موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 05, 2024 1:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129

مسجد الجوهرى
( المدرسة القادرية )
أثر رقم 462 ( 1264 هـ / 1848 م )



بشارع السكة الجديدة ( عطفة الجوهرى ) 1 ، يبتدىء تاريخ هذا المسجد منذ العصر الفاطمة فقد كان دارا للوزير العادل عباب بن يحيى وزير الخليفة الفائز ، ثم تحول غلى مشهد فى سنة 544هـ / 1149 م إثر مقتل الخليفة الظافر ، فقد أمر طلائع بن رزيط وهوإذ ذاك وال للأشمونين ومدينة البهنسا ببناء مشهد على رفات الخليفة المقتول ، ثم ألحق به مسجدا الطنبغا ، وبالرغم من نقل رفات الخليفة من هذا المشهد إلى التربة المعزية ، فقد بقى المسجد معروفا باسم جامع المشهد ، ثم بدأ بتحول من هذا الاسم منذ أقام به الشيخ محمد المعروف بالحلبى ،

وقدطالت إقامته فيه إلى وفاته فى جمادى الآخر سنة 713هـ / 1313م

وقد ترجم له المقريزى بهذا الاسم الأخير فى كتابه الخطط ، وقد سماه السخاوى بجامخع الطواشى والمدرسة القادرية ، والطواشى الذى ورد فى عبارته هو زين الدين عبد اللطيف الطواشى ، كان المذكور من جلب الحبشة ، ترقى فى الخدمة حتى كان مقدم المماليك ( الأغوات ) ، قم تقاعد واتصل بالشيخ عبد العزيز القادرى نزيل هذا المسجد ، فاخذ عنه الطريقة القادرية واستمر مقيما بالمسجد مع مؤيدى حتى مات فى صفر سنة 861هـ / 1457 م ، وإليهي ينسب مسجد الفتح والحسنات بحارة الفقراء بالقاهرة .

ثم مرت فترة على المسجد واصبح فهيا متدما ولم يبق منه إلا ضريح الشيخ القادرى ، فتعلقت إرادة الشيخ أبو المعالى الجوهرى فى أن يجدده ويتخهذ منه مسجد لسابقة إقامة أسلافهع به ، ودفنهم بالقبور التى أعدها لدفنهم فيه ، فابتدأ فى تعميره فى أواخر سنة 1263 هـ / 1847م بتاريخ 23 من المحرم سنة 1264هـ / 1848م استدر أمرا من الديوان العالى للحصول على أواسى ورزق وفوائض لوقفها على المسجد ، وصدر له الأمر بعد حين من تقديم الطلب وتمتا عمارة المسجد فى سنة 1265هـ / 1849 م .

والمسجد وإن كان عثمانى الطراز ، إلا ان فيه بقايا من ماضيه تظهر فى مجنباته وفبته ن والمدفون به من جماعة الجوهرية هم :

• الشيخ أحمد بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف بن كريم الجوهرى الخالدى ، توفى سنة 1182هـ / 1796 م ، قال الجبرتى : ودفن بهذا المسجد

• ابنه أحمد الجوهرى ، مات سنة 1187هـ / 1773م ودفن بجانب والده .

• حفيده السيد محمدالجوهرى ن مات سنة 1215هـ / 1801 م ودفن إلى جانبهما

• السيد أو بالمعالى الجوهرى ( مجدد المسجد ) مات سنة 1275هـ / 1859 م ودفن مع أسلافة

ترجم للاولين الجبرتى فى سنى وفاتهم ، وترجمنا للأخير فى كتابنا أعلام مصر فى القرن الثالث عشرة فى وفيات هذه السنة .

وبين توابيت هؤلاء السادة تابوت المرحوم السيد عز الدين القادرى ، وقرأنا على تابوته النص الآتى :

• توفى الشيخ العارف بالله تعالى عز الدين أبى العز محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمد بن على بن احمد بن عبد الله بن أبى حفص عمر بن الشيخ العارف بالله تعالى سيدى يحيا بن قيس الحرانى رضى الله عنه ، ليلة الأحد ثالث عشر جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثمان ماية .

• هذا ضريح سيدى الشيخ عز الدين عبد العزيز بن السيدة نفيسة وتدعى زينب ابنة الشيخ ظهير الدين بن عماد الدين ابى صالح نصر بن سيدنا الشيخ العارف بالله تعالى شيخ الإسلام أبى بكر عب الرازق بن سيدنا القطب الغوث الفرد الجامع الربانى سيدى عبد القادر الكيلانى تغمده الله برحمته

وهذه الكتابة قديمة من عصر عز الدين المذكور ، وقد ذكر السخاوى فى تحفة الأحباب الشيخ عز الدين هذا ، وذكر نسبه الثابت هنا ، ودفن بهذا المسجد بعد أن أشار إلى ما ذكره المقريزى عنه فىكتابه الخطط ، ثم انتهى من ذلك إلى قوله :

( وبجوار هذا المشهد ، المدرسة السيوفية ) } جامع المطهر الحالى { ، وللشيخ عز الدين هذا ترجمة فى الضوء اللامع للسخاوى

والمسجد يحمل مذكرات تاريخية لأبى المعالى هذا ، ونصها :

إن هذا الباب أبهى جامع
للجمال الأنورى الأزهرى
إذ وجوه الخير فيه أسفرت
عن أبى الهدى المعالى الجوهرى
وعلا رونق الحسن الذى
يبهر البدر سناه الأبهرى
وحلاه زاتها تاريخها
بالحلى الزخرفى الجوهرى 1264
مسجد الجوهرى رب العالى
خير بيت بمصر دار السعادة
حرم ثالث عضد من
أسس بنيانه العظيم وشاده
رحباته جنة عدن غير أن
فى علاها بما فيه يعطى مراده
يا له مسجد أسس بالتقوى
وعلا نحو السماء عماده
مذ نشأته بنيانه قلت أرخ
جامع كعبة التقى والسيادة 1265



والمسجد مفروس ببسط من صنع فابريقة بالأستانة بلغت قيمتها 232ر377 جنية ، كان ناظر ديوان الوقاف وهو بالأستانة فى سنة 1331هـ / 1913م اتفق مع هذه الفابريقة على عمل أبسطه لسطح هذا المسجد البالغ 20ر325 م

والى أبى المعالى مجدد هذا الأثر ينسب مسجد النشوى بحارة العسيلى بالعتبة الخضراء ، جدده سنة 1255هـ / 1839 م فصرف به منذ ذلك الحين ، ومنشؤه هو المرحوم زين الدين بعد المعطى بن شمس الدين محمد النشوى أحد علماء الشافعية فى سنة 994هـ / 1586 م ووقف عليه وقفا صدرت به حجة وقف مؤرخة فى الخامس عشر من شهر ذى الحجة من سنة 1019 هـ / 1610 م ، جاء فيها : أنه أنشأ هذا المسجد وجعل منه مدرسة للشافعية ، وأنشا أسفله سقاية ماء يعلوها كتاب لتحفيظ القرآن الكريم ، وألحق به منافع فصلها كتاب الوقف المذكور حده القبلى أىالشرقى غيط جانم الحمزاوى ) غيط النوبى ) والبحرى اى الغربى الطريق ( حارة العسيلى ) والشرقى أى البحرى بيت الخواجا ولى الدين ( بيت سليم باشا فتحى – عرمة يوسف قطاوى ) والطريق الغربى أى القبلى طاحون ( مجمومة المبالنى المحاذية للسمد جنوبا )

وقد بين كتاب الوقف المشار اليه أعيانالموقوف ن ومنها أطيان زراعية بناحية الشوبك والخصوص والأشمونين وعقارات بالقاهرة ، وشرك النظر على هذه الموقوفات لنائب القعلة ورتب له مرتباته ن ولما أشرف المسحج على الأنهيار جدده الشيخ أبو المعالى الجوهرى وتنظر على أوقافه وحائظ عليها ، وأثبت لهذا التجديد نصا تاريخيا بالمحراب قرأنا فيه ما يلى :
لا يرتجى الباب الكريم ويرتجى

بانيه اجر البيت يومالمحشر
بمحمد لمحمد بن محمد
من سبط هالد اعف وارحم واغفر
جمع الثواب لمن بناه مؤرخا
الجامع الزاهى بناه الجوهرى 1225






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 06, 2024 1:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


قبة ومدفن طاهر باشا



هذه القبة بشارع زين العابدين رقم 8 قبلى المسجد الزينبى وهى قبة حجرية من طراز تركى ( سجلت حديثا ) تحتها قبر مسنم مكتوب عليه باللغة التركية ما تعريبه :

هو الحى الباقى . مرام كل محب فى هذا الملك العظيم
أن يصل إلى عتبات حبيبه الكريم ، عارفو الأسرار
لا يأسفون على ترك هذه الدار ، الحمد لله إذ كنا من
أهل أدخلوها بسلام ، مرحوم ومغفور المحتاج إلى
رحمة ربه الغفور متخفظان المستظل بظل الفردوس
حضرة طاهر باشا ، مات طاهر بك بن أحمد باشا
سمى فخر الكائنات ، آه مات الشاب اللطيف ، آه مات
حبيب العالم هذا الشخص الكريم ، هذا الغصن
الرطيب ، هو الملك الذى نور العالمين بطلعته البهية
بعد أن كان وردة فى حديقة والده مزدهرة هزت
أوراق عمره ريح الموت العابثة فعصفت به ، هل انت
عزيز مصر وطلعة يوسف ، فلبيك العاشقون بحرية
فى بيت الأخوان سنة 1236)



ويلى ذلك كتاابة اخرى نصها

( وحسرتاه على خديجة هانم قرة عين حضرة أحمد
باشا زينة بيت الكرم ، ذات الطلعة البهية ، ولما
تتمتع بإظهار حسنها ، وبهجتها فى عرس ، ولم تذق
على مائدة هذه الدنيا الفانية شراب الصفا والسرور ،
فلتبك الأرض والسماء على ما أصابها إلى يوم الحشر
بدل الدمع دمار سنة 1236 ) .



وهذه الكتابة خاصة بولدى المنسوب إليه هذا الأثر ، وقد ماتا فى وقت واحد بحادث مفاجىء ، ولذا اشتد حزن والدهما عليهما فيما بعد وفى هذا الرثاء .

