مسجد ابن التبان
رباط عبد الرحمن كتخذا
أثر رقم 451 ( سنة 1175 / 1762 )
يقول حسن قاسم
هذا المسجد بحارة عابدين ( شق التعبان – بر ابن التبان سابقا ) أنشأه على بن عبد الله بن التبان الآمرى رئيس المراكب ( الأسطول الفاطمى ) فى سنة 517هـ / 1123م ، ذكره المقريزى فى ترجمة منشئه المذكور فى عبارة هذا نصها
( هو رئيس المراكب فى الدولة المصرية ، وكان له قدر وأبهة فى الأيام الآمرية وغيرها ، ولما كان فى الأيام الآمرية تقدم إلى بالعمارة قبالة الخرق غربى الخليج ، فاول من ابتدأ وعمر الرئيس ابنالتبان ، فإنه أنشأ مسجد أو بستانا ودارا ؛ فعرفت تلك الخطة به ) إلى أن خلص من ذلك بقوله : ( وهى الناحية المعروفة الآن بشق التعبان وسويقة القيمرى )*
وافاد فى المصدر نفسه ان بر أبن التبان هذا من حقوق حكر الزهرى نوهو عبد الوهاب بن موسى الزهرى والي الشركة بالفسطاط ، وأحد محدثى مصر ، توفى سنة 210هـ / 825 م وقد بقى هذا المسجد حينا معروفا باسم منشئه ثم تحول إلى زاوية صغيرة ؛ دفن بها فى ربيع الأول سنة 825هـ / 1448 م الشيخ بكير من معتقدى هذا العصر
وفى أوائل القرن الحادى عشر ، أتخذ جماعة الخلوتية أتباع الشيخ كريم الدين الخلوتى المدفون بجامع كزل بغا بمعيدية فريج ( شارع البرمونى ) من هذه الزاوية محلا لإقامتهم بقوا به حينا فعرف بهم ، ولما مات شيخهم الشيخ رمضان الخلوتى فى سنة 1041هـ / 1632 م دفن به إلى جانب الشيخ بكير الذى عرف بالأربعين لجهل العامة به
وفى سنة 1175هـ / 1762 م جدد الأمير عبد الرحمن كتخدا هذا الرباط ، وأنشأ فى مقابلة غربا دارا له عرفت بدار عبد الرحمن ، ثم آلت إلى غيره حتى تهدمت وبقى من موضعها قطعة أرض فضاء تقع فى غربى هذا الرباط برقم 15 من سكة رحبة عابدين بارض بطن البقرة ؛ وقد أحدث لهذه المناسبة قنطرة لتسيير الوصوف إلى هذه المنطقة عرفت بالقنطرة الجديدة
وهى نفس القنطرة التى عرفت منذ عهد عباس باشا حلمى الأول ، باللى كفر وهو عثمان دده البكتاشى أحد الشيوخ المنتسبين إلى هذه الطريقة وهى فرع من الباطنية الإباحية ؛ وقد اتخذ من هذا الرباط وكرا له ولأصحابه بقى فيه إلى عصر عباس باشا الأول ، فلما أضطهد الخديو المذكور رجال هذه الطريقة وشردهم كل مشرد وظهرت عورة هذا الرجل وأتباعه لسكان الحى ، رفعوا أمره إلى عباس باشا فكم بكفره وإدانته ، فشفع له بعض المقربين فنفى إلى أسوان ، ثم عاد إلى مصر فى عهد الخديو إسماعيل وبقى خاملا حتى مات فى سنة 1290هـ / 1873م
وقد اشار كل من الجبرتى وعارف باشا إلى هذا الرجل وعلاقته بهذه المنطقة فى تاريخها ، ومنذ ذلك الحين ؛ وعقب شيوع كفريات هذا الدعى الباطن عرفت القنطرة بل الحى كله باسم ( اللى كفر ) بعد تسميته الأولى وأطلقت مصحلة التنظين هذا الأسم على الجزء الذى يعرف الان برحبة عابدين او بطن البقرة سابقا ، وعلى جزء آخر كان يقابله من الجهة الشرقية ، ثم بعد حين بدل ( بالذى كفر ) حتى اختفى هذا الاسم نهائيا منذ سنة 1352هـ / 1933 م
وقد اثير حول تسمية هذه القنطرة إثارة بين كل من العجور توفيق حبيب المتوفى سنة 1941م والمرحوم محمد بك مسعود المتوفى سنة 1942 والمرحوم محمد بك رمزى المتوفى سنة 1945 م ، وآنسة ( نبيهة حسن ) فكتب الالأول فى أهرام نوفمبر سنة 1940 / شوال سنة 1359 يقول : ( إنها نسبت إلى ليكوفر حاكم البلد ( مصر ) فى عهد بونابرت )
فرد عليه الثانى : مؤيدا هذه النسبة ، مصححا له اسم المذكور إلى كفر يلى ، وأنه كان من قواد الحملة الفرنسية ومات بعيدا عن القاهرة ، وكتب محمد رمزى بك ردا عليهما وقد أطال النفس عنهما فيما كتب مستبعدا تصويب شىء منه ؛ وذكر عبارة نقلها عن بعض الشيخة ، ولو أنها لا تمت إلى الحقيقة بشىء وفيها تخليط ظاهر إلا أنها تقرب صورة إلى الذهب مما انطوت عليه أسباب هذه التسمية
ثم كتب لى بتاريخ 13 ديسمبر سنة 1944 قبيل وفاته بأشهر كتابا خاصا ؛ فيه أن هذه القنطرة هى معدية فريج المذكور فى خطط المقريزى ، وأنه يستوضحنى الرأى فيما ذهب إليه ، لمناسبة شروعه فى التعلليق على الجزء العاشر من النجوم ، فكتب إليه رحمه الله أن ما ذكره عن سبب القنطرة ( باللى كفر ) فى أهرام 4/11/1940 يكاد يقرب من الحقيقة وأن ما سبق نشره عنها من مشعود بك والصحافى العدوز يرده تسمية المصريين للقائد كفر يللى بابى نبوت ،كما فى الجبرتى معاصر ، لأنه كان برجل واحدة ، فلو أن له أثرا بهذه القنطرة لكانت تسميتها بأبى نبوت المعلوم لديهم أولى من تسميتها باسمه المجهول ، ثم هو كان يسكن بحى الدرب الأحمر لا بهذا الحى
أما احتمال أنها معدية فريج فاحتمال بعيد عن الصواب ، لما ذكره المقريزى فى الخطط بشأن هذه المعدية لدى كلامه على جامع كزل بغا ، ولما وضحناه بشأنها فى الكلام عن مسجد ابن التبان ( رباط عبد الرحمن وهو المترجم هنا ) ومسجد وبيت فريج بحارة التمساح وجامع كزل بغا وهو المعروف بكريم الدين الخلوتى بشارع البرمونى وهو نفس المنطقة التى عرفت فيما سبق بمعيدة فريج أو فرج ثم ذكرنا له خلاثة من ذلك نشرها فى حواشيه على الجوء العاشر الذى مات مأسوفا عليه ، ولما يتم له نشرها
تصحيح خطأ
لم يذكر على مبارك باشا هذا الأثر بما وضحناه ، وذكر صديقى المرحوم محمد بك رمزى أنه زاويةجميزة ، أنشاء الأمير سيف الدين جبرك السلاح دار المنصورى فى سنة 682هـ / 1283 وظاهر كلام المقريزى فى الخطط يضع هذه الزاوية فى جملة أراضى الزهرى ؛ بيد أنه يضعها بالقرب من معيدة فريج ، ثم أوضح موضع معدية فريج هذه حينما ذكر جامع كزا بغا وهو جامع كريم الدين الخلوتى ، فقال : ( وفى خط معدية فريج جامع كزل بغا ، وواضح من حجة الملك الشرف قايتباى أنها بنهاية شارع ضلع السمكة على قيد غلوة من درب الفواخير ن وهو الدرب المواجه لمحل هذه القنطرة والذى يسمى بهذا الاسم حتى الان
ومما ذكر يتبين ان معدية فريج هى نفس الشارع المعروف بشارع البرمونى ؛ نسبة للشيخ البرمونى المدفون به ولفريج الذى تنسب إليه هذه المعدية زاوية بلصق داره بحارة التمساح رقم 10 بنهاية هذاالشارع فى غرب مسجد البرمونى تعرف بسدى فرج ، وقد جددها الأمير محمد أغا دياب فى سنة 1167 هـ/1754م وكان قد أنشأ هذه المعدية للتعدية منها إلى داره التى تخربت نوحل فى محلها مبنى آخر فى جوار المسجد ، وهو نظام سارع عليه أصحاب الدور منذ ذلك العصر حتى ردم الخليح فى أوائل هذا القرن
وزاوية جميزة كانت بشارع جميزة الذى أقيم على ارضه بعض القسم الشرقى من سراى عابدين ، وكان يحده شرقا سويقة صفية وخط قواديس وبعض شق التعبان وسويقة القيمرى ، وغربا خط بركة الشقاف ( ميدان عابدين ) وجنوبا خط الزير المعلق وشمالا الهدير الصغير وبركة الفهادة وظاهر بستان العدة شارع حسن الأكبر والهدارة والكرداسى )
وكانت الزاوية تقع فى نهاية هذا الشارع من جهته الجنوبية مقابل حارة الزير المعلق على غلوة من جامع عابدين بك – المعروف بجامع الفتح – وقد أدركه الوزير على مبارك باشا ، بيد أن الشيخ عثمان مدوخ الذى كان مكلفا منه بتقديم مذكرات عن مساجد القاهرة وآثارها لوضعها فى الخطط ن قد خلط بينها وبين المسجد المعروف بالسيد محمد هاشم جميزة بن السيد محمد زين العابدين بن صفى الدين نقيب ألأشراف بمصر سابقا حتى إنشائه فى غرة رجب سنة 1088هـ / 1677م كما فى كتاب وقفه ، واصله المدرسة الزيادية سكن محمد النويرى العجمى ، ورباط عبد الرحمن كتخدا لا يزال مطبوعا بطابعة يحمل اسمه فى هذا نصها :
رباط خير جزيل العفو أرخه
قد جاء بشرى من الرحمن للعيد
وقد جددته نظارة الاوقاف فى سنة 1323
---------------------------------------------------------
قرار نظر السيد محمد وعثمان على وقف جدهما المذكور ، سجل التقارير رقم 8 صفحة 22 سنة 1174هـ / 1761م