قرطاجة إكراما لمؤسستها.
وحول هذا التقليد المرتبط بالطبقات الاجتماعية تسجل عدة تضحيات وانتحار بالنار قام بها ملوك قرطاج وقادتها، فخلال معركة ( هيميرا ) التي جمعت الإغريق بالقرطاجيين عام 480 قام ملك قرطاجة حامي قار ( Hamilcar ) برمي نفسه في النار بعد الانهزام في المعركة.
كما أورد ديودور الصقلي أنه خلال حصار قرطاجة لمدينة ( أكريجانتا ) بصقلية عام 406 ق.م وبعد أن عم الطاعون جيوش حامي الكون ( Himilcon ) وحنبعل قام حامي الكون الناجي من الكارثة بتقديم طفل قربانا لبعل لكي ينال عون الآلهة، كما أقدم القائد القرطاجي ما لكوس ( Malkus ) على قتل ابنه أما المدينة بعد انهزامه في المعركة والحكم علية بالمنفى.
وهناك مصادر أخرى تشير إلى حدوث محرقات جماعية في كنف الأرستقراطية القرطاجية نذكر منها ما قام بها القرطاجيون في سنة 310 ق.م من جراء محاصرتهم من طرف ( أكاتوكليس ) بعد اعتقادهم بأن الإله بعل قد تخلى عنهم بسبب تراجع عادة التضحية له بأبناء النبلاء منهم وتعويضهم بأبناء الفقراء، فقرر مواطنو المدينة عندئذ استئناف العادة القديمة وقاموا بتشييد محرقة كبيرة رموا فيها بخمس مائة طفل كانوا أبناء لأنبل سكان قرطاجة وأقواهم.
ولم تنقطع تضحية ملوك قرطاجة إلا بعد سقوط المدينة في يد روما رغم أن استعمالها استمر سرا إلى حدود القرن الثاني الميلادي، حيث لم يستطع المنع الصريح الذي تعرضت له من لدن السلطات الرومانية أن يعمل على انقراضها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى انتشار طقس التضحية بالأبناء حرقا بين القرطاجيين.




مصر الفرعونية

لا يخفى على البعض ماكان يحدث في مصر الفرعونية .. حيث كانت تقدم فتاة عذراء الى نهر النيل كلما يفيض او يقل مستواه .
و كذلك التضحية بجميع الحاشية و الخدم عند موت الفرعون الكبير و دفنهم معه .


الصين


شهدت الصين و خصوصا في حقبة زاو و شانغ التضحية بالعبيد و دفنهم مع مالكهم في حال موته . و كذلك التضحية البشرية لألهة الأنهار

و على الرغم من ان هذه العادة كانت قد تراجعت و خصوصا في مناطق وسط الصين . الا انها تم اعادتها في فترة الأمبراطور هوانغ هو عندما مات ابنه الأمير و تم التضحية بخدمه .


الهند



تعود أقدم اثار التضحية البشرية في الهند الى اواخر العصر البرونزي .. و عادت هذه الظاهرة و كما يظهر في كتاب الفيدك Vedic ان الألهة كامودا ( في الصورة ) كانت تقدم لها قرابين بشرية .

و هذا الخبر الغريب

في الصين
24فبراير 2009
قرابين من فتيات عذارى يقدمونهن الصينيون قرابين للالها ويأكلون لحومهن
جريمة حدثت بتاريخ 24فبراير 2009 بأسم الدين البوذي
في ليله رأس السنة الصينية اللعينة
أحضار الفتاة للمذبح مكبلة اليدين والرجلين بعد غسلها وتنظيفها كما يفعلون بالخنازير تماماً
الاستعداد لنحرها على طاولة خاصة بذبح الخنازير مع وضع وعاء لجمع الدماء لشربها جزء من الاعتقادات
نحر الفتاة البرئية على نفس طريقة نحر الخنازير تماماً بالطعن من النحر
جمع الدماء في الوعاء ويتحسبون على الدماء ان لا يخرج منها شي بالخارج
تقطيع اللحوم جزارة لتوزيعها على المسكين على حد قولهم
تقطيع اللحوم وفردها لتقديمها
أكثر من فتاة يقومون بنحرها وتقطيعه وتلاحظون بالصوره يوجد فتاتان معلقتان على المذبحه وهم يقومون بتقطيعهم وسلخهم

اللهم احفظنا





_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 30, 2012 11:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

رابط المشاركة السابقة
http://www.iraq-4ever.com/vb/iraq4ever92622/

اليهود والقرابين البشرية


استمعت - ولا شك - عن أناس يسمون "مصاصي دماء البشر"، ولا أظنك قد مر بك هذا الاسم إلا في ضروب من الأساطير، تستقبلها في خيالك أكثر مما تستقبلها بعقلك، ولكن، تعال معي لأقدم لك (أناسا) يستحقون - عن جدارة - هذا اللقب، وأنا - في هذه المرة - أخاطب العقل، لا الخيال، بالحقيقة، لا الأسطورة.
إنهم اليهود، الذين تقول شرائعهم "الذين لا يؤمنون بتعاليم الدين اليهودي وشريعة اليهود، يجب تقديمهم قرابين إلى إلهنا الأعظم"، وتقول "عندنا مناسبتان دمويتان (ترضينا) ألهنا يهوه، إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بدماء البشرية، والأخرى مراسيم ختان أطفالنا". وملخص فكرة (الفطيرة المقدسة)، هو الحصول على دم بشرى، وخلطه بالدقيق الذي تعد منه فطائر عيد الفصح.
وقد سرت هذه العادة المتوحشة إلي اليهود عن طريق كتبهم المقدسة، التي أثبتت الدراسات أن اتباعهم لما جاء فيها من تعاليم موضوعة، كان سببا رئيسيا للنكبات التي منى بها اليهود في تاريخهم الدموي، وقد كان السحرة اليهود في قديم الزمان، يستخدمون دم الإنسان من اجل إتمام طقوسهم وشعوذتهم، وقد ورد في التوراة نص صريح يشير إلي هذه العادة المجرمة، حيث ورد في سفر "اشعيا": "أما أنتم أولاد المعصية ونسل الكذب، المتوقدون للأصنام تحت كل شجرة خضراء، القاتلون في الأودية وتحت شقوق المعاقل".
وقد اعتاد اليهود - وفق تعاليمهم ووفق ما ضبط من جرائمهم - على قتل الأطفال،وأخذ دمائهم ومزجها بدماء العيد، وقد اعترف المؤرخ اليهودي "برنراد لازار" في كتابه "اللاسامية" بأن هذه العادة ترجع من قبل السحرة اليهود في الماضى.
ولو أنك اطلعت على محاريبهم ومعابدهم، لأصابك الفزع والتقزز مما ترى من أثار هذه الجرائم، فإن محاريبهم ملطخة بالدماء التي سفكت من عهد إبراهيم حتى مملكة إسرائيل ويهوذا، كما أن معابدهم في القدس مخيفة بشكل يفوق معابد الهنود السحرة، وهي المراكز التي تقع بداخلها جرائم القرابين البشرية، وهذه الجرائم عائدة إلى التعاليم الإجرامية لتي أقرها حكماؤهم، وفي عصر ما استشرى خطر هذه الجرائم، واستفحل أمرها حتى صارت تمثل ظاهرة أطلق عليها اسم الذبائح واليهود عندهم عيدان مقدسان لا تتم فيهم الفرحة إلا بتقديم القرابين البشرية أي (بتناول الفطير الممزوج بالدماء البشرية) وأول هذين العيدين، عيد البوريم، ويتم الاحتفال به من مارس من كل عام، والعيد الثاني هو عيد الفصح، ويتم الاحتفال به في أبريل من كل عام.
وذبائح عيد البوريم تنتقي عادة من الشباب البالغين، يؤخذ دم الضحية ويجفف على شكل ذرات تمزج بعجين الفطائر، ويحفظ ما يتبقى للعيد المقبل، أما ذبائح عيد الفصح اليهودي، فتكون عادة من الأولاد اللذين لا تزيد أعمارهم كثيرا عن عشر سنوات، ويمزج دم الضحية بعجين الفطير قبل تجفيفه أو بعد تجفيفه.
ويتم استنزاف دم الضحية، إما بطريق (البرميل الإبري)، وهو برميل يتسع لحجم الضحية، ثبتت على جميع جوانبه ابر حادة، تغرس في جثة الضحية بعد ذبحها، لتسيل منها الدماء التي يفرح اليهود بتجمعها في وعاء يعد لجمعها، أو بذبح الضحية كما تذبح الشاة، وتصفية دمها في وعاء، أو بقطع شرايين الضحية في مواضع متعددة ليتدفق منها الدم.. أما هذا الدم فانه يجمع في وعاء، ويسلم إلى الحاخام الذي يقوم بإعداد الفطير المقدس ممزوجا بدم البشر، (إرضاء) لإله اليهود يهوه المتعطش لسفك الدماء.
وفي مناسبات الزواج يصوم الزوجان من المساء عن كل شي، حتى يقدم لهم الحاخام بيضة مسلوقة ومغموسة في رماد مشرب بدم إنسان، وفي مناسبات الختان يغمس الحاخام إصبعه في كأس مملوءة بالخمر الممزوج بالدم، ثم يدخله في فم الطفل مرتين وهو يقول للطفل: إن حياتك بدمك.. والتلمود يقول لليهود: اقتل الصالح من غير الإسرائيليين. ويقول: يحل بقر الاممي كما تبقر بطون الأسماك، حتى وفي يوم الصوم الكبير الواقع في أيام السبوت"، ثم يقرر (الثواب) على ذلك الإجرام بأن من يقتل أجنبيا - أي غير يهودي - يكافأ بالخلود في الفردوس والإقامة في قصر الرابع.. وفيما يلي بعض الأمثلة لبعض لما اكتشف في هذه الحوادث البشعة، حوادث قتل الأطفال واستخدام دمائهم في أعياد اليهود، وهذا سجل لبعض مما أمكن اكتشافه - وهو حسب بعض التقديرات يصلا إلى 400 جريمة تم اكتشافها -، أو قل لما أمكن جمعه مما أمكن اكتشافه، وما خفي الله أعلم به، وتوجد عدة شروط يجب أن تتوافر في الضحية لإتمام عملية الذبح:
1- أن يكون القربان مسيحيا.
2- أن يكون طفلا ولم يتجاوز سن البلوغ.
3- أن ينحدر من أم وأب مسيحيين صالحين لم يثبت أنهما ارتكبا الزنا أو أدمنا الخمر.
4- ألا يكون الولد - القربان- قد تناول الخمر أي أن دمه صاف.
5- تكون فرحة يهوه (وهو الله عند اليهود) عظيمة وكبيرة إذا كان الدم الممزوج بفطير العيد هو دم قسيس لأنه يصلح لكل الأعياد.

الممثلة الفرنسية العجوز بارجيت بادروو تقيم الدنيا كل عيد أضحى وتتهم المسلمين بالوحشية لذبحهم الأضاحي (أقصد هنا الماشية)، فلماذا لم تقيمها وتهاجم الذين يقومون بذبح الأضاحي البشرية...وا عجباه!

مصر :
في عام 1881م شهدت مدينة بور سعيد إحدى جرائم اليهود البشعة، حيث قدم رجل يهودي من القاهرة إلى مدينة بور سعيد، فاستأجر مكان في غرب المدينة، وأخذ يتردد على بقال يوناني بنفس المنطقة إلى أن جاءه يوما وبصحبته فتاه صغيرة في الثامنة من عمرها، فشرب خمرا وأجبرها على شربه مما أثار انتباه الرجل اليوناني، وفي اليوم التالي تم العثور على جثة الفتاة وقد مثل بها بطريقة وحشية، وتم قطع حنجرتها، وأثار ذلك الحادث الأهالي في مصر آنذاك.

سوريا:
في سنة 1810م في حلب فقدت سيدة نصرانية، وبعد التحري عثر على جثتها مذبوحة ومستنزفة دمها، وقد اتهم اليهودي رفول أنكوتا بذبحها وأخذ دمها لاستعماله في عيد الفصح.
في يوم 5 فبراير 1840م اختطف اليهود إحدى الرهبان المسيحيين الكاثوليك، والذي كان يدعى (الأب فرانسوا أنطوان توما)، وذلك بعد ذهابه لحارة اليهود في دمشق لتطعيم أحد الأطفال ضد الجدري، وبعد عودته من زيارة الطفل المريض تم اختطافه بواسطة جماعة من اليهود، وقتلوه واستنزفوا دمه لاستخدامه في عيد (البوريم)، أي عيد الفصح اليهودي.
وأيضا في دمشق في تم اختطاف العديد من الصبية وتم قتلهم للحصول على دمائهم، ولعل أشهرهم على الإطلاق الطفل هنري عبد النور والذي خطفه اليهود في يوم 7 من أبريل عام 1890م والذي كتب فيه أبوه فيه قصيدة رثاء شهيرة.