ورأيت فى حجة احمد باشا طاهر المحررة بتاريخ 28 من المحرم سنة 1244هـ / 1829 م المسجلة برقم 382 فى المادة رثم 574 ، وهى 139 وصفا لهذا الأثر ذكر فيه ان مساحته 59 ذراعا طولا و56 ذراعا عرضال ، ( جده الأول ) مراد أغا ، ( الثانى ) مصطفى أغا عزبان ومسجد يونس ، ( الثالث ) غيظ إبراهيم بك ، ( الربع ) الزاوية الجارية فى تصرف الواقف .

وذكر انه آل إليه بالشراء فى غزة ذى القعدة سنة 1233هـ /1818م وأنه حوش معدة لدفن الأموات بجوار مدفن والده محمد طاهر باشا ، وأنه وقف عليه أربعة عشر قطعة من الأراضى تج=اه مسجد بردبك بقناطر السباع ( ميدان السيدة )

وقد ترمم هذا الأثر فى سنة 1336هـ / 1918 م نوأعيد تقوية أساس القبة فى أولائل سنة 1367هـ / 1948 م وضم الأثر إلى دار وضوء المسجد الزينبى المستجده فى سنة 1384هـ / 1964م – 1385هـ / 1965م وأزيلت القبة لهذا الغرض

ومنشىء هذا الأثر هو المرحوم أحمدعصمت طاهر بن محمد طاهر قوله لى بن حسن أغا برواشتة له(1) ، ترجم الجبرتى لأبيه المذكور (2) فى وفيات سنة 1233هـ / 1818 م ومات المذكور سنة 1266هـ / 1849 م ترجمنا له فى كتابنا أعلام التاريخ المصرى الذى ذيلنا به تاريخ الجبرتى

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) طاهر باشا

هو الصدر المعظم ، والدستور المكرم ، الوزير طاهر باشا ، ويقال : إنه ابن أخت محمد على باشا ، وكان ناظرا على ديوان الكمرك ببولاق ، وعلى الخمامير ن ومصارفه من ذلك ، وشرع فى عمارة داره التى بالأزبكية بجومار بيت الشرايبى تجاه جامع ازبك على طرق الميرى ، وهى فى الأصل بيت المدنى ، ومحمود حسن واحترق منه جانب ، ثم هدم أكثرهما وخرج بالجدار إلى الرحبة ، وأخذ منها جانبا وأدهل فيه بيت رضوان كتخدا ، ورشيد البناء بخرجات فى العلو متعددة وجعل بابه مثل باب القلعة ، ووضع فى جهتبه العامودين المذكورين ، وصارت الدار كأنها قلعة مشيدة فى غاية من الفخامة ، فما هو إلا أن قارب الإتمام ن وقد اعتراه المرض فسافر إلى الاسكندرية بقصد تبديل الهواء فأقام هناك أياما وتوفى فى شهر جمادى الثانية ، وأحضروا رمته فى أواخر الشهر ودفنوه بمدفنة الذى بناه محل بيت الزعفرانى بجوار السيدة بقناطر السباع ،

( الجبرتى عجائب الاثار 4/459)



(2) الأمير طاره باشا الأرنؤودى :

كان محافظا على الديار المصرية من طرف الدولة ، ثم تغلب عليها وصار واليا نحو ستة وعشرين يوما وكان يكثر من المصادرات ويحب سفك الدماء ، وكانت له دار بالحبانية وهى التى قتل فيها

( الخطط التوفيقية 3/381)




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 07, 2024 7:10 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


جامع جوهر المعيني

أثر رثم 338

الأن أثر رقم 611


هذا الجامع بحدرة الكماجيين بغيط العدة حارة السيد جوهر رقم 12 ، أنشأه الأمير جوهر المعيني الحبشى الساقى فى أواسط القرن التاسع الهجرى ، قال السخاوى فى آخر ترجمته : ( وابتنى مدرسة بغيط العدة بالقرب من نواحى جامع أمير حسين

وذكره المقريزى فيما تجدد بعد سنة 843هـ / 1440م ، قال : وتجدد فى حدرة الكماجيين من أراضى اللوق خطبة بزاوية مطلة على غيط العدة ، والمقريزى فى هذه العبارة أبهم اسم منشئه ولم يبينه ، بيد أن أبا السرور البكرى مختصر الخطط ذكر هذه العبارة بنصها ، ثم قال بأثرها : ( وهو جامع جوهر المعيني ) } انظر قطف الأزهار للسيوطى {

ومنه يتبين لنا أن هذه المنطقة التى يقع فيها هذا الجامع هى التى كانت تعرف بهذا الاسم فيما مضى لا كما يتبادر إلى الذهن أنها شارع الهدارة ، وفى تاريخ الجبرتى أن ( الأمير طبوز أوغلى جدده وعمره تعميرا حسنا )، وقد جاء هذا التاريخ مطابقا لما وجد بالمذكرة التاريخية التى تعلو بابه وبيت التاريخ منها :

ذو القدر العلى محمد طبوزأوغلى الجلي
لما بدت أنواره أرخته
مسجد أسس كخير العمل 1229



والظاهر ان هذاالمسجد لم يطرأ عليه تغيير بعد هذا التاريخ ، بيد أن السيد محمد عاشق محمد أفندى الخالدى النقشبندى شيخ الطريقة النقشبندية فى القرن المنصرم والمتوفى سنة 1300هـ / 1883 م ودفن بالخانقاه النقشبندية بشارع درب الجمامير ( ضلع السمكة سابقا ) جدد محراب المسجد ، وهو ما تشير إليه المذكرة التاريخية التى تعلوه ونصها :
جدده ناظر محمد عاشق الخالدى النقشبندى 1281

وأحدثت ورزاة الأوقاف به بعد هذاالتاريخ دورة مياة حديثة ، وللواقف كتاب وفيه الوقف صادر بتاريخ 9جمادى الأولى سنة 906هـ / 1501م محفوظ برقم 228 – 36 ، ضم إليه ما كان وقفه على هذا الأثر مند 842هـ / 1439 م إلى هذا التاريخ الذى نفذت فيه الوصية ، واستقر النظر على وقفه فى 25 صفر سنة 1193هـ / 1779 م فى ( محمد جلبي عثمان بالقرار رثم 17 فى المادة رثم 276

وصف المسجد

هو مسجد مسقف بسقف مزخرف بالأصباغ ن مرفوع على بلاطين محمول على أربعة أعمدة فوقها عقود وفى البلاط الغربى مقصورة ومصلى للنساء يعلوها باب له درج خشبى يفضى إلى المئذنة وفى البلاط الشرقىمنبر تركى يجاوره شمالا ضريح المنشىء وهذا المسجد على حاله تركى الوضع ، ليس فيه ما يلفت النظر سوى مئذنته العثمانية التىتشبه المآذن الأخرى التى من نوعها .

ترجمة المنشىء

وقد كان منشىء هذا المسجد فى بادىء أمره مملوكا حبشيا لمعين الدين الدمياطى احد أمراء المملكة المصرية فى عهد الملك الشرف إينال ،وهو الذى ينسب إليه الجامع المعروف بالمعيني بدمياط المسمى ( بالمدرسة المعينية ) ثم آل إلى غيره ، وقد عاش حتى ادرك الملك الأشرف قايتباى ، وخدم عنده ساقيا وعلا نجمه قليلا فى أواخر أيامه ، وما برح كذلك حتىمات بعد 872هـ / 1468 م ودفن بمسجده ، ولا يزال ضريحه ظاهر بالمسجد إلى اليوم .
وتسجيل هذا الأثر من الناحية التاريخيةبالنسبة لوجود بقية كبيرة منه ، ومن الناحية الفنية بالنسبة لمئذنته ونصوصه وتصميمه ، مما ينطبق على قانون حفظ الآثار العربية وقد عمدت إدارة الآثار إلى تسجيله وحفظه بآخره

( الجوهر المعينى الحبشى )



هو جوهر المعينى الحبشى نسبة لمعين الدين الدمياطى الأبرص ، كان له اخ من جملة مماليك بردبك الأشرفى إينال فالتمس من سيده أخذخ من معين الدين ففعل فبادر لإرساله إليه فأقام فى خدمته وصار لخوند الكبرى أم خود زوجة أستاذه إليه بعض الميل فقدر سفرهما إلى الحج فاستصحبته الكبر معها ، فلما وصلت إلى مكة أشارت ابنتها بإقامته هناك ، فأقام مدة وضعف بحيث أشرف على الموت ، وتوسل حتى أذنوا له فى الرجوع فرجع ، وصار يتردد إلى الكمال إمام الكاملية ويقرأ عليه أحيانا فأختص بصحبته ولزم خدمة خوند الكبرى وابن أخيها العلاء بن خاص بك وابنته وأحبوه بالنسبة لابنة أستاذه فلما آل الأمر إلى الأشرف قايتباى وصارت ابنة العلاء زوجته هى خوند كان هذا من جملة خدامها وعمل ساقيا وذكر بديانة ومحبة فى العلماء
( المزارات لحسن قاسم ج5 – الضور اللامع ج3/84 – الخطط التوفيقية ج4/161 )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 07, 2024 7:27 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129



مئذنة مسجد صالح أغا

مئذنة أثرية رثم 345 ( 1227 هـ / 1812 )



هذا المسجد بشارع السرايات الذى كان يعرف فيما سبق برصيف بولاق ، وهو الآن معروف بشارع المطبعة الأهلية تجاه كوبرى أبى العلا فى جوار بيت كانيسكنها المنشىء له ، وسكن غلى جانبها فى سنة 1258هـ / 1842 م على باشا حسيب زاره التركى أحد أعيان بولاق وناظر جمركها

أنشأه صالح أغا قوجه ، أى : الشيخ الأرنؤودى ، الذى كان سقيرا ( قبوجى باشى ) لولى النعم محمد على باشا ،ثم عينه حاكما لأسيوط بإنشائه فى سنة 1227هـ / 1812م ذكره الجبرتى فى تاريخه قال : إن المذكور أنشأ جامعا بساحل بولاق بجوار داره وبنى له منارة ظريفة ، واشترى له عقارات وأمكنه وقفها على مصالح المسجد وشعائره

قال : وفى سنة 1227هـ / 1812 م وهى النسة التى غضب فيها محمد عللاى على المنشىء وأقصاه عن خدمة الحكومة حين أنهى خبر ذلك المسجد إلى محمد على باشا ، فدفع له الباشا جميع ما صرفه عليه وثمن العقار وغيره ، ومفهوم هذا يدل على ان الدافع الأول هو ما حصل بينهما من جفوة ، نفأراد محمد على باشا أنيتخلص منه ويقطع علائقه بمصر حتى يكفى شره ، وقد غادر المذكور مصر إلى الأستانة وتعين سلحدار ثم خبره جى باشا ( أى إخباريا ) فى سنة 1237 هـ / 1822م ثم عزل فى سنة 1243هـ م 1828 م ومات فى نهايتها .

وقد بقى هذا المسجد معروفا باسم منشئه حتى يومنا هذا ، بيد أنه تهدم وبقى أنقاضا لعدم توجيه العناية إلى إعادة تجديده وقد علت الأرض على جدرانه وحوائطه وهدم أعلىالمئذنة فى سنة 1301هـ / 1884 م وبقى بدنها وهوالجزء الظاهر من هذا الأثر وتحتفظ لجنة الآثار العربية به إلى حين حتى ينظم هذا الحى ، وتسمى لجنة التسمية بمصلحة التنظيم المنفذ الذى يقابل المئذنة السالك إلى وجة بولاق باسم سكة صالح أغا ، ثم رؤى أخيرا إزاله هذه المنارة عند تنفيذ مشروع كورنيش النيل


----------------------------------
المزارات المصرية لحسن قاسم ج5
حجة وقف المنشىء الصادرة بتاريخ 10 شعبان سنة 1227هـ / 1812 م
( الجبرتى عدائب الآثار ج4/ من ص 107 ، 147 ، 149 ، 183 ، 206، 223 ، 236 ، 237


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 08, 2024 6:59 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


جامع محمد مزهر ( المدرسة المزهرية )

أثر رقم 80 ( 1251هـ / 1835م )

هذا الجامعبشارع البغالة ( الكداشين سابقا ) خارج باب الفتوح رثم 28 أنشأه الأمير محمد بن أبى بكر بن مزهر محتسب القاهرة فى أواخر القرن التاسع ، وابتدأ فى إنشائه فى سنة 883هـ / 1478 م وانتهى منه فى السنة الثالية ،وقد راعى فى أنشائه نظام المدارس فجعل منه فناء مغطى بسقيفة ذات منافذ تحيط به أربعة إيوانات تقوم على أقواس تحملها إسطوانات .

وظاهر من نظام الجامع ؛ أنها كانت مدرسة بلغت من البساطة محلا ، بيد أنها جاءت موفقة غاية التوفيق ؛ إذ يقول السخاوى فى ترجمة منشئها من الضوء اللامع / وشرع فى بناء مدرسة بالقربمن سويقة اللبن ( شارع البنهاوى ) كانت الخطة فيما بلغنى محتاجة إليها

وقد ظلت هذه المدرسة قائمة بهذه المنطفة كمعهد عام لدراسة العلوم ، ثم كمسجد جامع لإقامة الشعائر ولم يطرأ عليه أى تغيير إلا فى عصر محمدعلى باشا ، فقد تصدى لتجديد هذا المسجد وإصلاحه عبد الله أغا بكتاش المعروف بالترجمان ناظر الضربخانة المصرية ( دار ضرب السكة ) المتوفى سنة 1251هـ / 1934م فجدد أواوينه وحافظ على تصميمه ، وابدل سقوفه بسقف أخرى وجدد واجهته ، واقام فوقها مئذنة عثمانية سميكة وجدد سقيفه الصحن ، وركب على بابها الباب النحاسى الفاخر الذى كان بالمدرسة المنكوتمرية مما عمل برسمها فى سنة 698هـ / 1299 م وهى المعروفة الآن بمدرسة المنكوتمرية ( وبمدرسة شيخ الإسلام ابن حجر بشارع بين السيارخ – بهاء الدين سابقا )

وهو باب شاهق يدل شغله وتخريم نحاسه بتلك الطريقة الهندسية البهيجة على عناية كبيرة وتقدم هذا الفن فى ذلك العصر

ولا يزال يحمل مذكرة تاريخية باسم منشئه وتاريخه ، هذا اهم ما طرا على هذا المسجد من التجديد ؛ ولم يجد به حادث بعد ذلك إلا سقوط سقفيه فرؤى الاستغناء عنها نهائيا ، ولذكل أصبح الصحن مكشوفا ، وفى سنة 1357هـ / 1938 م جدد ديوان الأوقاف الجزء القبلى من الواجهة ، وأحدث به دورة مياه صحية وبيض داخله

ومنذ مائة عام كان يقيم بهذا المسجد رجل من المعتقدين لأهل ذلك الحى اسمه الشيخ حسن سمك ن وما برح قائما به حتى توفى فى حوالى سنة 1269هـ / 1853م فاستصدر الأهالى أمرا من الخديو عباس بدفنه فى هذا المسجد فرسم لهم بذلك ، فدفنوه فى غرفة الخطيب ووضعوا على قبره صندوقا بكسوة وجدده المدعو عفيفى يوسف من سنة 1348هـ / 1930 م

المذكرات التاريخية



وقد استرعى نظرنا عند زيارتنا لهذا المسجد بقاء مذكرة تاريخية فى إزار تحيط بالصحن تبتدىء بالبسملة ، ثم بقوله تعالى :

الله لا إله إلا هو الحى القيوم – إلى قوله جل شأنه
- خالدون
- الآيات من سورة البقة ، ثم تنتهى بما نصه :
- وكان الفراغ فى شهر محرم سنة ألف ومائتين وخمسة
- وعشرين



ومن مذكرة أخرى يحملها باب منكوتمر ، بيد أن غالبها مطموس ن وقرأنا فيها ما نصه

-

مما عمل برسم الجناب العالى المولوى الأسفهسلارى
- الأمير سيف الدين منكوتمر الحصامى ، أعز الله
- أنصاره وقفا على المدرسة المنكوتمرية



- وبما ذكرناه عن هذه المدرسة تظهر هذه الحلقة المفقودة من تاريخها ، وبالتالى يظهر هذا الباب النحاسى الجميل الذى كثر فيه الحدس والتخمين بين طائفة من المشتغلين بدراسات الآثار الإسلامية

- والمنشىء لهذه المدرسة هو محمد بن أبى بكر بن محمد بن أحمد يعرف كسلفه بابنمزهر ن وأنه من أسرة شامية ولد فى سنة 857هـ /1453م من أم جركسية اسمها شكر باى وولى نظر الخاص اولا ثم الحسبة وتعين كاتبا للسر بعد والده ، وما برح حتى توفى سنة 910هـ / 1505م وإلى أبيه أبى بكر ابن مزهر ينسب الأثر الآخر المعروف بالمدرسة المزهرية بحارة برجوان والتربة المزهرية بالصحراء

- (وأبو بكر بن مزهر ) هو القاضى زين الدين أبو بكر بن مزهر كان ناظر الجيش إلى سنة 867هـ فقلده السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خشقدم الناصرى المؤيدى كتابة السر عوضا عن ابن الديرى ، سافر فى سنة اثنتين وتسعين سافر مع الأمير آقبردى الدوادار إلى نحو جبل نابلس بسبب العربان فمرض هناك ورجع عليلا واقام مدة وهو منقظع فى بيته إلى أن مات ثالث رمضان من هذه السنة وله من العمر نحو خمس وسبعين سنة وكانت مدة ولايته فى كتابة السر بمصر نحو عشرين سنة ، وكان آخر اعيان الرؤساء من المباشرين فى الديار المصرية ، وفى سادس عشر رمضان خلع السلطان علىبانه القاضى بدر الدين أبى بكر بن مزهر واستقر به كاتب السر بالديار المصرية عوضا عن أبيه ، فنزل من القلعة فى موكب عظيم من القضاة وأعيان الناس
- ______________
- المزارات الحسن قاسم ج5



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 11, 2024 1:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


جامع زيد بن على ( زين العابدين )

اثر رقم 599 ( 1225 هـ / 1810 م )



هذا الجامع بالفسطاط بالحى المهشور بزينهم بشارع السلخانة قسم مصر القديمة (1) ، ينسب هذا الجامع إلى الإمام زيد بن على زين العادبين رضى الله تعالى عنهما ، وهذه الشهرة حدثت منذ سنة 525هـ / 1131م ، إذ ينقل المقريزى عن ابن عبد الطاهر أن رأس الإمام زيد هذا وجد مدفونا فى هذه المنطقة فى التاريخ المتقدم فبنى عليه من حينئذ ، والقول بأنه ظهر منذ التاريخ المتقدم قول عاثر ينقضه ما ورد فى ترجمة المشريف أبى القاسم يحيى بن على الحسينى المتوفى سنة 282هـ / 895 م ، فقد ذكر أنه دفن فى تربة الإمام زيد بن على بطريق مصر

ومما ذكر نستطيع القول بأن هذا المسجد كان معروفا قبل التاريخ المذكور بأكثر من مائتى عام ، ونحن وإن تصلنا معلومات كافية عن مبدأ ظهور هذا المشهد ، إلا أن القول بأنه ظهر أثر دخول الراس الكريمة إلى مصر فى سنة 122هـ / 740 م فى عهد ولاية حفص بن الوليد ، قول تؤيده النصوص التاريخية الموثقة وتدل الآثار الموجودة بهذا المشهد حتى اليوم على أن الفاطميين أحدثوا بهذا المشهد تجديدا آخر فى سنة 549هـ / 1154 م وهذا ما يقبته رسم بالخط الكوفى ، ( لكنى لست على ثقة منه وأشك فى نسبته إلى الفاطميين ، إذ أن العبارة الواردة فيه عبارة ركيكة فضلا عن الخطأ الظاهر فيها ، وعدد الأربعة منها مكتوب بقلم الغبار ) وهذه صورتها :

بسم الله الرحمن الرحيم . هذا مشهد الإمام على زين العابدين بن
الإمام حسين ابن الإمام على بن عمر بن عبد
المطلب صلوات الله عليهم أجمعين فى سنة 549



وقد نسب المقريزى جديد هذا المشهد إلى الأفضل بن شاهنشاه وجعله فى سنة 521هـ / 1127 م ، بينما أن الأفضل مات سنة 515هـ / 1121م ، والوزير للخليفة الآمر إذ ذاك هو المأمون البطائحى ، ويظهر ان هذا الوهم جاء من طريق ابن عبد الظاهر صاحب كتاب الخطط الموسوم بالروضة البهية الزاهرة فى خطط المعزية للقاهرة وبالرغم من استشهار هذا المشهد ، فلم نر من ملوك مصر فى الدولتين من تصدى لتجديد هذا المشهد ، فتخرب وصار كيمانا وتجمعت حوله الأثربة وبقى كذكل حقبة طويلة رقم ان الزيارة لم تنقطع منه ، فقالم الأمير عثمان أغا مستحفظان فى سنة 1225هـ / 1810 م بتجديده وتعميره وقد صرف عليه بسخاء حتى عمره ن وقد أشار المؤرخ الجبرتى إلى هذ التجديد فى حوادث هذه السنة ( الجبرتى عجائب الآثار ج5/195 ) ويدل عليه ما وجد من آثار هذه العمارة على شاهد قبر الأمير المذكور فى عبارة هذا نصها :

المرحوم المغفور له عثمان أغا مستحفظان مصر
سابق تابع المرحوم سليمان أغا توفى إلى رحمة الله
تعالى فاتحة سنة 1239



وفى جواره قبر أمرأته ويقرأ على شاهده :

هذا قبر المرحوم الست حفيظة زوجة المرحوم
عثمان أغا أمير اللواء مستحفظان مصر سابقا .
توفيت إلى رحمة الله تعالى سنة 1241



وعلى باب المقام كتابة أخرى هذا نصها :

هذا مقام قد تشرف قدره
منذ حل فيه أمام كامل بحرا
زيد بن زين العابدين بن الحسين
ابن لفاطمة البتول الزهرا
بنت النبى المصطفى أكرم به
نسبا عليا قد تطهر طهرا
من زاره نال المسرة والمنا
وسعادة الدنيا كذالك الأخرى
وغدى لعثمان أعا ببنائه
حاز السعادة والهنا والأجرا
ويارب زده نعمة ومهابة
وارفع له بين البرية قدرا
فهو الذى احيا لنا هذا البنا
فى مسجد زان المساجد طرا
وقبوله أتى بتاريخ لنا
نور النبوة قد كسا خيرا – 1224
لمحمد خفتانى باشا الأوحد
فضل به قد صار كل مسود
وكفاه فخرا أن من خيراته
إتحاف زين العابدين بمعبد
مولى بعمران المساجد مولع
ليفوز بالإسعاد يوم الموعد
ولذلك ناداه القبول مؤرخا
بشراك قدأحكمت أبدع مسجد

ومما كتب على ستر المقام من آثار الخديو عباس حلمى الأول فى سنة 1270 هـ / 1854 ما نصه :

الله أكرم أهل بيت نبيه
وأمد من وافاهم من وافدين
فادخل حمى هذاالمقام ولذ به
متوسلا فيه ملاذ القاصدين
نجل الحين سليل بنت المصطفى
مجلى الصفا بحر الوفا للواردين
تشهد سنا نور النبوة قد على
شمس تلوح على رؤوس الشاهدين
وأشكر صنيع الصدر آصف عصره
إنسان عين الدهر تاج الماجدين
فله أشدعناية بشؤونهم
لمزيد إتقان له وكمال دين
إذ برهم وكفى بذاك مودة
فيهم كفاه الله شر الحاسدين
وكسى مقامات لأضرحة لهم
فتورها تثنى ثناء الحامدين
وبهى هذا الستر قال مؤرخا
أنا كسوة زينب لزين العادين

وعلى باب المقام ما نصه :

إلا هى كن بفضلك خير مجاوى للمنتســــب عبد
الواحدالتازى سنة 1304



والمذكور فى هذا النص هو السيد عبد الواحد التازى من مدينة فاس ( الموطن الأول ( لحسن قاسم ) تردد إلى مصر كثيرا ثم سافر إلى فاس ، ومات بها فى سنة 1313 هـ / 1896م وله مأثرة فى محراب كل من المشهد الحسينى والزينبى ، وقد استحضر صناع الزليج من المغرب للقيام بتزويق المحرابين المذكورين فى سنة 1304هـ / 1887 وهو ابن شقيق المرحوم عبد الغنى التازى وكيل عموم دولة المغرب الأقصى بمصر ، وقد مات عنه وعن شقيقه الحاج الطيب التازى ، وعن زوجته المرحومة الحاجة فاطمة بنت الحاج الخياط التازى ، التى تزوجت بعده بالمرحوم الحاج محمد شقرون الفاسى ولم تعقب منه ن وماتت عنه وعن أولاد أخيها ، ولمؤلفه علاقة نسب بهذا البيت التازى الكريم

ترجمة الشريف يحيى بن على



والشريف يحيى بن على المذكور آنفا هو أبو القاسم يحيى بن على من ذرية الإمام جعفر الخطيب بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وهو من الشراف الذين هاجروا إلى مصر فى عهد خماروية بن أحمد بن طولون ، ولقيه بمصر الشريف يحيى بنالحسن العبيدلى أمير المدينه المولود سنة 214هـ / 829 م المتوفى سنة 277هـ / 890 م وذكره فى أنسابه ، ذكره صاحب عمدة الطالب ، وعلى قبر هذا الشريف بلاطة تحمل مذكرة تاريخية يقرا فيها ما يأتى :

بسم الله الرحمن الرحيم – هذا قبر أبى القاسم يحيى بن على بن محمد
ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن على بن أبى طالب صلوات الله عليه
توفى رضى الله عنه يوم الإثنين لليلة بقيت من
شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائتين



والعامة تقول فيه : إنه يحيى بن زيد ،كما تقول فى زيد إنه زين العابدين وكلاهما خطأ ظاهر

الإمام زيد بن على



والإمام زيد الذى نسب إليه هذا الأثر هو الإمام الشهيد زيد بن الإمام العابدعلى زين العابدين بن الإمام الحسين ، ترجمه الذهبى فى النبلاء والأعلام وابن عساكر فى تاريخ دمشق ، والد الديلمى فى الأذكار وابن خلدون فى العبر والمقريزى فى الخطط وابن الأثير فى الكامل ويحيى ابن الحسين فى الأمالى ، وابن المطهر فى المنهاج ن والحاكم فى جلاء الأبصار والسيوطى فى الجامع الكبير وغير هؤلاء ،

ومولده سنة 76 من الهجرة / 695م وثار عليه هشام ابن عبد الملك فقتله فى سنة 122هـ م 740 م ومثل به ووصل رأسه الكريم غلى مصر فى هذه السنة

ويصفه المؤرخون بأنه كان عالما جليلا ، روى عن أبيه وعن ابان بن عثمان وعبيد الله بن رافع وعروة بن الزبير ، وروى عنه محمد بن شهاب الزهرى وزكريا بن ابىزائدة ، وروى عنه أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة وذكره ابن حيان فى الثقات ، وفيه يقول أبو إسحاق السبيعى ( رأيت زيدا بن على ، فلم أر فى أهله مثله ولا أعلم منه ولا أفضل وكان أفصحهم لسانا واكثرهم زهدا وبيانا )

وقال أبو صنيعة : ( شاهدت زيدا بن على ، فما رأيت فى زمانه أفقه ولا أعلم ولاأسرع جوابا ولا أبين قولا ، لقد كان منقطع القرين وكان يدعى بحليف القرآن ، وقرأ مرة قوله تعالى ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيرهم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ( محمد /38 ) ، فقال : إن هذا لوعيد وتهديد من الله ، ثم قال : اللهم لا تجعلنى بمن تولى عند فاستبدلت به بدلا ، والإمام زيد مذهب مشهور تدين به طائفة من أهل اليمن ، وله مسند فى الفقه طبع فى إيطاليا بعناية الباب لاسابق ، وطبع فى القاهرة ، وفقه الإمام زيد ، يتشابه كثيرا مع فقه الإمام الأعظم أبى حنيفه ، ومع فقه أهل البيت الأطهار عليهم سلام الله وصلواته

ومما يذكر فى مشهد الإمام زيد ، أن هشام بن عبد الملك عمد إلىقتله بصورة وحشية ، ومثل به تمثيلا ذريعا ، وإذا صح ما قيل ، فقدبرهن هشام على أنه وحش بشرع ومجرم سفال أثيم ، واسفك منه وأجرم وأضل سبيلا ، ابنه الوليد الذى لم يرع لا إلا ولا ذمة فى هذا الفرع الطاهر الكريم ، فما كان الاختلاف على مبدأ مهما تباينت المشارب واختفلت الآراء وتعددت النزعات الحزبية ، يؤدى إلى هذه النتيجة القائمة ، التى أذاقت الأمويين عامة الأمرين وشردتهم ومزقتهم كل ممزق ، حتى لم يبق على وجه الأرض اليوم من أموى فى البقاع والأصقاع ، بينما هى تذخر بالأشراف العلويين فى الشرق والغرب وفى الشمال والجنوب وعند الله تجتمع الخصوم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 13, 2024 11:51 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129



جامع حسن باشا طاهر ( ابن البابا )
أثر رثم 210 ( سنة 1238 هـ/ 1823م )



هذا الجامع بسكة بركة الفيل رقم 11 مشهور بجامع حسن باشا طاهر ( وهو على يمين الذاهب من الصليبة إلى بركة الفيل كما ذكره على مباك فى خططه ج4/181 ) ، أنشأه الأمير بدر الدين جنكل بن البابا سنة 735هـ / 1335 م ، ثم جدده المرحوم حسن باشا طاهر فى سنة 1224هـ / 1809 م وأعيد تجديده سنة 1238هـ م 1823م وكان قد تخرب منه جزء عظيم بسبب السيل والقيضان الذى أغار على هذه المنطقة فى هذه السنة ( حوادث هذه السنة )

ولم بذكره المقريزى فى المساجد ( فى الخطط المقريزية ج3/385 ) ، بيد أنه أشار إليه فى عمارات منشئه بحكر أقبغا وبخط البركة ، وذكر السخاوى فى الضوء اللامع ابن إياس فى تاريخ مصر فى ترجمتها لأزبك اليوسفى صاحب الجامع المعروف بالمنطقة

منشىء هذا الجامع الأمير بدر الدين جنكل بن محمد بن البابا جنكل بن خليل الناصرى التترى نزيل آمد ، قدم القاهرة فى سنة 704 هـ / 1305 م وكان بينه وبين الشرف خليل بن قلاوون مكاتبات ورغب فى حضوره إلى مصر فحالت دونه موانع ، حتى قدم فى عهد الناصر فعينه أميرا كبيرا ، ثم ما لبث أن صار رأس ميمنة ، وصاهر السلطان ، وما برح متمتعا بنعمة واسعة ، ودنيا عريضة مع محبته للعلم والعلماء والتقرب منهم والتودد إليهم فى عهد الناصر وخلفه حتى توفى فى ذى الحجة فى سنة 746هـ / 1345م

وينسب له من الاثار غير هذا المسجد مسجد آخر بحكر أقبغا عرف بمسجد الرفاعية ،وكان به مدفن الشيخ محمد الشافعى الرفاعى ، وقد دثر هذا المسجد ونقلت رفات المدفون به إلى القرافة ، ولا يزال موضعه خربا فى جوار المنزل بشارع الربعين بأرض جنينة لاظ ، وله بخط البركة حمام البابا وبقيت حتى حين ، ثم هدمت وفى جوراها بيت ذهبت معالمه رغم بقائه حتى هذا التاريخ باسم بيت سليم باشا أو توزبير

والمدخل إلى هذا الجامع من بابه العمومى ، ومنه غلى باب آخر نصل منه إلى داخل المسجد ، وهو عبارة عن باحة فسيحة مربعة يتألف منها بلاطان يقابل احدهما الآخر ، وفى كل منهما أربعة اقواس لقوم على ثلاث أساطين رخامية ، يلوح أنها من عصر إنشاء الجامع لقدمها وتغايرها عن الأساطين التى وجدت فى هذا الدور الآخير وبين البلاطين سقيفة ذات منافذ

وفى الجدار الشرقى محراب من حجر ، واجهته مزخرفة برسوم هندسية ، ويكتنفه من الجانبين قطعتان من القاشانى وعامودان من الرخام ، ويجاوره منبر تركى يماثل منبر جامع أزبك العثمانى الذى نقل إلى المسجد الحسينى ، بيد أنه أقل منه إحكاما فى الصنعة ، وفى جوانب المسجد شبابيك من الخص المفرغ ، بعضها قديم والآخر حديث ، وفى الجدار الغربى سدة تبليغ ومصلى نسوية مرفوعة على اسطوانة رخامية ، وفى الجدار البحرى باب نصل منه إلى مصلى ، فدورة مياه أحدثت به منذ سنة 1322هــ / 1904م

وسقف المسجد جميعه من الخشب ، بيد أن الجزء الشرقى منه الذى يواجه المحراب يمتاز بالقبة الخشبية القصيرة التى تقابل المحراب ويقدر مجموع ما به من الأسطوانات الرخامية بست ، جميعها كما قلنا سابقة لهذا العصر ، ويجاور بابه المدرج باب نصل منه إلى المئذنة الرشيقة الحاكية للمآذن العثمانية الراقية ثم إلى مكتب ، وفى أسفله سبيل له حوضان من رخام ، وسقفه مشعول بالنظام العثمانى ، وواجة السبيل من الخارج مكتوب عليها آية من سورة الدهر ( الإنسان ) وتاريخ 1224هـ / 1809 م

ويواجه هذا الباب باب آخر نصل منه إلى القبة وهو بابا تتحلى أعاليه بثلاثة أحومة من المقرنص ثم بزخارف هندسية بها قطعة قاشانى ، ويعلوه مذكرة تاريخية فى لوح رخام ؛ ويتوسط القبة ثلاث قبور اوسطها قبر منشىء المسجد ، عليه صندوق جبس مكتوب عليه ( هذا ضريح سيدى عبد الرحيم الأربعين ) يجاوره يمينا تركيبة من الرخام على النظام التركى ، ويعلوها قبران ؛ الأول فيه محمد طاهر باشا مؤرخ بسنة 1218هـ / 1803 م وفى الثانى غبراهيم بيك طالب مكتوب على شاهد قبره

هذا قبر المرحوم إبراهيم بيك بن أمير اللواء طالب
بيك . توفى إلىرحمة الله تعالى يوم الأحد من شهر
جماد آخر سنة 1229



وفى القبر الآخر الذى عن يسار الأربعين قبر الأمير يوسف بيك طاهر ، توفى إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة فى شهر شعبان سنة 1223 هـ م 1808 م يجاوره قبر الأميرة نازلى هانم بنت الأمير طالب بيك ، توفيت سنة 1270هـ / 1854 م وفيه دفن الأمير على بيك أمير اللواء بن عبدين بيك سنة 1231هـ / 1816 م وفى الجدار الشرقى من القبة لوح رخام ملصق بالحائظ مكتوب عليه فى خمسة أسطر ما نصه :

وكان القراغ منالعمارة الكائنة بخط بركة القيل
تجديد أفندينا المرحوم الحاج حسن باشا طاهر
حرر ذلك فى يوم الجمعة المبارك 29 خلت من شهور
رجب الفرد سنة 1238



وفى الجدار البحرى شباك يطل على مدفن كان معدا لدفن النساء ممن يمت إلى هذه الأسرة ؛ بيد أنه لم يمكث طويلا إذا نقلت رفات من دفن به إلى القبور التى تحت القبة ، ولا زالت شواهد القبة التى كانت بهذا المدقن معلقة بالجدار القبلى ، وفى زوايا القبة الأربع مجموعة مقرنصات جميلة ، وظاهرها مضلع تضليعا رفيعا وغطاؤها الكروى منبطح على القاعدة ، ويبدو من شكلها على هذا الوصف ان الجوء الذى جدد فيها فى هذا التاريخ إنما هو غطاؤها فحسب ، أما قاعدتها فيلوح أنها ‘لى قديمها وهذا ما يؤكده الجبرتى

ومن يمعن النظر فى واجهة المسجد يجد أن الأرض لما بدت تعلو عليه شيئا فشيئا أخذت منه جزءا كبيرا تحتها هبط معه مستوى الجامع عن أرض الشاعر هبوطا ظاهرا ، وتمتاز هذه الواجهة بكثرة رخارفها ونقوشها الهندسية ومقرنصات بابها ، ويجاورها يمينا السبيل والمكتب ( مدرسة الخضيرى الأولية ) وفى هذا الجانب تبدو المئذنة كما تبدو القبة فى الجانب الشمالى من الوجهة ، وفها شباك مكتوب عليه :

لا إله إلا الله محمد رسول الله
سنة 1224



المذكرات التارخية

وبهذا الجامع من النصوص التارخية غير المتقدمة الذكر ما يأتى :

السبيل

وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن ذها كان لكم جزاء
وكان سعيكم مشكورا


باب المسجد

أنشأ هذا المسجد المبارك من فضل الله سبحانه
وتعالى أقندينا حسن باشا طاهر والأمير عبدين
بك طاهر غفر الله لهما



وقد أوقفت الست ام كلثوم البيضاء والتى تعرف بكلسن خاتون ، وقفا خص منه هذاالأثر جوءا عظيما وتحتفظ وزارة الأوقاف الناظرة على هذا الوقف بثلاثة حجج مؤرخة فى سنة 1283 هـ / 1866 م وسنة 1284هـ 1867 م ومبين بها أعيان هذا الوقف من أطيان وعقار

حسن باشا طاهر



والمنسوب إليه هذا الأثر ألبانى الأصل بلغ منصب القائد الأعلى للجيش المصرى قبيل عهد العزيز محمد على ، وكان هو وأخوه زين العابدين بك ينسبان غلى برهان الدين أفندي أحد شيوخ الطريقة الخلوتية وأخوهما المدفون بهذا المسجد هو محمد طاهر باشا بن طاهر أغا ظهر فى مصر سنة 1217 هـ / 1802 م إذ كان محافظا للديار المصرية ، ثم عين قائمقام فواليا لمصر فى المحرم سنة 1218 هـ / 1903 م ولم يلبث أن قتل فى صفر من هذه النسة ؛ بينما كان يجلس على شباك بيته الذى كان باول شارع فؤاد بخط الأزبكية ، وذلك على أثر الفتنة التى قامت بين الإنكشارية ( فرقة من العسكر 9 والرنؤود ، ويقول عارف باشا فى عبر البشر إن قاتله قتل بعطفة فى جهة غمره ، وكان المترجم ظهيرا لمحمد على وعونا له ثم بدت بينهما وحشة انتهت بمصرعه

وقد ذكر الجبرتى حوادته فى تاريخه بإسهاب حتى مقتله ثم قال ( ولا قتل أقام مرميا إلى ثانى يوم لم يدفن ثم دفنوه من غير رأس بقبة عند بركة النيل ، وأخذ بعض الينكجرية رأسه وذهبوا به ليوصلوه إلى محمد باشا ( الوالى قبله ) فلحقتهم جماعة من الأرنؤود فقتلوهم وأخذوا الرأس منهم ورجعوا به ودفنوه مع جثته

وذكر الجبرتى وعارف باشا أنأخويه حسن باشا طاهر وزين العابدين بك المعروف بعبدين بك كلاهما كان قائدا للجيش قبل هذه المعركة ، وغلى طاهر باشا هذه تمت أسرى طاهر واسرة قوزى ، ولا صلة لهذه الأسرة بأسرة طاهر باشا الوقله لى صاحب المدفن المعروف به بشارع زين العابدين بمصر قسم السيدة زينب ، المترجم فى وفيات سنة 1233هـ / 1818 م فى تاريخ الجبرتى والمعروف أنه ابن اخت العزيز محمد على ، وابنه هو أحمد عصمت باشا طاهر المتوفى سنة 1266هـ / 1850 م كما فى عبر البشر لعارف باشا ، وهو صاحب الدار التى كانت تعرف بسراى العتبة الزرقاء لوجودها داخل بوابة أزبط ذات العتبة الجرانيت الأزرق الموجود نظيرها بجامع عثمان كتخدا وبمكان من أسيوط

وقد آلت السراى المذكورة إلى الخديوى عباس حلمى الأول ، فأبدل اسمها إلى سراى العتبة الخضراء ، ثم كانت فى عهد الخديو إسماعيل ديوانا للداخلية والأشغال ؛ ثم دار المجكمة المختلطة حتى سنة 1936 وموضعها الآن منتزه عام بوسط ميدان العتبة الخضراء الذى سمى ميدان لاملكة فريدة منذ سنة 1938 م


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 13, 2024 3:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 3003
تسجيل متابعة بارك الله جهودكم وربنا يكرمكم

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 14, 2024 4:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129

جامع محمد بن قرقماس ( جان بلاط )

أثر رقم 381 ( سنة 1202هـ / 1788 م )



هذا الجامع بشارع درب الحجر ( إسماعيل باشا حقى أبو جبل الآن ) قسم عابدين ( خلف مستشفى الجمهورية ، أنشأه الشيخ ناصر الدين محمد بن قرقماس احد علماء الحنفية بالقاهرة فى سنة 879هـ / 1475 م ) برسم مدرسة للحنفية وللحديث ،

( هو ) محمد بن قرقماس بن عبد الله ناصر الدين الاقتمرى القاهرى الحنفى ويعرف بابن قرقماس ، ولد فى سنة 802هـ تقريبا بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرىن على الجمال محمود بن الفوال المقرىء وتعانى فى اول امره الحبك وفاق فيه ثم أعرض عنه وأخذ القراآت السبع إفرادا عن مؤدبه المذكور والفقه عن العزبن عبد السلام البغدادى وعنه أخذ طرفا من العربية والصرف والمنطق والجدل والاصلين وغيرهما ، وقد حضر دروس العز بن جماعة ، وتعانى الادب وعلم الحرف فصار له ذكر فيهما ، وقد حج رفيقا للدقدوسى وكانت معه خينئذ ودائع لأناس شتى فضاعت منه فبينا هو فى حساب ذلك إذا بقائل يقول من فقد له هذاالكيس فأخذهع منه وفيه شىء كثير فلم يجد فقد منه شىء ورام الاحسان لواجده بشىء من عنده فالتفت فلم يجده فوقع فى خاطره أنه من الرجال ، وزار بيت المقدس وطاف ؛ وكان خيرا متواضعا كريما ذا خط فائق وشكل نضر بهج رائق وشيبة نيرة وسكينة وصمت ومحبة فى الفقراء واعتفاد حسن ، وكان كثير الكتابة وأكثرها فى الليل وان ما فقده من سمعه ممتع به فى بصره حتى أنه يكتب فى ضوء القمر وأنه يتهجد فى الليل ويتلو كثيرا متوددا للطلبة مقبلا عليهم ، وتعلل مدة ثم مات فى أواخر شوال سنة 802 ودفن بمدرستة ومما كتب عنه من نظمه

يا خليلى أصاب قلبى المعنى يوم سار الظعون والركبان
ظاعن طاعن برمح قوام قد علاه من مقلتيه سنان



وقد ظل هذا المسجد قائما حينا ، ثم تخرب فجدده الأمير جان بلاط الأشرفى فى سنة 902هـ / 1497 م ، ثم أعاد تجديده الوزير محمد راغب باشا فى سنة 1160 هـ / 1747 م وفى سنة 1202 هـ / 1788 م جدده وعمره الأمير إبراهيم بك الكبير عمدة القاهرة ، وأنشأ فى جواره سبيلا يعلوه كتاب .

ولا يزال المسجد على هذا التجديد حتى اليوم وقد أجريت به عدة ترميمات وإصلاحات آخرها سنة 1315هـ / 1898 م والمدخل إليه من باب عمومى مجاور للسقاية

-----------------
السخاوى فى الضوء اللامع ج8/292



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 14, 2024 5:24 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2955
جزاكم الله خيرا
وكل عام وحضرتك بخير
وتسجيل متابعه

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 14, 2024 11:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


جامع محمود محرم

( خاص بك – البقاعى )

أثر رثم 330



هذا المسجد بشارع حبس الرحبة ( رحبة باب العيد ) قسم الجمالية – بدرب المسمط على يسرة السالك من رأس شارع رحبة العيد المشهور بشارع حبس الرحبة طالبا مسجد سيدنا الحسين ، مكتوب على بابه فى سطرين ما يأتى : -

حاز العلى مسجد تأسيس بهجته
تقوى إلا له وفيه الذكر مشهود
زها بأشراق بانيه فأرخه
إحسانه جامع للخير محمود


وهذا المسجد قديم فى هذه المنطقة ؛ فقد أنشأه أحد الأمراء الظاهرية المدعو عز الدين خاص بك الظاهرى ، وأنشأ إلى جانبه دارا سكنهامدة حياته وقد تخربت الدار كما تخرب المسجد ، فقال العالم المشهور إبراهيم البقاعى بتجديده إثر سكناه بدرب خاص ترك المنسوب إلى منشىء المسجد المذكور ، وهو الدرب الذى يعرف بعضه بدرب الطبلاوى والآخر بدرب المسمط او النشارين سابقا ، وبقى المسجد يعرف بالبقاعى ، حتى جدده الخواجا محمود محرم فى تلك السنة ، وبالرغم من اختفاء اسم البقاعى مجدده الأول ، فقد سمعناه من بعض الشيوخ وذكره على مبارك فى خطط ج5/251 – بهذا الاسم ذاته ، بيد أنه لم يعرف عنه محمود محرم

وقد ترجم الجبرتى فى عجائب الاثار ج2/385 لمجدده هذا الجامع المذكور ، فأفاد أنه كان من كبار تجار القاهرة ووصفه بالصدق والأمانة وحسن المعاملة والكرم وحب الخير ، قال ( وعمر داره وزخرفها وجعل لها قاعة عظيمة وغرس حولها بستانا بديعا وعمر المسجد بجوار بيته قريبا من حبس الرحبة فجاء فى غاية الإتقان والبهجة ، ووقف عليه جهات برواتب فيه وظائف

والدار التى يشير إليها الجبرتى لا تزال باقية إلى اليوم حافظة لشكلها تلوح منها آثار البهجة والرونق ، وقد آلت هذه الدار إلى الخديو إبراهيم باشا بن العزيز محمد على باشا سنة 1227هـ / 1812م ، فسكنها مدة من الزمن وفيها ولد ولده الخديوى إسماعيل ، ثم استخدمتها الحكومة المصرية فى عهد الخديوى اسماعيل دارا للضيافة وهى الان لا يسكنها ساكن سوءى خفرائها

البقاعى



المنسوب إليه هذا المسجد هو برهان الدين إبراهيم ابن عمر بن حسن الرباط ، ولد سنة 809هـ / 1407 م بقرية خربة روحا من أعمال البقاع ( هى أحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء راشيا فى محافظة البقاع ) ، وهى اليوم تابعة لراشيا من وادى التيم ، وفى ليلة الأحد تاسع شعبان سنة 821هـ م 1428 م حصل فى هذه القرية ما يكون بين القبائل من الخصام والقتال ، فهاجم قرية المترجم جماعة يقال لهم بنو مزاحم ، وأعملوا لاسيف فى أهلها ، وكان ممن قتل أبو المترجم عمر ، وبقيت الحروب مستمرة بين اهل خربا روحا وبنى مزاحم اكثر من ثلاثين سنة ، كان فيها نحو مائة وقعة ، وذهب ضحيتها ما يقدر بألف قتيل ن وخرج المترجم مع جماعة من أقرابائه جريحا لا يلوى على شىء بعد أن أصيب بثلاثة ضربات بالسيد ؛ وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة .

وبقى مع أقاربه مدة يتنقلون فى وادى التيم والعرقوب إلى أن انتقل إلى دمشق ، فشاهد معاهدها ومدارسها ، واندفعت نفسه إلى طلب العلم ؛ فدخل إحدى مدارسها وجدد حفظ القرآن وجوده وقرأ القراءات العشرة ولما قدم شيخ قراء عصره الشمس بن الجزرى إلى دمشق سنة 827هـ - 1424م قرأ عليه أيضا واشتغل بالنحو والفقه والحديث وغير ذلك من العلوم العربية والشرعية ، ونظم شعراء وهو كشعر عصره الشهير بشعر الفقهاء ، وأخذ عن أساطين عصره كابن حجر وابن ناصر الدين وغيرهما وتولى مناصب كبيرة فى القاهرة ، وجرى بينه وبين علماء عصره كالسخاوى والجلال السيوطى وأضرابهما مهاترات ومناظرات رد عليهم وردوا عليه ، ومن أشهر تأليفه : تاريخ عنوان البيان وتفسيره ، وسكن المترجم فى آخر حياته دمشق مبتعدا عن القاهرة بعد أن قامت عليه فيها حملات شديدة ، وتوفى فى دمشق ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة 885هـ / 1480 م وصلى عليه بالمسجد الأموى ودفن بمقبرة الحميرية فى جهة حى قبر ( عاتكة ) بدمشق

ويعد هذا التفسير فىطليعة التفاسير ذات الشأن فقد ذكر صاحب كشف الظنون : أنه كتاب لم يسبفه ( أى البقاعى ) أحد إليه ، جمع فيه مؤلفه من أسرار القرآن ما تتحير فيه العقول ، وقال بن حجر الهيثمى عن البقاعى رغم حقده عليه ، كان من أكابر اهل العلم ، وله ذكاء مفرط وحفظ باهر فى سائر العلوم لا سيما علم التفسير والحديث ، وله كتاب فى مناسبات القرآن نحوا من عشرة أجزاء ، لا يعرفه إلا الخواص بالسماع ، وأما غيرهم فلا يعرفونه أبدا ، ولوكان لشيخنا زكريا الانصارى أو غيره لكان يكتب بالذهب لأنه فى الحقيقة لم يوضع مثله ، ويمتاز بان مؤلفه قد أفرغ جهده فى دراسة علاقات الآيات والسور بعضها ببعض ، وبين وجه النسب والارتباط بينها ن فذكر السبب الذى جعل سورة آل عمران تأتى بعد البقرة مثلا ، واختلاف الآى فى التقديم والتأخير ، وهو مع ذلك يدرس الآيات والقصص المكررة فى القرآن الكرمي أوسع دراسة ويبين الحكمة من تكراراها وصوغها فى أساليب عدة

ومنها : أن مؤلفه قد ذكر فى تضاعيف الكتاب نصوصا منقولةعن نسختين من التوراة والانجيل اكتتبا باللغة العربية ، عثر عليهما المؤلف فى عصره 809هـ / 885هـ - 1407م /1480 م ولا شك فى أن هذه النصوص قد يكون لها قيمة كبيرة عند من يعنى بتاريخها ، ومن هذا التفسير نسختان بالظاهرية بدمشق ، ويقول المؤلف فى آخر تفسيره :
أنه أمضى فى تأليفه اثنين وعشرين سنة ، أبتدأ فيه بشعبان سنة 852/1448 م بمنزله الملاصق للمدرسة البادرائية بدمشق ، والنتهى منه يوم الثلاثاء سابع شعبان سنة 885هـ / 1480 م بمسجده من رحبة باب العيد بالقاهرة المعزية وهذا دليل على نسبة المسجد إليه ، وله شاهد من الضوء اللامع يؤيده ، وله غير هذا من المؤلفات اختصار كتاب الروح لابن القيم ، سماه سر الروخ وعنوان الزمان فى تراجم الشيوخ والأقران ( خط بكوبرى بالأستانة ) واختصره فى عنوان باكسفورد والتيمورية وذيل إنباء الغمر لابن حجر فى اظهار العصر لمراء أهل البعد وتحتفظ ظاهرية دمشق بكتابه نظم الورد فى تناسب الآيات والسور فى 6 مجلدات

أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط البقاعي الدمشقي الشافعي، حفظ القرآن عن عمه أحمد بن حسن، ثم أخذ عن ابن الجزري القراءات، وأخذ عن ابن حجر العسقلاني وابن
ناصر الدين الحديث، قال عنه الشوكاني: الإمام الكبير من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول والمنقول، لا يخرج عن الكتاب والسنة، وقال عنه الزركلي: مؤرخ وأديب،
وقال كحالة: عالم مؤرخ، مفسر ومحدث، من مؤلفاته: الإتمام في المنطق، الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية، الإدراك لفن الاحتباك، وغير ذلك من العديد والعديد من المؤلفات، انظر:
إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي، الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية، تحقيق جمال بن رفاعي الشايب، تقديم عبد الكريم براهيم صالح )طنطا، 2005 (: 8، 9.




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 16, 2024 9:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


ترجمة أخرى للإمام البقاعى




( هو ) الإمام أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط البقاعى الدمشقى

ولد سنة تسع وثمانمائة – قال هو : فى ليلة الأحد تاسع شعبان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة أوقع ناس من قريتنا خربة روحا من البقاع يقال لهم : بنو مزاحم بأقاربى بنى حسن منالقرية المذكورة فقتلوا تسع انفس ، منهم أبى عمر بن حسن الرباط بن على بن أبى بكر ، وأخواه محمد سيود شقيقه ، وعلى أخوهما لأبيهم ، وضرت أنا بالسيف ثلاث ضربات إحداهما فى رأسى فجرحتنى ، وكنت إذ ذاك ابن اثنتين عشرة سنة ،فخرجنا من القرية المذكورة ، واستمر بنا نتنقل فى قرى وادى التيم ، والعرقوب وغيرهما إلى أن أراد الله تعالى بإقبال السعادتين الدنيوية والأخروية فنقلنى جدى لأمخى على بن محمد السليمى إلى دمشق ، فجودت القرآن الكريم وجددت حفظه وأفردت القراآت وجمعتها على بعض المشايخ ، ثم على الشمس ابن الجزرى لما قدم إلى دمشق سنة سبع وعشرين وثمانمائة ، واشتغلت بالنحو والفقه وغيرهما من العلوم وكان ما اراد الله تعالى من التنقل فى البلاد والفوز بالغزو والحج أدام الله نعمه آمين

ومن ثمرات ذلك أيضا الإراحة من الحروب والوقائع التى أعقبتها هذه الواقعة ، فانها استمرت اكثر من ثلاثين سنة ،ولعلها ظادت على مائة وقعة ، كان فيها ما قاربت القتلى فيه ألفا . أنتهى بحروفه

وأخذ المترجم عن أساكين عصره كابن ناصر الدين وابن حجر وبرع وتميز وناظر وانتقد حتى على شيوخه وصنف تصانيف عديدة من اجلها المناسبات القرآنية وعنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران وتنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربى وانتقد عليه بسبب هذا التأليف وتناولته الألسن وكثر الرد عليه فمن رد عليه العلامة السيوطى بكتابه تنبيه الغبي بتبرئه ابن العربى
وبالجملة فقد كان من أعاجيب الدهر وحسناته

حفظ القرآن الكريم على عمه أحمد بن حسن ، ثم أخذ عن ابن الجزرى القراءات وأخذ عن ابن حجر العسقلانى ن وابن ناصر الدين الحديث

ومن بين تلاميذه : أحمد بن محمد الرملى ، محمد بن محمد الزبيدى ، عبد القادر بن محمد النعيمى ، كمال الدين بن الهمام

بيان فضله : وثقه جماعة من العماء منهم ابن العماد قال : المحدث المفسر الإمام العلامة المؤرخ إلى أن قال ؛ وبالجملة فقد كان من أعاجيب الدهر وحسناته

وقال الشوكانى : الإمام الكبير وقال : من أوعية العلم المفرطين فى الذكاء الجامعين بين علمى المعقول والمنقول لا يخرج عن الكتاب والسنة

وقال الزركلى : مؤرخ أديب

وقال كحالة : عالم مؤرخ ، مفسر ، محدث وغيرهما ، ولا يضره ما قاله السخاوى فيه لأنه من باب الكلام القران بعضهم فى بعض

ومن مؤلفاته : الأتمام فى المنطق ، الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية ، أحسن الكلام المنتقى من كتاب ذم الكلام لأبى ذر الهروى ت 435هـ ، الإدراك لفن الاحتباك ، أدلة البرهان القويم على تناسب أى القرآن الكريم ، أخبار الجلاد فى فتوح البلاد ، أسد البقاع النهاسة فى معتدى المقادسة ، وغيرها كثيرة لا تحصى

توفى رضى الله عنه فى دمشق ليلة السبت الثامن عشر من رجب الفرد سنة 885هـ ودفن بالجامع الأموى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 17, 2024 4:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


جامع العربى ( المدسة الشريفية )
أثر رقم 459 ( 1203 هـ / 1789م )



هذه المدرسة بدرب كركامة على رأس حارة الجودرية من القاهرة ، وقفها الأمير الكبير الشريف فخر الدين أبو نصر إسماعيل بن ثعلب الجعفرى الزينبى ، أمير الحج وأحد وزراء مصر فى عهد الدولة الأيوبية ، وتمت فى سنة 662هـ / 1264 م ، وهى من مدارس الفقهاء الشافعية هكذا ذكرها المقريزى فى خططه

وظهر من كلامه على رحبة ابن علكان وعلى رحبة أزدمر وجرب كركامة ، وعلى حارة الجودرية إن هذه المدرسة لم تكن داخلة فى نطاق حارة الجودرية ، بل مستقلة عنها فيما بينها وبين درب كركامة المعروفة الآن بحارة الشرابية السالك إلى منطقة حلقوم أو حلقم الجمل

وقد أورد السخاوى فى الضوء اللامع ما يؤكد قول المقريزى ، ويجعل المدرسة الشريفية فى جوار حارة الجودرية لا فيها ، وأنها قائمة يدرس فيها إلى سنة 900 هـ / 1495 م وليست متخربة ، كما أن ما ذكر فىترجمة الشيخ العربى بشأنها لا يدع مقالا لقائل فى انها المدرسة الشريفية بذاتها التى يقصدها المقريزى وغيره

ولهذه النصوف معضدات أخرى من تاريخ ابن إياس والجبرتى ، نستطيع منها وضع هذا المدرسة فى مكان الجامع المعروف بجامع العربى القائم فى نفس المكان الذى ذكره المقريزى فى العبارة المتقدمة ، بيد أنه احتجب عن الجودرية بدار السيد أحمد المحروق التى حلت فى محل دكة الحسبة التى عرف بها الخط بعد أن كان يعرف برحبة أزدمر ، وبالدار الأخرى التى تقابلها وهى للمحروقى ايضا ، ويزيد الأمر توضيحا وضع رحبة ابن علكان فى مكان شارع المنجلة ، وهى نفس الشارع الذى عرف قبل عصر محمد على باشا بخط الشيخ حبيب

والعربى الذى نسب إليه هذا المسجد هو الشيخ على ابن العربى بن مسعود الفاسى المعروف بالسقاط ، أحد العلماء المبرزين من مدينة فاس ، قدم القاهرة فأقام بها زمنا يدرس بالأزهر ، وأدرك بها الشيخ إبراهيم الفيومى شيخ الجامع الأزهر فسمع عليه أوائل البخارى ثم انتقل بآخره إلى الشريفية وسكن بها ، وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ على بن عبد السلام التطوانى ، وقرأ بفاس على والده وعلى بنى عمومته الفاسيين ، ويتصل به به جدى حسن محمد قاسم من عدة وسائط منها : عن والده سيدى محمد قاسم وعم والده وعالم المغرب الشيخ عبد الحى الكتانى واب خاله الشيخ محمد بن جعفر وعن شيخه الشيخ فتح الله البنانى رحمهم الله تعالى ، وله به وشاج من نسب ، قال الجبرتى فى ترجمته : توفى سنة 1183 هـ / 1769 وصلوا عليه بالأزهر ورجعوا به فدفنوه ليللا بالزاوية وترجمه المرادى فى سلك الدرر والأمير الصغير فى مسلسل عاشورا ، ومرتضى فى الأفية السنن ، وترجم فيه لشيوخه المغاربة كعمه الشيخ عبد القادر الفاسى وغيره والمشارفة ممن ذكر وغيرهم ، وهو محطوط بزاوية الهامل بالجزائر وله ترجمة فى فهرس الفهارس لأستاذنا

وإلى جانب قبر الشيخ العربى ، قبر الحاج عم حسن قاسم الحاج عبد السلام بن محمد البنانى من تجار المغاربة الفاسيين ، كان يتجر بالفحامين ( سوق الكفتين سابقا ) وتوفى أواخر القرن الثانى عشر سنة 1198 هـ / 1783 م والى جانبه قبر ولده الحاج أحمد عبد السلام البنانى المتوفى سنة 1206هـ / 1792م نوكان يسكن بدار مصطفى أغا المجاورة للمسجد وهى دار ابن المحروقى ، وإلى جانبه قبر السيد أحمد المحروق بن السيد أحمد الحريرى المترجم فى تاريخ الجبرتى فى وفيات 17 من شعبان سنة 1219هـ / 1804 م

ويوجد بداخل المسجد إلى الجمهة الشمالية الغربية قبر نصل إليه بعد اجتياز دهليز صغير يعرف بالمرشدى ، وذكر السخاوى فى الضوء اللامع أن القاضى أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش البامى ولى التدريس بالشريفية بالقرب الجودرية وسكنها حتى مات فى سنة 840هـ/ 1437 م

والأثر بحالته من تجديد الحاج أحمد البنانى المذكور آنفا فى سنة 1203هــ / 1789م وفى سنة 1354هـ / 1935م حددت وزارة الاوقاف دورة المياه به على النظام الصحى .

والقول بأن هذه المدرسة الشريفية هى مدرسة بيبرس أمير أخور التى ترجمنا لها فى كتابنا هذا فى آثار القرن العاشر ؛ كما فى مذكرات وحواشى المرحوم محمد بك رمزى قول بفتقر إلى تحقيق ولا يقول عليه دليل ، إذ وضع المقريزى لها امام المدرسة الكهارية التى هى جامع عمر الجدرى بنفسه ، وقد ناقشناه فى هذا وابنا له وجه الصواب فيه ، فاستدركه فيما لم يتم له نشره من مواشى النجوم


وكنت دائما التردد على هذا المسجد لقراءة الفاتحة لهم و هذه الأضرحة كانت موجودة إلى وقت قريب ولكن بعد ثورة 2011قمت بزيارة المسجد وكنت دائما التردد عليه فلم أجد الأضرجه وبالسؤال علمت بأنه قامت بعض الجهال من عامة الناس بإزالة الأضرحة بحجة أنه لا يصح الصلاة فى مسجد به ضريح أو لا يوجد رفات عند الحفر وهذا مثلما حدث فى كثير من المسجد مثل جامع عمرو بن العاص عند أزاله قبر سيدى عبد الله بن عمرو بن العاص وقد سكتت وزارة الأوقاف فى هذ الوقت بتجاهل هذا الفعل الشنيع فحسبنا الله ونعم الوكيل





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 1:24 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129

مسجد سيدى محمد الأنور

قبة اثرية رقم 68 ( 1195هـ / 1781م )



هذا المسجد بشارع الخليفة تجاه دار الخلافة ( دار شجرة الدر سابقا ) وهو احد المشاهد الحاكمية الثلاثة التى ظهرت فى سنة 402هـ / 1012م ، فأمر الخليفة الحاكم بأمر الله بتجديها والإشادة عليها ، ونيسب هذا المشهد إلى السيد محمد الأصغر المعروف بالأنور بن زيد الأصغر بن الحسن العلوى والد السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها ، ابن الإمام زيد الجواد بن الإمام الحسن السبط ، والعامى تقول ( إنه عم السيدة نفيسة المشاه إليها ) ، والصحيح أنه ابن أخيها الشريف زيد المدفون مع ولده الآخر السيد حسن الشريف المعروف بالأنور بالفسطاط داخل باب الكبارة بمصر بخط القراطين والفاخورة المسمى الآن شارع حسن الأنور ، وقد تجددت قبة هذا المشهد فى سنة 1195 هـ / 1781م ؛ تم جدد بابه الأمير عبد الرحمن كتخدا

يقول على مبارك فى الخطط التوفيقية ، قال الشعرانى فى مننه : ( أخبرنى سيدى على الخواص أن الإمام محمد الأنور عم السيدة نفيسة فى المشهد القريب من عطفة جامع ابن طولون مما يلى دار الخليفة فى الزاوية التى هناك ينزل لها بدرج .




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 1:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129

مسجد المغربى ( زاوية على بك )

أثر رقم 422 ( 1185هـ / 1771 م )


هذا المسجد بشارع وكالة الخرنوب خط خص الكيالة أو ساحل الغلال سابقا قسم بولاق ، ينسب إلى الشيخ محمد عزيز المعروف بأبى عزيزة المغربى أحد العلماء المالكية بالأزهر ، وقد بناه فى أول القرن الحادى عشر ، ولما مات دفن به فعرف المسجد باسم جامع المغربى ، وفى سنة 1079هـ / 1669م نزلت بهذا المسجد طائفة الفقراء الكلشنية أصحاب الشيخ إبراهيم الكلشنى المتوفى سنة 940 هـ / 1534 م فعرف بكتية الكلشنية

وفى سنة 1070هـ / 1660 م توفى الشيخ على العزيزى شارح الجامع الصغير ن وهو حفيد الشيخ ألمذكور آنفا فدفن به ، وفى سنة 1185هـ / 1771م تصدى الأمير على بك الكبير المتوفى سنة 1181هـ / 1774 م لتجديد هذا المسجد ضمن عمارة كبيرة شرع فى إنشائها بهذه المنطقة وقد أشار إليها الجبرتى فى ترجمته بعبارة هذا نصها : ( ومن إنشائه أيضا العمارة العظيمة التى أنشأها بشاطىء النيل ببولاق حيث دكك الخطب تحت ربع الخرنوب وهى عبارة عن قيسارية عظيمة ببابين يسلك منها من بحرى إلى قبلى وبالعكس وخاناعظيما يعلوه مساكن من الجهتين وبخارجه حوانيب وشونة غلال حيث مجرى النيل ( ومسجد متوسط ) إلى أن قال : وكان العمل فى ذلك سنة خمس وثمانين ومات المترجم قبل إتمامها وبناء أعليها ، ثم ذكر المسجد مستقلا فى المصدر نفسه فى ترجمة السيد على القنائى ، قال : وكان ينزل فى بعض الأحيان إلى بولاق وييقيم أياما بزاوية على بيك ثم ذكره فى موضعين آخرين من المصدر ذاته

وفىكتبا وقف محمد بك أبى الذهب ( خازندار على بك المذكور ) المؤرخ فى 8 من شوال سنة 1187هـ / 1773 م وهو محفوظ بدفتر خانة الأوقاف ما يفيد أن محمد بك المذكور أتم ما بدأ به أستاذه على بك من هذه العمارة وهو ما تؤيده المذكرة التاريخية التى تعلو أسكفة باب هذا الأثر وقد قرأنا فيها ما يلى :

الله نور بقعة فضياؤها
يسمو على أنوار فرق الفرقد
لما غدت للعالمين هداية
وهدية من سيد للسيد
أبقى لنا الرحمن مجد متمها
فى بيت عز بالفخار مشيد
والسعد بها لاح وهو مؤرخ
حلا بها ختامها بمحمد



وبالرغم من تسمية هذا الأثر بالتكية الرفاعية لحلول هذه الطائفة به أول هذاالقرن ، فإنه لا يزال يعرف بجامع المغربى ، ويواده الداخل إليه مصطبة يعلوها قبر الشيخ عزيزالمغربى وعليه ستر جددته حرم الشيخ عبد الجواد الآنصارى ، والمذكور هم المترجم فى طبقات المناوى بما خلاصته الشيخ محمد عزيز المعروف بابى عزيزة المغربى ، كان من المعتقدين عليه الجذب والاستغراق والحال ،

وكان يحفظ القرآن ويكثر من تلاوته وكان كثير المجاهدة والذكر والفكر ؛ وكان يتردد ما بين الجامع الأزهر والمؤيد وجامع بن طولون ، وأقام بالأزهر مدة واتخذ منه سكنا له توفى سنة 1010 هـ / 1602م ودفن بجامعه ببولاق ( المناوى فى الطبقات الكبرى )

وفى داخل المسجد قبر الشيخ على العزيزى البولاقى أحد العلماء الأعلام أخذ عن الشبراملسى وغيره ، وله شرح الجامع الصغير للسيوطى وحاشية على شرح التحرير للقاضى زكريا ، وأخرى على شرح الغاية ، توفى ببولاق سنة 107 هـ / 1660 م وقد ترجمة المحبى فى خلاصة الأثر ج3/113 :
( عزيز ) المعزلى المكنى بأبى عزيز نزيل مصر ذكره المناوى فى الطبقات وقال فىترجمته كان مقيما بمصر فى الجامع الأزهر وهو من أرباب المجاهدة والذكر والفكر وكان يغلب عليه الجذب والاستغراق وكان يحفظ القرىن الكريم ويكثر من تلاوته ومنو كراماته الخارقة انه كان اذا غلب عليه الحال أكل رطل كبريت مدقوقا وربما زاد على ذلك وياخذ صحن الجامع فى وقبة واحدة وربما أقام صارخا أو شاخصا اليوم أو الليلة قال واجتمعت به فى جامع طولون من غير قصد منى فانى بينما أنا جالس به اذ هو قد ألأتانى ووضع يده فى يدى فوجدتها من كثرة المجاهدة وغلبة الحال جلدا بلا لحم قال وكانت وفاته فى سنة عشرة بعد الالف وتوفى بالصحراء

أما على العزيزى البولاقى ذكر فى خلاصة الاثر ج3/201 وقال : كان اماما فقيها محدثا حافظا متقنا ذكيا سريع الحفظ بعيد النسيان مواظبا على النظر والتحصيل كثير التلاوة متواطعا كثير الاشتغال باعلم محبا لهله خصوصا أهل الحديث حسن الخلق والمحاضرة مشار اليه فى العلم شارك النور الشبراملسى فى كثير من شيوخه وأخذ عنه واستفاد منه وكان يلازمه فى دروسه الاصلية والفرعية وفنون العربية وله مؤلفات كثيرة مقله فيها يزيد على تصفه منها شرح علىالجامع الصغير للسيوطى فى مجلدات وحاشية على شرح التحرير للقاضى زكريا وحاشية على شرح الغاية لابن قاسم فى نحو سبعين كراسة وأخرى على شرحها للخطيب وكانت وفاته ببولاق فى سنة سبعين وألف وبها دفن والعزيزى بفتحة ومعجمتين مكسورتين بينهما ياء تحتية نسبة للعزيزية من الشريقية بمصر

وفى أواخر سنة 1358هـ / 1936 م زحزح هذا الأثر من مكانه الحالى إلى جهة الجنوب بنفس المنطقة ، لبناء المجموعة الصحية فى ذلك المكان ، وقد أشاعت الصحف عن إدارة الآثار العربية عن نقله ما يلى :

كان من بين العقبات التى تعترض تنفيذ مشروع الجمعية الصحية بحى بولاق وجود بناء لتكية أثرية يتوسط قطعة الأرض المعدة لبناء دار المجموعة عليها ، وهذه التكية منشأة منذ 164 سنة للسادة الرفاعية ، ولوحظ أنها أصحبت فى العهد الأخير لا تؤدى الغرض الذى أنشئت من أجله ، وأصبحت مسكنا لحارسها ، وقد تم إخلائها وسلمت إلى مصحلة الآثار العربية وبدأت فى هدمها وستنقل أحجارها الى مكان آخر لاعادتها من جديد باعتبارها من الآثار التى يجب المحافظة عليها ، وتبلغ نفقات هذه العملية حوالى خمسة الآف جنيه

وما ورد فى هذا المنشور من أن الآثر أنشىء منذ 164 سنة للسادة الرفاعية خطأ يصححه ما ذكرناه عنه آنفا كذلك لم يذكره على مبارك باشا ذها المسجد ، وموقوف عليه جنينة مساحتها
90ر 1853 م بجوارها كان يتنظر عليها فى المحرم سنة 1315هـ / 1898م مصطفى إبراهيم رشدى القادرى

(( يتبع ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط