موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: 1 - المستفاد من النبلاء والوجهاء فى مصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 12, 2017 11:44 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


17 – محمد أغا لا ظ أو غل



مات فى هذه السنة محمد أغا لا ظ أو غل بن عبد الرحمن أغا لا ظ ناظر العساكر الجهادية وأغاى كتخداى والى مصر كان فى الثانى والعشرين من شهر رمضان آخر شهر ابريل من هذه النسة ودفن بتربته التى أنشأها والمسجد والسبيل وتربة شيخه يوسف بجزيرة الخيوطيين وهى المعروفة اليوم بقصر الدوبارة بين الفسطاط وبولاق
أفروته بالترجمة فى مؤلف مستقل إجابة عن سأل ذلك واقتطف منه فى هذا الكتاب خلاصته :
ينتسب محمد بك لا ظ أوغل الى الأمة اللاطية احد المم القوماسية التى عاصرت البيزنطين وهى أمة عريقة فى القدم موطنها الأصلى بلاد كلخيده ثم توطنت ساحل البحر الأسود اسفل قبيلة الغاورية ( وتنحدر ) من الجنس الأرى الذى يرتقى نسبه الى يافث بن سيدنا نوح عليه السلام ( وعلماء الأنساب ) يجعلون الأمة اللاطية فى عداد وقبائل الكرج والآص والآنت وغيرها من القبائل القوقاسية التى يرجع اصلها جميعا الى الأمة الحيثية التى حكمت مصر قديما وعرفت بملوك الرعاة أو دولة العمالقة ثم غربت بعد جلائها عن مصر الى الديار الشامية فاسيا فأفريقيا الشمالية وبقى من أخلا منها بها تبك البلاد عرب السواحل الشامية وسكان روسيا البيضاء وبرابرة أوشلوح المغرب
واللاظية باللسان التركى القوقاسى ( البحرية ) ومفرده لا ظ بالظاء ومعناه بحرى ( والعثمانيون ) يجعلون ظاره زايا فيقولون ( لاز ) وأطلق عليها لمهارتها فى فن الملاحة والبحرية ( واختصاصخا ) فى هذا الفن فى الشرق كاختصاص أمة السكسون وهم الأنكليزية فى الغرب ( واشتهرت ) الأمة اللاطية منذ القدم الزراعة والفراسة فوق شهرتها بالملاحة البحرية ( وشهرتها ) بالقوقاز كشهرة الكرج والأبازا والجركس والترك ( واللاظية ) يتكلمون بلسان خاص كاد ينقرض لقلة التحادث به الا من بعض كلمات منه دخلت فى اللغتين الفارسية والعثمانية ( ولاختصاص ) الأمة اللاظية بالفنون البحرية فىالشرق كانت الممالك الاسلامية تستعين بها فى الدفاع البحرى كما حدث ذلك فى المملكة المصرية فى عصر الملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك دولة اكراد – دوين القوقاسية فى مصر ( فحين ) رأى هذا الملك حصار فرنسا لمصر بقيادة ملكها سانت لويس واحتلالها شواطىء مصر البحرية – ( ورأى ) ان الجيش المصرى الذى لا يستطيع الدفاع لعدم استعداده البحرى عمد أولا غلى أعداد أسطول بحرى عظيم مؤلف من عدة شوانى وزوده بالمؤن والذخائ والعتاد الحربى ( ثم ) بنى معسكر بجزيرة الروضة وهو الذى سمى بقلعة الروضة ( ثم ) بعث الى بلاد القوقاس فاستجل من اللاظية ألف نفر بالبدل النقدى أسكنهم بالقلعة وألف منهم جيشا بحريا عظظيما اعده لصد العدوان الأجنبى المحيط بمصر وسماهم باسمهم العربى ( المماليكك البحرية ) واالمملوك هو الأسم الذى يطلق على العساكر المجندة بالبدل النقدى ( وقد ) استطاع هذا الجيش البحرى أن يوقع الهزيمة بالفرنسيين ويردهم على أعقابهم فى المواقع الحربية التى دارت رحاها بين الجيشين المصرى والفرنسى بدمياط والمنصورة والسواحل المصرية ( وقد ) تألف من هذا الجيش البحرى بعد ذهاب دولة الكردية ودولة الممالك البحرية التى حكمت مصر من منتصف القرن السابع الهجرى الى نهايته ( وغالبها ) من الترك واللاظ ( واشتهر ) من ملوكهم الملك المعز أى بك ( بدر بك ) الذى تزوج الملك فاطمة خاتون التركية المسماه بعد سلطنتها بالمكلة شجرة الدر خليل وقاسمها الملك ثم خانها وخلعها وتولىمكانها عرش مصر ثم كسر قلبها بحبه لسواها فخانته وقضيت على حياته ( وهذا ) مأ تى الأسم الصحيح لهامة الطائفة البحرية وما يذكر خلاف ذلك فمن نسج الخيال .