لبنان:
في سنة 1824م في بيروت ذبح اليهود المدعو فتح الله الصائغ، وأخذوا دمه لاستعماله في عيد الفصح، وتكرر ذلك في عام 1826م في أنطاكية، 1829م في حماه.
وفي طرابلس الشام حدث عام 1834م أن ارتدت اليهودية (بنود) عن دينها، بعد أن رأت بعينيها جرائم اليهود المروعة، و ذبحهم للأطفال الأبرياء من أجل خلط دمهم بفطير العيد، ودخلت الرهبنة وماتت باسم الراهبة كاترينا، وتركت مذكرات خطيرة عن جرائم اليهود وتعطشهم لسفك الدماء، وسردت في مذكراتها الحوادث التي شهدتها بنفسها وهي التي وقعت في أنطاكية وحماه وطرابلس الشام، وفيها ذبح اليهود طفلين مسيحيين، وفتاه مسلمة واستنزفوا دمائهم.

بريطانيا:
في سنة 1144م وجدت في ضاحية نورويش ( Norwich ) جثة طفل عمره 12 سنة مقتولا ومستنزفة دمائه من جراح عديدة، وكان ذلك اليوم هو عيد الصفح اليهودي مما أثار شك الأهالي في أن قاتلي الطفل من اليهود، وتم القبض على الجناة، وكان جميعهم من اليهود، وهذه القضية تعتبر أول قضية مكشوفة من هذا النوع و لا تزال سجلاتها محفوظة بدار الأسقفية البريطانية. وفي عام 1160م وجدت جثة طفل آخر في Glowcester، وكانت الجثة مستنزفة الدماء بواسطة جروح في المواضع المعتادة للصلب، وفي عام 1235م سرق بعض اليهود طفلا آخر من نورويش وأخفوه بغرض ذبحه واستنزاف دمه، وعثر عليه أثناء قيامهم بعملية الختان له تمهيدا لذبحه، وفي عام 1244م عثر في لندن على جثة صبي في مقبرة القديس (بندكت) خالية من قطرة واحدة من الدم، الذي استنزف بواسطة جروح خاصة.
وفي سنة 1255م خطف اليهود طفلا آخر من لنكولن Lincoln، وذلك في أيام عيد الفصح اليهودي، وعذبوه وصلبوه واستنزفوا دمه، وعثر والداه على جثته في بئر بالقرب من منزل يهودي يدعى جوبن Joppin، وأثناء التحقيق اعترف هذا اليهودي على شركائه، وجرت محاكمة 91 يهودي أعدم منهم 18.
وتوالت جرائم اليهود في بريطانيا حتى عام 1290م ،حيث ذبح اليهود في أكسفورد طفلا مسيحيا واستنفذوا دمه، وأدت هذه الجريمة إلى إصدار الملك إدوارد الأول أمره التاريخي بطرد اليهود من بريطانيا.
وفي عام 1928م في شولتون في مانشستر Chorlton, Manchester عثر على طفل يدعى أودنيل مذبوحا ومستنزفة دمائه، ولم يتم العثور على قطرة دم واحدة، وقد تمت هذه الجريمة قبل يوم واحد من أعياد اليهود.
وفي 1 مارس عام 1932م تم العثور على جثة طفل مذبوحة ومستنزفة دمائه، وكان ذلك أيضا قبل عيد الفصح اليهودي بيوم واحد، وتم إدانة يهودي في هذه الجريمة.

فرنسا:
في سنة 1171م في Blois بفرنسا، وجدت جثة صبي مسيحي أيام عيد الفصح اليهودي ملقاة في النهر، وقد استنفذ دمه لأغراض دينية، ثبتت الجريمة علي اليهود واعدم فيها عدد منهم، ثم في سنة 1179م وجدت في مدينة Pontois بفرنسا جثة صبي آخر استنفذ دمه لآخر قطرة، أما في برايسن Braisene فقد بيع شاب مسيحي إلى اليهود في سنة 1192م من قبل الكونتس أوف دور، وكان متهما بالسرقة، فذبحه اليهود واستنفذوا دمه، وقد حضر الملك فيليب أغسطس المحكمة بنفسه وأمر بحرق المذنبين من اليهود.
ثم في سنة 1247م عثر في ضاحية فالرياس Valrias علي جثة طفلة من الثانية من عمرها، ولقد استنفذ دمها من جروح من عنقها و معصمها و قدمها، واعترف اليهود بحاجتهم لدمها، ولم يفصحوا عن طريقة استخدامه في طقوسهم الدينية، وطبقا لما جاء في دائرة المعرف اليهودية بأن ثلاثة من اليهود تم إعدامهم بسبب هذه الحادثة.
وفي سنة 1288م عثر في ترويس Troyes على جثة طفل مذبوح على الطريقة اليهودية، حوكم اليهود وأعدم 13 منهم حرقا، اعترفت بذلك دائرة المعارف اليهودية الجزء 12 صفحة 267.

ألمانيا:


صورة من جريدة دير شتومر الألمانية في أحد أعدادها لسنة 1939م، وكان هذا العدد مخصص للقرابين البشرية في الديانة اليهودية، وكان على الغلاف صورة عن جريمة ارتكبها اليهود في إيطاليا وذبحوا طفلا لاستنزاف دمه.


عثر في 1235م في ضاحية فولديت Foldit على خمسة أطفال مذبوحين، واعترف اليهود باستنزاف دمائهم لأغراض طبية في معالجة الأمراض! وانتقم الشعب من اليهود و قتل عددا كبيرا منهم، ثم في سنة 1261م في ضاحية باديو Badeu باعت سيدة عجوز طفلة عمرها 7 سنوات إلى اليهود الذين استنزفوا دمها والقوا بالجثة في النهر، وأدينت العجوز بشهادة ابنتها ، وحكم بالإعدام على عدد من اليهود وانتحر اثنان منهم.
وفي سنة 1286م في أوبرفيزل Oberwesel عذب اليهود في عيدهم طفلا مسيحيا يدعى فنر Werner لمدة ثلاث أيام، ثم علقوه من رجليه واستنزفوا دمه لآخر قطرة، وعثر على الجثة في النهر، واتخذت المدينة من يوم صلبه 19 أبريل ذكرى سنوية لتلك الجريمة البشعة.
وتكرر في 1510م في ألمانيا أيضا في ضاحية براندنبرج Brandenburg أن اشترى اليهود طفلا وصلبوه واستنزفوا دمه، واعترفوا أثناء المحاكمة، وحكم على 41 منهم بالإعدام، أما في ميتز Mytez فقد اختطف يهودي طفلا يبلغ من العمر 3 سنوات وقتله بعد استنزاف دمه، وحكم على اليهودي بالإعدام حرقا. وتكررت حوادث الاختطاف و القتل في ألماني وكان كل المتهمين في هذه الحوادث من اليهود، مما أدى إلى نشوء ثروة عارمة بين أفراد الشعب الألماني في عام 1882م وقتل الكثير من اليهود.
وفي عام 1928م قتل شاب يبلغ من العمر 20 عاما في جلادبيك Gladbeck، وكان يدعى هيلموت داوب Helmuth Daube، ووجدت جثته مذبوحة من الحنجرة ومصفاة من الدماء، وأتهم يهودي يدعى هوزمان Huszmann بهذه الجريمة.
وفي 17 مارس عام 1927م اختفى صبي عمره خمس سنوات، ووجدت جثته مذبوحة ومستنزفة الدماء، وأعلنت السلطات أن عملية القتل كانت لدوافع دينية دون أن يتهم أحدا.
وفي 1932م في بادربون Paderborn وجدت جثة فتاة مذبوحة ومستنزفة الدماء وأتهم جزار يهودي وابنه في هذه الجريمة، وأعلن أنها كانت لأغراض دينية.

أسبانيا:
في سنة 1250م عثر على جثة طفل في سارجوسا Sargossa مصلوب ومستنزف دمه، وتكرر ذلك في سنة 1468م في بلدة سيوجوفيا Segovia، حيث صلب اليهود طفلا مسيحيا واستنزفوا دمه قبل عيد الفصح اليهودي، وحكم بالإعدام على عدد منهم.
وفي سنة 1490م في توليدو Tolido اعترف أحد اليهود على زملائه والذين كانوا قد اشتركوا معه في ذبح أحد الأطفال وأخذ دمه، وأعدم 8 من اليهود في هذه القضية ، والتي كانت السبب الرئيسي في قرارا طرد اليهود من أسبانيا في عام 1490م.

سويسرا:
في سنة 1287م في برن Berne ذبح اليهود الطفل رودلف في منزل يهودي ثري بالمدينة، واعترف اليهود بجريمتهم واعدم عدد كبير منهم، وصنعت المدينة تمثالا على شكل يهودي يأكل طفلا صغيرا ونصب التمثال في الحي اليهودي ليذكرهم بجرائمهم الوحشية.

النمسا:
في عام 1462م في بلدة إنزبروك Innsbruk بيع صبي مسيحي إلى اليهود فذبحوه على صخرة داخل لغابة، واستعملوا دمه في عيدهم، وصدرت عدة قرارات بعد تلك الحادثة تلزم اليهود بوضع رباطا أصفر اللون على ذراعهم اليسرى لتميزهم عن بقية السويسريين اتقاء لشرهم!

إيطاليا:
في 1475م في Trent بإيطاليا اختفى طفل عمره ثلاث سنوات يدعى سيمون، و حينما اتجهت الأنظار إلى اليهود، أحضروا الجثة من ترعة ليبعدوا الشبهة عنهم، وبعد التحقيق ثبت أن الطفل لم يمت غرقا، بل من استنزاف دمه بواسطة جروح في العنق و المعصم و القدم، واعترف اليهود بالجريمة، وبرروا ذلك بحاجتهم للدم من أجل إتمام طقوسهم الدينية، وعجن خبز العيد بالدم البشري و النبيذ، أعدم سبعة من اليهود في هذه القضية.
وفي سنة 1480م في Venice أعدم ثلاثة من اليهود في قضية ذبح طفل مسيحي واستنزاف دمه.
وفي سنة 1485م في ضاحية بادوا Padua ذبح اليهود طفلا يدعى Lorenzion واستنزفوا دمه.
وفي سنة 1603م عثر في فيرونا virona على جثة طفل مستنزف دمه من جروح فنية، وحوكم بعض اليهود في هذه القضية.

المجر (هنغاريا):
في سنة 1494م وفي مدينة تيرانان Teranan صلب اليهود طفلا واستنزفوا دمه، واعترفت عليهم سيدة عجوز، وأثناء المحاكمة اعترفوا بأنهم ذبحوا أربعة أطفال آخرين، وجمعوا دمائهم لاستعمالها في أغراض طبية.
وفي إبريل من سنة 1882 في ضاحية تريزا ايسلار Treza Eslarاختطف اليهود فتاة مسيحية تدعى استرسوبيموس وكان عمرها 14 عاما، واعترفت طفلة يهودية بأنها شاهدت أمها تدعوا الفتاة المسيحية إلى منزلها، ومن هناك اقتادها عدد من اليهود إلي الكنيس، واعترف غلام يهودي بأنه شاهد عملية ذبح الفتاة وجمع دمائها في إناء كبير، واعترف عدد من اليهود باشتراكهم في عملية قتل الفتاة من أجل عيد الفصح اليهودي، واتهم 15 يهودي في هذه الجريمة، وبدأت محاكمتهم في 19 يونيو، وكانت من أشهر المحاكمات التاريخية واستمرت إلى 3 أغسطس، واستطاع المال اليهودي أن يطمس الجريمة، وبرأت المحكمة اليهود القتلة بالرغم من أن كل أدلة الاتهام كانت تشير إلى اشتراكهم في الجريمة! وأدت هذه الجريمة إلى ظهور حالة من العداء ضد اليهود انتشرت في أوروبا كلها.

روسيا:
في سنة 1823م في فاليزوب Valisob بروسيا، فقد في عيد الفصح اليهودي طفل في الثانية ونصف من عمره، وبعد أسبوع، عثر على جثته في مستنقع قرب المدينة، وعند فحص الجثة، وجدت بها جروح عديدة من وخز مسامير حادة في جميع أنحاء الجسم، ولم يعثر على قطرة دم واحدة، لأن الجثة كانت قد غسلت قبل إعادة الثياب إليها، واعترفت ثلاث سيدات من اليهود باقترافهن الجريمة، وتم نفيهن إلى سيبريا.
وتوالت عمليات الاختطاف التي قام بها اليهود في روسيا، ففي ديسمبر عام 1852م تم اختطاف غلام في العاشرة وأتهم اليهود بقتله واستنزاف دمه، ثم في يناير 1853م تم اختطاف طفل في الحادية عشر من عمره وإستنزفت دماؤه وأتهم يهوديان بتلك الجريمة. وفي مدينة كييف Kiev عثر عام 1911م على جثة الغلام جوثنسكي 13 سنة، بالقرب من مصنع يملكه يهودي وبها جروح عديدة، ولا أثر للدم في الجثة أو من حولها، وقد أعتقل عدد من اليهود في هذه القضية وكان من بينهم صاحب المصنع، وطالت أيام المحاكمة إلي سنتان، ثم ماتت الطفلتان الشاهدتان الرئيسيتان في القضية، نتيجة لتناولهما لحلوى مسمومة قدمها لهم أحد اليهود!

تركيا:
في جزيرة رودس اختفى طفل يوناني في عيد البوريم اليهودي سنة 1840م، وكان قد شوهد وهو يدخل الحي اليهودي في الجزيرة، وحينما هاج اليونان وطالبوا بالبحث عن الطفل اضطر الحاكم التركي يوسف باشا إلى تطويق الحي اليهودي وحبس رؤساء اليهود، وتعترف دائرة المعارف اليهودية طبعة 1905م الجزء العاشر صفحة 410 أن وساطة المليونير اليهودي مونتفيوري في تقديم الرشوة للباب العالي الكونت كاموند والذي كان مديرا لأعمال البنوك في الحكومة العثمانية، وهكذا استطاعت قوة المال اليهودي أن تطمس الحق في هذه الجريمة كما فعلت في جرائم عديدة غيرها

http://www.oboody.com/mychoice/03.htm

اللهم احفظنا

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

فطيرة الدم !! والقرابين البشرية في ألطقوس أليهودية
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

مقدمة:


لا يريد اليهود أن يطلع العالم (و خصوصا النصارى) على شعائرهم الإجرامية.... و لأن الإعلام يقع تحت سيطرتهم، فعادة يستطيعون تدارك الأمور قدر الإمكان... فبارك الله بالشبكة فمن يستطيع أن يخرسني الآن؟ و من يستطيع أن يخرسكم إن ساعدتم في نشر فطيرة اليهود في موقع أو عبر البريد الإلكتروني مع الإشارة إلى نقله رجاء لا أمرا. و لكي تعم الفائدة، لم أكتف بكتابة الموضوع فحسب،،، بل أوردت فيه ما استطعت من تعاليم التلمود و وقائع مثْبَتة من مقالات منشورة سابقا. جزى الله المؤمنين من أصحابها خيرا.

========================

فطيرة الدم،،، و القرابين البشرية!

لا تستبعد أن تجد نفسك في يوم من الأيام قطع لذيذة من المعجنات! تقبع في معدات يهودية بعد أن اجتروها بشراهة!….. فإن كنت تحب الفطائر،،، فهناك من يحبك فطيرة!.... لا أتحدث عن خرافة،،،، و لا جريمة!….. إنما هي شعيرة من شعائر اليهود الدينية! فعندما تكون الأعياد يهودية،،،،، تكون الفطائر دموية…. و لكي تكون دموية،،،،، لابد من قرابين بشرية! و المكان الذي يوجد به كنيس،،،،،، يوجد به أضحيات بشرية في عيدين من أعياد اليهود: 1-عيد البوريم (كل خمسن عاما) الذي لا يتم إلا بقربان يقدم للآلهة المزعومة أستير. و 2-عيد الفصح (سنوي) الذي لابد له من قرابين لكي يرضى يهوه.

و فطيرة عيد اليهود لا تُخبز بدون دم بشري (خصوصا مسيحي أو مسلم) لأن هذا الدم يمثل المكوّن الأساسي لها،،، بينما المكوّن الثانوي هو القمح! و لا بد أن يعجنها كبير الحاخامات! بيديه!… ثم توزع بعد خَبزها على سائر اليهود ليلتهموها فتباركهم و تثبت يهوديتهم.

و عندما يذبحك اليهودي و يعتصر كل دمك قطرة قطرة ليضعه في فطيرته فإن أحدا لا يستطيع أن يقنعه بأنه يرتكب جريمة! لأنه ببساطة يقوم بتأدية شعيرة دينية! -فهذا دينهم، فكيف بجرائمهم!-… أو يمكننا القول بأن دينهم و جرائمهم سواء....و هذا ليس افتراء على اليهود، و الدليل موجود في التلمود (كتاب تعاليم ديانة وآداب اليهود) الذي يقدسونه أكثر من التوراة نفسها -بعد أن حرفوها أيضا-((فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا…..))البقرة79
فما الغرابة في كون قرابين أعياد اليهود بشرية؟؟؟،،، و قد فعلوا ما هو أعظم من كذب على الخالق عز و جل و شرك بأقبح و أوقح أنواعه! و يبقى لدينا تساؤل: ماذا يمكن أن يكون مخطوطا في التلمود من كفر و إجرام و حقارة؟!
لقد حكم التلمود بأن كل يهودي متدين ورع! و متمسك بدينه! لا يحق له أن يعيش في المدن المقدسة: القدس والخليل وصفد وطبرية،، إلا إذا كان قد تناول فطيرة من فطائر الدماء البشرية.. و اليهودي الذي لا يتناول تلك الفطيرة فهو مثل الوثنيين>>>أي المسلمين والمسيحيين الذين لا يجوز على اليهود أن يأكلوا من طعامهم أو يتزوجوا بناتهم أو يلمسوا قبورهم.

يقول الله عز و جل: ((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا…………..))المائدة32….. فهل رأيتم كذب اليهود على الله؟!

و برغم أن هناك نص في التوراة يحرم الدم>>>"لا تاكلوا دم أي جسد كان"،،،، إلا أن الحاخامات ادعوا بأن هذا النص يقصد به دم اليهود فقط! ألم نقل بأن اليهود يقدسون التلمود أكثر من التوراة نفسها!


أيضا في التلمود أشهر عبارة رددها اليهود (إنهم شعب الله المختار).. وفى التلمود أرواح اليهود تتميز عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله (كما أن الابن جزء من أبيه).. و(من ثم كانت أرواح اليهود عزيزة عند الله بالنسبة لباقي الأرواح لأن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات).


((قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين))البقرة94


إنهم يؤمنون بأن غير اليهود مثل الكلاب والحمير والثيران.. بيوتهم زرائب.. وأرواحهم
نجسة.. وحياتهم بلا قيمة.. ومن ثم يجوز قتلهم وذبحهم وغشهم و خيانتهم وسرقتهم وضربهم وظلمهم واغتصاب نسائهم –بينما لا يجوز لهم تزوجهن!- و يجب تقطيعهم إربا إربا و أكلهم في الأعياد –بينما لا يجوز أكل طعامهم!-.

ألا ساء ما يحكمون!

وفى التلمود.. إن أموال غير اليهود مباحة كإباحة الرمال ومياه البحر. وفيه: إن الله أمر اليهود بأخذ أموال الربا من (الذمي).. أي غير اليهودي.. ويسمونه أيضا (أمي).. أو (وثنى).. وفيه أن (من العدل أن يقتل اليهودي كل كافر ذمي لأن من يسفك دم الكافر الذمي يقدم قربانا إلى الله).
و هذا ما يبرر قتلهم للمسلمين و النصارى.
((بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده……))البقرة90

فبعد أن عرفنا هذا فبالله أي اقتصاد و أي سلام هو الذي نطالب به…. و سلام مع من؟! مع متواقحين متجرئين على الله سبحانه و تعالى و هو شديد المحال…. مع قتلة الأنبياء و أكلة الدماء البشرية و قتلة الأطفال و اغتصاب كل حقوق الإنسان. و هذه كلها ليست جرائم بل شعائر دينية! يا للسخرية!

و أما بخصوص القربان فهم لا يذبحونه بسهولة كما تذبح الشاة و انتهى الأمر،،، بل إنه يجب أن يشهد و يتألم و يقاسي مع خروج كل قطرة من دمه بينما ينظر إلى الذابحين و هم يراقبون موته البطيء في نشوة و تلذذ و سعادة غامرة. فأي قسوة أكبر و أي حقارة هم عليها بني يهود!

و هناك طريقتان للذبح عند اليهود في العيدين:

الطريقة الأولى :
يستخدم فيها (البرميل الإبري)... و هو عبارة عن برميل يتسع لجسم الضحية و بجوانبه إبر حادة مكثفة…. توضع الضحية البشرية بداخله و هي حية،، ثم تغرز هذه الإبر الحادة بجسمه و بالتالي كلما تحركت الضحية من الألم، ينزف الدم في هذا البرميل حتى يصفى بشكل كامل بحيث تخرج الروح و آخر نقطة دم معا. و يتلذذ اليهود بمتابعة هذا المشهد،، حتى يموت،،، فيأخذون الدم المصفى.


الطريقة الثانية :
إذا كان المكان غير آمن فإنهم ينفذون عملية الإجرام بسرعة دون أن يتلذذون بالذبح البطيء. حيث يذبحون الضحية من الرقبة و في أمكنة الشرايين و يوضع تحتها إناء واسع كي ينزف الدم بداخله ثم يجمع و يعبأ في زجاجات.
و تؤخذ زجاجات الدم و تسلم للحاخام الأكبر في المنطقة التي يتواجد فيها فيقوم بمباركتهم ثم يعجن هذا الدم مع الطحين كفطائر للعيد المقدس و من ثم يقوم بتوزيعها على أتقياء اليهود ليلتهموها.


لقد صور الأدب الإنجليزي شراهة اليهود للحوم المسيحيين ،،، حينما أصر اليهودي شيلوك في المحكمة على اقتطاع جزء من لحم المدين رافضا عرضهم له بتسديد الدين…. ما الذي أراده شيلوك بقطعة اللحم؟ بالتأكيد ليس تحنيطها و لا وضعها في مختبر تجارب،،،، بالتأكيد كان سيأكلها! أو يأكل الدم المتدفق! رغم طمع اليهودي إلا أن شراهته للدم كانت أكبر… هذا التصوير الدقيق يعني بأن المسيحيين كانوا سابقا يعرفون تمام المعرفة ما هم عليه اليهود من إجرام و حقد،،، و الذي بسببه عاشوا آنذاك في أوروبا مهانين محتقرين مسلوبين بعض الحريات الدينية من قبل النصارى،، فلم يزداد اليهود إلا حقدا.


و إذا كانت عداوة اليهود للمسلمين تنبع من مقاتلتهم للحق و مصادرتهم له أ_ي_ن_م_ا كاااان… فلماذا إذن يطلبون دماء النصارى!؟ و لماذا يحقدون عليهم مع أن المسيحية محرفة الآن و من ثم باطلة.
هناك حقيقتان: الحقيقة الأولى هي أن اليهود لا يريدون سوى سيطرة يهودية بحتة على العالم…. و الحقيقة الثانية هي أن عيسى عليه السلام كان قتله و ما زال مطلوبا لدى اليهود. و حقدهم عليه –عليه الصلاة و السلام- مازال مستمرا إلى الآن و موجها إلى المسيحيين و لم ينته عند تحريف الإنجيل… هيهات هيهات أن تكون هناك نهاية لحقد اليهود في هذه الدنيا!. و 1-إن كنا نختلف مع النصارى في العقيدة كليا لأن دينهم قد تغير و تبدل أما ديننا فعجزت محاولات اليهود يدا بيد مع الرافضة لتحريفه و إخفاء الأصل،،، و 2-إن كان المسلمين طالما قاسوا من ظلم النصارى…. إلا أننا نجتمع و إياهم في نقطة واحدة،،، لدينا نفس العدو الحقود:اليهود! و لكن هل يدرك النصارى هذا الشيء و قد أضل اليهود عيونهم –ناهيك عن ضلال قلوبهم- منذ أن أشربوهم العلمانية في المحافل الماسونية و أنسوهم بها دينهم –و إن كان محرفا- و أقنعوهم باتباع مباديء العلمانية ثم سيطروا عليهم أيما سيطرة. و هذه حقائق مثبتة و ليست فرضيات. فما الذي يريده اليهود بالتحديد؟ لا شيء… لا شيء أبدا سوى أن ينقسم العالم إلى نصفين: يهود،،، و عبيد لليهود.



و إن كان أكثر العالم لا يعرف عن تلك القرابين البشرية شيئا،،، فذلك لأن اليهود يجتهدون في إخفاء شعائرهم الدينية و إسكات من يتجرأ على كشف جزء منها…. و لأن إعلام العالم تحت سيطرتهم…. و لأن المافيا تسيطر على القوانين…. و لأنه لا يوجد أكثر براعة من اليهود في التضليل و تغطية الحقائق بل و قلبها ليصبح الحق باطلا و الباطل حقا.

فمثلا (لا حصرا)،،، ماذا نعرف عن مصاصي الدماء الذين يشاهدهم البعض على الشاشات بصحبة طبق كبير من الفوشار و قدح من العصير البارد!

كلنا خدعنا بحقيقة مصاصي الدماء و التي ظننا بأنها لا شيء سوى قصة خرافية جسدتها لنا أفلام السينما *المنحطة*….. مجرد مجموعة خرافية تعيش على امتصاص دماء بشرية كي تخلد إلى الأبد….أو رجل ذئب تراوده حالة الامتصاص الدموي حين يكتمل القمر -حتى القمر يدفع ثمن أخطاء اليهود غاليا و لم يسلم هو الآخر من ادعاءاتم!-


و أما الحقيقة البكماء التي لم يكتفي اليهود بإخراسها بل ضللوا أحداثها فهي مختلفة تماما:
في عام 1964،،، ذُبح عددا من الأطفال في جمهورية كولومبيا في أميريكا اللاتينية و نشرت مجلة (المصور) هذا الحدث في عددها تاريخ 14/2/1964…. و لجهل تلك المنطقة بطقوس أعياد اليهود فقد استطاع اليهود أن يغطوا تلك الجريمة،، حيث اعتقلت الشرطة الأميريكية المجرم و هو يهودي أميريكي و أفاد أنه ذبح الأطفال من أجل مص دمائهم… و قد أثيرت تلك الجريمة على أنها قصة مصاص دماء أي أنه مجرم معتوه. و من أجل تضليل الرأي العام أكثر (و ما أسهل تضليله!) قام اليهود الأميركيون في السبعينات بكتابة قصة مصاصي الدماء و مثلوه فلماً صرفوا عليه ملايين الدولارات من أجل ترويج فكرة تقول أن هناك أشخاص معتوهين يقومون بمص الدماء البشرية إيمانا بالخلود.

و قد عرض هذا الفيلم في العالم…. و الواقع يقول بأن مصاص الدماء ما هو إلا تضليل واضح للعدالة الأميريكية و الشعب الأميريكي و أن الأمر في حقيقته هو فطائر عيد الفصح المقدس اليهودي.

و أما الصحفي عادل حمودة فقد تمت محاكمته في باريس عندما نشر في جريدة «الأهرام» قصة قديمة حدثت في سوريا…. و هي قصة التهام اليهود للأب (توما) الفرنسي…. الذي وقع فريسة لهم فذبحوه و اعتصروا دمه ليكون في فطيرة عيد الفصح.… و رغم أن الجريمة بتحقيقاتها مثبتة و مدونة في سجلات رسمية في محاكم سوريا… إلا أنه رُفعت دعوة ضد الصحفي بل و ضد رئيس التحرير إبراهيم نافع في إحدى محاكم باريس. و لأن قوانين أوروبا لا تحاسب الصحافة على ما يُنشر من _حقائق مثبتة_ لذا فقد قاموا بتحوير التهمة إلى: إثارة الكراهية ضد اليهود!،،، بينما لا أحد يحاكم اليهود على جرائمهم التي أثارت تلك الكراهية!….. أو يعقل هذا الهراء! القانون الفرنسي يطالب جريدة بالمثول أمام القضاء بتهمة (كره) اليهود! أولسنا أحرار حتى في مشاعرنا؟ و هل تطالبنا المحكمة بأن نُذبح و نُغتصب و تُسلب أموالنا و أراضينا، ثم نقدم التهاني إلى اليهود لأنهم ذبوحنا أو اغتصبوا أرضنا أو سلبونا أعراضنا؟!!!

و ليس غريب على اليهود –الذين يقنعونا بالتحرر- مصادرة أي كاتب يفضح جزء من شعائرهم الإجرامية!.. فها هو جارودي توجه له تهمة حسب قانون جاسيو بسبب كتبه التي نفى فيها تعذيب اليهود.
أما (الكونت شيريب سبيريدو فيتش) فقد كان في طريقه لإلقاء محاضرة يكشف فيها بعض الحقائق عن اليهود فاغتيل قبل أن يصل إلى مقر المحاضرة! هذه هي صورة الذين يحشون في رؤوسنا المطالبة بحرية الرأي! بينما لا يعطون غيرهم فقط حرية طرح الحقائق أو حتى حرية المشاعر على الأقل و ليس الرأي!

فمرحى لليهود !…. مرحى لهم عندما يستطيعون إقناعنا بالتحرر الفكري بينما يستعبدون أجساد و أرواح شعب فلسطين بل شعوبا كاملة جهارا! متى سندرك بأن اليهود لا يسهرون الليالي على مصلحتنا! متى سنكتشف أنهم يسعون إلى التحرر من ديننا بشتى الطرق و من خلف مصطلحات مقنعة و مزركشة لا ينخدع بها أدنى عاقل! أما مصطلح (حرية الرأي) فهو في حقيقته (التسلخ الفكري)،، و أما (التحرر) فهو (التسلخ). ليس المقصود بحريتنا أن نكون أحرارا بل إنه التمرد على الشريعة الإسلامية –و العياذ بالله- كما مارسوا حرية تحريف كلام الله تعالى و حرية قتل الأنبياء؟!….. لنكون –في نهاية المطاف- أحرارا من شرائع الله عبيدا لليهود…. أيها المتحررون،،، أليس منكم رجل رشيد!




_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 12, 2012 10:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على خير الخلق اجمعين و المبعوث رحمة للعالمين سيدنا و نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين

القربان البشري في المسيحية
المقال الاول:
غفران (مسيحية)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إندولجنتيا (باللاتينية: Indulgentia) بحسب المعتقدات الدينية الكاثوليكية هي الإعفاء الكامل أو الجزئي من العقاب الدنيوي على الخطايا التي تم الصفح عنها.
يتم منح الإندولجنتيا من الكنيسة بعد أن يعترف الشخص الآثم بخطاياه ويتوب عنها.
وبحسب المعتقد الكاثوليكي فأن هذا الحل من العقاب الدنيوي يأتي من تضحية المسيح لنفسه على الصليب وشفاعة القديسين.
وكانت عادة ما تمنح مقابل أعمال خير أو صلوات.
استبدل هذا المعتقد عقيدة الكفارة في أوائل المسيحية.
فكان بإمكان الخاطيء غفران جزء من خطاياه مقابل شفاعة (توسط) المسجونين أو المحكومين بالإعدام من الشهداء المسيحيين.
كانت مزاعم بيع كهنة ورهبان كاثوليك لوثائق تؤكد حصول الشخص على الغفران مقابل مبلغ مادي (صكوك الغفران) من أهم النقاط التي اثيرت ضد الكنيسة الكاثوليكية من قبل مارتن لوثر وغيره من المصلحين البروتستانت.
انتهى

ما يهمنا في هذا المقال و الله تعالى اعلى و اعلم هي هذه الجملة:
" هذا الحل من العقاب الدنيوي يأتي من تضحية المسيح لنفسه على الصليب "
فهم يرون ان المسيح (عليه السلام ) قدم نفسه تضحية او قربان لله دفاعا عنهم او تخليصا لذنوبهم فهم مهما اخطئوا فهم مغفور لهم بتضحية المسيح (عليه السلام) بنفسه من اجل هذا السبب
ارى ان هذا ظنهم فى المغفرة او التوبة لابد من وجود قربان و فى هذه الحالة كي يخلصوا نفسهم و يستريحوا فى الدنيا دون حمل هم عقاب الاخرة ضحوا بابن الاله ( هذا زعمهم) او بالاله نفسه عند بعضهم
لدي بعض التساؤلات:
اذا اين المغزى من خلقهم ؟
و اين المغزى من وجودهم على الارض ؟
و اين المغزى من وجود يوم الحساب (هما مش كده كده داخلين الجنة و اصلا في شخص اخر اتحاسب مكانهم و شال عنهم كل حاجة من غير ما يكون له اى ذنب و كمان كان غصب عنه) ؟
و ايضا اين حسابكم انتم اين حسناتكم و سيئاتكم؟ الله تعالى اعلى و اعلم
قد اكون مخطئة فى التحليل او التعليق و لكن هذا ظني حيث اني غير ملمة بكل تعاليم الديانة المسيحية و الحمد لله على ذلك

المقال الثاني:
هذه هى النقاط الهامة التى لفتت انتباهي في هذا المقال
و بعدها ان شاء الله نعرض المقال بالتفصيل :
- الأعمال الصالحة لوحدها، بدون حياة شركة قوية مع السيد المسيح نابعة من الإيمان الصحيح في فدائه الكفارى وقيامته، لا تؤدي إلى مغفرة الخطايا: "لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ" (رومية 3: 20).

- ذهبت نفوس كل الصالحين الذين ماتوا على مر العصور قبل أن يتم السيد المسيح الفداء الكفاري إلى المنطقة العليا للهاوية. ومكثت هناك تنتظر حتي يكمل السيد المسيح تضحيته الكفارية بموته جسديا على الصليب.

- إنّ فكرة ميزان يزن الأعمال الصالحة للشخص ضدّ أعماله الشريّرة هي فكرة غير صحيحة، لأن الأعمال الصالحة، بدون خلاص بنعمة المسيح، لا تؤدّي إلى تغيير داخلي يُطهر ويرفع الطبيعة البشرية الساقطة. الأعمال الصالحة في حد ذاتها عاجزة عن عبور الهوة العظيمة التي تفصل بين البشرية الساقطة والإله الأقدس. لذا، لا تستطيع الأعمال الصالحة أن تؤدي إلى حياة الشركة بين الرب الإله والإنسان: "لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ" (غلاطية 2: 21).

- في إبن الله المُتجسّد، يصبح المؤمن إبن الله الآب بالتبني بنعمة الروح القدس: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ (المسيح) فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 1: 12). يدرك المؤمن هبة التبنّى بالروح القدس: "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ" (رومية 8: 14-17). السيد المسيح، إبن الله المُتجسّد، يعلن الله الأبّ إلينا ويدعونا لمحبّته كأبا لنا: "اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يوحنا 1: 18). المؤمن مدعو للمشاركة في المحبّة الإلهية وحياة الشركة الكاملة للثالوث الأقدس، مُحتفِظا بشخصيته، إلى الأبد.

- فداء المسيح أزال الحاجز الهائل الذي أقامته الخطيئة بين الإنسان والله (مَتَّى 27: 51)، وألغى سمة العقوبة لنتائج الخطيئة الأصلية. معاناة الآلام المختلفة في حياة المؤمن الناتجة من سقوط آدم، تُعلم أبناء الله ضبط النفس، تقوّيهم في أعمال الخير، وتجعل مجد الله يتجلى في حياة المؤمن. كما أن فداء المسيح يهب تقوية النعمة الإهية بالروح القدس: "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً" (رومية 5: 19).
تجسّد إبن الله وحياته وعمله على الأرض أدّى إلى إزالة عدّة عقبات أبعدت الإنسان عن الله. كما أنه أعطى وسائل تغيير وتقديس الإنسان:
1. تم إزالة الحاجز الفاصل بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية، لأنه قد تم إتحاد الطبيعتين بدون اختلاط وبدون امتزاج بينهما في شخص السيد المسيح. أدى هذا إلى تقديس الطبيعة البشرية في السيد المسيح. السيد المسيح، أول ثمرة لمادتنا البشرية تمتلك ملء النعمة الإلهية، يعطي حياة وعدم فساد ونقاوة للذين يتبعونه، عندما تتخلل طاقاته الإلهية طبيعتهم البشرية. يشبه ذلك سيفا من الصلب موضوعا في النار حتى يتوهج من لهبها. لا تتحول مادة السيف، التي تمثل الطبيعة البشرية، إلى نار وتظل صلبا، بينما تحصل على خواص النار، التي تمثل الطاقات الإلهية.
2. الموت الجسدي للسيد المسيح، الإله المُتجسد، على الصليب أزال عقبة الخطيئة بين الإنسان والله، ولهذا بدأ الإنسان يشترك في الطبيعة الإلهية (2 بطرس 1: 4) بواسطة:
. ز أ. التوفيق بين عدل الله ورحمته.
ز زب. التكفير عن خطايا المؤمنين التائبين.
3. بعد موته الكفاري على الصليب، فتح السيد المسيح أبواب الفردوس الدهرية التي أغلقت بعد سقوط آدم وحواء، ونزل إلى المنطقة العليا للهاوية ليتم مهاما هامة:
أ. أعلن السيد المسيح لنفوس الصالحين الذين ماتوا قبل موته الكفاري على الصليب تقييد وربط القوي الشيطانية (متي 12: 28، 29؛ لوقا 10: 17، 18؛ يوحنا 12: 31، 32؛ كُولُوسِّي 2: 15؛ رؤيا 20: 1-3). على الرغم من ذلك، ليس الشيطان هامدا (أعمال 5: 3؛ كُورِنْثُوسَ الأُولَى 5: 5؛ أَفَسُس 6: 11). لكنه لا يستطيع أن يخدع الكنيسة؛ ولا يستطيع أن يمنع التبشير بإنجيل السيد المسيح للأمم.
ب. حرر السيد المسيح نفوس الصالحين الراقدين وأخذهم من الهاوية إلى الفردوس الذي فتحه لهم (بُطْرُسَ الأُولَى 3: 18-20؛ زَكَرِيَّا 9: 11؛ رُؤْيَا 1: 18).
ج. أزال السيد المسيح المنطقة العليا للهاوية. يذهب كل المؤمنين اللذين يموتون في المسيح مباشرة إلى الفردوس (مملكة السموات) حيث يمكثون معه: "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»" (لُوقَا 23: 43؛ كُورِنْثُوس الثَّانِيَةُ 5: 8؛ فِيلِبِّي 1: 23؛ رُؤْيَا 6: 9).
4. كسرت قيامة السيد المسيح شوكة الموت الناتج عن الخطيئة، وحوّلت الموت الجسدي إلى جسر للعبور إلى حياة أعلى في السماء للمؤمنين بالمسيح. سيقوم المؤمنون الذين ساروا مع المسيح على الأرض في مجده ليختبروا ملء حياته ونعمته التي تجددهم وتقدسهم. بينما سيقوم غير المؤمنين كمخلوقات لله ليواجهوا دينونته الأبدية. قيامة المسيح هي إنتصار الحياة على الموت. وهي الضمان الرئيسي لقيامتنا من الموت الجسدي: "وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1 كورنثوس 15: 20، 22)؛ "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!" (1 كورنثوس 15: 17).
5. يتحد المؤمن بالمسيح بطاعة تعاليمه والتمثل بحياته الصالحة المقدّسة على الأرض في حياة شركة معه. إنّ تضحية يسوع المسيح الكفاريّة على الصليب هي المثال الأعلى للمحبّة المُضحية الحقيقية. تكشف هذه التضحية عن محبّة الله للخطاة، وطاعة يسوع الكاملة لإرادة الله الآب (لوقا 22: 42). يؤدي هذا إلى محبة الخاطئ للرب وتوبته.
هكذا، قد أكمل السيد المسيح العمل اللازم لتجديد وخلاص البشرية، وقدمه مجانا للجميع: "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ (المسيح) لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ" (يوحنا 3: 36)؛ "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 4: 12).

- أن يقبل هذا الشخص ذبيحة المسيح الكفّارية نيابة عنه، ويسلم حياته إلى سيادة المسيح. قبول هديةالفداء الكفاري المجّانية للمسيح يتم بوسطة الإيمان المصحوب بالتوبة في السيد المسيح كربه ومخلصه الشخصي. التوبة وحدها لا تغير الطبيعة البشرية الفاسدة.

- تضحية إبن إبراهيم
حوالي 2000 سنة قبل المسيح، إختبر الرب إيمان إبراهيم بأن طلب منه أن يقدم إبنه الوحيد من زوجته سارة ذبيحة للرب على جبل: "فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»" (تكوين 22: 2). كان تقديم إبن إبراهيم الوحيد كذبيحة رمزا لذبيحة المسيح، إبن الله الآب الوحيد، لخلاص البشرية. كما حمل إبن إبراهيم خشب ذبيحة المُحرقة إلى مكان تقديم الذبيحة، حمل السيد المسيح خشب صليبه إلى مكان الصلب: "فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً" (تكوين 22: 6)؛ "فَخَرَجَ (يسوع المسيح) وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»" (يوحنا 19: 17). أمر ملاك الرب إبراهيم أن يُطلق إبنه ويقدم عوضا عنه كبشا كذبيحة بديلة في مكانه. كما أن إسحاق، إبن إبراهيم، خرج من هذه التجربة حيّا، قام السيد المسيح من الموت وعاد حيّا.

- ضرورة قبول الشخص لكفارة المسيح وأيمانه بها لكي تخلص نفسه. كما حمى دمّ حمل الفصح من الدمار والموت الجسدي، دمّ السيد المسيح، حمل الفصح الحقيقي، يخلص أولئك الذين يؤمنون بالمسيح كربهم ومخلّصهم الشخصي من الإنفصال عن الله والهلاك الأبدي: "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا" (1 كورنثوس 5: 7 b)؛ "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" (العبرانيين 9: 14).

- من الناحية الأخرى، تتطلّب القداسة الإلهية الغير محدودة عدالة وعقاب للخاطئ. تضحية السيد المسيح الكفارية على الصليب وفقت بين عدالة الله ورحمته، لأن السيد المسيح أخذ بدلا منّا عقوبتنا العادلة التي نستحقها لخطايانا: "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). في المسيح، يصالح الله البشرية لنفسه، ويعيد حياة شركة الإنسان معه بعد إزالة دينونته: "وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَة"ِ (2 كورنثوس 5: 18-19)؛" فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ

- كان في مقدرة وسلطان السيد المسيح أن يرفض الصليب. لكنه اختار أن يضحي بنفسه على الصليب طوعا بإرادته الحرّة ليُخلص البشرية من عبودية حالتها الخاطِئة. هذا واضح مما حدث عندما ذهبوا ليقبضوا عليه ليلا في البستان: "وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟" (مَتَّى 26: 51-54). كان في مقدرة المسيح أن يدعو جيشا مكونا من 72,000 ملاك من السماء ليدمر الجنود الذين أتوا ليقبضوا عليه. لكنه اختار ألا يفعل ذلك. قبل الصليب بإرادته الحرة ليخلص البشرية من فساد الخطية. أخذ على نفسه عقابنا الذي نستحقّه لخطايانا لأنه "كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى" (يوحنا 13: 1 b)؛ "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (يوحنا 15: 13)؛ "لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً" (يوحنا 10: 17-18 b)؛ "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" (2 كورنثوس 5: 21)؛ "الَّذِي (المسيح) حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ" (بُطْرُسَ الأُولَى 2: 24).

- ثلاثة شروط أهّلت السيد المسيح أن يكون التضحية المقبولة لفداء البشرية: (1) برائته وطهارته الكاملة "بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" (العبرانيين 4: 15)، (2) إنسانيته الكاملة حتى يمثل الجنس البشري، (3) ألوهيته الكاملة كإبن الله القادر على تقديم كفارة لانهائية حتى يخلق الشروط الملائمة لخلاص البشرية.

المقال الاصلي:
) أ) الطبيعة البشرية الساقطة
الخطيئة الأصلية كانت عصيان لوصية الله بواسطة أبائنا الأوائل تحت تأثير الشيطان. كان دافعهم للعصيان هو البر الذاتي حتى يصبحوا مثل الله ومستقلّين عنه. تسبّب هذا العصيان في سقوط الجنس البشري من حالة البر الأولى إلى حالة عبودية الخطيئة والفساد والموت.
إنّ جذور الخطيئة في الإرادة الحرّة للإنسان. الشر هو حالة للإرادة البشرية الساقطة فيما يتعلق بالله. الله ليس مصدر الشرّ. مصدر الشرّ في الأرض هو خطيئة البر الذاتي الروحية لإبليس عندما رغب أن يكون مثل الله بقوّته الشخصية مُنفصلا عن الإله الحقيقي الحيّ: "أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ" (إشعياء 14:14). وهكذا، أصل الخطيئة هو رغبة قوية في التقديس الذاتي بالجهد الشخصي مع رفض عمل وقوة نعمة الله بسبب الكبرياء. لذلك، أيّ ممارسات طقسية من صوم أو صلاة وغسل الجسم عدّة مرات في اليوم، إذا تمت بدون النعمة الإلهية ومحبّة الله في المسيح، هي ليست أكثر من محاولات عقيمة من التقديس الذاتي والتبرير الذاتي التي لا تُقرّب الإنسان إلى الرب الإله. ذلك، لأنها لا تؤدي إلى تغييرات داخلية تنقّي الطبيعة البشرية الفاسدة وتبرئُها وترفع من شأنها. هذه الممارسات في حد ذاتها لا تطهّر الطبيعة البشرية من ميولها وأفكارها الشريّرة. بالعكس، قد تعمّق هذه الممارسات الإفتراق والجفاء بين الإنسان والرب، لأن البر الذاتي يؤدّي إلى التكبر الذي هو خطيئة الشيطان، أصل كلّ الشرور. يفصل هذا الإنسان من الرب ويمنعه من حياة الشركة معه: "وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا" (إشعياء 64: 6). الأعمال الصالحة لوحدها، بدون حياة شركة قوية مع السيد المسيح نابعة من الإيمان الصحيح في فدائه الكفارى وقيامته، لا تؤدي إلى مغفرة الخطايا: "لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ" (رومية 3: 20). السيد المسيح هو الوحيد الذي يستطيع أن يحرّر الشخص من قوّة وعبودية الخطيئة، وأن ينقّي ويطهّر ويُبرئ طبيعته الفاسدة الساقطة، ويخلق قلبا جديدا فيه: "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ألأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (2 كورنثوس 5: 17). سقوط آدم أفسد الطبيعة الإنسانية للجنس البشري بأكمله: "وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ" (تكوين 6: 5)؛ "الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (مزامير 14: 3)؛ "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" (رومية 3: 23).
رغم أنّ أحفاد آدم الطبيعيّين لم يشتركوا في خطيئته الأولى ولن يدينهم الله بسببها، هم ميّالون لإرتكاب الخطايا لأنهم وُلِدوا بطبيعته البشرية الساقطة الفاسدة، التي وقعت تحت سيطرة الخطيئة. ورثوا الطبيعة البشرية الفاسدة التي نتجت من خطيئته الأولى. يشبه هذا طفلا وُلد بمرض تناسلي أصيب بعدواه من أمّه في رحمها. رغم أنّ الطفل الرضيع بريء، هو يقاسي من نتائج السلوك الجنسي الخاطئ الغير مسئول لأمه. لا يُعاقب الإنسان لعصيان آدم. بالأحرى، يرث الإنسان الموت من بذرة آدم المفسدة: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رومية 5: 12). الخطيئة الأولى أدت إلى الحالة الفاسدة للطبيعة البشرية التي وُلدنا بها. هذا أدى إلى إقامة حاجز منيع بين البشرية الساقطة والله القُدوّس: "بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ " (إشعياء 59: 2).
أدّت الخطيئة الأولى إلى عواقب بعيدة المدى:
1. أدّت إلى حجب صورة الإله في الإنسان بدون إزالتها بالكامل. أدى هذا إلى حجب القيم الروحية في عقله.
2. أدّت إلى فقد البر والبراءة الأولى للإنسان مِمّا أدى إلى إنهيار حياة الشركة بين الإنسان الساقط والإله القدوس.
3. أدّت إلى فساد الإنسان الجسدي، الأمراض الجسدية، وأخيرا الموت الجسدي الذي سمح الرب به لمنع تخليد الشرّ على الأرض.
4. أدّت إلى فساد الطبيعة البشرية التي بدأت تثور ضدّ الإنسان، وتستعبده. كثرت الرغبات الشرّيرة فيه، كما قال بولس الرسول: "لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟" (رومية 7: 19-24).
5. أدّت إلى إنتشار الموت الروحي (إنعدام حياة الشركة بين الإنسان والرب). إنفتحت الهاوية وأُغلِق الفردوس. إنقسمت الهاوية إلى منطقتين: منطقة عليا—وهي مكان انتظار في حضن ابراهيم؛ ومنطقة سفلى—وهي مكان للعذاب (لوقا 16: 22-23). ذهبت نفوس كل الصالحين الذين ماتوا على مر العصور قبل أن يتم السيد المسيح الفداء الكفاري إلى المنطقة العليا للهاوية. ومكثت هناك تنتظر حتي يكمل السيد المسيح تضحيته الكفارية بموته جسديا على الصليب.
6. أدّت إلى ضعف حرية الإرادة والفكر في الإنسان. فأصبح الإنسان عاجزا عن تطوير وإنماء حياته الروحية. أعمال الإنسان الصالحة ، بدون حياة شركة مع الرب بالإيمان، لا تُنقّيه روحيّا، ولا تساهم في خلاصه وتقديسه (التوافق مع صورة الله في المسيح). لا توجد حياة شركة مع الله بدون الإيمان العامل بالمحبة في المسيح.
(ب) نعمة الرب: الخلاص
الخلاص هو عملية النمو التدريجي في النقاوة والقداسة: "وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ" (2 تَسَالُونِيكِي 2: 13). رحلة الخلاص تبدأ بقبول المسيح كالرب المُخلص الشخصي بالإيمان المصحوب بالتوبة، حيث يتبرر المؤمن بلإيمان خلال رحمة الرب ونعمته. يشتمل الإيمان الصحيح على ثلاثة عناصر: (1) عنصر الفكر الذي هو إعتقاد واقتناع عقلي برسالة إنجيل المسيح وقبولها؛ (2) عنصر العاطفة حيث يمتلِئُ القلب بالمحبّة للمسيح: "كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي" (يوحنا 15: 9)؛ "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ" (متى 22: 37). تؤدي هذه المحبة إلى ثقة كاملة في المسيح المخلص الفادي؛ (3) عنصر الإرادة الذي هو إلتزام قوي وولاء للمسيح. ألإيمان الحقيقي الذي يؤدي إلى الخلاص هو طريقة حياة متجددة في علاقة عهد مع الله في المسيح. الخلاص هو الحركة نحو التشبه والإمتثال بالمسيح، ونحو الإتحاد مع الله، حيث يشترك المؤمن بالمسيح في حياة الله، ونوره، ومحبّته بنعمة الروح القدس. الخلاص هو عملية النمو في النعمة بحياة الشركة الوثيقة مع المسيح، حيث يختبر المؤمن تحوّلا وتغييرا داخليا لتجديد صورة الله فيه. يعيش المؤمن فى حالة خلاص طالما أن هذه العملية مستمرة. هذا يعني أنه إذا مات شخص فورا بعد تبريره بالإيمان التائب خلال نعمة الله بدون فرصة إظهار ثمار الإيمان في العديد من الأعمال الصالحة، فقد نال هذا الشخص الخلاص الأبدي (لوقا 23: 33، 39-43). ألتقديس عملية تستمرّ إلى الأبد، وتحقق مصير الإنسان. خلاص النفس له سمتان: سمة سلبية وسمة إيجابية. ألسمة السلبية هي المصالحة مع الله والنجاة من الخطيئة والشعور بالذنب الذي يُصاحبها. ألسمة الإيجابية هي تجديد داخلي للطبيعة البشرية، مما يؤدّي إلى التقديس التدريجي لها: "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (2 كورنثوس 5: 17)؛ "لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ -خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ"(تيطُس 3: 5).
خلاص النفس هو عملية إلهية بشرية تتطلّب تعاون الإرادة البشرية مع الإرادة الإلهية. هيأ الله نعمة التكفير في المسيح، وأرسل الروح القدس ليحث، ويرشد، ويشجّع، ويقوي، ويقوم بعمل الله خلال المؤمن المستسلم له: "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي (الروح القدس) الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا (المسيح) إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يوحنا 15: 26). بنعمة الله، يقبل المؤمن المسيح بالإيمان، ويثبت فيه، ويدع الأعمال الصالحة للروح القدس تتم به: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ وَأَنَا (المسيح) أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ-- رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ" (يوحنا 14: 15-17)؛ "أَنَا (المسيح) الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي" (يوحنا 15: 5، 10 a)؛ "لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ" (تيطُس 2: 11-12).
الذي يقرّر المصير الأبدي لشخص هو حالته الروحية عند موته. إذا كان يعيش في حياة الشركة مع المسيح في رحلته على درب التنقية والتقديس بنعمة الروح القدس، تستمرّ رحلته بعد موته في وجوده المباشر مع المسيح (لوقا 23: 39-43؛ يوحنا 5: 17). ليس هاما إذا كان في بداية الرحلة أو في مرحلة متقدّمة منها. من الناحية الأخرى، إذا سقط الشخص من نعمة الله وترك حياة الشركة مع المسيح، فمصيره هو إنفصال وجفاء من الله في الظلام والعذاب الأبدي: "إِذاً مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1 كورنثوس 10: 12)؛ "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ" (يوجنا 15: 6)؛ "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (الْعِبْرَانِيِّينَ 10: 26-31).
إنّ فكرة ميزان يزن الأعمال الصالحة للشخص ضدّ أعماله الشريّرة هي فكرة غير صحيحة، لأن الأعمال الصالحة، بدون خلاص بنعمة المسيح، لا تؤدّي إلى تغيير داخلي يُطهر ويرفع الطبيعة البشرية الساقطة. الأعمال الصالحة في حد ذاتها عاجزة عن عبور الهوة العظيمة التي تفصل بين البشرية الساقطة والإله الأقدس. لذا، لا تستطيع الأعمال الصالحة أن تؤدي إلى حياة الشركة بين الرب الإله والإنسان: "لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ" (غلاطية 2: 21).
القواعد والقوانين الأخلاقية لا تستطيع لوحدها أن تنقذ البشرية من الموت الروحي. تحصر وتحدّد القوانين الأخلاقية الخطيئة، وبذلك تُحسّن العالم، لكنّها لا تستطيع إنقاذ العالم من الفساد والإنحطاط الأخلاقي. الطريقة الوحيدة لخلاص البشرية هي تنقّية وتقديس الطبيعة البشرية بإتحادها بخالقها القدوس الخالد النقي، المصدر الوحيد للحياة والصلاح والخير في الكون. يتطلّب هذا حياة الشركة المستمرة في التصاق بالمسيح بالروح القدس. بينما طاعة القوانين الأخلاقية قد تمنع بعض الذنوب، هي لا تستطيع أن تحرّر الإنسان من قيود طبيعته الفاسدة التي تحثّه أن يخطئ: "أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا" (1 تيموثاؤس 1: 15 b). تكلّم السيد المسيح خلال النبي إشعياء قائلا: "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ" (إشعياء 61: 1-2 a). ينقّي الخلاص الشخص لدرجة أن "الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ" (رومية 6: 14). الخلاص هو حركة من الخطيئة إلى التمثل بالمسيح، من عبودية الخطيئة إلى الحرّية الحقيقية في المسيح، من الظلام إلى لنور، من الكذب إلى الحقيقة، من اليأس إلى الرجاء، من الموت إلى الحياة. وبعد ذلك، هو حركة من حقيقة إلى حقيقة أعظم، من حكمة إلى حكمة أكبر، من بهجة إلى بهجة أعمق، من فهم إلى فهم أعمق، ومن محبّة شاملة إلى محبّة شاملة أقوى.
في إبن الله المُتجسّد، يصبح المؤمن إبن الله الآب بالتبني بنعمة الروح القدس: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ (المسيح) فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 1: 12). يدرك المؤمن هبة التبنّى بالروح القدس: "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ" (رومية 8: 14-17). السيد المسيح، إبن الله المُتجسّد، يعلن الله الأبّ إلينا ويدعونا لمحبّته كأبا لنا: "اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يوحنا 1: 18). المؤمن مدعو للمشاركة في المحبّة الإلهية وحياة الشركة الكاملة للثالوث الأقدس، مُحتفِظا بشخصيته، إلى الأبد.
فداء المسيح أزال الحاجز الهائل الذي أقامته الخطيئة بين الإنسان والله (مَتَّى 27: 51)، وألغى سمة العقوبة لنتائج الخطيئة الأصلية. معاناة الآلام المختلفة في حياة المؤمن الناتجة من سقوط آدم، تُعلم أبناء الله ضبط النفس، تقوّيهم في أعمال الخير، وتجعل مجد الله يتجلى في حياة المؤمن. كما أن فداء المسيح يهب تقوية النعمة الإهية بالروح القدس: "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً" (رومية 5: 19).
تجسّد إبن الله وحياته وعمله على الأرض أدّى إلى إزالة عدّة عقبات أبعدت الإنسان عن الله. كما أنه أعطى وسائل تغيير وتقديس الإنسان:
1. تم إزالة الحاجز الفاصل بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية، لأنه قد تم إتحاد الطبيعتين بدون اختلاط وبدون امتزاج بينهما في شخص السيد المسيح. أدى هذا إلى تقديس الطبيعة البشرية في السيد المسيح. السيد المسيح، أول ثمرة لمادتنا البشرية تمتلك ملء النعمة الإلهية، يعطي حياة وعدم فساد ونقاوة للذين يتبعونه، عندما تتخلل طاقاته الإلهية طبيعتهم البشرية. يشبه ذلك سيفا من الصلب موضوعا في النار حتى يتوهج من لهبها. لا تتحول مادة السيف، التي تمثل الطبيعة البشرية، إلى نار وتظل صلبا، بينما تحصل على خواص النار، التي تمثل الطاقات الإلهية.
2. الموت الجسدي للسيد المسيح، الإله المُتجسد، على الصليب أزال عقبة الخطيئة بين الإنسان والله، ولهذا بدأ الإنسان يشترك في الطبيعة الإلهية (2 بطرس 1: 4) بواسطة:
. ز أ. التوفيق بين عدل الله ورحمته.
ز زب. التكفير عن خطايا المؤمنين التائبين.
3. بعد موته الكفاري على الصليب، فتح السيد المسيح أبواب الفردوس الدهرية التي أغلقت بعد سقوط آدم وحواء، ونزل إلى المنطقة العليا للهاوية ليتم مهاما هامة:
أ. أعلن السيد المسيح لنفوس الصالحين الذين ماتوا قبل موته الكفاري على الصليب تقييد وربط القوي الشيطانية (متي 12: 28، 29؛ لوقا 10: 17، 18؛ يوحنا 12: 31، 32؛ كُولُوسِّي 2: 15؛ رؤيا 20: 1-3). على الرغم من ذلك، ليس الشيطان هامدا (أعمال 5: 3؛ كُورِنْثُوسَ الأُولَى 5: 5؛ أَفَسُس 6: 11). لكنه لا يستطيع أن يخدع الكنيسة؛ ولا يستطيع أن يمنع التبشير بإنجيل السيد المسيح للأمم.
ب. حرر السيد المسيح نفوس الصالحين الراقدين وأخذهم من الهاوية إلى الفردوس الذي فتحه لهم (بُطْرُسَ الأُولَى 3: 18-20؛ زَكَرِيَّا 9: 11؛ رُؤْيَا 1: 18).
ج. أزال السيد المسيح المنطقة العليا للهاوية. يذهب كل المؤمنين اللذين يموتون في المسيح مباشرة إلى الفردوس (مملكة السموات) حيث يمكثون معه: "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»" (لُوقَا 23: 43؛ كُورِنْثُوس الثَّانِيَةُ 5: 8؛ فِيلِبِّي 1: 23؛ رُؤْيَا 6: 9).
4. كسرت قيامة السيد المسيح شوكة الموت الناتج عن الخطيئة، وحوّلت الموت الجسدي إلى جسر للعبور إلى حياة أعلى في السماء للمؤمنين بالمسيح. سيقوم المؤمنون الذين ساروا مع المسيح على الأرض في مجده ليختبروا ملء حياته ونعمته التي تجددهم وتقدسهم. بينما سيقوم غير المؤمنين كمخلوقات لله ليواجهوا دينونته الأبدية. قيامة المسيح هي إنتصار الحياة على الموت. وهي الضمان الرئيسي لقيامتنا من الموت الجسدي: "وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1 كورنثوس 15: 20، 22)؛ "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!" (1 كورنثوس 15: 17).
5. يتحد المؤمن بالمسيح بطاعة تعاليمه والتمثل بحياته الصالحة المقدّسة على الأرض في حياة شركة معه. إنّ تضحية يسوع المسيح الكفاريّة على الصليب هي المثال الأعلى للمحبّة المُضحية الحقيقية. تكشف هذه التضحية عن محبّة الله للخطاة، وطاعة يسوع الكاملة لإرادة الله الآب (لوقا 22: 42). يؤدي هذا إلى محبة الخاطئ للرب وتوبته.
هكذا، قد أكمل السيد المسيح العمل اللازم لتجديد وخلاص البشرية، وقدمه مجانا للجميع: "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ (المسيح) لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ" (يوحنا 3: 36)؛ "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 4: 12).
) ج) لماذا ينبغي التكفير عن الخطايا؟
التوبة وحدها غير كافية للحصول على مغفرة الله. إفترض أن هناك قانونا ضدّ السرقة يتطلب عقوبة معيّنة للصّ، لكن العقوبة لم تُنفذ. ينتج عن هذا إبطال مفعول ذلك القانون الذي يصبح عديم الفائدة. مغفرة الله تتطلّب توبة حقيقية مصحوبة بتضحية كفارية تأخذ عقوبة خطيئة التائب، لأن مغفرة بدون عقاب تؤدي إلى إبطال الشريعة الإلهية الأخلاقية، مما يقود إلى فوضى أخلاقية. نظام الله وحُكمِه الأخلاقي للكون لا يمكن أن يستمر إذا لم يُعاقب العصيان: "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رومية 6: 23 a)؛ "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ" (حزقيال 18: a20، b4). أخذ السيد المسيح مكاننا ودفع عقوبة خطايانا، التي هي الموت، عندما تألم ومات لأجلنا على الصليب آخذا مكاننا، كأنّ كلّ تائب قد مات بسبب خطاياه: "الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ" (1 تيموثاوس 2: a 6 )؛ "وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1 يوحنا 1: 7)؛ "فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ" (رومية 5: 9). المسيح هو الذبيحة الكفارية التي صالحت البشرية لله. يزيل موت السيد المسيح التعويضي المانع للمغفرة الإلهية لأنه أخذ عقوبة خطايانا عوضا عنا.
) د) الحصول على، والاستفادة من، هدية التكفير المجّانية
إذا قُدّمت هدية إلى شخص، لن يتمتّع هذا الشخص بفوائدها مالم يقبلها أوّلا، ويأخذها ويمتلكها لنفسه. لن يستفيد منها إذا رفضها، لأنها ستبقى مع الذي قدمها له. على نفس النمط، لكي يتمتّع شخص بمنافع هدية الفداء المجّانية التي يقدمها له المسيح: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رومية 3: 24)، ينبغي أن يقبلها أولا. لكي يخلص الشخص من هلاك الخطيئة الأبدي، لابد أولا أن يُدرك بُعده وغربته عن الله بسبب الخطيئة، وأن يدرك أنه غير قادر أن يصحح موقفه مع الله بجهده الذاتي. بعد ذلك ينبغي أن يقبل هذا الشخص ذبيحة المسيح الكفّارية نيابة عنه، ويسلم حياته إلى سيادة المسيح. قبول هديةالفداء الكفاري المجّانية للمسيح يتم بوسطة الإيمان المصحوب بالتوبة في السيد المسيح كربه ومخلصه الشخصي. التوبة وحدها لا تغير الطبيعة البشرية الفاسدة. يسلم المؤمن نفسه للمسيح بالإيمان المصحوب بالتوبة، والمسيح يُغير طبيعته ويُقدسها تدريجيا خلال الروح القدس: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20)؛ "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 10: 43). إنّ باب قلب الإنسان مغلق من الداخل. لذا، ينبغي أن يستجيب الشخص لقرع السيد المسيح بفتح باب قلبه من الداخل. قوة نعمة الله بالروح القدس تُعطي الشخص المقدرة على فتح باب قلبه ليدع الضوء الإلهي الباهر الغير مخلوق يُنير ظلام حياته. رغم أنّ الله يريد أن كلّ شخص يخلص: "ألَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (1 تيموثاوس 2: 4)، وينمو في حياة الشركة معه، هو لا يُجبر أو يُرغم أي واحد ضدّ إرادته الحرّة على قبول هدية الفداء المجّانية: "وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً" (يوجنا 6: 37 b)، لأن هذا لا يتفق مع طبيعته الإلهية. النعمة الإلهية والإرادة الحرّة للشخص يعملان معا بانسجام في تعاون كامل للحصول على هدية التكفير للشخص. تبدأ النعمة الإلهية عمل الخلاص في الشخص بدعوته وحثّه من خلال الروح القدس للإله الحيّ لقبول ذبيحة المسيح الكفّارية التعويضية بواسطة: "الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ" (غلاطية 5: 6 b)؛ "فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ" (1 كورنثوس 3: 9 a)؛ "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اَللهِ" (أفسس 2: 8)؛ "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ" (يوحنا 3: 36)؛ "فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ" (رومية 5: 9). تتبع المعمودية قبول هدية الكفارة المجانية للمسيح بالإيمان التائب. تجعل المعمودية الشخص يتحد بالمسيح، وتبرره، وتجدده داخليا.
(ه ) رموز لإيضاح الذبائح التعويضية

تتنبّأت كتب العهد القديم (التوراة، إلخ) عن ذبيحة المسيح الكفاريّة، وتوضّحُها وتعلّمها كتب العهد الجديد (الإنجيل، إلخ).
1. تضحية إبن إبراهيم
حوالي 2000 سنة قبل المسيح، إختبر الرب إيمان إبراهيم بأن طلب منه أن يقدم إبنه الوحيد من زوجته سارة ذبيحة للرب على جبل: "فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»" (تكوين 22: 2). كان تقديم إبن إبراهيم الوحيد كذبيحة رمزا لذبيحة المسيح، إبن الله الآب الوحيد، لخلاص البشرية. كما حمل إبن إبراهيم خشب ذبيحة المُحرقة إلى مكان تقديم الذبيحة، حمل السيد المسيح خشب صليبه إلى مكان الصلب: "فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً" (تكوين 22: 6)؛ "فَخَرَجَ (يسوع المسيح) وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»" (يوحنا 19: 17). أمر ملاك الرب إبراهيم أن يُطلق إبنه ويقدم عوضا عنه كبشا كذبيحة بديلة في مكانه. كما أن إسحاق، إبن إبراهيم، خرج من هذه التجربة حيّا، قام السيد المسيح من الموت وعاد حيّا.
2. خروف الفصح
إستعبد فرعون بني إسرائيل في أرض مصر لمدة 400 سنة تقريبا. أراد الله تحريرهم من ظلم وعبودية فرعون (خروج 3: 9-10). رفض فرعون السماح لهم بمغادرة أرض مصر لأنهم زوّدوه بأيد عاملة رخيصة (خروج 5: 1-9). لذا، ضرب الرب أرض مصر بعشرة ضربات. آخر ضربة كانت قتلَ كل أبكار أرض مصر (خروج 11: 4-7). لحماية أبكار بني إسرائيل، أمرهم الله أن تقدم كلّ عائلة حملا كذبيحة (حمل أول فصح): "وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ" (خروج 12: 7، 12-13). كان نتيجة قتل أبكار مصر أن سمح فرعون بمغادرة بني إسرائيل لأرض مصر (خروج 12: 31-36). حدث هذا أكثر من 1400 سنة قبل السيد المسيح. مرّوا من العبودية إلى الحرّية خلال البحر الأحمر (خروج 14). تنبّأ هذا بعبور المؤمن بالمسيح من عبودية الخطيئة إلى ملكوت الله خلال مياه المعمودية. أشار حمل الفصح إلى السيد المسيح: "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29 b). وضع دم حمل الفصح على قائمتين وعتبة باب كل بيت يشير إلى ضرورة قبول الشخص لكفارة المسيح وأيمانه بها لكي تخلص نفسه. كما حمى دمّ حمل الفصح من الدمار والموت الجسدي، دمّ السيد المسيح، حمل الفصح الحقيقي، يخلص أولئك الذين يؤمنون بالمسيح كربهم ومخلّصهم الشخصي من الإنفصال عن الله والهلاك الأبدي: "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا" (1 كورنثوس 5: 7 b)؛ "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" (العبرانيين 9: 14).
3. نظام الذبائح الحيوانية في التوراة
"وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (العبرانيين 9: 22)؛ "لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ" (لاويين 17: 11). تم تضحية حيوان بريئ للتكفير عن خطايا. أشار أخذ هذا الحيوان لعقوبة الخاطئ إلى أخذ المسيح لعقوبة الخاطئ التائب. "وَيَضَعُ (الخاطئ) يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ" (اللاَّوِيِّينَ 1: 4). يدل هذا على قبول الخاطئ للذبيحة المقدمة عنه وارتباطه بها. يشير هذا إلى اتحاد المؤمن التائب بالمسيح الذي قدم نفسه عوضا عنه كذبيحة خطية. رمز دمّ الحيوان إلى حياته التي تمّ سكبها نيابة عن الذي قدّمه. حياته قُدّمت كبديل لحياة الخاطئ التائب، وبذلك أنقذه من عقاب الموت بسبب خطاياه. نتيجة ذلك، أن الخاطئ الذي قدم الذبيحة الحيوانية، على رجاء كفارة المسيح الكاملة القادمة، واصل المعيشة: "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" (العبرانيين 9: 13-14). أول رجل قدم ذبيحة حيوانية مقبولة لله كان هابيل الصديق: "وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضاً مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا" (تكوين 4: 4 a ).
أعطى الرب نظام تقديم الذبائح الحيوانية إلى موسى في قوانين التوراة. كتاب اللاويين 1-7 يتحدث عن خمسة أنواع رئيسية من الذبائح. هذه الذبائح تمثّل وترمز إلى سمات مختلفة لتقديم السيد المسيح لِنفسه كذبيحة تكفيرية نيابة عن المؤمنين التائبين: "وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً" (أفسس 5: 2)؛ "هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (العبرانيين 9: 28). المسيح هو "حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يُوحَنَّا 1: 29 b) .تنقسم هذه الذبائح الخمسة إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول يُذكّرنا بأن العمل القرباني للسيد المسيح على الصليب نيابة عنا مقبول بالكامل أمام الله الآبّ لمغفرة خطايا المؤمنين. النوع الثاني هي الذبائح التي تعكس منفعة وفوائد تضحية السيد المسيح لؤلئك الذين يقبلونها.
الله لا يتغيّر منذ الأزل إلى الأبد. تلك الذبائح الرمزية، التي كانت تقدم باستمرار علي مدى السنوات، تحققت جميعها في تقديم السيد المسيح لنفسه كذبيحة كفارية لأجلنا.
4. أمثلة من الخليقة
عندما وضّح المسيح لتلاميذه موته الوشيك، قال: "إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ" (يوحنا 12: 24). عندما ينموا نبات جديد، ينتهي الوجود الفردي للبذرة التي قد غُرست. نتيجة لذلك، تخرج حياة جديدة من الأرض وتنتج ثمارا كثيرة في موسمها.
تموت النحلة مباشرة بعد أن تلدغ شخصا يهاجم خليتها لأنها تفقد أحشائها بعد ذلك. تموت لكي تنقذ آخرين في خليتها. هناك العديد من الأمثلة في مملكة الحيوان على التضحية بالنفس لإنقاذ آخرين، خصوصا الصغار.
) و) تضحية المسيح لأجل البشر
حبّ الله الغير محدود للبشرية خليقته يتطلّب رحمة للخاطئ التائب: "فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا" (1 يوحنا 4: 10). من الناحية الأخرى، تتطلّب القداسة الإلهية الغير محدودة عدالة وعقاب للخاطئ. تضحية السيد المسيح الكفارية على الصليب وفقت بين عدالة الله ورحمته، لأن السيد المسيح أخذ بدلا منّا عقوبتنا العادلة التي نستحقها لخطايانا: "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). في المسيح، يصالح الله البشرية لنفسه، ويعيد حياة شركة الإنسان معه بعد إزالة دينونته: "وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَة"ِ (2 كورنثوس 5: 18-19)؛" فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ" (1 بطرس 3: 18).
وعد الله منذ آلاف السنين قبل مجئ المسيح بأن نسل المرأة (المسيح) سيسحق رأس الحية (إبليس) (تَّكْوِينِ 3: 15). حققت تضحية المسيح الكفارية على الصليب في مجيئه الأول هذا الوعد: "لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ" (1 يُوحَنَّا 3: 8 ب)؛ "وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً" (رُومِيَةَ 16: 20 أ). عندما مات يسوع على الصليب بحسب الجسد انْشَقَّ حِجَابُ هَيْكَلِ معبد سليمان بالقدس إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ (مَتَّى 27: 51)، مما أشار بوضوح إلى أن التضحية الكفارية للمسيح قد أزالت الحاجز الذي كان يمنع الإنسان المؤمن من دخول قدس أقداس المعبد حيث كان يتراءى مجد الله: "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ" (الْعِبْرَانِيِّينَ 10: 19).
حوالي سبعة قرون قبل المسيح تنبّأ إشعياء النبي عن تضحية السيد المسيح من أجل البشرية:
"لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ" (إشعياء 53: 4-9).
كان في مقدرة وسلطان السيد المسيح أن يرفض الصليب. لكنه اختار أن يضحي بنفسه على الصليب طوعا بإرادته الحرّة ليُخلص البشرية من عبودية حالتها الخاطِئة. هذا واضح مما حدث عندما ذهبوا ليقبضوا عليه ليلا في البستان: "وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟" (مَتَّى 26: 51-54). كان في مقدرة المسيح أن يدعو جيشا مكونا من 72,000 ملاك من السماء ليدمر الجنود الذين أتوا ليقبضوا عليه. لكنه اختار ألا يفعل ذلك. قبل الصليب بإرادته الحرة ليخلص البشرية من فساد الخطية. أخذ على نفسه عقابنا الذي نستحقّه لخطايانا لأنه "كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى" (يوحنا 13: 1 b)؛ "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (يوحنا 15: 13)؛ "لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً" (يوحنا 10: 17-18 b)؛ "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" (2 كورنثوس 5: 21)؛ "الَّذِي (المسيح) حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ" (بُطْرُسَ الأُولَى 2: 24).
الخطيئة هي إهانة ومخالفة تُرتكب ضدّ الله. مدى التعدّي يُقاس بمرتبة الشخص الذي وُجّهت ضده الإهانة. إهانة أو مخالفة أرتكِبت ضدّ ملك أرضي أكثر جدّية وعقابها أشد بكثير من إهانة أو مُخالفة أرتكِبت ضدّ رجل مجهول فقير. على نفس النمط، إهانة أو مخالفة ضدّ الإله الأبدي القوي اللانهائي للكون هي إسائة لانهائية تتطلّب عقابا لانهائيا لأنها تهين الكرامة الخارجية اللانهائية لله، التي تنعكس في كمال الخليقة كما شاء الله لها أن تكون. الخطيئة تشوه وتعرقل إنسجام نظام الخليقة. لذلك لا يستطيع مخلوق محدود أن يكفر عن خطايا أرتكبت في عصيان على الله اللانهائي. التكفير اللانهائي يُمكن أن يُقدم فقط بواسطة كائن لا نهائي في المجد: الله اللانهائي؛ وهذا الكائن لابد أن يكون في نفس الوقت إنسانا كاملا لكي يمثّل الجنس البشري. ثلاثة شروط أهّلت السيد المسيح أن يكون التضحية المقبولة لفداء البشرية: (1) برائته وطهارته الكاملة "بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" (العبرانيين 4: 15)، (2) إنسانيته الكاملة حتى يمثل الجنس البشري، (3) ألوهيته الكاملة كإبن الله القادر على تقديم كفارة لانهائية حتى يخلق الشروط الملائمة لخلاص البشرية. بسبب لاهوت بنوّته لله الآب، تضحيته لها قيمة لانهائية، مما يجعلها كافية تماما نيابة عن البشرية في كل العصور لأجل خلاصها. من المهم توضيح أن الذي تعرّض للإذلال والمعاناة في السيد المسيح كانت طبيعته البشرية المتّحدة بطبيعته الإلهية بدون إختلاط ولا تغيير. الطبيعة الإلهية لم تتأثّر بالآلام الجسدية للسيد المسيح وموته. السيد المسيح قابل للمعاناة والآلام الجسدية في طبيعته البشرية؛ ولكنه غير قابل للمعاناة والآلام الجسدية في طبيعته الإلهية. يشبه هذا تشويه قضيب حديدي ساخن بطرقِه. بينما يعاني القضيب الحديدي، الذي يمثل الطبيعة البشرية، من التشويه؛ النار بداخل القضيب الحديدي، التي تمثل الطبيعة الإلهية، لا تتأثر إطلاقا بالطرق وتبقى سليمة صحيحة.
رغم أنّ تكفير المسيح الكافي مُقدّم عن كلّ البشرية في كافة العصور: "الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ" (1 تيموثاوس 2: 6 a)؛ "هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ. فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (العبرانيين 9: 28؛ 10: 10، 12)؛ إلا أنه فعّال فقط لأولئك الذين يستجيبون إيجابيا إليه ويقبلونه بالإيمان العامل التائب في المسيح: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 16).
بدأ الله العهد القديم مع البشرية بالناموس الذي أعطاه لموسى النبي في التوراة: "وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ \لْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ»" (خروج 24: 8)؛ "فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ" (خروج 19: 5). إفتتحت تضحية السيد المسيح الكفارية العهد الجديد للنعمة بين الله والبشرية، كما تنبّأ إرميا النبي قبل المسيح بحوالي 600 سنة: "بَلْ هَذَا هُوَ \لْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ (يرمز للكنيسة) بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً" (إرميا 31: 33)؛ "وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً، وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَـامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا" (حِزْقِيَالَ 36: 26-27)؛ "وَأَخَذَ (المسيح) الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «إشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي»" (متى 26: 27-29). في العهد الجديد، يمتلئ المؤمن بالروح القدس للإله الحيّ، الذي يقوّيه في الإيمان بالمسيح، ويقدّسه تدريجيا في حياة الشركة مع المسيح: "يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ" (أعمال 2: 17-18؛ يوئيل 2: 28-29)؛ "ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ" (2 كورنثوس 3: 3).
(ز) الأدلة التاريخية لصلب يسوع الناصري
تروي الأربعة الأناجيل بوضوح الأحداث التاريخية لصلب يسوع الناصري. بالإضافة إلى ذلك، تشهد مصادر أخرى غير مسيحية بصلب يسوع كحدث تاريخي:
1. يصف المؤرخ اليهودي جوزيفوس في جزء 3.3.18 من كتابه عن العصور القديمة (93-94 ميلادية) صلب يسوع تحت حكم بيلاطس، الحاكم الروماني في ذلك الوقت.
2. أشار المؤرخ الروماني تاسيتوس (55-120 ميلادية) في كتاباته التاريخية إلى موت السيد المسيح: "كرستوس … قتل بواسطة بيلاطس البنطي والي منطقة اليهودية في عهد الإمبراطور طيبيريوس. لكن رغم قمع الخرافة الخبيثة لفترة من الوقت، إندلعت ثانية، ليس فقط في اليهودية حيث إبتدأت، لكن أيضا في مدينة روما" (حوليات 15: 44).
3. كتب الفيلسوف مارا رسالة باللغة السُريانية إلى إبنه سيرابيون في حوالي سنة 74 ميلادية ذاكِرا السيد المسيح "الملك الحكيم لليهود الذين عوقبوا بعدل لقتله."
4. كان لوشيان الساموساطي (125-190 م) من أحد الأدباء اليونانيين المشهورين في العالم القديم. وقد ذكر أن المسيح قد صُلب في فلسطين لأنه أنشأ المسيحية (لوشيان، موت بيريجرينوس، 13.11.1).
انتهى

http://3lotus.com/ar/Christianity/salvation.htm

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D9% ... A%D8%A9%29


و الحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام
و صلاة و سلام على خير الخلق اجمعين و المبعوث رحمة للعالمين سيدنا و نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين


_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 20, 2013 8:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على خير الخلق اجمعين و المبعوث رحمة للعالمين سيدنا و نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين

تحية وبعد بداية ان حضارة الازتك قائمة على الحكم الديني في بداية القرن الرابع عشر، حيث وصلت فكرة التضحيات البشرية لعصرها الذهبي متسببة في مقتل 200 الف شخص سنويا ارضاء للالهة، خاصة اله الشمس الذي كان يحتاج يوميا إلى ضحية جديدة يتم نزع قلبها في حين ان بعض الضحايا كان يتم اغراقهم أو قطع رؤوسهم أو يتم حرقها أو القائها من المرتفعات ولارضاء اله المطر لديهم كان يتم ذبح الاطفال الذين يبكون بصوت عال في عدة أماكن حتى ينزل المطر في حين ان اله الذرة كان يتم ارضائه برقص عذراء 24 ساعة متواصلة ثم قتلها وسلخها ليقوم أحد الكهنة بارتداء جلدها وتذكر بعض الاثار ان أحد ملوك الازتك قام بذبح 80 الف سجين في حفل تنصيبه ملكا ارضاء للالهة.

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9% ... 9%8A%D8%A9

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 20, 2015 1:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682

رئيسة ليبيريا تتعهد بمحاربة "القتل الشعائري"

وعدت رئيسة ليبيريا، إيلين جونسون سيرليف، بملاحقة المسؤولين عن ارتفاع جرائم القتل الشعائري في البلاد، وفق ما ذكرت رويترز.

وتباع أجزاء من أعضاء بشرية بمبالغ مالية كبيرة في وسط إفريقيا، بغرض تسخيرها لأعمال السحر الأسود والشعوذة.

وقالت وسائل إعلام محلية إن عشرة أعمال قتل لأجل السحر جرى تسجيلها على الأقل منذ الصيف الأخير.

وقالت جونسون سيرليف في خطاب، الخميس، إن أعمال القتل شعائري تتزايد في البلاد، وإنها بدأت تهدد الأمن.

وأشارت إلى أنها أعطت توجيهاتها للقوى الأمنية كي تفرض القانون بصرامة، وتسطير على ما وصفته بالوضع البشع.

http://www.skynewsarabia.com/web/articl ... 8%B1%D9%8A


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 02, 2018 2:46 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682

اكتشاف أدلة أثرية مروعة عن قرابين الأطفال

اكتشف علماء الآثار بقايا 12 طفلا في تركيا، قتلوا بوحشية خلال طقوس خاصة في مقبرة تعود إلى العصر البرونزي المبكر.

صورة

ودفن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 عاما وسن الشباب، في قبر حجري يشبه التابوت، يعود إلى الفترة ما بين 3100 و2800 قبل الميلاد.

وتكشف بعض الهياكل العظمية أدلة على عمليات طعن وحشية بما يكفي لاختراق الجمجمة. ويدعي العلماء أن حالة العظام، وأعمار أولئك الذين قتلوا، ومجموعة متنوعة من الثروات الموجودة إلى جانب الجثث، جميعها عوامل تشير إلى أن هذه الوفيات ليست طبيعية وإنما تعود لطقس معين وأنهم قُتلوا كقربان من نوع معين.

صورة

وتشير إحدى النظريات إلى أن الأطفال قتلوا على يد زعماء العصر البرونزي "في استعراض للسلطة" كوسيلة لإبقاء المجتمع تحت السيطرة، وتعزيز هرميّتهم الاجتماعية وبناء سلطتهم والحفاظ عليها .
إقرأ المزيد
العثور على 56 جثة لأطفال قدموا قرابينا للآلهة العثور على 56 جثة لأطفال قدموا قرابين للآلهة

وقادت الدكتورة برينا هاسيت، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، فريق علماء الأنثروبولوجيا الفيزيائية في موقع الحفر الأثري في "Başur Höyük"، في منطقة دجلة العليا في جنوب شرق تركيا، ويأتي الموقع على حافة المنطقة التي أصبحت فيما بعد بلاد ما بين النهرين، ويعتبرها الكثيرون مهد الحضارة والثقافة الغربيتين.

وعرفت بلاد ما بين النهرين أيضا بالتضحية البشرية الأكثر شهرة، في مقبرة أور الملكية.

https://arabic.rt.com/technology/953750 ... %8A%D8%A7/


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 03, 2018 10:38 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595
المؤبد لكهربائى وشقيقه ووالدته لقتلهم ابنة الأول لفتح مقبرة أثرية بالصف

http://www.youm7.com/3858520

قضت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمحكمة 6 أكتوبر الابتدائية حضوريًا، بالسجن المؤبد لكل من "يحيي.ع" 43 سنة كهربائى وشقيقه "أحمد.ع" 17 سنة كهربائى، وغيابيًا لـ "فاطمة.ن" 66 سنة ربة منزل؛ لاتهامهم بقتل ابنة الأول "منى" 14 سنة عمداً مع سبق الإصرار والترصد لفتح مقبرة أثرية، بمنطقة الصف بجنوب الجيزة.


استندت النيابة فى إحالة المتهمين، إلى محكمة الجنايات إلى عدة أدلة ثبوت من بينها تقرير الطب الشرعى الذى اثبت وجود شبهة جنائية حول الواقعة، فضلاً عن تحريات المباحث التى استندت اليها النيابة فى توجيه الاتهامات للمتهمين فى القضية، والتى أكدت قتلهم المجني عليه عمداً مع سبق الاصرار والترصد، إضافة إلى أقوال أسرة الطفلة من ناحية والدتها والتى أكدت الاتهامات، فضلاً عن أقوال الشهود، والتقارير الفنية والمعملية الخاصة بالواقعة.

المستشار عبد المعز ربيع مدير نيابة الصف بجنوب الجيزة، باشر التحقيقات فى القضية، واستمع لأقوال جدة الطفلة الضحية، والتى قالت حينها إنها فوجئت بالفتاة متوفية أثناء نومها، نتيجة التفاف "إيشارب" حول عنقها، ما أسفر عن اختناقها، وبمناظرة جثمان الطفلة، تبين وجود حز على شكل رقم "7" حول عنقها، وعليه أصدرت النيابة قراراً بتشريح الطفلة ودفنها بعد ذلك.

ورد تقرير الطب الشرعى ليحدد أسباب الوفاة بشكل دقيق، حيث أكد أن الطفلة توفت نتيجة "إسفكسيا" الاختناق، وأنها تعرضت لحالة خنق بمنطقة العنق "أسفل الرقبة"، تسبب فى وفاتها، نتيجة منع الهواء من الوصول للرئتين، وأنه بمناظرة الجثمان وتوقيع الكشف عليها تبين أن الواقعة غير متصورة الحدوث على النحو الوارد بأقوال الجدة والأب، وأنها لا يمكن أن تتوفى الفتاة بـالـ"إيشارب" المتحفظ عليه بقرار النيابة، والذى ادعت الجدة أنه سبب وفاتها.

وتابع تقرير الطب الشرعى الذى تسلمته النيابة العامة بجنوب الجيزة، تحت إشراف المستشار حاتم فضل المحام العام للنيابات، أن الطفلة توفيت نتيجة خنقها بواسطة أداة صلبة أو خنقها بقبضة يد، ونتيجة لما جاء بتقرير الطب الشرعى، طلبت النيابة تحريات تكميلية حول الواقعة، والتى كشفت تورط الأب والعم فى مقتل الطفلة وعليه صدر قراراً بضبطهما واحضارهما وأحيلا للنيابة التى أصدرت قراراً بحبسهم 4 أيام، جددها قاضى المعارضات لـ 15 يوماً.

واتهمت فاطمة أبو طماعة "خالة الطفلة"، والدها "زوج شقيقتها"، بأنه قتل ابنته بمساعدة شقيقه ووالدته، وذلك أثناء إدلائها بأقوالها فى التحقيقات؛ مؤكدةً أنه فعل ذلك؛ لتقديمها كقربان بناء على أوامر من أحد الدجالين، لفتح مقبرة أثرية داخل المنزل، مستندةً فى اتهامها إلى أن الجيران أكدوا لها أنه قبل الواقعة بما يقرب من 20 يوماً، كان هناك أعمال حفر تتم داخل.

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 03, 2018 11:09 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
أعوذ بالله نسأل الله العفو والعافية

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: القرابين البشرية في التأريخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 03, 2018 11:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
لاحول ولاقوه الا بالله العلى العظيم

الناس اتجننت وجننتها الفلوس

أصبح الثراء السريع هو المبتغى وبأى وسيله

نسأل الله العفو والعافيه

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط