موقع د. محمود صبيح

في خضم الأحداث المتعاقبة في العقد الأخير ومع ظهور وانتشار الفضائيات وما تبعها

وفي خضم ما يموج به العالم من أحداث الآن .

وجدنا تغيراً قد طرأ على مسألة التصوير - الفوتوغرافي والسينيمائي - في فقه المتمسلفة.

فبعد أن كان اقتناء التلفاز أو الدش من المحرمات ، ومما يتقرب إلى الله بتركه ، أضحى ذلك من المباحات ، ولعله الآن قد وصل عندهم لدرجة الواجبات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

فامتلأت الفضائيات برموزهم ، وأصبح الظهور على شاشات التلفاز مما لا حرج فيه .

ودونك أخي في الله ما تعج به شوارع وميادين مصرنا المحروسة من صور هؤلاء في وقتنا الحاضر.

- والفقير لا ينكر عليهم تغير الفتوى ، ولكن العجب كل العجب ممن يستحل ذلك لنفسه ويحرمه على غيره .

فلو أن واحداً من أئمة أهل السنة والجماعة قد أفتى بفتيا تخالف ما كان يراه فيما سبق لأقام هؤلاء الدنيا وما أقعدوها.

وهذه مجموعة من التقريرات - في مسألة النصوير - لرموزهم تبرز الكثير والكثير من نفسية هؤلاء.

قارن بينها أخي في الله وبين ما يحدث الآن تجد عجباً

- سئل الألباني عن حكم الصور والندوات في التليفزيون فقال [: لايجوز استعمال الصور مهما تعددت أساليب تصويرها : سواء كانت باليد ، أو بالآلة الفوتوغرافية ، أو بالفيديو ، فإن ذلك لا يجوز ، أما التوسع ، هذا ، الذي نراه في العصر الحاضر ، أنه مثلاً يريد أن يلقي محاضرة ، فيطلع في التلفاز ، وين الضرورة ؟! بينما إذا كان المقصود هو التعليم : فيحصل بمجرد أن يسمع الناس كلام المتكلم ، وهذا كافٍ في تحقيق المصالح الشرعية.]اهـ

- وقال أيضاً في موضع آخر :[ما فائدة تجاوبي مع اللجنة المسؤولة في التلفاز أن ألقي درساً منظماً بواسطة التلفاز !! ما الذي يستفيده الناس سوى أن يروا صورتي !!ولكن يمكنهم أن يسمعوا صوتي بدون طريقة التلفاز !! فالفائدة المرجوة والمؤثرة ليست هي بروزي أنا بشكلي !! وإنما بروزي أنا بصوتي !! فإذن ليس هناك فائدة كبرى من وراء تبرير هذا العمل من أجل إفادة الناس الآخرين !! فليكن ذلك بطريق الإذاعة بالراديو وليس بالتلفاز !!]اهـ

- وقال الألباني في إجابته لسؤال عن حكم استعمال التلفاز لنشر الدعوة في بلاد الكفر وعلل السائل ذلك بقوله : فلو أننا قصرنا الدعوة في المسجد فالذين يرتادون المسجد قليل ، ثم التليفزيون أنت تعلم أنه ...البيت ... خاصة في بلاد الكفر ... في البيت الواحد أكثر من جهاز .. فهل يجوز للمنتسب أن يصور نفسه أو يوجد من يصوره يتكلم أو يشرح العقيدة السليمة أم لا؟؟

فأجاب الألباني : لا ، ولكنك لماذا قفزت قفزة الغزلان في غير ما ينبغي القفز فيه ؟؟ لقد قفزت من المسجد إلى التلفاز !! أليس هناك واسطة أخرى تستغني بها عن التلفاز ألا وهو الراديو؟! فكما يدخل التلفاز إلى كل دار : كذلك يدخل صوت الراديو - أو : "الراد" كما يقول بعضهم - إلى كل دار ، فإذن أين الضرورة المدعاة في سؤالك بأن يبرز المحاضر أو الواعظ أو المعلم أو الفقيه أو المحدث بشخصه فقط ؟! أنا لا أنكر أن لبروز الشخص بصوته وذاته تأثيراً على للناس ، ولكن ليس من ضرب الضرورات ، وإنما هو من ضرب الكماليات.]اهـ

- وقال أيضاً :[فما الذي يستفيده الجمهور أن يرى المحاضر الفلاني هو فلان ! والصوت هو الصوت الذي يسمعه من الراديو ! فقط أنه يرى الشخص ! أنا قلت لك سلفاً لا شك أن بروز الشخص بشخصه وصوته معاً بالتأكيد له أثر على المشاهدين والسامعين معاً من أن يقتصروا علة أن يسمعوا الصوت دون أن يروا الشخص ، أنا أعرف هذا ، ولكن هل هذا من المسوغات لارتكاب ما أصله محرم ؟ الجواب لا ؛ إذن يكفي أن يستعمل الراديو.]اهـ

- وقال الألباني أيضاً عن التليفزيون (سلسة تسجيلاته المعروفة بالهدى والنور شريط 42) :[لا يمكن أن تجده في بيت مسلم إلا وهو يستعمل فيما حرم الله لشدة الافتتان به وأنا شخصياً أعتقد بأن التليفزيون من أشد وأخطر آلات الملاهي فتنة وضرراً وإلهاءً عن القيام بكثر من الواجبات التي تجب على المسلم المقتني له]اهـ

- قال محمد بن إبراهيم آل الشيخ في فتوى له في معرض رده عن جواز استخدام أفلام سينمائية من النوع التعليمي :[إننا لا نرى في هذا إلا المنع لأنه :
أولاً: عرض صور وإن كان لمدة قصيرة ثم تزول ولكنه عرض لصور متحركة بالجملة .
ثانياً : أن هذا تقليد للأجانب والتقليد لا يمكن أن يأتي بفائدة على للبلاد .
ثالثاً : لا تجد الموضوع بلغ مبلغ الضرورة التي تبيح المحذورات كحل لحم الميتة للمضطر .
ومع هذا فلست متعنتاً في هذا الأمر ، فإذا وجد من العلماء من يشرح الموضوع شرحاً دينياً فأنا مستعد لسماع أقواله وعرضها على ما أعلم . ولايلزمني إلا أن أقول ما أعتقد.]اهـ

- قال ابن العثيمين : [وهكذا كل شيء تركه الإنسان لله لا يرجع فيه . ومن ذلك ماوُفَّقَ فيه كثير من الناس من إخراج التليفزيون من بيوتهم توبةً إلى الله وابتعاداً عما فيه من الشرور فهؤلاء قالوا هل يمكن أن نعيده الآن إلى البيت ؟ نقول : لا ، بعد أن أخرجتموه لله لا تعيدوه ، لأن الإنسان إذا ترك شيئاً لله فلا يعود فيه.]اهـ

- قال محمد أمين الشنقيطي [ولا شك أن دخول المصورين للمسجد الحرام حول بيت الله الحرام بآلات التصوير يصورون بها الطائفين والقائمين والركع السجود : أن ذلك منافٍ لما أمر الله به من تطهير بيته الحرام للطائفين والقائمين والركع السجود ، فانتهاك حرمخة بيت الله بارتكاب حرمة التصوير عنده لا يجوز ؛ لأن تصوير الإنسان دلت الأحاديث الصحيحة على أنه حرام وظاهرها العموم في كل أنواع التصوير . ولا شك أن ارتكاب أي شيء حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من الأقذار ، والأنجاس المعنوية التي يلزم تطهير بيت الله منها.]اهـ

ملحوظة :

أخذت هذه النقول من رسالة : [الرد العلمي على من أجاز ظهور المشايخ في الفضائيات واحتج بفتوى الشيخ أبي إسحاق الحويني - مكتبة أحمد بن حنبل - مصر - القاهرة - الطبعة الثانية - 1429هـ 2008م - وهي للمدعو أبو نوران حامد بن عبد الحميد.