( وقد ) أسلم اللاطية منذ دخول الاسلام بلاد القوقاس فى سنة 22 من الهجرة ( 642 م ) حين وصل جيس اسلامى الى هذه البلاد بقيادة سراقة بن عمرو ( وبقى ) اللاظ بالقوقاس حتى نزحت القبيلة اللاظية من القوقاس الى مدينة طرابزون ببلاد الروم ايله التى يحدها شمالا ساحل البحر الاسود وشرقا بلاد القوقاس ( وجنوبا ) ولاية ارضروم وسيواس وقطمونى وكان ذلك على أثر أفتتاح السلطان محمد الفاتح لها فى سنة 866هـ ( 1461 ) فسكنت بأحد أوليتها وهو اللواء المسمى بلازستان ( أى المكان اللاز ) نسبة لها ومركزه ( طرابزون ) منمدن سواحل آسيا العثمانية لا يضاهيها فى تجارتها مدينة من المدن الكائنة على شطوط البحر الأسود وقد بلغ تعداد الأهالى فى الولاية الى سبعمائة وخمسين الف نسمة ثم زاده بدورة الزمن ومنذ أفتتاح ولاية طرابزون فى التاريخ المتقدم تبتدىء هجرة اللاظ اليها واستيطانهم بها
( والى ) لواء لازستان المشار اليه آنفا ينتسب محمد أغا صاحب الترجمة وعرف لمحمد أغا لاظ أوغل وأوغل بضم الغين – تركى معناه ( أبن أونجل ) واسمأبيه عبد الرحمن أغا كما فى حجة وقف زوجته الست بمبا الآتى ذكرها .
( ونشأ ) محمد أغا فى اللاز مزارعا كأبيه ثمالتحق بالعسكرية وانتقل منها إلى البحرية العثمانية ورقى حتى صار قبودانا ثم تعين ياورالراى معاونا بوظيفة سلاحدار ( اى حامل السلاح ) لمحمد باشا خسروا بن سعيد اباظة أغا امير الأسطول العثمانى ثم أبحر الى مصر بصحبته حين دخلها العمارة العثمانية لتهدئة الحالة بها بعد جلاء الحملة الفرنسيت عن مصر ولبث بها برهة حتى صدر أمر الدولة العلية لمحمد باشا خسروا المذكور بتعينه واليا على مصر فى سنة 1216 ( 1801 ) بعد مقدمه بقليل من الزمن فاستحلق محمد أغا بخدمته ولبث معه حتى قدم محمد على والى على مصر فى جمادى الأول سنة 1217 ( سبتمبر 1802 ) سر جشمة ( أى رئيس عسكر ) المرتزقة ( الباشبوزق ) ورأى محمد أغا لا ظ أوغل تدبير محمد على لتثبيت قدمه بمصر وتمكينه منها ثم بالتالى غلبه محمد باشا خسروا وعجزه عن مقاومة هذا التدبير المحكم ورأى تفشى الفوضى فى مصر والتفرقة فيها بين اولى الأمر قد بلغ القاع وأن القائد الذى قد يستطيع انقاذ هذه الحالة هو ذلك القوله لى محمد على – انجازاليه – واستطاع محمد على بعد انجيازه اليه ان يستحيله اليه لما رأى فيه من الجد والنشاط وكان محمد أغا لا ظ فى نفسه من الوالى خسروا وما فى نفس المرءوس من رئيسه فلما اراد محمد على مناهضة خشروا باشا ومقاومته لاجلائه عن مصر لتركيز ولايته عليها كان محمد أغا لا ظ عونا له وعضدا فصار كلاهما يعمل لخسروا ويعقد له حتى باء بالفشل وفر هاربا الى دمياط فتعقبه محمد أغا حتى أجلاه عن مصر وصفا الجو لمحمد على – وقد وجد محمد على فى محمد أغا لا ظ الرجل الذى يركناليه ويعتمد فى كل أموره عليه وظهرت براعة محمد اغا لا ظ حين طلب منه محمد على مشاركته معه ومساعدته فى ابعاد خورشيد باشا عن مصر كسللفه خسروا واتم محمد أغا هذه المهمة حتى تعين محمدعلى – على مصر بتدبيره مع السيد عمر مكرم بالطريقة التى شرحها الجبرتى فى الجزء الرابع من تاريخه .
( ولما ) تعين محمد على واليا على مصر اتخد محمد بك كبوز اوغل كتخدا ( أى وكيلا له ) وبعد ان تمت الاعمال التىكان يريدها من محمد بك المذكور فى حالة استقراره بهذا المنصب عزله واتخذ محمد أغا لا ظ وأغل كتخدا له
( واستقر ) محمد أغا فى هذا المنصب الى سنة 1221 ( 1806 ) وفى يوم الثلاثاء عاشر صفر من هذه السنة عزله بسبب أمور نقمها عليه وحبسه وكلب منه ألف كيس بصفة غرامة مالية وقلد فى الكتخداتية ( الوكالة ) خازنداره طبوز أوغل المذكور آنفا وبعد أيام أخرجه من محبسة نفيا الى جهة دمياط وأصبحت معه عدة من العسكر ( الحرس ) ذهبوا به من طريق البر ( وبقى ) محمد أغا مبعدا عن القاهرة مغضوبا عليه حتى شهر رجب من هذه السنة فصفح عنه وأعاده من منفاه وفى سادسه كلفه بالسفر الىاستامبول صحبة ولده ابراهيم ولما عاد الى مصر أبقاه بعيد عن خومة ثم أعاده فى جمادى الآخر سنة 1225 ( يولية سنة 1810 ) الى الكتخداتية عروضا عن طبوز أوغل زاده الذى استقر حاكما امنية ابن الخصيب ( مديريةالمنيا )
( وفى ) جمادى الآخر سنة 1227 ( يونية 1812 ) وصل مرسوم صحبة قايجى ( قايوجى ) أى حاجب من استامبول مضمونة اسناد وكالة دار السعادة الىكتخدا محمد بك لا ظ وعزل عثمان أغا الوكيل السابق تابع سعيد أغا فعمل محمد على ديوانا أى حفلا رسميت يوم الأحد 25 من الشهر المذكور وقرىء المرسوم وخلع على –- على كتخدا محمد بك خلعة الوكالة وخلعة أخرى باستمراره فى الكتخداتية على عادته وركب فى موكب الى داره
( ولم ) يستقر محمد أغا فى منصب وكالة دار السعادة الا يسيرا وخلع به على أخية أحمد أغا لا ظ فى السنة نفسها وبأثر ذلك أنهم على محمد أغا برتبة أمير لواء وبلقب بيك الممتاز .
( وظل ) محمد بك شاغلا لمنصب الكتخداتية حتى شهر ربيع الآخر سنة 1234 ( فبراير 1819 ) وفىيوم الخميس العشرين يوما مضت من هذا الشهر أصدر محمد على مرسوما بعزل محمد بك عن منصب كتخدا ديوان خديوى وتولية محمود بك الارناؤودى الخزينة دار عوضا عنه ( ولم ) يذكر الجبرتى سبب هذاالعزل وذكره عارف باشا فى عبر البشر ( قال ) لما سافر ابراهيم أفندى التركى الذى كان مهرودا ( أى حامل التوقيع ) لحسين باشا كوجك ( أى الصغير ) الى استامبول وعاد الى مصر ( قال ) محمد على باشا أن القوم فى استامبول يجهلون اسمك ويقولون ان الوالى فى مصر رجل ( قرجه لى ) يعنى مزارعا يعنون به صاحب الترجمة لانه كان فلاحا غيطانيا فى بلده وان الحاكم المدبر لمصر هو رجل واخد اسمه ( لا ز أوغل ) وأن هذا ما تحققناه من المشايخ والحجاج ( يعنى القادمين من مصر 9 فقال محمدعلى حين سمع هذا الكلام من ابراهيم افندى ( سأريهم القيرجه لى ) وأمر بمضاعفة مرتب لا ظ اوغل السنوى وكان ألفى كيس ( سعة الكيس خمسة جنيهات ) فزاد عليها الفين ثم عزله من منصبه وأجلسه فى بيته فجلس معززا مكرما وعين محمود بك الأرناؤودى المذكور كتخدا بدله – والظاهر أن ابراهيم افندى المذكور كان بينه وبين محمد بك لا ظ ما يكون بين الاقران فكثيرا ماكان يسمع منه فى المجالس اذا عرضت سيرة محمد بك لاظ ( انى لاستطيع ان اجعل لا ظ أوغل يبيقى ) الى أن وجد سبيلا إلى عزله
( وبلغ ) محمد بك لا ظ من علو المركز فى حكومة محمد على ما أبان عنه الجبرتى ان يقول فيه ( وهو قائم مقام الباشا ( محمد على ) فى حال غيابه وحضوره والمتصدر فى ديوان الأحكان الكلية والجزئية وفضل الخصومات ومباشرة الأحوال نافذ الكلمة وافر الحرمة
( ولبث ) محمد بك لا ظ وأغل متقاعد الى سنة 1238 – 1822 ولثلاث عشر يوما مضت من هذه السنة شهر المحرم – صدر أمر من محمد على باشا الى محمد بك لا ظ ( فحواه أن مصالح الجهادية قد تأسست بأسوان وانه انتتبه ناطر على العسكر الجهادية دون غيره لتوثقه به وان الضباط المعيين الآن غلمانه الذين رباهم وان له أعلا ان يسلكوا السلوك الحميد وكان هذا من محمد على بمثابة نفى محمد بك لا ظ لخوفه منه أن يسيطر على مركزه وعلى أثر تعيين محمد بك لا ظ ناظر للجهادية بأسوان أخذ يباشر مهمته بما هو المعهود فيه .
وفى سنة 1241 – 1825 نقل الوالى محمد بيك لا ظ أوغل الى بندر أسيوط وفوض له نظارة الاقاليم القبلية ليعمرها كما عمر الأقاليم البحرية وأعطى له القسم الأول من الأقاليم القبلية ( ثم أعيد ) بعد أنتهاء هذه المأمورية إلى منصب نظارة العسكر الجهادية والبحرية وهذه آخر خدماته فى الحكومة .
( وفى ) خلال مدة خدمة محمد بك استحضر خبيرا انجلزيا بزراعة القصب لتعليم الأهالى زراعته وقد كانت موجودة بمصر قديما وهو الذى أسس دواوين الحكومة ومصالحها وكان مطلق التصرف فى أمور الادارة الداخلية ( ومن ) المصالح التى تم أنشاؤها وتنظيمها على يده الشى شهر المحرم سنة 1239 هـ ( سمتمبر 1823م ) مصلحة الحرير ومصلحة البارود والكهرجلة ( البارود الأبيض ) ودار صناعة بولاق ( الترسانة ) ودور اخرى بكل من رشيد واسكندرية ودمياط ومصلحى التنكجيانة ( صناعة البنادق واصلاحها ) والوالطوبخانة ( مصنع الطوب ) والحديد والسروجية ومصلحة المبانى والحطب والسكر وما إلى ذلك ( وحسن ) لا ظ اوغل لمحمد على صناعة العسل وتربية النحل ونهض بالزراعة نهضة عالية وحسنها عما كانت عليه واستعمل فيها مواهبه التى كانت له من قبل فى بلاده .
( والنظم ) التى وضعها محمد بك لا ظ وأغل لادارات ومصالح الحكومة كانت نواة صالحة لما وضع بعدها من نظم أخرى .
( واعماله ) الزراعية فى الوجهين القبلى والبحرى انتجت أعمالا كثيرة ومهدت السبيل لمن خلفه ( وكان ) محمد بك شديدا فى أحكامه يأخذ بالشدة منفذا للأحكام الشرعية تبعا لرغبته فى ذلك ( ومن ) ذلك أمره بقطع أيدى ثلاثة من طلبة رواق المغاربة أتهموا بسرقة مجوهرات من سيدة تركية وظهرت إدانتهمفعاقبهم بالحد الشرعى فيما نظر أنهم يستحقونه – وقد فصل الجبرتى هذا الحادث فى حوادث شهر ربيع الآخر سنة 1227 هـ - 1811م وكان يعاقب المزور فى الأوراق الرسمية بأركابه على حماره بالمقلوب قابض بيده على الحمار ومصعمم بحصارين ذبيحة وعلى كتفه كرش ونصف لحيته وشاربه محلوق وهذا من باب العزير والتشهير – ونفى طائفة من الفقهاء من طنطا الى منفى أبى قير بسبب فتيا افتوا بها وحكم بمقتضاها لصالح المدعين ثم ظهر بعد ذلك خطؤها ونقض الحكم ( وعاقب ) رضوان بك الشعراوى باضرب المبرح لأنه سد باب بدون استصدار الأذن له بذلك ( وأمر ) بضرب شيخ تجار الغورية لأنه اشترك مع آخرين فى إشاعة موت محمد على فأمر أعوانه بضربه فبطحوه فى وسط السوق على مرأى من التجار ورشوه بالماء ثم أوجعوه ضربا وعاقب سراقا ومناصر بالشنق – (وكان ) اذا أصيبت البلاد بوباء أو قحط أخرج صدقة من ديوان الصدقات تفرق على االأولاد اليتامى الذين يقرءون بالكتاتيب يأمرهم بالدعاء والتوجه الىالله برفع الوباء او القحط كما حدث ذلك فى طاعون سنة 1229 ( 1813 ) والجبرتى حين يذكر ذلك يضع على ما يذكره بطريق مستتر علامة العجب !
( وبلغ ) من أخلاصة لمخدومه محمد على انه كان يرتكب الصعاب يوأتى بالكبائر ارضاء لخاصر مخدومه ونيلا لجانب الرضا منه – كما حدث فى مقتل لطيف باشا المفصلة فى حوادث 1228 ( 1812 ) من تاريخ الجبرتى – وانه لما رأى اتحاد لطيف باشا مع الامراء المصريين وتدبيره معهم فى خلع محمد على بمساعدة سلطان استامبول عمل على قتله والتمثيل به – ولطيف باشا المذكور كان من شراقى محمد على باشا ( اى غلمانه ) فكيق يخون هذا النشو سيده ويتأمر عليه ويجعل نفسه صنيعة للأعداء ؟ ولكن محمد على لما عاد إلى مصر قابل صنيع محمد بك بالغلظة والدفا ، وقال كان يكفيه حبسه وامساكه حتى احضر فكيف تقتل نشوى ( أى اشراقى ) !؟ وهذا منتهى الدهاء من محمد على
( ولما ) نوى محمد على قتل المراء المصريين واستئصال شأفتهم صرح بنيته لشخصين أحدهما لاز أوغل وبعد أن قتل محمد على الامراء المصريين فى القلعة وككل الى لاز اوغل تعقب الموجودين منهم فى القاهرة والفسطاط وضواحيها من المختبئيين – فبث عيونه وارصاده فىالطرقات والبيوت وكان كلما وجدوا رجلا ابيض اللون احمر الوجه فى القرى أو الطرق والزقة والحارات قتلوه .
( وكان ) محمد بك يعطى لكل قاتل أمير مصرى ( جعلا ) عن كل رأس يأتون به اليه – بهذه الوسيلة قتل اتباع لا ظ وأغل طائفة من الترك والمصريين بدعوى انهم من الأمراء المصريين ومن ذراريهم ( وقتل ) للجبرتى ولده ( خليل ) وذلك لكونه كان من ام من سلالة الأمراء المصريين وبنت واحد منهم واستمر القتل الى ما بعد وقوع هذه المجزرة البشرية فى القلعة الى قريب من خمسة عشر عاما ( والجبرتى ) حين يذكر المترجم له يشير الى كراهيته الشديدة الى الأمراء المصريين ( فيقول ) وأما كتخدا بك فانه لشدة بغضه فيهم صار لا يرحم منهم أحد فكان كل من أخضروه ولو فقيرا من مماليك الأمراء الأقدمين يأمر بضرب عنقه وأرسل اوراقا الى كشاف النواحى والأقاليم بقتل كل من وجدوه بالقرى والبلدان والباشا ( أى محمد على ) يعلم من كتخدا شدة الكراهية لجنس المماليك ففوض له الأمر فيهم فقتل الكبار منهم والصغار ولم يبق منهم ولا يزر (1 ) (الجبرتى ج4 ص 138 )
( وكان ) محمد بك لا زأوغل يدفعه حب ابناء جلدته من الأمراء المصريين الذين كان يعلم أنهم من اللاز إلى استمالتهم إلى جانب محمد على حتى يسلموا من القتل كما فعل ذلك بالأمير مصطفى كاشف لاظ الذى كان سفيرا بين محمد على والأمراء المصريين فاستماله حتى صار من أتباعه ثم استمال احمد أغا لا ظ وكان أحمد أغا هذا مديرا لقنا واستقر فى منصبه بعد انحيازه لجانب محمد على بواسطة ( خشداشية 9 محمد بك لا ظ وكان أحمد أغا لاظ هذا من صنف الأمراء الذين لا يطاطئون رؤسهم لمحمد على وأحس محمد على منه ذلك فكلم كتخدا محمد بك لا زأوغل فكتب اليهكتابا ينصح له فيه بالأخلاص لمحمد على واحيازه اليه لكن لا ظ لم يزعن لرأى لاظوأغل فاستقدمه الى مصر وذهب به الى القلعة ولم يعرف لا ظ ما سيحدث له ولكن لا ظوأغل اراد أن لا يذهب بجوعه إلى ألاخرة فمد له مائدة الأفطار وبعد الفراغ كان محمد على فى زاوية الحجرة ينسحب وما كان يصل الى الباب حت ى كان لا ظ فى عداد الموتى ( أنظر عبر البشر لعارف باشا ) وقتل لا ظ .
( وهكذا ) كان لا ظ وأغل يدفع ثمن اخلاصه وحبه لمحمد على اراقة دماء بنى جلدته وقتل الأبرياء
( وقد ) أورد الجبرتى وعارف باشا عن لا ظ وأغل اخبار كثيرة فيها الصالح والسيىء ولولا سفكه للدماء وحبه للانتقام وميله الى الشر اكثر مننه الىالخير لكن نعم الرجل
( وبالرغم ) من هذا فقد كان فى ظاهره ممسوحا بسمة الصلاح (انتسب) الى أكمل العارفين الشيخ يوسف أفندى مخلص دده بن الحاج حضرت قوله المولوى أخذ الطريقة العلية المولوية(طريقة ألأحباب) عن المولى الحبيب السيد أسرار دده ( مؤلف تذكرة الشعراء فى بيان أحوال شعراء المولوية ) (1) وهو من تلامذة الشيخ محمد اسعد افندى الشهير بغالب زاده صاحب الديوان المعروف بديوان غالب دده المخطوط برواق الأكراد بالأزهر
( وكان ) الشيخ يوسف المذكور من العلماء الذين جمعوا بين الحقيقة والشريعة وعلى قد كبير من الصلاح والعلم والمعرفة وكان محمد بك حسن العقيدة فيه الى حد كبير وسلك على يديه وتثقف به وبنى له محمد بك زاوية بجزيرة الخراطيين قبلى مسجد القصاب فى سنة 1242هـ 1826 وهى السنة التى توفى فيها وبنيى قبرين له ولشيخه وأوصى محمد بك بدفنه الىجانب قبر شيخه ومات قبله فدفن بالقبة الذى أعده لنفسه بالزاوية وامتدت حياة الشيخ يوسف الى 12 محرم سنة 1276هـ 1859 ثم مات بعد تمارض قليل فدفن بالقبة المعد له بالزاوية
( وقد ) هدمت هذه الزاوية فى ذى الحجة سنة 1366هـ ( أكتوبر 1947) لتشغل مكانها وزارة الأوقاف عمارة سكنية (2) ونقلت رفات لا ظوأغل وزوجته الست بمبا خاتون وجثت الشيخ يوسف الى مكان فى الجهة القبلية من أرض الوقف وبنى لهم قبور ومصلى صغيرة ورأيت على شاهد قبر لا ظ وأغل البياتا بالتركيبن هذه تعريبها
( محمد بك الصديق الوفى لحاكم مصر * انتقل الى جنات النعيم * فأحزن الدنيا برحيله وكان ناظرا)
(وجاق معسكر الجهادية وخدم الجيش بالصداقة وكان رجلا كاملا يحب )
( الأولياء وكم أغاث ملهوفا استغاث به ووفاته كانت مأتما للدنيا كلها نسأل الله )
وببركة شهيد كربلاء ان تسعه بعفوه ورمته وان يجعله فى رفاقه الحور العين ويحرم شعره على النار * يارب اجعل محمد بك فى عالم السعادة يارب أنزل الرحمة على قبره الطاهر )
----------------------------------------------------------------
(1 ) ألفها سنة 1211 هـ منها نسخة خطية بخط الشيخ يوسف المترجم له كتبها فى 2 من رجب سنة 1272 هـ من مخطوطات دار الكبت
( 2 ) رقم 100 شارع القصر العينى
-------------------------------------------------------------------
والأرض التى عليها الزاوية وضريخ الشيخ يوسف ومدفن المترجم له مساحتها 36 ر 1815 متر مربعا ومنها مساحة 43ر647 م – م وهى مساحة ما تقوم عليه الزاوية المذكورة
( وقد ) تنظر ديوان الأوقاف على هذه الزاوية وباسم زاوية الشيخ يوسف ، قى 26 ربيع الأول سنة 1310 هـ بالقرار رثم 289
( ولما ) قامت وزارة الأوقاف بهدم الزاوية وملحقاتها واقامة عمارة سكنية عليها اعترضها ناظر وقف الست بمبا زوجة المترجم له فرفعا أمرها الى القضاء بدعوى قيدت برقم 3534 سنة 1948 كلى مصر طلبا فى عرضتها الحكم لهما بصفتهما بالزام الوزارة بتسليمها الأرض المشغولة بضريح ومدفن الواقفة وزوجها الشيخ يوسف الكائنة بشارع القصر العينى بما عليها من المبانى مستحقة الهدم .
وأنتهى الحكم فى هذه القضية فى محكمة الدرجة الأولى الى ان العين موضوع النزاع ليست وقفا بابعا لاوقاف المرحومة بمبة خاتون وانما هى جهة خيرية لها نصيب فى الاستحقاق فى ريعه ورفضت الدعوى تأسيا على ذلك ز
( واستأنف ) الناظران الحكم بالاستئناف رقم 527 -68 ق وطلبا الغاء الحكم الابتدائى والحكم لهما بطلبانهما وبتاريخ 3 مايو سنة 1953 قضت محكمة استئناف القاهرى بتأييد الخكم المستأنف
( فطعن ) الناظران على هذا الهكم بطريق النقض ( وانتهى 9 قلم محكة النقض الى ان شرط اعتبار الأماكن المخصصة للعبادة والبر والأحسان من الأماكن العامى طبقا لنص الفقرة السابقة من المادة التاسعة من القانون المدنى القديم – هو أنتكون فى رعاية الحكومة تدير شئونها وتقوم بالصرف عليها من أموال الدولة فاذا كان الثابت ان وزارة الأوقاف لم تتولى ادارة تلك الاعيان المتنازع عليها بصفتها الحكومية وانما بوصفها ناظرة عليها شأنها فى ذلك شأن اى فرد من الأفراد يعهد اليه بادارة شئون الوقف وأنه بيس من شأن هذا النظر ان تخلع على هذا المال صفة المال العام .
ولما كان ذلك كذلك فانالحكم المطعون فيه اذا عبر أعيان النزاع من الأموال العامة بوصفها أماكن عبادة وبر واحسان وان لوزارة الاوقاف باعتبارها فرعا من فروع الحكومة الحق فى وضع اليد عليها يكون أخطأ فىتطبيق القانون بما يستوجب نقضه .
وهو حكم سديد وضعت محكمة النقض الحقوق فيه فى وضعها الصحيح ( يراجع الطعن رقم 55 سنة سنة 24 ق جلسة 15 مايو سنة 1958 مجموعة المكتب الفنى السنة التاسعة العدد الثانى ص 453 ، وقد أيم لصاحب الرتجمة فى نهاية القرن المنصرم تمثال امام بيت المرحوم ابراهيم بك الكبير الذى آل الى اسماعيل صديق المفتش وهو الان مقر وزارة المالية بالميدان الذى كان يعرف سابقا بميدان البركة الناصرى وحاليا بميدان لا ظوغل بين قناطر السباع ( ميدان السيدة ) وبين باب اللوق ( وقيل ) عن هذا التمثال انه ليس لمحمد بك لا ظ أوغل ولكن لمن يشبه لعدم وجود صورة له حين اتجهت الرغبة فى تخليد ذكراه بأقامة هذا التمثال فى عصر الخديوى اسماعيل والمرحوم مصطفى بك وهم سكرتير مصلحة التنظيم السابق المتوفى سنة 1365 – 1945 كان يقول ان هذا التمثال على صورة محمد بك لا ظ أوغل ولكونه لم أردك الوقت الذى أقيم فيه لا أجزم برأى فى القولين غيرن ان لوائح الصحة بادية على وجهه نظر المرحومو مصطفى وهم وما قيل عن هذا التمثال قيل مثله عن تمثال ابراهيم الخديوى السابق الذى اقيم فى ميدان العتبة اولا ثم نقل الى ميان الاوبرا
( أسرة محمد بك لا ظ وأغل ) وليس لمحمد بك ذرية فقد مات عن غير عقب وكان كتزوجا بالمرحومة الست بمبا خان بنت عبد الله البيضاء وهى فتاة جركسية من الكرج استرقها ثم اعتقها وتزوج بها ولم ترزق منه بولد ومات كلاهما عقيما وماتت الست بمبا المذكورة فى شهر ربيع الأول سنة 1251 هـ ( يوليو سنة 1835 ) ودفنت مع زوجها فى تربة بزايوة شيخه بشارع قصر العينى وهى السابقة الذكر ووفاتها ثابته فى السجل رقم 402 س 58 م 20 ص -14 شوال سنة 1251 فى ضبائر محفوظات محكمة مصر الشرعية .
وقف الست بمبا
وللست بمبا وقف صارد به أربع حجج ( الأولى ) حجة وقف أهلى محررة فى محكمة الباب العالى بمصر بتاريخ 28 ربيع الآخر سنة 1240 منشأ الوقف فيها على عتقاتها و1ريتهم وقعد انقراضهم على جهات بر ( والثلاث ) حجج الآخرى على جهات خيرية منها الزاوية المذكورة آنفا
وقد آل النظر على هذا الوقف الى المشروط عليهم من عتقائهم وأعيان الوقف أطيان زراعية بناحية ساقية داقوف مركز سمالوط وعقارات بالقاهرة .
وجميع من ينتمى اليها من النظار والمستحقين لا ينتسبون اليها الا من طريق الولاء المبين وليست لهم قرابة بها
وعلى ما ذكر فليس لمحمد بك لا ظ ولا لزوجته ذرية من الظهور ولا من البطون
( وجنينة لا ظ ) الكائنة بالسبع سقايات ظاهر القاهرة بحارة لاسيدة زينب رضىالله تعالى عنها لا تنسب الى محمد بيك لاظ كما هو الشائع على أنسة العامة والخاصة وهو منسوبة على الصحيح للمرحوم محمد أغا لا ظ الشهير بالجوهرجى زود المرحومة الشريفة فاطمة خاتون الاسلامبولة بنت المرحوم الشريف ( الا الأمير ) حسن أغا الاسلامبولى كما تنص على ذلك حجة الايقاف الشرعية الصادرة من محكمة الصالحية بالقاهرة فى 18 شعبان سنة 1194 والمحدد فيها هذا المكان بخليج الماوردى وارص المرب 0 غربا ) وخط السبع سقايات شرقا وارضى التتر الوافدية شمالا وبقية حكر يلبغا وجنينته احمد أغا قاميش جنوبا وقد وقفها لا ظ المذكور على بنبنه زينب ونفيسة وتقررت على هذا الوقف اخيرا الست فاطمة هانم لا ظ بنت مصطفى لا ظ بن محمد لا ظ بن زينب بنت الواقف المذكور وقد استبدلت هذه الجنيينة بأطيان بيانها كلاتى 114 قدان و20 قيراط و1 سهم بجهة كفر الحمام مركز الزقازيق شرقية بحجة بدل مؤرخة فى شرعية مصر فى ذى الحجة سنة 1326 قى 9 /12/ 1908 ص 75 جزء 17 والمعالم المحددة بها الجنينة المذكورة لا تزال بمسمياتها والسبع سقايات فى حارة السيدة حاليا وارض الجنينة هى محطة السيدة الموصلة الى حلوات وملحقاتها وانما نذكر ذلك اولا وآخر التصيحيح هذه الاوضاع للتعر فعليها على بيته ومنعا لا ختلاط النساب والقوف فيها بالحدس والتخمين



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط