آثار المدينة المنورة حتى لا يطوي بقيتها النسيان!
كانت المدينة المنورة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم اليها تعرف باسم (يثرب).
فقد ورد اسمها بهذه الصيغة في القرآن الكريم في قوله تعالى:
(وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستئذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا).
وكانت يثرب من مدن الحجاز المتحضرة، ومركزاً تجارياً وثقافياً في عهد ما قبل الإسلام، وازدادت أهميتها ومكانتها بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً اليها، إذ قال: (اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إليّ فأنزلني أحب أرض إليك).
وإذا كان تاريخ المدينة زاخراً في عهد ما قبل الإسلام، فإن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قد حولها الى (مدينة) بمفهوم حضاري واضح انسحب على تسميتها فسميت بـ (المدينة)، وأصبحت مهبط ما تبقى من الوحي، وصارت عاصمة الإسلام، ومقرّاً للخلفاء الراشدين، وإليها تشد الرحال حجاً وزيارة وتبركاً:
(لا تشدّ الرحال إلا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى).
هكذا بدأت نشأة هذه المدينة الإسلامية وتخطيطها من يثرب، بعد هجرة الرسول إليها، وبها كان بداية وضع بذور المسجد الجامع، بالإضافة الى مساجد الصلوات الخمس.
كانت المدينة ـ بالإضافة الى مكة ـ موضع اهتمام من قبل الخلفاء والحكام على مر العصور التاريخية، وهو ما ساعد بلا شك على ازدياد النمو العمراني فيها، كما حظيت المنشآت المعمارية بشكل عام، والمسجد النبوي بصفة خاصة، بالعناية والرعاية والتجديد والإضافة، مما أخرج هذه المنشآت عن صورتها الأولى.
أسهبت المصادر التاريخية والجغرافية، وكتب الرحلات في وصف المنشآت المعمارية، وأعمال التجديد، والإضافات التي قام بها الخلفاء والسلاطين على مر العصور بالمدينة المنورة، وكذلك في وصف ما شيدوه من مساجد، ومدارس، ورباطات، وتكايا، وحمامات، وبرك، وأسبلة، وقصور، ودور، بالإضافة الى الأسوار والبوابات وغيرها.
كما تضمنت هذه العمائر كثيراً من اللوحات الكتابية التأسيسية التي نقشت بخطوط متنوعة.
ولعل المرء لا يكون مغالياً إذا أشار الى أن الجزء الواقع ضمن نطاق المدينة المنورة من طريق الهجرة النبوية الشريفة، وما ارتبط بها من أمكنة، ومعالم تاريخية، يعد أقدم الشواهد الأثرية الإسلامية بالمدينة المنورة.
وعلى أية حال يمكن تقسيم الآثار الإسلامية بالمدينة المنورة الى نوعين رئيسين، هما العمارة والكتابة الإسلامية.
وتنقسم العمارة الإسلامية بالمدينة المنورة، حسب وظائفها، الى:
1/ العمارة الدينية: مساجد ومدارس ورباطات.
2/ العمارة المدنية: قصور، وحمامات، وأسواق.
3/ العمارة الحربية: آطام، حصون، أسوار.
4/ المنشآت المائية: آبار، عيون، وسدود وبرك.
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|